اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #166  
قديم 07-07-2010, 07:26 PM
The Chemist Man The Chemist Man غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0
The Chemist Man is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم

لقد تفوهت بهذه الكلمات من قبل ولكن سأرددها ثانية علها تكون خير دليل علي ان اقول رأي دون انحياز لأحد

بداية انا لم أنافق في حياتي للقريب أو البعيد فإذا ابتسمت فبسمتي علامة الحب الأكيد

إن قلت في يوم نعم أو لا فأعني ما أريد فأنا وفي للعهود وعن وفائي لا أحيـــــــــــد

أتمني من الله تعالي ان يكون معني الكلمات البسيطة هذه قد وصلت لكم

قبل أن أتحدث في أي شئ عن الصوفية أو غير ذلك لابد وأن أتحدث عن حرية الرأي

أظن أننا في بلد ديمقراطي وبالتالي لنا حرية الرد والموافقة والرفض لكن ان يقول احد فينا رايه سواء كان صوفيا أو اي شئ اخر حتي

ولو كان يهوديا وترسل له اكثر من رساله بتهديده في غلق حسابه علي الموقع فاظن ان هذا خطأ كبير أوشكت أن تقع فيه ادارة

المنتدي .

الرأي مجرد ابداء لوجهة النظر ولكن ان نحجم اراء الأعضاء في شئ محدد وفي موضوع معين خشية من بعض الاشخاص وانحيازنا

لأشخاص معينة فهذا خطأ ثاني من وجهة نظري المتواضعة وأتمني من الله تعالي ان اكون قد قدمت جرس انذار لكل مشرفي

المنتدي أقول مرة ثانية لا تحجمو اراء الناس حتي يتسني لنا النهوض بالموقع الجميل الذي نريده دائما عاليا وعظيما

أرجو الاهتمامز وبعد ذلك ان شاء الله سنتناقش في موضوع علماء الصوفية (شكرا جزيلا)
  #167  
قديم 07-07-2010, 08:25 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 57
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 21
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي مشاهدة المشاركة
الاستاذ العزيز/ ابو اسراء بداية الامر انا لم المز فى الشيخ محمد بن عبدالوهاب انما ماذكرته هى اقوال علماء منهم الشيخ محمد الزينى بن دحلان مفتى المملكة السابق وهناك رسالة لاخو الشيخ فى الرد عليه.
الامر الثانى: انك طلبت منى ان اقرا للشيخ قاهر البدعة اقول لك اننى اراسل جماعة سنية سلفية بالمملكة منذ مايزيد عن الخمس سنوات ومقرها(عفيف)وقد زودونى _اعزهم الله_ بالعديد من الكتب سواء للشيخ ابن عبدالوهاب او ابن باز او ابن عثيمين او ابن جبرين وكذلكم للدكتور العريفى والمنجد وغيرهم من علماء المملكة.
ثم اضفت اخى العزيز بعض الابيات فى مدح الشيخ:
إن كان تابع أحمد متوهباً *** فأنا المقر بأنني وهابى
لك ماتريد فى اعتقادك ولن اقول كما قال الشافعى:
ان كان رفضا حب ال محمد*** فليشهد الثقلان انى رافضى
ولكنى اقول بان عقيدة اهل السنة والجماعة ليست حكرا على طائفة دون اخرى ليست حكرا على ابن عبد الوهاب وتلاميذه ولا على ابوحامد الغزالى وتلاميذه ولا على اتباع ابن رشد الفيلسوف كل هؤلاء فهموا القران والسنة واجتهدوا فى فهمهم فمن الجور احتكار الصواب على طائفة دون اخرى.
*******************************
اما عن استاذنا ا/خالد سليمان....اقول لك ان والدى هوالرفاعى حقيقة لامجازا بل وجدى الاكبر ايضا يحمل نفس الاسم ولست منتسبا للطريقة الرفاعية ولا الى اى طريقة اخرى واضيف ان التصوف الذى قرأت عنه والذى اعرفه ليس سبة لاتهرب منه وهذه البدع التى تتكلمون عنها ليست من التصوف بل هى دخيلة عليه ولا يقبلها عاقل ولقد لخصت رأى فى التصوف فى مشاركة سابقة اعيدها حتى يتضح الامر.
التصوف الإسلامي هو مقام الإحسان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
وقد أطلق اصطلاح التصوف على الزهاد ، والفقراء ، والعباد ، والملهمين ، والمحدثين ، والسياحين ، والملامتية ، وأهل العزلة ، وأهل الصمت ، وأهل الخلوة ، وأهل الذكر ، وأهل الإرشاد .

وللتصوف الإسلامي تعريفات كثيرة كلها ترجع إلى معنى واحد هو الإحسان والخلق والتقوى وطلب الكمال .


· تعريفات التصوف الإسلامي :وللتصوف الإسلامي تعريفات كثيرة كلها ترجع إلى معنى واحد هو الإحسان والخلق والتقوى وطلب الكمال .
فمن تعريفات التصوف :
- قال سيد الطائفة الإمام الجنيد رضي الله عنه : التصوف استعمال كل خلق سني ، وترك كل خلق دني .
- وقال بعض العارفين : الجد في السلوك إلى ملك الملوك .
- وقالوا : هو الموافقة للحق ، والمفارقة للخلق .
- وقالوا : هو ابتغاء الوسيلة إلى منتهى الفضيلة .
- وقالوا : هو حفظ الوفاء وترك الجفاء .
- وقالوا : هو الرغبة إلى المحبوب في درك المطلوب .
- وقالوا : هو تحقق صفات المؤمن الثمانية المذكورة في قوله تعالى :
- وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله : التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس ، وتصفية الأخلاق ، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية .
- وقال أحمد زروق رحمه الله : التصوف علم قصد لإصلاح القلوب ، وإفرادها لله تعالى عما سواه ، والفقه لإصلاح العمل ، وحفظ النظام ، وظهور الحكمة بالأحكام .
- وارتضى قول بعض الشيوخ في تعريف التصوف : التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك في التصوف .
- وقال الإمام المجدد أبي الحسن الشاذلي رحمه الله : التصوف تدريب النفس على العبودية ، وردها لأحكام الربوبية .
- وقال ابن عجيبة رحمه الله : التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك ، وتصفية البواطن من الرذائل ، وتحليتها بأنواع الفضائل ، وأوله علم ، ووسطه عمل ، وآخره موهبة .
- وقال أحمد زروق رحمه الله في قواعد التصوف : وقد حد التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين ، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى ، وإنما هي وجوه فيه .
- وقد ذكر الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء تعريفا للتصوف في كل ترجمة من تراجم كتابه تقريبا ، وفي كتابه أكثر من ألفي ترجمة .


· تـعريـفات الصوفي :وقالوا في تعريفات ( الصوفي ) :
- قال الإمام أبو علي الروذباري : هو من لبس الصوف على الصفاء ، وأطعم الهوى ذوق الجفاء ، وكانت الدنيا منه على القفا ، وسلك منهاج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
- وقال الإمام سهل بن عبد الله التستري : الصوفي من صفا من الكدر ، وامتلأ من الفكر ، وانقطع إلى الله من البشر ، واستوى عنده الذهب والمدر .
- أنشد الإمام تقي الدين السبكي لأبي الفتح البستي :

قدما وظنوه مشتقا من الصوف
تنازع الناس في الصوفي واختلفوا
صافي فصوفي حتى لقب الصوفي
ولست أنحل هذا الاسم غير فتى

- وقال بعضهم :

إلا أخـــو فطـنة بالحق معروف



علم التصوف علم ليس يعرفه


وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف



وليس يعرفـه من ليس يشهده



· ليس هذا من التصوف الإسلامي :اعلم أيها الأخ المسلم أن التصوف الإسلامي الأصيل قد ابتلي بالأدعياء شأنه شأن غيره من علوم الإسلام والدعوات الصادقة فيه ، إذ اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون لكل حق باطل يشبهه ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، وقد سخر الله تعالى من عباده من بينوا للناس منهج الحق والخير والصواب ، وميزان العدل والاعتدال ، ليميز الناس الحق من الباطل ، والزيف من الصرف ...
من أجل ذلك فاعلم أنه :

- ليس من التصوف الإسلامي : القول بمخالفة الشريعة للحقيقة ، أو أن أهل الحقيقة لا يتقيدون بالشريعة ، أو أن ظاهر الإسلام شيء غير باطنه ، أو أن مسلماً عاقلاً رُفع عنه التكليف .
- وليس من التصوف الإسلامي : القول بالحلول أو الاتحاد ، أو الوحدة التي تزعم أن الكون هو الله ، والله هو الكون ، وما جاء مما يوهم ذلك على لسان بعضهم فهو مؤول بما يوافق دين الله ، أو هو مدسوس على القائل ، أو هو مما قاله في حالة الفناء والغيبوبة على لسان الحق عز وجل ، ونحن نستغفر الله للجميع ، ونحسن الظن بكل مسلم .
- وليس من التصوف الإسلامي : الذكر على الطبل والزمر بأنواعه مهما كان
- وليس من التصوف الإسلامي : تحريف أسماء الله والرقص بها ممطوطة ، أو محولة إلي أصوات ساذجة لا معنى لها ، ولا قراءة الأوراد بغير فهم ولا إعراب .
- وليس من التصوف الإسلامي : لبس عمائم الريش ، ولا حمل سيوف الخشب والصفيح ، ولا القذارة ، ولا البلادة ، ولا البطالة ، ولا الجهالة بدين الله ، ولا ادعاء الولاية والمتاجرة بالكرامات .
- وليس من التصوف الإسلامي : ما يحدث في الموالد من اختلاط محرَّم ، ومباذل وسفاسف لا يرضاها عاقل .
- وليس من التصوف الإسلامي : ما يحدث في الموالد من اختلاط محرَّم ، ومباذل وسفاسف لا يرضاها عاقل ، وادعاءات فضفاضة وتغييب للعقول .
- وليس من التصوف الإسلامي : ادعاء الغيب والدجل والشعوذة والاتصال بالجن والشياطين والسحر والألفاظ الأعجمية والساذجة .


· اقرأ حول التصوف الإسلامي :- للاستزادة في موضوع التصوف الإسلامي يمكنك قراءة الأبحاث والمقالات والكتب التالية :
1) التصوف الإسلامي لفضيلة الشيخ محمد زكي إبراهيم .
2) التصوف الإسلامي لفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف .
3) التصوف الإسلامي لفضيلة الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري .
4) التصوف في الميزان (خطبتان مهمتان من أوقاف دبي ) .
5) تعريف علم التصوف (تعريف للتصوف من أوقاف الكويت ) .



الاح العزيز حضرتك لما تتكلم عن التصوف تكلم عن واقع موجود مش تتخيل شيئ ليس موجود فى الواقع
عندنا فى مصر طرق صوفيه معتمده ونحن نعرض لممارسات حقيقيه وافكار مشايخ هذه الطرق فلا نجد منهم الا البدع والخرافات ماتتحدث عنه انت لاتجده الا عند المتمسكين بالسنه ودعك من المسميات يا اخى نحن يسعنا لفظ مسلم وكفى لماذا هذا المصطلح الغريب " صوفى"؟
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
  #168  
قديم 07-07-2010, 09:53 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 57
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 21
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي ردا على استشهاد الاخ عبد الله بابيات الامام الشافعى كما يفعل الروافض

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد …

من خلال تجولي في الساحات الدينية لاحظت الكثير من الرافضة يستشهدون ببيت شعر الإمام الشافعي رحمة الله عليه الذي يقول فيه :
إن كان رفضاً حبُّ آلِ محمدٍ ... فليشهدِ الثقلانِ أَني رافضي

منهم من يستشهد ويحتج به .
ومنهم من يضعه في توقيعه .
وآخر يقول يكفيني قول الشافعي ....ألخ .

زعماً منهم بأن الإمام الشافعي يؤيدهم وينتسب إليهم وإلى عقيدتهم الفاسدة المنحرفة .
وهذا هو عين الكذب والافتراء ولكن هذا ليس بجديد على الرافضة ، بل من صلب عقيدتهم .
وهذه الدعوة باطلة بل ، هي حجةٌ عليهم لا لهم ، وإليك البيان :

يقول الله عز وجل في سورة الزخرف آية ( 81 ) (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )) فليس للرحمن ولد سبحانه ، وإنما ذلك استبعاداً لقول المشركين ومزاعمهم تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، قد عبر الله عز وجل في الآية بـ ( إن ) وكذا قال الشافعي رحمه الله ( إن كان رفضاً حب آل محمد ) استبعاداً منه أن يكون حب آل محمد صلى الله عليه وسلم رفضاً .

وهكذا نقول اليوم رداً على العلمانيين وأذنابهم : إن كان التمسك بالإسلام والسير على منهاجه وهديه تخلفاً ورجعية فأشهدوا بأننا رجعيون ومتخلفون . ( فهذا من هذا ) .

أما حقيقة رأي الإمام الشافعي رحمه الله في الروافض : ( فإنه لم يرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة ) سير أعلا م النبلاء ( ج10 ص89 )


وقال في بيت من أبيات شعره :

قالوا ترفضت ؟ قلت : كــلا ... ما الرفض ديني ولا اعتقادي

والآن من الأولى بالرافضة أن يستحوا على وجوههم وأن لا يستشهدوا بما هو ضدهم . ولكن ماذا تقول ؟! العقل حجة .

يقول شيخ الإسلام رداً عليهم:

إن كان نصباً حب صحب محمدٍ * * * فاليشهد الثقلان أني ناصبي
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
  #169  
قديم 25-07-2010, 10:56 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي نقاط الحوار

الحمد لله الذي ما شاء تم، العدل المقسط الحكم، والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم، المبعوث إلى سائر الأمم، سيدنا محمد وعلى آله ذوي القدر العلي وصحبه أولى الجد والهمم، وعلى التابعين لهم قدما بقدم


أما بعد


حمدا لله تعالى على عودتي من سفري سالما ،،،


والله أسأل أن تكونوا جميعا بخير


ونستعين بحول الله تعالى وقوته ونقول:


لقد أثار أستاذنا الفاضل / خالد سليمان بعض الشبهات حول التصوف ، وألزمنا الرد عليها ، وقد حصرتها في النقاط التالية :

1. بدعة التصوف
2. تعدد مفاهيم التصوف
3. تعدد طرق التصوف
4. الشيخ المربي
5. أوراد الصوفية
6. أحوال المريد
7. العهد عند الصوفية
8. الخلوة الصوفية
9. الزهد

وسوف نرد على كل نقطة إن شاء الله تعالى من الكتاب والسنة وأقوال العلماء الثقات .


الله أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ،،، آمين
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #170  
قديم 25-07-2010, 11:08 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي بدعة التصوف

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. وبعد، هل اقتصرأئمة المسلمين وقادتهم على اسم المسلمين، أم زادوا في التسميات للإشارة إلى معنى أخص؟ والجواب أن أئمة المسلمين في كافة المجالات، العلمية، والعملية، والتطبيقية،زادوا في التسميات للإشارة إلى معنى أخص.


إذن فلم يكن الصوفية بدعًا بين طوائف المسلمين؛ عندما اختصوا باسم زائد على تسميتهم بالمسلمين، بل إنهم كانوا في ذلك موافقين للأمة بأسرها من لدن الصحابة الكرام إلى يومنا هذا، ولكننا لا ندري ما سر المحاولات المتتابعة للإنكار على الصوفية في هذا المسلك؟ وقد أحسن الأستاذ الدكتور/ أمين يوسف عودة، البيان لهذا المعنى حيث قال:

«لقد أثار مصطلح التصوف حفيظة فئات غير قليلة من أهل السنة، ووقفوا دونه موقف الريبة، لا باعتبار التسمية فقط، ولكن باعتبار السلوك والنتائج المعرفية المترتبة عليه. وهذا الوجه هو الأقوى في إثارة الحفيظة؛ لأن التسمية في حدِّ ذاتها لا تسبب إشكالا إذا كان مضمونها موافقًا للكتاب والسنة والإجماع، حسب تصورات أهل السنة أنفسهم. وهناك شواهد وافرة قدمها الإسلام منذ الوهلة الأولى.

ولعل أول هذه الشواهد مصطلح [الصحبة والصحابة]، والصحابة مصطلح أطلق على كل من صحب الرسول صلوات الله وسلامه عليه مؤمنًا به، وبانتقاله إلى الرفيق الأعلى لم يحز أحد بعد ذلك على شرف هذه التسمية، لكنها بقيت شاهدًا إلى يومنا علامة على الرجال والنساء الذين مارسوا فعل الصحبة أصل التسمية.

بل إن الصحابة سموا بالمهاجرين والأنصار،وهاتان تسميتان أخريان، الأولى: أطلقت على الذين هاجروا من مكة إلى المدينة فرارًا بدينهم، والأخرى: الأنصار، وهم الذين استقبلوهم وقاسموهم حياتهم ونصروا نبي الله صلى الله عليه وسلم، حين جابهته قريش بالعداء، وكان الأنصار قبل ذلك يعرفون بأسماء قبائلهم، الأوس والخزرج.

فإذا ما انتقلنا إلى عصر التابعين، وجدنا أن مصطلح [التابع] قد حدث، وأطلق على من عاصر نفرًا من الصحابة واقتفى آثار حياتهم الدينية والدنيوية. والعلاقة هنا بين الاسم والمسمى لا تحتاج إلى مزيد بيان.

وكذلك يقال في بقية المصطلحات ذات الطابع السلوكي أو العلمي، كمصطلح [الزُّهد] أو [الزُّهَّاد] الذي أطلق على جماعة تنبذ الشئون الدنيوية وتقف جُلَّ وقتها على العبادة ابتغاء الفوز بنعيم الآخرة، والنجاة من عذاب النار، وهو مصطلح ذو طابع سلوكي. وهناك مصطلح [الفقيه] أو[الفقهاء] وهو مصطلح ذو طابع علمي، غلب إطلاقه على المشتغلين باستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها.

وهكذا، نعثر على جملة من التسميات يتم التواطؤ عليها؛ انطلاقًا من طبيعة المعنى المراد التعبير عنه. بل إن بعض التسميات قامت على أساس من صفة اللباس. فقد ورد في قوله تعالى: {قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ} [المائدة : 112]. إن هذه التسمية مأخوذة من صفة البياض في اللباس، إذ كان أصحاب عيسى عليه السلام وناصروه يتميزون بلبس البياض. ولا شك أن كل من نصره بعد ذلك وإن لم يلبس البياض يندرج في زمرة الحواريين من جهة المعنى. فالتسمية بالحواري مشتقةٌ من صفة اللباس أصلا. على أن مضمونها يفيد التأييد والمؤازرة والنصرة للمسيح عليه السلام. ولا يخفى على أحد ما تضفيه سِـمَةُ البياض على هذه الصحبة من طهارة ونقاء.

والقرآن نفسه لا يني يحدثنا عن أصناف عباد الله المؤمنين، مسميًّا كل زمرة منهم بتسميةٍ هي الغالبة على سلوك أشخاصها. فمنهم التوَّابون، والصابرون، والمحسنون، والساجدون،والراكعون، والذاكرون، والمتوكلون ...


إلى غير ذلك من نعوت مستمدة من غلبة الصفة التي تقوم في العبد، ومن طريف ما قيل من شعر في ذكر هذه التسميات، قول السيد الحميري في مدح آل محمد صلى الله عليه وسلم
أهل التقى وذوي النهى وأولي الـعلى والناطقين عن الحديث المسند
الصائمين القائمين القانتيــن الفائقين بني الحجى والسؤدد
الراكعين الساجدين الحامديــن السابقين إلى صلاة المسجد
الفاتقين الراتقين السائحيــن العابدين إلاههم بتودد
فلا مشاحة إذن من إطلاق التسميات على هذا النحو ما دامت مستفادة من الفعل، أو الشيء، أو بما اقترن بهما من مستلزمات،أو لواحق أخرى؛ كاللباس، والهيئة، والمكان، والزمان، وما شابه. ولنا في أهل الصُّفَةِ مثال على التسمية المكانية. وهو نعتٌ تَسمَّى به فقراء المهاجرين الذين لم يجدوا مأوى لهم، فلاذوا «بصفة» مسجد الرسول صلى الله عليه آله وسلم ونسبوا إليها. وهنا نجد أنهم قد حازوا على شرف التسميات الثلاث، شرف الصحبة، وشرف الهجرة،وشرف الصفة، وانضووا تحت معاني المصطلحات الثلاثة.

فإذا كان أمر التسميات لا مشاحة فيه، مادام مضمونه لا يخالف كتابًا ولا سنةً، فلنا فيما تقدم أسوة في اعتبار مصطلح [التصوف]، واحدًا من المصطلحات التي شاع أمرها في أوائل القرن الثاني.
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #171  
قديم 25-07-2010, 11:16 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي تعدد مفاهيم التصوف

لقد كَثُرت التعريفات التي حاولت صياغة المعنى المراد بالتصوف، يقول السهروردي البغدادي: «وأقوال المشايخ في ماهية التصوف تزيد على ألف قول

ولقد عبر السهروردي بشكل أكثر دقة عن سبب ذلك التعدد في تعريفاته حينما قال : «لأنهم أشاروا فيها إلى أحوال في أوقات دون أوقات ... فقد تذكر أشياء في معنى التصوف ذكر مثلها في معنى الفقر .. وحيث وقع الاشتباه، فلابد من فاصل. فقد تشتبه الإشارات في الفقر بمعنى الزهد تارة وبمعاني التصوف تارة، ولا يتبين للمسترشدين بعضها مع البعض، فنقول : التصوف غير الفقر، والتصوف غير الزهد.

فالتصوف اسم جامع لمعاني الفقر، ومعاني الزهد مع مزيد أوصاف وإضافات لا يكون بدونها الرجل صوفيا وإن كان زاهدا وفقيرا». وما يؤكد ذلك ما مر من عبارة القوم «الصوفي ابن وقته».
كما أن المسئول الواحد عن تعريف التصوف أو الصوفي قد يجيب بغير معنى انطلاقا من المقام أو الحال الذي يكون غالبا عليه في أثناء الإجابة، أو مراعاة لحال السائل. ولذلك اختلفت العبارة، والمعنى المشار إليه واحد، وهو كما قال القائل:

عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير


وقد تكون العلاقة بين الصوف والصوفية كونهم اختصوا بلبسه إعراضا عن زينة الدنيا، يقول ابن خلدون : «قلت : والأظهر إن قيل بالاشتقاق أنه من الصوف، وهم في الغالب مختصون بلبسه، لما كانوا عليه من مخالفة الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف، فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد والانفراد عن الخلق والإقبال على العبادة اختصوا بمواجد مدركة لهم.


وقد يقول قائل : لم يصطلح القوم على اصطلاح يدل على أخلاقهم أو أحوالهم أومقاماتهم ؟ والجواب أن الصوفي لا يقف عند مقام واحد أو حال واحدة، وإنما هو في طورانتقال دائم. وقد أبان الصوفية أنفسهم عن ذلك بقولهم : «الصوفي ابن وقته»



ويفصل هذا المعنى السراج الطوسي حيث يقول : «فلما كانوا -الصوفية - في الحقيقة كذلك، لم يكونوا مستحقين اسما دون اسم، فلأجل ذلك ما أضفت إليهم حالا دون حال، ولا أضفتهم إلى علم دون علم؛ لأني لو أضفت إليهم في كل وقت حالا هو ما وجدت الأغلب عليهم من الأحوال، والأخلاق، والعلوم، والأعمال، وسميتهم بذلك، لكان يلزم أن أسميهم في كل وقت باسم آخر، وكنت أضيف إليهم في كل وقت حالا دون حال حسب مايكون الأغلب عليهم، فلما لم يكن ذلك، نسبتها إلى ظاهر اللبسة؛ لأن لبسة الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام، وشعار الأولياء والأصفياء . فلما أضفتهم إلى ظاهر اللبسة كان ذلك اسمًا مجملا عامًّا مخبرًا عن جميع العلوم والأعمال والأخلاق والأحوال الشريفة المحمودة...»

كما أن نسبة القوم إلى ما يلبسونه فيه اهتداء بالقرآن الكريم، حيث سَمَّى الله سبحانه وتعالى أتباع عيسى بن مريم عليه السلام بالحواريين؛ إذ أن هذه التسمية مأخوذة من صفة البياض في اللباس، حيث كان أصحاب عيسى عليه السلام وناصروه يتميزون بلبس البياض وهي صفة ثيابهم، يقول السراج الطوسي أيضا: «وكانوا قوما يلبسون البياض، فنسبهم الله إلى ذلك، ولم ينسبهم إلى نوع من العلوم، والأعمال،والأحوال التي كانوا بها مترسمين ...».

يقول الدكتور الشيبي عن هذه العلاقة : «وفي صدر الإسلام، كان الصوف يظهر في بعض المواطن رمزًا للتضحية والمبايعة على الموت في سبيل الله. ذكر ابن سعد : أن النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر أصحابه في بداية وقعة بدر أن الله أمدهم بالملائكة ربطًا على قلوبهم. وأن الملائكة نزلت والصوف في نواصي خيلهم فأمرهم صلى الله عليه وسلم بقوله : «إن الملائكة قد سومت فسوموا» فكان أن «أعملوا بالصوف في مغافرهم وقلانسهم»
ويتصل بهذا أيضا أن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، كان في هذا اليوم معلما بصوفة بيضاء».

ولعل بما ذكر يتضح سبب كثرة تعريفات التصوف، وسبب نسبة أهل الطريق والعرفان بالصوفية إلى الصوف والثياب.




__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #172  
قديم 25-07-2010, 11:25 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي تعدد الطرق الصوفية


الطريقة الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها التطهير النفسي والتقويم السُّلوكي للمريد، والشيخ هو القيِّم أو الأستاذ الذي يقوم بذلك مع الطالب أو المريد، وهو الذي يُلَقِّن المريدين الأذكار ويعاونهم على تطهير نفوسهم من الخُبْثِ وشفاء قلوبهم من الأمراض، وهو الذي يرى الأسلوب والمنهج الأمثل الذي يصلح مع هذا المريد من بين مناهج التربية.
والمعلوم أن طريق الله واحد، والخلاف من جهة المريدين، فنضرب مثلا - ولله المثل الأعلى - بالدائرة، فنجد أن أنصاف أقطارها متساوية وكلها توصل إلى المركز، فالله تعالى مقصود الكل، فلذلك يجوز الدخول في أي الطرق التي توصل إلى المقصود، طالما أنها تقوم في أسسها وأصولها وسلوكها وطريقتها في التربية على الكتاب والسنة، وطالما أنها نقية من أي بدع أو مخالفات للشريعة الإسلامية أو اعتقاد أهل السنة والجماعة .
والتصوف باعتباره أحد العلوم الإسلامية، والتي تراعى كلها - خاصة العلوم النقلية - اتصال أسانيدها إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لكل طريقة صوفية أسانيدها التي تصلها بأحد الصحابة ومنهم إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بذاته، وكثيرًا من هذه الطرق ينتهي نسبها وسلسلة رجالها إلى سيدنا علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، كما أن هناك طرقا أخرى ينتهي نسبها إلى بعض الصحابة كالطريقة البَكْرِيَّة والطريقة النقشبندية التي ينتهي نسبها إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، كما توجد سلاسل أخرى تنتهي إلى سيدنا أنس بن مالك، أو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم .
والعوامل الحضارية والفكرية والعلمية والعملية التي أدت إلى نشوء المذاهب الفقهية، والمذاهب العقدية، هي بعينها التي أدت إلى نشأة الطرق الصوفية، بل الأمر في التصوف ونظرا لطبيعة الحياة الروحية والوجدانية واتساعها وتنوعها يعطى مجالا أوسع لتعدد طرق التربية والسلوك وتهذيب النفس.
وكما أن لكل مذهب من المذاهب الفقهية أصولا تأسست عليها، وتم تخريج فروعها في ضوئها، فالأصول الفقهية لمذهب الإمام الشافعي مثلا مختلفة عن الأصول الفقهية لمذهب الإمام مالك أو الإمام أبى حنيفة أو الإمام أحمد رضي الله عنهم مع كون جميع أصول هذه المذاهب - على اختلافها - مبنية على أساس من الشريعة، لكن كل إمام اختار مجموعة من الأصول الفقهية بنَى عليها مذهبه بناء محكما مطردا لا اضطراب فيه، فكذلك الطرق الصوفية الكبرى اختار كل منها مجموعة من الأصول السلوكية التي ترجع في أساسها إلى الشريعة الإسلامية، وبنَى عليها طريقا محددا للسلوك يجرى عليه السالك باطراد حتى يتحقق بدرجة الإحسان دون أن يضطرب سلوكه أو يتردد، نظرا لكثرة أبواب الطاعات والعبادات التي وردت عن الشارع الحكيم مراعاة لتعدد استعدادات البشر، فبعض الطرق تبني سلوكها على الذكر الجهري، وبعضها على الذكر السري، وبعضها على الذكر القلبي، ويهتم بعض الطرق بالخلوة ويعتبرها أحد أسس الطريق والسلوك، وبعضها ـ كما هي طريقتنا ـ يقدم الجلوة والخلطة بالناس على الخلوة والانقطاع عنهم، وبكل ورد من السنة الشريفة ما يؤيده .
كما أن أصحاب المذاهب لم يقصدوا في الأساس إلا الاجتهاد، مثلهم مثل غيرهم من المجتهدين، ولم يروموا بالأصالة إلى تكوين مذهب له أتباع ومقلدون، وإنما تكوّن ذلك شيئا فشيئا نتاجا لما لاقته مذاهبهم من نجاح وتوفيق، ونتاجا للتراكم العلمي والمعرفي، بحيث تحول الاجتهاد الفردي لمؤسس المذهب - وعبر القرون - إلى مدرسة فقهية متكاملة لها أصولها ورموزها ومصادرها ومراجعها .
فكذلك الحال بالنسبة للطرق الصوفية، إنما كان غرضُ مؤسيسها - الذين تنسب إليهم - تربيةَ مريديهم غير قاصدين لتأسيس طريقة بالمعنى المتعارف عليه، ولِمَا صادفته أساليبهم وطرقهم في التربية من نجاح وانتشار وقبول في أوساط المسلمين تطورت - مثلما تطورت المذاهب الفقهية - من مجرد اجتهاد فردي في أسلوب التربية على يد مؤسس الطريقة إلى مدرسة سلوكية متكاملة لها أصولها وأسسها ورموزها وأذكارها وأورادها.
وبقدر ما تتسم به المذاهب الفقهية الأربعة المتبعة من عمق وأصالة في التأصيل والتفريع والتخريج، بحيث يبدو كل مذهب كصرح ضخم محكم البنيان، فكذلك تتسم الطرق الصوفية السُّنِّية الكبرى الأصيلة أيضا بذات العمق والأصالة وإحكام البنيان، ويصبح معه من السذاجة بمكان أن يتخيل غير المطلع والمتخصص أن المذهب الفقهي مجرد مجموعة من الأحكام والفروع الفقهية، أو أن الطريق الصوفي مجرد شعارات وأوراد، كما يصبح معه أيضا اختزال هذه الطرق التربوية العميقة على أيدي بعض أتباعها إلى مجرد طقوس شكلية واحتفالات هو خروج عما أراده مؤسسو هذه الطرق ورجالها العظام من القرب من الله تعالى .على أنه مهما تعددت الطرق الصوفية فالمعيار في القبول والرد هو مدى التزام هذه الطريقة أو تلك بالكتاب والسنة والفهم والعلم الصحيحين والعمل الصادق بهما، فحيث وجد هذا جاز العمل بذلك، وحيث فقد لم يجز.
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #173  
قديم 25-07-2010, 11:29 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي الشيخ المربي



جاء في رسالة(الجوهر الثمين فيآداب المشايخ والمريدين) لمؤلفهاالشيخ محمد شمس الدينالأحمديرحمه الله تعالى وفي باب تعريف الشيخ وآدابه ما نصه :

الشيخ عند القوم (المرشد) من الإرشاد وهو ضد الإضلال، ووصفه أنّهالمربّي الدالُّ على الله تعالى بأقواله وأفعاله وأحواله، وهو من إذا نصحك أفهمكوإذا قادك دلّك، وألزمك بالعمل بالكتاب والسنة وأبعدك عن البِدع، ظاهره الشرعوباطنه الشرع، ويجب أن يكون عالماً بما أمر الله به ونهى عنه، فقيهاً في الأمورالتعبدية، حسن الأخلاق، طاهر العقيدة، عارفاً بأحكام الطريق، سالكًا مساكاً كاملاً،سخياً، زاهداً، متواضعاً، حَمولاً للأثقال، صاحب وجدٍ وحال وصدق مقال، ذا قراءة،وطلاقة لسان في تعريف أحكام الطريق، مبرءاً من عوائق الشطح، طارحاً ربقة الدَّعوىوالغلو، محباً لشيخه، حافظاً شأن حرمته في حياته وبعد مماته، يدور مع الحق أين دار،منصفاً في أفعاله وأقواله، متكلاً على الله في جميع أحواله.

ثم قال : وينبغيأن يكون الشيخ متصفاً باثني عشرة صفة : صفتان من حضرة الله تعالى وهما : الحلموالسر، وصفتان من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهما : الرأفة والرحمة، وصفتان منحضرة الصدِّيق الأكبر رضي الله عنه وهما : الصِّدق والتصديق، وصفتان من حضرةالفاروق الأعظم رضي الله عنه وهما : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصفتان منحضرة عثمان ذي النورين رضي الله عنه وهما : الحياء والتسليم، وصفتان من حضرة عليٍّالكرار رضي الله عنه وهما : الزهد الأتم والشجاعة، فمتى اتصف الشيخ بهذه الأوصافوتمكَّن قدمه وزكت شيمه، صلح أن يكون قدوة في الطريق.اهـ

ومن لم يجد مننفسه هذه الشروط فليعزل نفسه عن المشيخة ولا يتخذ لنفسه مريداً نصيحةً لنفسهوللمسلمين وإلاّ فهو آثم ومؤاخذ على ذلك يوم القيامة وداخل في الذين كذبوا على اللهتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .

وقال الشيخ أحمد زرُّوق رحمه اللهتعالى في أصول الطريقة :

_
وشروط الشيخ الذي يلقي إليه المريد نفسه خمسة : علم صحيح، وذوق صريح، وهمَّة عالية، وحالة مرضية، وبصيرة نافذة، وإن وُجد ناقصاً عنشروطه الخمس اعتمد على ما كمُل فيه وعُومِل بالأُخوَّة في الباقي.

ومن فيهخمس لا تصحُّ مشيخته : الجهل بالدِّين، وإسقاط حرمة المسلمين، والدخول فيما لايعني، واتّباع الهوى في كل شيء، وسوءُ الخُلق من غير مبالاة.

-
وكل منادَّعى مع الله تعالى حالاً ثم ظهرت منه إحدى خمس فهو كذَّاب أو مسلوب : إرسالالجوارح في معاصي الله، والتصنع بطاعة الله، والطمع في خلق الله، والوقيعة في أهلالله، وعدم احترام المسلمين على الوجه الذي أمر الله.

ووضع الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ضوابط وشروطينبغي أن تتوفر بالشيخ المرشد الذي يتصدر للإرشاد وهذه الشروط هي :

جاء فيكتاب السير والمساعي ص208 هذه الأبيات المنسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي اللهعنه .

إذا لم يكن للشيخ خمس فوائد وإلا فدجـالٌ يقــود إلىجهل

عليم بأحكام الشريعة ظاهراً ويبحث عن علم الحقيقة عنأصل

ويظهر للورَّادِ بالبشر والقرى ويخضع للمسكين بالقـولوالفعل

فهذا هو الشيخ المعظم قدره عليم بأحكام الحـرام منالحــل

يهذب طلاب الطريق ونفسه مهذبـة من قبل ذو كـرم كلـي

لقدبين سيدي الشيخ رضي الله عنه في هذه الأبيات بعض

شروط الشيخ المربي وهي خمس . فإن لم تتوفر فيه فليس لديه الأهلية للإرشاد وهذه الشروط هي :

1.
أن يكونعالماً بأحكام الشريعة والدين عالم بالحلال والحرام عالم بحدود الشرع وعالم بالسنةالنبوية وعالم بما علم من الدين بالضرورة وهذا معنى قول الشيخ (عليم بأحكام الشريعةظـــاهراً)

2.
أن يكون عالماً بعلم الحقيقة والطريقة وعالم بأحوال القلوبوالنفوس وطرق تزكيتها وخبير بأحوال السالكين وتدرجهم في الطريق إلى الله ويكون قدأخذ هذا العلم من شيخ مرشد كامل عبر سند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلموهذا معنى قول الشيخ (ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل)

3.
أن يكون كريماً سخياًمع ضيوفه والسخاء من صفات رب العالمين ومن خلق الرسول الكريم والصالحين فلا يليقبالمرشد أن يكون بخيلاً كما جاء في الحديث ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسنالخلق فيكرم ضيوفه ورواد زاويته دون التقصير بحق ضيافتهم وأن تدوم البسمة على وجههوان يكون رحب الصدر وهذا معنى قول الشيخ(ويظهر للورَّادِ بالبشر والقرى )

4.
أن يكون متواضعاً للمؤمنين يخضع لهم بالقول والفعل وهذه الخصلة هي من خصال النبيصلى الله عليه وسلم حيث أمره الله فقال له (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) الحجر 88 وقال تعالى ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمبِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْتُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ لدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ َمْرُهُ فُرُطًا) الكهف 28 والتواضع هو منأحسن الصفات التي يتحلى بها المؤمن وينبغي على كل شيخ مرشد يتصدر للمشيخة أن يجعلنفسه خادماً للفقراء والمساكين وكان سيدي الشيخ رضي الله عنه معروفاً بتواضعهللفقراء وكان يجلس معهم ويطاعمهم ويتجنب مجالسة الأغنياء والكبراء والأمراءوالوزراء إلا إذا أراد نصح لهم وهذا معنى قول الشيخ (ويخضع للمسكين بالقــول والفعل )

5.
أن يكون قد ناجحاً في تربية المريدين وتزكية نفوسهم ولن يكون له هذاإلا إذا كان قد زكى نفسه قبل ذلك على يد شيخ خبير بارع وأن يكون قد أذن له بالإرشادوالمشيخة من قبل شيخه وفق سند متصل وهذا معنى قول الشيخ (يهذب طـلاب الطريق ونفسهمهذبـة من قبل ذو كــــرم كلـــــي )

وجاء في كتاب قلائد الجواهر في مناقبالشيخ عبد القادر ص13 : ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في بيان صفةالشيخ المرشد الكامل .لا يجوز لشيخ أن يجلس على سجادة النهاية ويتقلد بسيف العنايةحتى يكمل فيه اثنتا عشرة خصلة :

اثنتان من صفات الله تعالى وهما أن يكونالشيخ ستاراً غفاراً

واثنتان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وهما أنيكون شفيقاً رفيقاً

واثنتان من صفات أبي بكر رضي الله عنه وهما أن يكونصادقاً متصدقاً

واثنتان من صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما أن يكونأماراً نهاءً

واثنتان من صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه وهما أن يكونطعاماً للطعام ومصلياً بالليل والناس نيام

واثنتان من صفات علي بن أبيطالب رضي الله عنه وهما أن يكون عالماً شجاعاً

وقد ورد في كتاب الجني الدانيفي مناقب القطب الجيلاني للبرزنجي أن الشيخ رضي الله عنه كان يقول: لا يصلح لإرشادالناس إلا من توفرت فيه ثلاث صفات :

علم العلماء

حكمةالحكماء

سياسة الملوك
خلاصة صفات وشروط المرشدالكامل المربي ومن لا تصح مشيخته

لقد ذكرها الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى في كتابهحقائق عن التصوف :
1.
أن يكون عالماًبالفرائض العينية.
2.
أن يكون عارفاً باللهتعالى.
3.
أن يكون خبيراً بطرائق تزكية النفوس ووسائلتربيتها.
4.
أن يكون مأذوناً بالإرشاد منشيخه
وذكر الشيخ عبد العزيزالدباغ قدس الله سره في كتاب الإبريز الجزء الثاني ص 119-121 العلامات التي ينبغيأن تظهر في شيخ التربية وهي :
1.
أن يكون سليم الصدر علىالناس
2.
أن يكون كريماً إذا طلبتأعطاك
3.
وأن يحب من أساء إليه
4.
أن يغفل عن خطايا المريدين
5.
أن يكون خالياً من الأهواء وأن يكون ذا بصيرة ولا يكونمغتراً
وجاء نفس الصفحة في صفات الشيخ المرشد هذه الأبيات وهيللشيخ عبد العزيز الدباغ قدس سره
إذا لم يكـن علم لديه بظاهــر ولا باطن فاضرب به لججالبحر
وإن كـان إلا انه غير جامـع لوصفيهما جمع على أكـملالأمر
فأقرب أحوال العليل إلى الردى إذا لم يكـن منه الطبيب علىخبر

من لا تصحمشيخته
بعد أن ذكرنا الصفاتوالشروط التي ينبغي أن تتوفر في شيخ التربية كان لا بد من أن نبين من هو الذي لاتصح مشيخته وبشكل مختصر وبسيط يتضح لكل سالك
قال أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى : من كانت فيه خمسخصال لا تصح مشيخته وهي :
1.
الجهل بالدين
2.
إسقاط حرمة المسلمين
3.
الدخول فيما لا يعني
4.
إتباع الهوى في كل شيء
5.
سوء الخلق من غير مبالاة

كلمة أخيرة حولالمرشد
بعد هذا القول عنالمرشد المربي شيخ التربية الذي بينا فيه الصفات والعلامات والشروط التي ينبغي أنتتوفر في شيخ التربية وبينا من هو الذي لا تصح مشيخته . أعتقد أن العاقل اللبيبيعرف مدى ضرورة اتخاذ المرشد في السلوك والسير إلى الله تعالى وليس هناك من حجةشرعية تمنعه من ذلك إن توفرت هذه الشروط العظيمة ونقول لهم هذه الشروط من الكتابوالسنة ومن آثار العارفين الصالحين ومبنية
كما نقول للسالكين الذين يريدون وجه الله تعالى هذه هيصفات المرشد المربي فابحث عنها جاهداً فإن وجدتها في رجل فعليك به ولا تبرح عنهفإنه بابك إلى الله تعالى فبصحبته الفلاح وبملازمته الصلاح وبإتباعه الفوز والنجاحفي الدنيا والآخرة إنشاء الله تعالى

ملاحظة :
ربما يتعسر على المريد السالك أن يجد هذه الصفاتمجموعة في رجل وخاصة في هذا الزمان فليس معنى هذا أن يبقى بدون مرشد وبدون صحبة لا . هذا خطأ وخطر عليه ولكن المطلوب منه أن يبحث بقدر استطاعته فإن وجد بعضها في رجلفعليه به حتى يوفقه الله لرجل كامل مرشد عالم عامل حتى وإن تعسر عليه ذلك فعليه أنلا يبقى بدون صحبة بل يسعى لصحبة أخ صالح يعينه في الطريق إلى الله تعالى وكما جاءعن سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه ( العزلة خير من صاحب السوء والصاحب الحسن خيرمن العزلة ) وهذه هي الحقيقة التي لا مناص عنها
عليك بالبحث عن الوارث الكامل فإن لم تجد الكامل فابحث عنرجل توفرت فيه أكثر الصفات والعلامات المطلوبة فإن لم تجد فعليك بصحبة أخ صالحيعينك في سلوكك وسيرك إلى الله تعالى
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #174  
قديم 25-07-2010, 11:43 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي أوراد الصوفية لم ترد في السنة

هل ترضى بالشيخ ابن تيمية رحمه الله حكما في هذه المسألة ؟


الأوراد والأحزاب لسيدي الشيخ ابن تيمية الحراني رحمه الله



1- ورد يومي للشيخ ابن تيمية لمن أراد إحياء قلبه وعقله وتحتوي على إسم الله الأعظم



قال ابن القيم رحمه الله تعالى

مدارج السالكين [ جزء 1 - صفحة 448 ]

" ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة :إن من أدمن يا حي ياقيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا وقال لي يوما : لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم وسمعته يقول : من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سُنَّةِ الفجر وصلاة الفجر ياحي ياقيوم لاإله إلا أنت برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه " .







2- ورد الشيخ ابن تيمية لاحياءالقلب

قال ابن القيم مدارج السالكين ج: 3 ص:264

(سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول من واظب على يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر أربعين مرة أحيى الله بها قلبه).









3- من أوراد الشيخ ابن تيمية رحمه الله تكرارالفاتحة من الفجر الى طلوع الشمس لتحصيل الفضل العظيم


جاء في كتاب: (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي البزار):

الفصل الرابع

في ذكرتعبده
وكان قد عرفت عادته؛ لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه،مع كونه في خلال ذلك يكثر في تقليب بصره نحو السماء. هكذا دأْبُه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة.
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيراً من الليل. وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه،وكنت أسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ، فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله ـ أعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس ـ في تكريرتلاوتها.
ففكرت في ذلك؛ لمَ قد لزم هذه السورة دون غيرها؟ فبان لي ــ والله أعلم ــ أن قصده بذلك أن يجمع بتلاوتها حينئذ ما ورد في الأحاديث، وما ذكره العلماء: هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس؟ فرأى رضي الله عنه أن في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعاً بين القولين وتحصيلاً للفضيلتين، وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته).
انتهى كلام البزار.









4- من أوراد الشيخ ابن تيميةالحراني رحمه الله التهليل بأعداد كبيرة سبعين الف مره واهداءها للميت


الفتاوى الكبرى/كتاب الجنائز/2

385 - / 25 - سئل: عمن [ هلل سبعين ألف مرة وأهداه للميت يكون براءة للميت من النار ] حديث صحيح؟ أم لا؟

وإذا هلل الإنسان وأهداه إلى الميت يصل إليه ثوابه أم لا؟
الجواب: إذا هلل الإنسان هكذا: سبعون ألفا أو أقل أو أكثر وأهديت إليه نفعه الله بذلك وليس هذا حديثا صحيحا ولا ضعيفا والله أعلم
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #175  
قديم 25-07-2010, 11:48 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي أحوال المريد

أدب المريد مع شيخه وإخوانه


1ـ آداب المريد مع شيخه:



وهي نوعان: آداب باطنة، وآداب ظاهرة.



فأما الآداب الباطنة فهي:



1ـ الاستسلام لشيخه وطاعته في جميع أوامره ونصائحه، وليس هذا من باب الانقياد الأعمى الذي يهمل فيه المرء عقله ويتخلى عن شخصيته، ولكنه من باب التسليم لِذي الاختصاص والخبرة ؛ بعد الإيمان الجازم بمقدمات فكرية أساسية، منها التصديق الراسخ بإذنه وأهليته واختصاصه وحكمته ورحمته، وأنه جمع بين الشريعة والحقيقة.. الخ. وهذا يشبه تماماً استسلام المريض لطبيبه استسلاماً كلياً في جميع معالجاته وتوصياته، ولا يُعَدُّ المريض في هذا الحال مهملاً لعقله متخلياً عن كيانه وشخصيته، بل يُعْتَبَرُ منصفاً عاقلاً لأنه سلَّم لذي الاختصاص، وكان صادقاً في طلب الشفاء.



2ـ عدم الاعتراض على شيخه في طريقة تربية مريديه، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة، كما لا ينبغي أن يفتح المريد على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه ؛ فهذا من شأنه أن يُضْعِفَ ثقته به .



قال العلامة ابن حجر الهيثمي: (ومَنْ فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر في أحوالهم وأفعالهم والبحث عنها فإن ذلك علامة حرمانه وسوء عاقبته، وأنه لا يَنْتُج قط، ومن ثَمَّ قالوا: [ من قال لشيخه لِم ؟ لَمْ يفلح أبداً ] [المقصود بهذا الأدب هو مريد التربية والكمال والوصول إلى الله تعالى، أما التلميذ الذي يأخذ علمه عن العلماء فينبغي له مناقشتهم وسؤالهم حتى تتحقق له الفائدة العلمية] أي لشيخه في السلوك والتربية)[الفتاوى الحديثية" ص55. للمحدث ابن حجر الهيثمي المكي المتوفى سنة 974هـ].



وإذا أورد الشيطان على قلب المريد إشكالاً شرعياً حول تصرفٍ من تصرفات شيخه بغية قطع الصلة ونزع الثقة فما على المريد إلا أن يُحسِنَ الظن بشيخه ويلتمسَ له تأويلاً شرعياً ومخرجاً فقهياً، فإن لم يستطع ذلك فعليه أن يسأل شيخه مستفسراً بأدب واحترام .
قال العلامة ابن حجر الهيثمي: (ومن فتح باب التأويل للمشايخ، وغض عن أحوالهم، ووكل أمورهم إلى الله تعالى، واعتنى بحال نفسه وجاهدها بحسَب طاقته، فإنه يُرجى له الوصول إلى مقاصده، والظفر بمراده في أسرع زمن) ["الفتاوى الحديثية" ص55].



3ـ أن لا يعتقد في شيخه العصمة، فإن الشيخ وإن كان على أكمل الحالات فليس بمعصوم، إذ قد تصدر منه الهفوات والزلات، ولكنه لا يصر عليها ولا تتعلق همته أبداً بغير الله تعالى، لأنه إذا اعتقد المريد في شيخه العصمة، ثم رأى منه ما يخالف ذلك، وقع في الاعتراض والاضطراب مما يسبب له القطيعة والحرمان.



ولكن لا ينبغي للمريد حين يعتقد في شيخه عدم العصمة أن لا يضع بين عينيه دائماً احتمال خطأ شيخه في كل أمر من أوامره أو توجيه من توجيهاته، لأنه بذلك يمنع عن نفسه الاستفادة، كمثل المريض الذي يدخل إلى طبيبه وليس في قلبه إلا فكرة احتمال خطأ الطبيب في معالجته فهذا من شأنه أن يُضعف الثقة ويُحدثَ الشكَّ والاضطراب في نفسه.



4ـ أن يعتقد كمال شيخه وتمام أهليته للتربية والإرشاد، وإنما كَوَّن هذا الاعتقاد بعد أن فتش ودقَّقَ بادىء أمره ؛ فوجد شروط الوارث المحمدي قد تحققت في شيخه، ووجد أن الذين يصحبونه يتقدمون في إيمانهم وعباداتهم وعلمهم وأخلاقهم ومعارفهم الإلهية [لا ينبغي للمرء أن يكون عاطفياً تغره المظاهر ؛ فيقع في صحبة أدعياء التصوف دون أن يكون له ميزان شرعي صحيح وتفكير عقلي سليم، إذ ليس كل من ادعى التصوف صار صوفياً ومربياً ؛ ولو تزيا بزي المرشدين. كما أنه ليس كل من لبس ثوب الأطباء في المستشفى صار طبيباً لأن هذه الثياب يلبسها الممرضون والآذنون وغيرهم].



5ـ اتصافه بالصدق والإخلاص في صحبته لشيخه، فيكون جاداً في طلبه، منزهاً عن الأغراض والمصالح.



6ـ تعظيمه وحفظ حرمته حاضراً وغائباً. قال إبراهيم بن شيبان القرميسيني: (من ترك حرمة المشايخ ابتلي بالدعاوي الكاذبة وافتضح بها) ["طبقات الصوفية" ص405].



وقال محمد بن حامد الترمذي رضي الله عنه: (إذا أوصلك الله إلى مقام ومنعك حرمة أهله والالتذاذ بما أوصلك إليه، فاعلم أنك مغرور مستدرَج).



وقال أيضاً:



(من لم تُرضِهِ أوامر المشايخ وتأديبُهم فإنه لا يتأدب بكتاب ولا سنة) ["طبقات الصوفية" ص283].



وقال أبو العباس المرسي:



(تَتَبَّعْنا أحوال القوم فما رأينا أحداً أنكر عليهم ومات بخير)["مدارج السلوك إلى ملك الملوك" ص12. للشيخ أبو بكر بن محمد بناني الشاذلي المتوفى سنة 1284هـ].



وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني:



(من وقع في عِرض وليٌّ ابتلاه الله بموت القلب) ["مدارج السلوك إلى ملك الملوك" ص12. للشيخ أبو بكر بن محمد بناني الشاذلي المتوفى سنة 1284هـ].



7ـ أن يحب شيخه محبة فائقة شريطة أن لا ينقص من قدر بقية الشيوخ، وأن لا يصل غلوه في المحبة إلى حدٌّ فاسد ؛ بأن يُخرج شيخه عن طور البشرية، وإنما تقوى محبة المريد لشيخه بموافقته له أمراً ونهياً، ومعرفتِهِ لله تعالى في سيره وسلوكه، فالمريد كلما كبرت شخصيته بالموافقة ازدادت معرفته، وكلما ازدادت معرفته ازدادت محبته.



8ـ عدم تطلعه إلى غير شيخه لئلا يتشتت قلبه بين شيخين، ومثال المريد في ذلك كمثل المريض الذي يطبب جسمه عند طبيبين في وقت واحد فيقع في الحيرة والتردد [ينبغي الملاحظة أن المقصود بالشيخ هنا هو شيخ التربية لا شيخ التعليم ؛ إذ يمكن لطالب العلم أن يكون له عدة أساتذة، ويمكن للمريد أن يكون له أساتذة في العلم لأن ارتباطه بهم ارتباط علمي، بينما صلة المريد بشيخ التربية صلة قلبية وتربوية].



وأما الآداب الظاهرة فهي:



1ـ أن يوافق شيخه أمراً ونهياً، كموافقة المريض لطبيبه.



2ـ أن يلتزم السكينة والوقار في مجلسه، فلا يتكىء على شيء يعتمده، ولا يتثاءب ولا ينام، ولا يضحك بلا سبب، ولا يرفع صوته عليه، ولا يتكلم حتى يستأذنه لأن ذلك من عدم المبالاة بالشيخ وعدم الاحترام له.



3ـ المبادرة إلى خدمته بقدر الإمكان، فمن خَدَم خُدِم.



4ـ دوام حضور مجالسه، فإن كان في بلد بعيد فعليه أن يكرر زيارته بقدر المستطاع، ولذلك قيل: (زيارة المربي ترقي وتربي).



وإن السادة الصوفية بنوا سيرهم على ثلاثة أصول "الاجتماع والاستماع والاتباع" وبذلك يحصل الانتفاع.



5ـ الصبر على مواقفه التربوية كجفوته وإعراضه... الخ، التي يقصد بها تخليص المريد من رعوناته النفسية وأمراضه القلبية.



قال ابن حجر الهيثمي: (كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه بريء. فليحذر الموفق من ذلك، لأن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها، فلا يطعها في الإعراض عن شيخه) ["الفتاوى الحديثية" ص55].



6ـ أن لا ينقل من كلام الشيخ إلى الناس إلا بقدر أفهامهم وعقولهم لئلا يسيء إلى نفسه وشيخه، وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسولُهُ ؟) [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم].



وهذه الآداب كلها إنما تُطلب من المريد الحقيقي الذي يريد الوصول للحضرة الإلهية، وأما المريد المجازي فهو الذي ليس قصده من الدخول مع الصوفية إلا التزيي بزيهم، والانتظام في سلك عقدهم، وهذا لا يُلزَم بشروط الصحبة ولا بآدابها. ومثل هذا له أن ينتقل إلى طريق أخرى ولا حرج عليه، كما أن طريق التبرك لا حرج في الانتقال منها إلى غيرها كما هو معروف عند المربين المرشدين.



2ـ آداب المريد مع إخوانه:



1ـ حفظ حرمتهم غائبين أو حاضرين، فلا يغتاب أحداً منهم، ولا ينقص أحداً، لأن لحومهم مسمومة كلحوم العلماء والصالحين.



2ـ نصيحتهم بتعليم جاهلهم وإرشاد ضالهم، وتقوية ضعيفهم.



وللنصيحة شروط ينبغي التزامها، وهي ثلاثة للناصح، وثلاثة للمنصوح.



فشروط الناصح:



1ـ أن تكون النصيحة سراً.



2ـ أن تكون بلطف.



3ـ أن تكون بلا استعلاء.



وشروط المنصوح:



1ـ أن يقبل النصيحة.



2ـ أن يشكر الناصح.



3ـ أن يطبق النصيحة.



3ـ التواضع لهم والإنصاف معهم وخدمتهم بقدر الإمكان إذ "سيد القوم خادمهم" [أخرجه ابن ماجه والترمذي عن أبي قتادة رضي الله عنه، كما في "فيض القدير" "شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص122].



4ـ حسن الظن بهم وعدم الانشغال بعيوبهم ووَكْلُ أمورهم إلى الله تعالى:



ولا تر العيب إلا فيك معتقداً عيباً بدا بيِّناً لكنه استترا



5ـ قبول عذرهم إذا اعتذروا.



6ـ إصلاح ذات بينهم إذا اختلفوا واختصموا.



7ـ الدفاع عنهم إذا أُوذوا أو انتُهكِتْ حرماتهم.



8ـ أن لا يطلب الرئاسة والتقدم عليهم لأن طالب الولاية لا يُوَلَّى.



فهذه جملة من الآداب التي يجب على السالك مراعاتها والمحافظة عليها فإن الطريق كلها آداب، حتى قال بعضهم: (اجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقاً).



وقال أبو حفص النيسابوري رضي الله عنه: (التصوف كله آداب، لكل وقت آداب، ولكل حال آداب، ولكل مقام آداب، فمن لزم الأدب بلغ مبلغ الرجال، ومن حُرم الأدب فهو بعيد من حيث يظن القرب، مردود من حيث يظن القبول) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص119].
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #176  
قديم 25-07-2010, 11:56 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي العهد عند الصوفية

هل لهذا العهد الصوفي توجيه شرعي، وتخريج يجعله منسجما مع أصول الشرع الشريف؟والجواب: نعم له تخريج شرعي من نصوص الكتاب والسنة: فأما القرآن، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:10]. قال صاحب تفسير [روح البيان]: «المبايعون ثلاثة: الرسل، والشيوخ الورثة، والسلاطين. والمبايع في هؤلاء الثلاثة على الحقيقة واحد وهو الله تعالى، وهؤلاء الثلاثة شهودُ الله تعالى على بيعة هؤلاء الأتباع، وعلى هؤلاء الثلاثة شروطٌ يجمعها القيام بأمر الله، وعلى الأتباع الذين بايعوهم شروط يجمعها المتابعة فيما أُمِروا به. فأما الرسل والشيوخ فلا يأمرون بمعصية أصلا، فإن الرسل معصومون من هذا، والشيوخ محفوظون. وأما السلاطين فمَن لَـحِق منهم بالشيوخ كان محفوظا ولا كان مخذولا، ومع هذا فلا يطاع في معصية، والبيعة لازمة حتى يلقوا الله تعالى». فبيعة الخلافة الإسلامية أو بيعة الحكام لها اشتراك معنوي ببيعة الشيخ والمربي من حيث إنه اشتُرط في كل منهما الاجتماع على القيام بأمر الله والبعد عن نواهيه، والمتابعة فيما أمروا به. وقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا} [الإسراء:34]، فالعهد المذكور عام شامل أنواع البيعة الثلاثة التي ذكرت آنفا، ومنها البيعة بين الشيخ المربي ومريديه. وتخصيص الآيات الواردة بصورة معينة للبيعة دون الأخرى- تخصيص بلا مخصص ومحض تحكم لاوجه له.
ومن السنة النبوية ما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بَايِعُونِي عَلَى ألا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقُوا، وَلاتَزْنُوا، وَلا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللهُ فَهُوَ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَعَاقَبَهُ. فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِك».

وعن يعلى بن شداد قال: حدثني أبي شداد رضي الله عنه وعبادة بن الصامت حاضِرٌ يُصَدِّقه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ - يعني من أهل الكتاب - فقلنا: لا يا رسول، فأمر بغلق الباب فقال: ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فرفعنا أيدينا ساعة وقلنا: لا إله إلا الله، ثم وضَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَه ثم قال: الحَمْدُ للهِ، الَّلهُمَّ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي عَلَيهَا الجَنَّةَ، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ المِيعَادَ. ثم قال: أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ».

وقد ذكر الشعراني أن في الحديث دليلا لما يفعله الشيوخ من تلقينهم للذكر لجماعة معا
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #177  
قديم 26-07-2010, 12:00 AM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي الخلوة الصوفية

1ـ تعريفها:

قال الشيخ أحمد زروق في قواعده: (الخلوة أخص من العزلة، وهي بوجهها وصورتها نوع من الاعتكاف، ولكن لا في المسجد، وربما كانت فيه، وأكثرها عند القوم لا حدَّ له، لكن السنة تشير للأربعين بمواعدة موسى عليه السلام، والقصد في الحقيقة ثلاثون، إذ هي أصل المواعدة، وجاور عليه الصلاة والسلام بحراء شهراً كما في مسلم [أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاورت بحراء شهراً، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي..."]، وكذا اعتزل نساءه، وشهر الصوم واحد. وزيادة القصد ونقصانه كالمريد في سلوكه. وأقلها عشرة لاعتكافه عليه الصلاة والسلام للعشر، وهي للكامل زيادة في حاله، ولغيره ترقية، ولا بد من أصل يُرجع إليه. والقصد بها تطهير القلب من أدناس الملابسة، وإفراد القلب لذكر واحد، وحقيقة واحدة، ولكنها بلا شيخ مخطرة، ولها فتوح عظيم، وقد لا تصح بأقوام، فليعتبر كل أحد بها حالَه) ["قواعد التصوف" ص39 لأبي العباس الشيخ أحمد الفاسي المشهور بزروق توفي سنة 899هـ في طرابلس الغرب].

فالخلوة إذن: انقطاع عن البشر لفترة محدودة، وترك للأعمال الدنيوية لمدة يسيرة، كي يتفرغ القلب من هموم الحياة التي لا تنتهي، ويستريح الفكر من المشاغل اليومية التي لا تنقطع، ثم ذكرٌ لله تعالى بقلب حاضر خاشع، وتفكرٌ في آلائه تعالى آناء الليل وأطراف النهار، وذلك بإرشاد شيخ عارف بالله، يُعلِّمه إذا جهل، ويذكِّره إذا غفل، وينشطه إذا فتر، ويساعده على دفع الوساوس وهواجس النفس.


2ـ طريقتها:

يذكر الغزالي رحمه الله طريقة الخلوة ومراحلها ومقاماتها، فيبين: (أن الشيخ يُلزِم المريد زاوية ينفرد بها، ويوكل به من يقوم له بقدر يسير من القوت الحلال ـ فإنَّ أصل الدين القوت الحلال ـ وعند ذلك يلقنه ذكراً من الأذكار، حتى يشغل به لسانه وقلبه، فيجلس ويقول مثلاً: الله، الله، أو سبحان الله، سبحان الله، أو ما يراه الشيخ من الكلمات، فلا يزال يواظب عليه، حتى يسقط الأثر عن اللسان، وتبقى صورة اللفظ في القلب، ثم لا يزال كذلك حتى تُمحى من القلب حروف اللفظ وصورته، وتبقى حقيقة معناه لازمة للقلب، حاضرة معه، غالبة عليه، قد فرغ عن كل ما سواه، لأن القلب إذا اشتغل بشيء خلا عن غيره ـ أيَّ شيء كان ـ فإذا اشتغل بذكر الله تعالى وهو المقصود، خلا لا محالة من غيره. وعند ذلك يلزمه أن يراقب وساوس القلب، والخواطر التي تتعلق بالدنيا، وما يتذكر فيه مما قد مضى من أحواله وأحوال غيره، فإنه مهما اشتغل بشيء منه ـ ولو في لحظة ـ خلا قلبه عن الذكر في تلك اللحظة، وكان أيضاً نقصاناً. فليجتهد في دفع ذلك، ومهما دفع الوساوس كلها، وردَّ النفس إلى هذه الكلمة، جاءته الوساوس من هذه الكلمة، وإنها ما هي ؟ وما معنى قولنا: الله ؟ ولأي معنى كان إلهاً، وكان معبوداً ؟ ويعتريه عند ذلك خواطر تفتح عليه باب الفكر، وربما يَرِدُ عليه من وساوس الشيطان ما هو كفر وبدعة، ومهما كان كارهاً لذلك، ومُتَشمِّراً لإماطته عن القلب لم يضره ذلك.

وهذه الوساوس منقسمة إلى قسمين:

أ ـ ما يعلم قطعاً أن الله تعالى منزه عنه، ولكن الشيطان يُلْقي ذلك في قلبه، ويُجريه على خاطره، فَشَرْطُهُ أن لا يبالي به، ويفزع إلى ذكر الله تعالى، ويبتهل إليه ليدفعه عنه، كما قال تعالى: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشيطانِ نَزْغٌ فاستعذ باللهِ إنَّهُ سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]. و قال تعالى: {إنَّ الذينَ اتَّقَوا إذا مسَّهُم طائفٌ مِنَ الشيطان تذَكَّروا فإذا هم مبصرونَ} [الأعراف: 201].

ب ـ ما يشك فيه، فينبغي أن يَعرض ذلك على شيخه، بل كلُّ ما يجد في قلبه من الأحوال، من فترة أو نشاط، أو التفات إلى علْقة، أو صدق في إرادة، فينبغي أن يُظهر ذلك لشيخه، وأن يستره عن غيره، فلا يطلع عليه أحداً) ["الإحياء" للغزالي ج3/ص66].


3ـ مشروعيتها:

ليست الخلوة ابتداعاً من الصوفية، وإنما هي امتثال لأمر الله تعالى في كتابه العزيز، وتأسٌّ واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد كان يخلو بغار حراء يتعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء. وبهذا تكون قد ثبتت مشروعيتها.

الدليل عليها من القرآن الكريم:

قال تعالى: {واذكرِ اسم ربِّكَ وتَبَتَّلْ إليه تبتيلاً} [المزمل: 8].

قال العلامة أبو السعود مفسراً قوله تعالى: {واذكُرِ اسمَ ربِّك...} [المزمل: 8]: (ودُم على ذكره تعالى ليلاً ونهاراً على أي وجه كان ؛ من التسبيح والتهليل والتحميد... إلى أن قال: وانقطعَ إليه بمجامع الهمة واستغراق العزيمة في مراقبته، وحيث لم يكن ذلك إلا بتجريد نفسه عليه الصلاة والسلام عن العوائق الصادرة المانعة عن مراقبة الله تعالى، وقطع العلائق عما سواه) [تفسير العلامة أبي السعود على هامش تفسير فخر الدين الرازي ج8/ص338].

وكل أمرٍ أُمِر به صلى الله عليه وسلم تشريع له ولأمته إلا فيما خُصَّ به، وخصوصياته معروفة، وهذا الأمر في هذه الآية المذكورة عام له ولأمته.

الدليل عليها من السنة:

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أولُ ما بُدِىءَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغار حِراءَ ؛ فيتَحَنَّثُ فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، ويتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء) [رواه البخاري في صحيحه باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم].

قال ابن أبي جمرة في شرحه لهذا الحديث: (في الحديث دليل على أن الخلوة عون للإنسان على تعبده وصلاح دينه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما اعتزل عن الناس وخلا بنفسه، أتاه هذا الخير العظيم، وكل أحد امتثل ذلك أتاه الخير بحسب ما قسم له من مقامات الولاية .

وفيه دليل على أن الأوْلى بأهل البداية الخلوة والاعتزال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول أمره يخلو بنفسه.

وفيه دليل على أن البداية ليست كالنهاية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بُدِىءَ في نبوته بالمرائي، فما زال عليه الصلاة والسلام يرتقي في الدرجات والفضل، حتى جاءه المَلكُ في اليقظة بالوحي، ثم ما زال يرتقي، حتى كان كقاب قوسين أو أدنى، وهي النهاية. فإذا كان هذا في الرسل فكيف به في الأتباع ؟! لكن بين الرسل والأتباع فرق، وهو أن الأتباع يترقون في مقامات الولاية ـ ما عدا مقام النبوة ، فإنه لا سبيل لهم إليها، لأن ذلك قد طُويَ بساطه ـ حتى ينتهوا إلى مقام المعرفة والرضا، وهو أعلى مقامات الولاية.

ولأجل هذا تقول الصوفية: من نال مقاماً فدام عليه بأدبه ترقى إلى ما هو أعلى منه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ أولاً في التحنث ودام عليه بأدبه، إلى أن ترقى من مقام إلى مقام، حتى وصل إلى مقام النبوة، ثم أخذ في الترقي في مقامات النبوة حتى وصل به المقام إلى قاب قوسين أو أدنى كما تقدم. فالوارثون له بتلك النسبة ؛ من دام منهم على التأدب في المقام الذي أُقيم فيه ترقى في المقامات حيث شاء الله، عدا مقام النبوة التي لا مشاركة للغير فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم) ["بهجة النفوس" شرح مختصر البخاري للإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي المتوفى 699هـ. ج1/ص10 ـ 11].

وقال القسطلاني رحمه الله تعالى في شرحه لحديث عائشة المذكور: (وفيه تنبيه على فضل العزلة لأنها تريح القلب من أشغال الدنيا، وتفرغه لله تعالى، فتنفجر منه ينابيع الحكمة. والخلوة أن يخلو عن غيره، بل وعن نفسه بربه، وعند ذلك يصير خليقاً بأن يكون قالبه ممراً لواردات علوم الغيب، وقلبه مقراً لها) ["إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري " ج1/ص62 للقسطلاني المتوفى سنة 923هـ].


إشكال:

فإن قلتَ: أمر الغار قبل الرسالة، ولا حكم إلا بعد الرسالة ؟ قال المحدث القسطلاني مجيباً: (إنه أول ما بدىء به عليه الصلاة والسلام من الوحي الرؤيا الصالحة، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء كما مر، فدل على أن الخلوة حكم مرتب على الوحي، لأن كلمة [ثم] للترتيب. وأيضاً لو لم تكن من الدين لنهى عنها، بل هي ذريعة لمجيء الحق، وظهورُه مبارك عليه وعلى أمته تأسِّيَاً وسلامة من المناكير وضررها، ولها شروط مذكورة في محلها من كتب القوم) ["إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" للقسطلاني ج1/ص62].

وقال المحدث الكشميري رحمه الله تعالى معلقاً على هذه الفقرة من الحديث: (ثم حُبِّبَ إليه الخلاء): (وهذا على نحو مجاهدات الصوفية وخلواتهم، ثم إن اعتكاف الفقهاء وخلوات الصوفية عندي قريب من السواء) ["فيض الباري على صحيح البخاري" ج1/ص23].

وقال الزهري رحمه الله تعالى: (عجباً من الناس، كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبِض) ["حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح" ص463].

وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح حديث عائشة عند قوله: "حبب إليه الخلاء": (أما الخلاء فهو الخلوة، وهي شأن الصالحين، وعباد الله العارفين. ثم قال: قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: حُبِّبَتْ إليه العزلة صلى الله عليه وسلم لأن معها فراغ القلب، وهي معينة على التفكر، وبها ينقطع عن مألوفات البشر، ويتخشع قلبه) [صحيح مسلم بشرح الإمام النووي ج2/ص198].

وقال شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في شرحه على حديث عائشة المذكور عند قوله: (ثم حبب إليه الخلاء): (والخلاء بالمد: الخلوة، والسر فيه أن الخلوة فراغ القلب لما يتوجه له... إلى أن قال: وإلا فأصل الخلوة قد عُرفتْ مدتها وهي شهر، وذلك الشهر كان رمضان) ["فتح الباري شرح صحيح البخاري" للعسقلاني ج1/ص18].

وقال العلامة الكبير محمود العيني رحمه الله تعالى في شرحه على حديث عائشة عند الأسئلة والأجوبة: (الوجه الثالث: ما قيل: لِمَ حُبِّبَ إليه الخلوة ؟ أجيب بأن معها فراغ القلب، وهي معينة على التفكر، والبشر لا ينتقل عن طبيعته إلا بالرياضة البليغة، فحُبِّبَ إليه الخلوة لينقطع عن مخالطة البشر، فينسى المألوفات من عادته) ["عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعيني المتوفى سنة 855هـ ج1/ص60 ـ 61].

وقال الكرماني رحمه الله تعالى في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنهاالمذكور: (ثم حبب إليه الخلاء بالمد وهو الخلوة، وهو شأن الصالحين وعباد الله العارفين، حببت إليه العزلة لأن فيها فراغ القلب، وهي معينة على التعبد وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويخشع قلبه) ["شرح صحيح البخاري" للعلامة الكرماني ج1/ص32].

هذه أقوال علماء الحديث وشراحه في الخلوة من حيث تسميتها، ومن حيث مشروعيتها، ومن حيث فوائدها، ومن حيث اعتناء السلف الصالح بها .
وقيل للخلوة عشر فوائد:

1ـ السلامة من آفات اللسان، فإنَّ مَنْ كان وحده لا يجد معه من يتكلم، ولا يسلم في الغالب من آفاته إلا من آثرَ الخلوة على الاجتماع.

2ـ السلامة من آفات النظر،فإنَّ من كان معتزلاً عن الناس سلم من النظر إلى ما هم مُنْكَبُّون عليه من زهرة الدنيا وزخرفها، قال بعضهم: (من كثرت لحظاته دامت حسراته).

3ـ حفظ القلب وصونه عن الرياء والمداهنة وغيرهما من الأمراض.

4ـ حصول الزهد في الدنيا والقناعة منها، وفي ذلك شرف العبد وكماله.

5ـ السلامة من صحبة الأشرار ومخالطة الأرذال، وفي مخالطتهم فساد عظيم.

6ـ التفرغ للعبادة والذكر، والعزم على التقوى والبر.

7ـ وُجْدانُ حلاوة الطاعات، وتمكن لذيذ المناجاة بفراغ سره، قال أبو طالب المكي في "القوت": (ولا يكون المريد صادقاً حتى يجد في الخلوة من الحلاوة والنشاط والقوة ما لا يجده في العلانية).

8ـ راحة القلب والبدن، فإن في مخالطة الناس ما يوجب تعب القلب.

9ـ صيانة نفسه ودينه من التعرض للشرور والخصومات التي توجبها الخلطة.

10ـ التمكن من عبادة التفكر والاعتبار، وهو المقصود الأعظم من الخلوة) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لأحمد بن عجيبة ج1/ص30].

هذه نبذة يسيرة من أقوال السادة العلماء الأفاضل، تُبين بوضوح أن الخلوة هي السبيل العملي الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس، كي يقوى إيمانهم، وتصفو نفوسهم، وتسمو أرواحهم، وتتطهر قلوبهم، وتتأهل لتجليات الله تعالى.

أليس هذا التوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبباً للتعرف على فاطر السموات والأرض ؟

أليس هذا أساساً للأذواق والمواجيد الصوفية، وسبيلاً للكشف والفيض والإشراق والصفاء ؟

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق عن أبي هريرة رضي الله عنه].

أليس هذا الحديث دليلاً قاطعاً على مشروعية الخلوة لذكر الله تعالى ؟.

وفي هذه الخلوة يذكر الصوفي ربه خالياً فيغمره بأنواره ويحظى بمجالسته "أهل ذكري أهل مجالستي" [أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث طويل]. لا يدور بخَلدِه أي طائف يشغله عن ربه، حتى إنه لينسى نفسه في حضرة القدُس الأعلى. \وأخيراً فلعل القارىء الكريم بعد هذه النصوص الصريحة والنقول الكثيرة عن العلماء الأعلام الذين نأخذ عنهم تعاليم ديننا تبيَّنَ له أن الخلوة مشروعة في الإسلام، وليست مبتدعة، وأنها ليست غاية تقصد، بل وسيلة لشفاء القلب من علله وأمراضه، حتى يكون سليماً، فينجو صاحبه يوم الحساب الأكبر {يومَ لا ينْفَعُ مالٌ ولا يَنونَ إلا مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ} [الشعراء: 88ـ89]

وليست الخلوة عزلة دائمة، وانزواءً مستمراً عن الناس، فكما أن المريض يقضي فترة يسيرة من الوقت في المستشفى كي يتخلص من أمراضه الجسدية، ثم يخرج للعمل بصحة أوفر ومناعة أقوى، متلذذاً بنعيم العافية ؛ فكذلك المسلم يقضي في الخلوة فترة يسيرة، يخرج بعدها للحياة العملية، قوي الصلة بربه، عامر القلب بالإيمان واليقين متمتعاً بالمناعة القوية من تسرب بهارج الحياة الخادعة ومفاتنها المغرية إلى نفسه، وخصوصاً بعد أن اطلع على حقائقها الفانية، وتَذوَّقَ معنى قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عليها فانٍ} [الرحمن: 26].

فكم نرى من الناس من يهتم بجسمه الفاني ويوفر له أسباب الصحة، ويفرغ له كثيراً من وقته للاستجمام والاستشفاء والراحة، فإذا دُعي إلى تطبيب قلبه وتهذيب نفسه، في فترة وجيزة يخلو فيها بربه، إذا به يُعرض ويستغرب، ويعتبر ذلك ضياعاً للوقت، وابتداعاً لا أصل له في الدين
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #178  
قديم 26-07-2010, 12:07 AM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي الزهد

تعريف الزهد:
أطمئنكم بأن ليس معنى الزهد أن ترتدي ثياباً مرقعة ، ولا تأكل طعاماً خشناً ، ليس هذا هو الزهد ،
قال ابن الجلاّء: (الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها)
وقيل: (الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف)
وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: (الزهد استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب) وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: (الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه)
من أدق تعريفات الزهد : هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال :
" الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة " ،
وهذا يشمل ترك ما يضر ، وترك ما لا ينفعولا يضر
وقيل هو قصر الأمل في الدنيا ، وعدم الحزن على ما فات منها ،

فالزهد تفريغ القلب من حب الدنيا وشهواتها، وامتلاؤه بحب الله ومعرفته. وعلى قدر تخلص القلب من تعلقاته بزخارف الدنيا ومشاغلها يزداد لله تعالى حباً وله توجهاً ومراقبة ومعرفة، ولهذا اعتبر العارفون الزهد وسيلة للوصول إلى الله تعالى، وشرطاً لنيل حبه ورضاه، وليس غاية مقصودة لذاتها.
وقد جرت العادة بتخصيص اسم الزاهد بمن ترك الدنيا،
ومن زهد في كل شئ سوى الله تعالى، فهو الزاهد الكامل،
ومن زهد في الدنيا مع رغبته في الجنة ونعيمها،
فهو أيضاً زاهد، ولكنه دون الأول‏.
‏واعلم‏:‏ أنه ليس من الزهد ترك المال،
وبذله على سبيل السخاء والقوة، واستمالة القلوب،
وإنما الزهد أن يترك الدنيا للعلم بحقارتها بالنسبة إلى نفاسة الآخرة
.‏ومن عرف أن الدنيا كالثلج يذوب، والآخرة كالدر يبقى،
قويت رغبته في بيع هذه بهذه‏.‏


تصحيح مفهوم الزهد:

من تعريفات الزهد السالفة الذكر يتضح أن الزهد مرتبة قلبية ؛ إذ هو إخراج حب الدنيا من القلب، بحيث لا يلتفت الزاهد إليها بقلبه، ولا ينشغل بها عن الغاية التي خلقه الله من أجلها.

وليس معنى الزهد أن يتخلى المؤمن عن الدنيا فيفرغ يده من المال، ويترك الكسب الحلال ويكون عالة على غيره.

وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود الحقيقي من الزهد حين قال: "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أُصبت بها أرغبَ منك فيها لو أنها أُبقيتْ لك" [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي ذر رضي الله عنه، وقال: حديث غريب].

قال العلامة المناوي رحمه الله تعالى معلقاً على هذا الحديث: (فليس الزهد تجنب المال بالكلية بل تساوي وجوده وعدمه، وعدمُ تعلقه بالقلب إليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة الزاهدين، يأكل اللحم والحلوى والعسل، ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة، فخذ من الطيبات بلا سرف ولا مخيلة، وإياك وزهد الرهبان) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص72].

وهكذا فهم السادة الصوفية أن الزهد مرتبة قلبية. قال عمرو بن عثمان المكي: (اعلم أن رأس الزهد وأصله في القلوب هو احتقار الدنيا واستصغارها، والنظر إليها بعين القلة، وهذا هو الأصل الذي يكون منه حقيقة الزهد)[ "طبقات الصوفية" للسلمي ص203].

وقد عبر سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره عن مفهوم الزهد الحقيقي تعبيراً واضحاً جامعاً حين قال: (أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك، فإنها لا تضرك) ["الفتح الرباني" للشيخ عبد القادر الجيلاني].
وروى أن سيدنا أبي الحسن الشاذلي قدس سره كان يلبس أفخم الثياب وأجملها , وذات مرة رآه زاهد فقال له : يا أبا الحسن ما بهذا يعرف الله وأشار إلى ثيابه !
فقال له أبوالحسن ولا بهذا يعرف الله ! وأشار أبو الحسن إلى ثياب الزاهد.
ثم قال أبو الحسن الشاذلي :
أما لسان حالي فيقول أني غني بالله عنكم ( يعني عن الناس)
وأما لسان حالك فيقول: إني فقير فأعطوني!
وفي هذا المعنى قال بعض العارفين: (ليس الزهد أن تترك الدنيا من يدك وهي في قلبك، وإنما الزهد أن تتركها من قلبك وهي في يدك).

ولهذا عرَّف ابن عجيبة الزهد بقوله: (هو خلو القلب من التعلق بغير الرب) ["معراج التشوف" لابن عجيبة ص7].

وقد بين الإمام الزهري رحمه الله تعالى أن من معاني الزهد الحقيقي( أن تشكر الله تعالى على ما رزقك من الحلال، وأن تحبس نفسك عن طلب الحرام قانعاً بما قسم لك من الرزق)، فقال حين سئل عن زهد المسلم: (هو أن لا يغلب الحلال شكره، ولا الحرام صبره) ["النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير مادة (زهد)].

وقد أوضح العلماء أن المقصود من ذم الدنيا الوارد في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ليس ذماً لذاتها، وإنما هو تحذير من الانشغال القلبي بها ؛ بأن يجعلها المؤمن غاية يسعى إليها بكل إمكانياته، ناسياً غايته الأساسية، وهي الفوز برضاء الله تعالى. فنعمة الدنيا مطية المؤمن ووسيلة إلى التقرب إلى الله تعالى، وبئست الدنيا إذا كانت معبوده. وفي هذا المعنى قال العلامة المناوي رحمه الله: (فالدنيا لا تُذَمّ لذاتها فإنها مزرعة الآخرة، فمن أخذ منها مراعياً للقوانين الشرعية أعانته على آخرته، ومن ثَمَّةَ قيل: لا تركن إلى الدنيا، فإنها لا تبقى على أحد، ولا تتركها فإن الآخرة لا تنال إلا بها) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" ج3/ص545].

وقد دل على ذلكقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى‏}‏
وقوله‏:‏ ‏{‏ماعندكم ينفد وما عند الله باق‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏69‏]‏‏
.‏ومن فضيلة الزهد قوله تعالى‏:‏
‏{‏ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه‏}‏

الزهد في الحديث النبوي
قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏ ‏"‏ من أصبح وهمه الدنيا،
شتت الله عليه أمره، وفرق عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه،
ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له،ومن أصبح وهمه الآخرة،
جمع الله له همه، وحفظ عليه ضيعته، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهوراغمة‏"‏‏

فى‏"‏ صحيح مسلم‏"‏ من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال‏:‏
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهو مضطجع على حصير، وإذاالحصير قد أثر على جنبه،
فنظرت في خزانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فإذا أنا بقبضة من شعير، نحو الصاع‏.‏ وفى رواية البخاري ‏:‏
فوالله مارأيت شيئاً يرد البصر‏.‏
والحديث مشهور في ‏"‏صحيح مسلم‏"‏‏‏

عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ،
دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ، فقال :
( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) .
..
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
  #179  
قديم 26-07-2010, 07:08 AM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

الأخ الأزهرى الساطع
هل أردت أن تحاور نفسك فى هذا الموضوع ، لقد قمت يا أخى الكريم بوضع عشرة مشاركات قبل أن يرد عليك أحد!!!!!!!!!!
أم أردت أن تضع كل ما كتب فى مذهب التصوف فى هذا الموضوع ، وتنقله من موقع الصوفية ؟!!!!
أرجو أن تلتزم بقواعد الحوار وإلا إضررت آسفا لإغلاق الموضوع ، وشكرا.
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

  #180  
قديم 26-07-2010, 11:58 AM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء a مشاهدة المشاركة
الأخ الأزهرى الساطع






هل أردت أن تحاور نفسك فى هذا الموضوع ، لقد قمت يا أخى الكريم بوضع عشرة مشاركات قبل أن يرد عليك أحد!!!!!!!!!!
أم أردت أن تضع كل ما كتب فى مذهب التصوف فى هذا الموضوع ، وتنقله من موقع الصوفية ؟!!!!
أرجو أن تلتزم بقواعد الحوار وإلا إضررت آسفا لإغلاق الموضوع ، وشكرا.

الحبيب أبو إسراء سلام الله عليك ، وأسأل الله أن تكون بخير


أنا ـ وفقكم الله ـ لا أحاور نفسي ، وهذه النقاط التي ذكرتها استنبطتها من كلام الأستاذ الفاضل / خالد سليمان في إحدى مشاركاته
*الكلام الملون بالأزرق بين الأقواس هو النقاط التى استنبطتها من المشاركة





اقتباس:
قبل أن ابدأ حواري اشكرك علي مشاركتك الطيبة في موضوع طلب لإعادة النظر فى صحيح البخارى
اقتباس:
مما يدل علي نقاء صدرك وقوة عزيمتك في البحث عن الحق وهذا مما شجعني علي الدخول في الحوار


وأبدأ بحول الله تعالي وقوته

إبننا الغالي طالب أزهري

(بدعة التصوف)

ألست معي أنه قد مضى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يُعرف عنهم أي سلوك يتميزون به غير اتباع الكتاب والسنة والتشرف بنسبتهم إلى ذلك، غير ملتفتين إلى التنطع في سلوكهم أو مخترعين طرائق ورهبانية مبتدعة أو ذكر جماعي أو رقص ؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!

ألا تري أن التصوف تم إحداثه في الدين وليس من أصول الدين ؟؟
!!!!!!!!!!!!
و أن أناس أحدثو في الدين بدعة التصوف منحرفين عن المنهج السليم، وراحوا يتخبطون في دوائر وهمية وفرق عديدة وأحزاب متناحرة كل حزب بما لديهم فرحون؟؟؟
!!!!!!!!!!!!
(تعدد مفاهيم التصوف)

وقد أخذ كل فريق من هؤلاء يعبر عن التصوف حسب ما يراه!!!
ويطول سرد تلك المفاهيم والتعبيرات والأقوال التي صدرت عن أقطاب هؤلاء؛ كالجريري، والجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، ومحمد بن علي القصاب، ومعروف الكرخي، والسهروردي، والشبلي، والشاذلي، والتجاني، والبسطامي، وابن عربي، وابن الفارض وغيرهم.
ولهذا فإن العلماء لم يتفقوا علي بيان محدد لمفهوم التصوف عند الصوفيين؛ ذلك لإطلاق هؤلاء الصوفية عبارات شتى حسب ذوق كل فريق، وتخيلاته لمفهوم التصوف، إلا أن الحصيلة العامة لأقوالهم تلتقي حول أن التصوف هو: القرب من الله، وترك الاكتساب، والتمسك بالخلق الرفيع، والجود، ورفع التكاليف عن بعض فضلائهم حين يتصلون بالله عز وجل علي حد زعمهم، ويصلون إلى درجة اليقين وظهور المكاشفات، ثم هم بعد ذلك درجات في تطبيق هذا المفهوم. أليس هذا صحيح؟؟؟
أما الأن إبننا الغالي

بما أنك منتسب للتصوف وأنا أعلم من أصدقائي من كان متصوفاً منذ عشرات السنوات وتاب الله عليه فتاب إلي الله وعاد لمنهج أهل السنة والجماعة

تعالي نتناقش في التالي

أقول لك جدلاً
أنا أريد ان أكون صوفياً
فكيف يكون ذلك ؟؟؟
ما هي الخطوات التي يجب ان اتبعها ؟؟؟
إسمح لي ان أوفر عليك عناء البحث والتنقيب عن الإجابة وأصف لك ما أنت عليه وما يجب علي أن أقوم به
(تعدد طرق التصوف)
فللصوفية طرق عديدة ومسالك مظلمة وقواعد خاصة للتربية حسب منهجكم، وكيفية ذلك عندكم نوجز الكلام عنها فيما يلي
ولا داعي ان تخدع نفسك وتدعي بعدم وجود شيئ من هذا بل كل ما عليك محاولة التأكد من ذلك:
(الشيخ المربي)
# أول ما يجب على الداخل هو أن يختار الفرد أو الجماعة من المريدين شيخاً لهم يسلك بهم رياضة خاصة بهم على دعوى وزعم تصفية القلب للوصول بالمريد إلى معرفة الله،
وهو في الحقيقة يصل إلى متاهات وضلال بعيد،
# أن يتبع المريد شيخه أتباعاً مطلقاًحتى وإن كان في تحريم الحلال وإحلال الحرام.
ولك أن تسئل شيخك وقل له
هل يتبع المريد شيخه إذا طلب منه شيئ حرام؟؟؟
#
(أوراد الصوفية)
عليه أن يردد ما يردده الشيخ من أذكار. حتي وإن لم يكن لها أصل ولم تريد في كتاب أو سنه بل حتي وإن لم تكن مفهومة

(أحوال المريد)
# ثم يكون وجوباً عليه أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي المغسل يقلبه كيف يشاء، فإن الاعتراض وإبداء الرأي من أكبر الأخطار على المريد وطرده عن رحمة الله.
ولك أن تحاول الإعتراض علي تنفيذ شيئ أو رفض شيئ!!!!
# وعليه كذلك أن يعتقد أن جميع ما يفعله الشيخ هو الحق والصواب حتى وإن رآه يشرب الخمر ويزني؛ لأن الشيخ لا يفعل الفواحش بروحة وإنما بصورته البشرية لتربية المريدين، وهذا مخرج للصوفي إذا فعل فاحشة، وما أكثر ما يفعلونها تحت هذا الستار، وعلى التلميذ أن لا يفكر في أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ لأنه يتعارض تماماً مع ما يراه زعماء الصوفية من وجوب التسليم للشيخ في كل ما يأتي ويذر.
ولك أن تراقب شيخك بعين الناقد وليس بعين المتبع
# أن يتصور صورة الشيخ ماثلة أمامه في كل حال، وأن يعتقد أن الشيخ يعلم بكل شيء عنه وهو في داخل خلوته، ويعرف كل شؤونه ما دق منها وما جل.
# وأن لا يغير شيخه بآخر.

ولك أن تطلب ذلك
# ولا يزور أحد المشايخ والأولياء ما دام في أول أمره.
# وأن يمشي في الطريقة منزلة منزلة حتى يصل إلى القطبانية.
# وألا يضن بماله ولو طلبه الشيخ كله.
# أن يرضى بالذل الدائم وحرمان النصيب، والجوع الدائم والخمول وذم الناس له، وتقديم أضرابه وأشكاله وأقرانه عليه في الإكرام والعطاء والتقريب عند الشيوخ ومجالس العلماء، فيجوع هو والجماعة يشبعون والكل أعزاء ونصيبه الذل، ويعز الجماعة ويستجيز الذل ويجعله نصيبه.
(العهد عند الصوفية)
الأن أنا أصبحت مُريداً أي أريد السير في الطريقة أذهب إلي الشيخ
يقبلني الشيخ ويأخذ علي العهود بالتوبة من الذنوب وصدق النية وترداد الأوراد المقررة علي من الشيخ، وألا أعتقد أي معتقد لم يقره الشيخ، ولا يحق لي الاعتراض على الشيخ حتى إن رآيته مخطئاً.
ثم بعد ذلك اصبح سالكاً،
وبعد استمراري وسلوكي ومواظبتي على الأوراد التي يلقنه الشيخ، فإذا أتقنتها انتقل إلى مرتبة أخرى تسمى مرتبة العبودية،
وعلي أن أُكثر من الضراعة والإلحاح إلى الله بترداد ما يمليه عليه المشايخ من أذكار وأوراد.
ثم أنتقل من مريد إلى مقام آخر حيث تقبل علي العناية الإلهية وينتقل قلبي إلى مقام العشق لله،

وعلى هنا أن أُكثر من الأوراد والعزلة بنفسي والندم الشديد حتى تتملكني حالة علوية شريفة أنتقل بها إلى مقام يسمى (الوجد والهيام)
وهو أسمى من مقام العشق،

وعند هذا المقام المزعوم تتوارد على قلب السالك النفحات الربانية،
ويعتقدون أنه في هذه الحال تزداد معرفة السالك الباطنة الصفات الذات العلية.
وهنا يصل السالك فيما يزعمون إلى الحقيقة
وتسمى هذه المرحلة - مقام الحقيقة – التي يعرفها المنوفي بأنها "مشاهدة الربوبية"
، وهي في الحقيقة الوصول إلى أعماق الوثنية والحلول، فإذا وصلت بزعمهم إلى مقام الحقيقة يمكني أن أظل أرتقي إلى أن أحقق منازل ثلاثاً هي:
"الفناء

و

"اللقاء
و

"البقاء
والفناء يقصدون به أن يفنى العبد عن كل شيء في الله تعالى ، حتي أقول ما في الجبة إلا الله. واعوز بالله ان اقول هذا يوماً اللهم ثبت قلبي علي الحق
فالوجود عنده كله يمثل الله – تعالى عن قولهم، وخصوصاً النساء فإنه يتمثل فيهم بصورة أكمل، ومن هنا بدى على أدبهم العشق والغرام والهياج الجنسي إلا أنهم زعموا أن هذا الغزل وهذا الهياج الملتهب إنما هو في الله، وسموه الحب الإلهي يجتمع الرجال والنساء ويرددون إما أبياتاً شعرية أو غيرها في رقص وتمايل، كما يحصل في الرقصات والسهرات مما يتنافى مع أبسط المثل الإسلامية والخشوع المطلوب في العبادات.

وأما اللقاء والبقاء
فإن الصوفية يقصدون بذلك أن العبد من خلال تلك المنازل تتجلى عظمة الخالق سبحانه على قلب السالك فلا يرى أمامه إلا الله، ولا يجد في الوجود جميعاً إلا واجب الوجود سبحانه، وتمحى أثار الموجودات من أمام عينيه إلا وجود الله سبحانه وتعالى ،
ما قولك في تلك فيما سبق، ونجمل أهمها فيما يلي:

#
أن يلتزم الشخص أمام شيخه بالمحافظة على الطريقة التي يحددها له الشيخ.
# أن يكون المريد – أي الدال في المذهب – على صلة بشيخه المأذون له هو أو من ينيبه الشيخ عنه ليتولى تعليم المريد.
# أن يجتاز المريد عهداً يعاهد الشيخ ويده في يده مغمضاً عينيه على الالتزام والوفاء الدائم لشيخه ولطريقته لا يحيد عنها أبدا
# أن يكون المريد دائم الاشتغال بالأوراد والأدعية التي يقررها عليه الشيخ سواء عرف معانيها أم لا.
(الخلوة الصوفية)

# أن يكمل مدة الخلوة التي يقررها الشيخ على المريد في سرداب أو دهليز أو زاوية مدة لا تزيد عن أربعين ليلة ولا تقل عن أربعين ليلة ولا تقل عن عشر ليال، ولهم شروط كثيرة لصحة هذه الخلوة قاسية جداً يخرج الشخص منها وهو في منتهي الحمق والبلادة والغفلة عن كل شيء إلا عن شيخه وأذكاره، وهو الهدف الحقيقي من تلك الفكرة.
ومن الشروط التي يقطعونها للمريد على أنفسهم – حسب زعمهم – أن يصبح من أهل الكشف، وأن يترقى في ذلك إلى أن يتعلم ما وراء العقل ويصبح من أهل التجلي، بحيث تدرك ذات المريد ذات الله في كل وقت.
أن يفنى المريد عن كل شيء غير الله تعالى ، فلا يحس بأي وجود غير وجود ربه وشيخه، وبذا يصبح الشخص من أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود؛ لأن الله قد ظهر في كل شيء حسب تعاليمهم بعد فناء المريد عن كل شيء وتصوره أن الله أمامه في كل مكان.
أن يطلب المريد علم الباطن الذي هو بمنزلة اللب، وأن يتعمق في العلم الباطني حسب ما يمليه عليه الشيخ، وإذا تطور في ذلك فإنه يصل إلى حد اليقين فتسقط عنه التكاليف كما يفترون ويصبح ولياً من الأولياء.





، وقد طلبت من حضرته أن يقوم بتحديد نقاط للحوار ،


اقتباس:
أستاذنا الفاضل / خالد سليمان ، اعلم أن بغيتنا معرفة الحق ، وقد أثرت حضرتك المزيد من الشبهات ، وأنا أريد حوار منسق وهادف تحت نقاط محددة حتى نتوصل إلى الحق فإن كنت ترفض الحوار فى النقاط التى قمت بوضعها فتفضل بتحديد نقاط للحوار غيرها
وجزاكم الله خيرا



فألزمني بالرد على مشاركته أولا .









اقتباس:
أرجو تفنيد مشاركاتي السابقة تفنيد علمي يستند للدليل والبرهان كما تم الإتفاق مسبقاً فالغاية هي الوصول للحق ولن أخجل أبداً من الإعتراف بحق أتيت أنت به كما أرجو أن تعترف بالحق إذا كان معي
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
موضوع مغلق

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:21 AM.