#1576
|
||||
|
||||
|
#1577
|
||||
|
||||
|
#1578
|
||||
|
||||
|
#1579
|
||||
|
||||
|
#1580
|
||||
|
||||
|
#1581
|
||||
|
||||
|
#1582
|
||||
|
||||
|
#1583
|
||||
|
||||
|
#1584
|
||||
|
||||
|
#1585
|
||||
|
||||
|
#1586
|
||||
|
||||
|
#1587
|
||||
|
||||
فاعلم أنَّه لا إله إلا الله ووقوفاً بتأمل لقول الله تبارك وتعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة محمد: 19]، فقد نزلت هذه الآية الكريمة على نبينا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بعد ثلاث عشرة سنة من دعوته إلى التوحيد، واستفراغ وسعه في التبليغ والإنذار لكفَّار قريش ومن لفَّ لفَّهم. ويحقٌّ للمتدبر في كتاب الله، أن يرجع الفكر والنظر كرَّتين بل كرَّات في تدبُّر هذه الآية، إنها تأمره ـ عليه الصلاة والسلام ـ بتعلُّم التوحيد، ومعرفة الله ـ عزَّ وجلَّ ـ حق المعرفة، مع أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أفضل الأنبياء والمرسلين، وأعرفهم بربِّ العالمين، بل هو نفسه قد دعا بهذه الكلمة الكفَّار والمشركين، كما روى ربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه وكان جاهلياً فأسلم، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصفون عليه، فما رأيت أحداً يقول شيئاً، وهو لا يسكت، يقول: أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا" [أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (15448) وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (834)]. |
#1588
|
||||
|
||||
أنَّ العبد المؤمن يحتاج للمزيد من تدبر هذه القضية الكبرى، والحقيقة العظمى في الكون والحياة مطلقاً؛ إذ إنَّ الشيطان أقسم بإضلال الناس وغوايتهم، بحيله الماكرة، فقال: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ} [سورة النساء: 119]، فلا رادَّ لذلك، ولا عاصم إلاَّ الاستمساك والاعتصام بتوحيد الله، وتصفية النفس من درن الباطل، والرَّان المنطبع على القلب، ولا يتمّ ذلك إلا بثبات التوحيد في القلب؛ فالتوحيد كما أنَّه صلب، ولا يحتمل التموُّج والمساومة في مبادئه، فهو كذلك شفَّاف يقدح فيه أدنى شيء يخلُّ بلوازمه ومقتضياته، وقد عبَّر عن ذلك الإمام ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ بقوله: "التوحيد أشفُّ شيء وأنزهه، وأنصعه وأصفاه وأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثِّر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون، يؤثِّر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدَّاً، أدنى شيء يؤثِّر فيها، ولهذا تشوهه اللحظة واللفظة والشهوة الخفيِّة" (الفوائد لابن القيم:42).
|
#1589
|
||||
|
||||
لاشكَّ أن الأمر بهذه الآية : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة محمد: 19]، ليس خاصاً بمحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ فحسب؛ وعليه فإنَّ علاج الخلل في التوحيد، وكما أنَّه يتمُّ بدرء الخلل عنه، وتخلية القلب منه ، إلاَّ أنه يحتاج إلى تمكين عرى الإيمان، وعُقَدِ التوحيد في القلب، وتحليته به، ليخالط بشاشة الإيمان القلوب، فيتم بذلك تخلية وتحلية، وكما يقول علماء الأصول: التخلية قبل التحلية، فيخلِّي الإنسان عن قلبه شوائب الانحراف العقدي، ويحليه ببلسم الإيمان، وصفاء الاعتقاد، ونقاوة التوحيد.
|
#1590
|
||||
|
||||
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لا اله الا الله, الله, الله اكبر, الذكر, العبادة |
|
|