اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1546  
قديم 29-08-2011, 12:02 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Opp

ما قالت الأقلام في سيد الأنام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك السموات و الراضين و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين وعلى اله الطاهرين وصحابته الميامين وعلى من تبعهم باحسان إلى يوم الدين.
إن شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم
لايشك إنسان منصف يحترم عقله أنها شخصية عظيمة متكاملة الإبعاد و الجوانب قد أحدثت تغييرا دراماتيكيا منعدم النظير في مسيرة الحضارة البشرية ولنا إن نتصور ما هو مال التاريخ الإنساني لولا ظهور هذا المسيح العربي الكبير الذي مالئ الدنيا وشاغلها بفكره الإلهي المنير وامتلئ الخافقين بإتباعه و شيعته واصطرعت نوادي ومحافل العالم بالسجال و التجادل بشخصيتهوسلوكها الذي بلغ الغاية و النهاية في الكمال و الجمال من حنكة التشريعوروعة التقنين.
لقد اجتمعت في رسول الله صفات قلما اجتمعت في إنسان قبله أو تجتمع بأخر بعد انه مزيج عجيب من منظومات خلقية و سلوكية و روحية أهلته من إن يحتل المقاعد العليا في ركب السيرة الإنسانية فهو النبي و الرسول في نفس الوقت وكم من نبي لم يرسل ولم يشقى بحمل أعباء التبشير و التبليغ حيث اكتفى بمقام النبوة الروحي فقط كإسماعيل و إسحاق وادم عليهم السلام.
والمشرع المقنن إذ جاء صلى الله عليه واله وسلم بشريعة إلهية جديدة نسخت شرائع الأنبياء من قبله فلم يترك جانب في الحياة إلا وضع له تشريعا هذا على مستوى التشريع إما على مستوى العقيدة فقد هدم سلام الله عليه الكثير من الاعتقادات الباطلة السائدة قبل انشقاق فجر رسالته وبين أنها ليست من الله نشئ كتقديس الأصنام و اتخاذها وسيلة إلى الله وعقيدة صلب المسيح وبنوته لله تعالى علوا كبيرا عما يصفون ونسبة الوليدة إلى الله والكثير الكثير من ذالك مما يضيق به الحصر
والقائد العسكري المحنك الذي خطط وقاد العشرات من المعارك وحقق فيها انتصارات باهرة كان بت عز الإسلام ورفعته.
ورجل الدولة السياسي الذي أسس دولة عظيمة توافرت بها اغلب ملامح الدولة العصرية بعد إن وحد قبائلالعرب المتصارعة تحت مظلةهذه الدولة ومهد لهم الطريق لبسط نفوذهم على خافقي المعمورة وتسديد مطامح إبصارهم إلى مظان النعمة والثروة.
أضف إلى هذا كله الكارزما الفريدة التي تتشح بتا شخصيته والتي صيرته محط جذب للنفوس فقد اخذ بمجامع قلوب الناس ونواصي أدمغتهم وجعلتهم إسراء يرسفون بقيود حبه والانعجاب به وهذا كان له الأثر الكبير في التفاف مئات ألاف من الناس عليه والتصديق به في فترة قياسية وجيزة لاتكفي لتربية شاب صغير.


حول الكتاب

هذا الكتاب هو ثمرة بحوث شاقة وطويلة في بطون الكتب القديمة فعلى الرغم من قصر المدة التي استغرق بها تأليفه إلا إن طبيعة البحث كانت في حد ذاتها شاقة ومعقدة وليس لي إن أقول إلا الحمد لله تعالى الذي وفقني إلى إكماله وإخراجه إلى القراء الكرام بهذه الحالة المرضية . إن موضوع هذا الكتاب الصغير هو تقصي ما قاله العلماء والمفكرين والقادة
الغير مسلمين في حق سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم وتسجيل اعترافاتهم وإقرارهم بعظيم فضله وتأثيره الهائل على مسيرة الوجود البشري وكذالك التدليل على عالمية رسالته الإلهية الغراء والتدليل على سحر جاذبية شخصيته حتى على من لايمت للإسلام بصلة.إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة إلى مديح من ذاك وثناء من هذا فهو ذالك الرجل الذي بلغ ذروة المجد والكمال في العلم والخلق والصدق والنزاهة لكننا نبغي من وراء ذالك إقرار الحجة على المعاند والمشاقق لكي يتبين له الحق إن أراده.إن منهجي في هذا الكتاب يتلخص بالنقاط الآتية:

1-جمع أقوال المستشرقين من أوروبيين وغيرهم في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد إن أقوم بترجمتها من الانكليزية إلى العربية .وهناك أقوال جمعتها من كتب مفكرين غربيين مترجمة للعربية على أيدي مترجمين عرب معروفين وقد أشرت إلى ذالك في عقب كل مقال.
2- إن الغالبية العظمى من أقوال ولاء المفكرين والعلماء نقلتها من كتبهم مباشرة بعد ترجمة نصها للعربية ذاكرا عنوان الكتاب بالعربية والانكليزية مع رقم الصفحة وسنة الطبع.
3-بعض أقوال صاحب قولها من كتب بالعربية والانكليزية لمؤلفين عرب ومسلمين لعدم تمكني من العثور على الكتب الأصلية التي اقتبست منها،ولذا فاني احرص على ذكر مؤلف الكتاب الذي جاء بهذا القول مع تفاصيله الأخرى.
5- وضعت لكل صاحب قول ترجمة مقتضبة لسيرة حياته مع صورة فوتوغرافية له أن وجدت كي نسهل على القارئ الكريم البحث عن هذا الكاتب وقراءة كتبه والاطلاع على أفكاره بتفله.أكثر وإطناب أوسع.
والبعض منهم لم يتسنى لنا العثور على ترجمة له .
6-هناك بعض المستشرقين في هذا الكتاب أرادوا مدح رسول الله فصدر منهم شيئا من الذم وسوء الأدب ورداءة الفهم بحقه فارتين ان اعلق على ذالك في الهوامش للرد عليهم وتفنيد قولهم وقد تم ذالك ولله الحجة البالغة.
7- لم يكن في مقدوري التعليق على كلام ولاء المفكرين في المتن لذا كانت تعليقاتي تحت خطوط الهوامش والحواشي.
8- بعض الكتب لم يتسنى لي الحصول على سنة طباعتها لان ناشرها لم يذكر ذالك فليتنبه إلى ذالك القارئ إلى ذالك.

تحسين السلطاني

نبذة عن سيرتي الذاتية
ولدت في بلدة الشوملي الواقعة في جنوب محافظة بابل وسط العراق ,في 13كانون الأول من عام 1986م .أتممت دراستي الابتدائية والثانوية في البلدة.نلت شهادة البكالريوس في اللغة الانكليزية من جامعة بابل عام 2008م.




الدكتور علي الوردي
يقول المفكر وعالم الاجتماع العراقي الكبير د.علي الوردي :إن شخصية محمد كانت بعيدة الغور ثاقبة البصر_من طراز فذ عجيب.من كتابه وعاظ السلاطين ,ص81
· ولد في بغداد في مدينة الكاظمة عام 1913م.ترك مقاعد الدراسة في عام 1924 ليعمل صانعاً عند عطار وطرد من العمل ولكنه طرد من العمل لأنه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن وبعد ذلك فتح دكان صغير يديره بنفسه ، وفي عام 1931 التحق بالدراسة المسائية في الصف السادس الابتدائي وكانت بداية لحياة جديدة. وأكمل دراسته وأصبح معلما. كما غير زيه التقليدي عام 1932 وأصبح افتديا.وبعد إتمامه الدراسة الثانوية حصل على المرتبة الثالثة على العراق فأرسل لبعثة دراسية للجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على البكلوريوس وأرسل في بعثة أخرى إلى جامعة تكساس حيث نال الماجستير عام 1948 ونال الدكتور عام 1950. عمل أستاذا في جامعة بغداد إلى إن أحيل على التقاعد عام 1973 توفي عام 1995.


جورج برنارد شو George Bernard Shaw

يقول المفكر البريطاني جورج برنارد شو :إني دائما أكن تقديرا فائقا لدين محمد وذالك لحيويته العجيبة ويبدو لي بأنه الدين الوحيد الذي يمتلك السعة التي من شانها استيعاب مرحلة تغيير الوجود وبهذا فان أي فرد يرضى به(أي دين محمد) لقد درست محمد هذا الرجل الرائع وفي رابئ وبعيدا عن كونه معاديا للمسيح فانه يجب إن يلقب بمنقذ الإنسانية واعتقد لو إن رجلا مثله يتولى قيادة العالم الحديث لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب القدر المطلوب من السلام و السعادة.
و إني تنبأت بان إيمان محمد سوف يلقى قبولا في أوروبا الغد كبداية قبوله في ارويا اليوم.من كتابه(الإسلام الحقيقي)المجلد1 ص8



ولد جورج برنارد شو في 26 حزيران عام 1856
في دبلن بايرلندا فاشتغل بالكتابة و الموسيقى الاحترافية
إلا ان انه برع في مجال الدراما وكان موهوبا في هذا المجال
حيث كتب أكثر من 60 مسرحية طوال حياته وكذالك كتب
في مواضيع أخرى كالدين والفلسفة والتاريخ.عرف شو بمناصرته للطبقة العمالية حيث أدان استغلالها ودعا إلى إنصافها وإعطائها حقوقها .انتزع السيد شو عدة جوائز منها جائزة نوبل في الأدب عام1925 وجائزة الأكاديمية لكتابة النص السينمائي المتكيف عام 1938.توفي في 2\تشرين الثاني عام 1953.





مايكل هارت Michael hart

أما الكاتب الأمريكي الكبير مايكل هارت فقد عد نبينا العظيم من أعظم شخصيات التاريخ الإنساني على الإطلاق آذ وضعه على رأس قائمة أعظم مئة شخصية في التاريخ حيث يقول عنه: لقد اخترت محمدا صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة ولابد إن يندهش الكثيرون لهدا الاختيار .ولهم حق في ذا دالك ولكن محمد هو الإنسان الوحيد الدية نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني و الدنيوي.وقال في موضع أخر :
وكان الرسول عليه السلام على خلاف عيسى عليه السلام رجلا دنيويا فكان زوجا و أبا وكان يعمل في التجارة يرعى الغنم وكان يحارب ويصاب في الحروب ويمرض ثم مات ولما كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوة جبارة فيمكن ان يقال أيضا انه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ.
ثم قال في الخاتمة:إن هدا الامتزاج بين الدين و الدنيا هو الدية جعلني أؤمن بان محمدا هو أعظم الشخصيات أثرا في تاريخ الإنسانية .من كتابه أعظم مائة رجل في التاريخ صفحات 13-18-19.


ولد السيد هارت في 28 نيسان من عام 1932 في مدينة نيويورك .وعندما
انهى دراسته الإعدادية انخرط في صفوف الجيش الأمريكي بعدها أكمل دراسته
الأكاديمية فنال درجة البكالريوس في الرياضيات من جامعة كورنول ثم حاز درجة الدكتوراه في علم الفيزياء الفلكية من جامعة برنستون .لم يقتصر السيد
هارت على ذالك بل حدا به طموحه فنال شهادات عليا في الفيزياء والفلك والقانون وعمل أيضا في وكالة ناسا الفضائية قبل ان يتركها ويصبح أستاذا يدرس الفيزياء والفلك في جامعة اللاهوت وسان
انطونيو في ولاية تكساس.ودرس الفلك والفيزياء
في كليات ان اروندال كوميونتي وارنولد ماري
وقام بنشر الكثير من المقالات والدوريات العلمية
في مجال اختصاصه. وعلى الرغم من ان السيد
يهودي الديانة إلا ان ذالك لم يمنعه من كتابة أشياء عظيمة عن الإسلام ورسوله العظيم محمد صلى الله عليه واله وسلم .




د.ول ديورانت Will duran

يقول المستشرق الأمريكي ول ديورانت في كتابه (قصة الحضارة) عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:وتذاما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من اثر في الناس قلنا ان محمد من أعظم عظماء التاريخ فقد اخذ على نفسه ان يرفع المستوى الروحي و الأخلاق في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانه فيه أي مصلح أخر في التاريخ كله وقل ان نجد أنسانا غيره حقق كل ما كان يحلم به .وقد وصل إلى ما كان يبتغيه عن طريق الدين ولم يكن ذالك لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدين وكفى بل لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلى سلوك ذالك الطريق الذي سلكوه فقد لجا إلى خيالهم والى مخاوفهم و أمالهم و خاطبهم على قدر عقولهم وكانت بلاد العرب لما بدا الدعوة صحراء جدباء تسكنها قبائل من عبده الأوثان قليل عددها متفرقة كلمتها وكانت عند وفاته امة موحدةمتماسكة.و قد كبح جماح التعصب و الخرافات وأقام فوق اليهودية و المسيحية ودينبلاده القديم دينا سهلا واضحا قويا وصرحا خلقيا قوامه البسالة و العزة القومية.واستطاع في جيل واحد ان ينتصر في مائة معركة وفي قرن راح ان ينشئ دولة عظيمة وان يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم. من كتابه الشهير (قصة الحضارة) م4 ج2 ص29


ولد ول ديورانت في 5 تشرين الثاني من عام 1885

في ولاية ماسوشيتس الأمريكية .وبعد إن تلقى تعليمه في المدارس المحلية هناك نبغ وأصبح من كبار الكتاب العالميين.كتب في التاريخ والفلسفة و الدين و من أهم أعماله:
حياة اليونان(1939)، قيصر والمسيح(1944)،عمر الإيمان(1955)
،حياة فولتير(1965)،حياة نابليون(1975)،روسو والثورة(1967)

قصة الحضارة(1938)،الإصلاح (1957).
توفي في 7تشرين الثاني من عام 1981.









الدكتور نظمي لوقا

هذا المصري المسيحي الدكتور نظمي لوقا يقول في كتابه (محمد الرسالة والرسول) عنه:وأي كان المقياس الذي تقاس به دعوة الإسلام فلن نجد فيها دليلا واحدا ولا شبه دليل على ان الغرض منها خدمة شخصه من قريب أو بعيد.كان موفور النسب موسعا عليه فبدل من ذالك ضيقا و شظفا.
لم يساوم هذا الرسول ولم يقبل المساومة ولو لحظة واحدة في موضع رسالته على كثر فتون المساومات واشتداد المحن. كان أمنا في سربه فبدل ذالك قلقا ومطاردة و ارتياعا . كان موفور الكرامة و المكانة بين قومه بالنسب الرفيع و الحسب فبدل ذالك اهانة وتحقيرا وازدراء كان وحيدا اعزل لا أمل له في نصرة احد و هم أئمة الشرك و حراس الكفر وأولياء عاصمته المستفيدون منه. أما أهله فما كان هذه الرسالة بأنفع لهم وأوذوا بسبها في أرزاقهم وفي إعمالهم وفي أشخاصهم وتعرضوا لما تعرضوا له من التهلكة أكثر من مرة.

وهناك موقف مشهور جدا من تلك المواقف .هو موقفه من عمه أبي طالب حين قال له:ان قريشا تشدد عليه النكير بسب ما يبسطه من عليه من حمايته.وانه-على كبر سنه-مهدد باجتماعهم على مقاطعته وعداوته .وقد قالوا له: -إنا ولله لانصبر على هذا من شتم أبائنا و تسفيه أحلامنا وعيب ألهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله إياك حتى يهلك احد الفريقين وتقدم إليه عمه بقوله :فابق علي و على نفسك ولا تحملني من الأمر ما لاأطيق.فهذا عمه حصنه الأوحد وحاميه يوشك ان يتخلى عنه.ولن يكون له بعد ذالك إلا الهلاك له هلاكا مؤكدا.
أما هذا وإما يحرج عمه ويبقى على حمايته له فيتعرض معه للهلاك في تلك المعركة التي لا تكافؤ فيها.
انه الذي كفل وربى بعد هلاك الجد ذالك الفتى اليتيم.انه الذي دلل وعز هذا اليتيم .واردفه على راحلته حين تعلق به صغيرا وقد تجهز للسفر إلى الشام فلم تطاوعه نفسه ان يفارقه باكيا وصحبه حيث ذهب.
ومحمد أوفى الناس بالمعروف وأحفظهم للوداد وأبرهم وأقسطهم أي حرج شعر به أمام ذالك الرجاء؟أي تورط؟أي امتحان لخلال البر وعرفان الجميل والنخوة؟
لو كان شيئا من الأشياء ثانيا محمدا عن إيمانه لكان هذا الحرج ولو كان الأمر بيده بأي صورة من الصور لما صمد لهذا الامتحان .ولا كانت قوة لتزعزعه عما تجرد له لكان هذا التوسل من أبي طالب.
ان الامتحان النفسي في مثل هذا المقام والإكراه المعنوي و الضغط الأدبي لهي ا*** إلف مرة من اللطمات و البصقات التي كيلت له من سفهاء القوم .
واطرق محمد...وما احسب هلاكه كان أهون لديه من تخييب رجاء عمه وكافله فحق لمن في مثل نخوته وبره ان يطرق أو يهتم وهو يتعرض لتهمة العقوق.
ثم كانت الكلمة التي لا تنطق إلا عن منتهى شجاعة الإيمان ورسوخ اليقين بما هو سبيله.
ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته.
من كابر في صدق هذا الإيمان فهو مسكين لا يميز بين الإيمان من الدجل ولا الصدق من الهزل.....
لذالك هو الرسول الأمين حقا الذي يقول له ربه (ليس لك من الأمر شئ) من كتابه (محمد الرسالة والرسول) ص 157_163


الفونس لامارتين Lamartine

أما المستشرق الفرنسي الفونس لامارتين يقول في كتابه (تاريخ تركيا) :ان عظم الغاية وصغر الوسيلة مع نتائج مذهلة هذه المعايير الثلاثة إذا ما توافرتا في المرء فهو عبقري ومن الذي يجرئ على مقارنة رجل عظيم في العصر الحديث بمحمد؟
ان الرجال المشهورين جدا أما صنعوا أسلحة أو سنوا قوانين أو أسسوا إمبراطوريات فقط فكل ما قاموا به ليس أكثر من قوى مادية قد تداعت أمام أبصارهم .
ان هذا الرجل لم يؤسس جيوش و تشريعات أو إمبراطوريات اوشعوب أو سلالات فحسب بل هناك الملايين يشكلون ثلث العالم المأهول من اتباعة وأكثر من ذالك فانه اثر في مفاهيمالالهه والدين والمذابح و الأفكاروالمعتقدات والأرواح .ان صبره على النصر وطموحه المكرس لخدمة فكرة واحدة لا يدل على انه كان يسعى لبناء إمبراطورية كذالك صلواته التي لا منتهى لها وأحاديثه الروحانية مع الله وموته وانتصاره بعد موته كل هذه الأمور تثبت انه ليس بدجال بل رجل أعطته قناعته الثابتة القدرة على إصلاح العقيدة .لقد كان فيلسوفا وخطيبا ورسول ا ومشرعا محاربا وفاتحا للأفكار و مصلحا للعقائد العقلانية ومؤسسا لعشرين إمبراطورية دنيوية مع إمبراطورية روحانية واحدة.من كتابه( تاريخ تركيا) المجلد 2 ص276_277.

ولد الفونس ماري لويس لامارتين عام 1790 ويعد واحد
من أهم الشعراء الرومانسيين الفرنسيين .كما انه كان دبلوماسيا معروفا
قاد حكومة مؤقتة في عهد الجمهورية
الفرنسية الثانية عام 1848 .بدا كتابة الشعر الرومانسي
عام 1816 عندما وقع في حب سيدة تدعى جولي جارلز
وأثمر هذا الحب والغرام العنيف 24 قصيدة غنائية رومانسية كتبها لامارتين اقام
بنشرها عام 1820 تحت عنوان " تأملات".في عام 1833 انتخب ممثلا
لمنطقته في البرلمان.وفي السنين الخمسة عشر التي تلت هذا العام بدأت أفكار و نزعات لامارتين تتغير من محافظ مناصر للملكية ذا الخلفية الارستقراطية إلى مؤيد للفكر الجمهوري .في السنين العشرين الأخيرة من حياته أصبحت حياته عبارة عن قصة حزينة إذ تراكمت عليه ديون كثيرة عجز عن سدادها مما اضطر إلى الكتابة من اجل كسب المال ولقمة العيش .جمع قصائده التي كتبها أيام الشباب في مجموعة واحدة عام 1856 غير إن مساعيه المالية فشلت ولم تفلح وكنتيجة لذالك اضطر إلى اخذ راتب من الحكومة الأمر الذي كان يزدريه ولا يقبله لكن

الظروف القاهرة التي مر بها الجئته إلى ذالك.ومما زاد في كربه وفاة زوجته عام 1863 بعد صراع مع مرض اليم .توفي عام 1869 بعد إصابته بمرض افقده نصف وعيه.



الدكتور كاري ملرGarry miller

وهذا الدكتور كاري ميلر يذكر في صدر كتابه القران الرائع:قبل عدة سنين سمعت بقصة بحار في تورنتو يعتاش على البحر أعطاه احد المسلمين ترجمة للقران ليقراها .وهذا الرجل لايعرف شيئا عن تاريخ الإسلام إلا انه مهتما بقراءة القران.وعندما أكمل قراءته أعاده للمسلم وسأله :أكان محمدا هذا بحارا ؟سال هذا السؤال لأنه كان مندهشا بدقة الوصف القرآني لعواصف البحر وعندما أجابه :كلا بل الواقع يقول انه كان يعيش في الصحراء.لقد كان هذا كافيا له واعتنق الإسلام فورا.من كتابه القران الرائع ص1.

تولستوي Tolestoy
المفكر الروسي تولستوي الكبير فانه يقول عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:ومما لاريب فيه ان النبي محمد من عظام المصلحين من عظام المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة ويكفيه فخرا انه هدى امة برمتها إلى نور الحق وجعلها تجنح إلى السكينة و السلام وتفضل عيشة الزهد ومنعها عنسفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي و المدنية وهو عمل عظيم لايقوم به إلا شخص أوتي قوة ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإكرام .من كتابه حكم النبي محمد ص10.

ليو تولستوي هو واحد من أعظم الكتاب والأدباء الروس
ولد في ولد في20تشرين الثاني من عام 1928.مات
والديه وهو في عمر الشباب غير ان ذالك لم يمنعه من مواصلة
حياته وتعليمه,ففي عام 1844 دراسة القانون واللغات الشرقية
في جامعة كازان.وصفه مدرسوه بانه غير قادر على التعلم وغير
راغب في ذالك واضطره ذالك إلى ترك دراسته وهو في منتصفها
ورجع إلى منطقته التي ترعرع فيها ياسنايا بولينا ثم قضى كثيرا من
وقته في مدن سينت وبطرسبرك .في عام 1851 تورط بالقمار مما
أدى ذالك إلى إثقال كاهله بالديون وبعد هذا ذهب مع أخيه إلى
كوكاسس وهناك انخرط في الجيش ومن هذا التاريخ بدا في كتابة
الرواية والنص الديني فنال شهرة عظيمة حتى أصبح واحدا من
أهم الكتاب العالميين.تميز تولستوي بالكتابة عن الأخلاق والمثل
وتعاليم المسيح.توفي في السابع من تشرين الثاني من عام 1910.
من أهم إعماله:

- الحب والحرب,حكم النبي محمد.




رابندرات طاغور Rabandrat Tagore
الشاعر الهندي المشهور رابندرات طاغور يقول :لم يكن محمد صاحب شهوة أو نزوة ولم يؤلف القران بل كان الوفاء و الإخلاص لذا لم ينكر قصص الأنبياء من قبله وتركها كما أملاه الوحي لتظل شاهدا على صدقه و أمانته ووفائه و إخلاصه لهذا كان الإسلام قويا وسيظل قويا ما بقي القران يحفظه الله.ليت العالم كله يتعرف على الإسلام ورسوله الصادق الأمين صاحب التربية السامية.من كتاب الإسلام ورسوله في فكر هولاء للأستاذ احمد حامد ص131.
رابندرات طاغور الشاعر البنغالي
المشهور ولد عام 1861 في كالكوتا، ودرس في جامعة لندن حيث اطلع من خلالها على الأدب الأوروبي و الموسيقى و القضاء واللاتينيات. وفيالثمانينات من القرن التاسع عشر صدرت له عدة دواوين منها ديوانان ( أغنيات الصباح و ( لوحات واغان) كما صدر له روايتان أدان فيهما الطغيان ( شاطئ بيبخا وراجاالحكيم).‏وفي عام 1913 نال رابندرات طاغور جائزة نوبل للآداب لقاء ديوانه(أغانٍ
فدائية) بعدها صدرت له رواية ( الوطن و السلام) و مسرحية
(شتيرا) واحتجاجا علىإطلاق النار على الوطنيين الهنود في أمريكا عام 1919 تخلى طاغور عن لقب البارونيةوكل ألقاب الشرف الانجليزية التي نالها، ودافع عام 1937 عن الجمهورية الاسبانية. توفي طاغور عام 1941 تاركا تراثا إبداعيا هائلا يضم 12 رواية وقصة طويلة وأكثر منمائة قصة قصيرة وثلاثين مسرحية وخمسين ديوانا شعريا إضافة لقرابة ألمائتي مقالة عداالدراسات حول مسائل اللغة والأدب الدين.‏
ومن ناحية غير أدبية فقد تركطاغور أكثر من ألفي عمل في التصوير والرسم الزيتي وفن الغرافيك، كما نظم أكثر من ثلاثة آلاف ا غنية وعدة اوبريهات وباليهات، وقد أصبحت أغنيته (روح الشعب) نشيدالدولة الهندي منذ عام 1950 وكذلك أصبحت أغنيته (البنغال الذهبية) النشيد الرسميلبنغلادش منذ عام 1971 بعد انفصالها عن لباكستان.

المهاتما غاندي Gandhi
زعيم الهند الكبير المهاتما غاندي فانه يقول:فالعظيم الخالد إلى الأبد محمد بن عبد الله رسول الإسلام كان قادرا على السيطرة على العالم كله ومع ذالك ترك نفسه إنسانا للإنسان بالإسلام ولم تستطع ولم تستطع شهوة الشيطان من السيطرة عليه أو تحوم حوله فعاش نبي الإسلام رسولا بشرا عاديا أمام إخوانه من الناس كواحد منهم رغم انه اصطفاء الهي.
إن نبي الإسلام هو الذي قادني إلى المناداة بتحرير الهند.
كل من يتعرف على الإسلام تشفى روحه وتصبح عظيمة.
لذا كانت سعادتي لاتوصف وهم يلقبوني بالمهاتما.
أود أن أرى الهند ومسلمي الهند في حال أحسن من ما هم عليه وذالك سوف يحدث بالمستقبل.من كتاب الإسلام ورسوله في فكر هولاء للأستاذ احمد حامد ص134
مهندس كرمشاند غاندي (بالغوجاراتية: મોહનદાસકરમચંદગાંધી؛ 2 أكتوبر 1869 - 30 يناير 1948) كان البارز السياسي والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائداً للساتياغراها -وهي المقاومة للاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب أهمسا أو لا*** الكامل- والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من الحركات للحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. غاندي معروف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتما غاندي (بالسنسكريتية : महात्माالمهاتما أو 'الروح العظيمة'، وهو تشريف تم تطبيقه عليه من قبل رابندراناث طاغور،قام غاندي باستعمال العصيان المدني اللا***ي حينما كان محامياً مغترباً في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل الحقوق المدنية. بعد عودته إلى الهند في عام 1915، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة. بعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً. قبل كل شيء، كان يهدف إلى تحقيق سواراج أو استقلال الهند من السيطرة الأجنبية. غاندي قاد أتباعه في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في مسيرة ملح داندي عام 1930، والتي كانت مسافتها 400 كيلومتراً. تظاهر ضد بريطانيا لاحقاً للخروج من الهند. قضى غاندي عدة سنوات في السجن في كل من جنوب أفريقيا والهند سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من الضياع، وعدم التوازن، والرغبة في أن يكون رجلاً انكليزياً نبيلاً. غير أنه سرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، خاصةً أن وضعه المالي والاجتماعي لم يكونا يسمحان له باللهو وضياع الوقت. وسرعان ما عاد غاندي إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق. فأخذ يتعلم القانون، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويقبل ما يشبع العقل، ويوحِّد عقله مع دينه، ويطابقه بما يملي عليه ضميره.
بدأت ملامح شخصية غاندي تتضح؛ وكانت نباتيته مصدراً دائماً لإحراجه، فهذه النباتية موروث ثقافي تحول عنده إلى قناعة وإيمان، فأنشأ نادياً نباتياً، رأسه الدكتور أولدفيلد محرِّر مجلة "النباتي"، وصار السيد أدوين آرنولد نائباً للرئيس، وغاندي أميناً للسر. ويبدو أن حياة غاندي في انكلترا، وتجاربه فيها، كانتا تتقيدان بوجهة نظره الاقتصادية ومفهومه للصحة.
عاد غاندي إلى الهند في تموز عام 1890، بعد حصوله على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة. إلا أنه واجه مصاعب كثيرة، بدأت بفقدانه والدته التي غيبها الموت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح. وقد أعاده الإخفاق من بومباي إلى راجكوت، فعمل فيها كاتباً للعرائض، خاضعاً لصلف المسؤولين البريطانيين. ولهذا السبب لم يتردد في قبول عرض للتعاقد معه لمدة عام، قدَّمته له مؤسسة هندية في ناتال بجنوب إفريقيا. وبدأت مع سفره إلى جنوب إفريقيا مرحلة كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية. وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.
يقول غاندي عن الإسلام :
«أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.
لقد أصبحت مقتنعا كل الإقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها إكتسب الإسلام مكانته, بل كان ذالك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه, وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.هذه الصفات هي التي مهدت الطريق. وتخطت المصاعب وليس السيف»
قال أيضا:
«بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد أجد نفسي بحاجة أكثر إلى التعرف على حياته العظيمة.اغتيل غاندي على يد هندوسي متعصب في 30 من يناير عام 1948.

جواهر لال نهرو Jwahirlal Nihro
وهذا رفيق درب غاندي في النضال جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند السابق يقول في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام:فاقت أخلاق نبي الإسلام كل الحدود ونحن نعتبره قدوة لكل مصلح يود أن يسير بالعالم إلى سلام حقيقي.
كان رسول الإسلام وما زال هو المنارة التي تضيء للمسلمين في كل مكان و سنظل نحترم هذه المنارة التي تعمل من اجل الإنسان.




سياسي هندي كبير ولد في 14 تشرين الثاني من عام 1889.
ولد نهرو لعائلة ثرية أرسلته إلى بريطانيا ليدرس القانون، وعاد لبلاده بعد أن أتم دراسته وطاف في دول أوروبا مما زاد من أتساع أفقه، ولكن أصبح بعيدا عن الثقافة الشعبية والدينية الهندية، على عكس زوجته الهندوسية المتدينة. بعد عودته للهند لم يميل إلى العمل المهني واتجه لي السياسة وأعجب بغاندي وتتلمذ على يديه سياسيا ودينيا وأصبح مواظب على أداء اليوجا وقراءة الكتب الهندوسية المقدسة، ونبذ الملابس الأوروبية وارتدى الملابس الهندية وأقنع والده وبقية عائلته بذلك رغم أن والده كان من المعارضين لغاندي ويرى أن أستقلال بلاده يمكن أن يكون أستقلال جزئي.تميز بالإشتراكية والعدالة ولم يكن متعصبا للهندوسية، وأسهم في إدخال الكهرباء للكثير من مناطق الهند المحرومة. أدخل الطاقة النووية للهند وشجع الصناعة الثقيلة وكذلك الصناعات المنزلية حتى يطور الريف الهندي.أسس مع عبد الناصر وسوكارنو وتيتو حركة عدم الانحياز.

أنجب ابنة واحدة هي أنضيرا غاندي التي أصبحت بعد ذلك رئيسة للوزراء وابنها أراجيف غاندي من زوجها فيروز غاندي الذي أصبح أيضا رئيس لوزراء الهند، واليوم زوجة أراجيف غاندي الإيطالية الأصل سوينا غاندي هي زعيمة حزب المؤتمر الهندي وهي تعد إبنها من راجيف ليستكمل مسيرة عائلتهم السياسية.
توفي عام 1964.
. نصري سلهب
كاتب مسيحي لبناني يقول عن رسول الله : ".. إن محمدًا [صلى الله عليه وسلم] كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب. فإذا بهذا الأمي يهدي إلىالإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية منذ كانت الإنسانية، ذاك كان القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على رسوله هدى
للمتقين .من كتاب ماذا قالوا في الإسلام للدكتور عماد خليل ص30.
فنساي مونتاي
الباحث الفرنسي فنساي مونتاي يقول: "إنني لا اشك لحظة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. وأعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه بعث للناس كافة، وأن رسالته جاءت لختم الوحي الذي نزل في التوراة والإنجيل. وأحسن دليل على ذلك هو القرآن المعجزة. فأنا أرفض خواطر بسكال العالم الأوروبي الحاقد على الإسلام والمسلمين إلا خاطرة واحدة وهي قوله: ليس القرآن من تأليف محمد [صلى الله عليه وسلم]، كما أن الإنجيل ليس من تأليف متّى(1)من كتاب قالوا في القران للدكتور عماد خليل ص32.

(1)الإنجيل هو من تأليف البشر كما يعترف المسيحيون أنفسهمفان أنت تقرا العهدين تعرف من أول وهلة انه كلام من تأليف أيدي البشر لكن هذا لايعني إن كل مافيه باطل .




الدكتور ذاكر نايك Zakir Naik
وللدكتور ذاكر كتاب ذكر فيه ورود التبشير بالنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث ينقل ذالك من كتاب الهندوس المقدس المسمى البرناس Puranas:المالجا(المالجا الذي هو من بلد اجنبي ويتكلم لغة اجنبية) معلم روحاني سيظهر مع أصحابه.اسمه محمد.من كتابه محمد (ص) في كتب الهندوس المقدسة ص7
الدكتور ذاكر نايك Zakir Naik والمولود في 18 أكتوبر عام 1965 هو محاضر وكاتب هندي مسلم في موضوع الإسلامومقارنة الأديان، وهو طبيب حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من ولاية مهاراشتراوالتي تقع على الساحل الغربي للهند، لكنه وبداية من عام 1991 بدأ يعمل في مجالالدعوة الإسلامية ومقارنة الأديان لبعض الوقت، مستمرا في عمله الطبي لبضعة أعوام،حتى قرر عام 1997 أن يتفرغ للدعوة، وحول هدفه من العمل في هذا المجال يقول الدكتورذاكر إنه يسعى لإحياء الأسس الكبرى للإسلام في ثوبعصري.
الدكتور ذاكر هو مؤسس ورئيس مؤسسة البحوث الإسلامية (Islamic Research Foundation –IRF)، وهي مؤسسة غير هادفة للربح تمتلك قناة بيس الفضائية والتي تعملمن مومباي في الهند، والتي ولد فيها الدكتور ذاكر ليلتحق بعد ذلك بمدرسة سان بيترالعليا بالمدينة ثم كلية كيشنتشاند تشيلجرام ثم ليدرس الطب في جامعة مومباي، يقولالدكتور ذاكر إنه قد تأثر بالشيخ أحمد ديدات والذي عمل في مجال الدعوة ومقارنةالأديان مدة أربعين عاما، والذي دعاه بـ "ديدات وزيادة" وأهداه في عام 2000 هديةتذكارية دونت عليها تلك العبارة "أي بني.. لقد حققت في أربعة أعوام ما استغرق منيأربعين عاما لتحقيقه، الحمد لله".
يقول الدكتور ذاكر إنه يستهدفالتركيز على الشباب المسلم الذي أصبح يقدم الاعتذارات عن انتمائه للإسلام معتبراإياه خارج سياق الزمن، كما يرى أن من واجب كل مسلم أن يزيل المفاهيم الخاطئة حولالإسلام ليواجه ما يعتبره تحيزا للإعلام الغربي ضد الإسلام خاصة بعد هجمات الحاديعشر من سبتمبر، من أجل ذلك فقد كرس حياته مؤخرا ليحاضر ويؤلف حول الإسلام ومقارنةالأديان وإزالة الشبهات التي تلصق بالإسلام، كما أن بعض مقالات له تطبع وتنشر فيالمجلات الهندية كمجلة "الصوت الإسلامي Islamic Voice".
وحول جهوده تلك يقول الباحث الاجتماعي الدنماركي المقيم في الهند توماسبلوم هانسن: إن طريقة "ذاكر" في محاضراته متعددة اللغات والموجهة للمسلمين وغيرالمسلمين على السواء جعلت له شعبية كبيرة في الدوائر المسلمة وغير المسلمة.. وعلىالرغم من أنه يحاضر في العادة المئات والآلاف من الجمهور وجها لوجه فإن شرائطالفيديو والـ"سي دي" والـ"دي في دي" حاضراته ومناظراته والتي توزع على نطاق واسعليتم بثها عبر شبكات منزلية عديدة إلى الجيران المسلمين في مومباي كما تبث عبرفضائية السلام Peace TV، وتشمل محاضراته من بين ما تشمل موضوعات الإسلام والعلمالحديث، والإسلام والمسيحية، والإسلام والعلمانية، ولا يقتصر الدكتور ذاكر علىإلقاء المحاضرات، بل إن له بعض المؤلفات منها: الأسئلة الشائعة لغير المسلمين حولالإسلام، مفهوم الإله في الأديان الكبرى، القرآن والعلم الحديث..
في فبراير من عام 2009 اختير الدكتور ذاكر من قبل مؤسسة الإنديانإكسبريس الإعلامية كواحد من أكثر الشخصيات الهندية تأثيرا (حيث جاء ترتيبه الـ82،والمسلم الوحيد ضمن القائمة)، وفي قائمة خاصة بعشرة من القادة الروحيين الأكثرتأثيرا جاء ثالثا بعد الراهب الهندي بابا رامديف، والزعيم الروحي الهندوسي سري سريرافي شانكار.لايزال الدكتور ذاكر حيا ينافح عن الإسلام وأهله بوجه الملاحدة والزنادقة فبارك الله في ومد في عمره من اجل خدمة الإسلام العظيم





الدكتور توماس كارليل Thomas Carlyle
توماس كارليل المستشرق البريطاني الكبير فيقول في كتابه" البطولة والإبطال":لقد أصبح من اكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر إن يصغي إلى ما يظن من إن دين الإسلام كذب وان محمد خداع
مزور وان لنا أن نحارب ما يشاع مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة فان الرسالة التي أداها ذالك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثنا عشر قرنا
لنحو مائتين من الناس أمثالنا خلقهم الله الذي خلقنا أفكاناحد يظن إن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر و الإحصاء كذبة وخدعة؟إما أنا فلا استطيع أن أرى هذا الرأي.
إلى أن يقول:وعلى ذالك فلسنا نعد محمدا هذا قط رجلا كاذبا متصنعا يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغية أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان أو
غير ذالك من الحفائر والصغائر.وما الرسائل التي أداها إلا حق صراح وما كلمته إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول.كلا ما محمد بالكاذب
ولا الملفق وإنما هو قطعة من حياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة. فإذا هي شهاب قد أضاء العالم اجمع.ذالك أمر الله وذالك فضل الله يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم.وهذه حقيقة تدمغ كل باطل وتدحض حجة القوم الكافرين.
وهب لمحمد عليه السلام غلطات وهفوات* وأي إنسان لا يخطئ .
إنما العصمة لله وحده_فانه ليس في طاقة أي هفوات أو غلطات أن
تزري بتلك الحقيقة الكبرى وهي انه رجل صادق ونبي مرسل. ثم
*إننا كمسلمين نؤمن بان رسول الله عليه الصلاة والسلام معصوما بالوحي وهو فوق النقد والمؤاخذة


ويزعم المتعصبون من النصارى الملحدون إن محمدا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ومفاخرة الجاه والسلطان.كلا و أيم الله لقد في فؤاد ذالك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات المتوقد المقلتين العظيم النفس المملوء رحمة وخيرا وحنانا وبرا وحكمة وحجى وأربة ونهى _ أفكار غير الطمع الدنيوي ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه و كيف و تلك نفس صامته كبيرة ورجل من الذين لايمكنهم إلا إن يكونوا مخلصين جادين .إذ ترى محمد لم يلتفع بمألوف الأكاذيب و يتوشح بمتبع الأباطيل .لقد كان منفردا بنفسه العظيمة بحقائق الأمور والكائنات.لقد كان سر الوجود يسطع لعينيه كما قلت بأهواله ومخاوفه وروانقه ومباهره. ولم يكن هناك من إلا أباطيل ما يحجب ذالك عنه فكان لسان حال ذالك السر الهائل يناجيه(هاأنذا).من كتابه الإبطال والبطولة ص53-64
ولد توماس كارليل في 4 ديسمبر 1795، من أب فقير، ولكن فقر هذا الأب لم يمنعه من إرسال ابنه إلى إحدى المدارس المعروفة عند الإنجليز بمدارس النحو، وقد ظهر تفوق هذا التلميذ النجيب منذ البداية، حتى إذا أكمل الخامسة عشرة، دخل الطالب الفقير جامعة إدنبرة وتخرج منها ليعمل مدرسا للرياضيات، وفي هذه الفترة تعرف على " إدوارد إرڤنگ "، الذي أصبح صديقه الحميم لسنوات طويلة فيما بعد.
وفي عام 1819 م، عاد كارلايل إلى جامعة إدنبرة لدراسة القانون، ثم شرع بدراسة الفكر الألماني، ليكون ذلك بداية لحياته الأدبية الحافلة، التي استهلها بكتابة سلسلة من المقالات عن الشاعر الألماني " شلر " في " مجلة لندن " عام 1823 م.
وفي السنة التالية انصرف كارلايل إلى كتابة سيـَر نلسون، ولافونتين، ومونتسكيو، كما ترجم كتاب " فليهلم مايستر، لصديقه ومعاصره المفكر الألماني الكبير " جوته "، كما تعرف في هذه الفترة على الناقد الكبير " و
ليم هازلت " والشاعر " كولريدج "، وفي عام [1826] تزوج من " جين ويلش
· من كتبه: الأبطال وعبادة البطل. Heroes and Hero-Worship
كتاب الأبطال وكتاب ((الأبطال)) دراسة أدبية وتاريخية رائعة للبطولة، اختار كارليل لعرضها وتحليلها أرقى النماذج الإنسانية الرائعة.. البطل معبودا في شخص (اودين) المعبود الاسكندينافي الأسطوري ـ الذي خلد اسمه على رأي كارلايل في يوم من أيام الأسبوع بالانكليزية وهو يوم الأربعاء
والبطل نبيا في شخص نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).. والبطل شاعرا في شخص دانتي وشكسبير.. والبطل راهبا في شخص مارتن لوثر ـ زعيم الإصلاح الديني ـ ونوكس ـ زعيم المطهرين ـ والبطل كاتبا وأديبا
في شخص جونسون وروسو وبرنز والبطل ملكا وحاكما في شخص كرومويل ونابليون ـ الذي كان معاصر لكارليل ـ …
ويبدو من هذا العرض السريع لكتاب " الأبطال " إن كارلايل لم يستطع أن
يختار بطلا واحدا في مجال واحد، فقسم البطولة في ذلك المجال بين شخصين
أو أكثر، باستثناء البطل إلها أسطوريا : (اودين)، والبطل نبيا : محمد (صلى
الله عليه وسلم).
وإذا ما علمنا إن الإله الأسطوري شخصية موهومة، لأدركنا إن
الشخص الوحيد الذي انفرد بالبطولة في مجال واحد، هو رسولنا العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم)، و حتى في بقية فصول الكتاب التي يتحدث فيها عن أبطال آخرين.. تراه لايذكر خصلة من خصال العظمة لدى هذا البطل أو ذاك، إلا وتراه يذكر نبينا العظيم (صلى الله عليه وسلم).. وفي هذا ما يدل أن محمد (صلى الله عليه وسلم) كان "
بطل الأبطال وهو محق في هذا كل الحق، ومنصف كل الانصاف.
توفي في 5 شباط من عام1881.


ة
كارل بروكلمانKarel Brocklman
ويقول كارل بروكلمان في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية : إذا كانت الحماسة الدينية قد غلبت في مكة على محمد الذي أحس في ذات نفسه
انهرسول أو نذير إلى أبناء وطنه* فقد انتهى في المدينة إلى أن يصبح زعيم
جماعة سياسية ورجل دولة موهوبا لاينثني عن هدفه النهائي و هو السيطرة
على بلاد العرب ولايجعل للإخفاق المؤقت من مثل معاهدة الحديبية سبيلا
إلى إعاقته عما وقف نفسه له.ولقد كان يعلن أحكامه السياسية في امدينة
بوصفها جزءا من القران أي جزءا من الوحي الإلهي.من كتابه تاريخ
الشعوب الإسلامية ص68.
*إن النبي صلى الله عليه واله وسلم ما تسلم مقاليد نبوته الشريفة من وحي احاسيسةانما من وحي الواحد الأحد سبحانه وتعالى ولكن ما عسانا نفعل لأناس لايسمو حسهم إلى ما وراء المادة.
ولد كارل بروكلمان في عام 1285هـ الموافق 17/سبتمبر/1868م، في مدينة ورستوك(1)،وكان أبو تاجرا، أما أمه فكانت سيدة خصبة الفكر، وموهوبة روحيا، ومنها ورث ميولهالعلمية، وهي التي فتحت له آفاق الأدب الألماني وعرفته كنوزه .بدأ كارلبروكلمان تعليمه في مسقط رأسه واستمر فيه حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، وهنا ظهرتموهبته في اللغات وتجلت فيه الميول التي سيطرت على حياته بكل وضوح، وكان يهتمبالمجلات الجغرافية ويطلع عليها مرتين في الأسبوع، وكان ذلك عصر الاكتشافاتالجغرافية العظيمة في آسيا وأفريقية، ومن هنا زاد اهتمامه بالعالم الشرقي وعن هذاالطريق ارتبط خياله بالمشرق.
كما كان من أكبر أمانيه أن يعيش وراء البحار،ويجوب العالم سواء كطبيب بحري أو مترجم أو مبشر ديني، ولهذا السبب بدأ يحضر دروسالأستاذ نيرغر معلم اللغة العبرية في تلك المدرسة الثانوية، وأتقن العبرية إلى درجةأنه استطاع أن يترجم في امتحان الشهادة الثانوية النهائي نصا عبريا من سفر عاموس(العهد القديم) ترجمة شفوية فورية دون أي إعداد سابق لها، كما بدأ يدرس اللغةالآرامية (لغة الكتاب المقدس)، واللغة السريانية وهو لا يزال طالبا فيالثانوية.
وكان الطالب حاد الذكاء نابها فهيما سريعا في القراءة وكثيرالدراسة والمطالعة، وكانت ذاكرته قوية تحفظ كل ما كان يقرأ، ويضاف إلى ذلك أنه كانيملك قدرة فائقة على التنظيم والتنسيق(5).
ثم التحق كار بروكلمان بجامعة روستوكفي عام 1304هـ الموافق ربيع 1886م، ودرس إلى جانب الاستشراق اللغات الكلاسيكية (اليونانية، واللاتينية)، والتاريخ، فأخذ اللاتينية على أستاذ ليو، ودرس العربيةوالحبشية على أستاذ فريدرش فيلهم مارتن فليبي، وبناء على توجيه فيلبي انتقلبروكلمان إلى جامعة برسلا، في عام 1305هـ الموافق 1887م(6)، وفيها درس اللغاتالشرقية على يد أستاذ فرينكل، وأخذ العلوم الشرقية طوال فصلين دراسيين على يدبريتوريوس، كما حضر دروس هلبرنت في اللغات الهندية الجرمانية(7).
وفي عام 1306هـالموافق ربيع 1888م سافر بروكلمان إلى (استراسبورغ) بناء على توجيه فيلبيوبريتوريوس للدراسة على يدي تيودور ولدكه(8)، وتعلم منه كثيرا وإفاد منه إفادة كبرىفي الشرقيات، كما كان يحضر دروس هوبشمن، في اللغة السنسكريتية والأرمنية، ودروسدومشن في اللغة المصرية القديمة، كما كان يحضر دروس أوتينج في النقوش العربيةوالخط العربي .
واستمر كارل بروكلمان الطالب النبيه النجيب الذكي في تعليمهالجامعي بجد ونشاط، وقطع خطوات كبيرة فيها وأنجز إنجازات عظيمة حتى استطاع هذاالشاب الغض ذو الاثنين والعشرين عاما فقط أن يحصل في منتصف عام 1308هـ الموافقالتاسع من إبريل سنة 1890م على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة استراسبورغبرسالة موضوعها علاقة كتاب الكامل لابن الأثير بتاريخ الطبري
والأساتذةالآخرون الذين أخذ كارل بروكلمان عنهم العلم في استراسبورغ هم: ليو، وكايبل، وعالمااللغات الكلاسيكية ميشائيل والمؤرخ ك. ي . نويمان، وباول شيفربويشورست، وباومغارتن،والفيلسوف فندلباند(12).
وفي بداية عام 1309هـ الموافق أول أكتوبر 1890م جرىتعيينه كمدرس في المدرسة الثانوية البروتستنتية في استراسبورغ أولا تحت التمرينوبعد ذلك مدرسا مساعدا، ولكنه رأى أنه لا مستقبل له في هذه المدرسة، ورغب فيالتدريس الجامعي وعزم على ذلك، ولأجل هذا غادر إلى برسلاو في عام 1310هـ الموافقنوفمبر 1892م حصل على دكتوراه التأهيل للتدريس في 1310هـ الموافق 28يناير 1893مبرسالة عنوانها: (أبو الفرج ابن الجوزي: تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السيروالأخبار)(13).
ويبدو من دراسة حياته أنه بعد ذلك قام بالتدريس الحر في جامعةبرسلاو مقابل راتب زهيد لا يتجاوز مائة مارك شهريا لأعوام عديدة وإلى جانب ذلك واصلدراساته العربية واشتغل بالتأليف والتصنيف، ثم انتقل إلى معهد اللغات العربية، وفيصيف العام نفسه خلا منصبان أحدهما: منصب أستاذ مساعد في جامعة إيرلنجن، والثاني: منصب أستاذ مساعد في جامعة برسلاو، وعرض المنصبان على بروكلمان فاختار برسلاو،وانتقل إليها وبقي فيها إلى محرم 1321هـ الموافق ربيع عام 1903م، ثم انتقل إلىجامعة كينجزبرج في العام نفسه، وأصبح أستاذا ذا كرسي فيها، ومكث فيها إلى عام 1328هـ الموافق 1910م، ثم أصبح أستاذا في جامعة هله وعمل فيها إلى عام 1341هـالموافق 1922م، وكان سعيدا فيها من أي مكان آخر؛ لأن تلاميذه هنا كانوا أوفر مواهبواهتماما(14).
ثم شغل منصب الأستاذية في جامعة برلين وكان يعتقد أنها أفضل جامعةفي ألمانيا لتحقيق آماله العلمية وتحسين ظروفه الاقتصادية، ولكن آماله لم تتحقق،ولذا ترك جامعة برلين بعد عام واحد فقط، وعاد مرة أخرى إلى جامعة برسلاو وحل محلأستاذه يريتورس، وبقي فيها مدة طويلة حتى تم انتخابه كرئيس للجامعة في صفر 1351هـالموافق صيف عام 1932م، ولكنه اضطر إلى الاستقالة من منصبه في ذي القعدة 1351هـالموافق شهر مارس 1933م بعد أن استولى النازي على السلطة(15).
وتقاعد بروكلمانفي محرم 1354هـ الموافق خريف عام 1935م، وانتقل إلى هله ثانية في بداية عام 1355هـالموافق ربيع عام 1937م؛ لأنه أراد استخدام مكتبة جية المستشرقين لأبحاثه وخاصةلمواصلة العمل في كتابه ((تاريخ الأدب العربي)) ومكث فيها إلى عام 1364هـالموافق 1945م مواصلا تأليفه وتصنيفه، وظهرت له كتب عديدة في هذه الفترة، ثم ذهبإلى جامعة برسلاو وعمل فيها كأمين مكتبة جمعية المستشرقين الألمانية، وصرف كل همهلإعادة تنظيمها واستعادة ما نقل من كتبها ومخطوطاتها .
وفي منتصف 1366هـ الموافقصيف عام 1947م جرى تعيينه كأستاذ فخري، وحصل في العام نفسه على مقعد الأستاذية فياللغة التركية، وكان يلقي الدروس في اللغات المختلفة، وأحيل بروكلمان للمرة الثانيةعلى التقاعد في منتصف 1372هـ الموافق صيف عام 1953م، ولكن مع ذلك استمر في نشاطاتهالعلمية وواصل التدريس والتأليف.توفي عام 1956.
من مؤلفاته:
1 ـ علاقة كتاب الكامل لابن الأثير بتاريخ الطبري، ألفه كرسالة دكتوراه.
2 ـ تاريخ الأدب العربي.
3 ـ ديوان لبيد بن ربيعة، تحقيق وترجمة ودراسة.
4
ـ طبقات ابن سعد: دراسة وتحقيقونقد الجزء الثامن.
5
ـ فهرست المخطوطات العربية والفارسية والقبطية والتركيةوالسريانية والحبشية المحفوظة في هامبورج.
6
ـ تاريخ الشعوب الإسلامية.
7 ـ المعجم السرياني.
8
ـ نظرية أصوات الحلق في الآشورية.
9
ـ التاء نهايةللتأنيث في اللغات السامية.
10
ـ حول الأصوات في اللغة العبرية.



ادورد كيبون Edward Gibbon
ويقول الكاتب الكبير ادورد جيبونفي كتابه "تاريخ انحطاط و سقوط الإمبراطورية الرومانية":إن محمد بسلوكه الحسن أهان أبهة الملوك فرسول الله زاول أحقر الإعمال المنزلية فكان يضرم النار ويكنس الأرض ويحتلب الشاة ويرقع خفه وثوبه بيديه .يأنف التمسكن وحياة التصومع وكان خال من الغرور يأكل طعام العرب البسيط .وعقيدة محمد خالية من الغموض والقران شهادة مجيدة على وحدانية الله.إن جريمة محمد الكبرى في عيون الغرب المسيحي هي انه لم يسمح لان ي*** أو يصلب على أيدي أعدائه بل دافع عن نفسه وعن أهل بيته وعن أصحابه إلى ان تمكن من إلحاق الهزيمة بأعدائه.إن نجاح محمد كان خيبة أمل للمسيحيين,فهولم يؤمن في أن يكفر بالنيابة لخطايا الآخرين.من كتابه (سيدي أنت قلته)(sir you (said itص 5 للسيد شبير احمد.
موسوعة تاريخ الحضارات

وورد في موسوعة تاريخ ألحضارات ما يلي:في هذا المحيط الذي وصفنا,ولد محمد بن عبد الله,النبي العربي وخاتمة النبيين, الذي جاء يبشر العرب والناس أجمعين بدين جديد و يدعو للقول بالله الواحد الأحد وليكمل الوحي الذي نزل من قبل مجزوءا على اليهود والنصارى وهو على يقين من أمره انه يتلو آيات الله في خلقه ولم يدعي يوما انه غير إنسان مخلوق وهو من سلالة الأنبياء و ليس باسم يسوع الناصري نبيهم الكريم ,وكانت تعاليمه في غاية البساطة تذكرنا من وجوه عديدة بتعاليم موسى ووصاياه في نطاق القربى العنصرية التي تشد العرب إلى العبرانيين الأقدمين فالله الذي يدعو إلى عبادته هو الواحد الأحد القيوم الكلي القدرة يدعو الإنسان إلى الطاعة والتسليم المطلق إلى الإسلام,إذ إن الله كريم رحيم يعد عباده ومن يسلم إليه أمره إليه ,أي المسلم بالجنة ويبعث في قلبه الإيمان والثقة بوعد الله,ق وهو لا ينهي المسلم عن السعي وراء خيرات الدنيا ,إنما بالشكر تدوم النعم,إذ إن الله واهب الأشياء ومقسم الأرزاق .وهذا الموقف ,وهذه القناعة الداخلية لاتلزم صاحبه اإلا بالدعاء لله و الشكر له, و السير على تعاليمه و وصاياه والجهاد في سبيله حسبما يدعو إليه نبيه ورسوله والاعتصام بمكارم الأخلاق والتزام حبل الفضيلة والتصدق للغير من أي لون أو جنس كانوا وفقا للتقاليد العربية المرعية والرفق بالمرأة هذه هي بإيجاز الرسالة التي قام محمد يدعو إليها العرب في مكة بأسلوب جزل وعبارة جمعت الإيجاز والإعجاز. من موسوعة تاريخ حضارات العالم ج3 ص112

الدكتور دينيه
ويقول الدكتور دينيه في كتابه حياة محمد نبي الإسلام:إن فراسته في الناس والقدرة على سبر أعماق الأشياء جعلت منه أعظم علماء النفس على الإطلاق بيد إن ذالك لم يمنعه من مشاورة أصحابه حتى في اقل الأمور.تقول عائشة:ماعرفت أحدا يسال النصيحة ويصغي لشتى الأقوال باعتناء مثل رسول الله.
وإذا كان شعور محمد بالعزة الكريمة منعه من اللجوء إلى أسلوب السخرية السوقية والتلفظ بأقوال جارحة فانه كان مولع بالمزاح الذي لا يرفضه الله.وفي ذات يوم قال لعمته صفية مازحا "إن العجائز لن يدخلن الجنة" فانفجرت السيدة النبيلة باكية ثم قال :إن كل النساء سيستعدن شبابهن بعمر ثلاثين سنةو كأنهن ولدن في يوم واحد.
والأشياء الأحب إليه في هذه الدنيا كانت الصلاة والطيب والنساء فلقد كان مولعا بالصلاة حتى تورمت قدماه لكثرة وقوفه فيها وغيرها من عباداته لكنه يعد إكثاره للصلاة من الامتيازات الخاصة بمقامه كنبي ولا يفرض على احد إتباع ذالك ويدل على ذالك عندما قال لعبد الله بن عمر موجها له: أحقا ما سمعت من انك تقوم الليل كله وتصوم النهار فان بقيت على هذا الحال فسوف تؤذي بصرك وتنهك جسدك والذي عليك فعله لنفسك واهلك هو أن تصوم وتفطر وتقوم الليل وتنام. والى جانب الصلاة فضل محمد النساء اللواتي لاموه منتقصوه في شانهن بشدة.لقد كان بالتأكيد عاشقا جامح الشعور ,رجلا بكل ناحية معنويا وماديا ينعم
بتلك العفة المتلائمة مع شهوة جنسية سليمة والعرب اليوم يتأسون به, فهم أناس في غاية الحشمة المجردة من التصنع والحشمة المزيفة التي يتبرقع بها المتزمتون.لقد تزوج محمد ثلاثة وعشرين امرأة ولم يدخل إلا باثنا عشر منهن والبعض من زيجاته كانت لإغراض سياسية حيث إن جل القبائل كانت متلهفة للتحالف معه عبر تزويجه واحدة من بناتها وبذا فان كثير من النساء عرضن عليه الزواج ,منهن امرأة اسمها عزةأخت دحية الكلبي التي ماتت فرحا لماسمعت بان النبي قبلها زوجة له.إن حبه للنساء جعله يفيض بالعطف عليهن فسعى بتحسين حظهن متما استطاع وبدا ذالك بإلغاء العادة الوحشية واد البنات وهن أحياء كما انه نظم قانون تعدد الزوجات قاصرا إياه على أربعة زوجات شرعيات وهذا التشريع لم يمنعه من حث المؤمنين على الانتصاح من هذه الآية القرآنية القائلة:"وان خفتم أن لاتعدلوا فواحدة".
وأحب محمد الطيب وهم (يقصد المسلمين)يكملون عملية التطهر بالوضوء والرجل ذا الريح الطيبة يكون اقدر على حفظ احترامه من الرجل ذا الريح الكريهة.وكان محمد يضمخ نفسه بالمسك ويحب تبخير خشب الصندل والكافور والعنبر.من كتابه (حياة محمد نبي الإسلام ) (life of muhammd prophet of islam)ص154-155.
ويقول المؤلف في ص23:إن روح الصحراء التي لا حد لها نفذت إلى ذاته واهبة له عظمة إلهية غير محدودة.إن أغمض أسرار الطبيعة تمازجت في أعماق كيانه مخصبة ذ هنه بحقائق أزلية راحت تخرج من بين شفتيه.

الدكتور كوستاف ويل Gostav Wale
يقول الدكتور كوستاف ويل في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية:إن محمد كان القدوة المشرقة لشعبه.وشخصيته كانت نقية لاشوب بها.وكان بسيطا في مسكنه وملبسهومأكله.ولم يكن يطلب من أصحابه أن يولوه بمقاممتميز من التبجيل ولايطلب من خادمه إسداء خدمة له يكون هو قادرا على عملها.وكان سهل الجانب للجميع في كل الأوقات ويعود المرضى مفعما بالتعاطف معهم .وكان ذا إحسان وسخاء غير محدودين وكذالك كان تواقا ومهتما لرفاهية المجتمع.من كتاب سيدي أنت قلته(sir you said it)ص8للسيد شبير احمد.
مرغليوث Margliouth
المستشرق مرغليوث يقول عن إنسانية النبي محمد عليه الصلاة والسلام في كتابه" محمد ونهضة الإسلام":إن إنسانيته شملت حتى أحقر المخلوقات.فقد نهى عن اتخاذ الطيور الحية أهدافا للمتدربين على الرماية ووبخ الذين يسيئون معاملة جمالهم و عندما قدم بعض أصحابه على تحريق قرية النمل نهاهم عن ذالك وأجبرهم على إخمادها.وألغى العديد من العادات الوثنية القاسية الحمقاء من قبيل إذا مات الرجل يربط جمله عند قبره حتى يهلك من العطش والجوع .وعادة استعطاف العين الشريرة بطمس أبصار قطيع معين من الماشية وعادة حرق أذناب الثيران و إطلاقها بين الماشية كي يستنزلوا المطر وعادة ضرب الخيل على عوارضها و منع قص أعرافها وقطع إذنابها كي تقي نفسها من الذباب.و كذالك منع وسم أعجازها ومنع حتى لعن الديكة والجمال .وعندما نذرت إحدى النساء نحر جملها إذا أوصلها للمكان الذي تقصده سخر النبي من طريقة مجازاتها للخدمة التي أسدتها لها هذه البهيمة ثم أطلقها من نذرها هذا.إن هذه الإنسانية الحقيقية ذاتها التي نعزوها للإسلام أثنى عليها حتى أعدائه :إلغاء عادة واد البنات احياء .انه وبلا ريب كفل حقوق الميراث والتملك للنساء التي كانت غير مؤمنة في ظل النظام القديم.وعلى الرغم من إن ضرب النساء أمر موصى به في القران إلا إن محمد لم يفعله أبدا ,بل انه نهى عن ضرب المرأة على الوجه ونهى عن تأنيبها على مرأى العيون و من ناحية أخرى حرمهن من حق هجر الأزواج في المضاجع و كفله للرجال.
أما فكرة إلغاء الرق فلم تدخل في بال محمد أبدا و لنا الحق بتأنيبه في هذا المضمار إذا وضعنا بالبال العهد القريب جدا بيننا و بين إلغاء البلدان المسيحية للرق ,غير إن له نظم إنسانية في هذا المجال كمنع عزل ألام الأسيرة عن طفلها متوعدا فاعل هذا بالعقاب في الآخرة إذ سوف يفرق بينه وبين إخلائه هناك ومنع التفريق بين الإخوة الأرقاء في حال بيعهما بينما أجاز التفريق بين الزوج وزوجته في حال الأسر فالمرأة إذا أسرت انفسخ عقد زواجها وتصبح زوجة لأحد الفاتحين*
*طالما تعلق خصوم الإسلام بهذه الشبهه السخيفة واتخاذها للطعن فيه والنيل منها نتيجة لعدم تمكن عقولهم الجوفاء من فهما على حقيقتها فمن هذا المنطلق أريد إن اجلوا حقيقتها للقارئ الكريم فكل المسالة وما فيها إن المشركين إذا اعتدوا على المسلمين وردوا عليه وغزوه في عقر داره فيأسروا نساءهم وينقلوهن إلى دار الإسلام جاز لهم في مثل هذه الحالة وطئهن وفق الضوابط الشرعية المقررة بعد الاستقراء والاستقراء يختص بحالتين الأولى إن كانت حامل فلا يحل وطئها إلا بعد الوضع وان كانت ليست بحامل فلا يحل وطئها إلا بعد مضي حيضة واحدة أما إذا كان زوجها معها
فلا يجوز لأحد وطئها لأنها في عصمة زوج ولم يخالف بذالك إلا الشافعي رحمه الله فالرجل مجتهد وله أدلته الخاصة به هذه من ناحية ومن ناحية أخرى إن المسبية أكانت ذا زوج أم لا فالسبي لا يحلها دون الإسلام والملك.يقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره ج8 ص169:إن سبايا أوْطاس لم يُوطأن بالملك والسبِّاء دون الإسلام.
وذلك أنهن كن مشركاتٍ من عَبَدة الأوثان، و قد قامت الحجة بأن نساء عبدة الأوثان لا يحللن بالملك دون الإسلام، وأنهن إذا أسلمن فرَّق الإسلام بينهن وبين الأزواج، سبايا كنَّ أو مهاجرات. غير أنّهن إذا كُن سبايا، حللنَ إذا هُنَّ أسلمنَ بالاستبراء. فلا حجة لمحتجّ في أن المحصنات اللاتي عناهن بقوله:"والمحصنات من النساء"، ذوات الأزواج من السبايا دون غيرهن، بخبر أبي سعيد الخدري أنّ ذلك نزل في سبايا أوطاس. لأنه وإن كان فيهن نزل، فلم ينزل في إباحة وطئهن بالسبِّاء خاصة، دون غيره من المعاني التي ذكرنا.مع أنّ الآية تنزل في معنًى، فتعمُّ ما نزلت به . جميع ما عمَّته، لما قد بيَّنا من القول في العموم والخصوص في كتابنا" كتاب البيان عن أصول الأحكام") إذن فالمسبية لا توطأ إلا بعد دخولها في الإسلام والتملك .وقد يسال سائل لماذا يجيز الإسلام لإتباعه هذا الأمر ؟
نجيبه بان هذه المرأة الماسورة لابد من رجل يعيلها ويعتني بها في فترة أسرها.





وعلى كل حال فان النبي قد فعل شيئا لتخفيف اوضاع الأسرى ففي حج الوداع أمر أصحابه بإطعامهم اكسائهم كما يطعمون و
يكسون أنفسهم وقال إن العبيد إذا قاموا بتصرف مهين فبيعهم خير من
معاقبتهم و اعتبر ان الذين يعذبون مواليهم بانهم شر الناس
واعتبر تحرير الارقاء فعل من افعال التقوى و اذا ارتكب المرء
ذنبا فانه بامكانه التكفير عنه بإعتاق رقبة مملوكة.وهذا شيخ عشيرة حمير اعتق أربعة ألف رقبة نزولا عند رغبة النبي.وشجع هذا النظام العبيد على القيام بعقد صفقات مع أسيادهم لقاء تحريرهم .وإذا مات السيد ولم يترك ورثة وله عبد فان النبي يعتق هذا العبد ويورثه مال سيده. و وفقا لإحدى الروايات انه في غضون كلماته الأخيرة اصدر آمرا ينص على معاملة المحضيات بالرحمة.وأما الرجل الذي يتقاسم ملكية عبد ما مع سبع من إخوته وفي يوم من الأيام كبله بالسلاسل فانه لزاما عليه ان يحرره ,كذالك اذا أقدم السيد على *** عبده أو تعويقه فانه يعاقب بمثل ما فعل بعبده.من كتابه( محمد ونهضة الإسلام) (Muhammad and of islam).Rise
ص458-462
ولد ديفد صموئيل مرغليوث في 17من تشرين الثاني من عام 1958 .
تلقى تعليمه في ونجستر وتخرج من الكلية الجديدة\جامعة اوكسفورد
وأصبح أستاذا للغة العربية في الجامعة من عام 1889 إلى غاية 1937
في عام 1905 أصبح عضوا في المجمع الأسيوي الملكي , ومديره عام
1927 ,ثم رئيسه عام 1934 ومن الطريف ان أمير الشعراء احمد
شوقي . توفي في 22 من نيسان عام 1940.من إعماله الاستشراقية ترجمة
معجم الشعراء لياقوت الحموي وتاريخ الأمم لمسكويه,وشارك مع اميدروز
في تأليف كتاب "كسوف الخلافة العباسية" المتكون من سبع مجلدات .و
كتب عن القران الكريم وسيرة النبي محمد ومن أهم هذه الكتب "محمد و
نهضة الإسلام" .

جون ستوبارتJohn Stobart
الكاتب الانكليزي ستوبرت فيقول في كتابه الإسلام ومؤسسه:لقد نشا محمد في بيئة همجية وليس هناك إنسان يناظره في إرادته القوية التي استطاع بها القضاء على عقيدة عبادة الأوثان المعتبرة , جاذبا إليه أفئدة أبناء بلاده وخاتمة المطاف أعطى العالم عقيدة ألقت تأثيرا هائلا على مصيره.
بالنسبة للرجل(يقصد النبي ) لا يمكن لأحد من ان يفشل في رؤية عناصر العظمة و القوة الإنسانية فيه والتي تثير تعجبنا ان لم يكن إعجابنا .وإذا نحن نحكم مع صغر الوسيلة على سلوكه ومدى وديمومة العمل الذي أنجزه,فانه ليس هناك من اسم في تاريخ العالم أكثر لمعانا من نبي مكة, فلقد أورث سلالات لاحصر لها حكمت كيانها بنفسها و مدن جميلة و قصور فخمة ومعابد قائمة.وبعد كل هذا أصبحت كلمته عقيدة أجيال متعاقبة ارتضت ان تكون هذه العقيدة النمط الذي يحكم حياتها في هذا العالم.
فعند الالاف من الأضرحة تصدح أصوات المؤمنين بالصلاة على نبي واحد هو خاتمة الرسل الذي يشفع لهم في العالم العلوي عند الله الرحيم.ان السؤال الذي يدور حول دجل محمد ربما
يكون الشئ الأفضل للقارئ الصريح .الذي سوف يستنتج من خلال سيرته إلى أي مدى جعل من نفسه عرضة للاتهام, فلقد صور من قبل بعض الكتاب على انه دجال لكن هذا الزعم يدحض بإيمانه الذي لم يتزعزع بحقيقة رسالته وبولاء أصحابه له وثقتهم التي لم تهتز به الذين عاشوا تجارب كثيرة من خلالها قيموا إخلاصه تقييما صحيحا ويندحض هذا الزعم بمدى كبر المهمة التي قام بها ونجح في تحقيقها ,فليس هناك من شخص دجال يحقق انجازا بهذه العظمة.
ليس هناك من احد يثبت على موقفه على مر سنين طويلة من الشقاء ,ثابت في يوم النصر وفي ساعة ا لهزيمة وتراه يعج بقوة كبيرة حتى في لحظة الاحتضار ان لم يكن معضودا بإيمان قوي في صدق رسالته (يعني النبي محمد).
ان أسباب التقدم السريع للدين الجديد ليس من الصعب ان نعرفها, فشريعة
محمد ذاتها متكيفة بشكل يثير الإعجاب مع ميول الطبيعة البشرية ,بيد إنها لاتلائم وبالأخص مع العادات والآراء و الرذائل السائدة بين الشعوب الغربية ,إذ ان شريعته تفرض أمورا يسيرة يستوجب الاعتقاد بها و لا تفرض واجبات شاقة أو قيود شديدة على الميول البشرية. ان الإسلام يراعي بشكل يلفت الإعجاب كبرياء الإنسان وفي هذه الناحيةيتعارض مع المسيحية على
وجه الخصوص ,إذ ان المسيحية تحصر مزية فعلالإنسان في طلب القداسة الداخلية لا ذات الشكل الخارجي منها والتي تتطلب ان يتذلل المذنب ويندم
ويرمي نفسه على إقدام الصليب بشكل مهين إلى ابعد حد, الذي هو أمله الوحيد في استحصال الغفران ومصدره الوحيد للسلام*
*يقول الشاعر العربي :
شمائل شهد العدو بها والفضل ما شهدت به الأعداء
ان عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ند لها ولا نظير وهي أشهر من ان يتعرض لها قلمي أو قلم غيري ولكنها تزداد الق ولمعانا عندما يشهد بها الأعداء الحاقدين من النصارى أمثال ادورد سل هذا فالرجل ضمن كتابه هذا من الخزايات الكثير والتي شان بها كتابه لكنه مع كل ذالك فقد اعترف الرجل - بكثير من محاسن النبي محمد ومنجزاته العظيمة التي حققها للإنسانية ونحن نذكر المحاسن لأنها حق وندع المساوئ لأنها باطل .
(من كتابه الإسلام ومؤسسه) ( THE ISLAM ANDITS (FOUNDER ص227_228_231

واشنطن ايرفنك Washington irveng
يقول المؤرخ الأمريكي واشنطن ايرفنك :لقد كان محمد وفقا لرواية معاصريه قامته معتدلة الطول مربع البنية وتريها شثن الكفين و القدمين ,وفي شبابه كان ذا قويا ونشيطا بشكل غير اعتيادي لكن في الجزء الأخير من حياته مال جسمه للسمنة,كبير الرأس ذا بناء حسن و متقن التركيب على الرقبة و التي كأنها عمود مرتفع من صدر عريض.وكان عالي الجبهة عريضة ما بين الصدغين يشقها عرقين نازلين على حاجبيه ينتفخان متما يعتريه الغضب و الانفعال. كان مستدير الوجه ذا معالم معبرة ,معقوف الأنف وعيونه سوداء وحاجبين مقوسين وفم كبير مرن ينطق بالبلاغة وأسنانه ذا بياض ناصع بعضها مفروقة وبعضها منظومة وشعر مجعد بلا جديلة متدلية على كتفيه,ولحية كثيفة طويلة .أما سلوكه فبوجه عام كان هادئا ورزينا,في بعض الأحايين.
يطلق العنان لنفسه في المزاح بيد انه كان غالب وقته صموتا جليلا صاحب بسمة تمتاز بحلاوة ساحرة . بشرته كانت متوردة اللون ليست كبشرة العرب المعروفة ,وفي لحظات الانفعال و الحماس ترى نورا يعمر محياه فيغمر أصحابه هذا النور الاعجازي نور النبوة*
*كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « لم يكن بالطويل الممغط ، ولا القصير المتردد ، كان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط ، ولا بالسبط . كان جعدا رجلا ، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم . وكان في الوجه تدوير : أبيض مشرب ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش و الكتف - أو قال : الكتد - أجرد ، ذا مسربة ، شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب ، وإذا التفت التفت معا . بين كتفيه خاتم النبوة . أجود الناس كفا ، و أجرأ الناس صدرا ،
وأصدق الناس لهجة ، وأوفى الناس بذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه . يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم » زاد المقرئ في روايته عند قوله : « خاتم النبوة : وهو خاتم النبيين » قال : « وأرحب الناس صدرا » دلائل النبوة ,
ابو بكر البيهقي ج1 ص260 . وهذا الوصف خير من وصف ايرفنك.







وصفاته العقلية كانت وبلا ريب غير اعتيادية حيث كان سريع الفهم ,قوي الذاكرة, نشط الخيال,وذا عبقرية مبدعة لكن ذا حظ قليل من التعليم .لقد نشط ذهنه بفاعل الملاحظة و التي أكسبته ضروبا متنوعة
المعرفه بأنظمة الأديان السائدة في زمانه و بالقصص القديمة . كلامه كان شاملا يعج بتلك الأمثال والحكم السائدة بين العرب,وكان متحمسا بليغا وبلاغته معضودة بصوت موسيقيا رنان.
و كان رزينا معتدلا في غذائه ,مواظب على الصوم لايحب فخم اللباس ولا متباهيا بالتوافه , و لباسه كانت بعض الأحيان مصنوعا من الصوف وبعضه محاكة من القطن اليمني المقصب و غالبا ما تكون مرقوعة .وكان يرتدي العمامة قال بان عمائمه ارتدتها الملائكة من قبل ان يرتديها و كان يسدل احد طرفيها بين كتفيه قائلا إنهم كانوا يرتدونها بهذه الطريقة.لقد حضر لبس الملابس المصنوعة من الحرير الخالص غير انه سمح بالثوب المشاب بالحرير,كما انه منع ارتداء الملابس الحمراء و التختم بخواتيم الذهب فكان خاتمه من الفضة يستخدمه للإمضاء والجانب المنقوش منه تحت إصبعه قريبا من راحته وكان نقشه "محمد رسول الله" .وكان شديد المراقبة لنظافته الشخصية والمداومة*
ان عدد أزواجه غير مؤكد.أبو الفداء الذي يكتب بأسلوب أكثر حذرا من باقي المؤرخين العرب حدد أزواجه بخمسة عشر* و البعض جعلها خمسة وعشرين ومات عن تسع كل واحدة منهن تعيش في مسكن مستقل و كل
*يقصد المؤلف كتاب أبو الفداء "المختصر في تاريخ البشر" ونص كتابه: وتزوج صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة، دخل بثلاث عشرة، وجمع بين إِحدى عشرة، وقيل أنه دخل بإِحدى عشرة، ولم يدخل بأربع، وتوفي عن تسع غير مارية القبطية سريته، والتسع هن عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، سودة بنت زمعة، و زينب بنت جحش، وميمونةِ، وصفية، وجويرية، وأم حبيبة، وأم سلمة رضي الله عنهن .المختصر في تاريخ البشر ج 1 ص43










مساكنهن على مقربة من مسجد المدينة. وقد أثيرت عليه دعوى من انه أباح لنفسه نصاب من الزيجات أكثر من الذي أباحه للاص حابه وكان غرضه إدامة نسل النبوة ما بين شعبه*
* هذا كذب ابتلى به ايرفنك بقصد أو بغير قصد.فحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا يدل على المكانة الخاصة والمرموقة التي تحتلها المرأة في قلب نبي الإسلام و هو ردا على من يفتري ويقول ان الإسلام شان حقوق المرأة وحط من مكانتها ,فكم الفرق هائل والبون شاسع بين قول رسول الله ان قرة عينه في المرأة و بين قول بولس ان المرأة تبعدك عن الله. أما الإشكال الذي نقله ايرفنك من ان النبي تزوج أكثر من العدد المحدد من النساء للاص حابه فهذا صحيح لكن ايرفنك يسر حسوا في ارتغاء كما يقول المثل العربي مريدا بهذا الإشكال إثارة غبار هذه القضية على نحو يحقق له ما يصبو إليه من إلصاق النقائص بالشخصية المحمدية رغم اضطمامها على كثيرا من المحاسن في وجهة نظره و التي اعترف بها في ثنايا متناثرة من كتابه كعادة نظرائه من المستشرقين المسيحين. ان محمد هو رسول الله وقد أعطاه امتيازات خاصة انفرد بها عن سائر الأمة من اجل تحقيق مصلحتها القومية فانه عليه
الصلاة والسلام اغلب زيجاته كانت لأسباب سياسية تعود بالنفع على
المسلمين و إنسانية بحته لا بدافع جنسي كما يتصور الكثير من
المستشرقين الأغبياء.

كان في تعاملاته الخاصة عادلا.فلقد عامل الأصدقاء و الغرباء والأغنياء والفقراء,الأقوياء والضعفاء بالعدل.وكان عوام الناس يحبونه وذالك لدماثة الأخلاق التي يستقبلهم بها وإصغائه لشكاويهم .لقد كان بطبيعة حاله سريع الغضب غير انه يخضع مزاجة تحت سيطرة عظيمة وحتى في الحياة العائلية كان شفوقا ومتسامحا يقول خادمه انس:لقد خدمته مذ الثامنة من عمري فما وبخني يوما على الرغم من إني افسد بعض الأشياء.
من كتابه محمد وخلفائه Mahomet and his successors ص141_143
إميل درمنغهم Emile Dermengham
المؤرخ الفرنسي الكبير إميل درمنغهم فله قول ملئه الرصانة والإخلاص للضمير في حق مسيح الخلائق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم إذ يقول في كتابه حياة محمد:في الحقيقة ان حياة محمد كانت غريبة منذ الزيارة الأولى للوحي في جبل حراء الذي وجد فيه كل السكينة والسلام .فبهذه العشرون سنة بالفعل احدث نقلة في العالم.إذ هو بذرة نبتت وازدهرت في رمال صحراء الحجاز و أنعشت وضع الجزيرة العربية وامتدت محاليقها على بلاد الهند والمحيط. نحن لانعرف هل استطاع محمد التنبؤ بمصير أمته و توسع دينه عندما نزل من قمة جبل عرفات الحمراء.وهل انه من الممكنانه تخيل ان العرب الموحدين يندفعون إلى فتح إمبراطورية فارس الرائعة وبلاد سوريا واسبانيا.لقد استطاع العرب من ركوب مغامرة عظيمة قادتهم إلى ان يلعبوا دورهم في السياسة العالمية .نعم إنهم أسياد في أسمال بالية و أفظاظ الطبائع ,لكن في الوقت نفسه لا يفتقرون تماما إلى نوع من التهذيب .فلقد كانوا مستعدين لقبول تراث الحضارات الميتة,إذ لم يكونوا برابرة كقدماء الألمان أو الو ندال ,بل كانوا على مستوى من الجهوزية للعب دورهم في التاريخ مبرهنين على مقدرتهم لجعل موطئ قدم لهم في حلبة الحضارة فأنهم وصلوا إلى هناك في اللحظة المناسبة ومنعوا الانهيار الكبير , اخذين الشعلة من قبضة البيزنطيين والفرس المتراخية قبل حلول القرن الثالث عشر وقد أسسوا لعصر يعد من أكثر عصور العالم ازدهارا تحت خلافة البراثن والجارترز والأمويين والعباسيين بينما كانوا قادرين على فعل الدمار لكنهم لم يفعلوا ذالك وبدل ذالك جلبوا حيوية لضياء الحضارة المضطرب وزادوا في إيقاد لهبه.
لقد نجحوا لأنهم كانوا يستحقون النجاح.ان الإسلام انتصر لأنه جاء برسالة كان الشرق في حاجة إليها.تحمل المسلمون قبل الهجرة الاضطهاد دون دفاع,لكن فيما بعد لما أصبحوا قادرين على شن مقاومة شرعية ضد أعدائهم ولما انتصروا مارسوا فضيلة التسامح إلى حد كبير .فعبدة الأوثان غير مسموح لهم في البقاء على الأرض الإسلامية ,لكن أهل الكتاب اليهود والنصارى يكونون تحت حماية المسلمين مقابل دفع الجزية ولهم ان يمارسوا طقوس ديانتهم بكل حرية ويعتبرون جزءا من المجتمع فمحمد قال (ان من يظلم مسيحيا أو يهوديا فانا سأكون خصيمه)* . ان القران والسنة يعجان بنصائح التسامح
*هذه صياغة المؤلف للحديث .أما الحديث بنصه العربي الصحيح(من أذى ذميا فانا خصمه يوم القيامة)إلا ان علمائنا الخبراء في علم الحديث قالوا انه لا أصل له.يقول بدر الدين العيني الحنفي في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج22
ص368: وقال احمد أربعة أحاديث تدور على السن الناس و لا أصل لها عن رسول الله من أذى ذميا فانا خصمه يوم القيامة ومن بشر بخروج آذار بشر بالجنة ويوم نحركم يوم فطركم وللسائل حق وان جاء على فرس .وياليت السيد إميل ما احتج بهذا الحديث الضعيف واحتج بأحاديث نبوية صحيحة أخرى في هذا الإطار .فقد ورد عن المصطفى عليه الصلاة والسلام انه قال(من *** معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة وانه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاما)رواه الإمام البيهقي في كتابه السنن الكبرى ج8 ص133.وروى الطبراني في المعجم الكبير ج2 ص57:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار فقلت لمكحول ما أشد ما يقال ؟ قال : يقال له يا ابن الكافر.فانظر ايها القارئ الكريم الى روعة الاسلام واحترامه الفائق لحق الانسان في حرية التعبد.
ولما دخل عمر القدس امر بعدم مضايقة المسحيين لاهم ولا كنائسهم وأفاض على البطريرك غزير إحسانه.وعندما دعاه الى الصلاة في الكاتدرائية*
*لقد ضرب لنا الفاروق عمر رضي الله عنه مثلا رائعا في التسامح والانفتاح مع المسحيين ممثلا خير تمثيل وجه الاسلام البهي المشرق بالتسامح وصيانة حقوق البشر من الامتهان والإجحاف,ونذكر شهادة له من مستشرق مسيحي أمريكي كبير هو الأستاذ ول ديورانت في كتابه الشهير "قصة الحضارة" ج13 ص 422 اذ قال:
وافق البطريق سفرونيوس Sophronius على تسليم بيت المقدس إذا جاء الخليفة نفسه للتصديق على شروط التسليم، وقبل عمر هذا الشرط، وجاء من المدينة في بساطة أفخر من الفخامة،
ومعه عدل من الحب وكيس من التمر، ووعاء ماء، وصحفة من الخشب. وخرج خالد وأبو عبيدة وغيرهما من قواد الجيش لاستقباله، فغضب حين أبصر ثيابهم المهفهفة، وعدد خيولهم المزركشة، وألقى بحفنة من الحصباء في وجوههم ولامهم على أنهم جاءوا يستقبلونه في ذلك الزي. وقابل سفرونيوس مقابلة ملؤها اللطف والمجاملة، ولم يفرض على المغلوبين إلا جزية قليلة، وأمن المسيحيين عل كنائسهم. ويقول المؤرخون المسيحيون إنه طاف مع البطريق ببيت المقدس.
رفض لأنه خشي من اتخاذ فعله هذا ذريعة للاستيلاء على الكنيسة فيما بعد وعلى طرف النقيض من ذالك فان الصليبين عندما جاءوا اسالو انهارا من الدماء حتى بلغت الركب وسروج الخيل ولم يكتفوا بذالك كله بل قرروا قطع حناجر المسلمين الذين نجوا من الم***ة الأولى التي وقعت في المدينة *,ثم وللأسف جاء الاجتياح المغولي فيما بعد وخرب نظام الري في العراق وبنى أهرامات حمراء من الرؤوس المقطوعة* .
*يقول الشاعر العربي:
ملكتم فكان العفو منا سجية فلما ملكتم سال بالدم ابطح
وحللتم *** الاسارى وطالما غدونا على الاسارى نعفو و نصفح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح
ان المضحك المبكي في الأمر ان بعض المسلمين من يحترم المغول وقد سمعت احد الخطباء يثني عليهم لأنهم احرقوا كتب بغداد لأنها تحتوي على مايتعارض مع مذهبه وتحوي بغض أهل البيت وبالتالي فان المغول نصروا إل البيت واسقطوا دولة النواصب اللعناء !!وما عشت أراك الدهر عجبا!

من كتابه حياة محمد( life of Muhammad) ص333-349
وليم موير william muir
يقول موير في كتابه حياة محمد متحدثا عن أسلوب حياة النبي محمد:سئلت عائشة عن سلوك محمد فأجابت :لقد كان أنسانا مثلكم يضحك غالب وقته ويبتسم كثيرا يشتغل في بيته كما تشتغلون في بيوتكم ,يرقع ثوبه ويصلح نعله واعتاد على معاونتي في أعمال البيت,لكن أكثر عمله الخياطة وإذا عرض له أمرين فانه يختار أيسرهما الذي ليس فيه معصية .ولم يمارس الانتقام إلا في قضايا العزة الإلهية .
وكان تواضعه واضحا للعيان من قبيل ركوب الحمير وإجابة الدعوة وان كانت من عبد وإذا امتطى يركب شخصا ما ورائه.قال:
(إنا اجلس للطعام جلسة العبد واكل مع العبد وانا خادم بالفعل ).وكان يجلس كجلسة المستعد للنهوض.ولم يشجع على الإفراط في الصوم وإماتة شهوات الجسد ,وعندما كان يجلس مع أصحابه يبقى صامتا لوقت طويل .وكانوا يجلسون في مسجد المدينة ينشدون نتفا من الشعر ويتذاكرون قصص الجاهلية وكان محمد يصغي إليهم ويبتسم لما يقولون.ولم يكره محمدا أمرا أكثر من كرهه للكذب ,و متما يخطا احد من أصحابه في احترامه فانه يعاقبه بإبعاده عنه ولا يرجعه إلا حين يتأكد من توبته.
أما أسلوب كلامه فلم يكن سريعا عندما يتكلم يلفظ كلماته واحدة تلو الأخرى ,لكنه يلفظ كل مقطع بوضوح من اجل ان يغرس كلامه في ذاكرة كل شخص يسمعه.
لقد تعرضنا لوصف شخصية محمد في مبتدئ حياته في فصل سابق .وعلى الرغم من ان تقدمه في العمر اذبل ملامح سحنته واثر على نشاطه إلا ان مظهره العام لم يتغير حتى النهاية.ان طوله على الرغم من كونه فوق المستوى الطبيعي قليلا لكنه كان يبدوا جليلا وهيوبا .كذالك عمق الشعور الواضح في عينه السوداء المكتحلة وتعابير وجهة الجذابة أكسبته ثقة وحب حتى الشخص الغريب. وملامحه غالبا ما تجدها تختلط بابتسامة ملئها التكرم والنعمة.
يقول احد معجبيه :لقد كان أجمل و أشجع و أكرم الناس واشرقهم
وجها وكان ضوء الشمس يشرق من وجهه و في السنين الأخيرة من
حياته تغيرت طريقة مشيته ,اذ بدأت قامته تنحني لكن خطوته بقيت ثابته وسريعة.وكان اذا مشىكأنما يتكفا من صبب ومتما يسرع يسبق أصحابه
ولا يستطيعون اللحاق به ولا يلتفت الى الوراء حتى وان علقت عباءته بالشوك فيتحدثون ويضحكون على ذالك. وكان شاملا ومتقنا في عمله
,فلا يشرع في شئ حتى يتمه الى النهاية.
..وهذه ا لعادة ذاتها سادت تعامله الاجتماعي وإذا تحدث لأحد من أصحابه فانه لا يلتفت عليه بنصف جسده بل بكل وجهه وجسده .أما في مصافحة الأيدي فليس هو الأول الذي يجر كف من
يصافحة وليس الأول الذي ينهي الحديث مع الشخص الغريب
و لا يصغو بسمعه عنه.و كان معروفا ببساطته الأبوية فإذا جاءه
سائل فانه يضع بنفسه الصدقة في يده .و كان يساعد أزواجه في الإعمال المنزلية ويصلح ثوبه ونعله ويعقل المعزة ولباسه المعتاد عليه كان مصنوعا من القطن الأبيض البسيط وفي المناسبات يرتدي لباسا محاكا من
الكتان الفاخر المقلم أو المصبوغ باللون الأحمر .و كان لا يستلقي و هو
يأكل ,و كان يأكل بأصابعه وعندما يكمل يلعقها قبل ان يمسحها .
وكان يحب ثلاثة الطيب والنساء والطعام ,وتنبئنا عائشة بأنه كان له رغبة قلبية للأمرين الأوليين لكنه معتدلا في الأخيرة. ولنا ان نتصور التناقض الواضح بين طابع الحياة المتسم بالاقتصاد الذي ساد أسلوب الحياة في صدر الاسلام وطابع الحياة المتسم بالرفاهية الذي تكون بسرعة بعد الفتوحات .كان محمد يعيش هو وأزواجه في صف من البيوت المنخفضة و البسيطة المبنية من اللبن وكل بيت مفصول عن الأخر بجريد النخل المجصص عشوائيا بالطين وكانت ستائر الأبواب والشبابيك مصنوعة من الجلد المدبوغ أو القماش المحاك من الشعر الأسود.وكان بيته مفتوح على كل مكان بحيث
يمكنه من الوصول إلى مكان حتى ضفة النهر الذي
يسحب منه الماء . وكان من الواجب على الجميع مخاطبة النبي بأصوات منخفضة وبأسلوب توقيري .وكلمته كانت مطلقة وأمره قانونا.
وللنبي صفة أخرى يتميز بها هي دماثة أخلاقه مع أصحابه فقد
عامل بحسن أخلاق حتى أهون أصحابه شانا*.التواضع والشفقة والصبر ونكران الذات والسخاء كلها محاسن سادت سلوكه
*لقد أحبه أصحابه صلى الله عليه واله وسلم الى حد العشق و الهيام
واثأر هذا العشق دهشة أبى سفيان حتى قال : ما رأيت من النّاس
أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمّد محمّداً.فرحمهم الله و رضي
عنهم رضوانا كبيرا.











وانتزعت له محبة من حوله,وكره ان يقول لا وإذا جاءه سائل ولم يكن قادر على إجابته فانه يفضل السكوت .تقول عنه عائشة: كان أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه *,وكان لا يضرب أحدا إلا يكون ذالك يصب في خدمة لله امرأة كان أو عبدا ولا يرفض الدعوة حتى وان كانت من أحقر الناس
*أورد ابن جماعة الكتاني رحمه الله وصفا لخلق المصطفى العظيم في كتابه "المختصر الكبير في سيرة الرسول" ص 44يقول مانصه:"كان على خُلُقٍ عظيم كما وصفه رَبّه - تعالى - وقالت عائشة ُ - رضي الله عنها كان خُلقُه القرآن يَغضب لغضبه ويرضى لرضاه وكان أحلمَ الناس قيل له يا رسولَ اللهِ ألا تدعو على المشركين قال إنَّما بُعثتُ رحمة ولم أُبعثْ عَذاباً وكان أشجعَ الناس قال عليٌّ كنا إذا حميَ البأسُ ولقي القومَ القوم اتقينا برسول الله{صلى الله عليه وسلم} وكان أعدلَ الناس القريبُ والبعيدُ والضعيفُ والقويُّ عنده في الحقّ سواءٌ وكان أعفَّ الناس وأسخى الناس لا يُسأل شيئاً إلاّ أعطاه لا يَبيتُ عنده دينارٌ ولا دِرهمٌ فإنْ فَضَلَ ولم يَجد مَنْ يُعطيه وفجأَه الليلُ لم يأوِ إلى منزله حتى يتبرَّأ منه إلى مَنْ يحتاجُ إليه لا يأخذ مما أعطاه الله إلا قُوتَ عامهِ فقط فيُؤثرُ منه وكان أشدَّ حياءً من العَذْراء في خِدْرها لا يُثْبتُ بَصَرَه في وجه أحدٍ وكان أكثر الناس تواضعاً يَخْصِفُ النَّعْل ويَرْقَع الثوبَ ويفلِّيه ويخيطه و يَخْدُم في مِهْنة أَهله ويقطع اللحمَ معهنَّ ويجُيب دعوة َ الحرِّ والعبد ويَقْبل الهدايا وإنْ قلَّت ويُكافِئُ عَليها ويأكلها ولا يَأكل الصَدَقة تَستتبعهُ الأَمَة ُ والمسكينُ فيتبعهما حيثُ دَعواه ويُحبُّ الفقراءَ والمساكينَ ويُجالسهم ويؤاكلهم وكان أصدقَ الناس لهجة ً وأوفاهم ذِمّة ً وألينَهم عَريكة ً وأكرمَهم عِشْرة َ خافضَ الطَرْف نَظَرُه إلى الارض
أطولُ مِن نَظره إلى السماء جُلُّ نظرهِ الملاحظة وكان أرحمَ الناسِ يُصغي الإِناءَ
للهِرَّة فما يرفعه حتى تروى رحمة ً لها وكان أشدّ الناس إكراماً لأصحابه لا يَمدُّ رِجلَيه بينهم ويوسّع عليهم إذا ضاق المجلس ويتفقّدهم و يسألُ عنهم مَنْ مرضَ عادَه ومَنْ غاب دعا له ومَنْ مات استرجع وأتبع ذلك بالدعاء له و مَنْ كان يتخوَّف أنْ يكونَ وَجدَ في نفسه شيئاً انطلق حتى يأتيه في منزله و يخرج إلى بساتين أصحابه ويأكل ضيافتهم ولا يطوي بِشْرَه عن أحدٍ ولا يَدعُ أحداً يمشي خلفه ويقول خلّوا ظهري للملائكة ولا يَدعُ أحداً يمشي وهو راكبٌ حتى يحمله فإن أبى قال تقدّمني إلى المكان الذي تريد يخدمُ مَنْ خدَمَه ما ضرب خادمَه ولا امرأة ولا شيئاً قطُّ إلا أن يجاهد في سبيل الله قال أنس خَدمتُه 20 و عَشْرَ سنينَ فما قال لي أُفٍّ قطُّ ولا قاللشيء فعلتُه لِمَ فعلتَ كذا ولا لشيءٍ لم أفعله أَلا فعلتَ كذا وكان يعودُ المرضى ويشهد الجنائز وكان أَسْكَتَ الناس في غير كِبْرٍ و أبلَغهم في غير تطويلٍ وكان أكثر الناس تَبسُّماً وأحسنهم بِشْراً لا يهولُه شيءٌ من أمورِ الدنيا ويَلبس ما وَجَد من المُباحٍ يُرْدِف خلفَه عبدَه أو غيرَه يركب ما أمكن فمرّة ً فَرَسَاً ومرّة ً بَعيراً ومرّة ً بغلة ً ومرّة ً حماراً يمسحُ وجه فَرسِه بطَرَفِ كُمِّه أو ردائِه يحبُّ الطِّيبَ ويكره الريحَ الرديَّة ويُكرم أهلَ الفضل في أخلاقهم و يستألِفُ أهل الشرف بالبِرِّ لهم يصِل ذَوي رَحمِه ولا يجفو على أحدٍ يَقبل معذرة َ المُعتذِر يمزحُ ولا يقول إلا حقّاً جُلُّ ضحكِه التبسُّم يرى اللعَب المباحَ فلا يُنكره ويسابقُ أهلَه لا يَمضي له وقتٌ في غير عملٍ لله تعالى أو فيما لا بدَّ منه من صَلاح نفسِه يَبدأ مَنْ لَقيه بالسلام لا يجلسُ ولا يقوم إلا على ذِكْرٍ وإذا انتهى إلى قومٍ جَلسَ حيثُ ينتهي به المجلسُ ويأمرُ بذلك ويُعطي كلَّ جلسائهنصيبَه لا يَحسبُ جليسُه أحداً أكرمَ عليه منه وإذا جلسَ إليه أحدُهم لم يَقمْ {صلى الله عليه وسلم} حتى
يقوم الذي جلسَ إليه إلا أنْ يَتعجَّلَه أمرٌ فيستأذنه ولا يقابلُ أحداً بما يكره ليس بفاحشٍ ولا مفحشٍ ولا يجزي بالسيّئة السيّئة ولكنْ يعفو ويصفح ولا يَحْقِرُ فقيراً
لِفَقره ولا يَهابُ مَلِكاً لمُلكه يُعظِّم النعمَة وإنْ قَلَّت لا يَذمُّ منها شيئاً ما عابَ طعاماً
قطُّ إنْ اشتهاه أَكله وإلاّ تَركَه وكان يحفظُ جارَه ويُكرمُ ضيفَه وما خُيِّر بين أمرين
إلا اختار أَيسرهما ما لم يكن إثماً أو قَطيعَة رَحِمٍ فيكون أبعدَ الناس منه وكان أكثرُ جلوسِه مستقبل 20 ظ القِبلة ِ وكان يُكثُر الذكِرَ يستغفُر في المجلس الواحد مائَة
مرّة ٍ كان يُسمَع لصدرِه أزيزٌ كأزيز المِرْجَل من البكاء وآتاه اللهُ مفاتيحَ خزائن
الأرض فلم يقبلها واختار الآخرة وكان يَعصِب الحَجر على بطنه من الجوع
ويَبيتُ هو وأهلُه اللياليَ طاوينَ ولم يشبع من خُبز بُرٍّ ثلاثاً تِباعاً حتى لقيَ الله
- عزّ وجلّ - إيثاراً على نفسِه لا فَقْراً ولا بُخلاً وكان يأتي على آله الشهرُ و
الشهران لا يُوقَد في بيتٍ من بيوتهِ نارٌ وكان لا يأكل متَّكئاً ولا على مائدة ٍ وفراشُه من أَدمٍ حَشوه لِيفٌ و كانت معاتبته تَعريضاً ويَأمر بالرِفق و ينهى عن العُنْف ويحثُّ على العفوِ والصفحِ ومكارمِ الأخلاق مَجلسُه مجلسُ عِلم وحَياءٍ وعَفافٍ وأمانة وصيانة ٍ وصبرٍ و سكينة ٍ لا يُرفع فيه الأصوات ولا تُؤْبَنُ
فيه الحُرَمُ أي لا تذكر فيه النساء يتعاطفون فيه بالتقوى ويتواضَعون و يُوقَّرُ الكبارُ ويُرحَم الصغارُ ويؤثرون المحتاجَ و يحفَظون الغريبَ و يخرجون أَدلَّة
على الخير وقد جمع الله له {صلى الله عليه وسلم} كمال الأخلاق ومحاسنَ
الشِيمَ والسياسة التامّة وآتاه عِلمَ الأوَّلين والآخِرين و ما فيه النجاة ُ والفوزُ في الآخرة والغِبطة ُ والخَلاصُ في الدنيا و هو أُمّيٌ لا يقرأُ ولا يَكتبُ ولا مُعلِّمَ له من البَشرِ و اختاره على جميع العالم.

















لا يرفض الهدية مهما كانت صغيرة وعندما يجلس مع أصحابه لا يوجه ركبه نحو وجوههم ,لديه ملكة نادرة تجعل كل من يصاحبه يقول عنه كان خير إنسان وإذا لقي أحدا فانه يفرح ويأخذ يديه بلهفة وود ,وكان يتعاطف مع المفجوع والمبتلى بكل حنان ,لطيفا مع الأطفال ينحني إليهم وإذا وجد مجموعة منهم يلعبون فانه لا يترفع من مبادرتهم بالسلام .وكان يتقاسم طعامه مع الآخرين حتى في أيام القحط ,وكان يراعي على الدوام الارتياح الشخصي لكل الناس الذين من حوله .
لقد كان محمد صادقا مخلصا .فانه أحب أبا بكر بعاطفة رومانسية وأحب عليا حب الأب الذي ينطوي على التحيز أما زيد العبد المسيحي فلقد التصق بمحمد التصاقا قويا لما رأى من عطفه عليه والذي تبناه وفضل إن يبقى معه في مكة ولا يرجع الى أبيه حيث قال"ما أنا بتاركك فأنت كنت لي الأب وإلام"*
*قول زيد رضي الله عنه هذا نقله المؤلف بشكل مشوه والصحيح
ما نقلها علم الإسلام ابن قيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد في هدي خير العباد" ج3 ص117 ما نصه: وَبَادَرَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حِبّ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ غُلَامًا لِخَدِيجَةَ فَوَهَبَتْهُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمّا تَزَوّجَهَا وَقَدِمَ أَبُوهُ وَعَمّهُ فِي فِدَائِهِ فَسَأَلَا عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقِيلَ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَقَالَا : يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ يَا ابْنَ هَاشِمٍ يَا ابْنَ سَيّدِ قَوْمِهِ أَنْتُمْ أَهْلُ حَرَمِ اللّهوَجِيرَانِهِ تَفُكّونَ الْعَانِيَ وَتُطْعِمُونَ الْأَسِيرَ جِئْنَاكَ فِي ابْنِنَا عِنْدَك فَامْنُنْ عَلَيْنَا وَأَحْسِنْ إلَيْنَا فِي فِدَائِهِ قَالَ وَمَنْ هُوَ ؟ " قَالُوا : زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " فَهَلّا غَيْرَ ذَلِكَ " قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قَالَ " أَدْعُوهُ فَأُخَيّرُهُ فَإِنْ اخْتَارَكُمْ فَهُوَ لَكُمْ وَإِنْ اخْتَارَنِي فَوَاَللّهِ مَا أَنَا بِاَلّذِي أَخْتَارُ عَلَى مَنْ اخْتَارَنِي أَحَدًا " قَالَا : قَدْ رَدَدْتَنَا عَلَى النّصَفِ وَأَحْسَنْت فَدَعَاهُ فَقَالَ " هَلْ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ ؟ " قَالَ نَعَمْ قَالَ " مَنْ هَذَا ؟ " قَالَ هَذَا أَبِي وَهَذَا عَمّي قَالَ " فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ وَرَأَيْت وَعَرَفْتَ صُحْبَتِي لَك فَاخْتَرْنِي أَوْ اخْتَرْهُمَا " قَالَ مَا أَنَا بِاَلّذِي أَخْتَارُ عَلَيْك أَحَدًا أَبَدًا أَنْتَ مِنّي مَكَانُ الْأَبِ وَالْعَمّ فَقَالَا : وَيْحُكَ يَا زَيْدُ أَتَخْتَارُ الْعُبُودِيّةَ عَلَى الْحُرّيّةِ وَعَلَى أَبِيك وَعَمّك وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِك ؟ قَالَ نَعَمْ قَدْ رَأَيْتُ مِنْ هَذَا الرّجُلِ شَيْئًا مَا أَنَا بِاَلّذِي أَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا أَبَدًا فَلَمّا رَأَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَلِكَ أَخْرَجَهُ. إلَى الْحِجْرِ فَقَالَ " أُشْهِدُكُمْ أَنّ زَيْدًا ابْنِي يَرِثُنِي وَأَرِثُهُ " فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ وَعَمّهُ طَابَتْ نَفُوسُهُمَا فَانْصَرَفَا وَدُعِيَ زَيْدَ بْنَ مُحَمّدٍ حَتّى جَاءَ اللّهُ بِالْإِسْلَامِ فَنَزَلَتْ اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ .انتهى





أما في البيت فلقد كان لمحمد السلطة تميزه شهامة صرفة ,وكان عادلا ومعتدل المزاج ويعامل أعدائه باعتدال في حالة إذعانهم لمطالبه عن رضا نفس.إن الصراع الطويل والعنيد ضده والذي قام به وأدامه مواطنوه* ربما من شانه إن يخلق طاغية متجبر يترجم غضبه بنيران ودماء تدوم لا تمحى أثارها .لكن محمد وباستثناء مجرمين قلائل أعلن عن الجميع العفو العام راميا وبكل نبل ذاكرة الماضي في النسيان بكل ما تحمله في طياتها من استهزاء واهنات واضطهاد ,وعامل اشد خصومه باحترام ملئه اللطف والود .وهناك امر لا يقل أهمية عن ذالك وهو إمساكه عن عبد الله بن أبي قائد الحزب الناقم عليه والذي وقف بوجه مخططاته وقاوم باستمرار سلطته ,والرحمة التي عامل بها القبائل المعادية
*يقصد أهل مكة






له فانه عفا عنهم حتى في ساعة انتصاره عليهم.*
.لكن الجوانب المظلمة في شخصيته المتمثلة بالقسوة تضادد الجوانب
المشرقة فيها والتي يجب أن تصور من قبل المؤرخ الأمين , فالاعتدال و
الشهامة صفات واضحة في سلوك محمد
تجاه أعدائه.وجانب القسوة يتمثل في معركة بدر فلقد سر كثيرا لما رأى جثث القرشيين متناثرة الأشلاء,كذالك قام بإعدام عدد من السجناء ليس لهم من جريمة سوى تشكيكهم بالدين أو معارضة سياسية,ولقد *** هولاء صبرا بأمر منه واعدم أمير قلعة خيبر بتهمة الخيانة إذ لم يدلهم على مخابئ كنوز العشيرة واقتيدت زوجته لخيام الفاتحين .واصدر حكما بمنتهى الشدة يقضي بنفي قبيلتين يهوديتين أما القبيلة الثالثة فقد سبيت نساءها وأطفالها وبيعوا في سوق الأسر و*** المئات من رجالها بدم بارد أمامعينيه*
*هذا هو خلق نبينا العظيم صلى الله عليه واله وسلم.يقول الشاعر العربي:
أسدٌ على أعدائه ... ما إن يلين ولا يهون
فإذا تمكن منهم ... فهناك أحلم مايكون عينيه
*هذه القضية ضالة المستشرقين المسيحيين الوحيدة والتي يتعلقون بها لاتهام النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بارتكاب جرائم ضد اليهود وقد كذبوا وخابوا وخسروا حاشا لصاحب الخلق العظيم ان يرتكب الجرائم أو يجترح العظائم وهو المعصوم عن درن الذنوب والمصان عن رفث العيوب .وسوف أوضح للقارئ الكريم حيثيات ومعطيات هذه القضية .
ان قبيلة قريظة من القبائل اليهودية التي عرفت بعدائها للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ورسالته الإلهية وتمثل هذا العداء في تعاون رؤوس هذه القبيلة مع أعداء المسلمين ومدهم بمختلف إشكال الدعم من اجل الإطاحة بالنظام الإسلامي القائم في المدينة المنورة بقيادة الرسول محمد وتقويض جهوده الرامية لنشر تعاليم الاسلام ,أضف الى هذا كله إنهم حاكوا مؤامرة دنيئة لاغتيال النبي صلى الله عليه الله وسلم ولولا عناية الله وألطافه التي اكتنف بها رسوله لتمكنوا من تنفيذ مكيدتهم الخسيسة ونالوا من رسول الله.ذكر ابن كثير رحمه الله في السيرة النبوية ج3 ص145ما نصه: قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بنى عامر اللذين ***هما عمرو بن أمية، للعهد الذي كان صلى اللهعليه وسلم أعطاهما، وكان بين بنى النضير وبين بنى عامر عهد وحلف، فلما أتاهم صلى الله عليه وسلم قالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت.
ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد.
فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقى عليه صخرة ويريحنا منه.
فانتدب لذلك عمرو بن جحشا بن كعب، فقال: أنا لذلك.
فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلى، فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة.
وهذا الخبر ثابت في كتب السير والمساني ولا مجال لنكرانه قد ثبت في القران الكريم , يقول ابن عجيبة في تفسيره البحر المديد ج2 ص41 ما نصه: يقول الحقّ جلّ جلاله : { يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمة الله عليكم } بحفظه إياكم من عدوكم؛ { إذ هَمَّ قوم } أي : حين هَمَّ الكفار { أن يبسطوا إليكم أيديهم } بال*** ، { فكفّ أيديهم عنكم } ، ولما كانت مصيبة *** النبي صلى الله عليه وسلم لو قُتل تَعُمُّ المؤمنين كلهم ، خاطبهم جميعاً ، وهي إشارة إلى ما همت به بنو قريظة ، من ***ه صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أتى بني قريظة ، ومعه الخلفاءُ الأربعة؛ يستعين في دية رجلين مسلمين ، ***هما عَمرو بن أمية الضمير ، خطأ ، يظنهما مشركَين ، فقالوا : نعم يا أبا القاسم ، قد آن لنا أن نعينك فاجلس حتى تطعم ، فأجلسوه ، وهموا ب***ه ، فعمد عَمرُو بن جحشا إلى رَحى عظيمةٍ ليَطرحَها عليه ، فأمسَكَ اللهُ يده ، ونزل جِبرِيلُ فأخبَرُه ، فخَرَج النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولحقه أصحابُه ، وهذا كان سبب ***هم في غزوة بن قريظة .
وقال الزمخشري في الكشاف ج 1 ص 8 في تفسير الاية11 من سورة المائدة مانصه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بني قريظة ومعه الشيخان وعليّ رضي الله عنهم يستقرضهم دية مسلمين ***هما عمرو بن أمية الضمري خطأ يحسبهما مشركين . فقالوا : نعم يا أبا القاسم ، اجلس حتى نطعمك ونقرضك، فأجلسوه في صفة وهموا بالفتك به، وعمد عمرو بن جحاش إلى رحى عظيمة يطرحها عليه ، فأمسك الله يده ونزل جبريل فأخبره فخرج.
وقال أبو السعود في تفسيره المسمى بإرشاد العقل السليم ج2 ص210 ما نصه: هو ما رُوي أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أتى بني قُرَيْظَةَ ومعه الشيخانِ وعليٌّ رضي الله تعالى عنهم ، يستقرِضُهم لدِيَةِ مسلمَيْن ***هما عمْرُو بنُ أميةَ الضَّمُريُّ خطأً يحسَبُهما مشرِكَيْن ، فقالوا : نعم يا أبا القاسم ، اجلِسْ حتى نُطعِمَك ونعطِيك ما سألت ، فأجلسوه في صُفَّةٍ وهمّوا بالفتك به، وعمَد عمرُو بنُ جِحاش إلى رحى عظيمةٍ يطرَحُها عليه فأمسك الله تعالى يده، ونزل جبريلُ عليه السلام فأخبره ، فخرج عليه الصلاة والسلام.
وقال البيضاوي في تفسيرالاية11 من سورة المائدة ج2 ص52 مانصه: أنه عليه الصلاة والسلام أتى قريظة ومعه الخلفاء الأربعة يستقرضهم لدية مسلمين ***هما عمرو بن أمية الضمري يحسبهما مشركين ، فقالوا : نعم يا أبا القاسم اجلس حتى نطعمك ونقرضك فأجلسوه وهموا ب***ه ، فعمد عمرو بن جحاش إلى رحى عظيمة يطرحها عليه ، فأمسك الله يده فنزل جبريل فأخبره فخرج.
نعم ان بعض العلماء قال ان محاولة الاغتيال نفذت من قبل عشيرة النضير اليهودية ورجحها قسم منهم لكن من خلال القراءة الدقيقة والفاحصة للنصوص يتبين لك ان الذين قاموا بمحاولة الاغتيال هم بني قريظة وإلا لما انزل بهم رسول الله هذه العقوبة الصارمة من *** المقاتلة وسبي الذراري .ولهذا السبب ان رسول الله لم يعفو عنهم كما عفا عن بني النضير وبني قينقاع .
قال الإمام الذهبي في كتاب تاريخ الاسلام ج1 ص245 مانصه: وكانوا قد ظاهر
وا قريشاً وأعانوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيهم نزلت
" وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم " الآيتين.
قال هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل وقال: وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، اخرج إليهم. قال: فأين؟ قال: هاهنا. وأشار إلى بني قريظة. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.
وقال جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: نادى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم انصرف من الأحزاب أن لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة. فتخوف ناس فوت الوقت فصلوا دون قريظة. وقال آخرون: لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن فاتنا الوقت. فما *** واحداً من الفريقين. متفق عليه.
وقال بشر بن شعيب، عن أبيه، حدثنا الزهري، أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عمه عبيد الله بن كعب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من طلب الأحزاب وضع عنه للأمة واغتسل واستجمر، فتبدى له جبريل عليه السلام فقال: عذيرك من محارب، ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد. فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً فعزم على الناس أن لا يصلوا العصر حتى يأتوا بني قريظة. فلبسوا السلاح، فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس: فاختصم الناس عند غروبها، فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بني قريظة، فإنما نحن في عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس علينا إثم. وصلى طائفة من الناس احتساباً. وتركت طائفة حتى غربت الشمس فصلوا حين جاءوا بني قريظة. فلم ي*** رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً من الفريقين.
وقال نحوه عبد الله بن عمر، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، وفيه أن رجلاً سلم علينا ونحن في البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً، فقمت في إثره، فإذا بدحية الكلبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة، وقال: وضعتم السلاح، لكنا لم نضع السلاح، طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد. وفيه: فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجالس بينه وبين بني قريظة، فقال: هل مر بكم من أحد؟ قالوا: مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج. قال: ليس ذاك بدحية الكلبي ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر أصحابه أن يستره بالجحف حتى يسمعهم كلامه. فناداهم: يا إخوة القردة والخنازير. فقالوا: يا أبا القاسم لم تك فحاشاً. فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا حلفاءه، فحكم أن ت*** مقاتلتهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم.

وذكر ابن هشام في السيرة قصة بني قريظة في ج2 ص235ما نصه: وَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً حَتّى جَهَدَهُمْ الْحِصَارُ وَقَذَفَ اللّهُ فِي قُلُوبِهِمْ الرّعْبَ . وَقَدْ كَانَ حُيَيّ بْنُ أَخْطَبَ دَخَلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي حِصْنِهِمْ حِينَ رَجَعَتْ عَنْهُمْ قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ ، وَفَاءً لِكَعْبِ بْنِ أَسَدٍ بِمَا كَانَ عَاهَدَهُ عَلَيْهِ . فَلَمّا أَيْقَنُوا بِأَنّ رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - غَيْرُ مُنْصَرِفٍ عَنْهُمْ حَتّى يُنَاجِزَهُمْ قَالَ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ لَهُمْ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ قَدْ نَزَلَ بِكُمْ مِنْ الْأَمْرِ مَا تَرَوْنَ ، وَإِنّي عَارِضٌ عَلَيْكُمْ خِلَالًا ثَلَاثًا ، فَخُذُوا أَيّهَا شِئْتُمْ قَالُوا : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ نُتَابِعُ هَذَا الرّجُلَ وَنُصَدّقُهُ فَوَاَللّهِ لَقَدْ تَبَيّنَ لَكُمْ أَنّهُ لَنَبِيّ مُرْسَلٌ وَأَنّهُ لَلّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ فَتَأْمَنُونَ عَلَى دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ وَنِسَائِكُمْ . قَالُوا : لَا نُفَارِقُ حُكْمَ التّوْرَاةِ أَبَدًا ، وَلَا نَسْتَبْدِلُ بِهِ غَيْرَهُ قَالَ فَإِذَا أَبَيْتُمْ عَلَيّ هَذِهِ فَهَلُمّ فَلْنَقْتُلْ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا [ ص 236 ] مُصْلِتِينَ السّيُوفَ لَمْ نَتْرُكْ وَرَاءَنَا ثَقَلًا ، حَتّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمّدٍ فَإِنْ نَهْلِكْ نَهْلِكُ وَلَمْ نَتْرُكْ وَرَاءَنَا نَسْلًا نَخْشَى عَلَيْهِ وَإِنْ نَظْهَرْ فَلَعَمْرِي لِنَجِدَنّ النّسَاءَ وَالْأَبْنَاءَ قَالُوا : نَقْتُلُ هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِينِ فَمَا خَيْرُ الْعَيْشِ بَعْدَهُمْ ؟ قَالَ فَإِنْ أَبَيْتُمْ عَلَيّ هَذِهِ فَإِنّ اللّيْلَةَ لَيْلَةُ السّبْتِ وَإِنّهُ عَسَى أَنْ يَكُونَ مُحَمّدٌ وَأَصْحَابُهُ قَدْ أَمّنُونَا فِيهَا ، فَانْزِلُوا لَعَلّنَا نُصِيبُ مِنْ مُحَمّدٍ وَأَصْحَابِهِ غِرّةً قَالُوا : نُفْسِدُ سَبْتَنَا عَلَيْنَا ، وَنُحْدِثُ فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا إلّا مَنْ قَدْ عَلِمْت ، فَأَصَابَهُ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْك مِنْ الْمَسْخِ قَالَ مَا بَاتَ رَجُلٌ مِنْكُمْ مُنْذُ وَلَدَتْهُ أُمّهُ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ الدّهْرِ حَازِمًا .
الى ان قال في ص239 تحت عنوان نزول بني قريظة على حكم الرسول وتحكيم سعد مانصه: فَلَمّا أَصْبَحُوا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فَتَوَاثَبَتْ الْأَوْسُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّهُمْ مَوَالِينَا دُونَ الْخَزْرَجِ ، وَقَدْ فَعَلْتَ فِي مَوَالِي إخْوَانِنَا بِالْأَمْسِ مَا قَدْ عَلِمْت - وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَبْلَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَدْ حَاصَرَ بَنِي قَيْنُقَاعِ وَكَانُوا حُلَفَاءَ الْخَزْرَجِ ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ فَسَأَلَهُ إيّاهُمْ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ ابْنُ سَلُولَ ، فَوَهَبَهُمْ لَهُ - فَلَمّا كَلّمَتْهُ الْأَوْسُ قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - : أَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَوْسِ أَنْ يَحْكُمَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ؛ قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - : فَذَاكَ إلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَدْ جَعَلَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي خَيْمَةٍ لِامْرَأَةِ مِنْ أَسْلَمَ ، يُقَالُ لَهَا رُفَيْدَةُ فِي مَسْجِدِهِ كَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى ، وَتَحْتَسِبُ بِنَفْسِهَا عَلَى خِدْمَةِ مَنْ كَانَتْ بِهِ ضَيْعَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَدْ قَالَ لِقَوْمِهِ حِينَ أَصَابَهُ السّهْمُ بِالْخَنْدَقِ اجْعَلُوهُ فِي خَيْمَةِ رُفَيْدَةَ حَتّى أَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ فَلَمّا حَكّمَهُ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فِي بَنِي قُرَيْظَةَ أَتَاهُ قَوْمُهُ فَحَمَلُوهُ عَلَى حِمَارٍ قَدْ وَطّئُوا لَهُ بِوِسَادَةِ مِنْ أَدَمٍ وَكَانَ رَجُلًا جَسِيمًا جَمِيلًا ، ثُمّ أَقْبَلُوا مَعَهُ إلَى رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَهُمْ يَقُولُونَ يَا أَبَا عَمْرٍو ، أَحْسِنْ فِي مَوَالِيك ، فَإِنّ رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - إنّمَا وَلّاك ذَلِكَ لِتُحْسِنَ فِيهِمْ فَلَمّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ لَقَدْ آنَ لِسَعْدٍ أَنْ لَا تَأْخُذَهُ فِي اللّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ . فَرَجَعَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ إلَى دَارِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، فَنَعَى لَهُمْ رِجَالَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَيْهِمْ سَعْدٌ عَنْ كَلِمَتِهِ الّتِي سَمِعَ مِنْهُ . فَلَمّا انْتَهَى سَعْدٌ إلَى رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَالْمُسْلِمِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - : قُومُوا إلَى سَيّدِكُمْ فَأَمّا الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَيَقُولُونَ إنّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - الْأَنْصَارَ ؛ وَأَمّا الْأَنْصَارُ ، فَيَقُولُونَ قَدْ عَمّ بِهَا رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَامُوا إلَيْهِ فَقَالُوا : يَا أَبَا عَمْرٍو ، إنّ رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَدْ وَلّاك أَمْرَ مَوَالِيك لِتَحْكُمَ فِيهِمْ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ عَهْدُ اللّهِ وَمِيثَاقُهُ ، أَنّ الْحُكْمَ فِيهِمْ لَمَا حَكَمْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ وَعَلَى مَنْ هَاهُنَا ؟ فِي النّاحِيَةِ الّتِي فِيهَا رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْ رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - إجْلَالًا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - : نَعَمْ قَالَ سَعْدٌ فَإِنّي أَحُكْمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الرّجَالُ وَتُقَسّمُ الْأَمْوَالُ وَتُسْبَى الذّرَارِيّ وَالنّسَاءُ .
وقال المؤرخين ان المسلمين اقتادوهم الى سوق المدينة وبأمر من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خندقت لهم الخنادق وضربت أعناق المقاتلة منهم .يقول ابن سيد الناس في عيون الأثر ج2 ص54 مانصه: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق فخرج بهم إليها أرسالا وفيهم عدوالله حيى بن أخطب وكعب ابن أسد رأس القوم وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر يقول كانوا ما بين الثمانمائة والتسعمائة وقد قالوا لكعب بن أسد وهم يذهب بهم . الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا: يا كعب ما تراه يصنع بنا قال في كل موطن لا تعقلون أما ترون الداعي لا ينزع وانه من ذهب منكم لا يرجع هو والله ال***.
فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتى بحيى بن أخطب عدوالله مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس انه لا بأس بأمر الله كتاب وقدر وملحمة كتبت على بنى إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه.
واريد هنا ان انبه الى حجم المبالغة التي أحاطت هذه القضية فالمؤرخين يذكرون ان عدد الذين ضرب رسول الله أعناقهم بلغ ستة مئة ومنهم من أوصلهم الى ثمانمائة أو تسعمائة ,وفي رائي ان هذه الإحصائيات غير دقيقة ومبالغ بها إذ ليس من المعقول أن ي*** رسول الله هذا العدد الهائل من البشر وهو نبي الرحمة والشفقة والعطف أليس هو من نهى عن تحريق قرية النمل أليس هو من غضب على بعض أصحابه عندما خربوا عش الحمامة واخذوا أفراخها أليس هو من أعلن العفو العام عن كفار قريش عند فتح مكة أليس هو من أطلق سراح أسرى قريش على رغم كفرهم وعاملهم معاملة في منتهى الحسن والإنسانية أليس هو من عفا عن يهود بني قينقاع والنضير على الرغم من غدرهم ومكرهم أليس هو من قال (إني لم ابعث لعانا وإنما بعثت رحمة) كما ثبت في صحيح مسلم أليس هو من قال (من لايرحم لايرحم)كما ثبت في صحيح مسلم.أليس هو من قال (لن تؤمنوا حتى تراحموا) .أليس هو من قال(والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم) فقالوا يا رسول الله كلنا يرحم ,فقال (ليس برحمة أحدكم صاحبه يرحم ...يرحم الناس كافة)كما ثبت في مسند أبي يعلي ومستدرك الحاكم وسلسلة الألباني .أليس هو من قال (ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا ت***وا وليدا) .أليس هو من نهى عن حد السكين أمام الشاة المضجوعة وقال (أتريد ان تمتها موتتين ؟هلا حددت شفرتك قبل ان تضجعها) أليس هو من قال البارئ عز وجل فيه ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) الأنبياء 173.إذن فكيف ي*** هذه الحشود الهائلة من الناس اعني يهود قريظة وهم من أهل الكتاب الذين أوصانا عليه الصلاة والسلام ان نعاملهم بإحسان و بأخلاق الاسلام الكريمة ,هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انه عفا عن بني النضير واكتفى بنفيهم مع أملاكهم المنقولة وكذالك عفا عن بني ولم ي*** أحدا منهم فما باله ي*** بني قريظة ولا تنالهم رحمته الوارفة .
نعم ان غزوة بني قريظة حادثة صحيحة ولا يمكن لأحد نكران حدوثها وكيف يمكن لأحد نكرانها وقد ثبتت بتوثيق القران الحكيم لها ,كذالك لايمكن لاحد ا ن ينكر ان النبي محمد *** عددا منهم لاسيما المقاتلة حملة السلاح ولكنه لم ي*** هذا العدد الكبير منهم والذي تتداوله بعض كتب التاريخ والسيرة .والذي أراه بعد تعقب طويل لكتب التاريخ الإسلامي انه قد *** عددا معين منهم ممن عرفوا بعدائهم وأذيتهم للمسلمين ربما لا يصلون الى المائة شخص وهذا الرقم الأقرب للعقل والتصديق . وقد يسال سائل لم *** النبي محمد عدد من يهود قريظة ولم يصنع نفس الصنيع في أهل خيبر أو قينقاع أو النضير والجواب انه عليه الصلاة والسلام فعل هذا للأسباب التالية:
نكثهم للعهود المبرمة مع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وتجلى ذالك في تعاونهم مع جيوش الأحزاب في معركة الخندق .يقول محمد شريف الشيباني في كتابه "الرسول في الدراسات الاستشراقية المنصفة" : اليهود بقبائلهم وتجمعاتهم السكنية الثلاثة ( قينقاع وقريظة والنضير ) وذلك حين
شعروا بخطر الدعوة الإسلامية التي عملت على تقويض نفوذهم الديني ومكانتهم الاقتصادية ، فكانوا أن عمدوا الى إثارة الفتن بين المسلمين وحبك الدسائس ضدهم، وهذا ما قاد الرسول في مرحلة تالية إلى تقويض وجودهم في المدينة ، اذ أجلى القبيلتين الأوليين ( قينقاع والنضير ) وأنفذ حكم السيف في
القوة الثالثة ( قريظة ) حين تأكد من تآمرها و تواطئها مع قريش ، والحلف العادى للرسول في معركة الخندق.
ويقول ابن الاثير في الكامل ج1 ص304 عن غزوة الخندق: وكانت في شوال، وكان سببها أن نفراً من يهود من بني النضير ، منهم: سلام بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب، وكنانة ابن الربيع بن أبي الحقيق، وغيرهم، حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقالوا: نكون معكم حتى نستأصله، فأجابوهم إلى ذلك، ثم أتوا على غطفان فدعوهم إلى حرب_ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأخبروه أن قريشاً معهم على ذلك، فأجابوهم، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني فزارة، والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في مرة، ومسعر بن رخيلة الأشجعي في الأشجع.ان السبب الذي دفع الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يعود للأسباب التالية:
-تأمرهم على *** الرسول عندما قدم إليهم ليستعين بهم في أداء دية الرجلين الذين ***هما عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه عن طريق الخطأ . أضف الى ذالك كله تكذيبهم لرسالته رغم علمهم بأنها الحق من ربهم . وعودا على بدا ان رسول الله *** المقاتلة منهم من ثبت سوئهم وإذاهم للمسلمين لكنه لم ي*** كل من انبت كما يبالغ بعض المؤرخين المسلمين وللأسف فهذا كله كذب لا يصح بالمرة ويتنافى مع أخلاق الرسول الرفيعة التي علمها له ربه حيث قال ((أدبني ربي فأحسن تأديبي)) فما ذنب الشبان الصغار لي***هم نبي الرحمة وما مصلحته في *** هذه الأنفس البريئة وما ذنبهم يؤاخذون بجرائر قادتهم وكبرائهم فاحذر ايها المسلم من ان تنطلي عليك هذه الأراجيف المقززة واعلم ان بعض مؤرخينا انساق بغير تدبر الى تصديقها وتضمينها في كتبهم بغير ان يضعوا في الحسبان فداحة عواقبها على سمعة الاسلام ونبيه العظيم المبعوث رحمة للعالمين. وقد يقول قائل ان حادثة *** المقاتلة وسبي الذرية ثبتت في الصحيحين,فنيجيبه انها ثبتت ولكن الشيخين لم يذكرا عدد ال***ى بل اكتفوا بذكر الحادثة فقط.

كان محمد صادقا في عقيدته متعمقا بها قويا .و كانت مواعظه تتميز بقوة متطابقة مع إصرار.وكان سيد البلاغة,فقد صاغ بلغته أسلوبا عد من أنقى أساليب الخطابة العربية وأكثرها إقناعا,وكذالك عبقريته الشاعرية الجميلة التي استنزفت صور الطبيعة وسخرتها من اجل تبيين الحقائق الروحانية,ثم ان خياله الخصب مكنه من تقريب مشهد البعث والنشور يوم الحساب ,وحالة سرور المؤمنين في الجنة وألام الأرواح الخاسرة في الجحيم الى أذهان مستميعيه ويجعلها لهم وكأنها أمورا وشيكة الحدوث .و كانت خطاباته المعتادة تتميز بالبطء وبالوضوح وشدة النبرة. و حينما يريد ان يعظ تحمر عينيه و يرتفع صوته
وتأخذ جسده العاطفة وكأنه ينذر قومه من عدو ينوي دهمهم في الصباح أو الليل,وفي هذه الحماسة يكمن سر نجاحه.

ان إلهاماته كانت في جوهرها نبوئية,فعقله وشفتيه لم يكونا سوى أعضاء مهمتها نقل الرسالة السماوية ونشرها.ووحيه الذي تلقاه لم يكن عملية ذاتية حيث تنصهر الروح بالحياة والحقائق الإلهية طالبا من وراء ذالك ترك بصمة لقناعاته الخاصة في نفوس المحيطين به ,فبالعكس كان محمد يدعي بان هذا الوحي ليس منه بل من مصدر خارجي بشكل كلي ومستقل عن إرادته وتفكيره الخاص.ان كلام الوحي سواء كان ذالك المتمثل بالقران أو المتمثل في سياق التوجيه العام قد صيغ بشكل تلميح حقيقي وموضوعي و نزل في قالب مميز من الله القدير بواسطة رسوله جبرائيل,وهذا المنصب الذي أعلنه محمد لنفسه الى أي حد تأثر بنوبات صرعيه ونوبات لااعتيادية واضحة(مثل هذه النوبات ليس لها بروز واضح على المشهد في المراحل الأخيرة من حياته) أو بظاهرة نفسية من هذا القبيل ؟,من الصعب علينا الجزم بهذا الصدد.
ربما يمكننا الاعتراف ان محمد في بواكير دعوته التي اعتقد بها أو اقنع نفسه للاعتقاد بها كان يملى من مصدر الهي. ففي أبان الفترة المكية من حياته لم تكن لديه مأرب شخصية أو دوافع تافهة,لكنه عندما انتقل إلى المدينة بدأت تتكون له مقاصد دنيوية.حيث ادعى النبي هناك بأنه "واعظ ومنذر بسيط" وتعرض لاحتقار ورفض ونكران الناس ,غير انه كان ليس له غاية خفية سوى إصلاحهم.ان محمد ربما أساء استخدام الوسيلة في التأثير على الغاية ,لكن ليس هناك من دليل كاف يشكك في انه وظف تلك الوسائل في إيمان صحيح ونية صادقة.
إننا نقر بأنه (أي النبي محمد) انهى وجود عوامل الخرافة التي اكتنفت شبه الجزيرة .فعبادة الأصنام اختفت من الوجود أمام نداء المعركة الإسلامية وسادت عقيدة التوحيد والكمال الامحدود لله و التدبير الإلهي الشامل لكل شئ أصبحت مبادئ حية تنبض في أفئدة ونفوس أتباع محمد.ان الخضوع والاستسلام للإرادة الإلهية (معنى كلمة الاسلام) كان مبدأ مطلوبا باعتباره احتياجا مهما من احتياجات الدين .وانغرست الفضائل الاجتماعية التي تنشد المحبة الأخوية في دائرة الإيمان وحميت حقوق اليتيم وعومل العبيد باحترام وحرمت الاشربة المسكرة كما ان المحمدية امتازت بالدعوة الى مستوى من الاعتدال ليس له اي نظير في أي ديانة أخرى* .من كتابه "حياة محمد" (life of Mahomet) ج37.
*لاشك إن موير ينطلق من خلال وجهات نظره ذات الطابع الغربي في تحليله للشخصية المحمدية العظيمة ومن خلال ركائزه العلمانية الضيقة الأفق التي ليس بإمكانها إن تسمو إلى عالم الروحانية إذ هي حبيسة ر رؤى ذات منطلقات مادية هشة .
و نتيجة لهذا نراه يتخبط في كلامه و يناقض نفسه من سطر إلى أخر ولهذا التخبط له ما يغذيه من شئ من الحقد ,هذا الداء الذي ابتلي به الكثير من المستشرقين الرقعاء والذي سلب الموضوعية من كتاباتهم حول الدين الإسلامي ورسوله وجعلتها عرضة للتداعي المستمر أمام تيارات النقد العلمي العاتية.لاننكر إننا انتزعنا من السيد موير اعترافات كبيرة بعظمة النبي محمد والفضل ما شهدت به الأعداء والتي قرأتها ولو قرأ سيرته بنظر الباحث الفاحص الأمين لما زل به قلمه هذه الزلات .وليس لي من قول إلا إن أقول لو عرفوه لأحبوه.

مستشرق اسكوتلندي شهير ولد في 27
نيسان من عام 1819في مدينة كلاسكو.
درس في أكاديمية كلاسكو وجامعات أدنبرة.
اهتم بدراسة الاسلام وسيرة النبي محمد
ومن كتبه في هذا المجال:
-حياة محمد وتاريخ الاسلام الى عهد الهجرة.
-الخلافة ,انحطاطها وسقوطها
-محمد والإسلام
-تعاليم القران
-الاعتذار للكندي.
توفي في 11 حزيران من عام 1905 عن عمر ناهز الستة والثمانين عام.


لايتنز

يقول الباحث الانكليزي لايتنز: بقدر ما أعرف من دينيْ اليهود والنصارى أقول بأن ما علمه محمد[r]ليس اقتباسًا بل قد أوحي إليه به ولا ريب بذلك طالما نؤمن بأنه قد جاءنا وحي من لدن عزيز عليم. وإني بكل احترام وخشوع أقول: إذا كان تضحية الصالح الذاتي، وأمانة المقصد، وإيمان القلب الثابت، والنظر الصادق الثاقب بدقائق وخفايا الخطيئة والضلال، واستعمال أحسن الوسائط لإزالتها، فذلك من العلامات الظاهرة الدالة على نبوة محمد [r] وأنه قد أوحي إليه. من كتاب نبي الرحمة لمحمد سعيد ياقوت ص46
لورا فيشيا فاغليري
وفي أما الكاتبة الإيطالية لورافيشيا فاغليري فتقول :
"حاول أقوى أعداء الإسلام، وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبي الله ببعض التهم المفتراة. لقد نسوا أن محمدًا كان قبل أن يستهل رسالته، موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته. ومن العجب أن هؤلاء الناس لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل؛ كيف جاز أن يقوى محمد على تهديد الكاذبين والمرائين، في بعض آيات القرآن اللاسعة بنار الجحيم الأبدية، لو كان هو قبل ذلك رجلاً كاذبًا ؟ كيف جرؤ على التبشير، على الرغم من إهانات مواطنيه، إذا لم يكن ثمة قوى داخلية تحثه- وهو الرجل ذو الفطرة البسيطة -حثًا موصولاً ؟ كيف استطاع أن يستهل صراعًا كان يبدو يائسًا ؟ كيف وفق إلى أن يواصل هذا الصراع أكثر من عشر سنوات، في مكة، في نجاح قليل جدًا ، أحزان لا تحصى، إذا لم يكن مؤمنًا إيمانًا عميقًا بصدق رسالته ؟ كيف جاز أن يؤمن به هذا العدد الكبير من المسلمين النبلاء والأذكياء، وأن يؤازروه، ويدخلوا في الدين الجديد ويشدوا أنفسهم بالتالي إلى مجتمع مؤلف في كثرته من الأرقاء، والعتقاء، والفقراء المعدمين إذا لم يلمسوا في كلمته حرارة الصدق ؟ ولسنا في حاجة إلى أن نقول أكثر من ذلك، فحتى بين الغربيين يكاد ينعقد الإجماع على أن صدق محمدكان عميقًا وأكيدًا". من كتاب نبي الرحمة لمحمد سعيد ياقوت ص47
مارسيل بازوار

يقول الباحث الفرنسي بازوار:"منذ استقر النبي محمد [r] في المدينة، غدت حياته جزءًا لا ينفصل من التاريخ الإسلامي. فقد نُقلت إلينا أفعاله وتصرفاته في أدق تفاصيلها. . ولما كان مُنظمًا شديد الحيوية، فقد أثبت نضالية في الدفاع عن المجتمع الإسلامي الجنيني، وفي بث الدعوة.. وبالرغم من قتاليته ومنافحته، فقد كان يعفو عند المقدرة، لكنه لم يكن يلين أو يتسامح مع أعداء الدين. ويبدو أن مزايا النبي الثلاث، الورع والقتالية والعفو عند المقدرة قد طبعت المجتمع الإسلامي في إبان قيامه وجسّدت المناخ الروحي للإسلام. من كتابه انسانية الاسلام ص46


عبد الأحد داود
السيد عبد الأحد داوود قس مسيحي إيراني وعالم لاهوت معروف أشهر إسلامه بعد ان أدرك ان الاسلام هو الدين الحق فألف كتابا جليلا في قدره اسماه محمد كما ورد في كتب اليهود والنصارى .وفي هذا الكتاب اثبت ورود تبشير الأنبياء الأوائل عليهم السلام بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام في العهدين القديم والجديد وكشف مدى التحريف و العبث الذي طال هذه النصوص من اجل إخفاء الحقيقة مستفيدا من إتقانه للغات الكتب المقدسة السريانية والعبرية واليونانية إضافة للعربية و الانكليزية.
يقول السيد داوود في كتابه هذا في ص 117:إن الرسول العظيم الذي دمر القرن الحادي (قسطنطين وكنيسة التثليث) لم يكن (ابن الله) و لكن ( ابن الإنسان) الذي أقام فعلا مملكة الله في الأرض,ونحن نعلم عند مثول سيد الأنبياء بين يدي الله صدر الوعد الإلهي التالي إن المملكة والسلطان تحت كل السماء سوف تعطى لعباد الله و أوليائه, و سيكون الملكوت أبديا يخدمه ويطيعه) (دانيال 7\22, 27).

وقد دلت هذه النبوة بوضوح إن الدين الإسلامي الذي اكتملت
رسالته بخاتم الأنبياء ليس مجرد دين منفصل عن الدولة هو دين و دولة معا لأنه مملكة الله في أرضه و لنقارن ذالك
مع ما كان عليه الاسلام قبل ان تكتمل أسسه بصورة نهائية على يد محمد رسول الله !
1_ لقد كان الاسلام ومنذ الأزل دين الله الحقيقي و لكنه بعد محمد
أصبح مملكة الله على الأرض:
ان الذين يعتقدون ان دين الله الحق اقتصر على ما أوحى به الى إبراهيم
فقط وان بني إسرائيل وحدهم حفظوه لابد ان يكونوا جهلة بالعهد القديم,ذالك ان أيوب وبلعام وعاد وهود ولقمان و كثيرين غيرهم من الأنبياء لم يكونوا يهودا, و ان مختلف القبائل و الشعوب كبني إسماعيل والمؤابيين والعمونيين والادوميين وغيرهم ممن انحدروا من سلالة إبراهيم ولوط عرفوا الله تعالى رغم أنهم كاليهود ارتكسوا بعد ذالك في الوثنية والجهل ,غير ان نور الاسلام لم ينطفئ أبدا ولم يفسح مكانه للوثنية.
وقال في الفصل العشرون تحت عنوان محمد هو المقصود (بابن الانسان) المذكور في الرؤى:رأينا في الفصل السابق استحالة ان يكون عيسى المسيح هو (ابن الانسان) الذي تنبأت به الرؤى اليهودية و ان عيسى لا يمكن ان يتخذ لنفسه ذالك اللقب,ة لو انه فعل ذالك لجعل
من نفسه أضحوك أمام سامعيه.
لم يكن أمام عيسى سوى احد أمرين :أما ينكر النبوءات
والرؤى اليهودية المتعلقة بابن الانسان على انها اختلاق وأساطير ,أو
ان يؤكدها و ينسب ذالك اللقب لنفسه بكل ما
ما يترتب عليه من متطلبات لو كان هو فعلا ذالك الشخص
المنتظر ,أما الادعاء بان ابن الانسان ليخدم لا ليخدم(متى 20\8) وان
ابن الانسان سوف يسلم لأحبار اليهود كي يحكم عليه بالموت (متى20\18)* و ان ابن الانسان جاء ليشرب الخمر مع العابثين في الحانات(11\9)* وانه كان متسولا يعيش على صدقات الناس ,
كل ذالك كان سيعني الاهانة للأمة اليهودية و الاحتقار لتطلعاتها الدينية , أما التفاخر بان ابن الانسان جاء لإنقاذ خراف إسرائيل التائهة
(متى11\18 ) و لكنه مضطر الى تأجيل ذالك الى يوم القيامة
وحتى في يوم القيامة فسوف يلقي بهم في النار ,فهذا يعني
الإحباط للآمال الشعب اليهودي الذي تشرف _ وحده_ حتى
ذالك الحين _ باعتناق الدين الحق كما يعني احتقار الأنبياء
اليهود وأصحاب الرؤى منهم .فهل بإمكان المسيح انتحال
*النصباللغة الانكليزية في نسخة الملك جيمز:
Jesus replied:foxs have holes and birds of the air
Have nests ,but son of the man has no place to lay his head.
*نص هذه الآية يالنص الانكليزي,نسخة الملك جيمز:
The son of man came eating and drinking and they say 'here is glutton and a drunkard,a friend of tax collectors and ''sinners'' but wisedom is proved right by her actions.

وهل إن كتاب الإنجيل من اليهود حقا؟ وهل يعقل أن يصدق
عيسى المسيح ما تزعمه عنه الأناجيل الحالية ؟ وهل يمكن لاي
يهودي حقيقي إن يكتب هذه القصص عمدا لتثبيط اليهود
وإحباط توقعاتهم ؟ من المستحيل أن يكون قد حدث ذالك
.كما انه من المستحيل أن ينتحل عيسى لنفسه هذا اللقب
الفخم بين شعب كان يعرف حق المعرفة من هو الصاحب الحقيقي لهذا اللقب,وان مجرد الافتراض بان عيسى عمل قد عمل ذالك ,يجعلني انتفض و كلما تعمقت بهذه الأناجيل ازددت اقتناعا بأنها نتاج غير يهودي و انها و عبارة عن عملية توازن لمضاهاة الرؤى اليهودية و خاصة الكتب siblyan books.
. ان مؤلفوا الكتب السيبلية يضعون أنبياء بني اليهود إدريس وسليمان ودانيال وعزير جنب الى جنب مع حكماء اليونان هيرمس وهوميروس و اورفيوس و فيثاغورس وغيرهم بغرض الدعاية للديانة اليهودية ,وقد كتبت هذه الكتب بعد
خراب القدس والهيكل والفترة التي نشرت فيه رؤيا القديس يوحنا ,و كان الغرض من الكتب السيبيلية التنبؤ ان ابن الإنسان العبري أو المخلص لمنتظر سوف يأتي ليهزم الرومان ويقدم الدين الصحيح للعالم.والان يمكن التحقق من التحقق من صفات وهوية (ابن الانسان) قد انطبقت على محمد وحده دون غيره وذالك استنادا لما جاء في الأناجيل و الرؤى معا ,وفي تتمة هذا الفصل سوف ابحث البراهين التي وردت في الأناجيل:
يلاحظ في العبارات الواضحة و المتماسكة المنسوبة الى عيسى المسيح
ان لقب ابن الانسان ينطبق على محمد وحدة دون غيره ,أما العبارات


التي يفترض فيها ان عيسى المسيح اتخذ ذالك اللقب لنفسه فنراها
مفككة عديمة المعنى وفي غاية الغموض كما هي الحال في العبارات التالية مثلا: (جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب الخمر و قيل انظروا شارب الخمر صديق أصحاب الحانات و العابيثين) (متى11/18_19) لقد وصفواالنبي يحيى بأنه كان شيطانا مع انه لم يشرب الخمر و عاش على الماء والجراد والسل البري و في نفس الوقت وصفوا عيسى المسيح_
الابن الإنسان المزعوم_ الذي شرب النبيذ حسب قولهم بأنه (صديق
صاحب الحانات والعابثين)! فكيف يلومون نبيا على صيامه وعفته .
و في الوقت نفسه يتهمون رسولا من الله بالتردد على حانات الخمر وبأنه كان مولعا بالنبيذ,وهل يستطيع النصارى تحمل رؤية قسيس
أو راع للكنيسة يسلك هذا السلوك؟
قد يقولون انه يختلط بجميع أنواع الخاطئين بغرض إرشادهم وإصلاحهم ,غير انه يجب ان يكون متزنا و معتدلا في تصرفاته
وسلوكه وليس شاربا للخمر,ثم يقال لنا ان عيسى قد هدى اثنين
من جباة الضريبة متى( 9\9) (لوقا 19\1-11) وعاهرة (يوحنا\4) و
مريم المجدلية التي كان بها مس من الشيطان(لوقا 8\2) في حين كانت الشتائم واللعنات تنهال على رجال الدين والقانون (متى\13وغيره) كل هذا يبدو مربكا وصعب التصديق فلا يعقل ان عيسى المسيح كان مغرما بالنبيذ وانه غير ستة براميل من الماء إلى نبيذ قوي كي يذهب بعقول السكارى في قاعة عرس في قانا (يوحنا2 ) و يتصرف بأنه أفاق
أو مشعوذ أو ساحر ينفذ أعجوبة أمام جماهير من السكارى
! ان وصف عيسى بالسكير و النهم و صديق المستهترين
و العابثين ثم إعطائه بعد كل ذالك لقب (ابن الإنسان) يعتبر
انكارا لكل الوحي اليهودي .
ويقال ايضا ان ( ابن الانسان جاء ليبحث عما ضاع ليسترده )
(لوقا 19\10) ويفسر المعلقون هذه العبارة تفسيرا روحيا ,ونحن نقر ان
عيسى ارسل فقط الى( خراف اسرائيل الضالة) لاصلاحها و هدايتها ولا
سيما كي يبشرها عن ابن الانسان الذي سياتي بالسلطة والخلاص لاعادة ما فقد واعادة ما بناء ما اصبح خرابا ثم لينتصر على الكفار,ومن الواضح ان عيسى لم يكن ليستطيع ان يتخذ لنفسه لقب ثم
يعجز عن انقاذ احد باستثناء زخيوس وامراة سامرية وحفنة من اليهود الاخرين بمن فيهم الحواريين الذين ***وا فيما بعد بسببه ,والارجح ان ما
قاله عيسى هو(ان ابن الانسان سوف ياتي ليبحث عما ضاع ويسترده) وبالفعل فقد جاء محمد واسترد ما كان قد ضاع,القدس ومكة و الاراضي الموعودة وحقيقة الدين الصحيح وسلطة مملكة الله على الارض.
ويقال ايضا ان( ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الرجال..)
(متى 16\21 ) و هذا من جملة الاقوال التي جعلت عيسى
موضوع الالام والموت ,ولا شك انها اختلقت من قبل كاتب دجال_لا يمكن ان يكون يهوديا_بهدف اقناع اليهود ان عيسى المسيح هو المخلص الظافرالمذكور في الرؤى في ان سوف ينتصر يوم القيامة وليسفي هذه الحياة الدنيا,تلك كانت الدعاية الخبيثة التي صيغت خصيصا لليهود,ولكن النصارى واليهود اكتشفوا هذه الحيلة لانه لا يوجد اكثر مناقضة لتطلعاتهم من تصوير المخلص(البرناشا)العظيم,الذي ينتظرونه على ان عيسى الذي حكم عليه كبار احبارهم بالموت بتهمة اغواء الناس.
ولندرس الحجج التالية التي تبرهن ان عيسى المسيح لم يتخذ
لقب ابن الانسان لنفسه:
ا)تخصص الرؤى اليهودية لقبي( المخلص المنتظر)و (ابن الانسان) لخاتم الانبياء الذي يهزم قوى الظلام و يقيم في الارض مملكة السلام_الاسلام_اي ان اللقبين مترادفان ,وفي الاناجيل الثلاثة الاولى من العهد الجديد نقرا ان عيسى نفى ان يكون هو المخلص المنتظر ومنع تلاميذه من القول بذالك وعندما سال تلاميذه:(من تظنوني؟)اجابه سمعان بطرسانت مسيح الله)فامرهم ان لايقولوا ذالك لاحد(لوقا9\20 –) (متى 16 \20) (مرقص8\30)ويذكر متى ان عيسى عليه السلام بعد ان لقب بطرس بالصفا خوله سلطة مفاتيح الجنةوالنار(متى16\19)في حين ان مرقص ولوقا لم يذكرا شيئا عن ذالك,اما يوحنا فلم يسجل كلمة واحدة عن هذا الحوار ثم ينسبون الى عيسى
القول ان ابن الانسان سوف يسلم الى اعدائه ثم ي*** فلو صح
ذالك لكان اعترافا صريحا منه بانهليس المخلص المنتظر ,وقيل ان بطرس حذر المسيح من تكرار هذا الكلام عن الامه المقبلة و موته لكن المسيح وبخ بطرس قائلابشدة:
(ارجع خلفي يا شيطان) (متى 16\23),فكيف يمكن التوفيق بين مكافاة
بطرس بلقب الصفا الرفيع وسلطة ( مفاتيح الجنة) ثم اطلاق
لقب (شيطان) عليه بعد لحظات؟!!
هذين القولين المتناقضين اللذين أوردهما متى على لسان عيسى-اوجرى دسهما عليه من قبل احد المحرفين-احدهما يبطل الأخر ,
اذ خلال برهة قصيرة يسمي بطرس صخرة الأيمان و يخوله مفاتيح الجنة والنار كما تتباهى الكاثوليكية بذالك(متى16 \ 18-19)
ثم يسميه شيطان الكفر (متى 16 \23)*كما تصفه البروتستانتية في معرض السخرية.ولو كان عيسى هو( ابن الإنسان)
*نص هذه الآية الإنجيلية في الانكليزية نسخة الملك جيمز هو:
Jesus turned and said to Peter: get behind me satan!you ar
Stumbling block to me; you do not have in your mind the things of God, but things of the men
وترجمتها:التفت عيسى إلى بطرس وقال له:ارجع خلفي يا شيطان !انك
لاتهتم بشؤون الله وتهتم بشؤون البشر فقط .إنجيل متي16\23 ص851.
هكذا هو التناقض بأبشع صوره في أقدس كتب المسيحيين.

أو (المخلصالمنتظر) كما شاهده وتنبأ به كل من دانيال وعزير وإدريس و الأنبياء والأحبار واليهود وآخرون لما منع تلاميذه من إعلان ذالك. ولو كان هو (المخلص المنتظر) أو (ابن الإنسان ) لأصابخصومه بالذعر ولهزم و دمر الدولتين العظيمتين الرومانية والفارسية ولكان محاربين أشداء أمثال علي و عمر و خالد و غيرهم كما فعل محمد,وليس من أمثال زبيدي و يونس اللذين اختفيا عندما جاءت الشرطة الرومانية.
ومن المؤكد انه يستحيل مجيء (ابنين للإنسان) احدهما يخوض الحروب المظفرة ويجتث الوثنية وممالكها والأخر راهب من المساكين يزعمون انه استشهد بصورة مزرية على أيدي الرومان الوثنيين والأحبار
اليهود الذين لم يصدقوه.
ان (ابن الإنسان) الذي رآه النبي حزقيال(ذو الكفل) تحت أجنحة الملائكة
(سفر حزقيال\2)ورآه النبي دانيال أمام عرش الله (سفر دانيال \7)*
*هذا الجزء من رؤيا دانيال في نصه الانكليزي, نسخة الملك جيمز:
Da:7:1: In the first year of Belshazzar king of Babylon Daniel had a dream and visions of his head upon his bed: then he wrote the dream, and told the sum of the matters.
Da:7:2: Daniel spake and said, I saw in my vision by night, and, behold, the four winds of the heaven strove upon the great sea.
Da:7:3: And four great beasts came up from the sea, diverse one from another.
Da:7:4: The first was like a lion, and had eagle's wings: I beheld till the wings thereof were plucked, and it was lifted up from the earth, and made stand upon the feet as a man, and a man's heart was given to it..
Da:7:5: And behold another beast, a second, like to a bear, and it raised up itself on one side, and it had three ribs in the mouth of it between the teeth of it: and they said thus unto it, Arise, devour much flesh, which had upon the back of it four wings of a fowl; the beast had also four heads; and dominion was given to it..
Da:7:7: After this I saw in the night visions, and behold a fourth beast, dreadful and terrible, and strong exceedingly; and it had great iron teeth: it devoured and brake in pieces, and stamped the residue with the feet of it: and it was diverse from all the beasts that were before it; and it had ten horns.
Da:7:8: I considered the horns, and, behold, there came up among them another little horn, before whom there were three of the first horns plucked up by the roots: and, behold, in this horn were eyes like the eyes of man, and a mouth speaking great things.
.
Da:7:6: After this I beheld, and lo another, like a leopard
Da:7:9: I beheld till the thrones were cast down, and the Ancient of days did sit, whose garment was white as snow, and the hair of his head like the pure wool: his throne was like the fiery flame, and his wheels as burning fire.
Da:7:10: A fiery stream issued and came forth from before him: thousand thousands ministered unto him, and ten thousand times ten thousand stood before him: the judgment was set, and the books were opened.
Da:7:11: I beheld then because of the voice of the great words which the horn spake: I beheld even till the beast was slain, and his body destroyed, and given to the burning flame.Da:7:12: As concerning the rest of the beasts, they had their dominion taken away: yet their lives were prolonged for a season and time.
like the Son of man came with the clouds of heaven, and came to the Ancient of days, Da:7:13: I saw in the night visions, and, behold, one and they brought him near before him.
Da:7:14: And there was given him dominion, and glory, and a kingdom, that all people, nations, and languages, should serve him: his dominion is an everlasting dominion, which shall not pass away, and his kingdom that which shall not be destroyed.
وترجمتها للعربية:في السنة الأولى من حكم بلشازر ملك بابل بينما
كان دانيال واضعا رأسه على فراشه رأى رؤية فدون هذه الرؤية واخبر عن عدة قضايا.

دانيال:7\2:تحدث دانيال وقال:لقد رأيت عدة رؤى هذه الليلة
لقد رأيت أربع رياح سماوية أخذت تزبد على البحر العظيم.
دانيال:3\7:ورأيت أربع دواب عظيمة خرجن من البحر وكن مختلفات في الشكل .

دانيال:4\7:الأولى كانت أسدا لديه أجنحة صقر ورايته ممزقا إلى حد الجناحين و مرفوعا عن الأرض ورايته واقفا على قدميه كلانسان وقد أعطي قلب بشري .

دانيال:5\7:ورأيت بهيمة أخرى ثانية أشبه بالدب مرفوعة من جانب
واحد ورأيت ثلاث أضلاع بين أسنان فمها وقيل لي قم وكل هذا اللحم.
دانيال:6\7:ورأيت دابة أخرى أشبه بالنمر المرقط وفوق ظهرها ثلاث أجنحة طير,الدابة لها أربعة رؤؤس ورايتها أعطيت السيطرة على الجميع.
دانيال:7:7:وبعد هذا رأيت في هذه الرؤى الليلية الدابة الرابعة وكانت
مخيفة ومرعبة وقوية إلى حد كبير ذات أسنان حديدية كبيرة,وقد حطمت
وابتلعت فرائسها وداست على فضل ما أكلت بأقدامها وكانت مختلفة
عن الدواب اللواتي . سبقنها,لها عشر قرون.
.
دانيال:8\7:أخذت أفكر بأمر القرون فرأيت قرنا صغيرا أخر نتأ من بينهن
ولما نتأ اختفت ثلاثة من القرون الأولى:وفي هذا القرن عيون كعيون البشر وفاه
ينطق بأمور عظيمة.
دانيال:7:9:ثم رأيت عروشا قد نصبت وجلس قديم الأيام (يعني الله )عليها وهو
يرتدي ثوب ابيض كالثلج وشعر كالصوف النقي,وكان عرشه كاللهب
المتقد وعجلاته كالنار المتأججة.
ثم انفجر نهر من النيران من أمام العرش وجاءت ألاف من الناس حضروا
عنده وعشرة ألاف ضعف العشرة ألاف وقفوا أمامه.وأقيمت المحكمة و
فتحت الكتب .

دانيال11:7:: ورأيت تلك الدواب قد ***ت ومزقت بسب صوت دالك
الكلام الذي تفوه به القرن ثم ألقيت في النار المتأججة.

دانيال12:7::أما بشان بقية الدواب فقد جردن من السيادة لكنهن وتركهن يعشن حينا من الزمن.

دانيال13:7::ورأيت في رؤيتي هذه ابن الإنسان وقد جاء بسحب السماء
ودخل في حضرة قديم الأيام.
دانيال:14: 7:وأعطي السلطة والمجد والملك وانه على جميع الشعوب
والأمم واللغات ان تكون في خدمته:وسيادته سيادة دائمة لاتزول ومملكته
سوف لن تدمر.سفر دانيال فصل7 ص777.


ان التفسير التوراتي لهذه الرؤية في منتهى الغموض و الضبابية اذ يقول ان الدواب الثلاث الأول هن ثلاث ممالك سيظهرن والدابة الرابعة هي المملكة الرابعة التي سوف تظهر بعدهن وتسيطر على كل الأرض أما القرون العشرة فهي إشارة إلى عشرة ملوك سوف يتعاقبون على حكمها
والقرن الصغير إشارة إلى ملك يأتي بعدهم يخضع ثلاثة ملوك لسيطرته لي ان تأتي المحكمة وتسلب السلطة من هذا الملك ثم يسلم المملكة إلى القديسين وسوف تدوم هذه المملكة إلى الأبد ولن تهلك.لاحظ الفصل7من سفر دانيال.

ان عدم الوضوح في هذا التأويل يكمن في المواطن التالية:ما هي أسماء تلك الممالك وماهي أسماء هولاء الملوك العشرة وما اسم الملك الأخير وما هي أسماء هولاء القديسين كل هذه الأسئلة لا تجد أجوبة في التأويل التوراتي لرؤية دانيال .إضافة لذالك انه لم يشير إلى ابن الإنسان الذي سوف يقدم إلى قديم الأيام ويأتي معه بسحب سماوية وعندما يقف بين يدي قديم الأيام يعطى هناك السلطة والمجد والقوة وان الأمم والشعوب سوف تخدمه,نعم لم يشير له وأبقاه بلا تفسير.
ان لقب ابن الإنسان لا ينطبق إلا على نبينا العظيم محمد صلى الله عليه
واله وسلم الذي أتاه الله النبوة والملك والقوة والبسطة فلقد أزال براثن الشرك وهزم أعظم الإمبراطوريات وأقام دينا عظيما سيظهر يوما على
العالم كله كما هو حاصل ألان.
ولاعجب في دالك فالقران الكريم كتاب الله نوه لهذا الأمر اذ يقول تعالى
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) لكن التحريف والقلب والتزييف امتد إلى هذه الأسفار الإلهية النقية فشوه كثيرا من حقائقها لكن الحقيقة يمكن ان تستخرج من بين الركام.
بهذا تبرز لنا قيمة هذا البحث القيم الذي قام به السيد عبد الأحد الذي أراد به إجلاء الحقيقة المغيبة.











لم يكن ليعلق على كما زعموا و لكن حول عروش الملوك إلى
صلبان لهم وحول قصورهم إلى مقابر, ان محمد وليس عيسى هو
الذي حصل على لقب ابن الإنسان فالحقائق ابلغ من الأوهام و
المعاذير.
ب) طلق عيسى على ابن الإنسان لقب (سيد يوم السبت) (متى ا12\8) وهذا أمر يلفت النظر لان شريعة موسى ركزت على قداسة اليوم السابع ,فقد أتم الله عملية الخلق في ستة أيام وزعموا انه استراح في اليوم السابع وقد أوجبوا الراحة الإلزامية على كل رجل وامرأة وطفل وعبد وحتى الحيوانات تحت طائلة عقوبة ال*** بحجة ان وصية الرابعة من الوصايا العشر تقول ( تذكروا يوم السبت وقدسوه ) (سفر الخروج 20\8) ويدعي تلامذة التوراة ان الله كان
غيورا على مراعاة يوم الراحة , و هناك احتمال قوي ان السبت اليهودي جاء في الأصل من السباتو sabbatu البابلي.

وقد دحض القران الكريم ادعاء اليهود ان الله سبحانه عمل ستة أيام ثم تعب كما يتعب البشر وذالك قوله تعالى:}إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوي عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ و َالْقَمَرَ و َالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{الأعراف 54 ,وقوله تعالى }:وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ و َمَا بَيْنَهُمَا فِي ستة أيام وما مسنا من لغوب{
وقد طغى اليهود في تفكيرهم المادي حول يوم السبت فبدلا من ان جعله
يوما للراحة والمتعة حولوه إلى يوم من الحرمان و الحبس و الملل
فمنعوا فيه الطبخ و الخروج والإحسان و تقديم الصدقات و كان اقل
خرق لذالك يعاقب عليه بال*** أو الرجم ,وقد زعموا ان موسى حكم على مسكين بالرجم لأنه التقط حطبا يوم السبت ,كما أنهم وبخوا بعض الحواريين لحصادهم القمح يوم السبت رغم جوعهم ومن المفارقات ان رجال الدين في الهيكل كانوا يخبزون الخبز ويقدمون التضحيات في يوم السبت وكنهم وبخوا لأنه بمعجزة شفى رجلا فقد ذراعا يوم السبت(12\10-13) ولذا أجابهم بان السبت وجد لفائدة البشر وليس البشر لفائدة السبت ,والواضح ان عيسى المسيح لم يتقيد بالتفسير الحرفي للتعليمات المشددة القاسية حول السبت لأنه أراد الرحمة والعطف وليس الشدة والغلظة ومع ذالك فهو لم يفكر في إلغاء يوم السبت ولم يكن في وسعه المغامرة بذالك لو فعل واستبدل يوما أخر به لهجره أتباعه ولهاجمه جمهور اليهود و رجموه.

يقول المؤرخ اليهودي يوسف فلافيوس ويوزيبيوس:ان جيمس _الأخ المزعوم لعيسى كان(ايبيوتينيا)Ibionite_ متشددا وقد تزعم النصارى واليهود الذين تقيدوا بشريعة موسى وبالسبت بكل ما فيه من مظاهر ,و ثم تدريجيا استبدلوه النصارى اليونان (الهلينستيون) (بيوم الرب)
أي يوم الأحد ولكن الكنائس الشرقية ظلت تراعي يومي السبت و
الأحد معا حتى القرن الرابع الميلادي.
فلو كان عيسى(سيدا ليوم السبت) لكان عليه ان يعدل من قانونه
القاسي أو يلغيه كلية ولكنه لم يفعل ,و قد فهم اليهود جيدا من
كلامه انه المخلص المنتظر هو سيد يوم السبت و هذا هو السبب في سكوتهم وهنا كما في أماكن أخرى من الأناجيل يوجد حذف متعمد في الأناجيل الثلاثة الأولى من العهد الجديد حيث حذفوا مواعظ عيسى عن (ابن الإنسان) مما سبب الغموض والتناقض سوء الفهم ,و ما لم نتخذ القران مرشدا ونعترف بمحمد على انه النبي الذي هدفت إليه الكتب المقدسة فان جميع المحاولات للوصول إلى الحقيقة أو استنتاج معقول ستنتهي بالفشل.
قرأت مؤخرا مؤلفات العالم الفرنسي ارنست رينان عن (حياة
المسيح والقديس بولس والدجال)وذهلت لكمية المراجع التي اعتمد
عليها المؤلف عليها حتى انه ذكرني بجيبون Gibbon و أمثاله ومع
ذالك ماذا كانت نتيجة أبحاثه وأبحاث غيره ؟لم تكن سوى صفرا او
تحت الصفر ,إنهم بمثل هذه الكتابات يشوهون المعتقدات ويسممون
العواطف الدينية ولو إنهم استرشدوا بروح القران لوجدوا ان محمد
هو المصداق الحرفي والواقعي للكتب المقدسة, ان المتدينين يريدون
دينا واقعيا عمليا و ليس كلاما نظريا ,يريدون ابن الإنسان القوي
الذي يقضي على أعداء الله ويبرهن فعلا على انه (سيد يوم السبت)
فيلغيه لان اليهود اساؤوا استعماله مثلما أساء النصارى استعمال
(أبوة الله ) وهذا ما فعله محمد بالضبط وقد كررت مرارا بأنه لا يمكن فهم كتب اليهود و النصارى المحرفة إلا عند تمحيص
اقوالها الغامضة والمتناقضة على ضوء القران ,اذ بواسطته فقط يمكن تمييز الحقيقي عن المزيف فمثلا عندما نقرا عن الرهبان الذين احلوا السبت في الهيكل ينسب إلى عيسى قوله (أقول لكم ها هنا الشخص الذي هو أعظم من الهيكل) (متى12\6) فلا أجد تفسيرا لعبارة ها هنا سوى ان تكون(سوف يكون هاهنا) لأنه لو تجرا عيسى أو أي نبي قبله فأعلن بأنه أعظم من الهيكل لهاجمه اليهود فورا بتهمة الكفر مالم يكن هو (ابن الإنسان الحقيقي) الذي أعطي السلطان والقوة كما كان محمد رسول لله.
الجمعة وكانران الكريم عطلة يوم السبت في الآية (9) من سورة
الجمعة وكان العرب قبلها يدعون يوم الجمعة (العروبة) و يقابلها
في نسخة (البيشيتا) السريانية كلمة (عروبتا) المشتقة من الكلمة
الآرامية (عَرَبَ) بمعنى غرب-من غروب الشمس -لأنه بعد غروب
الشمس يوم الجمعة يبدأ السبت الذي اقتبست قداسته من شريعة
موسى ,أما سبب اختيار الجمعة فذو مغزى مزدوج:
أولا:في يوم الجمعة اكتملت عملية الخلق العظيمة لهذا الكون وكان
وكان ذالك أول حدث يقطع السرمدية و يبرز الزمان و المكان و
المادة إلى حيز الوجود فوجب أحياء ذكرى ذالك الحدث المعجز وإضفاء القداسة عليه.
ثانيا :ان المؤمنون يتجمعون في هذا اليوم فسمي الجمعة ,لأنه يوم الجماعة,قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون)الجمعة 9.أما بعد صلاة الجمعة فلا شئ يمنع المؤمنين من الاستمرار في أعمالهم كالمعتاد.
ج)سبق ان شرحنا عبارة (18\11) التي تنص ان مهمة ابن الإنسان
هي استرداد ما ضاع ,أما تلك الأمور التي ضاعت و المفترض
استردادها فهي على نوعين دينية وقومية:
1-إعادة دين إبراهيم الصحيح بتنقيته من المعتقدات الانحرافات
الداخلية وإعادة طابعه العالمي وإعادة جميع الشعوب والقبائل التي
انحدرت من دين الله إلى دين السلام – الإسلام- بالآرامية ( دينا شلاما
) لان دين موسى كان دينا قوميا خاصا باليهود و أيضا كان عيسى
يهوديا ولم يكن مطلوبا منه انجاز مثل هذا العمل الضخم فهو يقول
فهو يقول لاتظنوا إني جئت لانقض القانون و الأنبياء) ( متى5\17
-19), ومن ناحية أخرى كان لابد من محو الوثنية و الخرافات
والشعوذة التي انتشرت بين العرب و إعادة عقيدة التوحيد تحت
راية (لا اله إلا الله محمد رسول الله).
2-توحيد الأمم المنحدرة من سلالة إبراهيم و تحريرها من الأفكار
الفاسدة العنصرية التي ادخلوها على كتبهم المقدسة مثل التعصب
العنصري ضد غير اليهود,فاليهود يحتقرون الأبناء الآخرين لجدهم
العظيم إبراهيم من سلالة إسماعيل والادوميين Edomites وبقية
القبائل الإبراهيمية وقد استمر هذا التعصب والتعالي حتى عندما
صار بنو إسرائيل أسوء الوثنيين والكفرة, وانه ما ورد في سفر
التكوين انه بالإضافة إلى ختان إبراهيم وإسماعيل فقد تم ختان311
ثلاثمائة واحد عشر من جنوده وعبيده الذكور ان ذالك يعتبر حجة
دامغة ضد تعصب اليهود تجاه الشعوب الأخرى من أبناء عمومتهم
ان مملكة داوود لم تكن تغطي في زمانها مساحة ولايتين صغيرتين
من ولايات الدولة العثمانية وان المخلص الأخير ( ابن داوود )
الذي لازال اليهود ينتظرونه اليوم قد لايكون قادرا على احتلال
هاتين الولايتين,عدا ان المقصود من مجيئه كان القضاء على
الإمبراطورية الرومانية التي سحقت على يد محمد فماذا يريدون
غير ذالك؟!
لقد أسس محمد(ابن الإنسان المنتظر) مملكة الإسلام-السلام-التي
دخل فيه طواعية أكثرية اليهود طواعية في شبه الجزيرة العربية و
والشام والعراق وغيرها كما أسس أخوة شاملة نواتها أسرة إبراهيم
ومن أعضائها العرب والفرس والأتراك والأكراد والبربر والصين و
والزنج والجاويين والهنود والانكليز..الخ فشكلوا امة واحدة(امثا- دا
شلاما) بالسريانية أي الأمة الإسلامية.من كتابه محمد صلى الله عليه
وسلم كما ورد في كتب اليهود والنصارى ص216-226.

عبد الأحد داوود (ديفيد بنجامين) أستاذ اللاهوت وقسيس الرومان الكاثوليك لطائفة الكلدان.ولد عام 1867 قرب اوروميا في شمال إيران وتلقى فيها تعليمه منذ طفولته .وبعد ان اشتد عوده في العلم عمل في التنصير والتبشير بالمسيحية .إلى ان وقع له جدال بينه و بين السيد جمال أفندي احد علماء الإسلام في اسطنبول عام 1904 فاقتنع وأعلن إسلامه.

جارلز ملز Charles mills
يقول المستشرق الانكليزي ملز عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام
:ان ادبه مع العظماء ودماثة خلقه مع البسطاء اكسبه احتراما وإعجابا وتصفيقا .و كان ذا مواهب مناسبة إلى حد جيد للقدرة
على الإقناع والقيادة .قد قرأ بعمق حجم الطبيعة البشرية ,فعلى الرغم من جهله التام بالكتابة ,كان ذا ذهنية تستطيع إن تتوسع بالجدل حتى مع علم أعدائه وفهم جهل أصحابه.
بلاغته البسيطة كانت ذا تأثير وذالك لسلوكه الذي يجمع بين العزة
واللياقة.وكان ذا طلعة ملئها هيبة وجلال مخلوطة بملاحة جميلة وبهذه الصفات اكتسب الحب والتوقير, وكان ذالك العبقري المتميز بنفس تسلطي يلقي بتأثيره على العالم وهيمنته على الجاهل.و كان قلبه
عامر بالعواطف الشفوقة والسخية ,وفي أدائه للكثير من واجباته الاجتماعية والعائلية لم يشن مقامه كرسول من الله,وبهذه البساطة الطبيعية جدا لعقلية عظيمة زاول أحقر الإعمال شانا,فنبي الجزيرة العربية كان يصلح نعله ويرقع ثوبه الصوفي الخشن ويحلب الشاة ويكنس الموقد ويوقد النار.والتمر والماء كانا طعامه المعتاد ,والحليب والعسل كانا أفخم طعامه.وفي سفره يقتسم لقمته مع خادمه,وصدق مواعظه الحاثة على الإحسان اختبر عند ساعة احتضاره حيث أمر بإنفاق كل ما في خزاناته .وعندما *** سيف عدوه أصدقائه حزن كثيرا حتى سيلان الدموع;ومشاعر عرفان الجميل لخديجة لم يتوقف عن التعبير بها في أيام حياته وحتى في لحظة موته.
بعد معركة مؤتة رآه احد أصحابه يبكي في حجرته مع ابنة صاحبه زيد
قال "ماالذي أراه"صاح الرجل متعجبا على صفة الضعف الإنسانية المستوطنة في صدر رسول مبعوث من السماء ,فأجابه محمد:"أنت ترى رجلا ينوح على فقد اخلص أصحابه.
وفي يوم من الأيام سألته عائشة بكل صفاقة شامخة ممتلئة بجمال زاهر "الم تكن خديجة عجوزا وأبدلك الله بخير منها؟" "لا"صرخ محمد العارف للجميل "لقد صدقت بي حين سخر بي الناس وأهانوني وكفتني حينما كنت فقيرا ومضطهدا من العالم وكرست إخلاصها لي*
*نقل المؤلف هذا الحديث الذي دار بين السيدة عائشة رضي الله عنهاوالنبي محمد عليه الصلاة والسلام بشكل مفكك أما الحديث بنصه
الصحيح كما أورده الإمام احمد في المسند ج6 ص117:حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق أنا عبد الله قال أنا مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عز و جل بها خيرا منها قال ما أبدلني الله عز و جل خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز و جل ولدها إذ حرمني أولاد النساء .وعلق على هذا الحديث الشيخ شعيب الارناؤط بقوله: حديث صحيح وهذا سند حسن في المتابعات

تتصف بها الذهنية الاسيوية ,غير انها جسدت انقى صور الانسانية
الملتزمة بالقانون ,ففي جانب بيع الاسارى لا يجوز فصل الرضيع
عن أمه ,و قانون تحريم الخمر نفذ قسرا احتذاء به. و طالما قاسمته
خديجة السخية ثروتها ,ولهذا السبب ماقصر أبدا في إخلاصه الزيجي
لها.لكن عندما انهى الموت فترة خمس وعشرين عاما من الحياة الزوجية
وأشرق بهاء ثروتها الجيدة عليه دخل في حزن مفرط وبدا الطموح
والحماس يتنافسان على سيادة قلبه .لقد اعترف بان النساء والطيب
كن من مباهجه المهمة .الملك جبرائيل نزل من السماء ليبرئه من تلك
القوانين المتعلقة بتعدد الزوجات والتسري التي فرضها على أصحابه
ليوبخه لكنه توبيخا بلطف *من كتابه "تاريخ المحمدية"MUHAMMEDANISM"history of" ص38-41.
أديب انكليزي ولد في 22 شباط من عام1858 في مدينة شنغاهاي الصينية من أبوين ايرلنديين من طائفة المشيخانية المسيحية
كانا يعملون في التبشير بالمسيحية هناك.درس وحصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك.
وشغل منصب المساعد لعميد قسم اللغة اللاتينية وألف هناك مجموعته الشعرية التي اسماها"الأصفر والأزرق"
توفي في 25 تموز من عام 1932.من مؤلفاته:
- خرافات كلاسيكية في الأدب الانكليزي
- نجمة بيت لحم
- شيكسبير ومؤسسوا الحرية في أمريكا
- مبادئ تطور الأدب الانكليزي


موريس ديمموبينيه
Maurice Demombynes

السيد موريس مستشرق فرنسي يقول عن النبي محمد صلى الله عليه
واله وسلم في كتابه "المؤسسات الإسلامية"*: لا شكانه كان قائد
قبليا وقاضيا ساميا وملهما من الله ,لكن سلطته لم تكن خاضعة لقانون
التداول السلالي للسلطة الذي كان يفرض على الملوك . والقران الذي
نزل عليه لم يعلن القوة كوسيلة لتحقيق نجاحه و ضمانا لاستمرارية
المجتمع الإسلامي,وإنما هي مقصورة على قتال الردة والتمرد .ان فكرة
الحكم الوراثي غريبة على الفكر السياسي لدى العرب,إضافة الى ذالك
ان محمد مات ولم يخلف عقبا, لكنها انتعشت في الفترة الأخيرة
.وقد يصاحب فترة انتخاب شيخ للقبيلة من اجل التوفيق بين
الطموح الفردي والغرور القبلي والغرائز الاعتيادية,ومن حسن حظ الإسلام ان اختير احد أصحاب محمد الأوائل ووالد زوجته المفضلة "عائشة" ليكون خليفة لرسول الله بعد وفاة النبي الذي مات ولم يعين خليفة ولم يجمع
القران الذي بقي متفرقا طيلة عشرين عاما مما أدى إلى اختلاط طقوس العبادة بأفكار بشرية ولم يجمع القران إلا تحت حكم الخليفة عثمان.
ان محمد لم يكن سوى حكما بين الفئات الاجتماعية المحافظة على
التي لا تتعارض مع القوانين الإلهية والقران مكمل لها .وإضافة لذالك منهج الحياة الجديد الذي جاء به الإسلام حل محل القيم السائدة في الجزيرة العربية ,وتبنى أصحاب محمد هذا المنهج متأسين بالنبي وهديه وعلى هذا المنهج مشوا الخلفاء الراشدين الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.من كتابه "المؤسسات الإسلامية""muslim institutions" ص20-21 ترجمه إلى الانكليزية جون ماككركور.ط لندن 1950.
ولفريد سبارويwilfrid sparroy
مستشرق بريطاني إلف كتابا اسماه "مع الحجاج في مكة"بالتعاون مع زميله السيد خان المسيحي الديانة والمراسل لصحيفة انكليزية في البلاد
العربية.يقول في هذا الكتاب:
ان الشئ الأساسي في شخصية محمد هو الإخلاص,فصوت الإخلاص
يدوي واضحا في كل كلمة من كتابه .لقد كان رجلا جبل فكره
على حر الصحراء الحارق فساهم ذالك في خلق صفة الاخلاص فيه.ولم نلحظ من خلال قصص سيرته أي برهانا مقنع انه شط
عن الصراط الذي دعا إليه.المعنونة ب(عبسة التي ذكرها جلال الدين البيضاوي (ان رجلا أعمى اسمه ابن أم مكتوم جاء إلى النبي وقاطعه عندما كان مشغولا في الكلام مع سادة قريش معولا على إسلامهم ,فلم يلتفت إليه النبي إلى الرجل الأعمى ولم يكن الرجل يعرف ان النبي كان مشغولا في الكلام فرفع صوته وقال:"يا رسول الله علمني مما علمك ربك"فغضب النبي لمقاطعته أيام وعبس ومال بوجهه عنه )لكنه بعد برهة ندم واخذ ضميره يؤنبه ونزلت السورة:
(عبس وتولى) ونص السورة:}عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10){.وتخبرنا المصادر ان النبي متما كان يرى ابن أم مكتوم يقول "أهلا بالذي عاتبني فيه ربي"واستخلفه مرتين على المدينة. إلى ألان يصر البعض على تسمية محمد بالدجال.لكن من المجزوم به ان النبي الذي يوبخ الآخرين ولا يستثني نفسه من ذالك من حقه ان يحترم كانسان مخلص.ومن جانبي فاني أؤمن ان كلمته كانت ميثاقا و يده كانت مناسبة لان تقبض قبضتها.
لقد اتخذ نابليون الروح الوطنية وسيلة لتجنيد الناس في حروبه.لكن
نداء الروح الوطنية لم يكن بالنسبة لنظام محمد الوسيلة الوحيدة
لأنه قاسى الاحتقار من أبناء وطنه (اذ ان قريش القبيلة السيدة في الجزيرة العربية وهم سدنة الكعبة كما سموا).
من المؤكد ان محمد استعمل السيف ,و هو لم يستعمله إلا في النهاية.
لكن كيف أصبحت قوة السيف بيده وفي أي غرض استخدمه عندما
امتلكه.ان سيف محمد قد صُب في مصهر روحه الإنسانية الشفوقة
الممزوجة بشواظ من العطف الإلهي وجعل لكل عربي إمبراطورية و
عقيدة .الإسلام كان السيف,فشفرة الفولاذ لم تصنع معجزات وانما
أسالت الدم الفاسد.أما سيف الكلمة المحمدية فقد أدى إلى تحرير
قلب المرء العربي من الرذائل وأذكى فيه شعورا وطنيا اكبر وزرع فيه
إيمانا أنقى.ان نداء المعركة الذي أطلقه كان بمثابة إعلانا لوحدانية الله
,سيفه الإيمان وساحة نزاله قلب الإنسان و روحه. (بالله) (يامحمد)بهذه
الكلمات تمكن العرب من فتح الأرض من مكة إلى غرناطة ومن الجزيرة العربية إلى دلهي .وهولاء الفاتحون قاتلوا بقلوبهم و أرواحهم أكثر من ماقاتلوابسيوفهم وميامنهم القوية. وعندما فتحوا تلك البلدان وعملوا
على ترسيخ مبادئ الحرية والتضامن والوحدة والمساواة والرحمة ولم يذهبوا في مفاتنا دنيوية كما يفعل المحمديون في وقتنا الحاضر.
أربعين إلف عربي بقيادة القائد المشهور سعد بن أبي وقاص تمكنوا من
ان يهزموا خمسمائة إلف فارسي و تسنى لهم بعد ذالك الاطاحةبالامبراطورية الفارسية في معارك القادسية ونهاوند, وبعد دخولهم
بلاد الفرس غرسوا إيمانهم بعمق في قلب هذا العرق الغريب
ثم تركوهم وشانهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم.
يعتبر عمر من أعظم الخلفاء ,روي انه عاش كل حياته على رغيف
من خبز الشعير وقدح من اللبن الحامض .أما علي صهر النبي الذي
اعتبره الفرس الخليفة الحق للنبي عاش حياته لا لشئ سوى مساعدة
الفقراء ونجدة الضعفاء,وهو الذي يقول عنه كارليل بأنه يستحق
وسام الفروسية المسيحية .وابنه الحسين الذي عزز استشهاده المجيد
حبه في قلوب الشعب الفارسي.
ان شعوب الشرق لاتحكمها القوانين الوضعية بل تحكمها القوانين
الدينية ,وهدف محمد كان جعل العرب أحرارا وموحدين و التقليل
من معاناتهم وفقرهم عن طريق تثبيت العدالة فيما بينهم.
ان تلك الأهداف والتطلعات لئيمكن تحقيقها من خلال القوانين
لايمكن ان تتحقق من خلال القوانين الوضعية وحدها بل إنها يجب
ان تكون واضحة بشكل كاف لكل إنسان يعيش في الغرب المتحضر
النهوض التدريجي للاشتراكية والنمو المميت للفوضوية .نحن الشعوب
الغربية ليس عندنا سوى الصلاة من اجل ان تنفذ إرادة الله في
الأرض كما هي نافذة في السماء.بينما كان محمد مصلحا عمليا فلقد
جعل أصحابه قادرين على إتمام القانون الإلهي بإعطاء الفقير حصة
عادلة من الأشياء التي يحبونها.
ان الإيمان المحمدي يتكون من ثلاث مبادئ محورية.الأولى:إعلان وحدة
الله(قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد)
فهذه الآية القصيرة تحظى باحترام خاص عند المحمديين والنبي يقول
عنها "انها تساوي ثلث القران" قيل ان هذه السورة نزلت ردا على
سؤال أهل قريش للنبي عن صفات الإله الذي يدعوهم إلى عبادته.
ان محمد يعتبر كل الأنبياء موحدين من بدء الخلق والى موسى وعيسى.
وانه بعث على فترة من الرسل ليجدد للبشر هذه الحقيقة الأساسية.
ثانيا:استسلام الإنسان لله وهذا هو معنى الإسلام.والمبدأ الثالث الذي
كان استجابة من محمد لنداء نابع من أعماق روحه وقاد قلبه بدفئ إلى ان يتبناه إلا وهو مبدأ الزكاة وإخراج الصدقات الذي يعني شفقة
الإنسان على أخيه الإنسان. , ان الامتثال الثابت لروحية ورسالة هذه القوانين الثلاثة يعني التزاما بولاء لايتزعزع للنبي.
إننا عندما نصلي كمسيحيين نقول في صلاتنا:"ربنا ارزقنا قوت هذا
اليوم "غير ان المحمديون وحتى وهم تحت سوط العذاب ملزمين بان
يضحوا من اجل الفقراء والمحتاجين ويعطوهم النسبة المستحقة من خير أموالهم لا من ما فضل منها ونتيجة لذالك ترى كل فرد منهم
جعل من نفسه أداة تعمل على تنفيذ إرادة الله وسيادة مملكته
على الأرض .وهناك شيئا أخر يبرهن على ان محمد كان اكبر من
رجل سيف وهو ان المحمديين إلى هذا اليوم يحي بعضهم بعض
بكلمة(سلام) وتعني عليك السلام.وبالفعل فان السلام يعتبر حالة
جوهرية أثناء أداء طقوس الحج.اذ ان شن الحرب محرم أثناء فترة
أشهر الحج الثلاثة شوال وذو القعدة وذو الحجة*.يقول محمد*:

}وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابالْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ البقرة 195-202. من كتابه "مع الحجاج إلى مكة"
With piligrims to mecca"" ص22-28.ط لندن 1904
*أخطا المؤلف هنا فالأشهر الحرم هن كما اخبرنا الحبيب المصطفى اذ يقول: ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر
شهرًا، منها أربعة [حرم، ثلاثة] متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان".تفسير ابن كثير ج4 ص144.فشوال ليس ضمنها
*هذاكلام الله عز وجل وليس كلام محمد كما يقول المؤلف ولعل هذا توهم واشتباه منه.

د.لدويك فليبسون ludwig philippsohn*
مستشرق وخبير ديانات ألماني يقول عن النبي محمد علية الصلاة
والسلام في كتابه "تطور الفكرة الدينية":محمد كان بسيطا في عوائده
العائلية وبسيطا في المأكل والملبس ولم ينغمس بمفاتن الأبهة والتباهي
وكان ذا سخاء وإحسان لا حدود لهما,وعلى الرغم من الكميات
الهائلة من الغنائم التي جمعها إلا انه لم يترك كنوزا بعد موته.
وكان في نواح أخرى لين القلب وكريما يعود المريض ويشيع الميت
إلى قبره ويصاحب المظلومين*.من كتابه" تطور الفكرة الدينية"
Development of the religious idea""ترجمه من الألمانية
إلى الانكليزية انا ماريا كولد سمث. طبع لندن 1855
*للدكتور لدويك أقوال أخرى في حق النبي محمد شط بها عن جادة
الحقيقة والصواب ما عدل فيها ولا أنصف ولهذا السبب اعرضنا عن
ترجمتها وتضمينها كتابنا هذا,لكن وعلى الرغم من هذا جادت قريحة
قلمه المرتعش ببعض السطور التي تشهد للنبي العظيم عظمة أمره.
مستشرق وحاخام يهودي ألماني ولد في مدينة ديسو في
28 من كانون الأول عام 1811.درس في جامعة برلين
ونال شهاداته منها.اهتم لودويك بالترجمة للكتب الأدبية
والدينية والتبشير بالديانة اليهودية .توفي في 29كانون
الأول عام 1889.من أهم إعماله:
_ ترجمة التوراة من العبرية إلى الانكليزية.
_ تطور الفكرة الدينية.
ثيودور نولدكة THEODOR NOLDEKE
يقول نولدكة المستشرق الأوروبي المعروف عن النبي محمد صلى الله
الله عليه واله وسلم في كتابه"مشاهد من التاريخ الشرقي" :لقد كان
محمد حقا يحث على الطباع والأفعال الفاضلة.وكان متشددا في
رفضه للرذيلة ويحث على التعامل الشريف والدماثة ويأمر الإنسان ان
بان يكون متهيئا للعذاب الإلهي بعد القبر.غير انه لم يكن صارم جدا في
ذالك.ان عقيدته الشديدة في العقاب الإلهي التي تحكم قواعد سلوك
الفرد تجد فيها تطبيقات لمبادئ تجارية من قبيل :ان المرء يستطيع ان يتجنب عواقب الخطيئة بالتوبة ,وفي ظروف معينة يجوز لشخص ان ينوب عن الشخص الأخر في أداء واجب ديني,وشهادة الزور تجوز إذا
كانت من اجل العمل الصالحة .ان الإسلام دين عملي على نحو شامل
لايرى ضرورة في توضيح المطالب العالية باستخدام تأويلات مصطنعة.
لقد أعطى محمد قيمة عظيمة لتلك الممارسات التي من شانها تكفير عن
الذنوب كالصيام ومراقبة النفس .لكنه كدين شرقي ليس فيه ممارسات
تعذب الجسد وهذه الأمور غير موجودة نهائيا.لقد فرض الصيام في شهر
رمضان واوجب صيام الشهر كله فالشرب والأكل ممنوع بالمرة مازالت
الشمس مرتفعة فوق الأفق .
إما قوانين محمد بشان الطعام فهي ليست معقدة كقوانين اليهودية
.فالحيوانات التي لا يأكلها المسلمون اغلبها حيوانات كالبشر لاحمة
إضافة إلى ذالك ان الحيوانات لات*** على بعد تلفظ الصيغة الاتيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم" والإسلام كالمسيحية واليهودية حرم شرب الدم
لكن في ساعة الاضطرار يجوز أكل كل نوع من الطعام.كما ان الإسلام
حرم شرب الخمر وسائر المسكرات والمراقب الحيادي لا ينكر بان هذا
التحريم جلب بركات لبلاد الإسلام.وليس من المؤكد هل ان تحريم
الإسلام للميسر اللعبة العربية المفضلة التي هي عبارة عن سهام تستعمل
لمعرفة الحظ جاء للقضاء على كل أنواع المقامرة أم لكونه ممارسة وثنية
أو لأنها هدر للمال.
وفي مسالة إلغاء الرق أعلن محمد بان إعتاق العبيد عمل جدير بالتقدير
ومنح العبيد ضمانا معينا في عين القانون. من كتابه"مشاهد من التاريخ الشرقي" " HISTORYSKETCHES FROM eastern" ص61-71
1892.طبع لندن وإدنبرة.




ثيودور نولدكة مستشرق و عالم ساميات ألماني
ولد في 2 آذار من عام 1836 في هامبرك.
درس في كوتنجن وفيينا وليدن وبرلين.نال في
عام 1859 جائزة أكاديمية الكتابات والآداب الفرنسية اثر نشره لكتاب تاريخ القران, وفي السنة التالية أعاد نشره بالألمانية مع
إضافات في مدينت كوتنجن.في عام 1861 بدا يحاضر في جامعة همبرك وبعد ثلاث سنين عين فيها أستاذا غير اعتيادي.
.في عام 1868 شغل منصب أستاذ اعتيادي في جامعة كييل. في عام
1872 عين رئيسا لمجمع اللغات الشرقية في ستراسبورك, واستقال في عام1906.توفي في 25 كانون الأول من عام 1930.من مؤلفاته:
- تاريخ و حضارة الإسلام.
- اللغات السامية.
- ترجمة تاريخ أبو جعفر الطبري إلى الألمانية.
- شارك بعدة مقالات في دائرة المعارف الإسلامية .


مويليزن ارنولد Arnold Muehleisen

مستشرق أوروبي ومبشر مسيحي عمل كمبشر في أسيا وإفريقيا
في كتاباته تحامل على الإسلام ونبيه إلا ان ذالك لم يمنعه من
الاعتراف ببعض فضائله الكريمة,يقول في كتابه"تاريخ الإسلام
الطبيعي" :ليس هناك من انسان ترك تاثيرا هائلا على العنصر
البشري في الجانب الاخلاقي والسياسي خلال فترة الاثنا عشر قرنا
الماضية مثل محمد الذي نجح في القاء شباك عقيدته البنائة على أرواح
مئات الملايين من النفوس غارسا فيهم طابعا موحدا من الأفكار
والتصرفات. كان النبي العربي رحيما بالحيوانات,ومن ذالك ان فرسه إذا عرقت يمسح عرقها بكمه وكان يقاسم قطته* طبق طعامه.وكان
يقاسم طبق طعامه مع قطته
*القط ليس بحيوان نجس في الإسلام.ورد في السنن الكبرى للبيهقي ج1 ص245: حديثا للنبي محمد عن القط : انها ليست بنجس انها من الطوافين عليكم والطوافات.وقال الباحثين ان القط حيوان غير ناقل للإمراض لكن فيه فيروس مرضي واحد يتواجد في برازهاوينتقل عن طريق اللحوم إلى الإنسان ولكن سبحان
الخالق المبدع الذي جعل هذا الحيوان يدفن برازه في الأرض ليمنع الحيوانات الأخرىمن التهامه ونقل الفيروس الممرض إلى الإنسان.












وكان لديه ديك ابيض يدعوه صديقا ويقول عنه انه يقي من شر
الشياطين والجن والساحرات والعين .وكان ينجز مايريد بنفسه
ولا يسمح لأحد ان يعمل ما يريد فهو يشتري أطعمته من السوق
بيده وينظف ويصلح ثوبه بنفسه ويحلب معزته بنفسه وقد تمر عليه
أيام لا ترى نار في بيته .وكان يتنبأ بالخير والشر من خلال ابسط
الحوادث .
من كتابه "تاريخ الإسلام الطبيعي"A NATURAL HISTORY OF ISLAMISM"ص87 .طبع في لندن


محمد حسين هيكل
يقول الكاتب المصري الكبير محمد حسين هيكل عن رسول الله محمد
صلى الله عليه واله وسلم في كتابه "حياة محمد": بنى محمد مسجده
ومساكنه وأوى من بيتاستفتح.يوب إليها.ثم جعل يفكر في هذه
الحياة الجديدة التي استفتح .والتي نقلته ونقلت دعوته خطوة جديدة
واسعة.فقد الفى هذه المدينة وبين عشائرها التنافر ما لم تعرف مكة
لكنه ألفى قبائلها وبطونها تصبو إلى حياة فيها من السكينة الخلافات
والحزازات التي مزقتها في الماضي شر ممزق,وما يهيئ لها من المستقبل
طمأنينة تطمع معها ان تكون أوفر من مكة ثروة وأعظم جاها.وما كانت
ثروة يثرب ولا جاهها أول ما يعني محمدا وان كان بعض ما يعنيه. إنما كان همه الأول والأخر هذه الرسالة التي عهد الله إليه تبليغها والدعوة
إليها والإنذار بها.لقد حاربها أهل مكة من يوم بعثه إلى يوم هجرته
أهوال الحرب,فحال دون ذالك دون امتلاء كل القلوب بنورها وكل
الانفس إيمانا بها من خوف أذى قريش وعنتها. والأذى والعنت يحولان
بين الإيمان والقلوب التي لنا يدخل الإيمان فيها.فيجب ان يؤمن المسلمون
ويؤمن غيرهم بان من اتبع الهدى ودخل في دين الله بمأمن من ان يصيبه الأذى , ليزداد المؤمنون إيمانا, و ليقبل على الإيمان المتردد الخائف والضعيف.في هذا كان يفكر محمد أول طماتينته إلى مسكنه في يثرب
والى هذا كانت تتجه سياسته.وفي هذا الاتجاه يجب ان يترجم لحياته
.هو لم يكن يفكر في ملك ولا مال ولا تجارة,بل كان كل همه توفير
الطمانينة لمن يتبعون رسالته,وكفالة الحرية لهم في عقيدتهم ككفالتها لغيرهم في عقيدتهم.يجب ان يكون المسلم واليهودي والنصراني سواء في
حرية العقيدة,وفي حرية الرأي وحرية الدعوة إليه.فالحرية وحدها كفيلة
بانتصار الحق وبتقدم العالم نحو الكمال في وحدته العليا.وكل حرب على
الحرية تمكين للباطل ونشر لجيوش الظلام لتقضي على جذوة النور المضيئة في النفس الانسانية,والتي تصل بينها وبين الكون كله,من أزله إلى
أبده,صلة اتساق ومحبة ووحدة,لا صلة نفور وحرب وفناء.
هي الوجهة في التفكير هي التي نزل بها الوحي على محمد منذ الهجرة
وهي التي جعلته جنوحا للسلم,راغبا عن القتال,مقتصدا طول حياته
اشد القصد فيه,غير لاجئ إليه إلا لضرورة تقتضيه الدفاع عن الحرية
دفاعا عن الدين وعين العقيدة.

وقال في ص499:
خلف محمد هذا الميراث الروحي العظيم الذي سيظله من بعد ويوجه حضارته حتى يتم الله في العالم نوره .وإنما كان لهذا الميراث كل هذا الأثر فيما مضى وسيكون له مثله وأكثر منه من بعد لأنه أقام دين الحق ووضع أساس حضارة هي وحدها كفيلة بسعادة العالم.والدين والحضارة التي بلغهما محمد للناس بوحي ربه يتزاوجان حتى لا انفصال بينهما .ولان قامت الحضارة على أساس من قواعد العلم وهدي العقل ,واستند في ذالك إلى ما استندت إليه الحضارة الغربية في عصرنا الحاضر.ولئن استند الإسلام من حيث هو دين إلى التفكير الذاتي والمنطق التجريدي (الميتافيزيقي)ان الصلة مع ذالك وثيقة بين الدين ومقرراته والحضارة وأساسها.من كتابه"حياة محمد"ص117-499

محمد حسين هيكل شاعر وأديب وسياسي كبير مصري، ولد في 20 أغسطس 1888 الموافق 12 ذو الحجة 1305 هـ في قرية حنين الخضراء في مدينة المنصورة ، محافظة الدقهلية ، مصر.
درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909. حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912، ولدي رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة 10 سنين، كما عمل بالصحافة. اتصل بأحمد لطفي السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.
كان عضوا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقا لتصريح 28 فبراير 1922. لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عين هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيرا للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيرا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940 في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945.
اختير سنة 1941 نائبا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945 وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950 حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التي قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشاري الملك فاروق.
تولى أيضا تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.
توفي يوم السبت 5 جمادى الأولى 1376 هـ الموافق 8 ديسمبر 1956م عن عمر يناهز 68 عاما.
مؤلفاته:
_رواية زينب
_ حياة محمد
_ الصديق ابوبكر
-الفاروق عمر
_ في منزل الوحي
_عثمان بن عفان
.
مونتجمري واتmontgomery watt

مستشرق انكليزي مشهور يقول عن رسول الله محمد في كتابه"محمد النبي
ورجل الدولة" :وردت كثير من القصص التي تبين لطافة ورقة شعوره
والبعض منها تستحق التصديق .فهذه أرملة ابن عمه جعفر أخبرت
كيف انه أذاع خبر وفاة جعفر حيث إثناء أدائها لواجباتها المنزلية من دبغ للجلود وعجنا للعجين ,ناداها وجمع أطفالها الثلاثة و غسل وجوههم ودهنهم ولف ذراعيه عليهم ثم شمهم, واغرورق عيناه بالدموع حتى انفجر باكيا. سئلت الزوجة :"هل سمعت شيئا عن جعفر" فاخبرها بأنه قد ***.بعدها أمر بعضا من الناس بان يصنعوا طعاما لآل جعفر.
كما انه أحب الأطفال ودخل في أرواحهم .ففي ذات يوم رأى احد
الأطفال الذين اعتاد على المزاح بينهم حزينا فسأله عن السبب الذي
أحزنه فاخبره بان عصفوره قد مات فراح يهدئ من باله ويسليه
ان رحمته طالت حتى الحيوانات ,ففي خلال زحف رجاله لفتح مكة
مروا بكلبه مع جرائها فأمر أصحابه بان لا يزعجوها وخصص رجلا
للإشراف على تنفيذ هذا الأمر .لقد كسب محمد احترام وثقة الرجال وذالك للأسس الدينية التي تحكم نشاطه وتحليه بسجايا الشجاعة والحزم والحياد والثبات المائل إلى الشدة الممزوجة بالكرم,إضافة إلى سلوكه متشح بسحر انتزع له حبهم وضمن له إخلاصهم.
لم يبغض أحدا من كل عظام العالم كما بغض محمد. ورأينا السبب الذي خلق ذالك.فلعدة قرون ظل الإسلام عدوا كبيرا للمسيحية
وهذه العداوة حصلت منذ أصبح للإسلام تماس مباشر مع المسيحية
فالإمبراطورية البيزنطية بعد ان خسرت بعض خير أقاليمها لصالح
العرب ووجمت من أسيا الوسطى,و هددت أوروبا الغربية وتمثل
التهديد بدخول العرب إلى اسبانيا وصقلية و دخول الصليبين للأرض
المقدسة لطرد العرب منها,كل ذالك جعل أوروبا الوسطى تبني فكرة
عن محمد الذي تحول إلى ماهوند أمير الظلام.وفي القرن الثاني عشر
حملت الجيوش الصليبية هذه التحريفات التي خلقت اثر سئ على
الأخلاق.
ان حملة التحطيط من شانه التي شنها الكتاب الأوروبيين ضده قابلها
تقديس لشخصيته صدر من كتاب أوروبيين ومسلمين.ولكن لا
التحطيط ولا التقديس مجديان في بناء أسس كافية لعلاقة بين دينين
يشكلان نصف العرق الإنساني.والان علينا ان نرجع إلى الأسئلة التي
طرحناها في البداية وفي جعبتنا جملة من الحقائق التي التي سنبني عليها
الحكم النهائي و ما هو حكمنا في أخر المطاف؟
من الادعاءات الشائعة ضد محمد انه كان دجالا يرضي طموحه و
ويشبع شهوته وينشر تعاليم دينية هو نفسه يعرف انها مزيفة.غير ان
مثل هذا النفاق يجعل من تطور الإسلام أمر غير مفهوما, وقد أشار
إلى هذه النقطة توماس كارليل قبل مئة عام في محاضرته حول الإبطال
وقد لاقت قبولا ما بين الباحثين.فإيمان محمد الراسخ في ذاته وفي
رسالته بد جليا من خلال استعداده لتحمل المصاعب والاضطهاد ولو
ولو كان ذا غاية دنيوية لما كان هناك فرصة لنجاحه.ولو كان غير
مخلصا لما تمكن من كسب وإخلاص شخصيات قوية ونزيهة أمثال أبي
وعمر؟ ويطرح المؤمن هنا سؤالا أخر مفاده كيفيسمح الله لدين
عظيم مثل الإسلام من ان ينشا على أسس من الكذب والخداع.
وهذا ما يثبت بان محمد كان مخلصا.وان كان في بعض الجوانب تصدر
منه أخطاء فهي أخطاء ليست بصادرة من كذب متعمد أو دجل.
وهناك ادعاءات أخرى تشير إلى وجود عيب أخلاقي في محمد من قبيل
انه كان خائنا وشهواني .أما اتهامه بالخيانة فإشارة إلى انتهاك الأشهر
الحرام وشن القتال فيها كما حدث في غزوة النخيلة * وأما اتهامه
بالشهوانية فإشارة إلى زواجه من زينب بنت جحش* طليقة ولده بالتبني
*ان بعض المستشرقين الناقمين على الإسلام يتخذ من هذه الواقعة مادة
للتشهير بنبي الله لأنهم يتشبثون بكل شئ توحي إليه مخيلاتهم المريضة بان فيه طعن على الاسلام مهما كان تافها وسخيفا ويذهبوا كل مذهب في مذهب
في صقله واجتراره ,الحقد دافعهم والبغض سائسهم .أما بشان حادثة النخلة
التي أثار غبارها السيد مونتغمري فألينا ان لا نتخطاها دون التعريج على حيثياتها وإجلائها لكل من حاك الشك في صدره ووقر سوء الظن
في خلده.
وهذا نص الواقعة كما أورده الإمام الذهبي في "تاريخ الاسلام" ج1 ص169:
قال عروة: ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم في رجب عبد الله بن جحش الأسدي، ومعه ثمانية. وكتب معه كتاباً، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين. فلما قرأ الكتاب وجده: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بين نخلة والطائف، فترصد لنا قريشاً، وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله في الكتاب قال لأصحابه: قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة، ونهاني أن أستكره أحداً منكم. فمن كان يريد الشهادة فلينطلق، ومن كره الموت فليرجع. فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمضى ومضى معه الثمانية، وهم: أبو حذيفة بن عتبة، وعكاشة بن محصن، وعتبة بن غزوان، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن ربيعة، وواقد بن عبد الله التميمي، وسهيل بن بيضاء الفهري، وخالد بن البكير. فسلك بهم على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران، أضل سعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان بعيراً لهما، فتخلفا في طلبه. ومضى عبد الله بمن بقي حتى نزل بنخلة. فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيباً وأدماً، وفيها عمرو بن الحضرمي وجماعة. فلما رآهم القوم هابوهم . فأشرف لهم عكاشة؛ وكان قد حلق رأسه؛ فلما رأوه أمنوا، وقالوا: عمار لا بأس عليكم منهم.
وتشاور القوم فيهم، وذلك في آخر رجب، فقالوا: والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به، ولئن ***تموهم لت***نهم في الشهر الحرام. وترددوا، ثم أجمعوا على ***هم وأخذ تجارتهم، فرمى واقد ابن عبد الله عمرو بن الحضرمي ف***ه، واستأسروا عثمان بن عبد الله، والحكم بن كيسان. وأفلت نوفل بن عبد الله.
وأقبل ابن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين، حتى قدموا المدينة. وعزلوا خمس ما غنموا للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل القرآن كذلك. وأنكر النبي صلى الله عليه وسلم *** ابن الحضرمي، فنزلت: " يسألونكم عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير " الآية، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الفداء في الأسيرين. فأما عثمان فمات بمكة كافراً، وأما الحكم فأسلم واستشهد ببئر معونة. وعلق الشنقيطي في تفسيره على هذه القصة
بما يلي: وقد جاء اعتراض المشركين على المسلمين في قتالهم في الأشهر الحرم ، كم اعترض اليهود على المسلمين في قطع النخيل ، وذلك في قوله تعال : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشهر الحرام قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ الله وَكُفْرٌ بِهِ والمسجد الحرام وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ الله والفتنة أَكْبَرُ مِنَ ال*** } . فقد تعاظم المشركون *** المسلمين لبعض المشركين في وقعة نخلة ، ولم يتحققوا دخول الشهر الحرام ، واتهموهم باعتداء على حرمة الأشهر الحرم ، فأجابهم الله تعالى بموجب ما قالوا بأن القتال في الشهر الحرام كبير ، ولكن ما ارتكبه المشركون من صد عن سبيل الله وكفر بالله ، وصد عن المسجد الحرام وإخراج أهله منه - وهم المسلمون أكبر عند اله ، والفتنة عن الدين وأكبر من ال*** ، أي الذي استنكروه من المسلمين .
ان قانون حرمة القتال في هذه الاشهر عادة جاهلية ولما جاء الاسلام نسخها
ورفض التقيد بها لكونها من مخلفات الجاهلية التي لا معنى لها. وان كانت
عادة تلتزم بها قريش فمن حق المسلمين عدم الالتزام بها خصوصا في ظل
غياب الجو السياسي الملائم لعقد اتفاقيات و معاهدات تلتزم بموجبها اطراف
النزاع .وهناك امرا اخر لابد من التنويه عليه و هو ان جنود السرية التي
بعثها النبي محمد لما شرعوا في القتال الذي كان عبارة عن مناوشة صغيرة
كانوا يعتقدون انهم في اليوم الاخير من شهر جمادى و على هذا البناء
خاضوا قتالهم.يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج1 ص574:" ففجر عليه المشركون وقالوا: إن محمدًا يزعم أنه يتبع طاعة الله، وهو أول من استحل الشهر الحرام، و*** صاحبنا في رجب. فقال المسلمون: إنما ***ناه في جمادى -وقيل: في أول رجب، وآخر ليلة من جمادى -وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب. فأنزل الله يُعَيِّر أهل مكة: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ } لا يحل، وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من ال*** في الشهر الحرام، حين كفرتم بالله، وصدَدْتم عنه محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابَه، وإخراجُ أهل المسجد الحرام منه، حين أخرجوا محمدًا صلى الله عليه وسلم أكبر من ال*** عند الله.انتهى
*وهذا الملف ممن داب المستشرقين والملحدين على التحلق حوله وضالتهم الوحيدة التي يطلبونها ولا يجدونها هي تشويه صورة رسول
الله صلى الله عليه و سلم و الصاق النقائص و الخوارم به و لكن دون
ذالك خرط القتاد.وقد احسن الامام القرطبي و اجاد في اشباع هذا
الموضوع بحثا و تفصيلا .يقول رحمه الله في تفسيره الموسوم بجامع
احكام القران ج14 ص166:وروي عن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه و سلم خلق زينب وأنها لا تطيعه وأعلمه أنه يريد طلاقها قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم على جهة الأدب والوصية : اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها وهذا هو الذي أخفى في نفسه ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها وخشي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد وهو مولاه وقد أمره بطلاقها فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له بأن قال : أمسك مع علمه بأنه يطلق وأعلمه أن الله أحق بالخشية أي في كل حال قال علماؤنا رحمة الله عليهم : وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين كالزهري و القاضي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم والمراد بقوله تعالى : { وتخشى الناس } إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه و سلم هوي زينب امرأة زيد وربما أطلق بعض المجان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه و سلم عن مثل هذا أو مستخف بحرمته قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول وأسند إلى علي بن الحسين قوله فعلي بن الحسين جاء بهذا من خزانة العلم جوهرا من الجواهر ودرا من الدرر أنه إنما عتب الله عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك فكيف قال بعد ذلك لزيد : أمسك عليك زوجك وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه والله أحق أن تخشاه وقال النحاس : قال بعض العلماء : ليس هذا من النبي صلى الله عليه و سلم خطيئة ألا ترى أنه لم يؤمر بالتوبة ولا بالاستغفار منه وقد يكون الشيء ليس بخطيئة إلا أن غيره أحسن منه وأخفى ذلك في نفسه خشية أن يفتتن الناس .انتهى
وهناك روايات تقول ان النبي محمد راها في بيتها وعليها ثياب رقاق تحكي
مفاتنها فاعجب فيها ووقعت في قلبه واستحث زيد على تطليقها لكي
يتسنى له الزواج منها ولكن هذه الروايات كلها موضوعة لا نصيب لها
من الصحة وحكمها الرمي في سلة المهملات ولقد راينا انفا من كلام
الامام القرطبي ان المقصود من قول البارئ عز وجل (وتكتم في نفسك ما
الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه) أي انا اعلمناك مسبقا انك ستتزوجها يوما من الايام بعد ان يطلقها زوجها ولما حانت ساعة تحقق ذالك بمجيئ زوجها زيد يتذمر ويشكو من سوء معشرها قلت له امسك عليك زوجك.وبهذا فانك قد كتمت عن الناس ما اوحي اليك





. وليس المراد من الكتمان ان النبي الكريم كتم افتتانه بجمال زينب لما راها كما تروج لذالك قطعان المستشرقين التائهه الذين طمس الضلال ابصارهم بجناحه وتركهم في ظلمات لايبصرون.والحمد لله الذي اراح ضمائرنا وعمر بالسكينة قلوبنا لما اعطانا من حجج بواهر نطاعن بها عبدة الصلبان واهل الرذيلة الالحاد.














نعم ان هذه حقائق مجردة لا نزاع في ذالك,لكنها ليس من الجلي بما يكفي لان تكون تبريرا لهذه الادعاءات.هل كان انتهاك الشهر
ا لحرام عملا غادرا أو انه خرقا لتقليد من تقاليد دين وثني؟ .وهل زواجه من بنت جحش هو رضوخا لرغبة جنسية أو عمل سياسي صرف أراد
منه القضاء على ممارسة غير مرغوبة متأتية من مستوى أخلاقي منحدر
بخصوص التبني.لقد تعرضت هذه الحادثة إلى كثير من التفسيرات التي
تهدف إلى إظهار محمد بأنه في بعض الأحيان اضعف مما يتصور.
ان مناقشة مثل هذه الادعاءات يثير سؤال جوهري وهو كيف نحكم على محمد؟أنحكم عليه بمقاييس عصره وبلده؟ أم بتلك الآراء الأكثر تنورا السائدة في العالم الغربي ؟وعندما نتفحص المصادر بدقة
سنجد من الواضح بان أفعال محمد التي يشجبها الغربيون المعاصرون
لم تكن محط نقد أخلاقي من قبل معاصريه. لقد انتقدوا جملة من أفعاله
غير ان الدوافع التي دفعته إلى فعل ذالك ربما كان سببها الخوف من
العواقب .فهم ينتقدون حادثة النخلة لكن المسلمين لم يفعلوا ذالك إلا
لخوفهم من عقوبة اللالهة الوثنية المهانة أو من انتقام المكيين. وإذا كان
اندهاشهم (يعني المستشرقين) على الإعدام الجماعي لقبيلة بني قريظة
فهذا الاندهاش كان لكثرة النزاعات الدموية التي سببتها هذه الحادثة
أما زواجه من زينب بنت جحش يبدو عملا سفاحيا ,لكن مفهوم هذا
السفاح مرتبط بممارسات قديمة تعود إلى مستوى كوميوني متدني من
المؤسسات الأسرية حيث ان أبوة الطفل غير معروفة بالضبط, وهذا
لكن الاسلام لما جاء أزال هذا المستوى المتدني.
من وجهة نظر واقع زمن محمد ادعاءات الغدر والشهوانية ضد محمد
غير مؤكدة .فمعاصروه لم يعتبروا ذالك عيبا خلقيا في شخصيته
وبالعكس فان الغربيين المعاصرين انتقدوها وهنا يبرز الاختلاف
فمقاييس محمد تختلف عن مقاييس زمانهم . فقد كان في عين جيله
مصلحا اجتماعيا وان كان مصلحا في مجال الأخلاق.لقد خلق
نظاما جديدا من الضمان الاجتماعي وتركيبة أسرية جديدة وكلا
الصعيدين طالهما تحسن كبير خير من ذي قبل.وعمل على تحسين مبادئ
البدو الأخلاقية وكيفهم لان يستوطنون في مجتمعات مستقرة.لقد أسس
دينا وهيكلا اجتماعيا لحياة أعراق عديدة من البشر.وهذه الانجازات
ليست من فعل غادر أو داعر قديم.
ان البعض يؤكد ان الشخصية محمد(قد أصابها الانحطاط بعد ان تحول
إلى المدينة,لكن لا تتوافر أسس صلبة لهذا الرأي المبني على أساس مبدأ
هش جدا والذي يقول:السلطة الكلية تفسد والسلطة المطلقة تفسد
بالتأكيد.ان الادعاءات القائلة بوجود عيوب خلقية في شخصيته وجدت
في فترة وجوده بالمدينة. بيد إننا لو أخذنا هذه الادعاءات وفقا لتفسيراتها لا نجد فيها فشلا في منظومة مثله العليا و لا نكوصا عن مبادئه الأخلاقية .فواعظ مكة المضطهد كان رجل مرحلته أكثر من كونه حاكما للمدينة.كما انه لم يسجل شيئا عن هذا الواعظ لكي يبين لنا الفرق بين موقفه وموقف أوروبا قرن التاسع عشرا.

.لقد كان محمد سواء بالمدينة أو بمكة في عيون معاصريه إنسانا صالحا ونزيه, وفي
عيون التاريخ مصلحا اجتماعيا وأخلاقيا.

يتوجب قول الكثير بإنصاف حول محمد عندما نزنه أمام عرب عصره
.فالمسلمون وعلى أية حال اعتبروه الأسوة في السلوك والشخصية لكل
الجنس البشري.ولكي يقومون بذالك فعليهم ان يقدمونه أنموذجا للحكم
طبقا لمعايير الراي العالمي المتنور.وعلى الرغم ان العالم يتحول باضطراد
عالما واحدا,يتوجب ان نولي محمدا التفاتا اكثر كقدوة اخلاقية.ولان
المسلمون كثيرون يتوجب عليهم اجلا ام عاجلا ان يفكروا جديا في
اغتراف مبادئ من حياة وتعاليم محمد , ويساهموا بها في التطور الخلقي
للجنس البشري.
لهذا السؤال لم نجد أي إجابة لحد ألان.و السؤال هو : مالذي قالوه المسلمين لحد ألان لتدعيم ادعاءاتهم حول محمد؟سوى بيانات استهلالية
لم تقنع سوى عدد قليل من غير المسلمين.ان المجال لازال مفتوحا أمام
مسلموا اليوم كي يعطوا عرضا أفضل وأكمل لقضيتهم.هل هم قادرين
على غربلة الأمور العامة والخاصة منها في حياة محمد ويكتشفوا المبادئ
الأخلاقية فيها التي من شانها ان تساهم إسهاما خلاقا في واقع العالم
الحاضر؟وإذا كان هذا كثيرا جدا فلا يتوقع حدوثه.فهلا هم على الأقل
قادرين على تبيين مثله العليا بشكل ممكن للإنسانية؟فان أحسنوا في أداء
ذالك,بعض المسيحيين سيكون لهم استعداد على الإصغاء لهم وتعلم ما
يمكن تعلمه.ففي هذا المشروع تواجه المسلمين صعوبات هائلة ويحتاجون
إلى مزيج من الثقافة الصحيحة والبصيرة الأخلاقية لكن هذا المزيج نادر
الوجود.ومن وجهة نظري الشخصية ان المسلمين من غير المحتمل ان
ينجحوا في محاولتهم الرامية إلى إحداث تأثير على الرأي العالمي.وعلى
الأقل في مجال الأخلاق .أما في مجال الدين من المحتمل ان يقدموا شيئا ما
للعالم ,فهم شددوا على عقيدة حقيقة الله—هذه العقيدة التي نسيت أو
أهملت في مواطن مهمة من الأديان التوحيدية الأخرى,واني اقر باني مدان
بالفضل إلى كتابات رجال كالغزالي. لكن بخصوص إقناع مسيحيوا أوروبا بان محمد هو الإنسان المثالي لم ينجز إلى حد ألان أي شئ.

أسس العظمة
ان ظروف الزمان والمكان قد خدمت محمد.قوى تمازجت فيما بينها
وكونت لم منصة انطلق منها في كل حياته ومهدت للتوسع الاحق
للإسلام.فلقد كان هناك اضطراب اجتماعي في كل من مكة والمدينة و
جنوح نحو التوحيد وردة فعل ضد الهلينية في مصر وسوريا بالتزامن مع
انحطاط يعتور الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية ,أضف إلى ذالك تنامي
إدراك البدو العرب لفرص الغنيمة في البلاد المأهولة حولهم.وعلى الرغم
من وجود هذه القوى مع أخرى تشابهها إلا انها لم يقدر لها ان تسهم في نهضة إمبراطورية تسمى الخلافة الأموية وفي تطور الاسلام وتحوله إلى دين عالمي و الانتشار السريع للعرب والنمو للمجتمع الإسلامي بدون ذالك المزيج المتميز من الخصال المتوافرة في شخصية محمد. ولولا هذه


الخصال لانعدم احتمال اندلاع هذا التوسع,ولولاها ما استنزف العرب
إمكانياتهم العسكرية في شكل غارات شنوها على سوريا والعراق وهذه
الخصال تنقسم إلى ثلاث أقسام:
الأول ان محمد لديه ملكة التنبؤ بالغيب فمن خلاله أو من خلال الوحي
الذي نزل عليه -وفقا لوجهة النظر الإسلامية التقليدية-علم ان العالم
العربي أعطي بنية معينة من الأفكار جعلت استقرار توتراته الاجتماعية
أمرا ممكنا.ان هذه البنية امتلك بصيرة بالأسباب الأساسية للتذمر الاجتماعي وعبقرية ساعدت على التعبير عن هذه البصيرة بشكل أثار
أعماق كيان السامع لها.ان القارئ الأوروبي عندما يقرا القران ربما ينفر
منه,لكن القران كان ملائما بشكل يثير الإعجاب لحاجات وظروف
عصره.
الأمر الثاني حكمة محمد كرجل دولة .فالتركيبة التصورية الموجودة في القران هي مجرد بنية .وهذه البنية عملت على دعم بناء سياسات ومؤسسات متماسكة.لقد قيل الكثير حول إستراتيجية محمد البعيدة النظر
وإصلاحاته الاجتماعية.وحكمته في هذه القضايا تجلى في التوسع السريع
لدولته الصغيرة وتحولها إلى إمبراطورية عالمية بعد وفاته.وملائمة مؤسساته
الاجتماعية للعديد من البيئات المختلفة واستمرارها لثلاثة عشر قرنا.
الأمر الثالث مهارته وكياسته في شؤون الإدارة وحكمته في اختيار
الرجال الذي يفوض لهم التفاصيل الإدارية.ان القوانين والسياسات
السليمة لا تعطي أثرا بعيدا إذا كان التنفيذ خاطئا ومتعثر. لقد
مات محمد بعدما أسس "مؤسسة دائمة "تمكنت من الصمود بوجه صدمة
غيابه وسرعان ما تعافت من تلك الصدمة وتوسعت بسرعة اعجازية.
أكثر من احد عبر عن رأيه بخصوص تاريخ محمد وفترة صدر الاسلام .والكثير يندهش على عظمة الانجازات التي حققها .فظروفه منحته فرصة القليل من الناس امتلكوها.غير ان الرجل كان متناغم بشكل كامل مع زمنه.وهذا لا يعود لكونه متنبئا فقط بل انه كان إداريا و رجل دولة وخلف كل ذالك ثقته في الله وإيمانه الثابت بان الله هو الذي أرسله.

هل كان محمد نبيا؟
إلى ألان يوصف محمد من وجهة نظر تاريخية.ومؤسس دين عالمي يتطلب
حكما لاهوتيا.فأميل برونر على سبيل المثال يعتبر ادعاؤه النبوة لا يمكن
تبريره وبأي حال بمحتوى الوحي الحقيقي غير انه يقر بان محمد كان
نبي الجزيرة العربية من طراز ما قبل المسيحية .اذ من الصعب ان تستثنيه
من مراتب الرسل الذين هيئوا ا الطريق إلى الوحي .وبدون الدخول في
في التعقيدات اللاهوتية خلف رأي برونر.سأحاول وبمستوى الإنسان
المتعلم الذي ليس له معرفة خاصة لا باللاهوت المسيحي ولا الإسلامي و
أضع بعض الاعتبارات العامة المتعلقة بالسؤال.
سابدا بالتأكيد على وجود شيئا ما يسمى "الخيال الخلاق"في بعض البشر
كالفنانين والشعراء والكتاب التصوريين,وهولاء يعبرون عن أرائهم بقصص
وقصائد ودراما وراويات لكنهم لا يعبرون عن كل ما يشعرون بشكل
كامل.ان الأعمال العظيمة ذات الخيال الخلاق والمتسمة بشمولية معينة
هي التي تعبر عن مشاعر ومواقف جيل كامل.بالطبع أنهم ليسوا بخياليين
حيث أنهم يعالجوا أشياء واقعية ,بيد أنهم يوظفون الصورة والمشهد المرئي
ويستحضرون الكلمات للتعبير عن ما وراء تصورات البشر العقلية.
ان الأنبياء والقادة الدينيين النبويين يتوجب علي ان أؤكد بأنهم يتقاسمون
ملكة هذا الخيال الخلاق مع غيرهم.إنهم يصدعون بأفكار مرتبطة بأعمق
وأوسط نقطة في التجربة الانسانية,مع ايلاء اهتمام خاص بحاجات زمانهم
وجيلهم.ان من أمارات النبي العظيم إذا كان ذا جاذبية عميقة للذين
يخاطبهم.
من أين تأتي هذه الأفكار؟سترى البعض يقول "من اللاوعي" ورجال
الدين يقولون انها من الله.وبالرغم من ان البعض يذهب بعيدا كبارون
فريدرج فون هيجل الذي يدعي "في أي مكان هناك شئ من الحقيقة
الحقيقة أصلها من الله.وقد يكون من المؤكد بان أفكار هذا الخيال الخلاق
الوعي الذاتي الإنسان تكون أعظم من ذاته نفسها ونابعة من تحت عتبة
الوعي الذاتي.
ان تبني هذا الرأي لا يحسم كل الأسئلة حول هذه القضية .فماذا عن
عن أفكار هذا الخيال الخلاق إذا ما كانت مزيفة أو غير صحيحة
؟فهذا بارون هيجل نراه حذرا عندما يقول بان الحقيقة لا تأتي إلا من
الله.كما ان النواميس الدينية تقول بان الأفكار قد تأتي من الشيطان
.وحتى لو كان الخيال الخلاق وسيلة لله يستعملها الله أو الحياة ,لايعني
بالضرورة كل أفكاره حقيقية أو صحيحة .فهذا أدولف هتلر يتميز
خياله الخلاق بأنه متطور جدا,و حازت أفكاره على إعجاب واسع,غير
انه كان مصابا بمرض الاضطراب العصبي وهولاء الألمان الذين اتبعوه
ببالغ الإخلاص أصبحوا مصابين بعصابه هذا.
أما في شان محمد,فهو ذا خيال متدفق وأنتج نطاقا واسعا من الأفكار
الحقيقية والسليمة .وهذا لا يعني ان كل الأفكار القرآنية حقيقية وصحيحة,وبنحو اخص هنالك على الأقل نقطة واحدة تبدو غير سليمة
وهي اعتبار الوحي أو نتاج الخيال الخلاق متفوقا على النواميس البشرية
الطبيعية واعتباره مصدرا للحقيقة التاريخية المجردة.وهناك بعض الآيات
القرآنية حول هذا الموضوع }: تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ{.
هود/49.والمرء يمكنه من الإقرار بان ادعاء تملك الخيال الخلاق قادرا
على إعطاء احدث واصدق تفسير للحدث التاريخي.بيد ان اعتباره
مصدرا للحقيقة المجردة فهذا غلو وزيف.
وأخيرا ماهو سؤالنا؟ أكان محمد نبيا؟انه كان أنسانا أدى خياله الخلاق
عملا على أعمق المستويات ,وأنتج أفكارا ذا علاقة باسئلة الوجود الإنساني الجوهرية ولهذا فقد نال دينه على إعجاب واسع النطاق ليس
فقط إثناء فترة حياته بل على مرالقرون المتعاقبة بعده.ليست كل الأفكار التي اعلنها حقيقية وصحيحة,لكنه وبفضل الله استطاع تبليغ ملايين من البشر دينا أفضل ممن قبله يشهد بان لا اله إلا الله وان محمد رسول الله*
من كتابه "محمد النبي ورجل الدولة"
Muhammad prophet and statesman"" ص1-8
*إننا نوافق السيد مونتغمري في بعض الآراء التي أطلقها ونخالفه في أخرى يقول ما اسماه بالخيال الخلاق كان موجودا لدى الأنبياء وهم بهذا الخيال الخلاق قاموا بتبليغ رسالاتهم وكل هذا ليس بصحيح بالمرة فالأنبياء عليهم السلام يتلقون الوحي من الله عز وجل ولا يعملون بوحي خيالهم. وقال ان المسلمين فشلوا ولحد ألان في تقديم النبي محمد كأنموذجللكمال الخلقي وهذا والله ادعاء غير مسئول فالمسلمين ومنذ إلف وأربعة عام يناضلون ويجاهدون بكل ما أوتوا من قوة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم و الكتابة عنه وتدوين كل ما دق وجل من
سيرته العطرة ,ولكن ماذنب المسلمين إذا لم يقتنع الآخرون بما يطرحون.وقال السيد مونتغمري ان أفكار القران ليست بالضرورة ان تكون
كلها حقيقية وإذا ما لانوافقه عليه فإننا كمسلمون نعتقد بان القران كلام الله القديم الغير مخلوق والمعصوم من كل خطا وعيب لا يأتيه الباطل لامن بين يديه
ولا من خلفه.

ولد وليم مونتغمري وات في 24 من نيسان عام 1909 في انكلترا .عين أستاذا للغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة أدنبرة ,ويعد واحد من ابرز المختصين الغير مسلمين بالعلوم والعقائد
الإسلامية.تسنم منصب قس الكنيسة الأسقفية الاسكتلندية وبقي
في هذا المنصب من عام 1943 إلى غاية 1948.في عام 1960
أصبح عضوا في المجمع المسكوني في اسكوتلاند.استمر مونتغمري
في مسيرته الثقافية والكتابية إلى وافاه الأجل في14 من تشرين
الأول عام 2006 عن عمر ناهز 97 عاما.من أهم أعماله:
_ محمد في مكة
_ محمد في المدينة
_ محمد النبي ورجل الدولة
_ الفلسفة واللاهوت الإسلامي
_ محمد خاتم الأنبياء
_ اسبانيا الإسلامية
ديفيد والشDavid walsh
ديفيد والش أستاذ قسم الدراسات الدينية في جامعة كولرادوا الأمريكية يقول في كتابه "موسى عيسى ومحمد: كفاح من اجل خلق أديان ومجتمعات وتحريرها من الظلم" عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم :ان محمد في نفس المركب التي فيها موسى وعيسى غير ان تجربته تختلف عنهم اختلافا كبيرا.ليس في حالته تشابه مع حالة موسى وعيسى,فنشاطاته لم تظهر من ظلم سابق الوجودوالامبراطوريات المسيطرة في عصره حتما قد ألقت تاثيرا على شبه الجزيرة .لكن محمد كان ضمن مجتمع مكة مواطنا محترما يمتلك المال والسلطة ويعيش في غضون أجواء حرة تسمح له بان يؤسس دينا
جديدا بسهولة نسبية .ومكة كانت بطبيعتها متسامحة مع الأديان الأخرى الى ان جاء محمد وبدا بمهاجمة أصنامها التي يعبدونها علنا وبهذا قامت المشكلة.ان القوى التي بدأت ظلم المسلمين كانت تنمو ببطء الى ان قرر محمد الهجرة.وبهذا فان المسلمون جاء دينهم أولا ثم تلته السياسة.على النقيض من قضية موسى الذي جاء بدين وشكله جديدا بعد التحرير.وعلى النقيض من حالة عيسى أيضا الذي عمل على كلا الأمرين في ان واحد.ان الظلم الذي لحق بمحمد كان من نوع مختلف حيث انه كان ردة فعل على شئ.فلم يكن هناك مجتمع يرزح تحت الظلم قبل قيام محمد بتبليغ الدعوة وبناء مجتمع جديد.وحتى عندما لحقهم الظلم فيما بعد كان من طراز مختلف.فالناس فرضوا على المسلمين حصارا اقتصاديا وسياسيا,لكن كان هناك ظلم وقد تمثل بعزلهم عن محيطهم.وهذه العزلة فرضت بسب انزعاج أهل مكة من خطب محمد المعادية للأصنام.لقد بدا الناس باضطهاد الأتباع ليحرفوهم عن محمد,لكن ذالك لم يجدي نفعا لان المسلمين كانوا متوحدين للغاية تحت راية محمد.وهذا فرق أخر بين القادة الثلاثة اذ ان موسى كان يتعامل مع جموع موحدة في واقع يائس,وعيسى نفس الأمر ,غير ان محمد كان موحدا ولم يكن يائسا.وعلى الرغم من انحدار المسلمين من خلفيات متنوعة-عرب وبدوا ويهود ومسيحيين ورجال ونساء وشيبا وشباب وفقراء وأغنياء بيد ان جميعهم كانوا موحدين لتحقيق هدف واحد آلا وهو الحرية والتحرير :الديني والروحي والسياسي و الاقتصادي وهذا الهدف تحقق بالخضوع لله والرجوع الى مكة.يخبرنا روبن "بان الاضطهاد انتهى بالهجرة" وهذا القول فيه قدرا قليلا من قصر النظر.نعم ان المسلمين نالوا الحرية في المدينة لتشكيل مجتمع جديد,لكنهم بقوا تحت طائلة تهديد مستمر من أهل مكة وكانوا عاجزين تماما من الرجوع الى بلدتهم.من كتابه " موسى عيسى ومحمد:كفاح من اجل خلق أديان ومجتمعات وتحريرها من الظلم"
"Moses Jesus and Muhammad; Struggles of Creating Communities and Liberating Them from Oppression''
ص1-7.
كاتب و عالم اجتماع أمريكي معاصر
لايزال حيا اهتم في مجال الأبوة و الأسرة
وتأثير الإعلام على حياة المراهقين والشباب.وهو واحد من المتكلمين العالميين المهمين والمهتمين في دراسة تأثير الأعلام على التعليم والأمية.
آني بيسنت Annie Besant
مستشرقة أمريكية تقول عن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في كتابها "حياة وتعاليم محمد" :من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي الجزيرة العربية العظيم ويعرف كيف تعلم وعاش ان يشعر بشئ سوى الإجلال لهذا النبي القدير.وانه واحد من أنبياء العلى العظام.وعلى الرغم من إني لا أقول سوى كثير من الأمور التي يعرفها الكثير من الناس ,بيد إني كلما اقرأها اشعر باني اشعر بطريقة جديدة من الإعجاب و التبجيل تتملكني تجاه نبي الجزيرة العربية العظيم.من كتابها "حياة وتعاليم محمد" Life and teachings of muhammad" ص4 ,طبع 1932.
ولدت السيدة بيسنت في لندن عام 1847 ومات والدها الطبيب وهي في عمر الخامسة فتكفلت رعاية نفسها ولما اشتد عودها وكبرت تزوجت من رجل اسمه إلا إنها لم تكن علاقتها معه على مايرام فانتهت بالانفصال عام 1973
.في عام 1874 تركت المسيحية وعاشت حياة علمانية وراحت تكتب في التعليم القومي والاتحادات التجارية.في عام 1898 أصبحت من أتباع حركة الثيوسوفي وهي حركة صوفية قائمة على أفكار وخرافات هندية كالكارما والتناسخ والنرفانا.
سافرت الى الهند في مطلع القرن العشرين وناصرت الشعب الهندي بانتقادها
لسياسة الاحتلال البريطاني مما أدى الى زجها بالسجن.قضت كل حياتها في
الهند الى توفيت هناك عام 1933.
آرثر كلين ليوناردArthur Glyn Leonard
مستشرق انكليزي يقول عن النبي الكريم محمد:لقد أسبغ محمد على عالم الجزيرة العربية روحية ليست بغير صادقة ولامزيفة.بل روحية ملئها الإخلاص الشديد والتصميم.لقد اثبت الإسلام استقراره روحيا وماديا,والنتائج الحالية تتحدث عن نفسها,حيث يكفي ان نقول ان أتباع هذه الديانة يربو عددهم على000, 000, 25000 او 15% من العنصر البشري وكل ذا جاء من تلك البذرة السليمة والنشطة-بذرة غذتها وأبقتها حية شرارة التعاطف الإنساني المتقدة نشاطا وغذيت بالأمل والتطلعات.
والذي يبدو لي متميزا ومهما,صفات الرجل الصادقة وتجلى ذالك في عدم تخليه عن أفكاره وأهدافه الأساسية,بل تابعها خطوة بخطوة.لقد كان يستفيد من كل أمر يتمكن منه ويغتنم كل فرصة,وينتفع من كل حدث اعتيادي يقع في محيطه.ويأخذ أحسن الشئ من كل محنة,وحول العقبات التي اعترضته والمحن التي واجهته الى انتصارات معنوية وتقبل كل ذالك كشئ محتوم بكل هدوء وفلسفة نابعة من ذاته الرائعة والكم الهائل الذي لا ينفذ من الصبر والوفرة من الشجاعة الذي تميزت بها شخصيته.في هذه الناحية وحدها كان محمد حقا أنسانا متميزا-أنسانا فوق محيطه ,بل فوق كل عصره الذي عاش فيه.بالنسبة لمحمد لم يكن عظيما في وجوده الذاتي بل ان كل صفحة من القران تدل على ان كلية وجود الله وقدرته المطلقة قد خلقت أثرا مستمر وعميق في ذاته.لقد كان يشعر ان يد وقوة الله في كل شئ وفي كل مكان.وكان يعتبر هذه القوة مفزعة الى حد كبير ولا يحدها أي شئ في كافة النواحي.قوة تتحدى الوصف وتظهر جليا مدى تفاهة وعجز الإنسان تجاهها وفي أكثر من معنى كان الرجل موحدا.فما كان في خلجه متسع لأي إلهة أخرى .بالنسبة لمحمد لم يكن الله كيان شخصي ,بل صانع هذا الكون وكل الجنس البشري وكان الأمر الغالب والمسيطر على فكره وكيانه الكلي هو الله ودينه.وكل ذالك نابع من قلب ومركز كيانه وقد تجلى ذالك واضحا على مشهد قوامه ثلاثة عشر قرنا.ان محمد لا يحتاج الى كشف ,فالله والحقيقة –والحقيقة حول الله استولت على نفسه.حقيقة كانت الخمر* المركز القوي الذي سرى في كل عرق من كيانه العقلي,طالما أثاره ودفعه من داخله لأداء مهمته الثابتة والمستمرة الى ان انتهت بموته.لقد كان رجلا مخلصا وذا عزيمة وطبيعي ومتدين بشكل عميق,والله كان بالنسبة اليه ديانا(اسم من أسماء الله التسع والتسعون) والموازن بين الخير والشر .وانه أحصى كل شئ وجعل له حسابا والذي بيده توازن وموازين العدالة والحاكم الفيصل بين كل البشر.وبعيدا عن هذا كل هذه الأمور,قوة وسمو الكائن الأعلى راءها تفصح عن نفسها في عظمة الصحراء الصامتة وسكون بحر الرمال الأشبه بالموت ,وفي جلالة الجبال ووعورتها المتجهمة وفي شمولية الطبيعة الهائلة الماثلة أمام عينيه والمتغلغلة في كل أفكاره .لقد ساده هذا الشعور المفعم بالهيبة والجلال المتأصل في الإنسان وبقي ثابت الوجود على مر العصور وهذا الشعور يتفجر
*هذا التعبير لا يليق بالنبي محمد لكن هذا هو مستوى فهم المؤلف.












مفصحا عن نفسه في هذه الآية:} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ ب ِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{255-256 البقرة.ان هذه الآية انفجارا طبيعيا لعواطف وقناعات كانت حبيسة في أعماق شعوره الذاتي*.وهذه الكلمات القليلة تعتبر بحق كلمات رائعة وسامية ,رائعة ليس لجراءة وتسامي تصويرها ومفهومها وحسب بل إنها رائعة لشدة وعمق الإخلاص الحقيقي فيها.نعم إنها قليلة بيد إنها صدرت من فؤاد وروح رجل-رجل لا
*ان هذه الآية وكل القران الحكيم ليس من محمد ولا من تأليفه بل تنزيل السميع العليم ولا هي انفجارا طبيعيا لقناعات كانت حبيسة داخل نفس محمد كما يذهب السيد ليونارد لكننا لانستطيع ان نقسره على الاعتقاد بما نعتقده.
يلقي كلامه جزافا وبلا تبصر بل انه يتفاعل معها بكل عصبونسيج في كيانه المترع بالعواطف.
لقد كان حكيما الى حد كبير كما انه كان وورعا.واستعمل حكمته لأقصى حد بما عنده من قدرة ,وانه برهن على ورعه عندما وضع معتقداته في حيز امتحان معرض لارتكاب الخطأ ومتصف بتطبيق حازم وصارم.وكان رجل أعمال قوي البصيرة ورجل دولة يمتلك غرائزا نبوية,استفاد من الماضي واستثمر الحاضر واستعد للمستقبل ,وانهماكه في عالم الحكمة ما منعه من مزاولة واجباته الدينية على نحو أكثر وعيا وشمولا.كما ان واجباته الدينية لم تحل بينه وبين الانهماك في الفلسفة .
لم يكن هناك شيئا عنيفا في إيمان محمد بل كان فيه كل شئ من الخير و الطمانينة وكان فيه روح البطل وبسالة الشجاع .لقد واجه محمد في أول خطوة على طريق الحقيقة معارضة أعدائه لكنه استمر يسير على الرغم من عدائهم.يقول فونتنيل "رب حقيقة واحدة يمكن ان تقنع حتى بدون تقديم براهين.و تشق طريقها بصورة طبيعية الى العقل ,وعندما تسمع بها لأول مرة تبدو لك وكأنها الشئ الوحيد الذي قد تذكرته".ان معنى قول فونتنيل قد حدث بالنسبة لمحمد.ولذا انه لما ابتدأ أمره حاول قيادة أبناء جلدته لا سوقهم.انه رأى حقيقة وجود الله ورحمته كل مكتوب على قطرات المطر المتساقط,ورأى قوة عقابه متجلية في البرق والوميض الذي يشق السماء.وأصبح في عقله موقفان احدهما الى الله والأخر الى البشر وراح يتأمل في الله ويدرس مصالح الإنسان وتأمله هذا لم يقف عند حد ويتحول الى نوع من الكسل.وللحقيقة انه ما أعطى مجالا لخياله كي يخدعه ولم يترك لخياله ان يستولي عليه ويقوده الى لاشئ .وحتى انه لما تزوج بخديجة ذات الثراء الكثير بقي هناك فراغا روحيا في حياته.وعلى الرغم من كونه دقيقا في أداء واجباته الدنيوية إلا انه بقي يتملكه ميل ونزعة الى الأخير.ولأنه كان أبان تلك الفترة رجلا شابا وفقيرا استطاع من ان ينعم النظر في الإنسانية حوله وفي أصل روحها.وبنفس التركيز الشديد انعم النظر في الطبيعة الى ان أحس بوجود الخالق والمسيطر هناك.ورب صدع مفاجئ في حجاب الظلام يكشف عن أشياء من الغيب المستور بصورة غامضة الى روح الإنسان ثم تنغلق على الغاز أخرى فيها.ان مثل هذه الرؤى تحدث تغييرا على المرء الذي تقع عليه.ونحن رأينا كيف أنها حولته من سائق جمل الى محمد.
وكان محمد في نفس الوقت حالما,غير ان أحلامه كانت انعكاسا لأفكاره وأفعاله.
ويقول ليونارد:
ان الله قد مس قلب محمد مما جعله ينسى ذاته ويحمل في جنبيه رحمة للجميع.فلقد عاش لسنين وسنين ورقبته في انشوطة عقبات الأشواك التي زرعها له الناس وحجر مطاحنهم.اذ قاسى النبذ ورمي على أكوام الروث وشوك العليق ورمي في الطين لكن الطين لم يعلق به ولم يعلق بقدميه* .وعلى الرغم من كل هذه الإحداث التي جرت له كان رأسه في النور ويديه مستندتان على قوة الله اللامحدودة .وكان دائما لطيفا فطنا ذا عزيمة محسنا سهل الإرضاء
*لا ادري مم استقى السيد ليونارد هذه المعلومات من ان الرسول الأكرم رمي على كومة الروث او شوك العليق اذ ليس لها وجود في كل مصادر السيرة المعتبرة حسب حدود اطلاعي المتواضع.صحيح ان النبي محمد تعرض لضروب مختلفة من الإيذاء و الإضرار من اجل أداء رسالة الله المشرفة وهذا ما يحدثنا عنه ابن هشام رحمه الله في السيرة النبوية ج1 ص415:قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَكَانَ النّفَرُ الّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَبَا لَهَبٍ وَالْحَكَمَ بْنَ الْعَاصِبْنِ أُمَيّةَ وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ ، وَعَدِيّ بْنَ حَمْرَاءَ الثّقَفِيّ ، وَابْنَ الْأَصْدَاءِ الْهُذَلِيّ وَكَانُوا جِيرَانَهُ لَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إلّا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَكَانَ أَحَدُهُمْ - فِيمَا ذُكِرَ لِي - يَطْرَحُ عَلَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَحِمَ الشّاةِ وَهُوَ يُصَلّي ، وَكَانَ أَحَدُهُمْ يَطْرَحُهَا فِي بُرْمَتِهِ إذَا نُصِبَتْ لَهُ حَتّى اتّخَذَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِجْرًا يَسْتَتِرُ بِهِ مِنْهُمْ إذَا صَلّى ، فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا طَرَحُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ الْأَذَى ، كَمَا حَدّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزّبَيْرِ ، يَخْرُجُ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى الْعُودِ فَيَقِفُ بِهِ عَلَى بَابِهِ ثُمّ يَقُولُ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَيّ جِوَارٍ هَذَا ثُمّ يُلْقِيهِ فِي الطّرِيقِ
وينقل المبارك فوري في الرحيق المختوم ج1 ص71:وازداد عقبة بن أبي معية في شقاوته وخبثه، فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس؛ إذ قال بعضهم لبعض : أيكم يجيء بسَلاَ جَزُور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم [ وهو عقبة بن أبي معيط ] فجاء به فنظر، حتى إذا سجد النبي وضع على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر، لا أغنى شيئًا، لو كانت لي منعة، قال : فجعلوا يضحكون، ويحيل بعضهم على بعضهم [ أي يتمايل بعضهم على بعض مرحًا وبطرًا ] ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد، لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال : [ اللهم عليك بقريش ] ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، قال : وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة،
ويروي ابن كثير رحمة الله عليه في السيرة النبوية ج2 ص184: كذلك ما أخبر به عبدالله بن عمرو بن العاص من خنقهم له عليه السلام خنقا شديدا،تى حال دونه أبو بكر الصديق قائلا: أت***ون رجلا أن يقول ربى الله ! وكذلك عزم أبى جهل، لعنه الله، على أن يطأ على عنقه وهو يصلى فحيل بينه وبين ذلك، وما أشبه ذلك - كان بعد وفاة أبى طالب والله أعلم.
وقال أبو الربيع الكلاعي الأندلسي في كتابه" الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء" ج1 ص225: فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا فدخل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول لها لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك ويقول بين ذلك ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب.
وهكذا أخي القارئ يقاسي ويكابد المصلحون من اجل رسالتهم فنيتشه ***ه حوذي تافه وغاندي ***ه سيخي جاهل متعصب وعمر ابن الخطاب ***ه علج فارسي جاف وعلي بن أبي طالب ***ه عبد غر سمج لا يعرف قيمة العظماء التي لاتقيم بثمن ورحم الله احمد شوقي اذ يقول:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ان الحياة عقيدة و جهاد

وبقي رزينا ومسالما حتى الفترة الأخيرة عندما خذلته قوته الاقناعية
وأثار الأعداء غضبه وكان غضبه لله.ان محمد تمكن بمقدرته ان يوفق
بين أمرين الأول انه وكيل لله والثاني انه وطني عربي وان يكون للعرب
اله شاءوا أم أبوا .ان الكثير من المخلصين والأبطال ينهارون أمام المحن الشديدة ويخنعون لها,غير ان محمد ليس كذالك فانه قد جبل من مادة
اصلب انه خلق من المادة التي يخلق منها الإلهة اذ ان كلمة(فشل) لم
يعترف بها يوما.وبإسناد الله له كان النجاح بالنسبة اليه يقينا مطلقا
معروفة سلفا.لقد كان محمد أينما تقع رغبته على شئ يتشبث به و كان دائما مندفعا نحو التقدم وان تقدم فانه يستمر فيه أكثر فأكثر. و على
الرغم من انه كان يفكر بالشئ ويسال نفسه عنه قبل الشروع به ,بيد
لا يتردد ولا يلتفت الى الوراء.فيده كانت ماسكة بالمحراث -محراث الله
والله كان هدفه وغايته ويمثل عنده قمة الوجود والطموح الانساني
والانسانية كانت تربته وليصل الى ذالك الهدف فانه قد شق طريقه وسط
العداوات ومشاعر الوجدان.ان الطبائع الصلبة والاستثنائية تنشا نتيجة
للمصائب والتعاسات والابتلاءات ,والتاريخ يخبرنا بان محمد كان صلبا
واستثنائيا على مستوى عال جدا,ولم يكن شيئا من النفاق في شخصيته
ذالك الذي يسميه فكتور هوغو "التهكم الاسمي". كان محمد رجلا صادقا ومثابرا وكان يعارض ال*** ويرفض الاعتداء حتى لو كان تحت عباءة الدين.وأنا ملزم بالاعتراف ان محمد كان يرفض ال*** في الدين .و كان يمنع أتباعه من تنفيذه قسرا وعليهم ان يقابلوا
الظلم بالصبر.أما المرتدين والامؤمنين فيجب ان يعتو وقتا كي يتوبوا
وعلى الرغم من انه كان متشددا في شان الدين,إلا ان دينه الإسلام كان
الإيمان الصادق وميثاق الله وسفينته التي تقود الى النجاة.وكان يعتبر
نفسه ليس أكثر من رسول لله ومبين لدينه.وكان رجلا ذا صبر كثير
وفطنة وجدارة بالثقة وصاحب ذاكرة جيدة وشخصية قوية ولديه موهبة
في الحكم وقائد للرجال ويقر بغفران الله للذنوب وان إنسانية المرء تتطلب الإصلاح والتعويض.ان الروعة المعنوية تشرق في محمد كرجل
متألق في هذه الآية:}إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ,وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ{إبراهيم 22-23 .وهو بهذا التكرار المستمر
للوعود والتهديدات يحاول بان يقنع أعدائه بإخلاصه وبحقيقة الإسلام
وبان عقيدة وحدانية الله هي العقيدة الحقة.من كتابه "الإسلام و قيمته
الأخلاقية والروحية" ""Islam,her moral and spiritual value
ص32-71.طبع لندن 1909.

آرثرجيلمانArthur Gilman
مستشرق أمريكي معاصر يقول عن النبي محمد علبه الصلاة والسلام في
كتابه "تاريخ المسلمين من الحقب الأولى الى سقوط بغداد".يقول:نريد ان
نصف صورة هذا النبي الموقر وهو يقف أمام قومه المؤمنين بصفته الناطق
الرسمي عن الله ويأخذ بالتحدث إليهم وسط صمت عميق يخيم عليهم
وقد تركوا أعمالهم وأشغالهم وجاءوا الى المسجد للعبادة. وعليهم
انضباط المحاربين ووقار العاشقين ,وهم يقلدون كل حركة تصدر من
قائدهم.يركع فيركعون ويسجد فيسجدون وغالبا ترتجف أبدانهم رجفة
واحدة لما يسمعون من ذالك الكلم الذي يصدر من عرش الله ويقع على
أذانهم.ولا من احد يتهكم او يسخر ضمن هذا اللحاظ.والخشية في كل
قلب ونيران جهنم تتأجج أمام أعينهم الخجولة على وقع كلمات
النبي الساحرة والجنة تفصح عن أمجادها كما وصوته يستحضر للأذهان
مباهجها المعروفة وبينما تغوص الحياة في تفاهة تنفتح لهم حياة الخلود.
وبالنسبة للمسلمين لايقبلون شيئ أكان بهجة او ثروة او جنة او موتا او
حياة إلا إذا كان على يديه وهم يعتبروه نائب الله على الأرض.وهذا هو
لغز البلاغة والقوة العقلية الذي مكن النبي من يعطي شيئ ما ساهم في
التأثير على قضية النصر والهزيمة.من كتابه " المسلمين من العصور الأولى
حتى سقوط بغداد" ""The Saracens from the earliest times to fall of Baghdad'' ص158.طبع لندن 1809.
آرثر جيلمان كاتب وصحفي أمريكي ولد في 22حزيران 1837 بمدينة اليونيز الأمريكية.متحدر من رجل هاجر من انكلترا الى بوسطن عام 1638 .عمل في الصحافة والتحرير وكتب في الأدب والتاريخ .من أهم مؤلفاته:
_ الخطوات الأولى في التاريخ العام 1874
_ أخلاقيات شكسبير 1879
_ قصة المسلمين 1886
راما كريشنا راو Rama Krishna
يقول البروفيسور ( راما كريشنا راو ) في كتابه " محمد النبيّ " : " لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هونبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة.
فهناك محمد النبيّ، ومحمد المحارب،ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذاليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعةفي كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون باطلا.من كتاب "هذا محمد الرسول الذي يعظمه المسلمون" ص 19 للداعية فرج هادي .
ليو جي لينLiu-Chai-Lien

كاتب صيني مشهور يقول في كتابه "النبي العربي":
التوراة(اسم كتب موسى) تقول:"النبي سيولد في مكة و سيتسلم
رسالته هناك, ومن هذه المدينة سوف يبلغ أوامره الإمبراطورية
من هذه المدينة. وسيكون السليل المباشر من نسل إسماعيل".
الإنجيل(كتاب عيسى ): قال عيسى لحواريه:"إنكم تحبونني وتصدقون
بي وتطيعون وصاياي ,ان الله أنباني ان لانبي يأتي من بعدي سوى
نبي واحد وذالك هو محمد.انه سيد كل الرسل وخاتمهم .وتأثيره
سوف ينتشر في كل الإنحاء وفضيلته ستثري و تشمل كل الأجيال
وكل الأديان سوف تصلح وتعود الى دينه الواحد ولا تتغير مرة أخرى
عندما يتلقى هذا النبي رسالته فأنكم او أجيالكم سوف يتبعون دينه
ويبلغوا الكلمة الصادقة للآخرين . و اليهود سوف لن يصدقوا
وسيلت\مسون مختلف السبل للإلحاق الأذى بكم. وان بعض أتباعي
في النهاية سوف يخطئون في بالله ولا يصدقون نبي أخر الزمان. وانتم
يتحتم عليكم بان لا توافقوهم على ذالك".
الزبور (كتاب داوود او المزامير)يقول: ان الله اخبر داوود ان عيسى
سوف يبعث نبيا وان الناس يتخذوه ألها .قال داوود : "لم لا ترسل نبيا
من السماء ليعلن للناس بان عيسى خلق عبدا وليس ربا يعبد".فقال
الله:"افعل هذا وابتلي أهل الدنيا وارى من الصادق والكاذب و من
هو الصالح ومن هو الخؤون".
واخبر الله داوود بان محمد سيكون النبي الخاتم في أخر الزمان وسيكون
أعلى شانا من الأنبياء الذين سبقوه كالشمس اقوي من سائر النجوم
وسأله داوود عن صفاته ماذا سوف تكون فقال:سيكون لديه طبيعة
عطوفة وقلبا مليئا بحب الغوث,وان طقوسه ومراسيمه ستتجلى في طيبته
وسيكون صارما و مهابا في الحكم. وان أفعاله المؤثرة سوف
تسري بصورة طبيعية وكل شئ سيتجيب له .وان مكافئاته و
عقوباته سوف تكون عادلة و صحيحة. و كل شخص سيميل نحو
التسليم له.من ولادته الى وفاته سيكون خاليا من أي شئ أناني او مستور.

ان اليهود لديهم كتابا مخفي مكتوب فيه اسم محمد وهم لا يخبرون الناس
بهذا.ويقول كتابهم ان في الوقت الذي سيولد فيه سيظهر نجما بخصوص
هذه المناسبة وسيظهر هذا النجم ساعة بعثته ويرى بشكل واضح ,و لما
عرفوا انه هو هذا النبي المقصود حسدوه واجتهدوا في ***ه.وعزم الله على
حماية النبي وإنهاء دين اليهود تماما.واصدر اوامرا بان الذين يتبعون الإيمان
هم على الحق ,بينما الذين يعارضون سيقعوا في تيه الأوهام ولا يجددوا
من ذالك محيصا.من كتابه "النبي العربي" "The Arabian prophet"
ترجمه من الصينية الى الانكليزية إسحاق ماسون.طبع شنغهاي 1921.
توماس ارنولد ArnoldThomas
مستشرق بريطاني يقول في كتابه "تبليغ الإسلام" :لما وصل محمد الى
كان من أول اهتماماته هو التعبير التطبيقي للمثال السياسي.وأسس رابطة
من الإخوة بين المطرودين المكيين و الداخلين في الإسلام المدنيين
وفي هذه الرابطة اندثرت الفوارق القبلية وحلت الحياة الدينية المشتركة
محل روابط الدم . ووضعت جانبا ادعاءات العلاقة وأصبح الأخ
بالهجرة يرث أخاه المتوفي من الأنصار,ولكن بعد معركة بدر لم يعد هناك
من حاجة لمثل هذه الرابطة فألغيت.ان مثل هذا الترتيب كان ضروريا
طالما عدد المسلمين قليل وحياة التعاون جديدة بالنسبة لهم,إضافة الى
ذالك ان محمد عاش لفترة قصيرة من الزمن في المدينة و مات قبل طروء الزيادة السريعة في عدد الأتباع والتي جعلت مثل هكذا نظام اجتماعي اشتراكي نظاما غير عملي.
ان المبادئ الأساسية في تعاليم محمد كان الغرض منها تعليم الداخلين
الجدد في الإسلام التحلي بالفضائل والسجايا التي كانوا ينظرون إليها
باحتقار .ان العربي الوثني كان يعتبر حسن الرفقة وقرى الضيف دين
يجب ان يسدده ويفتخر بردع الشر بالشر وينظر بدونية على من دون
ذالك ويعده ضعيفا.و عندما شرعت الصلاة في أول أحكامها سخر منها
العرب ,وكان من أصعب المهام التي قام بها هو استمالة العرب للدخول
في حالة من التقوى للخالق وهذ ا الشئ سعى الإسلام الى تأصيله
على غرار المسيحية واليهودية ,بيد ان العرب الوثنين كانوا عمليا لا يعرفوه .ان هذا الاكتفاء بقدرات الذات والافتقار للروح الدينية
مع التفاخر بالعرق كل هذه الأمور لاقت تلائما قليل مع تعاليم رجلا
يؤكد ان " أكرمكم عند الله اتقاكم".
قبل وفاته(يعني النبي محمد) خضعت اغلب الجزيرة العربية له .والجزيرة
العربية لم تخضع قبله لأمير واحد,وفجأة أصبحت تعيش وحدة سياسية
وتقسم اليمين على إعلان الولاء لإرادة حاكم مطلق .من كل هذه القبائل
الكثيرة صغيرة كانت أم كبيرة المتحدرة من أصول مختلفة والتي كانت في
نزاعات مستمرة خلق محمد امة.ان فكرة الدين المشترك تحت قيادة رئيس واحد الذي بدوره يرابط القبائل المختلفة في كيان سياسي قد تطورت خصائصها الغريبة بسرعة مدهشة .ان مبدأ الحياة القومية في بلاد الجزيرة العربية الوثنية والنظام القبلي لم يسحق تماما بل بقي له أثرا على الرغم من خضوعها تحت نير شعور الوحدة الدينية.
لقد نجح هذا العمل العظيم وعندما توفي محمد كان سلام الله يسود أقصى
جزءا من الجزيرة العربية ولم يعد حبهم للنهب والانتقام موجودا, فدين
الإسلام جلب هذه المصالحة.
من كتابه "تبليغ الإسلام: تاريخ انتشار الإيمان الإسلامي"The preaching of Islam:a history of propagation the Islamic faith

مستشرقبريطاني شهير، بدأ حياته العلمية في جامعة كمبردج، حيث أظهر حبه للغات فتعلم العربية وانتقل للعمل باحثاً في جامعة (عليكرا) في الهند حيث أمضى هناك عشر سنوات ألف خلالها كتابه المشهور (الدعوة إلى الإسلام)، ثم عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة لاهور، وفي عام 1904 عاد إلى لندن ليصبح أميناً مساعداً لمكتبة إدارة الحكومة الهندية التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وعمل في الوقت نفسه أستاذاً غير متفرغ في جامعة لندن وكان عضو هيئة تحرير دائرة المعارف الإسلاميةالتي صدرت في ليدن بهولندا في طبعتها الأولى عمل أستاذاً زائراً في الجامعة المصرية عام 1930 ويذكر أنه كان معلما للمفكر الإسلامي الهندي محمد إقبال.
بودليPodley
مستشرق انكليزي يقول في كتابه "الرسول" :اشك في امكانية وجود
رجل تغيرت من حوله الظروف واستطاع ان يغير نفسه ليتوافق مع
الظروف على هذا النحو الذي تحقق لمحمد(والمعنى ان محمد قد نجح
نجاحا تاما في مواجهة أصعب الظروف ونجح نجاحا تاما في التغلب على
كل العقبات التي اعترضت طريق رسالته.من كتاب "محمد أعظم
عظماء العالم" للشيخ المجاهد احمد ديدات رحمه الله,ص37.ترجمة علي
الجوهري .
البروفسور فسواني Vaswani
مؤرخ هندي يقول في كتابه "روح وكفاح الإسلام" عن الإسلام ونبيه
الكريم :ان كلمة إسلام تعني "السلام",والقران يعج بالآيات التي تتنفس
بروح السلام والحب والإرادة الصالحة.فكل سورة من القران تبدى بهذه
الكلمة المهمة:بسم الله الرحمن الرحيم.ونحن نقرا في الكتب الإسلامية
قول جميل يقول:"ان أهل الكتاب من المسيحيين واليهود و المسلمين و
أولئك الذين امنوا بوحدانية الله وفردانيته وبخلود الروح واتوا الصدقات
وكانوا رحماء وعطوفين على الفقراء ويعتنون بالأيتام أولئك من أهل
الفلاح" .وهناك أمر مميز أخر يقول:"لا إكراه في الدين" .ان النبي محمد
قال ان النبي إبراهيم كان مسلما وهناك حديثا ينسب اليه يشير فيه الى
المؤمن الصادق في الإسلام المسلم الكامل حيث يقول:"المسلم من سلم
الناس من يده ولسانه"*ان نظام حياة المسلم الحقيقي يحكمها قول النبي
*الصحيح من :من سلم المسلمون من يده و لسانه .وليس الناس كما
اشتبه السيد فسواني .راجع مسند احمد ج4 ص156.

محمد والذي يذكر بتعاليم المسيح والذي هو:"عامل الناس بمثل ما تحب
ان يعاملوك به واكره للناس ماتكره لنفسك".ليس هناك من عجب عندما
نقول بان المسلمين قد عاملوا اليهود خيرا من المسيحيين ولذا اثروا البقاء
في البلاد الاسلامية على البقاء في البلاد المسيحية.ذات يوم مرت بالنبي
جنازة يهودي ,فقيل له انها جنازة يهودي فقال:أليس هو بحامل روحا
خلقها الذي نقتدي به ونخافه ؟بلى اليهودي له روح كسائر خلق الله"
والسؤال كم في اغلب الأحيان لم ينسى مسيحيوا أوروبا ذالك؟ان
الإسلام لم يكن متسامحا مع اليهود فقط بل كان متسامحا مع المسيحين
أيضا.فالكنيسة المسيحية في اسبانيا الاسلامية أعطيت أراض واسعة و
واردات كثيرة. يقول كيبون Gibbon في كتابه "انحطاط و سقوط
المسلمين" :ان الحكام المسلمين بلغ بهم الأمر الى نسخ الكتاب الذي
يحوي قوانين كنائس اسبانيا ومجالسها ووضعوه في متناول مطارنة ورجال
دين المملكة المغربية.
من كتابه "روح وكفاح الإسلام" The spirit and struggle of Islam , ص31-33.طبع الهند/مدراس 1921.
اللورد هيدلي Headley
مستشرق بريطاني يقول عن رسولنا العظيم ودينه السماوي ما نصه:
ان روح الإسلام تسمو فوق الحساسيات التافهة و القلاقل العنصرية
في الشرق والغرب,وإذا المسيحية الشرقية التي قادها نبي الناصرة
العظيم قطعت شوطا طويلا في مجال تنوير الجنس البشري فليس هناك
من سبب صحيح وراء عدم السماح للدين الإسلامي الأكثر انتشارا
وبساطة والذي بلغه نبي الجزيرة العربية العظيم عدم السماح له
بالاستمرار في عمله الصالح.فهناك تشابه بين شخصيات هولاء القادة
ويمكن لأي احد ان يعرف ذالك من خلال قراءة حياة محمد. كذالك
ان دراسة القران تكشف حقيقة مفادها ان ليس هناك من شئ فيه
متعارض مع التعاليم السابقة وإرشادات محمد تدعم تماما تعاليم التوراة*
*إننا كمسلمين نؤمن بأنبياء الله كلهم لانفرق بين أحدا منهم ونؤمن بما انزل
الله عليهم من الكتب السماوية كالإنجيل على سيدنا عيسى والتوراة على سيدنا
موسى لكننا نعتقد اعتقادا راسخا بان هذه الكتب قد عبثت بها أيادي التحريف
وزيفتها أقلام السوء ولم تعد تحتفظ بجوهرها الإلهي الرفيع ,ثم ان هذه

الكتب اعني التوراة والإنجيل (العهد القديم والجديد) قد كتبت بأيادي بشرية وليست
وحيا من الله تعالى شانه لكنهم قد أسبغوا عليها الصبغة الإلهية .وبالرغم من حجم
التلف الذي لحق بهذه الوثائق الإلهية نتيجة التحريف إلا انها لازالت تحتوي
على بعضا من الحق وهو ما وافق كتابنا القران العظيم وسنة رسول الله المطهرة,ومن
هذا المنطلق انطلق المؤلف في ان ما جاء في القران يوافق تعاليم التوراة .نعم ان القران
يحتوي على بعض قصص الأنبياء الواردة في التوراة وهناك مبادئ في جاءت
لتصديق الأنبياء الماضين قال تعالى عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام }بل جاء
بالحق وصدق المرسلين{ .
وقال تعالى }قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إ ِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ{.وقال عز من قائل }و َالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{وبهذا ان الشريعة الاسلامية
الغراء جاءت تتميما لما سبقتها من المبادئ والأخلاقيات الإلهية الرئيسية كالتوحيد
والإيمان بالمعاد والغيب والعقاب والثواب والجنة والنار والملائكة والنبوة ونسخت
الأمور الأخرى واستبدلتها بخير منها وأزالت ما علق بها من هرطقات وبدع.





وتكيفها كي تلائم حاجات العصر.مبدئيا ليس من العدل ان تدين
رجلا لم تسمع عنه شيئا .وليس من الإنصاف ان يكون هناك 99
من 100 مئة مسيحي ان يدينوا محمد بدون ان يعرفو ا حتى معنى
كلمة إسلام.ان مبدأ عدم الإنصاف قد اخذ به أولئك الذين لايريدون
ان يتنوروا,لذا تراهم يلبثون في الظلام فلا يستطيعون من مد ايديهم
لفتح باب النور.انه يتعين علينا ان نؤمن بان المسيح كان اسيويا ذا بشرة
سمراء وان مريم العذراء كانت اسيوية وان موسى وكل الانبياء الملهمين
تقريبا كانوا شرقيين.والنبي المقدس محمد كان اسيويا مثل هؤلاء: ان
القران المقدس يحتوي كلمة الله كالكتاب المقدس(Bible)والإعمال
الإلهامية الأخرى ويؤكد الكتاب المقدس والنبوات السابقة.ان القران
يعطي تعاليم إضافية تشدد على أهمية التعاليم السابقة وفوق هذا كله
يصر على ترك اثار عبادة الأصنام وان روح الوحي لاتبدا باسم أخر
بجانب اسم الله المقدس القدير-البصير –الرحيم.

محمد ابنك المختار
الهمه اله النار
جاء بأعظم شريعة
والتي ستبقى مشرقة الى الأبد
انك وحدك ارحم الراحمين
أنت أبانا العزيز وحدك حاكما
عن كل إلهة غيرك راغبون

ليس هناك من احد يدانيك
مهما كان عظيما ونقيا
ليس هناك من طعما للوثنية
يطيقها قلبك العزيز

سبلنا غير سبلك يا الهي
بالقرب من عرش رحمتك
كثيرا من الأرواح النقية
تحييها عينك العطوفة*

*لم يذكر لنا السيد هيدلي من هو قائل هذه المقطوعة الشعرية لكنه علق عليها في الهامش بما يلي:ان كلمة "ابن"لا تحمل نفس المعنى في الديانة
المسيحية عندما يشار الى السيد المسيح فمحمد ادعى الإلهام الإلهي ولم
يدعي اللاهوت .انه كان بشرا كما انه ابن الله –أي انه من خلق الله.بيد إننا
كمسلمين نرفض هذا الادعاء الذي جاء به السيد هيدلي بشدة ذالك لأنه شرك بالله ونسبة للولدية له تعالى عما يقولون علوا كبيرا قال سبحانه وتعالى عن نفسه : { وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً أَن دَعَوْا للرحمن وَلَداً وَمَا يَنبَغِي للرحمن أَن يَتَّخِذَ وَلَداً إِن كُلُّ مَن فِي السماوات والأرض إِلاَّ آتِي الرحمن عَبْداً } لكننا نحسب قصد المؤلف على خير.
على خير فربما انه لم يفهم العقائد الاسلامية بصورة كاملة لاسيما وهو يعيش في
مجتمع يحتضن مثل هذه الاعتقادات الشركية.وقد يسألني سائل لماذا تورد هذا النص في كتابك وفيه شرك أقول :لاباس في ذالك فاني أوردته كي نرد عليه ولنا بكتاب الله القران الحكيم أسوة فالقران يورد ادعاءات الكفرة والمشركين والطواغيت ويرد عليها ويفندها في وقت واحد والآية التي ذكرناها أنفا خير شاهد على كلامنا.
وهناك شواهد كثيرة في القران الكريم تدلل على ذالك,كقوله تعالى في سورة الصافات

:}إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ
الْأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون{فنرى الباري عز وجل يورد ادعاء
المشركين ويرد عليها.












ان روح المدح هي جوهر العقيدة الاسلامية واهم ما يرجى فيها هو
تسديد الله وهدايته .ومنذ رواعي شبابي كان امتناني لنعم الله علي
وعنايته بي عميقا,لكنني لم استطع ملاحظة ذالك في السنين الماضية
القليلة من حياتي إلا عندما أصبحت عقيدة المسلمين النقية و المقنعة
حقيقة في قلبي وعقلي وكذالك وجدت فيها سعادة و أمانا لم أرهما من
قبل,وتحررا من العقائد الغريبة لدى الكنائس المسيحية المختلفة و كانت
لي بمثابة هواء بحر نقي تنفسته. و بإدراكي لبساطة الإسلام وعظمته
المشرقة كنت قد خرجت من نفق مظلم الى ضوء النهار.

ان موسى وعيسى ومحمد
كل أعلنت حبك له
وعلينا ان لاننسى كلماتهم
وان لانحكم عليهم بنفس الحكم

وعلى الرغم من تحريف كلماتهم
على يد الذين زعموا إتباعهم
فان وحيهم يمكن إدراكه
حتى و لو بدراية يسيرة

منذ ولادتهم كلهم نطقوا
وبلغة سعيدة وواضحة
اسمك المجيد الأزلي
الذي هو عزيز علينا

يجب ان لايحدث نزاعا
بين أتباع هولاء
هم أعظم أنبياء شهدتهم الدنيا
لم يعيشوا لشئ سوى من اجل رضاك.

لقد أعطوا وبكل تواضع
رسالة حبك
وكل البشر يمكن ان يرى ذالك بوضوح


ان هذه الأبيات البسيطة المقتبسة كتبها احد أتباع دين محمد قبل
سنين قليلة مضت,رغم انه ساعة كتبها كان جاهلا تماما بمميزات
الرئيسية . لقد استنتجت بشكل قاطع بان لا يمكن ان نستحصل طمانينة من التعاليم الدوغماتية وانتابتني فكرة بان الله يراقب كل ويتحكم بكل فعل.
ان حدود هذا الكتاب الصغير لاتسمح بايراد اكثر من نسبة قليلة من
جواهر نادرة من اقوال النبي المقدس محمد.وانا لا استطيع الامتناع من
اقتباس قليلا من هذه الاقوال على امل ان يتمعن بها الذين لم يسمعوا
بها فتعطيهم فكرة منصفة عن الشخصية الجميلة والنبيلة لهذا الرجل الملهم الهيا:
1-خير الناس من نفع الناس*
1- و الذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم قال قلنا : يا رسول الله فكلنا رحيم قال : ليس الذي يرحم نفسه خاصة و لكن الذي
2- يرحم الناس عامة *ارحم من في الأرض أكانوا أخيارا

* مسند الشهاب القضاعي.ج4 ,ص365
*شعب الايمان الابو بكر البيهقي.ج7 ,ص479










او اشرارا ذا الشر تنهاه عن الشر,يرحمكم من في السماء.
3- من اعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته اظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله*
4-أفضل الأعمال إلى الله تعالى ؟ فقال : من أدخل على مؤمن سرورا إما أن أطعمه من جوع وإما ينفس عنه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كرب الآخرة ، ومن أنظر موسرا أو تجاوز عن معسر*

احترام صاحب الشيبة
1-ما من شاب يكرم شيخا لاجل عمره ,إلا جعل الله من يكرمه هو
في أخر سنينه.
2- ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر*


*مسند احمد .ج32 ,ص188
*المستدرك على الصحيحين.ج4 ,ص72
*مسند احمد .ج1 ,ص257



كسب العيش الحلال من التقوى
1-ألذيكسبون العيش الحلال أحباب الله
2-إن الله يحب أن يرى عبده تَعِبا في طلب الحلال*
3- من أكرم عالما فقد أكرمني
4- تعلم لتعرف نفسك يا علي
5- اطلب العلم من المهد الى اللحد
6- الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها*
7- آفة العلم النسيان وإضاعته ان تحدث به غير أهله*
8-طلب العلم فريضة على كل مسلم*
9- من سلك طريقا الى العلم سلك طريقا الى الجنة
10- من عرف نفسه فقد عرف الله43
من كتاب "صحوة غربية نحو الإسلام A western awakening"
To Islam" ,ص26-43.طبع لندن 1899.

*جمع الجوامع ,رقم الحديث 2660
*سنن ابن ماجة,رقم الحديث 4308 ,ص358
*مسند أبي يعلي الموصلي .ج6,ص 384 ,رقم الحديث 2772


ولد اللورد هيدلي في 22 من كانون الثاني عام 1855 في
ايرلندا .تلقى تعليمه في مدرسة
وستمنستر و كلية الثالوث وجامعة كامبرج وبعد ذالك
وبعد ذالك احترف مهنة الهندسة المدنية وسافر للهند
وعمل مهندسا في تعبيد الطرق هناك.اللورد كان واحد من طبقة النبلاء
ورث منصب النبالة من ابن عمه عام 1914 .واهم حدث في حياته هو
اعتناقه للاسلام في 16 من تشرين الثاني عام 1913 وسمى نفسه شيخ
رحمة الله الفاروق.وفي عام 1914 اسس المجمع الاسلامي البريطاني والف
العديد من الكتب حول الإسلام منها "صحوة غربية نحو الإسلام" و"أعظم
ثلاثة أنبياء في العالم".توفي في 22 حزيران من عام 1935.





ودنيWidney

مستشرق انكليزي يقول عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في كتابه:نشوء وتطور الاسلام واليهودية:
ان سجلات تاريخ محمد تكشف انه كان رجلا ذا استقامة شديدة
واخلاص لاشك فيه الى الهدف وذا حياة خلقية صارمة,و ذا مزاج
لطيف مجردا من الطموحات الشخصية ومتلهفا الى احداث اصلاح
عظيم .والوثائق التاريخية تقول انه كان رجلا تقيا وذا شخصية مقدسة.
فما كدس ثروة وبقي متقشفا وكان ذا حب واخلاص ,عادلا ,مخلصا
وناكرا لذاته.
ان قانون تعدد الزوجات الموجود في الشرق دخل الى حياته كما دخل
في حياة الاباء العبريون الذين ورد ذكرهم في سفر التكوين ,كما انه
دخل في داوود وسليمان وغيرهم من رجال ذالك الزمان.
هل انه ادعى الالوهية لنفسه كما أُدعيت ليسوع الناصرة في الديانة
المسيحية ولندع كلماته تجيب على هذا السؤال :فعندما طُلب منه
يأتي بمعجزات كبراهين تثبت صحة رسالته ,أجابهم:}وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ{
والمسيح قال عن نفسه:"الكلمات التي القيها عليكم ليست من عندي"
على أيه حال يجب ان نأخذ بنظر الاعتبار ان محمد الذي عاش في قرية
عربية معزولة,ليس كاشعياء النبي الكاهن وشاعر بني إسرائيل ووريث
نتاج أجيال متعاقبة من الثقافة العنصرية .ولا كيسوع الناصرة الذي ولد
في مجتمع عالمي و وسط ثقافة تجمع حضارات تقاطع عظيم من
التيارات العالمية على شواطئ الجليل.وعلى الرغم من هذا كله فقد جاء
وداعب غرائز شعبه يحدوه دافعا الهي وقادهم الى أشياء أعلى وأفضل
تحت تأثيره,ومن خلال تعاليمه ارتقت حياتهم الى مستوى روحي أعلى,
و ليس هناك من احد يقرا تاريخه بحيادية يشك في ذالك.من كتابه
"نشوء وتطور الإسلام واليهودية والمسيحية"
"The genesis and evolution Islam and Judaeo-christianity"
ص47-48.طبع لونس انجلس-كاليفورونيا,1932

ولد جوزيف بوميروي ويدني في 29 كانون الأول
من عام 1841 في ولاية اوهايوا الأمريكية.وكان
رجلا حاويا لأنواع شتى من العلوم والمعارف,فلقد
كان طبيبا رائدا ورجل دين وعالم بيئة ومؤلفا مكثرا
توفي في 4 حزيران من عام 1938.من أعماله:
-الحياة ومشاكلها1941
-الإيمان يجب ان تأتي إلي 1932
-حياة عنصر الشعوب الآرية 1907
-طريق الحياة 1900



بوسورث سمثBosworth Smith

مستشرق بريطاني يقول عن منقذ البشرية صلى الله عليه واله وسلم في
كتابه "محمد والمحمدية" :لا يمكن لأي احد ان ينجز مثل ما أنجزه محمد
بدون ذالك اليقين العميق بحقيقة وصلاح دافعه ,وللإنصاف إننا لم نجد
خصلة واحدة في شخصيته تدل على انه كان دجالا ,وبالعكس إننا رأينا
فيه كل شئ يبرهن على سعيه المتحمس السائر بتأنً وألم نحو تحقيق ما يعتقده حقا.
لقد كان محمد متوسط الطول قوي البنية كبير الرأس.بين حاجبيه المقوسين عرق شديد الوضوح ينقلب اسودا ساعة الغضب ويأخذ بالنبض .اسود العينين سوادهما كالفحم وثاقبتين في سطوعهما ,وشعره ذا ضفائر قليلة وكان ذا لحية طويلة مثل باقي الشرقيين الذين إذا استغرق احدهم في تفكر عميق اخذ يمسد بها.وكان سريع وثابت الخطوة إذا مشى فكأنما يتكفا من صبب ,وبين كتفيه خال بقدر حجم بيضة الحمامة اعتقد أتباعه بأنه علامة النبوة.إما بشان تفاعله مع الآخرين فكان إذا جلس بين أصحابه يبقى صامتا لفترة طويلة,لكن صمته كان حقا ابلغ من كلام الآخرين إذا تكلموا وإذا تكلم يخلل كلامه بالحكم المؤثرة والأمثال فهذا الضرب من الكلام يحب العرب ان يستمعوا له.وإذا يضحك فانه يضحك من كل قلبه و تهتز أعطافه لضحكه وتبدو أسنانه بيضاء كالثلج.وكان كل من يتمنى رؤيته يستطيع ان يراه بسهولة .وكان يحب الحيوانات وكذالك الحيوانات تحبه.وكان قلما يمر بمجموعة من الصبية يلعبون بدون ان يحادثهم بعبارات رقيقة.وكان ليس بأول من يجر يديه إذا بادره احد بالمصافحة.ان دفء حنانه يقابله إخلاص من أصحابه ,فليس هناك من صاحب اصدق من محمد عاش على الأرض.وفي أيامه الأولى في مكة كان من أفضل وأنبل الناس هناك وعلى مر كل التقلبات في حياته القلقة ولو في موقف واحد ما نكث صداقته هذه.و بكى كالطفل لموت خادمه زيد.وزار قبر أمه بعد مضي خمسين سنة على وفاتها فأجهش بالبكاء لأنه ظن بان الله منعه من ان يستغفر لها.وكان بطبعه حييا وهادئا ,تقول عنه عائشة"انه كان اشد حياء من العذراء في خدرها".وكان عطوفا على الكل ومسامحا للكل يقول عنه خادمه انس "لقد خدمته مذ كان عمري ثمان سنين فما وبخني يوما على أي شئ رغم إني أفسدت كثيرا من الأشياء".ان أهم شأ يستحق الملاحظة في ملامح شخصيته الخارجية هو حلاوة جاذبيته وهيبته الهادئة اللذان اكسباه احتراما تلقائيا وهذه الخصال صانته من التعرض للاهانة.
وكان لباسه المعتاد بسيطا الى درجة الخشونة على الرغم من اعتنائه الفائق بترتيبه وإظهاره بأحسن صورة .وكان مولعا بالوضوء وبالطيب وافتخر بأناقة شعره وبياض أسنانه اللؤلئي ,حياته كانت بسيطة بكل تفاصيلها فقد عاش هو وأزواجه في صف من الأكواخ المتواضعة مفصولة عن بعضها البعض بسعف النخيل المسنودة بشئ من الطين.وكان يوقد النار ويكنس الأرض ويحلب الشاة بنفسه ,وتخبرنا عائشة انه كان ينام على الحصير المصنوع من الجلد المدبوغ,ويصلح ثوبه ويرقع نعله بيديه,وبقى لأيام عديدة و عائشة مصدرنا أيضا لم يشبع من وجبة يأكلها,وما يحصل عليه من قليل الطعام يشرك به من يأتي اليه ويأكل معه.وخارج بيته كان هناك مقعدا او قاعة يتجمع به عدد من الفقراء وكان هولاء يعتمدون تماما في معيشتهم على سخاء يده.وطعامه المعتاد التمر والماء وخبز الشعير إما الحليب والعسل كانا من أترف طعامه و كان يحبهما بيد انه نادرا ما يسمح لنفسه بتناولهما,واكتراء الصحراء كان من أحب الأشياء اليه حتى عندما كان سيد الجزيرة العربية.وفي ذات يوم كان الناس يمرون أمامه وهم يحملون سلال مملوءة بكباث اقتطفوه من شجيرات الصحراء فقال:"عليكم بالأسود منه فاني كنت اجمعه عندما كنت أرعى الغنم".من كتابه" محمد و المحمدية"
Mohammed and Mohammedenism ""
ص81-86 .طبع لندن 1874.

.
بنجامين بوسورث سمث رجل دين مسيحي
ولد في ولاية كنتاكي عام 1784 واصبح
مطرانها الاول .توفي عام 1884.








جون كنديJohn Kennedy

مستشرق انكليزي يقول عن النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام في
كتابه "اديان وفلسفات الشرق" :من المحتوم ان يلفت محمد نظرنا وذالك
لانه رجل ذا بصيرة غير اعتيادية وذا طاقة و كياسة وله سيطرة على
اتباعه.كل هذه السجايا اصطبغت بتلك الروح روح النشوة والوقار التي
حركت موسى وبوذا وغيرهم من المتنبئين العظماء الأقدمين.من كتابه "أديان وفلسفات الشرق""The religions and philosophies of the east" ص120.طبع نيويورك 1911.

جون بندلتون كندي روائي وسياسي أمريكي
مشهور ولد 25 تشرين الأول من عام 1795

في بالتيمور \ماريلاند .دخل جامعة بالتيمور وتخرج
منها عام 1812 .من مؤلفاته الأدبية "الكتاب الأحمر"
الذي احتوى على طائفة من أعماله الأدبية و"أقامة في
السلطان القديم" وهذا العمل يعتبر من أفضل انجازاته
الأدبية .توفي في 18 آب من عام 1870.ومن مؤلفاته:
-مذكرات حياة وليم ورت 1849
-الوطن والغربة :سلسلة من المقالات 1872
-الولايات الحدودية 1861


سيدني كيفSydney Cave

سيدني كيف مستشرق بريطاني ورئيس كلية جستنت في جامعة كامبردج
يقول هذا الرجل عن صاحب الخلق العظيم صلوات الله وسلامه عليه :
بعد شهرين من رجوعه من الحج هاجمته الحمى وبعد أيام من المرض مات
بين ذراعي عائشة بعمر الثلاثة والستين .انه القائد العربي العظيم الذي
يوقرونه المسلمين أينما وجدوا باعتباره أعظم البشر ومؤسس احد
الأديان الكاملة.لسيت هناك من احد تنوعت أوصاف حياته كحياة محمد
.فخطر الإسلام الذي دام لفترة طويلة جعل الكتاب المسيحين يعتقدون
به أسوء الاشياء ان حكمنا عليه يجب ان لا يكون قاسيا وظالما. فالرجل
الذي صبر لعشر سنين من المشاق والصعوبات من اجل رسالته لايمكن
ان يكون دجالا,والرجل المبطل لايمكن له من ان يؤسس دينا عظيما و
كارليل* كان محقا في ذالك.وبعيدا عما قيل من خرقه لبعض التقاليد

*توماس كارليل كاتب بريطاني مسيحي عرف بحبه للإسلام وإعجابه بشخصية
النبي محمد من أهم كتبه "البطولة و الأبطال" و "محمد المثل الأسمى.
















العربية والهفوات التي تحدث بين الفينة والأخرى من انتقامات وحشية
والى ذالك فان محمد التاريخي يجب ان يحكم عليه وفقا للمقاييس العربية. انه كان رجلا إنسانيا وشفوقا,فبعبقريته التي لاتضاهى وحماسته الدينية وحكمته الهادئة أسس امة من قبائل متفرقة.ومكانه في التاريخ مضمون مابين قادة البشر الكبار أمثال الكسندر ونابليون وتأثيره أعظم من هولاء كمؤسس دين ولايزال الى اليوم قوة فعالة في العالم.من كتابه "مقدمة لدراسة بعض الأديان الحية في الشرق"
"An introduction to the study of some living religions of the east"
ص213-214,طبع لندن 1921.


جونبولJohn Pool
مستشرق انكليزي يقول في كتابه "دراسات في المحمدية"عن وفاة رسول صلى الله عليه واله وسلم:لقد مات احد أروع رجال العالم
الذين لم يرى مثلهم أبدا. اذ نهض من وسط الغموض والفقر وأصبح
نبيا ومتنبأ بالغيب وملكا وأسس عقيدة دينية دامت الى اليوم وعدد أتباعها 250 مليون .من كتابه "دراسات في المحمدية "
Studies in Mohammedenism"" ص10.طبع تورنتو 1892
ولد جون بول في ولاية كارولينا الشمالية عام 1826وساهم في نهضة الحزب الجمهوري.درس المحاماة في جامعة كارولينا الشمالية وتخرج منها محاميا.توفي عام 1884.






روم لاندوRom Landu

مستشرق أمريكي وأستاذ الدراسات الاسلامية و أمريكا الشمالية
في جامعة كاليفورنيا يقول عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم
:لقد كان محمد بطبيعته متدينا وكان مستعدا بشكل واضح لأداء
رسالة الإصلاح التي تسلمها في رؤاه.إضافة لذالك انه كان ذا طبيعة
روحية وكان أساسا رجلا عمليا عرف نقاط ضعف و قوة الشخصية
العربية,وأدرك بان الإصلاح ضروريا لهم وانه يجب ان يُعلم تدريجيا
لهولاء البدو الغير منظمين وأبناء مدينته الوثنين.و بنفس الوقت فقد
كان ذا إيمان صلب بمفهوم الإله الواحد-وهذا المفهوم لم يكن جديدا
تماما في الجزيرة العربية-وعزيمة لم تتزعزع على محو أي أثرا لعبادة
الأصنام التي كانت شائعة بين العرب الوثنين.
لقد كانت مهمة محمد مهمة هائلة ولم يكن دجالا كما يدعي بعض
الكتاب الغربيين تدفعهم الى ذالك دوافع أنانية,فالدجال قلما يؤمل منه
ان ينجز هكذا أمر بجهده الخاص . و دعوى انه كانت تنتابه نوبات
صرعيه دعوى باطلة .ان إخلاصه لمهمته وإيمان أتباعه الكامل بوحيه
وامتحان القرون أزال شبهة تورطه بأي شكل من أشكال الخداع
المتعمد.فالدين الذي يلفقه دجالا لايمكن ان يستمر أبدا.ان الإسلام لم
يستمر لفترة اثنا عشر قرنا وحسب بل انه نراه يكسب أتباعا سنة تلو
الأخرى.إننا لم نعثر في ثنايا التاريخ ان دجالا خلقت رسالته واحدة من
أعظم الإمبراطوريات وحضارة تعد من أنبل الحضارات. لقد هدم محمد
برسالته النظام القبلي القوي والمسؤل عن اندلاع الحروب الدائمة و
استبدله بالطاعة لله التي بدورها قطعت الروابط العائلية وأنهت العداوات
التافهة.كما انه جاء بشرعة شاملة بالرغم من رفض العرب المنظمين لها.
وفرض الانضباط على مجتمع تنامي به ال*** القبلي والثارات الدموية
المبنية على أسس أسباب حقيقية او خاطئة.من كتابه "الإسلام والعرب"
"Islam and the Arabs"ص23-24.طبع نيويورك 1959.

كويليامQuiliam

مستشرق انكليزي يقول عن سيد الكائنات في كتابه "عقيدة الإسلام"
:كانت لديه طاقات خيالية عجيبة وعقل ذا سمو عظيم وذا شعور طيب
ونقي .وكان ودود الى درجة مفرطة وصاحب مزاج عاطفي ,محبا للأطفال ,يعطي الزكاة وناكرا لذاته ,خال من التصنع في حياته الاجتماعية .وفقا للروايات كان ذا طول معتدل وجليلا وهيب المنظر.
وقال:
لقد كتب الكثير من الكتاب المسيحيين حول شخصية محمد فكانت
اغلب انتاجاتهم بهذا الشأن مصطبغة بقدر من التعصب والحقد الذي
من المؤسف ان يصدر من أشخاصا يزعمون أتباع "عيسى المتواضع
والوديع" .لكن بعض كتاب العصر الحديث وعلى أية حال قد أدركوا
ان هذا السب لايصلح للجدال فاخذوا يعترفون بالعديد من روائع
شخصية هذا النبي ويعترفون بجسامة انجازه.وعلى هذا الموضوع يكتب
السيد جون دنفرت في عمله الرائع "محمد والقران" :من خلال الاطلاع
الأكثر على المصادر التاريخية الغير المشكوك بها نجد ليس هناك من اقل سبب يستلزم تلك اللغة المتسمة بالسب والشدة التي صبها على رأسه
ميراسي وبريدوكس ومن المعاصرين فريدرج شليكل وغيره.
أما راي توماس كارليل في النبي فهو رأيا أصيلا وملفتا للنظر اذ يقول:
انه ابن البرية العميق القلب وذا العينين الدعجاويتين البراقتين والروح
الاجتماعية العميقة المنفتحة والمظطمة على الأفكار أكثر من الطموحات.
روحا صامته عظيمة ,كان هو واحد من هولاء الذين لاينبغي ان يكون
إلا من أهل تصميم وعزيمة الذي صممت طبيعته على الإخلاص بينما
نرى الآخرين يسيرون تحت غطاء الصيغ والهراطق ,لكن هذا الرجل لم
يحتمي بمثل هكذا صيغ اذ كان مستو حدا بكل روحه وواقع شؤونه فسر
الوجود العظيم توهج فيه بكل مخاوفه واشراقاته. من كتابه "عقيدة
الإسلام" Faith of Islam"" ص36-47.طبع ليفربول,1892.


د.كول koele
الدكتور كول مبشر مسيحي زاول مهمته التبشيرية في تركيا وسيراليون
وعضو مهم في الأكاديمية الملكية للعلوم في برلين. الدكتور كول من
المعجبين اشد الإعجاب بشخصية النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم
والعارفين لفضله وعظمته , حيث يقول في كتابه "محمد والمحمدية" :لقد
أمر محمد المصطفى في القران ان يتبع الأنبياء الآخرين,اذ جمع في شخصه
فضيلة كل واحدا منهم كان متميزا بها,فقد كان فيه شكر نوح ووداعة
إبراهيم وإخلاص موسى وأمانة إسماعيل وصبر يعقوب وأيوب وإنابة
داوود وتواضع سليمان وزهد عيسى.سئلت عائشة المخلصة ذات مرة
عن خلق النبي فقالت :"القران فقد أطاع أوامره وانتهى عن زواجره و
تحلى بالسجايا والأخلاق التي دعا إليها القران"*
*هذا الحديث صحيح على درجة عالية من الصحة فقد أورده الإمام احمد في مسنده
عن سعد بن هشام بن عامر قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن قول الله عز و جل { وإنك لعلي خلق عظيم } قلت فإني أريد أن أتبتل قالت لا تفعل أما تقرأ { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد ولد له.قال عنه الشيخ شعيب الارنؤوط:حديث صحيح .لكن الزيادة التي ذكرها السيد
كول لم تثبت فربما كانت شرحا للحديث القصير أخذه من احد علماء المسلمين.
نعم لقد كانت هكذا أخلاق هذا الأمير* فما احزن يوما من الأيام أحدا
من أصحابه او خدمه.يقول مالك ابن انس :"خدمت هذا الأمير عشر
سنين في سفره وحضره فما قال لي يوما:لم فعلت هذا ؟ ولم لم تفعل هذا؟
ومتما أخطئت في خدمته لايضربني ويقول لي لم فعلت هذا؟ولم لم تفعل هذا؟"*.وقالت المخلصة عائشة:"لم يكن هناك أحدا أفضل خلقا من رسول الله,فما من أحدا يناديه باسمه الااجابه :نعم أنا هنا. وكان دائما
لين العريكة مع أصحابه وعندما يتحدثون عن الدنيا يتحدث معهم في ذالك وإذا تحدثوا عن الآخرة فانه يتحدث معهم وإذا تحدثوا عن أيام
الجاهلية ويضحكون فانه يضحك معهم وان لم يكن ذالك تراه يبتسم
.وعندما سالت عائشة المخلصة عن حياته داخل البيت كيف كانت
فأجابت:"لقد كان مثل باقي الرجال يساعد في كنس البيت ويخيط
ثوبه ويصلح نعله ويسقي الجمال ويحلب الشاة ويساعد الخدم في أداء
أعمالهم ويتناول طعامه معه ويجلب الأشياء المفيدة من السوق".
لقد كانت روعة تواضعه عظيمة جدا فحينما كان يجلس في الملأ لايمد
*لايصح وصف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالامير فليس لدينا أثرا من
السلف الصالح انه كان يلقب بهذا اللقب.وما هذا إلا من بنات أفكار السيد المؤلف.


ركبتيه المباركتين خلف ركب الذين يجلسون بجنبه وكان يحي الذين
يلتقونه وهو الأول الذي يبدأ بالمصافحة.وكان لايمد أبدا رجليه أمام
أصحابه ولا يضيق المكان على أي احد,ويبدي الاعتبار والإكرام لكل
من يأتي الى لقائه ويسمح لهم بالجلوس على وسادته وكان يذكر
أصحابه بأسمائهم العائلية ويناديهم بأحب الأسماء إليهم ولا يقاطع احد و
يتكلم وإذا يجئ اليه أحدا بحاجة فانه يُقصر صلاته ويقضي حاجته ثم
يعود ليكمل صلاته .ومن تواضعه الرائع والشديد وعدم تكلفه كان
يجلس ويضطجع على الأرض اليابسة ويجيب دعوة العبد ولو الى خبز
شعير.
أما عطفه وسخائه وجوده،فكان لايرجع سائلا يقف على بابها خاليا
ويوم من الأيام جاءه بدوي فسال جلالته ان يعطيه شيئا فأعطاه غنما
ملئت مابين جبلين ،فلما رجع الى قومه خاطبهم قائلا:" يا أصحابي كونوا
مسلمين،فمحمد يريد ان الفقر والفزع" وفي يوم حنين أعطى الكثير من
الثروة للناس حتى اندهشوا من ذالك وكان ذالك سببا في اعتناق الكثير
من أعيان قريش الإسلام، وقالوا لأنفسهم:"ان هذا الشخص لم يعد يخشى الفقر لأنه واثقا بان الله سوف لن يدعه يحتاج بل يوفر له رزقه. و
في ذات يوم جاءه وسال جلالته ان يعطيه شيئا فأجابه:"ليس في يدي شيئا
ألان ولكن اشتري ماتريد من السوق ومتما يأتي شيئا في يدي ادفع
الدين.وفي مناسبة أخرى جُلب الى جلالته 000, 100 درهم فنثرها على
حصيرة وقسمها بين الناس فما بقي درهما واحدا في يديه.
أما وداعته :فهذا الأمير تحمل اضطهاد الأقرباء والغرباء دون ان يفكر
بالانتقام بل باركهم عليها.يقول عبد الرحمن:"كان رسول الله من أودع
واصبر الناس ويحبس غضبه عن كل واحد منهم .يروي انس ابن مالك
ان ذات يوم كان نبي جالسا في المسجد في لمة من أصحابه ملتحفا
بعباءته النجرانية فدخل عليه بدوي فجأة وجبذ ردائه بشدة من على
كتفه فأثرت حافة الرداء في صدره.فقال جلالته:"من أنت" فقال:"أعطني
من الثروة التي عندك" فأمر جلالته* بان يعطى شيئا ما له* .لقد لاحظ الباحثين ان جلالته لم يؤثر به الاضطهاد لان عقله وعينه كانا ينظران الى
الله وتأييده.
أما شجاعته وإقدامهفما كان احد يساوي الأمير في هذا المجال،يقول مالك
*اعتاد السيد كول على إطلاق لقب الجلالة على رسول الله في كتابه هذا.
*مسند احمد رقم الحديث 13339ص52.



بن انس :"كان رسول الله خير الناس وأشجع الناس وأجود الناس.ويقول
علي بن أبي طالب:"في يوم المعركة نضع ثقتنا في رسول الله فهو أقربنا للعدو" ويقول عمران بن الحسن:كنا عندما نشتبك مع العدو كان الأول
الذي يندفع الى العدو ويضع يديه عليهم هو هذا الأمير".في معركة حنين
عُلم ان رسول الله ساع ساحة الحرب منفردا مهاجما جيشا قوامه 4000
ألاف مقاتل .وفي ذات يوم وصل تقرير الى المدينة بان هناك جيشا مدجج
بالسلاح يقترب من المدينة وفي نيته نهبها فأصاب الهلع والقلق الناس
هناك،لكن جلالته تنكب سيفه وأسرج فرسه وامتطاها وتقدم قبل كل
أصحابه،وبعد تيقنه من عدم صحة هذا الإنذار رجع وقال لأصحابه:"لا
تخافوا فليس لهذا الخبر من أساس"*
أما بشان حيائه وخجله،فينقل المؤرخون ان رسول الله كان اشد حياء من العذراء في خدرها وكان لحيائه العظيم يتغير وجهه اذاما رأى شيئا مقرفا
على شخص ما دون ان ينبهه الى ذالك.وفي سياق عد صفات النبي ،كان
*راجع السيرة لابن هشام وابن إسحاق والروض الأنف للسهيلي لتطلع على كل هذه التفاصيل .نعم هكذا كان رسول الله وعليه ينطبق قول الشاعر العربي:
ماضي العزيمة والسيوف كليلة طلق المحيا والخطوب دواجي


قلبه رحيما لكل المخلوقات وصدره عامرا بالبشر وكان دائما يبكي من
خشية الله.وكان ساميا بحزنه عظيما بأمله ،يذكر الفضل والإحسان على
الدوام وينسى الإساءة بسرعة.وكان ذا نحيزة شفوقة وأفعال نبيلة ويكتم
الأسرار فهو أمين السماء،وكان ودودا ،وديعا ،حنونا ،عاشقا مرهفا
للضيافة،محسنا،ومجتهدا في عمله من اجل الله ويفي بالوعود وخادما مثابرا
لله ويبحث عن الرضوان الإلهي.
أما زهده:عرض على الأمير الدنيا بجامعها فما رغب بها وعندما فارق
هذا العالم كانت درعه مرهونة عند يهودي،وروي ان معدته لم تذق طعاما
لمدة ثلاثة أيام متتابعة وربما يبقى بيته لايشعل به نارا لمدة شهرا كامل اذ
يسد رمقه بالماء والتمر.وكان جلالته ينام ليله وهو جائعا ويصبح صائما
على الرغم من هذا كان لو أراد ان يسال الله فانه يعطيه عطاء يفوق
الخيال.وفي ذات يوم جاء جبريل الى الرسول وقال:"ان الله يقرئك السلام
ويبلغك ان انك لو أردت ان اقلب لك جبال مكة ذهبا وفضة لفعلت
واجعلها تسير معك أينما تريد" فعندما سمع الأمير كلمات جبرائيل طاطا
برأسه وفكر لبرهة ثم رفع رأسه المبارك وقال:يا جبرائيل ان هذه الدنيا
بيت من لابيوت لهم وخلاق من لاخلاق لهم وما الاحمق إلا من جعلها
نصيبه .من كتابه "محمد والمحمدية" mohammedanism"Mohemmed and377-383 .طبع لندن.
جورج كودريج George Goodrich

مستشرق أمريكي يقول في كتابه "رجال الأزمان القديمة المشهورين"
عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم:ان هذا الشخص قد مارس
تاثيرا عظيما على أراء الجنس البشري ربما باستثناء كونفوشيوس .كان
محمد متميزا بمواهب عقلية حتى في مرحلة شبابه . وعندما تحدث
مع الراهب النسطوري بحيرا كشف عن معرفة كبيرة و مواهب مما جعل الراهب يخبر عمه بأنه يتوقع ان تحدث أمورا عظيمة منه .
إننا لا نستطيع ان ننكر بان محمد كان ذا عبقرية خارقة ورجل
بلاغة عظيمة يمتلك أسلوبا جميلا في فن إنشاء الكلام،كما انه كان ذا طلعة جليلة وجلال الطلعة زائدا قدراته العقلية اكسباه نفوذا كبيرا على هولاء الذين انضووا تحت لوائه الذين انضووا تحته حضرته.لقد عاش محمد في عصورا مظلمة ووسط أناس جهلاء ،لايملكون وسائل تعليم وعلى الرغم من هذا كله استطاع من ان يؤسس نظاما دينيا متقنا هو اليوم له تأثيره الواسع والحصيف على المشهد الاخلاقي والسياسي عند شعب أسيا.لقد حمل في ذهنه فكرة سامية وهي توحيد أمته المتمزقة والقضاء على عبادة الأصنام واستبدالها بعبادة الله الواحد وعلينا ان نعترف بعظمة قدراته التي بها أسس عقيدة لانهاية لها فوق ركام الوثنية خرجت منها أشعة الضياء المنبعث من ينبوع الحقيقة الإلهية.من كتابه* "رجال الأزمان القديمة المشهورين" "Famous men of ancient times"
ص7-23 .طبع بوسطن 1884 م.
*لقد وضع السيد كودريج النبي محمد عليه الصلاة والسلام على رأس قائمة الرجال المشهورين التسعة عشر في كتابه هذا,وهم على التسلسل الأتي:محمد-بسيلاريوس- اتيلا-نيرو- سفينكا- فيرجيل- سيسيرو- يوليوس قيصر- حنيبعل- الكسندر- ارسطوطاليس- ديمونثيسس- ابيلس- ديوجينيس- أفلاطون- سقراط – السيبياديس- ديموقريطس- بيرسيلس.وهذا اعتراف من كاتب غير مسلم بعظمة النبي محمد وقوة تأثيره على مسيرة الحضارة الإنسانية بحيث وضعه على قائمة هولاء الرجال .وهناك امرأ غريب وهو ان السيد كودريج قال:هذا الشخص قد مارس تاثيرا عظيما على أراء الجنس البشري ربما باستثناء كونفوشيوس .ولم يذكر كونفوشيوس في القائمة فأين معادلته لتأثير رسول الله في التأثير على أراء الجنس البشري على حد زعمه وكونفوشيوس من أهل الشرق ومشاهيرهم.



ولد جورج ليونارد كودريج في 30 تشرين الأول من عام 1863في مدينة
سالت ليك في الولايات المتحدة الأمريكية وتوفي في 20 أيلول عام 1930.

مريديث تاونسند Meredith Townsend

كاتب ومستشرق بريطاني يقول في كتابه (محمد ,العربي العظيم) عن رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم :كان محمد مربوع القامة وذا قوة عجيبة وخدود متوردة وكانت لحيته كثة حيث أمواج من شعر اسود تتخللها خصلا فضية ممتد الى خصره.وكان رقيق السلوك الى حد رقة النساء ذا عينين سوداويتين قلقتين فيهما قليلا من الاحتقان .لقد اعتبر محمد من انسب القادة الذين لم يرى مثلهم لقيادة العرب ,كما انه ليس هناك من شخصية هيمنت على الناس وحكمتهم بأقل نسبة من العيوب مثله كما انه ليس هناك من انسان أوتي مثل حكمته المتينة والرصينة وثباته .وما جاراه أحدا في عظمته وفنه في كسب المحبين والأتباع.ونظرا لإرادته الثابته الغير متزعزعة كان سلوكه مهذبا وكلامه رقيقا أضف لذالك كرامته الرزينة وتمتعه بصفة التفكر قبل القيام بأمر ما, جعلا منه يتصرف بنفوس الرجال كما يتصرف الخزاف بالطين المفخور .
التواضع والشفقة والصبر ونكران الذات والسخاء كلها صفات تميزت
بها علاقته حتى مع ابسط أتباعه وأهونهم شانا.ان محمد ولد من رحم أمه ولديه تلك الصفة صفة الفخامة اللطيفة التي وهبها الله للأمراء .وكان صاحب شجاعة وخبرة في الفنون العسكرية اذ كشفت المعارك التي خاضها عن تميزه باستخدام وسائل ومخططات حربية لم تكن معروفة حتى في الحروب العربية .وكان متميزا بفصاحة معقدة الأسلوب في بلاد تعتبر بها هذه الفضيلة من فضائل الرجولة.وكان لديه قوة إقناع بحيث يمكنه من كسب الخصم العنيد الى دينه بمجرد مجادلة بسيطة .
بشر محمد برسالته من وقت بعثته الى حين هجرته وفي هذه الفترة كان تبليغه دينيا لكن بعد الهجرة اخذ بتشريع إحكام ليس بالضرورة تحمل طابعا دينيا على الإطلاق *وعقيدته تطورت بمكة واتسمت بالبساطة في طبيعتها وفي هذه المسألة تاه الأوروبيين وخلطوا اذ لم يفرقوا بين العقائد والقانون .ان الديانة المحمدية لو جردتها من ملحقاتها فهي عبارة عن عقيدة نقية تتمتع بالعدالة والإخوة فيما بين المؤمنين .من كتابه (محمد النبي العربي) (Mahommed the great Arabian)ص72-74
.طبع بوسطن1912.



ادموندسوبرEdmund soper
مستشرق امريكي يقول عن الإسلام ونبيه في كتابه (أديان الجنس البشري): ان سرعة انتشار الإسلام واحدة من عجائب التاريخ.فمحمد لما توفي سنة 632م كانت مخططات هذا الفتح في ذهنه.وفي فترة حكم الخلفاء الراشدين الأربعة أخضعت كل من بلاد فارس وسوريا ومصر وفلسطين .من كتابه (أديان الجنس البشري) ( Religions of mankind).طبع كنتاكي 1921م
*ان السيد تاونسنديقصد بهذا التشريع هو التشريع في قضايا الدنيا
واشبرن هوبكنزWashburn Hopkins
السيد هوبكنز مستشرق كندي وأستاذ اللغة السنسيكريتية وعلم فقه اللغة في جامعة يال الكندية .يقول السيد هوبكنز عن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في كتابه(تاريخ الأديان) ما يلي:لقد كان محمد الخليفة المنطقي والتاريخي لأنبياء بني إسرائيل القدماء وامن بأنه يؤدي نفس العمل الذي أدوه وان الله اختاره رسولا للعرب كما اختير الانبياء العبرانيون ليبلغوا رسالة الله الى شعبهم .وللحق ان الإله الذي دعا اليه محمد هو اله العبريين ومادام الأمر هكذا فمن الصعب ان تدرك السبب وراء تردد البعض في الإقرار بإلوهية الله الذي هو يهوه بعين ذاته ‘والحضور في المسجد واعتبارها ككنيسة الله وقبول محمد كنبي قاد على الأقل قومه الى الله .ان محمد كان أعظم الأنبياء العرب ويتمتع بمرتبة الصدارة عليهم‘فلقد نجح في جهوده وأسس دينا جديدا وسبب نجاحه يرجع لحماسته الصادقة وشخصيته القوية وحصافته السياسية وكانت أهدافه متعارضة بشكل مباشر مع المصالح المادية القوية ودينه من البداية قضى على القبلية التي كانت الحجر الأساس للدولة العربية .ان أصالة محمد تكمن في إصراره على عقيدة مجيء يوم الحساب فكانت من نتيجتها ضرورة التحسين الاخلاقي في جانب هولاء الذين ينفعهم هذا التحسين وإنهم سيحاسبون من قبل الخالق الذي اوجب على الناس الإيمان باله أخلاقي وحتم عليهم ان يكون سلوكهم متوافق مع هذا الاعتقاد.انه لم ينكر وجود الأرواح(التي كان يعبدها العرب) لكنه نهى عن تشريكها مع الله ولم يلغي الحجر الأسود بل قدسه ولم يوقف الحج بل جعله مكملا لعبادة الله الواحد.وفي ناحية الأخلاق فانه دعا الى العدل والحق وذم التكبر والحسد وعظم الوئام البنوي والتصدق وأولى الأيتام والأمهات والأزواج رعاية خاصة واستنكر عادة واد البنات المنتشرة بين العرب آنذاك ,وحسن قوانين الطلاق وحصر عدد الزيجات بأربع وأمر الزوج ان يعاملهن بعدالة ومنع تجارة الرقيق.وحاول القضاء على النزاعات الدموية وعارض تعاطي المسكرات ولعب القمار .صفاء القلب وصلاح الأعمال هي من لوازم دينه وعقيدة يوم الحساب أصبحت قيمة أخلاقية فيه.من كتابه (تاريخ الأديان) (History of religions ) ص452-457.طبع نيويورك 1918.
ولد السيد ادوارد وشبرن هوبكنز في الثامن من ايلول من عام 1887في ولاية ماسوشيتس الامريكية.استاذ اللغة السنكريسيتية .تخرج من جامعة كولومبيا عام 1887 ثم درس في لبزيك حيث حصل على شهادة الدكتوراة هناك.عمل استاذا في جامعة برين مور بين 1885 و1895 .في عام 1895.وفي عام 1895 اصبح استاذا للغة السنسيكريتية وعلم اللغة المقارن في جامعة يل .توفي عام 1932.من مؤلفاته:
_ نظام الطبقات في الهند القديمة
_ اديان الهند
جادلس هورن Chadles Horne
يقول السيد هورن في موسوعته الضخمة (رجال عظماء ونساء مشهورات)* عن رسول الله محمد العظيم :يعتبر دين محمد الان من الاديان الدائمة الاستقرار.ففتح مكة كان علامة لبداية اخضاع كل الجزيرة العربية وبعدها استمر تاثير دين محمد يتمدد بسرعة.وكانت الفترة بين فتح مكة ووفاته قصيرة قوامها ثلاث سنين وفي هذه الفترة دمر الاصنام ووسع من رقعة فتوحاته حتى وصلت الى تخوم اليونان وامبراطورية فارس مما جعل اسمه ذا صيت كبير بالنسبة لتلك الامبراطوريات المقتدرة .وجرب سلاحه ضد جيوش الروم الغير منضبطة ونازلهم في معركة مستميته انتهت بهزيمتهم على يديه في مؤته.وفي هذه الاثناء ثبت عرشه بقوة وانتاب امة العرب حماسا دفعهم في غضون سنين قليلة الى إخضاع جزء كبير من الكرة الأرضية لسيطرتهم ،فالهند و بلاد فارس وإمبراطورية اليونان
*تناول جالدس مور في هذه سير مئتين شخصية عظيمة ومشهورة من الرجال والنساء ومن بينهم نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام.

وكل اسيا الوسطى ومصر وبلاد البربر واسبانيا كل هذه البلدان سيطروا عليها واخذوها باسلحتهم الضافرة.وراح صوت المؤذن يسمع في عرض إمبراطورية اكبر من مساحة حتى إمبراطورية الكسندر.وعلى الرغم من انحسار قوة خلفاءه الدنيوية في الوقت الحاضر إلا ان هذا الدين الذي أسسه لا زال له سيادة على كل أنحاء الإمبراطورية وحتى يسعى لتمديد نفسه.وعلى الرغم من ان محمدا لم يعيش طويلا فيرى الفتوحات الكبيرة إلا انه مسبقا وضع أسسا لهذه الفتوحات الواسعة النطاق.من كتابه (رجال عظماء ونساء مشهورات)Great men and famous women) )
ص100-101.طبع نيويورك 1894م.
د.ماركس دودD.MARCUS DOD
الدكتور ماركس استاذ تفسير العهد الجديد في جامعة إدنبرة يقول عن منقذ البشرية محمد عليه أفضل التحايا والسلام :لقد كان في محمد خصلتين من أهم خصال النبوة أولها انه رأى حقيقة الله ولم يرها قومه ثانيا كان في داخله دافعا قويا يحثه على نشر هذه الحقيقة.وفيما يتعلق بالخصلة الأخيرة فان محمد يكون في صف أشجع أنبياء بني إسرائيل وأكثرهم بطولة،فهو من اجل هذه الحقيقة خاطر بحياته وعانى من الاضطهاد اليومي لعدة سنين الى ان انتهى به الأمر الى نفيه من بلده،ففقد أملاكه وخسر حب قومه وثقة أصدقائه .لقد عانى لفترة قصيرة بقدر استطاعة أي انسان على تحمل المعاناة حتى تمكن من الهرب* الى يثرب ولم يتغير إيمانه بالرسالة التي أعلنها بعد ولم يردعه عن ذالك التهديد ولم تغره الرشا والعروض والاستمالات ،وفي هذا اللحاظ يقوللو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت أمري هذا) وبهذا الإصرار على كونه مبلغا لعقيدة وحدانية الله أسس دين الإسلام.لقد كان هناك وسط عبدة الأصنام جماعة من الموحدين ،لكن لم يبرز واحدا منهم ويؤسس دينا توحيديا دائم الاستمرار .والشئ المميز فيه إصراره على ان جميع البشر ان يؤمنوا فيه.إننا نسأل أنفسنا مالذي جعل محمدا شديدا وحريصا على تحويل الناس لدينه بحيث جعل الآخرين يقتنعون بالاعتزاز بإيمان واحد وعلينا ان نجيب بان ليس من سبب أخر وراء ذالك سوى
*ليس من الأدب القول بان رسول الله هرب وهو أشجع من كل من وطئ الحصى.

عمق قوة قناعته بالحقيقة .وبالنسبة اليه فان الفرق بين اله واحد والإلهة المتعددة والخالق الذي لايرى والكتل القبيحة من الحجر والخشب من الأمور التي لانهاية لها فالأولى ظلام وموت بالنسبة اليه والثانية نور وحياة.
هل نستطيع ان نسال هذا السؤال؟أكان محمد مخلصا؟وفي رأيي ليس هناك من سؤال في مجال السيرة الدينية أصعب من هذا السؤال،وأقول انه ليس هناك من شك بإخلاصه الأصيل فقد تدرب كصموئيل أخر تحت ظل
المعبد الذي كان أجداده سدنته وكان الوحيد الذي يسمح له جده بالجلوس
على سجادة الصلاة في باحة المعبد وكان هذا الجد الطاعن في السن
يعتبره جوهرة القبيلة وتكهن بأنه سيكبر ويكون لديه نزعة دينية جامحة*

*لعل المؤلف يقصد بصموئيل احد شخصيات بني إسرائيل أما كون النبي كان يجلس على سجادة صلاة جده عبد المطلب فانا شخصيا لم أجد ذالك في حدود اطلاعي المتواضع ومن يجد يعلم ذالك ويطلعنا عليه فله جزيل الشكر والعرفان أما ان عبد المطلب كان يتوقع من حفيده محمد بن عبد الله ماذكره المؤلف فهذا صحيح.بل ان كثير من حكماء العرب والفرس ورهبان المسيح وأحبار اليهود كانوا يتوقعون قدوم النبي محمد والملفت ان بعض العرب سموا أبنائهم باسم محمد تيمنا بهذا النبي المنتظر.وتنبؤات علماء النصارى أمثال عبد المسيح الذي كان يعمل في بلاط النعمان بن المنذر والراهب سطيح نزيل الشام.راجع عيون الأثر لابن سيد الناس رحمه الله.
ان البرهان المتميز على صدق رسالته هو ان أتباعه الأوائل وأكثرهم إخلاصا كانوا من اهل بيته ومن القريبون منه وهولاء مطلعين على كل
احواله وسابرين لاغواره وامزجته وهم-زوجته،عبده،ابن عمه،عمه*.وليس
من المعقول ان رجلا يسعى لفرض ما يعتقد انه حقا على الناس لايملك
ارتباطا بالوحي.انه بعيد عن كونه دجالا فلقد اثبت انه فوق أي ضرب من الاغواء لاسيما وان الرجل الذي يقود مجموعة من المعجبين به يكون اكثر عرضه للاغواء.ان احزن يوم في حياة محمد هو عندما انطمس نور ابنه الصغير ابراهيم في قبره وعندما مات خسفت الشمس فاخذ اصحابه
يتحدثون بان هذا الكسوف علامة لتعاطف السماء معه.ان الدجال الفظ
سوف يقبل بمثل هذا التملق ،لكن محمد قال: (ان الشمس والقمر ايات من
ايات الله لايكسفان لموت احد انما ايات يخوف بها عباده).
*نسي السيد دود ذكر ابوبكر الصديق رضي الله عنه وهو اول من امن برسالة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم من الرجال البالغين.ثم ان السيد دود ذكر عمه وهو يقصد بذالكبو طالب وفي هذا اختلف المسلمون فاهل السنة قالوا صحيح انه ناصر النبي لكنه مات كافرا على دين الاشياخ واما الشيعة فقالوا بل اسلم ومات مسلما .

  #1547  
قديم 30-08-2011, 09:35 AM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Present

كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد على غاليتى ( جهينة الشرقية الإعدادية )
  #1548  
قديم 30-08-2011, 09:40 AM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Icon113

المنهج في رعاية القادة

في العهد النبوي و عهد الخلافة الراشدة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc عصام بوابة الثانوية.doc‏ (199.0 كيلوبايت, المشاهدات 0)
  #1549  
قديم 30-08-2011, 09:49 AM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Icon14

هدي النبي صلى الله عليه وسلم
في التعامل مع أهل بيته
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc عصام بوابة الثانوية.doc‏ (349.0 كيلوبايت, المشاهدات 1)
  #1550  
قديم 31-08-2011, 01:46 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Icon114

كتاب : 100 وصية نبوية
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc عصام بوابة الثانوية.doc‏ (182.5 كيلوبايت, المشاهدات 0)
  #1551  
قديم 31-08-2011, 01:51 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Thumbs down

الاستعاذات النبوية
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc عصام بوابة الثانوية.doc‏ (394.0 كيلوبايت, المشاهدات 2)
  #1552  
قديم 31-08-2011, 01:56 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
افتراضي

لمحات من حياة النبى ( صلى الله عليه وسلم )
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc عصام بوابة الثانوية.doc‏ (177.0 كيلوبايت, المشاهدات 2)
  #1553  
قديم 31-08-2011, 02:06 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Neww1qw1

حياة وحلية
محمَّدr
حياة وحلية
محمَّدr
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc عصام بوابة الثانوية.doc‏ (154.0 كيلوبايت, المشاهدات 1)
  #1554  
قديم 01-09-2011, 01:52 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
افتراضي


هذا رســـول الله
(صلى الله عليه وسلم)

بسم الله الرحمـــــن الرحيــم
مقــــدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.
لقد اطلعت على هذه الكلمات الفريدة ، والاوصاف الحميدة لخاتم الرسل الكرام سيدنا محمد خير الانام ، وقد اعدها وجمعها الاخ سمير ابو عائشة وفقه الله تعالى ، وقد قدمها لي فقمت بمراجعتها ، ثم اعتنيت بها وصححتها وها انا اتشرف بنشرها في صفحتي على صيد الفوائد ، وكيف لا وهي الكلمات التي تتحدث عن خير الخلائق ، وأغلى الرجال وأجلّ الناس وأفضل البشر وأزكى العالمين.
ولا اريد ان تكون المقدمة طويلة فتحجزكم عما ذكرت الورقات في مدح نبينا عليه السلام ثم الصلوات ، بل اترككم تعيشون مع هذه الشخصية العظيمة ، والروح الحليمة ، عليها الصلاة والسلام .
واننا نخول كل من اراد طبعها او نشرها او نسخها لعموم الفائدة لنا ولجميع المسلمين رجاء ذكر المصدر ، وعسى الله ان يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم نلقى الله به على اتم حال ، انه سميع عليم .





قصة النبوة
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
اسمه:
محمد صلى الله عليه وسلم، اسم على مسمّى، علم على رمز، ووصف على إمام، جمع المحامد، وحاز المكارم، واستولى على القيم، وتفرّد بالمثل، وتميّز بالريادة، محمود عند الله لأنه رسوله المعصوم، ونبيّه الخاتم، وعبده الصالح، وصفوته من خلقه، وخليله من أهل الأرض، ومحمود عند الناس لأنه قريب من القلوب، حبيب الى النفوس، رحمة مهداة، ونعمة مسداة، مبارك أينما كان، محفوف بالعناية أينما وجد، محاط بالتقدير أينما حلّ وارتحل، حمدت طبائعه لأنها هذّبت بالوحي، وشرفت طباعه لأنها صقلت بالنبوة، فالله محمود ورسوله محمد:

وشقّ له من اسمه ليجلّه فذو العرش محمود وهذا محمّد

واسمه أحمد، بشّر بذلك عيسى قومه، واسمه العاقب والحاشر والماحي، وهو خاتم الرسل وخيرة الأنبياء، وخطيبهم إذا وفدوا، وإمامهم إذا وردوا.
صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل، حامل لواء العزّ في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، أشرف من ذُكر في الفؤاد، وصفوة الحواضر والبوادي، وأجلّ مصلح وهادِ، جليل القدر، مشروح الصدر، مرفوع الذكر، رشيد الأمر، القائم بالشكر، المحفوظ بالنصر، البريء من الوزر، المبارك في كل عصر، المعروف في كل مصر، في همة الدهر، وجود البحر، وسخاء القطر، صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه، ما نجمٌ بدا، وطائر شدا، ونسيم غدا، ومسافر حدا.

وأما نسبه:
فالرسول صلى الله عليه وسلم خيار من خيار، إلى نسبه يعود كل مخار، وهو من نكاح لا من سفاح، آباؤه سادات الناس، وأجداده رؤوس القبائل، جمعوا المكارم كابرا عن كابر، واستولى على معالي الأمور، فلن تجد في صفة عبد المطلب أجلّ منه، ولا في قرن هاشم أنبل منه، ولا في أتراب عبد مناف أكرم منه، ولا في رعيل قصيّ أعلى كعبا منه، وهكذا دواليك.. حتى آدم عليه السلام، فهو صلى الله عليه وسلم سيدٌ من سيد يروي المكارم أبا عن جد:

نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى نورا ومن فلق الصباح عمودا

وأما موطنه عليه الصلاة والسلام:

فقد اختار الله له من بقاع العالم ومن بين أصقاعها أحبّ البلاد إليه سبحانه، البلد الحرام، والتربة الطاهرة، والأرض المقدسة، والوطن المحاط بالعناية المحروس بالرعاية فولد صلى الله عليه وسلم في مكة حيث صلى الأنبياء، وتهجّد المرسلون، وهبط الوحي، وطلع النور، وأشرقت الرسالة، وسطعت النبوة، وانبلج فجر البعثة، وحيث البيت العتيق، والعهد الوثيق، والحب العميق، فمكة مسقط رأس المعصوم، وفيها مهد طفولته، وملاعب صباه، ومعاهد شبابه، ومراتع فتوّته، ورياض أنسه.

بلادٌ نيطت عليّ تمائمي وأوّل أرض مسّ جلدي ترابها



ففيها رضع لبن الطهر، ورشف ماء النبل، وحسا ينبوع الفضيلة، وفيها درج، ودخل وخرج، وطلع وولج، فهي وطنه الأول، بأبي هو وأمي، وهي بلدته، العزيزة الى فؤاده، الحبيبة الى قلبه، الأثيرة الى روحه بنفسي هو يا حبيبي يا رسول الله.

وحبّب أوطان الرجال إليهم معاهد قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو عهود الصبا منها فحنّوا لذالكا

فهناك في مكة صنع ملحمته الكبرى، وبثّ دعوته العظمى، وأرسل للعالمين خطابه الحارّ الصادق، وبعث لأهل الأرض رسالته المشرقة الساطعة، حتى إنه لما أخرج من مكة ودّعها وداع الأوفياء وفارقها وما كاد يتحمّل هذا الفراق : ( لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ(2) ) سورة البلد.

*******









طفولتــــه:

فإن الطهر ولد معه والبِشر صاحبه، والتوفيق رافقه، فهو طفل لكن لا كالأطفال، براءة في نجابة، وذكاء مع زكاء، وفطنه مع عناية،، فعين الرعاية تلاحظه، ويد الحفظ تعاونه، وأغصان الولاية تظلله، فهو هالة النور بين الأطفال، حفظه الله من الرعونة ومن كل خلق رديء ووصف مقيت ومذهب سيء، لأنه من صغره مرشح لإصلاح العالم، مهيأ لإسعاد البشرية، معدّ بعناية، لاخراج الناس من الظلمات الى النور، فهو الرجل لكن النبي، والإنسان لكن الرسول، والعبد لكن المعصوم، والبشر لكن الموحى إليه.
محمد صلى الله عليه وسلم ليس زعيما فحسب، لأن الزعماء عدد شعر الرأس، لهم طموحات من العلوم ومقاصد من الرئاسة ومآرب من الدنيا، أما هو فصالح مصلح، هادٍ مهدي، معه كتاب وسنة، ونور وهدى، وعلم نافع وعمل صالح، فهو لصلاح الدنيا والآخرة، ولسعادة الروح والجسد.
ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس عالما فحسب، بل يعلّم بإذن الله العلماء، ويفقه الفقهاء، ويرشد الخطباء، ويهدي الحكماء، ويدل الناس الى الصواب ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(52) ) الشورى.
فكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من اليمّ
ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس ملكا يبسط سلطانه وينشر جنوده وأعوانه، بل إمام معصوم ونبي مرسل، وبشير ونذير لكل ملك ومملوك، وحر وعبد، وغني وفقير، وأبيض وأسود، وعربي وعجمي ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) ) الأنبياء، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( والذي نفسي بيده


لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) . أخرجه مسلم 153 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأما شبابه:
فهو زينة الشباب وجمال الفتيان، عفة ومروءة وعقلا وأمانة وفصاحة، لم يكن يكذب كذبة واحدة، ولم تعلم له عثرة واحدة ولا زلة واحدة ولا منقصة واحدة، فهو طاهر الإزار مأمون الدخيلة، زاكي السر والعلن، وقور المقام، محترم الجانب، أريحيّ الأخلاق، عذب السجايا، صادق المنطق، عفّ الخصال، حسن الخلال.
لم يستطع أعداؤه حفظ زلة عليه مع شدة عداوتهم وعظيم مكرهم وضراوة حقدهم، بل لم يعثروا في ملف خلقه الكريم على ما يعيب، بل وجدوا والحمد لله كل ما غاظهم من نبل الهمة ونظافة السجل، وطهر في السيرة، وجدوا الصدق الذي يباهي سناء الشمس، ووجدوا الطهر الذي يتطهر به ماء الغمام، فهو بنفس الغاية في كل خلق شريف وفي كل مذهب عفيف، فكان في ***وان شبابه مستودع الأمانات ومردّ الآراء ومرجع المحاكمات ومضرب المثل في البرّ والسموّ والرشد والفصاحة ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4) ) القلم.
قال الشيخ مثنى : (يقول شيخنا المحدث نور الدين عتر حفظه الله : (لم يستطع احد بان يصف النبي صلى الله عليه وسلم باجمل ولا اشمل من هذه الاية )أ.هـ.





محمد صلى الله عليه وسلم رسولا:

فهو النبأ العظيم، والحدث الهائل، والخبر العجيب، والشأن الفخم، والأمر الضخم (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) ) النبأ، فمبعثه حقيقة هو أروع الأنباء وأعظم الأخبار الذي سارت به الأخبار، وتحدّث به السمّار، ورعاه الركبان، واندهش منه الدهر، فقصة إرساله عليه الصلاة والسلام لا يلفها الظلام ولا تغطيها الريح ولا يحجبها الغمام، فإنما هي قصة عبرت البحار واجتازت القفار، ونزلت على العالم نزول الغيث، وأشرقت إشراق الشمس، فهو باختصار نور سطع، وهل يخفى النور؟ ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)) الصف.
وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث) أخرجه البخاري 79، ومسلم 2282 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

عدوّك مذمومٌ بكل لسان وإن كان أعداءك القمران
ولله سرٌّ في علاك وإنما كلام الورى ضرب من الهذيان
فهو عليه الصلاة والسلام بعث ليعبد الله وحده لا شريك له، بعث ليوحد الله، بعث ليقال في الأرض: لا الــه إلا الله محمد رسول الله
بعث ليحقّ الحق ويبطل الباطل، بعث بالمحجة البيضاء والملة الغرّاء والشريعة السمحاء، بعث بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، بعث بالخير والسلام والبرّ والمحبة والسعادة والصلاح، والأمن والإيمان، بعث بالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعــث

بمعالي الأمور ومكارم الأخلاق ومحاسن الطباع ومجامع الفضيلة، بعث لدحض الشرك وسحق الأصنام وكسر الأوثان وطرد الجهل ومحاربة الظلم وإزهاق الباطل ونفي الرذيلة، فما من خير إلا دلّ عليه، وما من شرّ إلا حذّر منه.

وأما خلقه:
عليه الصلاة والسلام، فإن الله هو الذي أدّبه فأحسن تأديبه، فهو أحسن الناس خلقا، وأسدّهم قولا، وأمثلهم طريقة، وأصدقهم خبرا، وأعدلهم حكما، وأطهرهم سريرة، وأنقاهم سريرة، وأفضلهم سجايا، وأجودهم يدا، وأسمحهم خاطرا، وأصفاهم صدرا، وأتقاهم لربه، وأخشاهم لمولاه، وأعلمهم بالأمة، وأوصلهم لرحمه، وأزكاهم منبتا، وأكرمهم محتدا، وأشجعهم قلبا، وأثبتهم جنانا، وأمضاهم حجة، وخيرهم نفسا ونسبا وخلقا ودينا.

فهو جميل الصفات مشرق المحيّا، قريب من القلوب، حبيب الى الأرواح، سهل الخليقة، ميسّر الطريقة، مبارك الحال، تعلوه مهابة وترافقه جلالة، على وجهه نور الرسالة، وعلى ثغره بسمة المحبة، حيّ القلب، ذكي الخاطر، عظيم الفطنة، سديد الرأي، ريان المشاعر بالخير، يسعد به جليسه، وينعم به رفيقه، ويرتاح له صاحبه، يحبّ الفأل ويكره الطيرة، يعفو ويصفح، ويسخو ويمنح، أجود من الريح المرسلة، وأكرم من الغيث الهاطل، وأبهى من البدر، وسع الناس بأخلاقه وطوّق الرجال بكرمه، وأسعد البشرية بدعوته، من رآه أحبّه، ومن عرفه هابه، ومن داخله أجلّه، كلامه يأخذ بالقلوب، وسجاياه تأسر الأرواح.



ثبّت الله قلبه فلا يزيغ، وسدّد كلامه فلا يجهل، وحفظ عينه فلا تخون، وحصّن لسانه فلا يزل، ورعى دينه فلا يضل، وتولى أمره فلا يضيع، فهو محفوظ مبارك ميمون (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) القلم، ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ ) آل عمران159.
يقول عليه الصلاة والسلام: (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا) أخرجه البخاري 20 عن عائشة رضي الله عنها. ويقول: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله) أخرجه الترمذي 3895 والبيهقي في السنن 15477 عن عائشة. ويروى عنه أنه قال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 20571. فسبحان من اجتباه واصطفاه وتولاه وحماه ورعاه وكفاه، ومن كل بلاء حسن أبلاه.

وأما دينه:
فهو الإسلام، دين الفطرة، دين الوسط، دين الفلاح والنجاة، أحبّ الأديان الى الله (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) ) آل عمران، دين جاء لوضع الآصار والأغلال عن الأمة، سهل ميسّر، عام شامل، كامل تام (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) المائدة 3.
دين جاء ليخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا الى سعة الاخرة، ومن ظلمات الشرك الى نور التوحيد، ومن شقاء الكفر الى سعادة الإيمان.
دين صالح لكل زمان ومكان، شرَّعه من يغفر الزلة، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى، العالم بعلانية العبد والنجوى.



وهو الدين الوسط الذي جاء بالعلم النافع والعمل الصالح، خلاف ما كان عليه اليهود؛ لأن عندهم علم غير نافع لم يعملوا به، فغضب الله عليهم، وخلاف النصارى؛ لأن عندهم عمل بلا علم، فضلوا سواء السبيل، فدين الإسلام صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث أميا من الأميين يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبله لمن الضالين، فجاء هذا الدين بتحريم الكذب في الأقوال والزور في الشهادة، والظلم في الأحكام، والجور في الولاية، والتطفيف في المكيال والميزان، والبغي على الناس والاعتداء على الغير والإضرار بالنفس والناس، فحفظ القلب بالإيمان، والجسم بأسباب الصحة، والمال من التلف، والعرض من الانتهاك، والدم من السفك، والعقل من إذهابه وتغييره.

وأما كتابه:
فهو القرآن، أفضل الكتب وأجلّ المواثيق، وأحسن القصص وأحسن الحديث، فهو الحق المهيب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، كتاب فصّلت آياته ثم أحكمت، مبارك في تلاوته وتدبره والاستشفاء به والتحاكم اليه والعمل به، كل حرف منه بعشر حسنات، شافع مشفّع، وشاهد صادق، أنيس ممتع، وسمير مفيد، وصاحب أمين، معجز مؤثر، له حلاوة وعليه طلاوة، يعلو ولا يعلى عليه، ليس بسحر ولا شعر ولا بكهانة ولا بقول بشر، بل هو كلام الله، منه بدا وإليه يعود، نزل به الروح الأمين على قلب رسول ربّ العالمين ليكون من المرسلين، بلسان عربي مبين، فهو الكتاب الذي مُلا فصاحة، وفاق بلاغة، وعلا حجة وبيانا، وهو هدى ورحمة وموعظة وشفاء لما في الصدور، ونور وبرهان ورشد وسداد ونصيحة وتعليم، محفوظ من التبديل، محروس من الزيادة والنقص، معجزة خالدة، عصمة لمن اتبعه ونجاة لمن عمل به، وسعادة لمن استرشده، وفوز لمن اهتدى بهديه، وفلاح لمن حكمه في حياته. يقول عليه الصلاة والسلام: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم

القيامة شفيعا لأصحابه" أخرجه مسلم 804، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وقال: ( خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) أخرجه البخاري 5027 عن عثمان رضي الله عنه، وقال: ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) أخرجه مسلم 817 عن عمر رضي الله عنه. وهو الكتاب الذي أفحم الشعراء، وأسكت الخطباء، وغلب البلغاء، وقهر العرب العرباء، وأعجز الفصحاء، وأعجب العلماء وأذهل الحكماء (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) الإسراء 9. وقال عز وجل : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) الإسراء88 .

محمد صلى الله عليه وسلم صادقا:
فهو أصدق من تكلم، كلامه حق وصدق وعدل، لم يعرف الكذب في حياته جادّا أو مازحا، بل حرّم الكذب وذمّ أهله ونهى عنه، وقال: ( إنّ الصدق يهدي الى البر، وإن البرّ يهدي الى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا..) الحديث أخرجه البخاري 6094 ومسلم 2607 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وأخبر ان المؤمن قد يبخل وقد يجبن، لكنه لا يكذب أبدا، وحذر من الكذب في المزاح لإضحاك القوم، فعاش عليه الصلاة والسلام والصدق حبيبه وصاحبه، ويكفيه صدقا صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن الله بعلم الغيب، وائتمنه الله على الرسالة، فأداها للأمة كاملة تامة، لم ينقص حرفا ولم يزد حرفا، وبلّغ الأمانة عن ربه بأتمّ البلاغ، فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّه وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحلّه وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، وفتاويه وقصصه، وقولـه

ونقله، وروايته ودرايته، بل معصوم من أن يكذب، فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين، قد أقام لسانه وسدّد لفظه، وأصلح نطقه وقوّم حديثه، فهو الصادق المصدوق، الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، وهو الذي يقول: ( ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين) أخرجه أبو داود 4359 والنسائي 4067، وذلك لما قال له أصحابه: (ألا أشرت لنا بعينك) في *** ابن ابي السرح قبل اسلامه في فتح مكة.
بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنّته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدق ومنامه صدق (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ) الأحزاب8، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119)) التوبة، (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ (21) ) محمد.
فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه، صادق مع نفسه، صادق مع الناس، صادق مع أهله، صادق مع أعدائه، فلو كان الصدق رجلاً لكان محمداً صلى الله عليه وسلم، وهل يُتعلم الصدق إلا منه بأبي هو وأمي؟ وهل ينقل الصدق إلا عنه بنفسي هو؟ فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوّته وإكرام الله له بالإصطفاء والاجتباء والاختيار؟!






محمد صلى الله عليه وسلم صابرا:
فلا يعلم أحد مرّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرّ به صلى الله عليه وسلم، وهو صابر محتسب (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ) النحل 127، صبر على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحيانا، وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على *** القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزّب الخصوم واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية ومكر اليهود وعتوّ النصارى وخبث المنافقين وضرواة المحاربين، وصبر على تجهّم القريب وتكالب البعيد، وصولة الباطل وطغيان المكذبين..
صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها، فلم يتعلق منها بشيء، وصبر على إغراء الولاية وبريق المنصب وشهوة الرئاسة، فصدف عن ذلك كله طلبا لمرضاة ربه، فهو صلى الله عليه وسلم الصابر المحتسب في كل شأن من شؤون حياته، فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه تذكّر (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ) طه 130، وكلما بلغ به الحال أشدّه والأمر أضيقه تذكّر (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) يوسف 18، وكلما راعه هول العدو وأقضّ مضجعه تخطيط الكفار تذكّر( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) الأحقاف 35.
وصبره صلى الله عليه وسلم صبر الواثق بنصر الله، المطمئن إلى وعد الله، الراكن إلى مولاه، المحتسب الثواب من ربّه جلّ في علاه، وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة، وأن العاقبة له، وأن الله معه، وأن الله حسبه وكافيه، يصبر صلى الله عليه وسلم على الكلمة النابية فلا تهزه، وعلى اللفظة الجارحة فلا تزعجه، وعلى الإيذاء المتعمّد فلا ينال منه.
مات عمه فصبر، وماتت زوجته فصبر، و*** حمزة فصبر، وأبعد من مكة فصبر، وتوفي ابنه فصبر ، ورميت زوجته الطاهرة فصبر، وكُذّب فصبر، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفتر فصبر،

أخرجوه، آذوه، شتموه، سبّوه، حاربوه، سجنوه.. فصبر، وهل يتعلّم الصبر إلا منه؟ وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟ فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وعظيم التجمّل وثبات القلب، وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين صلى الله عليه وسلم.

محمد صلى الله عليه وسلم جوادا:
فهو أكرم من خلق الله، وأجود البرية نفسا ويدا، فكفّه غمامة بالخير، ويده غيث الجود، بل هو أسرع بالخير من الريح المرسلة، لا يعرف "لا" إلا في التشهد:
ما قال "لا" قط إلا في تشهدّه لولا التشهد كانت لاؤه نعم
يعطي عليه الصلاة والسلام عطاء من لا يخشى الفقر؛ لأنه بعث بمكارم الأخلاق، فهو سيد الأجواد على الإطلاق، أعطى غنما بين جبلين، وأعطى كل رئيس قبيلة من العرب مائة ناقة، وسأله سائل ثوبه الذي يلبسه فخلعه وأعطاه، وكان لا يردّ طالب حاجة، قد وسع الناس برّه، طعامه مبذول وكفه مدرار، وصدره واسع، وخلقه سهل، ووجه بسّام:
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ينفق مع العدم ويعطي مع الفقر، يجمع الغنائم ثم يوزعها في ساعة، ولا يأخذ منها شيئا، مائدته صلى الله عليه وسلم معروضة لكل قادم، وبيته قبلة لكل وافد، يضيف وينفق ويعطي الجائع بأكله، ويؤثر المحتاج بذات يده، ويصل القريب بما يملك، ويواسي المحتاج بما عنده، ويقدّم الغريب على نفسه، فكان صلى الله عليه وسلم آية في الجود والكرم، حتى لا يقارن به أجواد العرب كحاتم الطائي وهرم ابن جدعان؛ لأنه يعطي عطاء من لا يطلب الخلف إلا من الله، ويجود جود من هانت عليه نفسه وماله وكل ما يملك في سبيل ربه ومولاه، فهو أندى العالمين كفا، وأسخاهم يدا، وأكرمــهم

محتدا، قد غمر أصحابه وأحبابه وأتباعه، بل حتى أعداءه ببرّه وإحسانه وجوده وكرمه وتفضله، أكل اليهود على مائدته، وجلس الأعراب على طعامه، وحفّ المنافقون بسفرته، ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه تبرّم بضيف أو تضجّر من سائل أو تضايق من طالب، بل جرّ أعرابي برده حتى أثّر في عنقه وقال له: أعطني من مال الله الذي عندك، لا من مال أبيك وأمّك، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم وضحك وأعطاه، وجاءته الكنوز من الذهب والفضة وأنفقها في مجلس واحد ولم يدّخر منها درهما ولا دينارا ولا قطعة، فكان أسعد بالعطية يعطيها من السائل، وكان يأمر بالإنفاق والكرم والبذل، ويدعو للجود والسخاء، ويذمّ البخل والإمساك، فيقول: ( من كان بؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) أخرجه البخاري [ 6018، 6136، 6138] ومسلم 47 عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: ( كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2431، وابن حبان في صحيحه 3310. وقال: ( ما نقصت صدقة من مال) أخرجه مسلم 2588 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

محمد صلى الله عليه وسلم شجاعا:
هذا مما تناقلته الأخبار وسار مسير الشمس في رابعة النهار، فكان أثبت الناس قلبا، وكان كالطود لا يتزعزع ولا يتزلزل، ولا يخاف التهديد والوعيد، ولا ترهبه المواقف والأزمات، ولا تهزه الحوادث والملمّات، فوّض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه، ورضي بحكمه واكتفى بنصره ووثق بوعده، فكان عليه الصلاة والسلام يخوض المعارك بنفسه ويباشر القتال بشخصه الكريم، يعرّض روحه للمنايا ويقدّم نفسه للموت، غير هائب ولا خائف، ولم يفرّ من معركة قط، وما تراجع خطوة واحدة ساعة يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي الرؤوس ويدور كأس المنايا على النفوس، فهو في تلك اللحظة أقرب أصحابه من الخطر، يحتمون أحيانا وهو صامد

مجاهد، لا يكترث بالعدوّ ولو كثر عدده، ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه، بل كان يعدل الصفوف ويشجع المقاتلين ويتقدم الكتائب.
وقد فرّ الناس يوم حنينن وما ثبت إلا هو وستة من أصحابه، ونزل عليه قوله تعالى: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) النساء 84، وكان صدره بارزا للسيوف والرماح، يصرع الأبطال بين يديه وي*** الكماة أمام ناظريه وهو باسم المحيا، طلق الوجه، ساكن النفس.

وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الرّدى وهو نائم
تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضّاح وثغرك باسم

وقد شُجّ عليه الصلاة والسلام في وجهه وكسرت رباعيته، و*** سبعون من أصحابه، فما وهن ولا ضعف ولا خار، بل كان أمضى من السيف. وبرز يوم بدر وقاد المعركة بنفسه، وخاض غمار الموت بروحه الشريفة. وكان أول من يهبّ عند سماع المنادي، بل هو الذي سنّ الجهاد وحثّ وأمر به بعد ما جاءت به الايات.
وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان، وضاق الأمر وحلّ الكرب، وبلغت القلوب الحناجر، وظن بالله الظنون، وزلزل المؤمنون زلزالا شديدا، فقام صلى الله عليه وسلم يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربّه وردّ كيد عدوّه وأخزى خصومه وأرسل عليهم ريحا وجنودا وباؤوا بالخسران والهوان.
ونام الناس ليلة بدر وما نام هو صلى الله عليه وسلم، بل قام يدعو ويتضرّع ويتوسل الى ربه ويسأله نصره وتأييده، فيا له من إمام وما أشجعه! لا يقوم لغضبه أحد، ولا يبلغ مبلغه في ثبات الجأش وقوة القلب مخلوق، فهو الشجاع الفريد والصنديد الوحيد الذي كملت فيه صفات الشجاعة

وتمّت فيه سجايا الإقدام وقوة البأس، وهو القائل: ( والذي نفسي بيده لوددت أنني أ*** في سبيل الله ثم أحيا ثم أ***) أخرجه البخاري [36،2797] ومسلم 1876 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

محمد صلى الله عليه وسلم زاهدا:
كان زهده صلى الله عليه وسلم زهد من علم فناء الدنيا وسرعة زوالها وقلة زادها وقصر عمرها، وبقاء الآخرة وما أعدّه الله لأوليائه فيها من نعيم مقيم وأجر عظيم وخلود دائم، فرفض صلى الله عليه وسلم الأخذ من الدنيا إلا بقدر ما يسدّ الرمق ويقيم الأود، مع العلم أن الدنيا عرضت عليه وتزيّنت له وأقبلت إليه، ولو أراد جبال الدنيا أن تكون ذهبا وفضة لكانت، بل آثر الزهد والكفاف، فربما بات جائعا ويمرّ الشهر لا توقد في بيته نار، ويستمر الأيام طاويا لا يجد رديء التمر يسدّ به جوعه، وما شبع من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات، وكان ينام على الحصير حتى أثّر في جنبه، وربط الحجر على بطنه من الجوع، وكان ربما عرف أصحابه أثر الجوع في وجهه عليه الصلاة والسلام.
وكان بيته من طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي، وربما لبس إزارا ورداء فحسب، وما أكل على خوان قط، وكان أصحابه ربما أرسلوا له الطعام لما يعلمون من حاجته إليه، كل ذلك إكراما لنفسه عن أدران الدنيا، وتهذيبا لروحه وحفظا لدينه ليبقى أجره كاملا عند ربه، وليتحقق له وعد مولاه ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) ) الضحى، فكان يقسم الأموال على الناس ثم لا يحوز منها درهما واحدا، ويوّزع الإبل والبقر والغنم على الأصحاب والأتباع والمؤلفة قلوبهم ثم لا يهب بناقة ولا بقرة ولا شاة، بل يقول عليه الصلاة والسلام: ( لو كان لي كعضاة ـ أي شجر ـ تهامة مالا لقسمته ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا). أخرجه مالك في الموطأ 977، والطبراني في الأوسط 1864 والكامل لابن عدي 3\97.


وراودته الجبال الشمّ من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم
بل وكان عليه الصلاة والسلام الأسوة العظمى في الإقبال على الآخرة وترك الدنيا وعدم الإلتفات إليها أو الفرح بها أو جمعها أو التلذذ بطيباتها أو التنعم بخيراتها، فلم يبن قصرا، ولم يدّحر مالا، ولم يكن له كنز ولا جنة يأكل منها، ولم يخلف بستانا ولا مزروعة، وهو القائل: ( لا نورّث، ما تركناه صدقة) أخرجه البخاري [3039، 3712] ومسلم برقم 1758، وكان يدعو بقوله وفعله وحاله الى الزهد في الدنيا والاستعداد للآخرة والعمل.
ما نظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو إمام المسلمين وقائد المؤمنين وأفضل الناس أجمعين احد الا ورآه يسكن في بيت طين وينام على حصير بال ويبحث عن تمرات تقيم صلبه، وربما اكتفى باللبن.
بل خُيّر بين أن يكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار أن يكون عبدا رسولا، يشبع يوما ويجوع يوما، حتى لقي الله عز وجل.
ومن زهده في الدنيا سخاؤه وجوده كما تقدم، فكان لا يرد سائلا ولا يحجب طالبا ولا يخيّب قاصدا، وأخبر أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل) أخرجه البخاري 6416 عن ابن عمر رضي الله عنهما. ويروى عنه أنه قال: ( ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) أخرجه ابن ماجه 4102 والطبراني في الكبير 10522 والحاكم 7833 عن سهل بن سعد الساعدي. وقال: ( مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل رجل قال في ظل شجرة ثم قام وتركها ) أخرجه أحمد 3701، 4196 والترمذي 2377، وابن ماجه 4109 عن عبد الله بن مسعود وقال الترمذي حسن صحيح، وقال: ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما ) أخرجه الترمذي 2322 وابن ماجه 4112 عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: ( ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت) أخرجه مسلم 2958.

محمد صلى الله عليه وسلم متواضعا:
كان صلى الله عليه وسلم عجيبا في ذلك، فتواضعه تواضع من عرف ربّه مهابة، واستحيا منه وعظمه وقدّره حقّ قدره، وتطامن له وعرف حقارة الجاه والمال والمنصب، فسافرت روحه الى الله وهاجرت نفسه الى الدار الآخرة، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب أهل الدنيا، فصار عبدا لربه بحق يتواضع للمؤمنين، يقف مع العجوز ويزور المريض ويعطف على المسكين، ويصل البائس ويواسي المستضعفين ويداعب الأطفال ويمازح الأهل ويكلم الأمة، ويواكل الناس ويجلس على التراب وينام على الثرى، ويفترش الرمل ويتوسّد الحصير، قد رضي عن ربّه، فما طمع في شهرة أو منزلة أو مطلب أرضي أو مقصد دنيوي، يكلم النساء بلطف، ويخاطب الغريب بودّ، ويتألف الناس ويتبسّم في وجوه أصحابه يقول: ( إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد واجلس كما يجلس العبد) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد 1\6، وابن سعد في الطبقات 1\371 وانظر كشف الخفاء 1\17 ، ولما رآه رجل ارتجف من هيبته قال: (هوّن عليك، فإني ابن امرأة كانت تاكل القديد بمكة) أخرجه ابن ماجه 3312، والحاكم 4366 عن ابن مسعود، وانظر الكامل لابن عدي 6\286.
وكان يكره المدح، وينهى عن إطرائه ويقول: ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا عبد الله ورسوله) أخرجه البخاري 3445 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكان ينهى أن يقام له، وأن يوقف على رأسه، وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس، وكان يختلط بالناس كأنه أحدهم، ويجيب الدعوة ويقول:" لو دعيت الى كراع لأجبت، ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت" أخرجه البخاري 2568، 5178.
وكان يحب المساكين، ويروى عنه قوله: ( اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين) أخرجه الترمذي 2352 عن أنس رضي الله عنه، وابن ماجه 4126 والحاكم 7911 عن أبي سعيد الخدري وصححه. وكان يحرّم الكبر وينهى عنه، ويبغض أهله ويقول: ( يحشر المتكبرون

يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من كل مكان) أخرجه أحمد 6639، والترمذي 2492، انظر كشف الخفاء 3236. ويروي عن ربه أنه قال: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منها قذفته في النار) أخرجه مسلم 2620 وأبو داود 4090 واللفظ له.
فكان صلى الله عليه وسلم محببا الى القلوب، تأخذه الجارية بيده فيذهب معها، ويزور أم أيمن وهي مولاته. ولما مدحه وفد عامر بن صعصعة وقالوا: أنت خيرنا وأفضلنا وسيدنا وابن سيدنا قال لهم: ( يا أيها الناس! قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، لا يستجريّنكم الشيطان) أخرجه أحمد 15876 وأبو داود 4806، وغضب لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، وقال: ( ويحك! أجعلتني والله عدلا؟ بل ما شاء الله وحده) أخرجه أحمد 1842، 2557 والنسائي في السنن الكبرى 10825 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وكان يحمل حاجة أهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويكنس بيته ويحلب شاته ويقطع اللحم مع أهله، ويقرّب الطعام لضيفه، ويباسط زوّاره ويسأل عن اخبارهم، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه، ويلبس الصوف ويأكل الشعير، وربما مشى حافيا، وينام في المسجد، ويركب الحمار، ويردف على الدابة، ويعاون الضعيف ويتفقد السرية، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج، ويرافق الوحيد منهم..
فصلى الله عليه وسلم ما تحرّك بذكره اللسان، وسارت بأخباره الركبان، وردّد حديثه الإنس والجان.

محمد صلى الله عليه وسلم حليما:
ما دام أنه رسول الله فلا بد أن يكون أحلم الناس وأوسعهم صدرا، وألينهم عريكة وأدمثهم خلقا وألطفهم عشرة، فقد كان يكظم غيظه ويعفو ويصفح ويغفر لمن زلّ، ويتنازل عن حقوقه الخاصة ما لم تكن حقوقا لله. وقد عفا عمن ظلمه وطره من وطنه وآذاه وسبّه وشتمه وحاربه، فقال لهم يوم الفتح: ( اذهبوا فأنتم الطلقاء) أخرجه الشافعي في الأم 7\361، والطبري في تاريخه 2\161 والبيهقي في

السنن الكبرى 18055 انظر صحيح الجامع 4815. وعفا عن ابن عمّه سفيان بن الحارث يوم الفتح لما وقف أمامه وقال له: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، فقال عليه الصلاة والسلام لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)) يوسف.
وقد واجهه الأعراب بالجفاء وسوء الأدب، فحلم وصفح، وقد امتثل أمر ربه في قوله: ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)) الحجر، فكان لا يكافئ على السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح، وكان لا ينفذ غضبه إذا كان لنفسه، ولا ينتقم لشخصه، بل إذا غضب ازداد حلما، وربّما تبسّم في وجه من أغضبه، ونصح أحد أصحابه فقال: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب) أخرجه البخاري 6116.
وكان يبلغه الكلام السيء فيه، فلا يبحث عمن قاله ولا يعاتبه ولا يعاقبه. وورد عنه أنه قال: ( لا يبلغني أحد منكم ما قيل فيّ، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر) أخرجه احمد 3750 وأبو داود 4860 والترمذي 3896 عن عبدالله بن مسعود. وبلّغه ابن مسعود كلاما قيل فيه، فتغيّر وجهه وقال: ( رحم الله موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر) أخرجه البخاري [ 3150، 3405] ومسلم 1062.
وقد أوذي من خصومه في رسالته وعرضه وسمعته وأهله، فلما قدر عليهم عفا عنهم وحلم عليهم، وقال: ( من كف غضبه كف الله عنه عذابه) أخرجه أبو يعلى 4338 والبيهقي في الشعب 8311 وانظر العلل لابن أبي حاتم 1919 ومجمع الزاوئد 10\298. وقال له رجل: اعدل، فقال: ( خبت وخسرت إذا لم أعدل) أخرجه البخاري 3138 ومسلم 1063 واللفظ له عن جابر بن عبدالله، ولم يعاقبه بل صفح عنه. وواجه بعص اليهود بما يكره، فعفا وصفح، وقد وسع بخلقه وتسامحه الناس، وأطفأ بحلمه نار العداوات ممتثلا قول ربه: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)) المؤمنون.


وكان مع أهله أحلم الناس، يمازحهم ويلاطفهم ويعفو عنهم فيما يصدر منهم، ويدخل عليهم باسما ضحاكا، يملأ قلوبهم وبيوتهم أنسا وسعادة، يقول خادمه أنس بن مالك: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما قال لي في شيء فعلته: لم فعلت هذا؟ ولا شيء لم أفعله: لم لم تفعل هذا؟ وهذا غاية الحلم ونهاية حسن الخلق، وقمة جميل السجايا ولطيف العشرة، بل كان كل من رافقه أو صاحبه أو بايعه يجد من لطفه وودّه وحلمه ما يفوق الوصف، حتى تمكن حبّه من القلوب فتعلقت به الأرواح ومالت له نفوس الناس بالكلية:
وإذا رحمت فأنت أمّ أو أب هذان في الدنيا هم الرحـماء
وإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لم تفعل الأنــواء
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسّما في بُردك الأصحاب والخلطاء
وأبديت حلمك للسفيه مداريا حتى يضيق بحلمك السفهاء

محمد صلى الله عليه وسلم رحيما:
وصفه ربه بقوله: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)) الأنبياء، فهو رحمة للبشرية.. ورد عنه أنه قال: ( إنما أنا رحمة مهداة ) أخرجه الدارمي 15 مرسلا، والحاكم موصولا عن أبي هريرة برقم 100 وصححه. ورأى ولد إحدى بناته تفيض روحه، فبكى، فلما سئل عن ذلك قال: ( هذه رحمة يضعها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباه الرحماء) أخرجه البخاري 1284، 6655 ومسلم 923 عن أسامة بن زيد رضي الله عنه.
وكان رحمة على القريب والبعيد، عزيز عليه أن يدخل على الناس مشقة، فكان يخفف بالناس مراعاة لأحوالهم، وربما أراد أن يطيل في الصلاة فيسمع بكاء الطفل فيخفف لئلا يشق على أمه ولما


بكت أمامة بنت زينب ابنته حملها وهو يصلي بالناس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها، أخرجه البخاري 516، ومسلم543 عن أبي قتادة رضي الله عنه.
وسجد مرة فصعد الحسن على ظهره، فأطال السجود، فلما سلّم اعتذر للناس وقال: ( إن إبني هذا ارتحلني، فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل) أخرجه أحمد 27100 والنسائي 1141 عن شداد بن الهاد رضي الله عنه. وقال: ( من أمّ منكم الناس فليخفف، فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة) أخرجه البخاري 703 ومسلم 467 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال لمعاذ لمّا طوّل بالناس: ( أفتّان أنت يا معاذ؟) أخرجه البخاري 705، 6106 ومسلم 465 عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه. وقال: ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) أخرجه البخاري 887 ومسلم 252 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وربما ترك العمل خشية أن يفرض على الناس، وكان يتخوّل أصحابه بالموعظة...
كل ذلك رحمة منه صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: ( والقصد القصد تبلغوا ) أخرجه البخاري 6463 عن أبي هريرة رضي الله عنه. ويقول: ( بُعثت بالحنيفية السمحة) أخرجه أحمد 21788 عن أبي أمامة رضي الله عنه. ويقول: ( خير دينكم أيسره ) أخرجه أحمد 15506 وانظر مجمع الزوائد 3\308. ويقول: ( عليكم هدياً قاصداً ) أخرجه أحمد 22454، 22544 والبيهقي في السنن الكبرى 4519 عن بريدة الأسلمي، وانظر البيان والتعريف 2\109. ويقول: (خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا ) أخرجه البخاري 5862 ومسلم 782 عن عائشة رضي الله عنها. وما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، وأنكر على الثلاثة الذين شدّدوا على أنفسهم في العبادة، وقال: (والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكنني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، فمن رغب عن سنتي فيس مني ) أخرجه البخاري 5063 ومسلم 1401 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وأفطر في سفر في رمضان، وقصر الرباعية، وجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في السفر،

ونادى مؤذنه في المطر أن صلوا في رحالكم، وقال: ( هلك المتنطعون ) أخرجه مسلم 2670 عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وقال:" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" أخرجه مسلم 2594 عن عائشة رضي الله عنها. وأنكر على عبدالله بن عمرو بن العاص إرهاق نفسه بالعبادة، ويقول: ( إيّاكم والغلو ) أخرجه أحمد [ 1854، 3238] والنسائي 3057، وابن ماجه 3029 وابن أبي عاصم في السنة 1\46 عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه. ويروى عنه قوله: ( أمتي أمة مرحومة ) أخرجه أحمد [ 19179، 19253] وأبو داود 4276 والحاكم 8372 عن أبي موسى رضي الله عنه وصححه.، وقال: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) أخرجه البخاري 7288 ومسلم 1337 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهذا اليسر في حياته عليه الصلاة والسلام يوافق يسر الملة وسهولة الشريعة، وهو امتثال منه صلى الله عليه وسلم لقول ربه: ( وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)) الأعلى، (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) البقرة 286، (فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن 16،( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) القرة 185،( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج 78.. وغيرها من الآيات.
فهو صلى الله عليه وسلم سهل ميسّر، رحيم في رسالته ودعوته وعبادته وصلاته وصومه وطعامه وشرابه ولباسه وحله وترحاله وأخلاقه، بل حياته مبنية على اليسر؛ لأنه جاء لوضع الآصار والأغلال عن الأمة، فليس اليسر أصلا إلا معه، ولا يوجد اليسر إلا في شريعته، فهو اليسر كله، وهو الرحمة والرفق بنفسه، صلى الله عليه وسلم.





محمد صلى الله عليه وسلم ذاكرا:
كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس ذكرا لربه، حياته كلها ذكر لمولاه، فدعوته ذكر وخطبه ذكر ومواعظه ذكر وعبادته ذكر وفتاويه ذكر، وليله ونهاره وسفره وإقامته بل أنفاسه كلها ذكر لمولاه عز وجل، فقلبه معلق بربه، تنام عينه ولا ينام قلبه، بل النظر اليه يذكّر الناس بربّهم، وكل مراسيم حياته ومناسباته وذكر لخالقه جلّ في علاه.
وكان صلى الله عليه وسلم يحث الناس على ذكر ربهم، فيقول: (سبق المفردون الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) أخرجه مسلم 2676 عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويقول: ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحيّ والميت) أخرجه البخاري 6407 ومسلم 779 عن أبي موسى رضي الله عنه. ويقول: ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) أخرجه أحمد [ 17227، 17245] والترمذي 3375 وابن ماجه 3793 انظر المشكاة 2279. وأخبر أن أفضل الناس أكثرهم ذكرا لربه، وروى عن ربّه عز وجل قوله: ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت شفتاه ) أخرجه البخاري معلقا في كتاب التوحيد، باب قول الله ( لاتحرك به لسانك )، وأحمد[10585، 10592] وابن ماجه3792 عن أبي هريرة رضي الله عنه. ويقول: ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) أخرجه البخاري 7405 ومسلم 2675 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وله عليه الصلاة والسلام عشرات الأحاديث الصحيحة التي تحث على الذكر وترغّب فيه، والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة والاستغفار والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.
وكان يذكّر الناس بأجر الذكر وما يترتب على ذلك من ثواب، وذكر الأعداد في ذلك مع ذكر المناسبات، وعمل اليوم والليلة، فهو صلى الله عليه وسلم الذاكر الشاكر الصابر، وهو الذي ذكّر الأمة بربها وعلمها تعظيمه وتسبيحه، وبيّن لها فوائد الذكر ومنافعه. فهو أسعد الناس بذكر ربه، وأهنئهم


عيشا بهذه النعمة، وأصلحهم حالا بهذا الفضل، فكان له أوراد من الأذكار مع حضور قلب وخشوع وخضوع وهيبة وخوف ومحبة ورجاء وطمع في فضل ربه.

محمد صلى الله عليه وسلم داعيا:
يقول تعالى: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر 60، ويقول: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة 186، ويقول صلى الله عليه وسلم: ( الدعاء هو العبادة ) أخرجه أحمد [ 17888، 17919] وأبو داود 1479 والترمذي [ 2969، 3247] عن النعمان بن بشير وصححه. ويقول: ( من لم يسأل الله يغضب عليه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد 658 والترمذي 3373 عن أبي هريرة رضي الله عنه وصححه. وكان عليه الصلاة والسلام لاهجا بدعاء ربه في كل حالاته، قد فوّض أمره لمولاه، وأكثر الإلحاح على خالقه يناشده رحمته وعفوه، ويطلب برّه وكرمه، وكان يختار جوامع الدعاء الكامل الشامل كقوله: ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) أخرجه البخاري [ 4522، 6389] ومسلم 2688 عن انس رضي الله عنه. وقوله: ( اللهم إني أسألك العفو والعافية ) أخرجه أحمد 4770 وأبو داود 5074 وابن ماجه 3871 والحاكم 1902 عن ابن عمر رضي الله عنهما وصححه.
وكان يكرر الدعاء ثلاثا، ويبدأ بالثناء على ربه، وكان يستقبل القبلة عند دعائه، وربما توضأ قبل الدعاء، وكان يعلم الأمة أدب الدعاء، كالبداية بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله، ودعاء الله بأسمائه الحسنى، والإلحاح في الدعاء، وتوخّي أوقات الإجابة كأدبار الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، ويوم عرفة، وفي حالة السجود والصوم والسفر، ودعوة الوالد لولده، وكان عليه الصلاة والسلام وقت الأزمات يلحّ على ربه ويناشده، ويكرر السؤال مع تمام الذلّ والخوف والحب وحسن الظن، وتمام الرجاء، كما فعل يوم بدر ويوم الخندق ويوم عرفة.

وكان الله يجيب دعوته ويلبّي طلبه، كما حصل له على المنبر يوم استسقى فنزل الغيث مباشرة، ويوم شق له القمر، وبارك له في الطعام والمال، ونصره في حروبه، ورفع دينه وأيّد حزبه وخذل أعداءه، وكبت خصومه، حتى حقق الله له مقاصده وأكرم مثواه وجعل له العاقبة صلى الله عليه وسلم.

محمد صلى الله عليه وسلم طموحا:
ولدت همته عليه الصلاة والسلام معه يوم ولد، فمنذ طفولته نفسه مهاجرة إلى معالي الأمور ومكارم الخلق، لا يرضى بالدون ولا يهوى السفاسف، بل هو الطموح والسبّاق المتفرّد والمبرز المحظوظ، ولقد ذكر أهل السير أنه عليه الصلاة والسلام وهو طفل كان لجده عبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه إلا هو لمنزلته، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم فنازع الخدم حتى جلس عليه، وأبى أن يجلس دونه.
وكان فيه قبل النبوة من سمات الريادة والزعامة والقيادة ما جعل قريش يسمونه الصادق الأمين، ويرضون حكمه ويعودون إليه في أمورهم.
فلما منّ الله عليه بالبعثة تاقت نفسه إلى الوسيلة، وهي أعلى درجة في الجنة، فسأل الله إياها، وعلّمنا ان نسألها له من ربه، بلغ سدرة المنتهى، وحاز الكمال البشري المطلق، والفضيلة الإنسانية. ومن علوّ همّته رفضه للدنيا وعدم الوقوف مع مطالبها الزهيدة لولاياتها ومناصبها وقصورها ودورها.





الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن
( يا أيها النبي حسبك الله)
حسبك الله، يكفيك من كل ما أهمّك، فيحفظك في الأزمات، ويرعاك في الملمّات، ويحميك في المدلهمّات، فلا تخش ولا تخف ولا تحزن ولا تقلق.
حسبك الله فهو ناصرك على كل عدو، ومظهرك على كل خصم، ومؤيدك في كل أمر، ويعطيك إذا سألت، ويغفر لك إذا استغفرت، ويزيدك إذا شكرت، ويذكرك إذا ذكرت، وينصرك إذا حاربت، ويوفّقك إذا حكمت.
حسبك الله فيمنحك العز بلا عشيرة، والغنى بلا مال، والحفظ بلا حرس، فأنت المظفّر لأن الله حسبك! وأنت المنصور لأن الله حسبك، وأنت الموفق لأن الله حسبك، فلا تخف من عين حاسد ولا من كيد كائد، ولا من مكر ماكر، ولا من خبث كافر، ولا من حيلة فاجر لأن الله حسبك.
وإذا سمعت صولة الباطل، ودعاية الشرك، وجلبة الخصوم، ووعيد اليهود، وتربّص المنافقين، وشماتة الحاسدين، فاثبت لأن حسبك الله.
إذا ولّى الزمان، وجفا الإخوان، وأعرض القريب، وشمت العدو، وضعفت النفس، وأبطأ الفرج، فاثبت لأن حسبك الله.
إذا داهمتك المصائب، ونازلتك الخطوب، وحفّت بك النكبات، وأحاطت بك الكوارث، فاثبت لأن حسبك الله، لا تلتفت الى أحد من الناس، ولا تدع أحدا من البشر، ولا تتجه لكائن من كان غير الله.. لأن حسبك الله.
إذا ألمّ بك مرض، وأرهقك دين، وحلّ بك فقر، أو عرضت لك حاجة، فلا تحزن لأن حسبك الله.



إذا أبطأ النصر، وتأخر الفتح، واشتد الكرب، وثقل الحمل، وادلهمّ الخطب، فلا تحزن لأن حسبك الله، أنت محظوظ لأنك بأعيننا، وأنت محروس لأنك خليلنا، وأنت في رعايتنا لأنك رسولنا، وأنت في حمايتنا لأنك عبدنا المجتبى ونبيّنا المصطفى.

(لا تحزن إن الله معنا)
هذه الكلمة الجميلة الشجاعة قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه أبي بكر الصدّيق، وقد أحاط بهما الكفار، فقالها قوية في حزم، صادقة في عزم، صارمة في جزم: ( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) التوبة 40. فما دام الله معنا فلم الحزن ولم الخوف ولم القلق، اسكن.. اثبت.. اهدأ.. اطمئن، لأن الله معنا.
لا نُغلب، لا نُهزم، لا نضل، لا نضيع، لا نيأس، لا نقنط، لأن الله معنا، النصر حليفنا، الفرج رفيقنا، الفتح صاحبنا، الفوز غايتنا، الفلاح نهايتنا لأن الله معنا.
من أقوى منا قلبا، من أهدى منا نهجا، من أجلّ من مبدأ، من أحسن منا سيرة، من أرفع منا قدرا؟! لأن الله معنا.
ما أضعف عدوّنا، ما أذلّ خصمنا، ما أحقر من حاربنا، ما أجبن من قاتلنا، لأن الله معنا.
لن نقصد بشرا، لن نلتجئ الى عبد، لن ندعو إنسانا، لن نخاف مخلوقا، لأن الله معنا.
نحن أقوى عدة وأمضى سلاحا، وأثبت جنانا وأقوم نهجا، لأن الله معنا.
نحن الأكثرون الأكرمون الأعلون الأعزّون المنصورون، لأن الله معنا.
يا أبا بكر اهجر همّك، وأزح غمّك، واطرد حزنك، وأزل يأسك، لأن الله معنا.
يا أبا بكر ارفع رأسك، وهدئ من روعك، وأرح قلبك، لأن الله معنا.
يا أبا بكر أبشر بالفوز، وانتظر النصر، وترقّب الفتح، لأن الله معنا.

غدا سوف تعلو رسالتنا وتظهر دعوتنا وتسمع كلمتنا، لأن الله معنا.
غدا سوف نُسمع أهل الأرض روعة الأذان وكلام الرحمن ونغمة القرآن، لأن الله معنا.
غدا سوف نخرج الإنسانية ونحرر البشرية من عبودية الأوثان، لأن الله معنا.

(وإنك لعلى خلق عظيم)
والله إنك لعظيم الأخلاق، كريم السجايا، مهذب الطباع، نقيّ الفطرة.
والله إنّك جمّ الحياء، حيّ العاطفة، جميل السيرة، طاهر السريرة.
والله إنك قمة الفضائل، ومنبع الجود، ومطلع الخير، وغاية الإحسان.
وإنك لعلى خلق عظيم.. يظلمونك فتصبر، يؤذونك فتغفر، يشتمونك فتحلك، يسبّونك فتعفو، يجفونك فتصفح.
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ) القلم.. يحبّك الملك والمملوك، والصغير والكبير، والرجل والمرأة، والغني والفقير، والقريب والبعيد، لأنك ملكت القلوب بعطفك، وأسرت الأرواح بفضلك، وطوّقت الأعناق بكرمك.
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) ..هذبّك الوحي، وعلمك جبريل، وهداك ربك، وصاحبتك العناية، ورافقتك الرعاية، وحالفك التوفيق.
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) .. البسمة على محياك، البِِشر على طلعتك، النور على جبينك، الحب في قلبك، الجود في يدك، البركة فيك، الفوز معك.
من زار بابك لم تبرح جوارحه تروي احاديث ما أوليت من منن
فالعين عن قرّة والكف عن صلة والقلب عن جابر والسمع عن حسن
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) .. لا تكذب ولو أن السيف على رأسك، ولا تخون ولو حزت الدنيا، ولا تغدر ولو أعطيت الملك، لأنبي نبيّ معصوم، وإمام قدوة، وأسوة حسنة.
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)).. صادق ولو قابلتك المنايا، وشجاع ولو قاتلت الأسود، وجواد ولو سئلت كل ما تملك، فأنت المثال الراقي والرمز السامي.
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)).. سبقت العالم ديانة وأمانة وصيانة ورزانة، وتفوقت على الكل علما وحلما وكرما ونبلا وشجاعة وتضحية.

(ما أنت بنعمة ربك بمجنون)
لست مجنونا كما قال أعداؤك لكن عندك دواء المجانين، فلمجنون الطائش والسفيه التافه من خالفك وعصاك وحاربك وجفاك.
(مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)) القلم.. وكيف يكون ذلك وأنت أكملهم عقلا، وأتمّهم رشدا، وأسدهم رأيا، وأعظمهم حكمة، واجلذهم بصيرة!
وكيف تكون مجنونا وأنت أتيت بوحي يكشف الزيغ، ويزيل الضلال، وينسف الباطل، ويمحو الجهل، ويهدي العقل، وينير الطريق.
لست مجنونا أنك على هدى من الله، وعلى نور من ربك، وعلى ثقة من منهجك، وعلى بيّنة من دينك، وعلى رشد من دعوتك، صانك الله من الجنون، بل عندك كل العقل وأكمل الرشد وأتم الرأي وأحسن البصيرة، فأنت الذي يهتدي بك العقلاء، ويستضيء بحكمتك الحكماء، ويقتدي بك الراشدون المهديّون.
كذب وافترى من وصفك بالجنون وقد ملأت الأرض حكمة والدنيا رشدا والعالم عدلا، فأين يوجد الرشد إلا عندك؟ وأين تكون الحكمة إلا لديم؟ وأين تحلّ البركة إلا معك؟ أنت أعقل العقلاء، وأفضل

النبلاء، وأجلّ الحكماء. كيف يكون محمد مجنونا وقد قدّم للبشرية أحسن تراث على وجه الأرض، وأهدى للعالم أجلّ تركة عرفها الناس، وأعطى الكون أبرك رسالة عرفها العقلاء:
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له وأنت أحييت أجيالا من الرمم

( وإنك لتهدي الى صراط مستقيم )
أنت يا محمد مهمّتك الهداية، ووظيفتك الدلالة، وعملك الإصلاح.. أنت تهدي الى صراط مستقيم، لأنك تزيل الشبهات وتطرد الغواية وتذهب الضلالة، وتمحو الباطل وتشيد الحق والعدل والخير.
أنت تهدي الى صراط مستقيم، فمن أراد السعادة فليتبعك، ومن أحبّ الفلاح فليقتد بك، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.
أحسن صلاة صلاتك، وأتمّ صيام صيامك، وأكمل حجّ حجك، وأزكى صدقة صدقتك، وأعظم ذكرك لربك.
وأنت تهدي الى صراط مستقيم.. من ركب سفينة هدايتك نجا، من دخل دار دعوتك أمن، من تمسّك بحبل رسالتك سلم. فمن تبعك ما ذلّ، وما ضلّ وزلّ وما قل، وكيف يذلّ والنصر معك؟ وكيف يضل وكل الهداية لديك؟ وكيف يزل والرشد كله عندك؟ وكيف يقلّ والله مؤيدك وناصرك وحافظك؟
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة، وشريعة غرّاء، وملة كاملة، ودين تام.
هديت العقل من الزيغ، وطهّرت القلب من الريبة، وغسلت الضمير من الخيانة، وأخرجت الأمة من الظلام، وحرّرت البشر من الطاغوت.
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم، فكلامك هدى، وحالك هدى، وفعلك هدى، و مذهبك هدى، فأنت الهادي الى الله، الدال على طريق الخير، المرشد لكل برّ، الداعي الى الجنة.

( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك)
أدّ الرسالة كاملة كما سمعتها كاملة، بلّغها تامّة مثلما حملتها تامة، لا تنقص منها حرفا، ولا تحذف كلمة، ولا تغفل جملة.
بلّغ ما أنزل إليك فهي أمانة في عنقك سوف تُسأل عنها، فبلغها بنصّها وروحها ومضمونها.

بلّغ ما أنزل إليك من الوحي العظيم والهدى المستقيم والشريعة المطهّرة، فأنت مبلّغ فحسب، لا تزد في الرسالة حرفا، ولا تضف من عندك على المتن، لا تُدخل شيئا في المضمون، لأنك مرسل فحسب، مبعوث ليس إلا، مكلف ببلاغ، مسؤول عن مهمة. فمثلما سمعت بلغ، ومثلما حُمّلت فأدّ.
بلّغ ما أنزل إليك، عرف من عرف، وأنكر من أنكر، استجاب من استجاب وأعرض من أعرض، أقبل من أقبل وأدبر من أدبر.
بلغ ما أنزل إليك، بلّغ الكل وادع الجميع، وانصح الكافة، الكبراء والمستضعفين، السادة والعبيد، والإنس والجن، الرجال والنساء، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار.
بلّغ ما أنزل إليك.. فلا ترهب الأعداء ولا تخف الخصوم، ولا تخش الكفار، ولا يهولك سيف مصلت، أو رمح مشرع، أو منية كالحة، أو موت عابس، أو جيش مدجج، أو حركة حامية.
بلّغ ما أنزل إليك فلا يغريك مال، ولا يعجبك منصب، ولا يزهيك جاه، ولا تغرّك دنيا، ولا يخدعك متاع، ولا يردّك تحرّج.
وشبّ طفل الهدى المحبوب متّشحا بالخير متّزرا بالنور والنار
في كفّه شعلة تهدي وفي دمه عقيدة تتحدّى كلّ جبّار
وفي ملامحه وعد وفي يده عزائم صاغها من قدرة الباري
( وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)
إذا لم تؤد الرسالة كاملة فكأنك ما فعلت شيئا، وإن لم توصلها تامّة فكأنك ما قمت بها حق القيام، ولو كتمت منها مقالة أو عطلت منها نصا أو أهملت منها عبارة فما بلّغت رسالة الله وما أدّيت أمانة الله، نريد منك أن تبلّغ رسالتنا للناس كما أُلقيت عليك، وكما نزل بها جبريل وكما وعاها قلبك.

(والله يعصمك من الناس)
بلغ الرسالة كاملة ولا تخف أحدا، وكيف تخاف من أحد ونحن معك نحفظك ونمنعك ونحميك ونذبّ عنك؟! لن ي***ك أحد لأن الله يعصمك من الناس، ولن يطفئ نورك أحد لأن الله يعصمك من الناس، ولن يعطّل مسيرتك أحد لأن الله يعصمك من الناس، اصدع بما تؤمر، وقل كلمتك صريحة شجاعة قوية لأن الله يعصمك من الناس. اشرح دعوتك، وابسط رسالتك، وارفع صوتك، وأعلن منهجك، وما عليك لأن الله يعصمك من الناس.
كل قوة في الأرض لن تستطيع لك، كلّ جبروت في الدنيا لا يهزمك، كل طاغية في المعمورة لن يقهرك، لأن الله يعصمك من الناس.
ظنّوا الحمام وظنّوا العنكبوت على خير البريّة لم ينسج ولم يحم
عناية الله أغنت عن مضاعفه من الروع وعن عالٍ من الأطم






(ألم نشرح لك صدرك)
أما شرحنا لك صدرك فصار وسيعا فسيحا لا ضيق فيه، ولا حرج ولا همّ ولا غمّ ولا حزن، بل ملأناه لك نورا وسرورا وحبورا.
أما شرحنا لك صدرك وملأناه حكمة ورحمة وإيمانا وبرا وإحسانا.
وشرحنا لك صدرك فوسعت أخلاق الناس، وعفوت عن تقصيرهم، وصفحت عن أخطائهم، وسترت عيوبهم، وحلمت على سفيههم، وأعرضت عن جاهلهم، ورحمت ضعيفهم.
شرحنا لك صدرك فكنت كالغيث جوادا، وكالبحر كرما، وكالنسيم لطفا، تعطي السائل، وتمنح الراغب، وتكرم القاصد، وتجود على المؤمّل.
شرحنا لك صدرك فصار بردا وسلاما يطفئ الكلمة الجافية، ويبرد العبارة الجارحة، فإذا العفو والحلم والصفح والغفران.
شرحنا لك صدرك فصبرت على جفاء الأعراب، ونيل السفهاء، وعجرفة الجبابرة، وتطاول التافهين، وإعراض المتكبرين، ومقت الحسدة، وسهام الشامتين، وتجهّم القرابة.
شرحنا لك صدرك فكنت بسّاما في الأزمات، ضحّاكا في الملمّات، مسرورا وأنت في عين العاصفة، مطمئنا وأنت في جفن الردى، تداهمك المصائب وأنت ساكن، وتلتفّ بك الحوادث وأنت ثابت، لأنك مشروح الصدر، عامر الفؤاد، حيّ النفس.
شرحنا لك صدرك فلم تكن فظا قاسيا غليظا جافيا، بل كنت رحمة وسلاما وبرا وحنانا ولطفا، فالحلم يُطلب منك، والجود يُتعلّم من سيرتك، والعفو يؤخذ من ديوانك.




(ووضعنا عنك وزرك)
حططنا عنك خطاياك وغسلناك من آثار الذنوب.
فأنت مغفور لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت الآن نقيّ طاهر من كل ذنب وخطيئة، ذنبك مغفور، وسعيك مشكور، وعملك مبرور، وأنت في كل شأن من شؤونك مأجور، فهنيئا لك هذا الغفران، وطوبى لك هذا الفوز، وقرة عين لك هذا الفلاح.

(الذي أنقض ظهرك)
أثقل هذا الوزر كاهلك، وأضنى ظهرك حتى كاد ينقضه ويوهنه، فالآن أذهبنا هذا الثقل وأزلنا هذه التبعة، وأعفيناك من هذا الخطب، وأرحناك من هذا الحمل، فاسعد بهذه البشرى، وتقبّل هذا العطاء، وافرح بهذا التفضّل.

( ورفعنا لك ذكرك )
لا أُذكر إلا تذكر معي، يقرن ذكرك بذكري في الأذان والصلاة والخطب والمواعظ، فهل تريد شرفا فوق هذا؟ يذكرك كل مصلّ وكل مسبّح وكل حاجّ وكل خطيب، فهل تطلب مجدا أعلى من هذا؟
أنت مذكور في التوراة والإنجيل، منوّه باسمك في الصحف الأولى والدواوين السابقة، اسمك يشاد به في النوادي، ويُتلى في الحواضر والبوادي، ويُمدح في المحافل، ويُكرر في المجامع.
رفعنا لك ذكرك فسار في الأرض مسير الشمس، وعبر القارات عبور الريح، وسافر في الدنيا سفر الضوء، فكل مدينة تدري بك، وكل بلد يسمع بك، وكل قرية تسأل عنك.
رفعنا لك ذكرك فصرت حديث الرّّكب، وقصة السّمر، وخبر المجالس، وقضية القضايا، والنبأ العظيم في الحياة.

رفعنا لك ذكرك فما نُسي مع الأيام، وما مُحي مع الأعوام، وما شُطب مع قائمة الخلود، وما نُسخ من ديوان التاريخ، وما أغفل من دفتر الوجود، نُسي الناس إلا أنت، وسقطت الأسماء إلا اسمك، وأغفل العظماء إلا ذاتك، فمن ارتفع ذكره من العباد عندنا فبسبب اتّباعك، ومن حُفظ اسمه فبسبب الاقتداء بك. ذهبت آثار الدول وبقيت آثارك، ومُحيت مآثر السلاطين وبقيت مآثرك، وزالت أمجاد الملوك وخلّد مجدك، فليس في البشر أشرح منك صدرا، ولا أرفع منك ذكرا، ولا أعظم منك قدرا، ولا أحسن منك أثرا، ولا أجمل منك سيرا.
إذا تشهّد متشهّد ذكرك معنا، وإذا تهجّد متهجّد سمّاك معنا، وإذا خطب خطيب نوّه بك معنا، فاحمد ربّك لأننا رفعنا لك ذكرك.

( فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا)
إذا ضاقت عليك السبل وبارت الحيل، وتقطعت الحبال وضاق الحال، فاعلم أن الفرج قريب وأن اليسر حاصل.
لا تحزن، فإن بعد الفقر غنى، وبعد المرض شفاء، وبعد البلوى عافية، وبعد الضيق سعة، وبعد الشدّة فرحا.
سوف يصلك اليسر أنت وأتباعك، فترزقون وتنصرون وتكرمون ويفتح عليك، ولكن ليس يسر واحد بل يسران.
إنها سنة ثابتة وقاعدة مطّردة أن مع كل عسر يسرا، بعد الليل فجر صادق، وخلف جبل المشقة سهل الراحة، ووراء صحراء الضيق روضة خضراء من السعة، إذا اشتد الحبل انقطع، وإذا اكتمل الخطب ارتفع، سوف يصل الغائب، ويشفى المريض، ويعافى المبتلى، ويفكّ المحبوس، ويغنى الفقير، ويشبع الجائع، ويروى الظمآن، ويسرّ المهموم، وسيجعل الله بعد عسر يسرا.

وهذه السورة نزلت عليه الصلاة والسلام وهو في حال من الضيق، وتكالب الأعداء، واجتماع الخصوم، وإعراض الناس، وقلة الناصر، وتعاظم المكر، وكثرة الكيد، فكان لا بد له من عزاء وسلوة وتطمين وترويح، فنزلت هذه الكلمات له ولأتباعه الى يوم القيامة وعدا صادقا وبشر طيبة، وجائزة متقبّلة.
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ايلك بالبلج
( فإذا فرغت فانصب)
إذا انتهيت من أعمالك الدنيوية وأشغالك الشخصية فانصب لنا بالعبادة، وتوجّه لنا بالطاعة، وأكثر من ذكرنا ودعائنا.
إذا فرغت من الناس وقضايا الناس وأسئلة الناس فقم في محراب عظمتنا، وانطرح على بابنا، واقترب منا، ومرّغ جبينك لنا، لتلقى الفوز والفلاح والأمن والنجاة.
إذا فرغت من الأهل والولد والقريب والصاحب فاجعل لك وقتا معنا، ارفع فيه سؤالك، اعرض فيه حاجتك، أكثر فيه دعاءك، ادعنا وسبّحنا واطلبنا واستغفرنا واشكرنا واذكرنا.
إذا فرغت من الأحكام والقضايا والموعظة والفتيا والتعليم والإرشاد والجهاد والنصيحة، فتعال لتزداد من قوتنا قوة، ومن مددنا عونا، ومن رزقنا زادا، ومن فتحنا بصيرة وذخيرة.
نحن أولى بك منك، وأحق بفراغك من غيرنا، ويا له من توجيه له ولأتباعه عليه الصلاة والسلام في صرف الفراغ في العبودية، وملء هذا الزمن بذكره وشكره جلّ في علاه، ليحصل المقصود من الرضا والسكينة والفرج والعاقبة الحسنة وصلاح الحال والمال، وعمار الدنيا والآخرة.



( وإلى ربّك فارغب )
إلى ربك وحده فارغب، ولا ترغب من غيره شيئا، وإليه وحده فاتجه وعليه توكّل، وفيه فأمل، فإن الرغبة والرهبة لا تكون إلا إليه لأنه صاحب الثواب لمن أطاعه والعقاب لمن عصاه، والرغائب الجليلة لا يملكها إلا الله، فعنده مفاتح الخزائن ومقاليد الأمور، فهو أهل أن يدعى وأن يسأل وأن يؤمل وأن يقصد جلّ في علاه:
إليك وإلا لا تشدّ الركائب ومنك وإلا فالمؤمّل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيّعٌ وعنك وإلا فالمحدث كاذب
وقد تنزلت هذه الكلمات على رسولنا صلى الله عليه وسلم في فترات عصيبة، وفي لحظات حاسمة عاشها صلى الله عليه وسلم وتجرّع غصصها وحسا مرارتها.

( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )
لقد فتحنا لك يا محمد فتحا بيّنا ظاهرا مباركا، فتحنا لك القلوب فغرست بها الإيمان، وفتحنا لك الضمائر فبنيت فيها الفضيلة، وفتحنا لك الصدور فرفعت فيها الحق، وفتحنا لك البلدان فنشرت بها الهدى، وفتحنا لك كنز المعرفة وديوان العلم ومستودع التوفيق، وفتحنا بدعوتك القلوب الغلف والعيون العني والآذان الصمّ، وأسمعنا رسالتك الثقلين.
فتحنا لك فتدفّق العلم النافع من لسانك، وفاض الهدى المبارك من قلبك، وسحّ الجود من يمينك.
وفتحنا لك فحزت الغنائم وقسمتها، وجمعت الأرزاق ووزعتها، وحصلت على الأموال وأنفقتها.
وفتحنا لك باب العلم وأنت الأميّ الذي ما قرأ وكتب، فصار العلماء ينهلون من بحار علمك.
وفتحنا عليك الخير فوصلت القريب وأعطيت البعيد، وأشبعت الجائع وكسوت العاري، وواسيت المسكين، وأغنيت الفقير، بفضلنا ورزقنا وكرمنا.

وفتحنا لك القلاع والمدن والقرى، فهيمن دينك، وارتفعت رايتك، وانتصرت دولتك، فأنت مفتوح عليك في كل خير وبرّ وإحسان ونصر وتوفيق.

(فاعلم أنه لا إله إلا الله)
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد 19، فلا تشرك معه في عبوديته أحدا، ولا تعد من دونه إلها آخر، بل تصرف له عبادتك، وتخلص له طاعتك، وتوحّد قصدك له ومسألتك ودعاءك، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، فلا يستحق العبادة إلا هو، ولا يكشف الضرّ غيره، ولا يجيب دعوة المضطر سواه.
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) فهو أحق من شُكر وأعظم من ذكر، وأرأف من ملك، وأجود من أعطى، وأحلم من قدر، وأقوى من أخذ، وأجلّ من قصد، وأكرم من ابتغي، فلا يدعى إله سواه، ولا رب يطاع غيره، فالواجب أن يُعبد وأن يُوحّد وأن يُخاف وأن يُطاع وأن يُرهب وأن يُخشى وأن يُحب.
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) المتفرد بالجمال والكمال والجلال، خلق الخلق ليعبدوه، وأوجد الإنس والجن ليوحّدوه، وأنشأ البريّة ليطيعوه، فمن أطاعه فاز برضوانه، ومن أحبّه نال قربه، ومن خافه أمن عذابه، ومن عظمه أكرمه، ومن عصاه أدّبه، ومن حاربه خذله، يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويذلّ من كفره، له الحكم وإليه ترجعون.
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) فأخلص له العبادة، لأنه لا يقبل الشريك، وفوّض إليه الأمر لأنه الكافي القويّ، واسأله فهو الغني، وخف عذابه لأنه شديد، واخش أخذه لأنه أليم، ولا تتعدّ حدوده لأنه يغار، ولا تحارب أولياءه، لأنه ينتقم، واستغفره فهو واسع المغفرة، واطمع في فضله لأنه كريم، ولذ بجنابه فهناك الأمن، وأدم ذكره لتنل محبته، وأدمن شكره لتحظى بالمزيد، وعظم شعائره لتفوز بولايته، وحارب أعداءه ليخصّك بنصره.

(إقرأ)
تبدأ قصة النبوة بكلمة: (اقْرَأْ) يوم نزلت على رسولنا صلى الله عليه وسلم في الغار، ومن بداية (اقْرَأْ) بدأنا، بدأ تاريخنا ومجدنا وحياتنا، ومن تاريخ نزول (اقْرَأْ) بدأت مسيرتنا المقدّسة، وتغيّر بها وجه الأرض وصفحة الأيام ومعالم الدنيا، فتلك اللحظة هي أسعد لحظة في حياتنا نحن المسلمين، وهي اللحظة الفاصلة بين الظلام والنور، والكفر والإيمان، والجهل والعلم، واختيار اقرأ من بين قاموس الألفاظ وديوان اللغة له سر عجيب ونبأ غريب، فلم يكن مكان (اقْرَأْ) غيرها من الكلمات، لا " اكتب"، ولا "ادع" ولا "تكلم" ولا "قل"، ولا "اخطب".... إنما (اقْرَأْ)، ويا لها من كلمة جليلة جميلة أصيلة.
اقرأ يا محمد قبل أن تدعو، واطلب العلم قبل أن تعمل (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ) محمد 19.
إن (اقْرَأْ) منهج حياة، ورسالة حية لكل حيّ تطالبه بتحصيل العلم النافع وطلب المعرفة، وأن يطرد الجهل عن نفسه وأمته.
وأين يقرأ بأبي وأمي وما تعلّم على شيخ ولا درس كتابا ولا حمل قلما؟
يقرأ أولا باسم ربه كلام ربّه، فمصدره الأول الوحي يتلوه غضّا طريا، ويقرأ في كتاب الكون المفتوح ليرى أسطر الحكمة تخطها أقلام القدرة، فيقرأ في الشمس الساطعة، والنجوم اللامعة، والجدول والغدير، والتل والرابية، والحديقة والصحراء، والأرض والسماء:
وكتابي الفضاء اقرأ فيه صورا ما قرأتها في كتابي
وكلمة (اقْرَأْ) تدلك على فضل العلم وعلوّ مكانته، وأنه أول منازل الشرف الرافعة.
وإن كل سعادة وفلاح سببها العلم، فرسالته صلى الله عليه وسلم علميّة عمليّة، لأنه بعث بالعلم النافع والعمل الصالح: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث) أخرجه البخاري 79 ومسلم 2282 عن أبي موسى رضي الله عنه.

فاليهود عندهم علم بلا عمل، فغضب عليهم، والنصارى لديهم عمل بلا علم فضلوا، فأمرنا بالاستعاذة من سبيل الطائفتين (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) ) الفاتحة.

الرسول صلى الله عليه وسلم باكيا
البكاء فضيلة عند رؤية التقصير أو خوف سوء المصير، وهو محمدة إذا تذكّر العبد ربه وخاف ذنوبه، ودليل على تقوى القلب وسمّو النفس وطهر الضمير ورقّة العاطفة، مدح الله رسله بالبكاء فقال: ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58)) مريم.
ووصف أولياءه الصالحين بأنهم ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) ) الإسراء.
ولام أعداءه على القسوة والغلظة فقال: ( أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون).
وأثنى على قوم فقال: ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ ) المائدة 83.
وسيد الخاشعين لربّ العالمين، وإمام الخائفين من مالك يوم الدين هو خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم. فقد كان نديّ الجفن، سريع العبرة، سخيّ الدمع، رقيق القلب، جياش العاطفة، مشبوب الحشا، تنطلق دمعته في صدق وطهر، ويسمع نشيجه في قنوت وإخبات، يترك بكاؤه في قلوب أصحابه آثارا من التربية والاقتداء والصلاح ما لا تتركه الخطبة البليغة والمواعظ المؤثرة، فهو يبكي صلى الله عليه وسلم عند تلاوة القرآن، فقد قام ليلة من الليالي يكرر قوله تعالى: ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) )المائدة، فيبكي غالب ليله.
وهو يبكي عند سماع القرآن، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن مسعود: (اقرأ عليّ القرآن )، قال: كيف أقرؤه عليك وعليك أُنزل؟ قال: ( اقرأ فإني أحبّ أن أسمعه من غيري ) فيقرأ ابن مسعود من أول سورة النساء، حتى بلغ: ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء

شَهِيداً (41) ) النساء. قال: ( حسبك الآن ) فنظرت فإذا عيناه تذرفان. أخرجه البخاري [ 4582، 5055] ومسلم 800 عن عبدالله بن مسعود.
وهو يخشع صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن، فقد صح أنه قام ليلة يستمع لأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن ثم قال له في الصباح: ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) أخرجه البخاري 5048 ومسلم 793 عن أبي موسى.
فيقول أبو موسى: لو كنت أعلم أنك تستمع لي لحبّرته لك تحبيرا. أي: جوّدته وحسنته وجمّلته. هذه الزيادة أخرجها البيهقي في الكبرى [ 4484، 208421] وفي الشعب 2604.
وقال عبدالله بن الشخير في حديث صحيح: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وبصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، وهو القدر إذا استجمع غليانا.
ويحضر صلى الله عليه وسلم جنازة ابنته زينب، ويجلس على القبر وتذرف عيناه من هول المنظر، وتذكر العاقبة والتفكير في ذلك المصير، وأصحابه يشاهدون هذا المشهد المؤثر المعبّر منه صلى الله عليه وسلم.
ويخبر صلى الله عليه وسلم بفضل البكاء من خشية الله، فيذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (... ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) اخرجه البخاري[ 660، 1423، 6806] ومسلم 1031 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( عينان لا تمسّهما النار أبدا: عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) أخرجه الترمذي 1639 والبيهقي في الشعب 796 عن ابن عباس.
فالبكاء السنّي الشرعي ما كان من خوف الله عز وجل، وتذكّر القدوم عليه والوقوف بين يديه والتفكير في آياته الشرعية والكونية. والبكاء من الوفاء، ومن أفضل أعمال الأولياء، خاصة إذا كان

ندما من معصية وعند فوت طاعة، ووجلا من عذاب، ورحمة لمصاب، ورقة عند موعظة، وخشية عند تفكّر. ولا يحمد البكاء على الدنيا، فهي أقل وأرخص من يُبكى عليها، فليست أهلا لذلك.
فكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم أجلّ وأفضل البكاء، وهو ما دلّ على يقين وعظمة خوف وشدة رهبة من الجليل، وصدق معرفة وحسن علم بعاقبة، فأعماله صلى الله عليه وسلم كلها في أرقى مقامات الأعمال وأسمى غايات الأحوال.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم بالهلوع الجزوع الذي يأسف على فوات الحظوظ الدنيوية ويجز على ذهاب المكاسب الدنيّة، ولم يكن بالفرح البطر القاسي الذي لا تؤثر فيه المواقف ولا تحرّكه الأزمات، بل كان بكاؤه وندمه وأسفه في مرضاة ربه. وكان تبسّمه وضحكه وسروره في طاعة خالقه، ففي كل خصلة من خصال النبل وفي كل صفة من صفات الفضل هو المثل الأعلى والقدوة الحسنة: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب 21.
لقد كان أصحابه صلى الله عليه وسلم ينظرون إليه على المنبر ودموعه تذرف، ونشيجه يتعالى، ولصدره أزيز ولصوته أزيز من حينها يتحول المسجد إلى بكاء ودموع، كلٌّ يمسك رأسه ويترك التعبير لعينيه أمام هذا المشهد الذي لا تمحوه الأيام ولا تنسيه الليالي.
يا الله! محمد رسول الله هكذا باكيا أمام الناس، هكذا تسحّ دموعه وتتساقط على وجنتيه وهو أعرف الناس بالله وأدراهم بالوحي وأعلمهم بالمصير!
يبكي من قلب ملؤه الخوف من الله، ومن نفس عمَرها حب الله، فتكاد دموعه تتحدث للناس، ويكاد يكون بكاؤه أبلغ من كل موعظة وأفصح من كل كلمة.
قد كنت أشفق من دمعي على بصري فاليوم كلّ عزيز بعدكم هانا



الرسول صلى الله عليه وسلم ضاحكا:
الضحك المعتدل بلسم للروح ودواء للنفس وراحة للخاطر المكدود وبعد الجد والعمل، والمقتصد منه دليل على الأريحية، وآية على اعتدال المزاج، وعلامة على صفاء الطويّة.
وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم مع أهله إذا دخل عليهم ضحاكا بساما يمازح زوجاته ويلاطفهن ويؤنسهن ويحادثهن حديث الود والحب والحنان والعطف؛ لأنه بُعث رحمة للعالمين، وأحق الناس بهذه الرحمة أهله وقرابته وأحبابه وأصحابه. وكانت تعلو محيّاه الطاهر البسمة المشرقة الموحية، فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم أسرا فمالت نفوسهم بالكلية إليه وتهافتت أرواحهم عليه، يبتسم عن مثل البرد في وجه أبهى من الشمس، وجبين أزهى من البدر، وفم أطهر من الأقحوان، وخلق أندى من الرياض، وودّ أرق من النسيم، يمزح ولا يقول إلا حقا، فيكون مزحه على أرواح أصحابه أهنى من قطرات الماء على كبد الصادي وألطف من يد الوالد الحاني على رأس ابنه الوديع، يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم، فلا والله ما يريدون الدنيا كلها في جلسة واحدة من جلساته، ولا والله لا يرغبون في القناطير المقنطرة من الذهب والفضة في كلمة حانية وادعة مشرقة من كلماته.
يقول جرير بن عبدالله البجلي: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسّم في وجهي، وجرير يفتخر بهذا العطاء ويعلن هذا السخاء، فهذه البسمة الوارفة الدافئة الصادقة أجلّ عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل الأمنيات.
يبتسم في وجهه فكفى، يملأ روحه برا وحنانا ولطفا، ويشبع قلبه سماحة ورحمة وودا، ولا تظن المسألة عادية أو أن الموقف سهلا بسيطا لأنك ما عشت الحدث وما لابست القضية.
والرسول صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسط بين من جفّ خلقه ويبس طبعه وتجهّم محيّاه وعبس وجهه، وبين من أكثر من الضحك واستهتر في المزاح وأدمن الدعابة والخفة،

فكان صلى الله عليه وسلم يضحك في مناسبات حتى تبدو نواجذه، ولكنه لم يستغرق في الضحك حتى يهتز جسمه أو يتمايل أو تبدو لهواته، وهي أقصى الحق.
وقد صحّ عنه أنه قال: ( وإيّاك والضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب) أخرجه أحمد 8034 والترمذي 2305 وابن ماجه 4217 عن أبي هريرة رضي الله عنه وانظر البيان والتعريف 1\22 وكشف الخفاء 85.
وقد ورد أنه مازح بعض أصحابه فقال له: أريد أن تحملني يا رسول الله على جمل، قال: ( لا أجد لك إلا ولد الناقة) فولّى الرجال فدعاه وقال: ( وهل تلد الإبل إلا النوق؟) أي أن الجمل أصلا ولد ناقة. أخرجه أحمد 13405 وأبو داود 4998 والترمذي 1991 عن أنس بن مالك.
ويروى أن عجوزا أتته صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يدعو لها بدخول الجنة، فقال: ( لا يدخل الجنة عجوز) فولّت تبكي، فدعاها وقال: ( أما سمعت قول الله سبحانه: ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَاباً (37) ) الواقعة. أخرجه الطبراني انظر مجمع الزوائد 10\419.
بل كان ضحكه طاعة لربه تعالى، وفيه من مقاصد الإقتداء والأسوة ما يفوق الوصف، ولم يكن ضحكه عبثا أو لهوا أو تزجية للوقت و***ا للزمن.
يركب صلى الله عليه وسلم راحلته مسافرا فيدعو بدعاء السفر ثم يقول: ( اللهم اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ثم يضحك صلى الله عليه وسلم، فيسأله أصحابه: لم ضحكت يا رسول الله؟ فقال: ( يضحك ربك إذا قال العبد: اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا) . أخرجه أحمد 932 وأبو داود 2602 والترمذي 3446 عن علي رضي الله عنه.



ويتلو صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار، ويسأل ربه شيئا فشيئا حتى يعطيه الله عشرة أمثال ما تمنّى، فيقول الرجل: أتهزأ بي وأنت رب العالمين؟ فيضحك صلى الله عليه وسلم عند ذلك.
فمن هديه صلى الله عليه وسلم الذي هداه الله إليه ودلّه عليه أنه يعطي كل مقام حقه حتى لا يصلح في ذلك المقام إلا ما فعله صلى الله عليه وسلم، ففي وقت الأنس والفرح والسرور مزاح مقتصد ودعابة وقورة ومرح معتدل، وفي وقت الموعظة والخوف والتذكر بكاء في خشية ورهبة في ذكرى وتأثر في سكون، فمزاحه تأليف للقلوب، ودعابته أنس للأرواح، وضحكه بلسم للنفوس، بل كل مزحة مكتوبة في دواوين الحديث على أنها سنة، وكل دعابة نقلها الرواة على أنها أثر وخلق من أخلاقه الشريفة، فسبحان من رفع قدره حتى صار ضحكه يحفظ في بطون الأسفار كأنه أعجب قصة من قصص العبر والعظات، وتبارك من شرّف منزلته حتى جعل مزحه يرويه الثقات عن الثقات كأنه فريضة قائمة، فصلى الله عليه وعلى أصحابه وآله ما تنفس صباح وعسعس ليل.

الرسول صلى الله عليه وسلم شجاعا:
الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع الناس قلبا، ويكفي شجاعته مثلا أنه ما فرّ من معركة قط، وما تأخر عن القتال، وما نكص عند النزال، بل كان إذا حمي الوطيس وقامت الحرب على ساق واحمرّت الحدق وتطايرت الرؤوس على أطراف السيوف وتكسّرت الرماح على الجماجم، حينها تجد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ثابت الجأش ساكن النفس، عنده من الطمأنينة والثقة بربّه ما يكفي أمة وما يفيض على جيش.



أما كان في الغار مع أبي بكر الصديق وقد أحاط بالغار كفار قريش معهم السيوف المصلتة والقلوب الحاقدة يريدون روحه صلى الله عليه وسلم بأي ثمن، وهو أعزل من السلاح؟ فلما رأى تخوف أبي بكر عليه قال: ( يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما) أخرجه البخاري [ 3653، 4663] ومسلم 2381 عن أبي بكر رضي الله عنه وهذا غاية الثبات ونهاية الشجاعة.

ويفرّ المسلمون في حنين ولا يبقى إلا ستة من الصحابة، فيتقدم صلى الله عليه وسلم على بغلته الى جيش الكفار المدجج بالسلاح الكثير العدد القوي البأس، فيرميهم بحفنة تراب بيده ويقول:" شاهت الوجوه" أخرجه مسلم 1777 عن سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه.

الرسول صلى الله عليه وسلم ممدوحا:
فذو العرش محمود وهذا محمد:
(عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً (79) ) الإسراء.
الشمس من حساده والنصر من قرنائه والحمد من أسمائه
أين الثلاثة من ثلاث خلاله من حسنه وإبائه ومضائه
مضت الدهور وما أتين بمثله ولقد أتى فعجزن عن نظرائه
محمد بن عبدالله.. هذا الاسم الأعلم، إذا ذكر ذكرت معه الفضيلة في أجمل صورها، وذكر معه الطهر في أرقى مشاهده، وذكر معه العدل في أسمى معانيه.


محمد بن عبدالله.. اسم كتب بحروف من نور في قلوب الموحّدين، فلو شققت كل قلب لرأيته محفورا في النياط مكتوبا في السويداء، مرسوما في العروق.
والله لو شقّ قلبي في الهوى قطعا وأبصر اللحظ رسما في سويداه
لكنت أنت الذي في لوحه كتبت ذكراه أو رسمت بالحب سيماه
محمد صاحب الغرة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيد بجبريل.. حامل لواء العز في بني لؤين وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي.

بشّرت به الرسل، وأخبرت به الكتب، وحفلت باسمه التواريخ، وتشرّفت به النوادي، وتضوعت بذكره المجامع، وصدحت بذكراه المنائر، ولجلجت بحديثه المنابر.
عصم من الضلالة والغواية: ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) ) النجم، وحفظ من الهوى: ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)) النجم...
فكلامه شريعة، ولفظه دين، وسنته وحي: (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4))النجم..
سجاياه طاهرة، وطبيعته فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة ( إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)) النمل.
تواضعه جمّ، وجوده عمّ، ونوره تمّ، فهو مرضي الفعال، صادق الأقوال، شريف الخصال ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ) القلم.
ليّن الجانب، سهل الخليقة، يسير الطبع ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران 159.


ظاهر العناية، ملحوظ بعين الرعاية، منصور الراية، موفق محظوظ، مظفّر مفتوح عليه ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً (1) ) الفتح.
أصلح الله قلبه، وأنار له دربه، وغفر له ذنبه ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) الفتح 2.
فهو المصلح الذي عمر الله به القلوب، وأسعد به الشعوب، وأعتق به الرقاب من عبودية الطاغوت، وحرّر به الإنسان من رقّ الوثنية ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)) الشورى.

وهو الذي أعفى البشرية من التكاليف الشاقة، وأراحها من المصاعب، وأبعدها من المعاطب، وسهل لها بإذن الله أمر الحياة، وبصّرها بسنن الفطرة ( وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) الأعراف 157.
فهو رحمة للإنسان، إذا علّمه الرحمن، وسكب في قلبه نور الإيمان، ودلّه على طريق الجنان..
وهو رحمة للشيخ الكبير، إذ سهّل له العبادة، وأرشده لحسن الخاتمة، وأيقظه لتدارك العمر واغتنام بقية الأيام..
وهو رحمة للشاب إذ هداه إلى أجمل أعمال الفتوة وأكمل خصال الصبا، فوجّه طاقته لأنبل السجايا وأجلّ الأخلاق..
وهو رحمة للطفل، إذ سقاه مع لبن أمه دين الفطرة، وأسمعه ساعة المولد أذان التوحيد، وألبسه في عهد الطفولة حلة الإيمان..
وهو رحمة للمرأة، إذ أنصفها في عالم الظلم، وحفظ حقها في دنيا الجور، وصان جانبها في مهرجان الحياة، وحفظ لها عفافها وشرفها ومستقبلها، فعاش أبا للمرأة وزوجا وأخا ومربيا..



وهو صلى الله عليه وسلم رحمة للولاة والحكام، إذ وضع لهم ميزان العدالة، وحذّرهم من متالف الجور والتعسف، وحدّ لهم حدود التبجيل والاحترام والطاعة في طاعة الله ورسوله..
وهو رحمة للرعية، إذ وقف مدافعا عن حقوقها محرما الحيف ناهيا عن السلب والنهب والسفك والابتزاز والاضطهاد والاستبداد.
إذا فهو رحمة للجميع ونعمة على الكل: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)) الأنبياء.
وكان إذا تكلم عبلا كلامه حدود النفس وتجاوز أقطار الروح، فغاص حديثه في أعماق الأفئدة، ونقش لفظه في صفحة الذاكرة، وخطّ على سويداء القلوب.
وكان إذا ضحك ملأ المكان أنسا، وأتحف الحضور بشرا، وعبّأ جلاسه سعادة وحفاوة.
وكان إذا بكى خشع لبكائه الناس، وذرفت كل عين مخزونها، وأخرجت كل نفس مكنوناتها، فكأن نذر القيامة على الأبواب، وكأن رسل الموت وقوف على الرؤوس، فلا ترى إلا دموعا وخشوعا وخضوعا وإطراقا: ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) ) النجم.
بادٍ هواك صبرت أن لم تصبر وبكاك إذا لم يجر دمعك أو جرى
وكان إذا خطب هز المنابر، وأيقظ الضمائر، وحرّك السرائر، وألهب السامعين، وأذهل المخاطبين، فلو أن للصخر عينا لبكت، ولو أن للجدار نفسا لخشعت، ولو أن للأيام أذنا لأنصتت.
ليت للدهر مقلة فلعل الذكر يبكيه مثلما أبكاني
بحديث يغوص في القلب غوصا وعليه جلالة من معان
وكان إذا قاتل ثبت ثبوت الرجال، وتقدّم تقدّم السيل، وصمد صمود الحق ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) النساء 84.



فكان لا يعرف الفرار، ولا يسمع بالهزيمة ولا يستسلم للإحباط، محيّاه باسم والغبار يملأ المكان، وقلبه مطمئن والرؤوس تعاف الأبدا، ونفسه ساكنة والنفوس شذر مذر على رؤوس الرماح، وطلعته ضاحكة والسيوف تخطّ بالدماء حروف الموت ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) آل عمران 144.
وقفت وما في الموت شكّ لواقف كأنّك في جفن الردى وهو نائم
تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضّاح وثغرك باسم
وكان إذا جاد بلغ المدى في السخاء، وفعل ما لم تفعله الأنواء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويهب هبة من أرخص الدنيا وزهد في الحطام وعاف البقاء ورجا من الله الخلف.. يداه غمامة أينما هلّت، وكفّه مدرارا أينما وقع نفع، جاد بمهجته فعرّضها للمنايا في سبيل الله، وقدّمها لشفرات السيوف لرفع لا إله إلا الله، فما شجاعته إلا آية لجوده، وما إقدامه إلا برهان على سخائه:
أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة دّبت في هول الردى أبطالها
وإذا وعدت وفيت فيما قلته لا من يكذّب قوله أفعالها
يعطي ما يملك في ساعة، ويهدي ما عنده في لحظة، هانت عليه الدنيا فمنح أجلاف العرب مئات الإبل، ورخصت عنده الأموال فجاد بالغنائم على مسلمي الفتح: ( والذي نفسي بيده، لو أن لي بعدد عضاة تهامة مالا لأنفقته ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ) مالك في الموطأ 977.

ما قال "لا" إلا في التشهد وما ترك "نعم" إلا عند المناهي
سئل قميصه فخلعه وأعطاه، وجاد بقوته فعصب بطنه على حرّ الجوع وبلواه.. جود حاتم للصيت والسمعة والرياء، وجود خاتم الأنبياء لمرضاة رب الأرض والسماء.

أنفق من فاقة، وأعطى من فقر، وآثر من حاجة، ووصل مع العوز.
وكان إذا عفا على الجاني أسره بإحسانه، فلا يعاتبه ولا يطالبه.. ينسى الإساءة ويدفن الزلة ويمحو بحلمه لذنب، ويغطي بصفحه الجرم ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)) الحجر.
قاتله قومه ونازلوه، فآذوه وسبّوه وشتموه، وطردوه وحاربوه وجرحوه، فلما انتصر عفا وصفح، وحلم وسمح، وصاح في الدهر صيحته المشهورة وكلمته العامرة: ( اذهبوا فأنتم الطلقاء) .
أنشودة أخلاقه: ( إن الله أمرني أن أصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أعطي من حرمني ) . أخرجه رزين أنظر المشكاة 5358 وتفسير القرطبي 7\346.
كل خلق كريم في القرآن فهو مترجم في سيرة هذا الإنسان، ولذلك قالت عائشة عنه صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن.
وكان إذا وعد وفى، فلم يحفظ عنه أعداؤه خلفا لوعد، ولا خيانة لعهد، مع حرصهم الشديد على الظفر بعثرة له أو زلّة، ولكن هيهات، عاش عمره كله سلماً وحربا ورضىً وغضباً وحلاً وترحالاً، عاش حالة واحدة من الصدق والأمانة، فهل الصدق إلا ما كان عليه؟ وهل الأمانة إلا منه وإليه؟
لقد وعده رجل في مكان، فانتظر صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان ثلاثة أيام، ليفي بوعده. لقد عاهد المشركين واليهود وهم أشد الناس عداوة له، فما خان ولا خلف بالعهد، ولا نقض لميثاق. وحق له أن يكون أوفى الناس بوعده وأصدقهم في عهده، وهو الذي جاء بشريعة الصدق والوفاء، وحذّر من الخيانة ونقض الميثاق، أليس هو القائل: ( آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ) أخرجه البخاري [ 33، 2682] ومسلم 59 عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو الذي نزلت عليه: ( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34) )، وقوله: ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) ) الرعد.
وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمّة ووفاء
محمد صلى الله عليه وسلم خطيبا:
(وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) ) النساء.

ولسانٌ صيرفيٌٌّ صارم كذباب السيف ما مسّ قطع
منطق كالفجر أو كالغيث ما شانه عيب كنورٍ قد سطع
طالع دفتر بيانه عليه الصلاة والسلام، وتأمّل ديوان فصاحته، كلام لعمري يأخذ بالقلوب، وحديث والله يأسر الأرواح، صحة مخارج وإشراق عبارة وحسن ديباجة، وانتقاء ألفاظ، ورصانة جمل، حتى كأنّ حديثه روض فوّاح، أو حديقة غنّاء باكرها الغيث وصحبتها الصبا، وداعبها النسيم، وقد آتاه الإعجاز في إيجاز، والبلاغة في اختصار، وقد أخبر بذلك فقال: ( أوتيت جوامع الكلم ) أخرجه البخاري 2977 ومسلم 523 واللفظ له عن أبي هريرة، وفي رواية: ( واختصر لي الكلام اختصارا ) . أخرجه البيهقي في الشعب 1436 عن عمر رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\14-15.
ولكن إن تنظر فيما صحّ عنه من أحاديث قولية، وهي ما يقارب العشرة آلاف حديث، فإذا هي شملت كل فصول الحياة وأبواب الآخرة وأخبار الماضي ومعجزات المستقبل، وإن شئت أن تعرف سموّ كلامه صلى الله عليه وسلم وجزالة لفظه وقوة عبارته ونصاعة بيانه، فقارنه بكلام غيره من البشر مهما عظمت فصاحته. ولو دخلت ناديا به لوحات من الكلمات الخالدة والعبارات المؤثرة لخطباء العالم وشعراء الدنيا ونوابغ الدهر، ثم نظرت الى كلامه صلى الله عليه وسلم لرأيت كلامه ناسخا لمحاسن كلام غيره، حتى كأنه ما أعجبك قبل كلامه كلام، ولا هزك قبل حديثه حديث، بل إنّك لتجد الرجل


العامي الذي ما تمرّس على ضروب الكلام ولا ميّز بين مختلف الكلام، يجد للفظ الرسول صلى الله عليه وسلم وقعا خاصا ومذاقا آخر.
يريد عليه الصلاة والسلام أن يوصي معاذ بن جبل وصية جامعة مانعة شافية كافية، فيأتي بعبارة موجزة مليئة بالفوائد، حافلة بالشوارد، بديعة المنزع، مشرقة الديباجة، فيقول: ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) أخرجه أحمد [ 20847، 20894] والترمذي 1987 والدارمي 2791 والمشكاة 5083. ولو أن بليغا أراد أن يقول مثلها لأسهب في الوصية وأطال في النصح، فإما أن يجعل المعنى على حساب اللفظ فيبسط القول ويختزل المعنى، أو أن يجعل اللفظ على حساب المعنى فيوجز الحديث ويشير الى المعنى إشارة.
سأله صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر عن النجاة ما هي؟ فلا يتلعثم ولا يتعثر ولا يفكر، إنما ينطلق فمه الشريف بجملة راشدة واعية موحية فيقول: ( كفّ عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك) أخرجه أحمد 21732 والترمذي 2406 وابن أبي عاصم في الزهد 1\15 وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. فانظر لحسن التقسيم الثلاثي البديع، مع استيفاء المعنى واختصار اللفظ دون تحضير سابق ولا إعداد متقدم؛ لأن السائل واقف يريد الجواب، مستعجل يبتغي النصح.
ويركب صلى الله عليه وسلم راحلته ومعه ابن عباس رضي الله عنهما، فيوصيه صلى الله عليه وسلم بوصية حضرته في الحال، فيخرجها في حلة من البيان تأسر الألباب، ويضعها في طبق من الفصاحة يكاد يذهب ضوؤه بالأبصار، يقول: ( يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا ان يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ). أخرجه أحمد [2664، 2758،

2800] والترمذي 2516، والحاكم 6304 عن ابن عباس رضي الله عنهما وانظر المشكاة 5302. والآن أضعك أمام هذا النص الراقي من البيان، وأحاكمك الى عقلك هل رأيت في كلام البشر كهذا الكلام؟ حسن فواصل وعذوبة لفظ، وقوة معان، وأسر خطاب! فقوله: احفظ الله يحفظك من الجمل المحفورة في ذاكرة البيان، والتي يسجد لها العقل السويّ في محراب الفصاحة، فإنها جمعت الوصايا في وصية، واختصرت العظات في عظة، فلو كان غيره صلى الله عليه وسلم المتحدث لقال: احفظ الله بأداء أوامره يحفظك بنعمه، واحفظ الله بترك نواهيه يحفظك من عقابه، واحفظ الله في شبابك يحفظك في هرمك.. إلى آخر تلك المقابلات، وإلى قائمة طويلة من المقدمات والنتائج والبدايات والخواتيم، ولكنه قال: (احفظ الله يحفظك ) فلا أبدع ولا أروع ولا أوجز ولا أعجز من هذا الكلام الباهي الزاهي:
كأنه الروض حيّته الصّبا سحرا وزاره الغيث فازدانت خمائله
ثم اقرأ الحديث جملة جملة، وقف إن كنت ذا ذائقة للبيان وذا دربة على سحر الخطاب:
إذا تغلغل فكر المرء في طرف من حسنه غرقت فيه خمائله
وخذ أي حديث من أحاديثه العطرة الزكية، هل ترى فيها عوجا من الركاكة، أو أمتا من التكلف؟ بل رقة في فخامة، وسهولة في إشراق، وأصالة في عمق، فسبحان من أجرى الحديث على لسانه سلسا متدفقا أخاذا.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات ) أخرجه البخاري [1 ،54] ومسلم 1907 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيكفي ويشفي ويفي المقصود، ويستولي على المعاني ويطوي مسافات من الأحكام والعقائد والآداب والأخلاق في جملتين زاهيتين جامعتين، فتصبح قاعدة للعلماء ومثلا للحكماء وكلمة شاردة للأدباء.



وخذ مثلا كلامه على البديهة والفجاءة: يدخل طفل من الأنصار له طائر يلعب به فمات فيقول: ( يا أبا عمير ما فعل النغير؟) أخرجه البخاري [ 6129، 6203] ومسلم 2150 عن أنس بن مالك رضي الله عنه، انظر الى تقابل العبارة وحسن السجعة وموازنة الجملتين.
ويقول في حنين على وجه العجلة: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) أخرجه البخاري [2864، 2874]، ومسلم 1776 عن البراء بن عازب رضي الله عنه.
فلو أن علماء الكلام وأساطين البيان أرادوا هذا الكلام على عجلة من أمرهم لما تأتّى لهم.
ولا غرابة ان يكون صلى الله عليه وسلم أفصح الناس فإن معجزته الكبرى وآيته العظمى هو القرآن الذي أدهش الفصحاء وأفحم الشعراء وأذهل العرب العرباء، فلا بد أن يكون هذا النبي الموحى إليه بدرجة سامية من البيان الخلاب الجذاب الذي يستولي على الألباب.

محمد صلى الله عليه وسلم مفتيا:
(وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ) النساء 127.
يطاوعه اللفظ العصيّ إذا قضى ويسعفه الرأي الأصيل إذا جرى
إذا ظنّ ظنّاً قلت صبحٌ مؤلقٌ كأنه صريح البرق من ظنّه سرى
كان عليه الصلاة والسلام مؤيدا من ربه في علم الفتيا، فقد فتح الله عليه أبواب المعرفة وكنوز الفهم، فكان عنده جواب لكل سائل على حسب حاله وما يصلح له وما ينفعه في دنياه وأخراه.
كان الجواب ثوبا مفصلا على السائل يفصّله تماما على الذي أحسن، مع جمال الأداء وبهاء الإلقاء ومتعة التلقي منه، فكأنه قرأ حياة السائل قبل أن ياتيه، وألمّ بدخائله ومذاهبه قبل أن يستفتيه، وما ذاك إلا لقوّة أنوار النبوّة وبركة الوحي وأثر التوفيق والفتح الرباني.


يسأله شيخ كبير أدركه الهرم وأضناه الكبر عن عمل يداوم عليه، فأفتاه بعمل يسير يناسب حاله على أفضل عمل وأسهل عبادة وأيسر طاعة، في لفظ وجيز، ولو كان غيره لربما أوصى الرجل بالاجتهاد في الطاعة واغتنام آخر العمر بالجدّ في العبادة مع إغفال ضعفه وإهمال شيخوخته.
وانظر ما أجمل كلمة: ( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ) أخرجه أحمد [17227، 17245] والترمذي 3375 وابن ماجه 3793 وانظر المشكاة 2279. وما فيها من حسن تصوير وبراعة عرض وطلاوة عبارة تهيج السامع على هذا العمل الجليل.
وجاءه غيلان الثقفي، وكان قوي البنية ضخم الأعضاء صلب الجسم، فسأله عن عمل يتقرب به الى الله تعالى، فروي انه صلى الله عليه وسلم قال: ( عليك بالجهاد في سبيل الله ) (لم أجد تخريجه)، فانظر لحسن اختياره للعمل وملاحظته استعداد الرجل وما يصلح له ويناسب حاله، فيا لها من فطنة باهرة وحكمة عامرة.
وسأله أبو ذر ـ وكان غضوبا حادّ الطباع ـ أن يوصيه فقال: ( لا تغضب ) ثلاثا، أخرجه البخاري 6116 عن أبي هريرة رضي الله عنه. فكان هذا دواؤه وعلاج حالته وبلسم حاله الذي لا يصرف إلا من صيدلية النبوة المباركة وصارت هذه الكلمة قاعدة من قواعد الدين وأصلا من أصول الشريعة.
ويرى أبا موسى الأشعري يصعد جبلا فيقول له: ( عليك بلا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة ) أخرجه البخاري [ 4205، 6610] ومسلم 2704. فهذه الكلمة تناسب صعود الجبال وحمل الأثقال، لأن فيها البراءة من قوة العبد وحوله وطلب المعونة من الله والمدد، فما أحسن الاختيار في هذا الإرشاد مع مراعاة مقتضى المقام.
ويرى صلى الله عليه وسلم ضعف أبي ذر وقلة تحمّله فيأمره باجتناب الإمارة، لأنه ضعيف، وهي أمانة وخزي وندامة يوم القيامة، لأن مثل أبي ذر له أبواب في الخير يجيدها غير باب الولاية، فانظر لفطنته صلى الله عليه وسلم ومعرفته بمواهب الناس ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ) النجم.

ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه الى اليمن: ( إنك تأتي أقواما أهل كتاب ) أخرجه البخاري [ 1458، 1496] ومسلم 19 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذلك لينبّه معاذا الى معرفة أقدار المخاطبين، والاطلاع على أحوالهم ليقول لهم ما يناسبهم.
ويوصي معاذا ـ وهو رديفه على حمار ـ بحق الله على العبيد وحق العبيد على الله؛ لأن معاذا عالم داعية تناسبه هذه الوصية الكبرى، وسوف يبلغها للأمة، لأنه في مكان التوجيه والإرشاد والنصح، وهذا الذي فعله معاذ في حياته. ولو كان أعرابيا لما ناسبه هذا الكلام.
وجاءه حصين بن عبيد فسأله: (كم تعبد؟ قال: سبعة، واحدا في السماء وستة في الأرض، قال: من لرغبك ورهبك؟ قال: الذي في السماء، قال: فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء ثم قال له: قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شرّ نفسي)، اخرجه الترمذي 3483 واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 1184 عن عمران بن حصين رضي الله عنه وانظر المشكاة 2476. فهذا الدعاء يناسب حال حصين بن عبيد وما كان فيه من أمر مريج ومن اشتباه حال وشكٍّّ مريب وفوات رشد وبعد صواب، فناسب أن يطلب الرشد من ربّه وأن يستعيذ من شرّ نفسه كل بلاء منها.
وأرشد صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الى أن يقول: (اللهم اهدني وسدّدني) اخرجه مسلم 2725 عن علي رضي الله عنه. وهذا يناسب حال علي، فإنه عاش حتى أدرك اختلاف الأمور وظهور الفتن والتباس الحال التي تتطلب الهداية من الله في هذا الجو المظلم، وطلب السداد من الحيّ القيوّم عند هذه الواردات والآراء والأهواء.
فسبحان من ألهم رسوله وفتح على نبيه وأفاض عليه من مكنون الفهم ومخزون الفقه ما فاق الوصف وجلّ عن المدح:
قطف الرجال القول قبل نباته وقطفت أنت القول لمّا نوّرا
فهو المشيع بالعيون وهو المضاعف حسنه إن كرّرا
وليس كلامه صلى الله عليه وسلم بكلام شعر من الشعراء الذين يهرفون بما لا يعرفون وفي كل واد يهيمون، وإنما زخرفهم من خيالاتهم الفاسدة ومن تصوراتهم الكاسدة، فأما هو فصانه الله من ذلك، بل كلامه وحي يوحى وشرع يتلى، وليس قوله بقول سياسي يسترضي به الملأ وينافق به الجمهور ويروّج به بضاعته المزجاة، بل كان صلى الله عليه وسلم نبيّا ربّانيا ورسولا معصوما ينقل عن جبريل عن ربّه حكمة راشدة وملة هادية ودينا قيّما.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم اديبا يغرف من مخزون ثقافته ومن فيض ذاكرته التي جمعها هذا الأديب من نتاج الناس وزبد ثقافات البشر أبناء الطين وسلالة التراب، بل كان صلى الله عليه وسلم معلّما معصوما أن يزيغ، محفوظا أن يضلّ، مصانا أن يجازف.

محمد صلى الله عليه وسلم طاهرا مطهرا
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً (46) ) الأحزاب.
كأن الثريّا علّقت بجبينه وفي جيده الشّعرى وفي وجهه القمر
عليه جلال المجد لو أن وجهه أضاء بليل هلّل البدو والحضر

لقد أكمل الله المحاسن لرسوله صلى الله عليه وسلم وأتمّ عليه نعمة الفضل، واختصّه بالعناية حتى صار الأسوة الحسنة في كل فضيلة، فمنه تتعلم فنون المكارم، ومن برديه تنبع صفوة المناقب؛ لأن من لوازم القدوة أن يكون مثاليا جامعا لما تفرق في الأخيار من سجايا حميدة، فكان عليه الصلاة والسلام ذاك الإنسان المجتبى من ربه المصطفى من خالقه، ليقود الناس الى أحسن الأخلاق وأنبل الأعمال وأكرم المذاهب.

فأما مخبره عليه الصلاة والسلام فهو الطاهر المبارك الذي غسل قلبه بماء الحياة فصار أبيضا نقيا مطهرا، وقد أذهب الله من صدره كلّ غيظ وحسد وحقد وغلّ وغش، فصار أرحم الناس قاطبة، وأبرّهم كافة، وأكرمهم جميعا، فعمّ حلمه وكرمه وطيبه وجوده الحاضر والبادي والقريب والبعيد، فنفسه أذكى نفس، وباله أشرح بال، وضميره أطهر ضمير، وحُقّ له أن يكون كذلك لأنه المرشّح لقيادة العالم وإصلاح الكون وتقويم البشرية (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)) الأنبياء.
إن البريّة يوم مبعث أحمد نظر الإله لها فبدّل حالها
بل كرّم الإنسان يوم اختار من خير البرية نجمها وهلالها
ينهى عن الغضب ويقول: (لا تغضب)، ويكون أبعد الناس عن أسباب الغضب المشين دوافعه، بل وسع الناس حلما وأمطرهم كرما وأوسعهم عفوا وصفحا.
ويقول لا تحاسدوا ). أخرجه البخاري [6116، 6076] ومسلم 2559 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. ثم يكون المعافى من هذا الداء القاتل، فليس في كيانه ذرة من حسد، أو قطرة من حقد، صانه الله من ذلك، بل هو الذي وزع الخير على العالم وقسم الفضل من الله على الناس.
ويقول: ( ولا تدابروا، ولا تقاطعوا ) الحديث السابق، ثم يترجم هذا الخلق النبيل من الصلة والبر والإحسان، فيصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه، فأعظم عبد صحّت فيه آية: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) آل عمران 134.
ويقول: ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا ) أخرجه مسلم 2865 عن عياض بن حمار رضي الله عنه. فيكون هو التواضع كله صورة ماثلة ومشهدا حيا وحقيقة قائمة، يركب الحمار، ويخصف النعل، ويجلس على التراب، ويحلب الشاة، ويقف مع العجوز، ويذهب مع الجارية، ويخالط المساكين، ويضيف الأعراب، ويجالس الفقراء.


ويقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) أخرجه الترمذي 3895 والبيهقي في السنن 15477 عن عائشة رضي الله عنها. فيتمثل فيه هذا الحديث أعظم تمثيل، فإذا الرحيم الودود بأهله يدخل عليهم ضحّاكا بسّاما، يداعبهم بأرق العبارات ويلاطفهم بأحسن التعامل، يشاركهم الخدمة ويجاذبهم أحلى الحديث ويبادلهم أجمل السمر بلا فظاظة ولا غلظة ولا لوم ولا تعنيف (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) القلم.
خلق أرق من النسيم إذا سرى وشمائل كالمنديل الفوّاح
قال له رجل وهو يقسم الغنائم: اعدل يا محمد. فردّ عليه: ( خبت وخسرت فمن يعدل إذا لم أعدل؟) أخرجه البخاري 3610 ومسلم 1064. وصدق وبرّ فيما قال، فليس في العالم أعدل منه، وإذا لم يكن عادلا صلى الله عليه وسلم فقد انتهى العدل في الدنيا، وطوي من الناس، وارتفع من الأرض، وهل العدل إلا حكمه؟ ولو كان العدل شخصا ناطقا ثم سألته من أعدل البريّة؟ لقال محمد صلى الله عليه وسلم.
وانظر الى عدله في أحكامه وإنصافه حتى من نفسه، بل طلب من بعض أصحابه أن يقتصّ منه، وأقسم لو أن فاطمة ابنته سرقت لقطع يدها، فكان لا يحابي أحدا في الحق، ولا يشفع عنده بشر في الحدود، وقد صاح في وجه أسامة بن زيد وهو من أحبّ الناس إليه لما شفع في المخزومية التي سرقت: ( أتشفع في حدّ من حدود الله ) أخرجه البخاري[ 3475، 6788] ومسلم 1688 عن عائشة رضي الله عنها.

وحكم بين الزبير ورجل من الأنصار، فقال الأنصاري: أن كان ابن عمتك؟ يعني أن الزبير ابن عمتك صفية فحكمت له؟ فأنزل الله: ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي


أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيما(65) ) النساء. فكفى بالله شهيدا على عدل رسوله وصدق أحكامه وصحة قضائه:
وإذا حكمت فلا ارتياب كأنما جاء الخصوم من السماء قضاء
فهو مؤسس العدل في العالم، وهادم صرح الظلم، واعترف بذلك العدو والصديق والكاره والمحب.
وقس على ذلك أخلاقه الشريفة التي دعا إليها وكان أول عامل بها، فصدّق فعله قوله وباطنه ظاهره، وجوارحه قلبه.
وأما جمال ظاهره صلى الله عليه وسلم فهو عنوان كتاب قيمه المثلى، وبوابة قصر محاسنه الجلّى، فكان أجمل الناس وجها وأبهاهم محيّا، وأزهرهم جبينا وأنورهم طلعة، رقيق البشرة طيب الرائحة، زكي الشذا. عرقه كالجمان، وأنفاسه كالمسك، يقول أنس: ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكا ولا عنبرا أزكى من رائحته. أخرجه البخاري 3561 ومسلم 2330. يصافحه الرجل فيجد آثار الطيب في كفه أياما عديدة من أثر مصافحته:
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه من المسك كافورا وأعواده رندا
وما ذاك إلا أن هندا عشية تمشّت وجرت في جوانبه بردا

وكان صلى الله عليه وسلم حيّ العاطفة جيّاش الفؤاد، يضحك للنادرة ويهش للدعابة، ويتأثر للموقف ويبكي رحمة، ويلين شفقة ويمتلئ خشية، إذا سالم فأوفى الأوفياء وأكرم الأصدقاء، وإذا حارب فأعتى من الرياح النكباء وأمضى من الصعدة السمراء، وإذا أعطى فأجود من تحت السماء وأسخى من شربة الماء، وإذا رضي ملأ القلوب سعادة وعمر المجلس حفاوة، وإذا غضب في الحق كان أمضى من السيف حسما، وأقوى من الأيام حزما.


يضحك بأسنان كالبرد، ويبكي بدموع كالمطر، ويعطي بكفّ الغيث، ويقابل بمحيّا كالفجر، لا يملّ جليسه حديثه، ولا يسأم رفيقه صحبته، ولا يطيق من عرفه فراقه.

يخرج الى العيد في حلّة حمراء زاهية باهية، بوجه طلق بشوش، أجمل من العيد وأجل من تلك الفرحة، فكان عيد الصحابة الأعظم رؤيته وسماع حديثه والتمتع بصحبته، ويحضر الاستسقاء متخشعا مبتذلا متضرعا باكيا، فكان أعظم موعظة عند المسلمين رؤية ذاك الوجه الخاشع والنظر الى تلك الدموع الصادقة والمنظر المؤثر.
ويخوض صلى الله عليه وسلم الحرب ويشعل المعركة بقلب وثّاب ونفس ثابتة وعزم صادق، فتنهزم أمامه الصفوف وتتراجع من سطوته الأبطال، فأشجع الصحابة وقت الذروة يتقي به، وأعتى الكماة لحظة الموت يحتمي به.

محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا:
( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ ) الأعراف 157.
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من والده وولده والناس أجمعين" أخرجه البخاري 15 ومسلم 44 عن أنس رضي الله عنه.
أحبّك حبا ليس فيه غضاضة وبعض مودات الرجال سراب
ومنحتك الود الصريح وإنه عليه دليل ظاهر وكتاب
من يطالع سيرة الصحابة يرى ذلك الحب الصادق الفياض لشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حبا يستولي على النفس ويملك المشاعر، حبا لا يعدله حب الولد والوالد والابن والزوجة، حبا يصل شغاف القلب ويمازج قرار الروح.

ولكن لماذا أحبّوه هذا الحب؟ إذ لا يوجد في التاريخ كله قوم أحبّوا إمامهم أو زعيمهم أو شيخهم أو قائدهم أو أستاذهم كما أحبّ أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم حتى افتدوه بالمهج، وعرّضوا أجسامهم للسيوف دون جسمه، وضحوا بدمائهم لحمايته، وبذلوا أعراضهم دون عرضه، فكان بعضهم لا يملأ عينيه من النظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له، ومنهم من ذهب الى الموت طائعا ويعلم أنها النهاية وكأنه يذهب الى عرس، ومنهم من احتسى الشهادة في سبيل الله كالماء الزلل، لأنه أحبّ محمدا ودعوته. بل كانوا يتمنون رضاه على رضاهم، وراحته ولو تعبوا، وشبعه ولو جاعوا، فما كانوا يرفعون أصواتهم على صوته، ولا يقدمون أمرهم على أمره، ولا يقطعون أمرا من دونه، فهو المطاع المحبوب، والأسوة الحسنة، والقدوة المباركة.
أما دواعي هذا الحب وأسبابه، فأعظمها أن هذا الإنسان هو رسول الرحمن، وصفوة الإنس والجان، أرسله الله ليخرجهم من الظلمات الى النور، ويقودهم الى جنة عرضها السموات والأرض.
ثم إنهم وجدوا فيه صلى الله عليه وسلم الإمام الذي كملت فضائله وتمّت محاسنه، فقد أسرهم بهذا الخلق العظيم والمذهب الكريم، فوجدوا في قربه واتباعه جنة وارفة من الإيمان، بعد نار تلظى من الكفر والجاهلية، فهو الذي غسل أرواحهم بإذن الله من أوضار الوثنية، وزكّى نفوسهم من آثام الشرك، وطهّر ضمائرهم من لوثة الأصنام، وعلمهم الحياة الكريمة. ملأ صدورهم سعادة بعد عمر من القلق والاضطراب والغموم والهموم، بنى في قلوبهم صروح اليقين بعد خراب الشك والريبة والانحراف.
كانوا قبل دعوته كالبهائم السائمة، لا إيمان، ولا أدب ولا صلاة، ولا زكاة، ولا نور، ولا صلاح، حياة مظلمة من عبادة الأصنام وملابسة الفواحش ومعاقرة الخمر وسفك الدماء والسلب والنهب، فليس لهم في الحياة رسالة، وما عندهم عن الله خبر، وما لديهم من أمر الدنيا نبأ، فهم في غيّهم يعمهون.


قلوب أقسى من الحجارة، ونفوس أظلم من الليل، وبؤس أشد بشاعة من الموت، فلا عقل محفوظ، ولا دم معصوم، ولا مال حلال، ولا عرض مصان، ولا نفوس راضية، ولا أخلاق قويمة، ولا مجتمع يحترم الفضيلة، ولا شعب يحمي المبادئ.
فلما أراد الله إنقاذ هذه البشرية وإسعادها وصلاحها وفلاحها بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، فكأن الناس ولدوا من جديد، وكأن وجه الدنيا تغير، وكأن الأرض لبست ثوبا آخر، فالوحي يتنزل على هذا الإمام من لدن لطيف خبير، وجبريل يغدو ويروح بشريعة نسخت الشرائع، فيها سعادة العباد، وصلاح البشر، وعمارة الأرض.. فمسجد يبنى، ورقبة تعتق، وصدر يعمر، وجسد يطهر، وصلاة تؤدى، ومصحف يتلى، وآية تفسّر، وحديث يشرح، وراية تعقد، وحضارة تبنى، وأمة تحرّر ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) ) الجمعة.
لقد أحبّ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه وصلهم بالله ودلّهم على رضوانه، وهداهم الى صراطه المستقيم. وإنهم لمعذورون في هذا الحب لأنه أقل ما يجب عليهم نحو هذا الرسول المعصوم والنبي الخاتم، الذي جاء إليهم وهم عاكفون على أصنامهم، فصاح بهم : ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ) أخرجه أحمد 18525 والحاكم 39، وصلى بهم وقال: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أخرجه البخاري 631، وحجّ بهم وقال: ( خذوا عني مناسككم ) أخرجه مسلم 1297، وعلمهم السنة وقال: ( من رغب عن سنتي فليس مني) أخرجه البخاري 5063 ومسلم 1401، ودعاهم الى التقوى وقال: ( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) أخرجه البخاري 20. فالله أنقذهم به من النار، وبصّرهم من العمى، وعلّمهم به من الجهل، وأصلحهم بعد الفساد، وهداهم بعد الضلالة، وأرشدهم بعد الغي.



كيف لا يحبه أصحابه بل كل مسلم وهو لا يزاول طاعة إلا والرسول صلى الله عليه وسلم نصب عينيه في طهارته وصلاته وصيامه وزكاته وحجّه وذكره وعقيدته وخلقه وسلوكه، كيف لا يحبه وكلما فعل خيرا فإنما إمامه محمد صلى الله عليه وسلم، أو قام بقربة فقدوته محمد صلى الله عليه وسلم، أو أحسن في حياته فأسوته محمد صلى الله عليه وسلم، أو أسدى جميلا أو قدّم معروفا فمثله الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.
المصلحون أصابع جمعت يدا هي أنت بل أنت اليد البيضاء
كيف لا يحبه الإنسان وحديثه يرنّ في الأذن ويعبر الى القلب بكل فضيلة وكل خلق شريف وسجايا نبيلة، داعيا الى الصدق والعدل والسلام والرحمة والتآخي والإحسان، محذرا من الفجور والفسوق والعصيان والظلم والاعتداء والبغي والإجرام.. فميلاد الإنسان الميلاد الثاني يوم اتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، واقتدى بهذا النبي الأمي:
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له وأنت أحييت أجيالا من الرمم

وسعادة العبد إنما هي في الاهتداء بهدي هذا الإمام المعصوم، لأنه الوحيد من الناس الذي يدور معه الحق حيثما دار، فعلى قوله تعرض الأقوال، وعلى فعله توزن الأفعال، وعلى حاله تقاس الأحوال: (وإنّك لتهدي الى صراط مستقيم ).
من نحن قبلك إلا نقطة غرقت في اليمّ أو دمعة خرساء في القدم





محمد صلى الله عليه وسلم مباركا:

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا كفى بالمطايا طيب ذكرك هاديا
وإني لأستغشي وما بي غشوة لعلّ خيالا منك يلقى خياليا

كانت البركة فيه ومعه وعنده عليه الصلاة والسلام، فكلامه مبارك، يقول الكلمة الموجزة فتحمل في طياتها العبر والعظات ما يدهش لروعتها العقل حسنا وبلاغة، ويلقي الخطبة فيجعل الله فيها من النفع والتأثير والبركة ما يبقى صداه في الأجيال جيلا بعد جيل.
والبركة في عمره صلى الله عليه وسلم، فقد عاش ثلاثا وعشرين سنة في إبلاغ رسالته ليس إلا، فكان في هذه الفترة الوجيزة من الفتح والنصر والنفع والعلم والإيمان والإصلاح ما لا يقوم به غيره في قرون ولا دهور، ففي ثلاث وعشرين سنة فحسب، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وعلّم القرآن ونشر السنة، وقضى على الكفر، وأسّس دولة العدل، وأقام أعظم حضارة راشدة عرفتها الإنسانية.
وانظر الى بركة يوم واحد من أيامه عليه الصلاة والسلام، وهو يوم النحر، اليوم العاشر من حجه صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال، ففي هذا اليوم الواحد صلى الفجر بمزدلفة ودفع الى منى وهو يلبّي ويذكر الله ويدعوه، ويعلم الناس المناسك، ويفتي الحجاج، ثم رمى جمرة العقبة، ثم حلق ثم نحر ثم ذهب الى المسجد الحرام فطاف، ثم صلى الظهر، وهو مع ذلك يرشد الناس ويوجّههم.. هذا إلى صلاة الظهر فقط، مع أن وسيلة النقل ناقته صلى الله عليه وسلم، مع بعد المسافة وكثرة الزحام وحرارة الجو ووقوفه للناس يسألونه، فسبحان من بارك في لحظات عمره ودقائق حياته:
مرّت سنين بالسعود وبالهنا فكأنها من حسنها أيام

وبورك له صلى الله عليه وسلم في آثاره، فقد مرّ بصاحب قبرين يعذبان، أحدهما كان لا يتنزه من البول، والآخر كان يمشي بالنميمة بين الناس، فشقّ صلى الله عليه وسلم عصا خضراء كانت معه وغرسها على القبرين وقال: ( أرجو أن يخفف عنهما من العذاب حتى تيبسا ) أخرجه البخاري [216، 218] ومسلم 292 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا خاص به، ولا يكون إلا له صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله فيه من البركة.
ومرض علي ابن أبي طالب بالرمد يوم خيبر، حتى أصبح لا يرى شيئا، فنفث عليه صلى الله عليه وسلم فأبصر بإذن الله في الحال لبركة دعائه ونفثه:
مرض الحبيب فزرته فمرضت من خوفي عليه
وأتى الحبيب يزورني فشفيت من نظري إليه

وكان الجيش في الخندق ألف رجل قد بلغ بهم الجوع مبلغا عظيما، فدعا جابر بن عبد الله الرسول صلى الله عليه وسلم وثلاثة معه على عناق من ولد الماعز ***ها وشيء من طعام الشعير، فدعا صلى الله عليه وسلم الجيش جميعا وسبقهم، ودعا على الطعام ونفث، ثم أدخلهم عشرة عشرة، فأكلوا جميعا وشبعوا جميعا وبقي الطعام بحاله، ووزع على أهل المدينة، فما بقي بيت إلا دخله من ذلك الطعام. فلا إله إلا الله! يا لها من معجزة باهرة وآية ظاهرة على صدقه وبركته ونبوّته:
علوّ في الحياة وفي الممات بحق فيك كل المعجزات
عليك تحية الرحمن تسري بتبريك عواد رائحات
وسافر معه جيش قوامه ألف وأربعمائة رجل، فانتهى ماؤهم وأشرفوا على الهلاك، وانقطعوا في البيداء، فدعا صلى الله عليه وسلم بقربة صغيرة فيها قليل من ماء، فصبّه على يده الشريفة الطاهرة


المباركة، فثارت من بين أصابعه أنهار الماء، فملأ الناس أوعيتهم وعبأوا قربهم وسقوا رواحلهم، وشربوا وتوضؤوا واغتسلوا جميعا ( أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) ) الطور.
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فحيّا الله ذاك الكف الطاهر المبارك الذي ما خان ولا غش ولا غدر ولا نهب ولا سلب ولا سرق ولا سفك.
يد بيضاء لو مدّت بليل عظيم الهول أشرقت الليالي

وزار صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وهو مريض ملتهب الجسم، فوضع يده المباركة على صدر سعد، فوجد بردها كالثلج فشفي بإذن الله، يقول سعد بعد سنوات طويلة: والله لكأني أجد بردها الآن على صدري.
ورشّ صلى الله عليه وسلم بقية وضوئه على جابر بن عبد الله وهو مريض فشفي بإذن الله، وحلق رأسه صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر، فأعطى شقّه الأيمن أبا طلحة الأنصاري لأن صوته في الجيش كمائة فارس جائزة له، والنصف الآخر وزع على الناس، فكادوا يقتتلون عليه، فمنهم من حصل على شعرة، ومنهم من تقاسم هو وصاحبه شعرة واحدة، ومنهم من كان يضع هذه الشعرة في الماء إذا أراد أن يشرب.
جعلت لعرّاف اليمامة حكمة وعراف نجد إن هما شفياني
فو الله ما من رقية يعلمانها ولا شربة إلا بها سقياني
فجئت الى المعصوم حتى أعلّني بشربة حقّ من هدى وبيان
ومسح صلى الله عليه وسلم رأس أبي محذورة وهو صغير، فأقسم أبو محذورة لا يحلق هذا الشعر الذي مسّه كف الرسول صلى الله عليه وسلم، فبقي طيلة حياته حتى طال ودفن معه.

وكان الصبيان يأتونه صلى الله عليه وسلم بآنيتهم فيضع كفه المبارك في إناء الماء واللبن، فيجدون فيه البركة والشفاء بإذن الله.
وقصص بركته لا تنتهي، وأحاديث معجزاته لا تنقضي، فهو المبارك أينما حل وأينما ارتحل، وهو الموفّق أينما سار وأقام.
يا رب صلّ وسّلم ما أردت على نزيل عرشك خير الرسل كلهم

الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا:
( يتلوا عليكم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)

هديتنا لسبيل الحق نســـلكه مسّكتنا حبل هدى غير منصرم
أنت الإمام الذي نرجو شفاعته وأنت قدوتنا في حالك الظلم
كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت مناقب المربي فيه، فهو رفيق في تعليمه ويقول: ( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على ال*** ) أخرجه البخاري 6927 ومسلم 2593 عن عائشة رضي الله عنها. ويقول: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه ) أخرجه مسلم 2594 عن عائشة رضي الله عنها. وكان يصل الى قلوب الناس بألين السبل حتى قال فيه ربه عز وجل: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران 159. فهو أعظم من تمثل خلق القرآن، فتجده القريب من النفوس، الحبيب الى القلوب.



جاءه أعرابي فقال في التشهد: الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له صلى الله عليه وسلم: ( لقد حجرت واسعا ) أخرجه البخاري 6010 عن أبي هريرة. أي أنه ضيّق رحمة الله التي وسعت كل شيء، ثم قام الأعرابي فبال في طرف المسجد، فأراد الصحابة ضرب الأعرابي، فمنعهم صلى الله عليه وسلم ودعا بدلو من ماء فصبّه على بول الأعرابي، ثم دعا الأعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال: ( إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، وإنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن ) أخرجه مسلم 285 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. فذهب هذا الأعرابي الى قومه لما رأى من الرفق واللين، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا.
وجلس معه صلى الله عليه وسلم غلام على مائدة الطعام، فأخذت يد الغلام تطيش في الصحفة، فما نهره ولا زجره وإنما قال له برفق: ( سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) أخرجه البخاري [ 5376، 5378] ومسلم 2022 عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنه.
ودخل اليهود عليه صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، يعني الموت، فقالت عائشة: عليكم السام وأللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( يا عائشة، ما هذا؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش، وقد رددت عليهم ما قالوا، فقلت: وعليكم ) أخرجه البخاري [ 2935، 6030] ومسلم 2165 عن عائشة رضي الله عنها.
وليس في قاموس حياته صلى الله عليه وسلم ولا في معجم أدبه كلمة نابية ولا بذيئة ولا فاحشة، وإنما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء، لأنه رحمة مهداة، ونعمة مسداة، وبركة عامة، وخير متصل.
وكان صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه بالموعظة كراهية السآمة والملل عليهم، أي يتركهم فترات من الزمن بلا وعظ ليكون أنشط لنفوسهم وأروح لقلوبهم، فكان إذا وعظهم أوجز وأبلغ، وكان ينهى عن التطويل على الناس وإدخال المشقة عليهم، سواء في الصلاة أو الخطب، ويقول: ( إن قصر

خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه ) أخرجه مسلم 869 عن عمار رضي الله عنه. أي علامة على فقهه، فقصّروا الخطبة وأطيلوا الصلاة.
وأنكر عمر على الحبشة لعبهم بالحراب في مسجده صلى الله عليه وسلم فقال: ( دعهم يا عمر، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة ) أخرجه أحمد [ 24334، 25431] عن عائشة رضي الله عنها أنظر كشف الخفاء: 658.
ودخل أبو بكر عليه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها وعندها جاريتان تغنيان يوم العيد، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( دعهم يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ) أخرجه البخاري [ 952، 3931] ومسلم 892 عن عائشة رضي الله عنها.
وسأل صلى الله عليه وسلم عائشة عن زواج حضرته للأنصار: ( هل كان معكم شيء من لهو؟ ـ أي من طرب ـ فإن الأنصار يعجبهم اللهو ) أخرجه البخاري 5163 عن عائشة رضي الله عنها. كل هذا في حدود المباح الذي يريح النفس ويذهب عنها السأم والملل، أما الحرام فكان أبعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه بالقدوة الحيّة الماثلة فيه صلى الله عليه وسلم، فكان يدعوهم الى تقوى الله وهو أتقاهم، وينهاهم عن الشيء فيكون أشدّهم حذرا منه، ويعظهم ودموعه على خدّه الشريف، ويوصيهم بأحسن الخلق، فإذا هو أحسنهم خلقا، ويندبهم الى ذكر الله وإذا به أكثرهم ذكرا، ويناديهم الى البذل والعطاء ثم يكون أسخاهم يدا وأكرمهم نفسا، وينصحهم بحسن العشرة مع الأهل، ثم تجده أحسن الناس لأهله رحمة وعطفا ورقة ولطفا:



يا صاحب الخلق الأسمى وهل حملت روح الرسـالات إلا روح مختار
أعلى السجايا التي صاغت لصاحبها من الهدى والمعالي نصب تذكار
والعجيب توصّله صلى الله عليه وسلم الى غرس هذه الفضيلة في نفوس أصحابه غرسا بقي بقاء حياتهم، ودام دوام أعمارهم ونقله الأتباع عنهم، وأتباع الأتباع عن الأتباع الى اليوم، فكان إذا لقيه الرجل يوما من الدهر أو ساعة من الزمن وآمن به، ترك عليه من الأثر ما يبقى ملازما له حتى الموت، فكأن ليس في حياة هذا الرجل إلا ذلك اليوم أو تلك الساعة التي لقي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد يضيق العمر إلا ساعة وتضيق الأرض إلا موضعا
وما ذاك إلا لصدق نبوته عليه الصلاة والسلام وبركة دعوته، وعظيم إخلاصه وجلالة خلقه ونبل فضائله:
فعليه ما سجع الحمام سلامنا فيه إلـــــه العالمين هدانا


وجوب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) )الأحزاب.
صلى عليك الله يا علم الــهدى ما حنّ مشتاق إلى لقياكا
وعليك ملء الأرض من صلواتنا وقلوبنا ذابت على ذ****
الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم جلاء الأبصار، ونور البصائر، وبهجة القلوب، وراحة الأرواح، وقرة العيون، ومسك المجالس، وطيب الحياة، وزكاة العمر، وجمال الأيام، وذهاب الهموم، وطرد الأحزان، وهي الجالبة للسرور وانشراح الصدور وتكامل الحبور وتعاظم النور.
بها يطيب السمر ويحلو الحديث ويحلّ الأنس وتحصل البركة وتنزل السكينة، وهي علامة الحب وشاهد المتابعة وبرهان الموالاة ودليل الصلاح وطريق الفلاح، يقول صلى الله عليه وسلم:" من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات" أخرجه النسائي في الكبرى 9890 وفي عمل اليوم والليلة 63 عن أنس بن مالك. وقال: ( أكثروا عليّ من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة ) أخرجه ابن عدي في الكامل 3\102 والبيهقي في الكبرى 5790 وفي الشعب 3030 عن أنس بن مالك وانظر كشف الخفاء 1\190. وقال:" رغم أنف من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ" أخرجه أحمد 7402 والترمذي 3545 والحاكم 2016. وروي مرفوعا: ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ) أخرجه أحمد 1738 والترمذي 3546 عن علي رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\332. وورد: ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام ) أخرجه أحمد [3657، 4198] والنسائي 1282 والدارمي 2774 والحاكم 3576 عن عبد الله بن مسعود. ولما قال أبيّ بن كعب: سوف أجعل لك صلاتي كلها، أي دعائي، قال: ( إذن يغفر ذنبك، وتكفي همّك ) أخرجه الترمذي 2457.
فيصلى عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والثاني، وعند ذكره، وفي خطبة الجمعة، والعيد، والاستسقاء، وفي خطبة النكاح، وفي مجلس العلم والمواعظ، والكتب والرسائل، والمعاهدات، والصكوك، وعند لقاء الأحباب، وعند الوداع، وفي الدعاء وأذكار الصباح والمساء، وعند نزول الهموم وترادف الغموم وفقد الأغراض وتزاحم الكرب وحدوث المصاب ووصول المبشرات، وعند تأليف الكتب وشرح حديثه وكتابة سيرته وذكر أخباره وقصصه.. إلى غير ذلك من المناسبات، فصلّى

الله عليه وسلم ما زهر فاح، وبلبل صاح، وسر باح، وحمام ناح، وصلى الله عليه وسلم ما نسيم تدّفق وما دمع ترقرق، وما وجه أشرق، وصلى الله عليه وسلم ما اختلف الليل والنهار، وهطلت الأمطار، ودنت الثمار واهتزت الأشجار، وصلى الله عليه وسلم ما بدت النجوم، وتلبدّت الغيوم وانقشعت الهموم، وتليت الأخبار والعلوم، وعلى آله الطيبين الأبرار، وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم واقتفى الك الآثار.
صلى عليه إلهه وخلـيله ما دامت الغبراء والخضراء
فهو الذي فاق الأنام كرامة واستبشرت بقدومه الأنباء

وجوب التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ) الحجرات.
الأدب معه صلى الله عليه وسلم شريعة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها، فالأدب مع شخصه الكريم بإجلاله وإعزازه وتوقيره وتقديره واحترامه وانزاله المنزلة التي أنزله الله إياها: لا غلوّ ولا جفاء، وعدم الاعتراض عليه صلى الله عليه وسلم أو مناقضة أقواله بأقوال غيره من الناس، أو تقديم قول كائن من البشر مهما كان على قوله، أو أخذ حديثه على أنه كلام يصيب ويخطئ، بل هو كلام نبيّ معصوم، أو التعرّض لصفة من صفاته بجفاء، أو رد قوله بعد التأكد من صحة نسبته اليه، أو الشك في بعض قضاياه وأحكامه، أو مقارنته بالقادة والزعماء والملوك، فقد رفع الله قدره على الجميع وأعلى منزلته على الكل.
بل يحرم كل ما فهم منه الجفاء والتنقص والاعتراض عليه صلى الله عليه وسلم، والواجب على كل من رضي به رسولا واتبعه وآمن به حبه حبا صادقا أعظم من حب النفس والولد والوالد والناس

أجمعين، وتصديق ما أخبر به، وامتثال ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، والاهتداء بهداه والاقتداء بسنته والرضى بحكمه والحرص على متابعته، وتوقير حديثه والصلاة والسلام عليه إذا ذكر صلى الله عليه وسلم، وعدم رفع الصوت عند ذكره وذكر حديثه، وعدم الضحك وقت تلاوة أخباره وكلامه وآثاره، والخشوع عند ذكر شيء من سنته، والتأدب عند الاستشهاد بقوله، والتسليم عند أمره ونهيه، والإيمان بمعجزاته والذب عن جنابه الشريف وأهل بيته وأصحابه: ( فالذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ).
يا من تضوّع طيب القاع منزله فطاب من طيب ذاك القاع والأكم
نفسي الفداء لمجد أنت حامله فيه العفاف وفيه الجود والكرم
فعلى المسلم أن يفعل فعل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في التأدب معه، فمنهم من كان لا يتكلم عنده إلا بصوت خافض خاشع، وكان إذا تحدث كان على رؤوسهم الطير، ومنهم من جلس في الطريق خارج المسجد لما سمعه يقول من داخل المسجد: ( يا أيها الناس اجلسوا ) أخرجه أبو داود 1091 والحاكم 1056 عن جابر رضي الله عنه. ومنهم من لا يكلم ابنه حتى مات لأنه عارض حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. إلى آخر تلك الأفعال الجميلة والخصال الحميدة من تأدبهم معه صلى الله عليه وسلم.

الرسول صلى الله عليه وسلم مبشّرا:
( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) ) الأحزاب. ( بشّروا ولا تنفروا، ويسّروا ولا تعسّروا ).
بشرى لنا الاسلام إن لنا من العناية ركنا غير منهزم
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

من أعظم صفاته صلى الله عليه وسلم أنه مبشر: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) ) الأحزاب، فهو صلى الله عليه وسلم الذي أتى بالبشارة الكبرى، وهي الإيمان بالله والبشارة بعفوه وغفرانه ورضوانه ورحمته، والبشارة بجنة عرضها السموات والأرض، وقد بشّر صلى الله عليه وسلم بتوبة الله على من تاب وعفوه عمن أناب، فجلّ الذين بشارة، فقد بشّر عليه الصلاة والسلام بان الوضوء يحطّ الخطايا وأن الصلاة ورمضان والحج والعمرة كفارات لما بينها من الذنوب إلا الكبائر، وبشّر من فقد عينيه بالجنة، وبشر من فقد ابنه بقصر في الجنة، وبشّر من أصابه مرض بأنه يمحو الخطايا، وأن من أراد الله به خيرا ابتلاه، وبشّر من انتظر الصلاة أن الملائكة تصلي عليه وتدعو له ما لم يحدث، وبشّر من سبح تسبيحة واحدة بغرس نخلة له في الجنة، وأن من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وأن من أذنب ذنبا ثم توضأ وصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له، وبشّر أن من أصابه مرض أو وصب أو نصب أو هم أو غمّ أو حزن حتى الشوكة يشاكها جعلها الله كفارة له من الذنوب.
وجاء بكتاب عظيم وذكر حكيم يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بان لهم أجرا حسنا ونهاهم عن اليأس: ( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) ) يوسف. وعن القنوط: ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) الحجر 56.
ونهاهم عن الحزن: ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا ) آل عمران 139.
وفتح باب الغفران للتائبين من المسرفين: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ) الزمر.




ولما أرسل رسله الى البلدان ودعاة الى الله قال لهم: ( بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا )، وحذّر من التشديد والتنفير فقال: ( يا أيها الناس! إن منكم منفّرين، من صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة ) أخرجه البخاري [ 90، 702] ومسلم 466 .
وذمّ المتكلفين في الدين، وبشّر عائشة ببراءة الله لها، وبشر كعب بن مالك بتوبة الله عليه، وبشر جابرا بأن الله كلم أباه، وبشر المسلمين بدخول زيد وجعفر وابن أبي رواحة الجنة، وبشر بلال بأنه سمع دفي نعليه في الجنة، وبشّر أبيّ بن كعب بأن الله ذكره في الملأ الأعلى، وبشّر العشرة بالجنة، وبشّر أهل بدر بأن الله قال لهم: ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) أخرجه البخاري [ 3007، 3983] ومسلم 2494 عن علي رضي الله عنه. وبشّر أهل البيعة تحت الشجرة برضوان الله، وبشّر الذي لازم ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) ) الإخلاص، بأن الله يحبه، وبشّر رجلا صلى معه وقد أصاب حدّا بأن الله غفر له.
وبالجملة فمن أعظم خصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم إدخال البشرى على الناس وإسعادهم.
بشرى من الغيب ألقت في فم الغار وحياً وأفضت الى الدنيا بأسرار









الرسول صلى الله عليه وسلم معلما:
( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113) ) النساء.
وكان يقول عليه الصلاة والسلام : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا الى الجنة ) أخرجه مسلم 2699 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
كفاك بالعلم في الأمي معـجزة عند البريّة والتأديب في اليتم
فهو الذي تم في فضل وفي كرم ثم اصطفاه رسولا بارئ النسم
بعث صلى الله عليه وسلم معلما الناس يعلم الناس مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وأشرف الخصال وأنبل السجايا.
فعلّم صلى الله عليه وسلم بوعظه الذي كان يهز به القلوب فكأنه منذر جيش يقول صبّحكم ومساكم، وكان إذا وعظ علا صوته واشتدّ غضبه واحمرّت عيناه، فلا تسمع إلا بكاء ونحيبا وحنينا وأنينا وتفجّعا وتوجعّا وندما وحسرة وتوبة ورجوعا وإنابة.
وعلّم صلى الله عليه وسلم بخطبه القيمة الناعمة في مناسبات العبادات، فكانت فيضا من الهدى ونهرا من النور، تزيد الإيمان وترفع اليقين.
وعلّم صلى الله عليه وسلم بفتواه لمن سأله، فكان أفقه الناس وأعظمهم إجابة وأكثرهم إصابة، وأعرفهم بما يصلح للسائل.
وعلّم صلى الله عليه وسلم بوصاياه ونصائحه التي تصل الى القلوب وتملأ النفوس تقوى وصلاحا.
وعلّم بضرب الأمثال التي يعرفها الناس، وتوضيح المعاني بأمور محسوسة تقرب المعنى وتزيل الإشكال وترفع الوهم.
وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقصص الجذاب الخلاب الذي يثير في النفوس الإعجاب والإنصات والاستجابة.

وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقدوة الحية المتمثلة في سيرته العطرة وأخلاقه السامية وخصاله الجليلة التي أجمع على حسنها العقلاء وأحبها الأتقياء واقتدى بها الأولياء.
وأول كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم كلمة "اقرأ"، وهي من أعظم أدلة فضل العلم وقيمة المعرفة، وأمره الله أن يقول: رب زدني علما، ولم يأمره بطلب زيادة إلا من العلم لأنه طريق الرضوان وباب التوفيق وسبيل الفلاح، وامتنّ عليه ربّه بأن علّمه ما لم يكن يعلم من المعارف الإيمانية والفتوحات الربانية والمواهب الالهية، وقال له ربه: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) محمد 19. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، فكان صلى الله عليه وسلم أسوة العلماء وقدوة طلبةا لعلم في الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح، وقال: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث ) أخرجه البخاري 79 ومسلم 2282. فكانت مهمته الكبرى تعليم الكتاب والحكمة: ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) البقرة 129. حتى خرج من أصحابه صلى الله عليه وسلم علماء وفقهاء وحكماء ومفسرون ومحدّثون ومفتون وخطباء ومربّون ملؤوا الدنيا علما وحكما ورشدا واستفاقة:
فكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من اليم
وقد حثّ عليه الصلاة والسلام على العلم ونشره وتعليمه فقال كما في حجة الوداع: ( فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع ) أخرجه البخاري [1741، 7078] ومسلم 1679 عن أبي بكرة رضي الله عنه. وقال: ( نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه ) أخرجه الترمذي 2658 عن ابن مسعود رضي الله عنه وانظر: كشف الخفاء 2\423. وقال: ( بلّغوا عني ولو آية ) أخرجه البخاري 3461 عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها تعليما لأمته، فصلاته وصيامه وصدقته وحجه وذكره لربه وكلامه وقيامه وقعوده وأكله وشربه، كل هذا تعليم وأسوة لمن آمن به واتبعه، وكان صلى الله عليه وسلم يتدرّج في التعليم، فما كان يلقي العلم على أصحابه جملة واحدة بل شيئا فشيئا كما قال تعالى ( وقرآنا

فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ) الاسراء 106، ( لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) ) الفرقان. فكان يمتثل هذا في تدريسه لأصحابه، وكان يبدأ صلى الله عليه وسلم بكبار المسائل والأهم فالمهم، ويكرر المسألة حتى تفهم عنه، ويعلّم تعليما علميا بالقدوة، كالوضوء أمام الناس ليأخذوا عنه، وصلاته لهم ليصلوا كصلاته، وقوله: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) أخرجه البخاري 631 عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه. وحجه بهم وقوله: ( لتأخذوا عني مناسككم ) أخرجه مسلم 1297 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
فهذا هو رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
  #1555  
قديم 01-09-2011, 05:19 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Icon114


آية وتفسير


آية (27)من سورة الإنسان:
(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27))
ما هي العاجلة؟ ولم قال ويذرون وراءهم مع أن اليوم أمامهم؟
العاجلة هي الدنيا كما هو معروف يعيشون فيها ويتعجّلون أمرها. ويذرون وراءهم لأنهم نبذوه وراءهم لو عناه أمرهم لجعلوه أمامهم لكنهم تركوه وراءهم هكذا يقول قسم. وفي استعمال العرب لكلمة وراءهم يذكرون أنها تأتي بمعنى أمامهم كما في قوله تعالى (من ورائه جهنم) بمعنى أمامهم، وقوله تعالى (وكان وراءهم ملك) الخرق كان بعد أن ركبوا في السفينة ولو تركوه وراءهم لكانوا نجوا منه. وراءهم تستعمل لمن كان طالباً لك وهو أمامك كما نقول باللغة العامية (وراءك امتحان) ليست بمعنى خلفك لكنه يطلبك. إذن العرب تستعمل وراءك بمعنى أمامك إذا كان يطلبه.
فقوله تعالى (ويذرون وراءهم) بمعنى تركوه وهو يطلبهم وليسوا بفارّين منه. واللمسة البيانية في التعبير بوراء بمعنى أمام لأن كلمة وراء فيها معنى الطلب كما يطلب الغريم غريمه (لا مفر منه طالباً له).
في سورة القيامة قال تعالى (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) القيامة) فذكر العاجلة وذكر (وتذرون الآخرة) فلماذا قال في سورة الإنسان يوماً ثقيلاً وفي القيامة قال الأخرة؟
أولاً العاجلة خي نفسها في الآيتين بمعنى الدنيا. أما بالنسبة لاستعمال (يوماً ثقيلا) في سورة الإنسان فلأنه تكرر ذكر اليوم من بداية السورة (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)) و(إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)) و(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)) فالكلام في السورة عن اليوم الذي هو يوم القيامة وهو اليوم الثقيل ثم عندما ينصرف أهل الجنة إلى الجنة لا يكون ثقيلا،. أما الآخرة فهي أعمّ من اليوم.
في سورة القيامة جاءت الآيات بالخطاب المباشر (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) القيامة) أما في سورة الإنسان فجاءت الآيات باستعمال ضمير الغائب (ويذرون وراءهم) لأن المقام في سورة الإنسان لا يناسب الخطاب المباشر ولا يصح لأنه ذكر أن قسماً ممن ذُكروا في السورة لم يذروا الآخرة (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)) و (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)) وقد وقاهم الله شر ذلك اليوم (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)) فلا يصح إذن الخطاب فكيف يخاطبهم أجمعين وقسم منهم يفعل الخير حتى يقيهم الله شر ذلك اليوم فالخطاب لا يناسب.
==============================
__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
  #1556  
قديم 01-09-2011, 05:20 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Impp


محبة الله


قال أبو بكر : " جرت مسألة في المحبة بمكة ، فتكلم الشيوخ فيها ، وكان الجنيد أصغرهم سنا ، فقالوا : هات ما عندك يا عراقي ، فأطرق رأسه ودمعت عيناه ، ثم قال : عبد ذاهب عن نفسه ، متصل بذكر ربه ، قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ، أحرق قلبه أنوار هيبته ، وصفا شرابه من كأس مودته ، وانكشف له الحياء من أستار غيبه ، فإن تكلم فبالله ، وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكن فمع الله ، فهو لله وبالله ومع الله .
فبكى الشيوخ وقالوا : ما على هذا مزيد ، جبرك الله يا تاج العارفين "
وذكر رحمه الله تعالى : أن الأسباب الجالبة للمحبة عشرة :
1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به .
2- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض .
3- دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر هذا .
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى .
5- مطالعة القلب لأسمائه ومشاهداته وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها .
6- مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة .
7- وهو أعجبها – انكسار القلب بين يديه .
8- الخلوة وقت النزول الإلهي وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
9- مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم .
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب .
__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
  #1557  
قديم 01-09-2011, 05:22 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
News2

فائدة

عمليــــة حسابية لمعرفة بداية أجـــــــــزاء القران الكريم

هذه عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم بسرعةعن طريق رقم الجزء :
لو سَأَلَنَا أحد ماما رقم الصفحةالتي يبدأ فيها الجزء التاسع مثلاً :
نقوم بعملية بسيطة
الجزء التاسعأي رقم تسعه
تسعة ناقص واحد = ثمانية
ثمانية ضرب اثنين = 16
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 16 فيصبح 162
هذا هو رقمالصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع
أكرر لكم مثالآخر
الجزء الواحد والعشرون
21ناقص 1 = 20
20ضرب 2 = 40
نضيف اثنان يمين الرقم 40
يصبح 402
الجزء الواحد والعشرونيبدأ في الصفحة رقم 402
حاول بنفسك
__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
  #1558  
قديم 01-09-2011, 05:23 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Present

جواهر من أقوال السلف
قال بعض السلف : خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم .

&&&&&&&
قال مجاهد : من أعزّ نفسه أذل دينه ، ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه .
&&&&&&&
قال ابن عباس رضي اللهتعالى عنه : لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب.
&&&&&&&
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو منثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل.
&&&&&&&
قال أحد السلف : إنما العلم مواهب يؤتيه اللهمن أحب من خلقه ، وليس يناله أحد بالحسب ، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس بهأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
  #1559  
قديم 01-09-2011, 05:24 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
Opp



ليالي الشهر


سمى العرب ليالي الشهر القمري كلا ثلاث منها باسم كما يلي:

ثلاث غرر: غرة الشيء رأسه وأوله يعنى الليالي الثلاث الأولى من كل شهر .
ثلاث نُفَل: حيث يبدأ نور القمر بالظهور في هذه الليالي: 6،5،4 من كل شهر.
ثلاث تُسع: لأن ثالثها هو التاسع من الشهر وهي 7، 8، 9 من كل شهر.
ثلاث عُشر: لأن أولها العاشر من الشهر وهي 12،11،10 من كل شهر.
ثلاث بيض: لكون نور القمر يكون باهراً فيها في أوسط الشهر وهي 15،14،13من كل شهر.
ثلاث درع: لخفوت نور القمر فيها وهي 18،17،16 من كل شهر.
ثلاث ظُلم: لغلبة الظلام على نور القمر فيها وهي 21،20،19 من كل شهر.
ثلاث حناوس: لسوادها الشديد وهي 22، 23، 24 من كل شهر. ثلاث دادي: لعتمتها وشدة ظلامها وهي 25، 26، 27 من كل شهر. ثلاث محاق: لان محاق أي اختفاء القمر فيها تماماً وهي 28، 29 30 من كل شهر.
__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
  #1560  
قديم 01-09-2011, 05:26 PM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,004
معدل تقييم المستوى: 16
essamabukabar is on a distinguished road
New

فوائد لغوية

3 = السائل له ثلاث حالات:


1- أن يعلم أنه فقير أو محتاج فهذا يعطى ما يسد حاجته.
2- أن يعلم أنه غني وأنه غير محتاج فهذا يزجر وينصح ولا يعطى.
3- أن تجهل حاله ولا تدري أفقير أم غني؛ فهذا يعطى ما تيسر، يعطى شيئا ولكنه دون الأول؛ لقوله -تعالى-: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ولقوله -تعالى-: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وفي حديث ضعيف عند أبي داود للسائل وإن جاء على فرس وإذا سأل في المسجد فلا بأس؛ لأنه قد يكون محتاجا ولا يجد مكانا يبين فيه حاله لإخوانه المسلمين إلا في المسجد.
4 = كلمة " الدِّين " كلمة مشتركة تطلق على الجزاء وعلى العبادة وعلى الدعاء، وتفسر بحسب السياق:
1- فقوله -تعالى-: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي الجزاء والحساب. 2- وقوله -تعالى- وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أي العبادة. 3- وقوله -تعالى- فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أي الدعاء.
__________________
عصام أبو خبر ***** (معلم أول أ )لغة عربية بمدرسة جهينة الشرقيةالإعدادية المشتركة / إدارة جهينة التعليمية
يارب الرفعة والتقدم لمصر **** .
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:29 PM.