#1501
|
||||
|
||||
اقتباس:
المقدمــــــــــــــــــــــــــــــة أينما يوجد وطن فلابد من وجود مواطن، فالوطن بلا مواطن كالشجرة الخاوية على عروشها، والمواطن بلا وطن إنسان بلا هوية تائه في الأرض . وهناك تحديات كبيرة تواجه الأمم المستقلة بأفكارها وثقافاتها وقيمها ، ومن أخطر هذه التحديات ما يُعرف بثقافة العولمة ، والتي تحمل في براثنها، تهديدا لكل المجتمعات ، فالعالم في هذه اللحظة أصبح كقرية صغيرة ، تكاد أن تكون فيها الحدود الثقافية والاجتماعية والاقتصادية و الدينية متلاشية ، مما سهل تناقل الأفكار والمعتقدات والقيم ، مما هدد الخصوصية لكثير من المجتمعات المحافظة ، فبعد ذلك لا يبقى لا للمكان ولا الزمان قدرة على كبح جماح ظاهرة العولمة الثقافية والتربوية ، والتأثير على مقومات الانتماء الوطني عند أفرادها. ولذا ازداد اهتمام المجتمعات الحديثة بالتربية من أجل المواطنة، وشغل فكر العاملين في ميدان التربية، وخاصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي اتسم باختلاف القيم والاتجاهات التربوية. والانتماء الوطني لا يقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط ، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قـادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، وحتى يكون الانتماء الوطني مبني على وعي لا بد أن يتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة ، يتم من خلالها تعريف الطالـب بمفاهيم الانتماء الوطني وخصائصه، ويشارك في تحقيق أهداف التربية من أجل المواطنة مؤسسات عدة ، في مقدمتها: المدرسة التي تنفرد عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية الانتماء الوطني ، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وذلك من خلال كل ما يتصل بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية ومشاركة مجتمعية، والتي تبدأ مـن مرحلة العمر الأولى ومن ثم عبر مراحل التعليم العام . وسوف نتناول في هذا البحث مفاهيم الانتماء الوطني ، ودور المشاركة المجتمعية ودورها في تنمية الوعي للإنتماء الوطني مفاهيم البحث مفهوم الانتماء والإنتماء الوطني لانتماء: Belongingness يرجع مختار الصحاح الانتماء إلي اصل الفعل ( نمي ) ويقال نمي الحديث إلي فلان، أي أسنده له ورفعه، ونمي الرجل إلي أبيه أي نسبه وبابهما رميا، وانتمي هو (انتسب)، وقال الأصمعي نميت الحديث مخففا أي أبلغته علي وجه الإصلاح. وباللغة الإنجليزية .Belonging وبداية عند تناولنا للمعنى اللغوي للانتماء سنجد أنه يقابل مصطلح Belong وهو مشتق من الفعل ولا بد أن يتمتع المنتمى بصفات اجتماعية معينة من أجل الاندماج في جماعة ما. ويعرفه معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية بأن الانتماء هو: ارتباط الفرد بجماعة ويسعى علي أن تكون عادة جماعية قوية ، ويتقمص شخصيتها ويوحد نفسه بها ( كالأسرة – النادي – مكان العمل .. الخ ) كما يري أن الانتماء يرتبط بالولاء. ويعرف الانتماء بأنه :هو شعور داخلي يجعل المواطن يعمل بحماس وإخلاص للارتقاء بوطنه وللدفاع عنه. أو هو :إحساس تجاه أمر معين يبعث على الولاء له واستشعار الفضل في السابق واللاحق. التعريف الإجرائي للإنتماء الوطني هو اتجاه إيجابي يستشعره الفرد تجاه وطنه ، مؤكداً وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الوطن – باعتباره عضواً فيه – ويشعر نحوه بالفخر والولاء ، ويعتز بهويته وتوحده معه ، ويكون منشغلاً ومهموماً بقضاياه ، وعلى وعي وإدراك بمشكلاته ، وملتزماً بالمعايير والقوانين والقيم الموجبة التي تعلي من شأنه وتنهض به ، محافظاً على مصالحه وثرواته ، مراعياً الصالح العام ، ومشجعاً ومساهما في الأعمال الجماعية ومتفاعلاً مع الأغلبية ، ولا يتخلى عنه حتى وإن اشتدت به الأزمات . مفهوم الدور الدور لغة:\" من دار يدور يدور دوراً ، أي تحرك باتجاهات متعددة، وهو في مكانه والدور هو\" نموذج يتركز حول بعض الحقوق والواجبات والدور \" عبارة عن وظيفة الفرد داخل المجتمع مفهوم المشاركة المجتمعية يعتبر مفهوم المشاركة المجتمعية أكثر اتساعاً من المشاركة ،حيث يتقاسم فيه الشركاء من أطراف المجتمع وتنظيماته الأدوار والمسئوليات والمصالح المتبادلة وصولاً لتحقيق الأهداف المرجوة ـ كما أن المشاركة المجتمعية تعمل على توثيق الروابط وتضافر الجهود والتنسيق بين التنظيمات الاجتماعية والمهنية في مجتمع الأمة في جو من التفاهم والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار ، وتقاسم المعارف وتعزيز الثقة وقد تصل إلى اندماج أنشطة ما وتكاملها من أجل إيجاد علاقات تعاونية فعالة تحقق المشاركة الكاملة. وفي سياق ما سبق يمكن تعريف مفهوم المشاركة المجتمعية بأنه إعطاء دور وفرص حقيقية لأعضاء المجتمع ممثل في أولياء الأمور والأسر ومجلس الأمناء والأباء والمعلمين ومنظمات المجتمع المدني من أجل تنمية الوعي للإنتماء الوطني . مكونات المواطنة للمواطنة عناصر ومكونات أساسية ينبغي أن تكتمل حتى تتحقق المواطنة ، وهذه المكونات هي: 1- الانتماء : إن من لوازم المواطنة الانتماء للوطن. والانتماء هو شعور داخلي يجعل المواطن يعمل بحماس وإخلاص للارتقاء بوطنه وللدفاع عنه ، ومن مقتضيات الانتماء أن يفتخر الفرد بالوطن والدفاع عنه والحرص على سلامته . 2- الحقوق : إن مفهوم المواطنة يتضمن حقوقًا يتمتع بها جميع المواطنين وهي في نفس الوقت واجبات على الدولة والمجتمع منها : أن يحفظ له الدين ، حفظ حقوقه الخاصة ، توفير التعليم ، تقديم الرعاية الصحية ، تقديم الخدمات الأساسية ، العدل والمساواة ، الحرية الشخصية. 3- الواجبات : تختلف الدول بعضها عن بعض في الواجبات المترتبة على المواطن باختلاف الفلسفة التي تقوم عليها الدولة ، ويمكن إيراد بعض واجبات المواطن بشكل عام وهى: احترام النظام، عدم خيانة الوطن، الدفاع عن الوطن، المحافظة على المرافق العامة، الحفاظ على الممتلكات. 4- المشاركة المجتمعية : إن من أبرز سمات المواطنة أن يكون المواطن مشاركًا في الأعمال المجتمعية . 5- القيم العامة : وتعني أن يتخلق المواطن بالأخلاق الإسلامية والتي منها: الأمانة ، الإخلاص . أبعاد الانتماء الوطني يعد مفهوم الانتماء الوطني مفهوماً مركباً ولابد من دراسة أبعاده حتى يتم التمكن من معرفة هذا المفهوم المركب. وتتلخص أبعاد الانتماء الوطني فيما يلي: 1- الهوية: يسعى الانتماء إلى توطين الهوية والهوية هي المقابل على وجود انتماء حيث تظهر سلوكيات الفرد كمؤشرات للتعبير عن الهوية وبالتالي الانتماء: 2- الجماعة: الروابط الاجتماعية تؤكد الميل نحو الجماعات حيث تتوحد مجموعة مثلاً حول هدف واحد أو عدة أهداف تصبو هذه الجماعة إلى تحقيقه وبعد هذا انتماء دخول هدف الجماعة. 3- الولاء: وبعد هو جوهر الالتزام ويدعم الهوية الذاتية ويقوى الجماعية ويركز على المسايرة ويدعو تأييد الفرد لجماعته ويشير إلى مدى الانتماء إليها. 4-الالتزام: حيث التمسك بالنظم والمعايير الاجتماعية وهنا تؤكد الجماعة على الانسجام والتناغم والإجماع ولذا فإنها تولد ضغوطاً فاعلة نحو الالتزام بمعايير الجماعة. 5-التواد: ويعني الحاجة إلى الانضمام وتكوين الروابط الاجتماعية والعلاقات بين أفراد الجماعة بعضها البعض. 6- الديمقراطية: هي أساليب التفكير والقيادة وتشير إلى الممارسات والأقوال التي يرددها الفرد ليعبر عن إعاشة بعدة عناصر منها. أ) تقدير الفرد وإمكانات مع مراعاة الفروق الفردية. ب) شعور الفرد بالحاجة للتعاون والتفاهم مع الغير. ج) اتسام الأسلوب العلمي في التقليد. كما لا يمكنني أن أنسى أن هناك بعض العلماء قد صنفوا الانتماء إلى: أ) انتماء حقيقي: يكون الفرد فيه على تفهم لأبعاد الموقف والظروف المحيطة بوطنه داخلياً وخارجياً ويكون مدركاً لطبيعة مشكلات وقضايا وطنه مما يمكن من اتخاذ قرارات واعية غير آنية. ب) انتماء زائف: وهو ذلك الانتماء المبني على معارف زائفة ولا وعي للموقف الذي يتعرض له وطنه وتشويه في واقع الحقيقة. المتغيرات المعاصرة وأثرها على ضعف مفهوم المواطنة والانتماء: إن الأحداث اليومية التي يراها الواقع المعاش وتنشغل بها الأوساط السياسة والثقافية والإعلامية والجماهيرية إلى تحد واضح متجدد لمبدأ المواطنة ومفاهيمها في العالم العربي والإسلامي وخاصة المصري وتتعدد هذه العوامل والمتغيرات، ومن أهم تلك المتغيرات ما يلي: 1- إن عولمة الأسواق تؤدي إلى توحيد المقاييس الاقتصادية والسياسية بين المجتمعات. 2- إن النمو في صناعة الاتصالات العالمية سوق يزيد من تأثير اللغة الإنجليزية في الحياة اليومية عند الشعب العربي. 3-الهويات الدينية والإعلانية سوف تزداد بشكل مثير. 4- تقنية المعلومات ستشجع الاتصال وتسهم في توحد الأفهام عبر الثقافات والأمم والتأثير على الخصوصيات. 5-زيادة الصراع بين الجماعات بشكل ملحوظ سواء كان أخلاقي ديني . 6-زيادة التطرف والإرهاب من خلال الأنظمة السياسية الدخيلة. 7-انحسار إحساس الناس بالمسئولية تجاه المجتمع. 8- بروز فكرة العولمة مما يضعف الانتماء الوطني عن أبنائنا. 9-الكثير من المشكلات والأزمات والتوترات على أرض البلدان العربية كل ذلك المتغيرات وحصيلتها تكون ضعف الانتماء الوطني وعدم الإحساس لمشكلات المجتمع والتركيز على الفرد أكثر من تحقيق أهداف الجماعة. الانتماء الوطني من المنظور الشرعي جاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم تصف الانتماء الوطني بألفاظ، منها: ( الوطن ) ، ( المسكن ) ، ( الديار )، ( بلدنا ) .. ومنه قول الله تعالى: ] حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [ ( النحل 18 )، دلت الآية على أن المسكن ، هو مكمن الأمن والآمان و وثبات النفس واستقرارها ، فعند ما نادت النملة صُحبتُها ، طالبةً لهم الآمان من سليمان وجنوده بدخول جحورهم . ومنه قول الله تعالى: ] وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام [ . وهنا حكى الله عن خليله إبراهيم عليه السلام هذا الدعاء بالأمن ، والسلام ورغد العيش ، لهذا البلد الحرام ، ويتضح منه ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حب لمستقر عبادته ، وموطن أهله . والبلد الآمن هو الذي يأمن الإنسان فيه على ماله وعرضه ونفسه.وجاء في أيسر التفاسر أن الآية السابقة تضمنت أمر الله تعالى لرسوله أن يذكر دعوة إبراهيم ربَّه بأن يجعل مكة بلداً آمناً، يأمن فيه كل من دخله على نفسه وماله. إن النفس والديار عزيزتان على الإنسان فجاء اقتران حب الدار مع حب النفس في قوله تعالى ] وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا [(النساء - 66).فالإخراج من الديار مساوي ومعادل ل*** النفس ، فتشير الآية إلى أن الإخراج من الديار ، والحرمان من الوطن معادل لسفك الدماء . . • وجاءت السنة تبيين وتجلي مفهوم الانتماء الوطني ومنها : عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ زُرْتُ عَائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ فَسَأَلْنَاهَا عَنْ الْهِجْرَةِ فَقَالَتْ لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَالْيَوْمَ يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ)) (صحيح البخاري) فقَوْلها : ( لَا هِجْرَة الْيَوْم ) : " أي لَا هِجْرَة بَعْد الْفَتْح " الَّتِي كَانَتْ وَاجِبَة إِلَى الْمَدِينَة ثُمَّ نُسِخَتْ وَأَصْل الْهِجْرَة هَجْر الْوَطَن، ويتضح هنا أن الخروج من الوطن فتنه لا يقدم عليه أحد إلا للحاجة أو مضطراً، كما خرج إبراهيم، ولوط عليهما السلام من وطنهم بعد إحراق إبراهيم الأصنام ، وطرده من البلاد. وقيل في ذلك : وقَدْ زَعَموا أنَّ الغَريبَ إذا نَأى وشَطَّتْ به أوطانُه فهو مُغرَمُ وأيُّ اغْترابٍ فوق غُربتنا التي لها أضحَت الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ • وجاء في السنة :عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله لمكة : (( ما أطيبك من بلد ، وما أحبك إلي ، ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك )) رواه الترمذي ، وصححه الألباني . فهو يحب مكة حباً شديداً كره الخروج منها لغير سبب ، ثم لما هاجر إلى المدينة ، واستوطن بها أحبها وألفها كما أحب مكة ، بل كان يدعو أن يرزقه الله حبها كما في صحيح البخاري ( اللهم حبب إلينا المدينة ، كحبنا مكة ، أو أشد ) • وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قدم رسول الله المدينة ، وعك أبو بكر ، وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول : كل أمرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نـعله وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد ، وحـولي اذخر، وجليل وهـل أردن يومـاً مياه مجنة وهـل يبدون لي شامة ، وطفيل وقال : اللهم العن شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ، ثم قال رسول الله ( اللهم حبب إلينا المدينة ، كحبنا مكة ، أو أشد ) رواه البخاري . فبلال رضي الله عنه يتمنى الرجوع إلى وطنه من حبه لهذا الوطن ، ويظهر ذلك في مشاعره وأحاسيسه عندما تأخذه الحمى ، فيتمنى يوماً ، أو ليلة يقضيها في الوطن ثم يعقب ذلك بلعن من أخرجوهم من وطنهم . قال ابن حجر رحمه الله تعالى (( وقوله ( كما أخرجونا ) أي أخرجهم من رحم ومن هنا يتضح أهمية الانتماء الوطني من وجهة النظر الشرعية دور الأسرة في تنمية الوعي للانتماء الوطني شعورنا بالانتماء إلى أسرنا هو أن نعتبر أنفسنا غصناً من شجرة كبيرة، نشعر بأهلنا ومتاعبهم، نشاركهم أحزانهم وأفراحهم، لا نشعر كأننا غرباء وان أسرنا مفروضة علينا فرضاً. كم من شخص في كل أسرة يشعر بالنقمة والسخط من عائلته ومن وضعه ويتمنى لو انه ولد عند أناس آخرين ضاربا عرض الحائط كل التضحيات التي تقوم بها أسرته تجاهه فما سبب شعوره هذا ؟ وكيف يتحقق الانتماء داخل الأسرة؟وبالتالي الوطن؟ الانتماء الأسري يبدأ من الطفولة. فهذا الشعور يتولد من إشباع حاجة الطفل إلى القبول داخل بيئته، فالمطلوب من الأسرة قبول الابن دون ربط هذا القبول بإنجازات معينة يقوم بها الطفل.. فلو تعلم الطفل أن يقبل إذا أحسن، و يرفض إذا أخطأ سينشأ مذبذباً ضعيف الشخصية، ضعيف التقدير الذاتي.. إن قبول الطفل يعني انتماءه لأسرة يشكل أحد أعضائها.. مما يسهل على الطفل فيما بعد الانخراط في مجموعات اجتماعية أخرى. وبالمقابل يكون الطفل الذي يشعر بعدم قبول الأسرة له، أقرب إلى الارتياح و الرفض و الشعور بالوحدة.. العمل المشترك والعمل الجماعي داخل الأسرة الواحدة يبني الشعور بالتقارب الحميم لدى أفراد و أعضاء الأسرة، وهذا يعزز بالمقابل شعورهم بالانتماءالوطني ، ومما يزيد هذا التماسك الأسري والشعور بالانتماء لدى الأبناء كون الأسرة مجالاً و فضاءً للعديد من الأنشطة مثل: - التخطيط المستمر لأنشطة جماعية داخل الأسرة بعيداً عن روتين الحياة اليومية. - قضاء فترات خارج البيت من مثل النزهات الأسبوعية أو الأجازات السنوية من صلة رحم أو استجمام في البر أو الجبل أو على البحر.. - المشاركة الجماعية في الأنشطة الهادفة مثل الرحلات السياحية وغيرها. - ممارسة الرياضة و الألعاب. - القراءة المشتركة الهادفة. - الجلوس ولو 20 دقيقة يومياً لمناقشة أحوال الأسرة وخططها المستقبلية ومشاكلها. - التعاون بين أعضاء الأسرة في أداء احتياجات البيت والواجبات المدرسية. - تعليم الابن كيف يكون عضواً في مجموعة : القيادة، الأهداف المشتركة، التخطيط الجماعي، المنافسة، الطموح، حب التميز، الرغبة في الانتصار و التميز، المثابرة والصبر، التعاون مع الآخر من أجل هدف مشترك، العمل الجماعي. دور المرأة في تنمية الانتماء الوطني إن للمرأة دور هام في عملية تنمية الانتماء للوطن بخاصة للأطفال الصغار ويتلخص دور المرأة المصرية في تعزيز الانتماء للوطن فيما يلي: 1- للمرأة دور مهم في غرس الأنظمة وقواعد السلوك الحسن في نفوس أفراد الأسرة. 2-إن المرأة أكثر الفئات التصاقاً بمفهوم الوعى للإنتماء الوطني لدى الأبناء. 3- المرأة تلعب دوراً بارزاً في مجال التنمية وفي قيادة أنشطة الصحة والسلامة. 4- تسعى كثير من المؤسسات لإشراك المرأة في برامج التوعية والتثقيف انطلاقاً من أهمية هذا الدور ومنها جمعية الهلال الأحمر التي ترأسها السيدة سوزان مبارك . 5- إن المطلع على مؤسسات عمل المرأة يجد التميز الذي تعيشه المرأة المصرية في تفانيها وإخلاصها الذي ينم عن حس وطني وغيره نحو التميز. ووصولها لأعلى المناصب في الدولة 6- إن المرأة باعتبارها مصدر التنشئة الأولى فهي بداية الحل. وأبلغ دليل على إهتمام الدولة بتفعيل دور المرأة لإنتماء الوطني هو كوتة المرأة في مجلس الشعب 2010 دور التعليم في تنمية الوعي للإنتماء الوطني إن التعليم له الكثير من الدور في تعزيز الإنتماء الوطني لدى الجيل الصاعد من الأطفال والشباب وترسيخ قيم المواطنة والانتماء لديهم ويتم تعزيز انتماء الوطني من خلال التالي: 1- المناخ المدروس ودوره في عملية تعزيز المواطنة والانتماء. - أن يكون المناخ المدروس إيجابياً يسمح بالتفاعل بين الطلاب والمسئولين. - أن تسود روح التعاون والتآلف والجماعية داخل المدرسة ويدرك كلاً من الأفراد لدوره الحقيقي. - تغيير ثقافة التلقين ومساعدة الطالب على الثقة والحوار. - أن يشجع المناخ المدرسي حاجات الطالب الوجدانية والمهارية والمعرفية والعلمية. 2- المقررات الدراسية: - لابد وأن تمتاز بالتطور والتنقيح والتركيز على إكسابهم قيم جديدة. - التزام المقررات بمعايير المجتمع ونظمه وتدعم الشعور بالانتماء. - أن تهتم بإكساب التلاميذ الهوية الوطنية. 3- أسلوب أداء المعلم: - المعلم وسيلة لإكساب الوعي للتلميذ فله أهمية كبيرة في إكساب التلاميذ لمعرفة المواطنة والانتماء. - أن يحرص المعلم على ترجمة خبراته وإعطائها للطلاب مما يساعدهم . - أن يحرص على تبصيرهم بأهمية التواجد مع الجماعة والتعاطف معها . كما لا تغفل طرق التدريس والأنشطة المدرسية ودورها في تعزيز المواطنة والانتماء عند الشباب والتلاميذ. 4- الأنشطة المدرسية إن الأنشطة والممارسات الطلابية المختلفة يمكن أن تسهم في ترجمة مفاهيم المواطنة المجردة إلى سلوك ومنهج حياتي يتعايش معه الطالب في وقائع حياته اليومية، فإذا وفّقنا في هذا الأمر سيترجم مفهوم المواطنة سلوكاً عملي بدلاً من كونه مجموعة معارف تُحشى فيها أذهان الطلاب ، ، لذا يُقترح وسائل لتنمية روح تلانتماء الوطني من خلال الأنشطة الطلابية التالية ودور الأخصائي الاجتماعي فيها : 1. الاحتفاء بالمناسبات الوطنية وفي مقدمتها 6 أكتوبر بشكل يشعر الشباب بقيمتها ودلالاتها. 2. أن يقيم المسابقات ذات الجوائز المادية والمعنوية لتشجيع الطلاب على كتابة الموضوعات والقصص التي تؤكد على حب الوطن والتضحية من أجله بكل غالٍ و نفيس. 3. أن يتمكن من تعريف طلابه بحقوقهم وواجباتهم ، وتأكيد حقهم في المساواة الاجتماعية والسياسية والفرص المتكافئة, وتدريبهم على ذلك، من خلال أساليب متعددة مثل مجلس اتحاد الفصل، وانتخابات مجلس اتحاد طلاب المدرسة. 4. أن يتمكن من توعية الطلاب بالمشكلات والصعاب التي تواجه وطنهم، وإحساسهم بمسئوليتهم في مواجهتها، والتماس الحلول الإيجابية لها متعاونين وشركاء في البذل والعطاء. 5. أن يمتلك القدرة على الأسلوب العلمي المنطقي في تثبيت المعاني الوطنية، ومواجهة مشكلات وقضايا الوطن. 6. إقامة مسابقات ثقافية ، وبحوث تُعنى بتنمية حب الوطن لدى الطلاب . 7. دمج الطلاب في مجتمعهم عن طريق زيارات منسقة للدوائر الحكومية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، وإيضاح أن الطالب جزء من هذا المجتمع الكبير له ما له من واجبات، وعليه ما عليه من حقوق . 8. إقامة معارض دورية تبين إنجازات الوطن ، وعلاقتها المباشرة بالطالب . 9. العناية بمرافق المدرسة ، وتشمل : تهيئة المصلى المدرسي ، صيانة المعامل ، صيانة الحدائق ، صيانة الكتب المدرسية والعناية بها والعناية بالفصول الدراسية ، وتفعيل دور الطلاب في نشاط المدرسة . 10. إشراك الطلاب في أنشطة مدرسية تقدم خدمات اجتماعية للمجتمع المحلي. دور المشاركة المجتمعية في تنمية الوعي للإنتماء الوطني لدي الطلاب إن المجتمع المحلي ممثلاً في الأفراد(خبراء متخصصين وقادة مجتمع، ومنظمات وجمعيات أهلية يمكن أن يقوموا بحكم خبراتهم في المجالات المختلفة في تنمية الوعي الوطني لدي الطلاب عن طريق:- 1- تقديم المقترحات المتعلقة بالتطورات المعاصرة من ثورة معرفية وتكنولوجية 2- دعم حلقات النقاش والدورات التدريبية لتنمية الانتماء الوطني لدي الطلاب 3- إيجاد الحلول والمشكلات التي تواجهها المدرسة 4- دعم الابحاث والدراسات المتعلقة بزيادة الانتماء للوطن 5- عقد الندوات والمؤتمرات المشتركة بين أولياء الأمور والعاملين بالمدرسة لتيادل الخبرات وتفعيل حس الانتماء الوطنى لدي الطلاب 6- مساعدة المدرسة في تطوير خدماتها الداخلية والخارجية 7- تنظيم زيارات ميدانية للأماكن التاريخية ودعمها 8- المشاركة في دعم الاحتفالات الوطنية والتفاعل الإيجابي مع محيط المدرسة الاجتماعي 9- دعم معسكرات الخدمة العامة الخارجية والداخلية التي تقيمها المدرسة الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــة أدت الثورة الاتصالية إلى تشارك المواطنين في أنحاء العالم ذات الهموم وذات الصور، مما يؤدي تدريجياً إلى ظهور مفهوم المواطن العالمي...هذا المواطن المنتمي إلى الإنسانية في عمومها هو الذي أصبح يدرك ضرورة التشارك الإنساني لمواجهة المشكلات التي تشكل خطراً على الكوكب بأسره، بدايةً من مشكلات البيئة وانتهاءً بأسلحة الدمار الشامل. وفي المقابل تنتشر ظواهر العزلة والاغتراب وعدم الانتماء بسبب تأثير نفس الوسائل الاتصالية. وفي ظل الظروف المتردية السائدة على مستوى العالم والمنطقة العربية والتراجع الحاصل على الصعيد الذاتي والعام، كم نحن بحاجة إلى مراجعة ذاتية وموضوعية لكل المتغيرات التي تحدث، كم نحن بحاجة أن نجسد الانتماء للوطن بكل قيمه المقدسة، ونعود لمثل هذا الانتماء، نلغي كل ما يتناقض مع ذلك، نقف مع الذات وبمراجعة جدية، نوقف حالة التدمير التي تحدث على الصعيد الذاتي والعام، نعود للقيم التي رضعناها مع حليب الطفولة، حب الوطن، التضحية، الاستعداد للعطاء، للمقاومة، ونحن في زمن المقاومة، السلوك المنسجم مع الأخلاق والقيم الوطنية، الكفاح بكل صوره، النضال وبما يترتب عليه من التزام إلى آخر ما هنالك من القيم النبيلة. هي دعوة للانتماء الحقيقي، ويبقى الوطن، هو القدسية التي يجب أن تبقى وفي محرابه يجب أن تنتهي وتسقط كل الانتماءات الأخرى.ولا يتحقق ذلك من غير مشاركة مجتمعية فعالة صادقة. الوطن ليس زيا ولهجة و***ية فقط،إنه الانتماء الشريف والأمومة الحانية، والصدر الذي يحتاج الإنسان أن يضع رأسه عليه ليجد يدا كريمة تمسح عن ذلك الجبين حرارة الآهات ومرارة المصائب. الوطن ليس قانونا يثقل كاهل الإنسان بالمواد والفقرات والسجون والمخالفات، إنه شيء لا يمكن أن يحس به إلا من فقده ولا يقاس ميزان الوطنية عند الشعوب المتمدنة بمدى الاستفادة المادية من الأرض التي يجب :أن يعطيها ويعطيها ويعطيها،المواطنون دون تفكير في مقابل ذلك العطاء. وفي النهاية نرجو أن يتم تحديد يوم وطني واحد لمصرنا الحبيبة أعضاء المكتب التنفيذي المراجع 1- القرآن الكريم 2- الجزائري ، أبي بكر ، ( 1426هـ- 2005م )، أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير ، ( الطبعة الأولى ) لبنان ، بيروت ، المكتبة العصرية. 3- عرابي،بلال(2001)دور العمل التطوعي في تنمية المجتمع، مجلة النبأ،العدد 63 ،2001 4- نبيه ،نسرين عبدالحميد(2008)مبدأ المواطنة بين الجدل والتطبيق؛مصر،الأسكندرية ،مركز الأسكندرية للكتاب 5- متولي ،نبيل عبدالخالق(2001)-دور المشاركة الشعبية في تمويل التعليم المصري:الواقع وسيناريوهات المستقبل،مجلة مستقبل التربية العربية ،المجلد السابع،العد 21،أبريل 2001. 6- مرسي،محمد منير (1996)الاصلاح والتجديد التربوي في العصر الحديث،القاهرة،عالم الكتب 7- مطاوع،إبراهيم عصمت (1997)التجديد التربوي في العصر الحديث،القاهرة :عالم الكتب.
__________________
آخر تعديل بواسطة ياسر زكي3 ، 06-02-2015 الساعة 09:06 AM |
#1502
|
|||
|
|||
صباح الفل...........
|
#1503
|
|||
|
|||
بحث عن دور الانشطة التربوية فى تحقيق الشخصية السوية لطلاب المرحلة الثانوية
|
#1504
|
||||
|
||||
اسئلة الاتحادات الطلابية على مستوى الادارة؟؟
__________________
|
#1505
|
|||
|
|||
يا اهل الخبرة افيدونى فى مسابقة الطالب المثالى ....فى اسرع وقت
المرحلة الاعدادية....وكمان الاسئلة للطالب هتبقى عبارة عن ايه؟
__________________
كن مطمئناً جداً جداً ولا تفكر بالأمر كثيراً...بل دع الامر لمن بيده الامر |
#1506
|
|||
|
|||
انا عايز صورة من القرار الوزارى 534 ،395 ، 129 ، 149الخاص بمكا فاء الامتحان
|
#1507
|
||||
|
||||
لوحات
انا عايز لوحات جدارية عن اعمال التربية الاجتماعية
|
#1508
|
||||
|
||||
الرجاء وضع القرار 302 لسنة 2007 المنظم لعمل الجمعيات التعاونية داخل المدارس وعملية الصرف والتوريد بالمقصف المدرسى
|
#1509
|
|||
|
|||
ندوة عن دعم القيم والاتجاهات التى تعبر عن الثقافة و الهوية المصرية
ندوة عن دعم القيم والاتجاهات التى تعبر عن الثقافة و الهوية المصرية
برجاء اضافة اى ابحاث تساهم فى القيام بمثل تلك الندوات |
#1510
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مطلوب عقد تأسيس الجمعية التعاونية ضروري ولكم جزيل الشكر |
#1511
|
|||
|
|||
السلام عليكم
لو سمحتم افيدوني في طريقة توزيع خطة البيئه و السكان و ماهي الانشطه التي تكتب بها و كيف يكون الاجتماع مع وضع مثال لاجتماع كامل و ماذا اكتب في سجل الندوات و المعسكرات مع ذكر مثال لكل سجل و لكم مني جزيل الشكر و عميق الامتنان |
#1512
|
|||
|
|||
السلام عليكم السادة الاعضاء الكرام
من فضلكم لو حد منكم يعرف نص قرار 113 لسنة 1994 بشأن الزى المدرسى للمرحلة الثانوية انا فى امس الحاجة اليه . وشاكره لجهودكم العظيمة جزاكم الله كل خير |
#1513
|
|||
|
|||
برجاء من كان لديه نموذج للتعلم القائم على المشروع بمشروع قام به مع طلابه برجاء يدلنا عليه وخاصة اللغة الانجليزية
|
#1514
|
|||
|
|||
اخوانى ارجو المساعدة
انا متقدمة لوظيفة مدير التعليم الإعدادى والثانوى وكنت اود ان اعرف عن مهام المدبر وصلاحيانه ولكم جزيل الشكر |
#1515
|
|||
|
|||
أحلى منتدىىىىىىىىىىىىىىىىىى
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملف, الرائد |
|
|