الرقيب جليل (شعر)

[abomokhtar]

حكمة للحسن البصري صغتها شعراً:
قال الحكيم وقوله التفصيلُ
سرُّ السعادة في الحياة مثولُ
تلك السعادة حزتها في أربعٍ
وبهمةٍ مهما الحياة تطولُ
لمَّا علمتُ بأنَّ رزقي في السما
ء محدَّدٌ ما همَّني التحصيلُ
لمَّا علمتُ بأنَّ غيري لا يقو
مُ بمهنتي فإذاً أنا المسؤولُ
لمَّا علمتُ بأنَّ ربِّي ناظري
لم أعص ربِّي فالرقيب جليلُ
لمَّا علمتُ الموتَ يأتي بغتةً
أعددتُ زاداً واقياً ويَحولُ
من كان في هذا حليفَ إجابةٍ
لا بدَّ أنَّ الهمَّ عنه يزولُ
♦♦♦♦♦


بدرٌ توارى عندما ظهرتْ لنا
أَللهَ من حسنٍ بدا من وجهها
لكنَّها لما توارتْ قال بد
رُ سمائنا متعجباً من سحرها:
إنِّي حياءً ذبتُ حتى غبتُ عن
أنظاركم طوعاً لهيبة حسنها
أنا حاضرٌ لكنَّ نورَ جمالها
غطَّى على نوري فغبتُ لنورها

♦♦♦♦♦


شعرك الرقراق يوحي
أنك اجتزت الصعابا
لازم الهادي وقدَّم
سيرة تزكي الصوابا
أنت في الدنيا كظلٍّ
لنبي لا يُعابا
إن رأينا الظل يدنو
منه حبًّا واقترابا
حينها أنت المفدى
بل وأعلانا جنابا

♦♦♦♦♦


إنَّ هذا الشوقَ نُعمى لم يزل
باعثاً للقرب ممن ألهبه
ليس ذاك الشوقُ إلا ريشةً
ترسم الذكرى بدمع سكبه
فاحمد الله وصابر، قلَّما
يُطفئ الشوقُ لهيباً غلبه

♦♦♦♦♦


القلب في أزماته مشغولُ
وعلى المهيمن خالقي التعويلُ
فاكشف بفضلك يا إلهي الضرَّ عنَّـ
ا واكفنا شرًّا أذاه يطولُ
نحن الضعاف ورغم ذلك إنَّنا
لا نستريبُ بأنه سيزولُ


أبو الجود محمد منذر سرميني