اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2015, 11:36 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي أحكام التدبر


أحكام التدبر

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
يقول الله - عزوجل - في محكم كتابه: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}1، وتنص الآية على أن كلام الله هو أحسن الحديث، فقد وصفه ربنا بأنه مثاني، ثم أضاف عليه وصفاً آخر: "تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله"، قال الإمام الألوسي: "الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم إذا قرعت صفات الجلال أبواب قلوبهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله بالشوق والطلب"2.
وقد دعانا ربنا في غير ما آية إلى تدبر كتابه، وتأمل معانيه وأسراره فقال - عز من قائل -: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}3، وحضَّ نبيهُ - صلى الله عليه وسلم - أمتَه على التدبر وفهم معاني القرآن فقال حين نزل قوله - تعالى -: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}4 ((ويلٌ لمن قرأها، ولم يتفكر فيها))5.
وهكذا كان حال النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام عند سماعهم للقرآن؛ فإنهم كانوا ينصتون له بأسماعهم، ثم يتدبرونه بعقولهم؛ فلا يتجاوزوا العشر الآيات حتى يحفظوها، ويتدبروها، ويعملوا بما فيها، ولنا فيما ورد من حاله - صلى الله عليه وسلم - مع تدبر كتاب ربه نبأ عظيم؛ إذ يقول فيه ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرأ علي!!)) قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإني أحب أن أسمعه من غيري))، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال: ((أمسك))، فإذا عيناه تذرفان6.
وكان السلف الصالح يتابعون ويسيرون على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع القرآن فيتدبرون القرآن ويأمرون بذلك فقد جاء أن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - كان يقول: "ركعتان في تفكرٍ خيرٌ من قيام ليلة بلا قلب"، وكان الفضيل - رحمه الله - يقول: "إنما نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس قراءته عملاً، قيل: كيف العمل به؟ قال: ليحلُّوا حلاله، ويحرِّموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه".
وكان منهم من يقوم بآية واحدة يرددها طيلة الليل يتفكر في معانيها ويتدبرها، فلم يكن همهم مجرد ختم القرآن؛ بل القراءة بتدبر وتفهم، يقول محمد بن كعب القُرَظِي: "لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ"إذا زلزلت" و"القارعة" لا أزيد عليهما، وأتردد فيهما، وأتفكر؛ أحبُّ إليَّ من أن أَهُذَّ القرآن - أي أقرأه بسرعة -".
ثمار التدبر:
ولعل من ثمار التدبر ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - قائلاً:
"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته؛ من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما، وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَـتُلُّ في يده - تضع - مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه".
أخيَّ:
هذا رمضان قد أقبل، وأنت تقرأ فيه القرآن، فليكن رمضان هذا متميزاً، ولتقرأ القرآن بتفكر وتأمل، مستشعراً معانيه، واقفاً عند كل آية، محدقاً بناظر قلبك إلى معاني القرآن، جامعاً لخاطر فكرك على تدبره وتعقله، مجيلاً الخاطر في أسراره وحِكَمه.
نسأل الله القدير أن يرزقنا حب كتابه، وتدبره، والعمل بما فيه، والحمد لله رب العالمين.

1 سورة الزمر آية (23).

2 روح المعاني (24/38).

3 سورة ص آية (29).

4 سورة آل عمران آية (190-191).

5 رواه ابن حبان في صحيحه برقم (620) وصححه الارنأووط في تعليقه على صحيح ابن حبان برقم (620).

6 رواه البخاري برقم (4582).
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-09-2015, 09:07 PM
khaldaa khaldaa غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
العمر: 39
المشاركات: 31
معدل تقييم المستوى: 0
khaldaa is on a distinguished road
افتراضي

وفقكم الله لما يحب ويرضى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2016, 10:04 PM
الصورة الرمزية على العربى
على العربى على العربى غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 7,427
معدل تقييم المستوى: 22
على العربى is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-08-2016, 10:11 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 39
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي

جزيل الشكر والتقدير لحضرتك

مجهود طيب

تسجيل متابعة

جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:52 AM.