اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2015, 12:41 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الملكوت في الحكمة القرآنية


الملكوت في الحكمة القرآنية (1)


حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه آزر



د. رواء محمود حسين


ورد مصطلح: (ملكوت) في القرآن الكريم في أربعةِ مواضع: (الأنعام: 75)، (الأعراف: 185)، (المؤمنون: 88)، و(يس: 83)[1].

وسيبدأ هذا البحث في دراسة ﴿ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 75] في الحكمة القرآنيَّة، بالتحديد في سورة (الأنعام: 75)، وسنتابع دراسة المفهوم الملكوتي في القرآن الكريم في هذه السورة وفي السوَر الأخرى من القرآن الكريم على شكل سلسلة مقالات متلاحقة إن شاء الله، وهذه الدراسات المتسلسلة عن ﴿ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ جزءٌ من تفسيرنا للقرآن الكريم المسمَّى: "تفسير الحكمة القرآنية".

﴿ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: الوارد في سورة الأنعام يَرد في سياق حديثِ إبراهيم عليه السلام مع أبيه آزر: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 74]؛ بيَّن الطبري أن الله تعالى في هذه الآية يقول لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمدُ لحِجَاجِك مع قومِك، وخصومتك إيَّاهم في آلهتهم، مما نلقيه إليك ونعلِّمك من البرهان والدلالة على باطل ما عليه قومُك مقيمون، وصحة ما أنت عليه مقيمٌ من الدِّين، وحقيقة ما أنت عليهم به محتج - بحِجَاج إبراهيم قومَه، ومراجعته إياهم في باطل ما كانوا عليه مقيمين مِن عِبادة الأوثان، وانقطاعه إلى الله والرضا به وليًّا وناصرًا دون الأصنام، فاتَّخِذه إمامًا واقتدِ به، واجعل سيرتَه في قومك لنفسك مثالاً إذ قال لأبيه مفارقًا لدينه، وعائبًا عبادته الأصنام دون بارئه وخالقه: يا آزر[2].


ويناقش ابن كثير الاسم الحقيقي لأبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فيُورد نقلَ الضحاك عن ابنِ عبَّاس: إن اسمه ليس آزر؛ بل "تَارِحَ"، وعن ابن عباسٍ: أن المقصود بـ "آزر" الصنم، وأبو إبراهيم اسمُهُ تارحُ، وأمُّه اسمُها مثاني، وامرأتُهُ اسمُها سارة، وأُمُّ إسماعيل اسمُها هاجرُ، وهي سُرِّيَّة إبراهيم، وهكذا قال غيرُ واحدٍ من علماء النسَب: إن اسمه تارح، ومثل هذا منقول عن مُجاهد والسُّدي: آزر اسمُ صنمٍ، ويقول ابن كثير: كأنه غلب عليه اسمُ آزر؛ لخدمته ذلك الصنم، فالله أعلم، وقال ابنُ جريرٍ: وقال آخرون: هُو سبٌّ وعيبٌ بكلامهم، ومعناهُ مُعوجٌّ، ونقل هذا المعنى أيضًا عن ابن أبي حاتم: أن آزر تعني أعوج، وأنها أشدُّ كلمةٍ قالها إبراهيمُ عليه السلام، ثُم قال ابنُ جريرٍ: والصوابُ أن اسم أبيه آزر، ثُم أوردَ على نفسه قول النسَّابين أن اسمه تارح، ثُم أجاب بأنهُ قد يكونُ له اسمان، كما لكثيرٍ من الناس، أو يكون أحدُهُما لقبًا، وهذا الذي قاله جيِّدٌ قوي واللهُ أعلم[3].

ومعنًى آخر يُستفاد من الآية المباركة المذكورة: أن أُبوَّة تارح (أو آزر) لإبراهيم عليه السلام لم تمنعه من حِوار أبيه حول طبيعة العِبادة التي يمارسها، مُعلنًا رفضه لعبادة الأوثان، وإن كان الذي يعبدها أقربَ الناس إليه، وهو أبوه، فحبُّ الله سبحانه وتوحيده وإخلاص العبودية له جلَّ شأنُه أهمُّ وأولى وأحقُّ من أيِّ شيء مخالف أو مناقض، وبهذا كان إبراهيم عليه السلام قُدوة للنبي صلى الله عليه وسلم في جِداله مع قومه بخصوص الأوثان التي يعبدونها.

إن إبراهيم عليه السلام في هذه الآية وفي غيرها قدوةٌ لكلِّ من تمسَّك بالتوحيد وبالحقِّ وأعلن رفضَه للباطل، وللعبودية لغير الله سبحانه.


[1] ينظر عن مواضع الملكوت في القرآن الكريم أعلاه: محمد فؤاد عبد الباقي: "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم"، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1364هـ، ص 674.

[2] الطبري (ت 310 هـ): "جامع البيان في تأويل آي القران"؛ تحقيق أحمد محمد شاكر، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1420 هـ - 2000م، 11 / 465.


[3] ابن كثير (ت 774 هـ): "تفسير القرآن العظيم "؛ تحقيق محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1419 هـ، 3 / 285.








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-06-2015, 11:22 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

الملكوت في الحكمة القرآنية (2)

حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه آزر

الرؤية الإبراهيمية للملكوت


الملكوت في اللغة من الملك، كالرهبوت من الرهبة[1]، وله معنى آخر هو: "الملكوت: عالم الغيب المختص بأرواح النفوس"[2].

وكانت نتيجة هذه العبودية الإبراهيمية الخالصة لله سبحانه أن أكرمه الله تعالى بقوله: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75]، قال القرطبي: قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾؛ أي: مُلْكَ.

روى معناه عليٌّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: كشف الله له عن السموات والأرض حتى العرش وأسفل الأرَضين، ويُضيف القرطبي: وقال الضحَّاك: أراه مَلَكوت السماء: ما قصَّه من الكواكب، ومِن ملكوت الأرضِ: البحارَ، والجبالَ، والأشجارَ، ونحو ذلك مما استدلَّ به.

وقال بنحوه ابن عباس، وروى ابن جريج عن القاسم عن إبراهيم النخعي قال: فرجت له السموات السبع، فنظر إليهنَّ حتى انتهى إلى العرْشِ، وفرجتْ له الأرضون فنظر إليهنَّ، ورأى مكانه في الجنة.

وقوله سبحانه: ﴿ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75] أريناه ذلك؛ أي: الملكوت[3].

يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾:
"أي: نُبيِّنُ له وجه الدلالة في نظره إلى خلقهما - أي: خلق السموات والأرض - على وحدانية الله عز وجل، في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره ولا ربَّ سواه؛ وليتبيَّن له أنه تعالى كشف له الأمر؛ سره وعلانيته، فلم يخفَ عليه شيءٌ من أعمال الخلائق، فلما جعل يَلعن أصحاب الذنوب، قال الله: إنك لا تستطيع هذا، فرده كما كان قبل ذلك، فيحتمل أن يكون كشف له عن بصره حتى رأى ذلك عيانًا، ويحتمل أن يكون عن بصيرته حتى شاهده بفؤاده، وتحقَّقه وعرفه، وعلم ما في ذلك من الحكم الباهرة، والدلالات القاطعة، وليكون عالمًا وموقنًا"[4].

أما قوله سبحانه: ﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ﴾ [الأنعام: 76]، أي: تغشَّاه وستره ﴿ رَأَى كَوْكَبًا ﴾ [الأنعام: 76]؛ أي: نجمًا، ﴿ قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ ﴾ [الأنعام: 76]؛ أي: غاب، قال محمد بن إسحاق بن يسار: "الأُفول: الذَّهَاب، وقال ابن جرير: يُقال: أفَلَ النجمُ يأفُلُ ويَأْفِل أفولاً وأفْلاً إذا غاب، قال: ﴿ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾ [الأنعام: 76]، قال قتادة: علم أن ربه دائمٌ لا يزول، ﴿ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا ﴾ [الأنعام: 77]؛ أي: طالعًا، ﴿ قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي ﴾ [الأنعام: 77، 78]؛ أي: هذا المنير الطالع ربِّي؛ ﴿ هَذَا أَكْبَرُ ﴾ [الأنعام: 78]؛ أي: جرمًا من النجم ومن القمر، وأكثر إضاءة، ﴿ فَلَمَّا أَفَلَتْ ﴾ [الأنعام: 78]؛ أي: غابت، ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ ﴾ [الأنعام: 78، 79]؛ أي: أخلصتُ ديني، وأفردت عبادتي ﴿ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [الأنعام: 79]؛ أي: خلقهما وابتدعهما على غير مثال سَبَق، ﴿ حَنِيفًا ﴾ [الأنعام: 79]؛ أي: في حال كوني حنيفًا؛ أي: مائلاً عن الشرك إلى التوحيد؛ ولهذا قال: ﴿ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79][5].

وانتهى إبراهيم عليه السلام إلى النتيجة الآتية: ﴿ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79].

قال الطبريُّ: "وهذا خبرٌ مِن الله تعالى ذِكْرُه عن خليله إبراهيمَ عليه السلام، أنه لما تبيَّن له الحق وعرَفه، شهد شهادة الحق، وأظهر خلافَ قومِه أهلِ الباطل وأهل الشرك بالله، ولم يأخذه في الله لومةُ لائم، ولم يستوحش مِن قيل الحق والثبات عليه، مع خلافِ جميع قومه لقوله وإنكارهم إياه عليه، وقال لهم:﴿ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 78] مع الله الذي خلقَني وخلقكم في عبادته من آلهتِكم وأصنامكم، إني وجهتُ وجهي في عبادتي إلى الذي خلَق السموات والأرض، الدائم الذي يبقى ولا يفنى، ويحيي ويميت، لا إلى الذي يفنى ولا يبقى، ويزول ولا يَدومُ، ولا يضرُّ ولا ينفع، ثم أخبرهم تعالى ذِكْره أن توجيهه وجهه لعبادته بإخلاص العبادة له، والاستقامة في ذلك لربِّه على ما يحب من التوحيد، لا على الوجه الذي يوجه له وجهه من ليس بحنيف، ولكنه به مشركٌ؛ إذ كان توجيه الوجه - على غير التَحنُّف - غيرَ نافع موجهه، بل ضاره ومهلكه، ﴿ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79] ولستُ منكم؛ أي: لستُ ممن يدين دينَكم، ويتبع ملتكم أيها المشركون"[6].


تلفت أنظارَنا الآياتُ المباركات من سورة الأنعام المتقدمة عن ثواب التوحيد الخالص الذي كان عليه النبي إبراهيم عليه السلام، هذا التوحيد الذي أهَّلَهُ عليه السلام أن يمنحَه الله سبحانه رؤية ملكوت السموات والأرض، وهو مقام عظيم كبير، لا يتهيأ إلا لمن كان بمستوى توحيد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعًا.

إذًا التوحيد هو الوسيلة لرؤية ملكوت السموات والأرض.

[1] أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (المتوفى: 393هـ): "الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية"، تحقيق: أحمد عبدالغفور عطار، ط4، دار العلم للملايين، بيروت، 1407 هـ‍ - 1987 م، 4 / 161.

[2] محمد بن محمد بن عبدالرزاق الحسيني، أبو الفيض، الملقب بمرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205هـ): "تاج العروس من جواهر القاموس"، تحقيق مجموعة من المحققين، دار الهداية، بدون بيانات أخرى 8 / 255.

[3] أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ): "الجامع لأحكام القرآن"، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط2، دار الكتب المصرية - القاهرة، 1384هـ - 1964 م، 7 / 23 - 24.

[4] ابن كثير: " تفسير القرآن العظيم "، 3 / 259 - 260.

[5] أعلاه تفسير الآيات (76 - 78) عند أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، (المتوفى: 774هـ): "تفسير القرآن العظيم"، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ط2، دار طيبة للنشر والتوزيع، 1420هـ - 1999 م، 3 / 291.

[6] محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ): "جامع البيان في تأويل القرآن"، تحقيق أحمد محمد شاكر، ط1، مؤسسة الرسالة، 1420 هـ - 2000 م، 11 / 487 – 488.




رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2016, 07:42 PM
الصورة الرمزية على العربى
على العربى على العربى غير متواجد حالياً
مسئول الأقسام التعليمية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 7,442
معدل تقييم المستوى: 22
على العربى is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل الخير وبارك فيك
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:57 AM.