|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
(12) مَحَاسِنُ الصَّبْرِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. (البقرة: 153) - وقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}. (آل عمران: 200) - وقَالَ تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. (البقرة: 155) - وقَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. (الزمر: 10) - وقَالَ تَعَالَى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. (الشورى: 43) - وقَالَ تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}. (محمد: 31) - وعَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ؛ وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ - وعَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ - وعَنْ أَبي هَرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبهُ إِلاَّ الجَنَّة». رَوَاهُ البُخَارِيُّ - وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنَّهَا سَأَلَتْ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَن الطَّاعونِ، فَأَخبَرَهَا: «أَنَهُ كَانَ عَذَاباً يَبْعَثُهُ اللَّه تَعَالَى عَلَى منْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ تعالَى رحْمةً للْمُؤْمنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ في الطَّاعُون فَيَمْكُثُ في بلَدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ - وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بحبيبتَيْهِ فَصبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ حَبِيبتَيْهِ: عَيْنَيْهِ. - وعَنْ عَطَاءِ بْن أَبي رَباحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عبَّاسٍ رضي اللَّهُ عنهُمَا ألاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّة؟ فَقُلت: بلَى، قَالَ: هذِهِ المْرأَةُ السوْداءُ أَتَتِ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وإِنِّي أَتكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّه تَعَالَى لِي. قَالَ: «إِن شئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الْجنَّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعَوْتُ اللَّه تَعالَى أَنْ يُعافِيَكِ». فقَالَتْ: أَصْبرُ، فَقالَت: إِنِّي أَتَكشَّفُ، فَادْعُ اللَّه أَنْ لا أَتكشَّفَ، فَدَعَا لَهَا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ --------- -- قال الجاحظ: - قال كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ: "مَن صبر على النَّازلة، كان كمَنْ لم تنزل به". - وقال الأفْشِين: "مَن صحب الزمان لم ينج من خيره أو شره ووجد الكرامة والهوان". *********
__________________
|
#32
|
||||
|
||||
(13) مَحَاسِنُ طَلَبِ الرِّزْقِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}. (سورة المُلْك: آية 15) -- قال الجاحظ: - قال عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ السُّلَمِيُّ: "مَن لم يقدمه الحَزم أخره العَجز". - وقال عَبْدُ اللهِ بنُ طَاهِرٍ الخُزَاعِيُّ: "مَن سَعَى رَعَى، ومَن لَزَم المَنَام رَأَى الأَحلاَم". - وقال بعض الحكماء: "لا تَدع الحِيلَة في التِمَاس الرِّزق بكل مَكَان، فإن الكَريم مُحتَال والدَّنِيء عَيَّال". - وتقول العَامّة: "كَلْبٌ جَوَّال خَيْر مِن أَسَد رَابِضٍ". *********
__________________
|
#33
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا
شكرا عالموضوع
__________________
ان صمتي لا يعني جهلي بما يدور حولي |
#34
|
||||
|
||||
شكرًا جزيلاً لمرورك الجميل
__________________
|
#35
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا يا صاحب الموضوعات الرائعة
|
#36
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم
شرّفني وأسعدني مرورك الغالي
__________________
|
#37
|
|||
|
|||
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا يعطيك العافية
|
#38
|
||||
|
||||
اقتباس:
شـكــرًا جـزيــلاً لـمــرورك الـجـمــيـــل
__________________
|
#39
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم
|
#40
|
||||
|
||||
__________________
|
#41
|
||||
|
||||
(14) مَحَاسِنُ حُبِّ الوَطَنِ - يُقَال: بِحُبِّ الأَوطان عُمِّرت البُلْدان:". - وقال بَعض الحُكَماء: "عُسْرك في بَلَدك خير مِن يُسْرِك في غُربَتِك". - وقِيلَ لِإعرابي: "مَا الغِبْطَة؟! قال: الكِفَاية ولُزُوم الأَوْطان والجُلُوس مع الإِخْوَان. وقيل: فَمَا الذُّل؟! قال: التَّنقُّل في البُلْدانِ والتَّنَحِي عَن الأَوْطَان. - وقال بَعضُ الأُدّباء: الغُربة ذِلّة، والذِّلة قِلّة". - وقال الآخَر: "لا تَنْهض عن وطنك ووكرك فتنقصك الغُربَة وتصمتك الوحدة. - وقد قيل: "أَحَقُّ البُلْدان بِنزاعك إليها بَلَد أَمَصّك حَلْب رَضَاعه". - وقيل: "احفظ أرضاً أرسخك رضاعها، وأصلحك غذاؤها، وارع حمى اكتنفك فناؤه". - وقيل: "لا تَشْكِ بلداً فيه قَبَائِلك". - وقيل: "مِن عَلاَمة الرُّشد أَن تَكون النَّفس إِلى أَوطَانها مُشتَاقة، وإِلى مَوْلِدها تَوّاقة". - وقال جالينوس: "يَتَرُّوح العَلِيلُ بِنَسِيم أَرضِه كَمَا تَتَروّح الأَرض الجَدبَة بِبَلّ المَطَر". - وقال بقراط: "يُدَاوى كُلّ عَلِيل بِعقَاقِير أَرضِه". - وشَبَّهت الحُكَمَاءُ الغَريبَ بِاليتِيم اللَّطِيم الَّذي ثَكَل أَبَويه، فلا أُمّ ترأمه ولا أَبّ يَحدَب عليه". *********
__________________
|
#42
|
||||
|
||||
(15) مَحَاسِنُ السَّخَاءِ - قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}. (سورة الليل، الآيات: 5 - 10) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ ------------------ -- قال الجاحظ: - قالت أم البنين ابنة عبد العزيز أخت عمر بن عبد العزيز: "لو كان البخل قميصاً ما لبسته أو طريقاً ما سلكتها"، وكانت تعتق كل يوم رقبة، وتحمل على قريش في سبيل الله، وكانت تقول: "البُخل كل البُخل مَن بخل على نفسه بالجنَّة". - وقال عبد العزيز بن مروان: "لو لم يدخل على البخلاء في لُؤمهم إلا سوء ظنّهم بالله عزَّ وجلَّ لكان عظيماً". - وقال المأمون: "الجُود بذل الموجود، والبُخل سُوء الظَّن بالمعبود". - قيل وشكا رجل إلى إياس بن معاوية كثرة ما يَهِب ويَصِل النّاس ويُنفِق ... قال: "إنّ النّفقة داعية الرّزق"؛ وكان جالساً على باب فقال للرجل: "أَغلِق هذا الباب"، فأغلقه؛ فقال: "هل تدخل فيه الرِّيح؟!" قال: "لا". قال: "فافتحه"، ففتحه فجعلت الرِّيح تخترق في البيت، فقال: "هكذا الرِّزق، أَغلقتَ فلم تدخل الرِّيح، فكذلك إذا أَمسكتَ لم يأتك الرِّزق". - وقيل: وَصَل المأمون محمد بن عبَّاد المُهَلَّبي بمائة ألف دينار، ففرَّقها على إخوانه، فبلغ ذلك المأمون؛ فقال: "يا أبا عبد الله، إن بيوت الأموال لا تقوم بهذا". فقال: "يا أمير المؤمنين، البُخل بالموجود سُوء الظَّن بالمعبود". - وعن أُمَيَّة بن يَزِيد الأُمَوِي قال: "كنا عند عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية فجاءه رجل من أهل بيته فسأله المعونة على تزويج، فقال له قولاً ضعيفاً فيه رعد وقِلّة أطماع؛ فلما قام من عنده ومضى دعا صاحب خزانته فقال: "أعطه أربعمائة دينار"، فاستكثرناها وقلنا: "كنتَ رددتَ عليه ردًّا ظننا إنك تُعطيه شيئاً قليلاً، فإذا أنتَ أعطيتَه أكثر مما آمَل"، فقال: "إني أُحب أن يكون فعلي أحسن من قولي". - وقال بعض الحكماء: "بَلَغ الجُود مَن قام بالمَجْهُود". - وقيل: "الجَوَاد مَن لم يضنّ بالمَوْجُود". - وقال بعض الحكماء: "ثواب الجُود خَلَف ومحبّة ومُكافَأة، وثواب البُخل حِرمان وإِتلاف ومَذمَّة". -- وبحَاتِمٍ الطَّائِي يُضرَب المَثَل في الجُود والسَّخاء، ... وهذه بعض الحكايات عــنـــه: - قيل: كان حاتم جَوَاداً شَاعِراً، وكان حيثما نزل عُرِف منزله، وكان ظفراً إذا قـاتـل غلب، وإذا غَنَم نَهَب، وإذا سُئِل وَهَب، وإذا شَرِب بالقِدَاح سَبَق، وإذا أَسَر أَطلق، وكان أقسم ألاَّ يقتـل واحداً. - ونَزَل على حاتم ضيف ولم يحضره القَرى، فنَحَـر ناقة الضَّيف وعشَّاه وغدَّاه، وقال: "إنك قد أقرضتني ناقتك فاحتكِم علي". قال: "راحلتين". قال: "لك عشرون، أرضيتَ؟!" قال: "نعم، وفوق الرِّضى". قال: "إلى أربعين". ثم قال لِمَن بحضرته مِن قومه: "مَن أتانا بناقة، فله ناقتان بعد المائة"، فأتوا بأربعين، فدفعها إلى الضّيف!! - وخَرَج حاتم في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بأرض عنزة، ناداه أَسِير فيهم: "يا أبا سفانة، قد أكلني الأسار والقمل". قال: "واللهِ، ما أنا في بلادي ولا معي شيء، وقد أسأتَ إليَّ أن نوَّهتَ باسمي"، فذهب إلى العنزيين فساومهم فيه واشتراه منهم، وقال: "خَلُّوا عنه، وأنا أُقِيم مكانه في قَيْده حتّى أُؤدي قَراه"، ففعلوا فأتاهم بغداء! وسَار على نَهْجِهِ في السَّخَاء وَلدُهُ عَدِيٌّ (الصَّحابي الشَّهير، رضي الله عنه)، ولا عَجب في ذلك فالشِّبل مِثل أبيه! وقد صَدَق فيه قول الشاعر: بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيُّ فِي الكَرمْ ... وَمَنْ يُشابِهْ أَبَهُ فَما ظَلَمْ - ففي يومٍ أرسل الأشعثُ بْنُ قَيسٍ إِلَى عَدِيِّ بْنِ حَاتِم يستعير مِنْهُ قُدُورَ حاتم، فملأها وحملها الرِّجال إِلَيْه، فأرسل إِلَيْه الأشعثُ: "إنما أردناها فارغة!" فأرسل إِلَيْه عَدِيٌّ: "إنَّا لا نُعِيرها فارغة". - وسَأَلَ رَجُلٌ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ مِائَتَيْ دِرهَمٍ، فَغَضِبَ مِن قِلَّتِهَا وحَلَفَ أَنْ لَا يُعْطِيَه، ثُمَّ أعطاه بأكثر مما سأل. - وكان عَدِيٌّ يَفتّ الخُبز للنَّمل، ويقول: "إنَّهُن جَارَات، ولَهُنَّ حَقٌّ". *********
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 01-09-2016 الساعة 09:43 PM |
#43
|
||||
|
||||
(16) مَحَاسِنُ الثِّقَةِ بِاللهِ تَعَالَى - قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِخْبَارًا عَنِ العَبْدِ الصَّالِحِ: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}. (سورة غافر، الآيتان:44 ،45) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي». رَوَاهُ البُخَارِيُ ومُسْلِمٌ - وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وأَحْمَدُ ---------------------------- -- قال الجاحظ: - قيل: خطب سليمان بن عبد الملك فقال: "الحمد لله الذي أنقذني من ناره بخلافته". - وقال الوَلِيد بن عبد المَلِك: "لأشفعن للحجّاج بن يوسف، وقرة بن شريك عند ربي". - وقال الحَجَّاج: "يقولون مات الحجاّج، ما أرجو الخير كله إلا بعد الموت، واللهِ ما رَضِي اللهُ البقاء إلاَّ لِأَهْوَن خَلْقه عليه، أليس إبليسُ إِذْ قال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}. (سورة الشعراء، الآيات أرقام: 79 - 81) - وقال أبو جعفر المنصور: "الحمد لله الذي أَجَارَني بخلافته، وأنقذني من النار بها".
__________________
|
#44
|
||||
|
||||
(17) مَحَاسِنُ الدُّنْيَا - قال اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}. سورة فاطر، الآية رقم: 5 - وقال اللهُ تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}. سورة الشورى، الآية رقم: 20 - وقال اللهُ تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}. سورة الحديد، الآية رقم: 20 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ». رواه مسلم -- قال الجاحظ: - قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الدنيا دار صدق لمَن صدقها، ودار عافية لمَن لها عنها، ودار غنى لمَن تزوَّد منها"؛ ثم التفت إلى قبور هناك، فقال: "يا أهل الثَّراء والعِزّ، الأزواج قد نُكِحت، والأموال قد قُسِمت، والدُّور قد سُكِنت، هذا خير ما عندنا، فما خير ما عندكم؟!" ثم قال لمَن حضر: "واللهِ، لو أُذِن لهم لأجابوا بأن خير الزَّاد التقوى". - وقال أبو حازم المديني: "الدنيا طالبة ومطلوبة؛ طالب الدنيا يطلبه الموت حتى يخرجه منها، وطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى توفيه رزقه". - وقال الحسن البصري: "بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلتُ: "مَن أنتِ؟!" فقالت: "مِن بنات ملوك غسَّان"، قلتُ: "فمِن أين طعامك؟!"، قالت: "إذا كان آخر النهار، جاءتني امرأة متزينة، فتضع بين يدي كوزاً من ماء، ورغيفين"، قلتُ لها: "أتعرِفينها؟!"، قالت: "اللهم لا". قلتُ: "هي الدنيا؛ خدمت ربك عزَّ وجَلَّ، فبعث إليك الدنيا فخدمتك". *********
__________________
|
#45
|
||||
|
||||
(18) مَحَاسِنُ الزُّهْدِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى:{زُيِّنَ لِلْنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَياةِ الْدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المآبِ}. سورة آل عمران، الآية رقم: 14 - عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «واللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلكِنِّي أخْشَى أَنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أهْلَكَتْهُمْ». رواه البخاري ومسلم - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الكَافِرِ». رواه مسلم - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ، أَو عَابِرُ سَبيلٍ». رواه البخاري - وكَانَ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، يقول: "إِذَا أمْسَيتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ". -- قال الجاحظ: - قال محمد بن الحسن عن أبي همَّام، وكان قد عرف ضَيْغَماً (أحد العُّبَّاد الزُّهَّاد): كنتُ معه في طريق مكَّة، فلما بعدنا في الرَّمل، نظر إلى ما تَلْقَى الإِبلُ من شدَّة الحَرِّ، فبكى ضَيْغَمٌ، فقلتُ: "لو دعوتَ اللهَ أن يُمطر علينا، كان أخف على هذه الإبل"، قال: فنظر إلى السماء وقال: "إن شاء الله فعل"، قال: "فواللهِ ما كان إلا أن تكلَّم، حتى نشأت سحابةٌ، فَهَطَلت". - وعن عَطَاء بن يَسَار أن أَبَا مُسْلِم الخَوْلاَنِيُّ (مِن التَّابعين العُّبَّاد الزُّهَّاد) خرج إلى السُّوق بدرهم يشتري لأهله دَقِيقاً، فعُرِض له سائل فأعطاه بعضه، ثم عُرِض له سائل آخر فأعطاه الباقي، فأتى النَّجَّارين، فملأ مِزْوَدَه (وِعَاءَه) من نُشَارَة الخَشَب، وأتى منزله فألقاه، وخرج هارباً من أهله، فاتخذت المرأة المِزَوَد فإذا دقيق حواري، لم ترَ مثله فعجنته وخبزته، فلما جاء قال: "أين لك هذا؟!" قالت: "الدَّقيق الذي جئتَ به". - وعن أَبِي عَبد الله القُرَشِي، عن صديق له قال: دخلتُ بئر زمزم فإذا بشخص يَنْزِع الدَّلْو مما يلي الرُّكن، فلما شرب أَرْسَل الدَّلْو، فأخذتُه، فشربتُ فَضْلَتَه، فإذا هو سويق لم أرَ أطيب منه؛ فلما كانت القابلة في ذلك الوقت جاء الرجل، وقد أَسْبَل ثوبه على وجهه، ونزع الدَّلْو فشرب ثم أرسله فأخذتُه فشربتُ فضلته فإذا هو ماء مضروب بالعسل، لم أرَ شيئاً قَطُ أطيب منه، فأردتُ أن آخذ طرف ثوبه فانظر مَن هو ففاتني، فلما كان في الليلة الثالثة قعدت قبالة زمزم في ذلك الوقت، فجاء الرجل، وقد أَسْبَل ثوبه على وجهه، فنزع الدَّلْو، فشرب، وأرسله، وأخذتُه، وشربتُ فضلته، فإذا هو أطيب من الأول، فقلتُ: "يا هذا، أسالُك بِرَبِّ هذه البِنية مَن أنت؟!" قال: "تَكْتُم عَلَيَّ حتى الموت؟!" قلتُ: "نعم". قال لي: "أنا سُفْيَان الثَّوْرِي، وكانت تلك الشَّربة تكفيني إذا شربتُها إلى مثلها، لا أجد جوعاً ولا عطشاً".
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|