اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2016, 10:34 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New لا تطفيء نور قلبك ....محسن العزازي


القلب وعاء ينضح ما فيه، إن عُمِرَ بالله وتعطر بسنة نبيه فاض خيرا، وإن تركته خرابا تعشش فيه الآفات جلب شرا وفاح قبحا «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»[1]، فأثر صلاح القلب وفساده يظهر على صاحبه، وصفاء القلب وتقويته تكون بغرس الطاعات في ثراه.

أثر الطاعة *ما أحلاه!
للقلب نور، وللوجه ضياه
الرزق واسع، والبدن ما أقواه
يحبه الناس، ويكفيه حب الله

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياءً في الوجه ونورًا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق"[1].
فالحسنة تورث القلب نورا يضيء الوجه؛ فيفتح الله عليه بركاته؛ فيتسع رزقه يقول الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12].
ويقوى بدنه يقول الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود:52].
ويضرب له بالقبول بين الخلائق عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل. فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض»[2].

وكما للطاعة من آثار محمودة فإن للمعصية آثارا مذمومة:
فلا تطفيء نور قلبك، ولا تذهب ضياء وجهك؛ فالمعاصي تورث ذُلَّك وتأرق أمنك.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما في المقابل: "وإن للسيئة سوادًا في الوجه وظلمة في القلب ووهنًا في البدن *ونقصًا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق"[3].
الذنب في حقيقته ظلمة في نفس صاحبه ـ ظلمة لا يشعر بها مع الزمن. هذه الظلمة تظهر على وجهه؛ فيصبح مبغضا عند من يحبهم الله عز وجل من الخلق, هذه الظلمة تبدو في تصرفاته، وتبدو في أفكاره، وتبدو في اقتراحاته؛ فلا يهتدي إلى الحق، ولا يجد إلى ما يرضي ربه سبيلاً. قال ابنُ مسعودٍ: "إني لأحسبُ الرجلَ ينسَى العلمَ كما يعلَمُه للخطيئةِ يعمَلُها"[4].
وإن للمعاصي والذنوب أصولاً بينها بن القيم في "الفوائد": أن أصول المعاصي كلها صغارها وكبارها ثلاثة: الشرك, والغضب، والشهوة، وقد بين هذه الاصول في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان:68], قال: ذكر الله تعالى نتيجة التعلق بغير الله ألا وهو الشرك, و ذكر الله نتيجة طاعة القوة الغضبية, ألا وهو ال***, وذكر الله عز وجل غاية طاعة القوة الشهوانية ألا وهو الزنا.
وكثير من الناس قد يغفل عن أصول هذه المعاصي والذنوب، وأن لها فروعًا؛ فتعايش معها إلى أن ألفها، فما عاد يحس بهذه الذنوب فقلبه «أسود مربادًّا، كالكوز مجَخِّيا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه»[5]. فتعلق قلبه بغير الله واستباح حرمة الدماء ونشر الفواحش؛ فيقع فيها ولا يشعر بشيء من وجل، أو قشعريرة بدن، أو دمعة عين؛ فباتوا {كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد من الآية:16] *تلك القلوب التي غطاها الران؛ فباتت لا تحس بألم الذنب الذي هو والله أشد من ألم الجرح وذلك عند المؤمنين الطائعين {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135]. يعلمون خطورة المعصية فيسارعون إلى التوبة والاستغفار يعلمون خطورة المعصية؛ فلا يصرون على فعلهم وإنما يعترفون بجرمهم ويتبرؤون من فعلهم.
__________
(1) نسبه ابن القيم في (روضة المحبين: ص [441]) لأنس، وابن عباس رضي الله عنهم
(2) (البخاري [52]، ومسلم [1599]) من حديث النعمان بن البشير.
(3) نسبه ابن القيم في (روضة المحبين: ص [441]) لأنس، وابن عباس رضي الله عنهم
(4) البخاري [3209]، ومسلم [2637].
(5) الراوي : حذيفة بن اليمان (صحيح مسلم ص [144]).

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-03-2016, 11:08 AM
Mr. Bayoumy Ghreeb Mr. Bayoumy Ghreeb غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 9,749
معدل تقييم المستوى: 20
Mr. Bayoumy Ghreeb is on a distinguished road
افتراضي

جزاك ربي خيرا علي هذا الكلام الجميل
__________________
Minds, like parachutes, only work when opened
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-03-2016, 02:10 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

اللهم اغفر ذنوبنا و فرج كروبنا و نور قلوبنا بنور الإيمان

جزاك الله خيرا
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:49 PM.