اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2015, 03:24 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي شرح حديث "لدَدْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..."


شرح حديث

"لدَدْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..."


الشيخ طه محمد الساكت



عن عائشة قالت: لدَدْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار: أن لا تَلُدوني! فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ((لا يبقى أحدٌّ إلا لُدَّ غيرُ العباس؛ فإنه لم يَشهَدكم)).

المفردات والجمل:
لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لدَّ المريض يَلُده كمدَّه يَمُده من باب نصر، وأَلَدَّه يُلِدُّه كأمده يُمِده - ثلاثيًّا ورباعيًّا - أي سقاه اللَّدود - بفتح اللام - وهو الدواء الذي يُصَب في أحد جانبي فم المريض ويُسْقاه، أو يُدخل هناك بإصبع وغيرها، ويُحَنَّك به، ويقال له: لديد أيضًا.

في مرضه:
تعني مَرَضَ وفاته صلوات الله وسلامه عليه، وقد توفِّي في بيتها وهي مُسْنِدَتُهُ إلى صدرها، وكان يَنتقِل في مرضه إلى بيوت أزواجه، فلما ثَقُل عليه المرض استأذنهن أن يُمَرَّض في بيت عائشة، فأَذِنَّ له.

وبدأ مرضُ وفاته صلى الله عليه وسلم وانتقاله إلى الرفيق الأعلى في أواخر صفر من السنة العاشرة للهجرة! واشتدَّ في الخامس من ربيع الأول إلى يوم الاثنين يوم وفاته في الثاني عشر منه!

وكان مريضًا بالحُمَّى، والأنبياء تجوز عليهم الأعراض البشريَّة من الآلام والأمراض، لكنهم لا يَمرضون مرضًا مُنفِّرًا، حماهم الله من ذلك، وقد أوصى أهلَ بيته أمهات المؤمنين أن يصبوا عليه ماءً من سبع قِرَب لم تُحلَل أوكيتُهُنَّ - جمع: وِكاء، وهو الرباط - فصبوا عليه من القرب حتى أشار عليهم بأن يَكفُّوا، وفي شدة مرضه أُغمي عليه مرة، فظنُّوا أنه مريض بذات الجَنْب، ولم يكن مريضًا بها فأخذوا شيئًا من القُسْط، وهو العود الهندي، وخلطوه بزيت وجعلوا يلدونه بغير إذنه.

فأشار أن لا تلدوني!
(أن) تفسيرية، وجملة النهي بعدها مُفسِّرة للإشارة، حيث لم يكن يستطيع النهي بالقول؛ لشدة مرضه!

فقلنا: كراهية المريض للدواء!
بنصب (كراهية) على أنه مفعول لأجله، أو على أنه مصدر؛ أي: قلنا: امتنع عن الدواء من أجلِ كراهيته له، أو قلنا: كَرِهه كراهية المريض للدواء مع حاجته إليه، وإلا فكيف ينهانا عن اللدِّ بالقُسْط وهو القائل: ((عليكم بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب))[1]، وروي برفع (كراهية) على أنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: سبب امتناعه هذا كراهية المريض للدواء، والجملة على الأوجه الثلاثة في محل نَصْب مقول القول.

فلما أفاق:
أي: حينما تنبَّه من غمرته في شدة مرضه صلى الله عليه وسلم.

قال: ((لا يبقى أحد إلا لُدَّ)):
جملة: ((لا يبقى.... إلخ)) مقول القول في محل نصب، وهي خبريَّة معناها الأمر، أي يجب أن يُلَد كل واحد منكم ليذوق عاقبةَ تسرُّعه مما يؤذي المريض الذي لا يستطيع دفاعًا ولا منعًا، وفي رواية البخاري: ((لا يبقى أحد في البيت إلا لُدَّ وأنا أنظر))، وإنما أمر بذلك؛ عقوبة لهم لتسرُّعهم وتركهم امتثال نهيه عن اللدِّ، أما عقوبة مَن باشر اللدَّ، فأمرها ظاهر، وأما عقوبة من لم يُباشِره؛ فلكونه وافق عليه ورضيه.

غير العباس:
برفع (غير) على البدليَّة، ونصبه على الاستثناء.

فإنه لم يَشْهدكم:
هذه جمله تعليليَّة لاستثناء عمه العباس من العقوبة؛ لأنه لم يشهد اللدَّ، وإن كان حاضرًا وقت أمره صلى الله عليه وسلم بلدِّهم عقابًا لهم، وقد نُفِّذ أمره صلى الله عليه وسلم، فلُدوا جميعًا حتى ميمونة رضي الله عنها لُدَّت وكانت صائمة.

وعند ابن سعد: كانت تأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصرة، فاشتدت به فأغمي عليه فلدَدْناه، فلما أفاق قال: ((كنتم ترون أن الله يُسلِّط عليَّ ذات الجنب؟! ما كان الله ليجعل لها عليَّ سلطانًا، والله لا يبقى أحد في البيت إلا لُد))، فما بقى أحد في البيت إلا لُدَّ، ولددنا ميمونة وهي صائمة!

بعض ما يؤخذ من الحديث:
ويؤخذ من هذا الحديث فوائد مهمة:
منها: أن الجزاء من جِنْس العمل، وأن عقوبة الجاني تكون بمِثْل ما فعل، إذا لم يكن فعله مُحرَّمًا.

ومنها: أن الموافق على الجناية، وإن لم يُباشِرها - شريك الجاني، كما أن المستمع للغِيبة شريك المغتاب في الإثم.

ومنها: أن المريض إذا كان عالمًا لا يُكره على تناوُل شيء يَنهى عنه، ولا يمنع عن شيء يَأمر به.

ومنها: أن الأنبياء يُبْتَلَون بالأمراض الشديدة غير المنفِّرة؛ ليكونوا قدوة في الصبر والتسليم لمن له الخَلْق والأمر، وفي الحديث: ((أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل))؛ رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.


[1] ذات الجنب: آلام تعرض في نواحي الجنب تنشأ عن رياح غليظة تحتقن بين الصفافات.







رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:24 AM.