#1
|
||||
|
||||
وسائل التخسيس الموضعي بين الحقيقة والكذب
وسائل التخسيس الموضعي بين الحقيقة والكذب
د. أحمد رزق شرف الرَّشاقة والصحة والوزن المثالي هو بُغية كل إنسان؛ ولذلك أصبحت وسائل التخسيس هي الشُّغل الشاغل للناس في وطننا العربي، يتَّبِعون كلَّ شائعة يسمعونها، ويَجرون وراء كلِّ مُنتَج يَرونه في وسائل الإعلام دون تدقيق أو تحقيق، وقد انتشر في الآونة الأخيرة الكثيرُ من الشائعات والمعلومات المغلوطة حول وسائل التخسيس الموضعي، وأسهمت القنوات الفضائية ووسائل الإعلام غير المسؤولة في نشْر هذه المعلومات، التي بعضها حقيقي، وكثير منها هو مَحْض كَذِب؛ لذلك قرَّرتُ أن أكتب هذا المقال لأضع الأمور في نِصابها، وحتى لا أترك فرصةً للمخادعين ليَستغِلُّوا لهفةَ الناس للوصول إلى شكل أنيق ووزن مثالي. كثير منا حاولوا إنقاصَ أوزانهم بوسائل متعدِّدة، سواء بالرياضة أو الأنظمة الغذائيَّة أو الأدوية والأعشاب، أو غيرها من الوسائل؛ لكنهم يَشغَلون بالَهم في أثناء رحلة إنقاص أوزانهم بتخسيس بعض المناطق الزائدة عندهم، أو شدِّ ترهُّلات الجسم، والتي تُسبِّب في بعض الحالات شكلاً غير ملائم، وغير مُرضٍ للكثير من روَّاد عيادات السُّمنة، والذين لديهم استعداد لدفع أموال طائلة للتخلص من السّمنة والترهلات في بعض مواضِع الجسم؛ مما كان دافعًا للبعض لاستغلال هؤلاء؛ ولذلك فسوف أُبيِّن لكم كلَّ وسيلة من وسائل التخسيس الموضعي، ما لها وما عليها: 1- جلسات شمع البرافين: كثير من عيادات التخسيس تُمارِس تلك الطريقة للتخسيس الموضعي، بعمل كمَّادات ساخنة من شمع البرافين بهدف إذابة الدهون موضعيًّا، وهذا من المغالطات الكبيرة؛ فقد يَظُن الناس أنهم بمجرد تسخين المكان يَفقِد هذا المكان دهونه، وهذا خطأ، وقد يظن البعض أن شمع البرافين له خاصيَّة إذابة الدهون، وهذا أيضًا خطأ، بالإضافة إلى أنه غير عِلمي، وليس هناك أبحاث تؤيِّد تلك الفكرةَ. ويُلحَق بشمع البرافين كلُّ وسائل التخسيس التي تَعتمِد على تسخين المكان، كأحزمة التسخين الكهربية، وهي أيضًا ليس لها أي فائدة في تخسيس المكان، غير أنها تُساعِد على زيادة تَعرُّق المكان، ومن ثَمَّ نُقصان قياسه نتيجة هذا الماء المتبخِّر، لكن هذا الماء سرعان ما يعود إلى مكانه مرة أخرى، فنكون قد أرهقنا أنفسنا فقط! 2- كريمات ومراهم التخسيس الموضعي: كريمات التخسيس تحتوي على بعض الزيوت الطبيعيَّة التي تُسبِّب إحساسًا بالحَرَقان في الجِلْد، مع بعض الزيوت المفيدة للبشرة، فكريمات التخسيس قد تكون مفيدة للبَشرة والجلد في شدِّ الترهلات نسبيًّا، وفي إعطاء مظهرٍ لجلدٍ مشدود، ولكنها علميًّا ليس لها أي دور في حَرْق الدهون الزائدة في الجسم. 3- أجهزة التنبيه الكهربي للعضلات: تُستخدَم أجهزة التنبيه الكهربي في إحداث شد عضلي في عضلات الجزء المُعالَج، مما يُشبِه عملَ تمرينات لا إرادية للعضلات، وهذا يجعل العضلات تَستهِلك جزءًا من الدهون المتراكمة فوقها، وهذا النوع من العلاج مفيد نسبيًّا في علاج ضَعْف وترهُّل العضلات، ولكنه لا يمكن الاعتماد عليه وحدَه في علاج السّمنة الموضعيَّة، ولو كان معه بعض التمرينات الرياضية تكون النتيجة أفضل. 4- منتجات الحبس الحراري: كالأحزمة والسراويل التي تَعمل أثناء ارتدائها على زيادة درجة حرارة الجسم، وهذه تَختلِف عن أجهزة التسخين الكهربي، إذ يتم ارتداؤها لعدة ساعات يوميًّا، تعمل خلالها على زيادة درجة حرارة الجسم؛ مما يَزيد من التمثيل الغذائي للجسم وحَرْق الدهون، وليس فقط زيادة التعرُّق، ونتيجة ضغْطها على المكان تُذهِب الدهون المُكتسَبة إلى أماكن أخرى للترسب فيها، فهذه الوسيلة للتخسيس الموضعي وسيلة فعّالة نسبيًّا، ولكن يُنصَح بعدم ارتدائها لأكثر من 3 ساعات يوميًّا؛ إذ تعمل على التهاب الجِلْد إذا مكثتْ على الجسم لفترات طويلة. 4- الكافيتيشن والراديوفركونسي (cavitation and radiofrequency): وهي وسيلة فعَّالة جدًّا في شد الجلد وتقليل الترهلات والتخسيس الموضعي، وتُستعمَل على نِطاق واسع في الدول المتقدمة طبيًّا كوسيلة تجميليَّة معتمَدة؛ فهي تعمل على تقليل سُمك الدهون تحت الجلد مع شد الترهلات دون أي آثار جانبيَّة، كما تعمل على تقليل ما يُسمَّى بالسيليوليت، وهو عبارة عن ألياف دهنيَّة خفيفة الوزن تَكثُر عند السيدات، وهي تشغَل مساحة لكنها لا تَزِن كثيرًا، فتعمل هذه الوسيلة على تخسيس المكان موضعيًّا دون التأثير على وزن الجسم، وهذا يَدحَض الفكرة الخاطئة التي يُروِّج لها البعض بأن الكافيتيشن والراديو فركونسي يعملان على تقليل وزن الجسم بكميات كبيرة، والصحيح أنهما يُظهِران المكانَ بشكل أفضل وأقل مع زيادة بسيطة في نِسبة استهلاكِ الدهون، فنحن ننصُح بهذه الوسيلة؛ نظرًا لأمانها وفاعليَّتها، ولكن تحت إشراف طبي؛ نظرًا لوجود بعض الموانع الطبية لاستعمالها. 5- الميزوثيرابي: وهو عبارة عن وسيلة للتخسيس الموضعي يتمُّ فيها حَقْن بعض المواد التي تعمل على تقليل السيليوليت في المناطق المُعالَجة، والمواد المحقونة غالبًا ليس لها آثار جانبيَّة؛ إذ لا تتعدَّى هذه المواد بعض المواد العُشبيَّة أو الفيتامينات أو المواد المنشِّطة للدورة الدموية، وبعض الموادِّ الحارِقة للدهون، وهذه الوسيلة للتخسيس يجب أيضًا أن تُستخدَم تحت إشراف طبي؛ لضمان عدم استعمال أي موادَّ ضارَّةٍ للجسم، والميزوثيرابي أيضًا لا يعمل على تقليل وزن الجسم، ولكن يعمل على تقليل الخطوط التي تظهر في الجلد، ويعمل على شدِّ ترهلات الجلد مع تقليل مساحة المكان المُعالَج، وهي أيضًا طريقة آمنة إذا استُعمِلت تحت إشراف طبي، وباستعمال مواد غير ضارة. 6- التخسيس بالليزر: وهي وسيلة جديدة أيضًا لها نفْس خصائص الكافيتيشن والراديوفركونسي في تقليل السليوليت، وشد الجلد والتخسيس الموضعي وبأمان أكثر، ويجب أن يتم أيضًا تحت إشراف طبي، وننصَح باتباع هذه الوسيلة الآمنة أيضًا. 7- وأخيرًا، التمارين الرياضية: وهي وسيلة فعَّالة جدًّا في التخسيس الموضعي بعمل تمارين للمكان المراد تخسيسه، وهي أكثر هذه الوسائل أمانًا وفائدة للجسم، لكنها تتطلَّب وقتًا وجُهدًا للمواظبة عليها، لكن مع المواظبة لا تترك ترهلات بالجلد أو دهون زائدة بالمكان، وأنصح بها بشدة لكل مَن يريد تخسيس أماكن معيَّنة في جسمه. وخِتامًا: أدعو الإخوةَ الأحبَّاء ألا يَنساقوا وراء الشائعات، وأن يتحرَّوا دائمًا الدقة في اختيار الوسيلة الآمنة والمناسبة لهم للتخسيس الموضعي، وألا يسمحوا لأحد أن يَخدَعهم أو يَستغِلهم. نسألكم الدعاء.. |
العلامات المرجعية |
|
|