اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2015, 09:23 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New رسالة إلى المتهورين من شباب المسلمين


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فظهر في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة، وحالة عجيبة في حقل الدعوة الإسلامية، خاصة وسط الشباب، لم نسمع عنها في سلفنا الصالحين، وعلمائنا المعاصرين، وهي ظاهرة المجازفة بأحكام الكفر وتكفير الناس، أو المسلمين الذين يعلنون الولاء لله ورسوله، ولكنهم في غفلة المعاصي، قد يرتكبون شيئـًا من الكبائر، وقد يقعون في بعض أعمال الكفر؛ جهلاً منهم، ونظرًا لغفلتهم، علمـًا بأنهم معذورون؛ فمَن علَّمهم؟ ومَن ذكَّرهم؟ ومَن خاطبهم بلسان المشفق الأمين وتلطَّف معهم؟

ربما لم يجدوا من بعض الدعاة إلا عبوسـًا في الوجه؛ لأنهم في زعمهم مجرمون منحطون منحرفون لا خير فيهم، وهذا بخلاف هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعلم الجاهلَ ويرفق به، ففي يوم الحديبية يقول أبو واقد الليثي: كنا حُدثاءَ عهد بكفر، فمررنا بسدرة - شجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط، يعلق المشركون عليها أسلحتهم وشاراتهم - فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواطٍ كما لهم ذات أنواط، فقال: ((الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهـًا كما لهم آلهة))، فأنكر عليهم، وواصل المسير معهم، رغم ما قالوا من طلب التبرك بشجرة لا تضر ولا تنفع، ولهذه القصة نظائر مما يدل على أن المسلم الجاهل معذور حتى يعلم، فقد يكون المرء تارةً جاهلاً، وتارة مشتبهـًا عليه، أو أخذ هذا الفعل من مبتدع يظن به الصلاح، حيث لا طاقةَ له بأن يميز بين الصحيح من المزيف.

وكما قال العلماء: هناك موانع وأعذار وشبهات، فليحذر الشباب المتهور من الوقوع تحت حديث الصادق المصدوق: ((مَن قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعتْ عليه))، إذًا لا بد من دعوة الناس بالحسنى؛ كما قال تعالى:﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، ولا بد من اللين والرفق والرحمة والشفقة؛ قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159].

وإليك هذه القصة الرائعة من حياة السلف رحمهم الله: مرَّ رجل يهودي بإبراهيم بن أدهم، فقال: يا إبراهيم، لحيتُك أطهر أم ذَنَبُ كلبي؟ يا له من استفزاز واستهزاء، فقال إبراهيم في إيمان وثبات: يا هذا، لئن كانت لحيتي في الجنة لهي أطهر من ذَنَبِ كلبك، ولئن كانت في النار لَذَنَبُ كلبِك أطهرُ منها، فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.

هذه أخلاق الصالحين، فلا داعيَ أيها الشباب للمجازفة والتهور والتشنج؛ فكما قال الصادق المصدوق: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه))، فلا بد من الحِلم مع العلم، والرفق واللين مع الفقه في الدين.

ومسك الختام، قال الإمام المبارك ابن المبارك:
بنيّ إن البر شيءٌ هَيِّنُ
وجهٌ طَلِق وقَولٌ ليِّنُ

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه.

المصدر: مجلة التوحيد، عدد ربيع الأول 1419 هـ، صفحة 64.

أبو الحسن أشرف نمير

__________________
  #2  
قديم 12-03-2015, 01:04 AM
الصورة الرمزية libero
libero libero غير متواجد حالياً
معلم أحياء
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 37
المشاركات: 2,697
معدل تقييم المستوى: 17
libero is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيراً
__________________
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:34 PM.