(16) عَن أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: «واللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفرُ اللهَ، وَأَتُوبُ إِليْه، في اليَوْمِأَكثرمِنْ سَبْعِين مرَّةً».
أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري (8/ 6307) واللفظ له، والترمذي (5/ 3259) وابن ماجة (2/ 3815) والنسائي في "الكُبرى" (9/ 10196) وأحمد (13/ 7793) وأبو بكر بن أبي شَيبة في المُصَنّف (6/ 29442) وابن حِبان (3/ 925)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 2954) وفي "المعجم الصغير" (1/ 232)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 629، 630) والحارث بن أبي أسامة في "المُسند" (2/ 1079).
ثانياً: شَرح الحَدِيث:
- (وَاللَّهِ): قَسَمٌ لِتَأْكِيدِ الْخَبَر.
- (إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ): أَيْ: مِنْ تَقْصِيرِي فِي الطَّاعَةِ، أَوْ مِنْ رُؤْيَةِ نَفْسِي فِي الْعِبَادَةِ، وَلِذَا كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَقِّبُ صَلَاتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ عَلَى طَرِيقِ التَّرْجِيعِ وَالتَّكْرَارِ.
- (فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْسَبْعِينَ مَرَّةً): يُرَادَ بِهَا التَّكْثِير مِن الإسْتِغفَار.
-- واعلَم أَنَّ تَوْبَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسْتِغْفَارَهُ كُلَّ يَوْمٍ، لَيْسَ لِذَنْبٍ، لِأَنَّهُ مَعصُوم، بَلْ لِاعْتِقَادِ قُصُورِهِ فِي الْعُبُودِيَّةِ عَمَّا يَلِيقُ بِحَضْرَةِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وحَثٌّ لِلْأُمَّةِ عَلَى التَّوْبَةِ والِاسْتِغْفَارِ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ كَوْنِهِ مَعْصُومًا، وكَوْنِهِ خَيْرَ الْمَخْلُوقَاتِ إِذَا اسْتَغْفَرَ وتَابَ إِلَى رَبِّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَكَيْفَ بِالْمُذْنِبِين...؟!