اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2013, 08:18 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New نظرية الاستخفاف في القرآن الكريم



الاستخفاف: هو أن تُحمل على أمر على عَجَلة بغير بصيرة؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ﴾ [الزخرف: 54]، قال ابن الأعرابي: فاستجهل قومه، فأطاعوه؛ لِخِفة عقولهم، وقلة أحلامهم، ورُوِي أن بعض الخوارج صلى وراء الإمام علِيٍّ، وكان الخوارج يُكفِّرون الإمام علِيًّا، فقرأ الإمام عَلِيٌّ سورة الفاتحة، فإذا بهذا الخارجي يفتتح القراءة بعد أن قال الناس: آمين، ويقرأ: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، يشير بهذا إلى الإمام علِي، فإذا بالإمام من غير تفكير ولا أناة يقرأ: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60].

وقد جاء الاستخفاف بمعنى الاستفزاز في قوله: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الإسراء: 64]، وللاستخفاف صور: منها: أننا حين نقوم بطرح فكرة، أو رأي سياسي، أو حل لأزمة نعتمد فيه على قلة وعي المجتمع، وعدم إدراكهم وسذاجتهم، وأنه تدخُلُ عليهم توافِهُ الأمور، فكيف بعظائمها؟

ثانيًا: أننا نُعَلق خيبتنا وفشلنا على سوء فهم الآخرين، فنوهم المخاطب أن ما قلناه لا غبار عليه، والسبب في الفشل هو سوء معاملة الآخر، وعدم فهمه وإدراكه.

ثالثًا: من صور الاستخفاف: الشعارات البراقة، والوعود المطمئنة، ونحن في هذا "نسمع جعجعةً ولا نرى طِحْنًا"، وهذا تجده في السياسة والاقتصاد، والتربية والتوجيه.

رابعًا: من صور الاستخفاف: دَسُّ السم في العسل عن طريق شعارات براقة، أو نظريات هي مجرد عناوين يدخل تحتها ما لا علاقة له بها أصلاً، كالحرية، وهي شعار يندرج تحته - عند من يُرَوج له - رفض الدِّين جملةً، والديمقراطية التي تَبَيَّن أنها ما هي إلا وسيلهٌ لأسباب دنيئة، ومصالح شخصية، والدليل أن من صدَّعونا بها كفَروا بها حينما جاءت نتائجها في غير صالحهم، والعلمانية التي هي ضد الدين ولا تستقيم معه أبدًا، وكذلك الليبرالية، ومصطلحات التقدم والحضارة، التي تعني عند من يرددها ويُرَوِّج لها تقليدَ الغرب تقليدًا أعمى، وكاللمز بين الحين والآخر بقولهم: لا نريد أن نرجع إلى عصور الظلام، والمقصود بهذا عند العلمانيين، والليبراليين، وغيرهم من المذاهب الهدامة والمنحرفة - عصرُ السلف، والحديث عن الإرهاب والتطرف، الذي يساوي عندهم الإسلام والمسلمين.

خامسًا: الفزَّاعة، ومن صورها: تخويف الناس من الإقدام على أمور مُعَينة؛ لأنها قد تسبب صدامًا لا تُحمد عقباه، فيتم بهذا استخفافهم، وكبح جماحهم، وتقليل حماسهم شيئًا فشيئًا إلى أن يفاجَؤُوا بأن الأمور سارت في غير اتجاهها، فيحاولون أن يعيدوا الكَرَّة إلى ما عزموا عليه، ولكن هيهات هيهات!

ومن صورها: تعظيم أشياء هي في حقيقتها أقل من هذا بكثير، كما يصور لنا الإعلام الغربي أمريكا أنها القوة التي لا تُهزم ولا تنكَسِر.

ومن صورها: إيهام الناس أن المرحلة تقتضي الهدوء والحذر؛ لظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية، بينما تُدَبَّرُ أشياءُ في هذا الوقت.

ومن صورها أيضًا: إيهام الناس أن مصائرهم تتعلق بأشخاص بعينهم؛ لأنهم هم الذين سيحققون لهم الأمن والرخاء والسلام، وهذا تدليس واستخفاف؛ لأن مصائر الناس لا تتعلق بأشخاص أبدًا مهما بلغوا؛ فالأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - ماتوا، وما ماتت دعوتهم، وما هلك الناس بعدهم.

وقضية الاستخفاف قضية لطالما استخدمها الحكام مع الشعوب، واستخدمتها الدول مع بعضها البعض، واستخدمها من يزعمون أنهم مثقَّفون، وكذا المنافقون، والعاقل هو الذي لا يحقر نفسه؛ لأن الله كرَّمه وفضله، والنجاة من هذا أن ننظر إلى الأمور بعين البصيرة، مستلهمين بنور الوحي وهدْي النبوة والسلف الصالح، والجلوس إلى العلماء الربانيين، والمصلحين المخلصين، والحمد لله رب العالمين.

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:30 AM.