|
#1
|
||||
|
||||
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() ( إذا قلتم فاعدلوا )
( استعينوا بالصبر والصلاة ) ( قولوا للناس حسنا ) ( أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) ( لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) ( وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا ) ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( من يتوكل على الله فهو حسبه ) ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ( لن تنالوا البرّ حتى تُنفقوا مما تحبون ) ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ( لا تمش في الأرض مرحا ) ( لا تصعّر خدّك للناس ) ( اقصد في مشيك واغضض من صوتك ) ( ولا تمنن تستكثر ) " احفظ الله يحفظك " " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " " أطب مطعمك تكن مجابا الدعوة " " اتق الله حيثما كنت " " اتق المحارم تكن أعبد الناس " " اتق النار ولو بشقّ تمرة " " اتقوا دعوة المظلوم " " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " " اتْبع السيئة الحسنة تمحها " " خالقِ الناس بخلق حسن " " لا تغضب ولك الجنة " " ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " " لا تُكثر الضّحك فإنّ كثرة الضحك تُميت القلب " " الظّلم ظلمات يوم القيامة " " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن " " التأني من الله والعجلة من الشيطان " " قلة المال أقلّ للحساب " " أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك " " أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ " " أحب البلاد إلى الله مساجدها " " أحبّ عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا " " أحبّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي " " أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحان الله وبحمده " " أحب الناس إلى الله أنفعهم " " أحبّ الأعمال إلى الله سرور تُدخله على مسلم " " من كفّ غضبه ستر الله عورته " " سوء الخلق يُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل " " أبغض البلاد إلى الله أسواقها " " إحذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة " " إحفظ لسانك " " أحفوا الشّوارب وأعفوا اللحى " " أدّ الأمانة إلى من ائتمنك " " لا تخن من خانك " " أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " " بشروا ولا تنفروا " " يسّروا ولا تُعسّروا " " كل بيمينك وكل مما يليك " " إذا آتاك الله مالا فليُر أثر نعمة الله عليك " " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " " إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلُقه فزوّجوه " " إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرّفق " " إذا أسأت فأحسن " " إذا حاك في نفسك شيء فدَعْه " " إذا حكمتم فاعدلوا " " إذا دخلت بيتا فسلّم على أهله " " إذا ذُكّرتم بالله فانتهوا " " إذا ساق الله إليك رزقا من غير إشراف نفس ولا مسألة فخذه " " إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس " " إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن " " إذا سمعت النّداء فأجب داعي الله " " إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذّن " " إذا غضب أحدكم فليسكت " " إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه " " إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه " " إذا قمت في صلاتك فصلّ صلاة مودّع " " إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بميامنكم " " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلّم عليه " " أذكر الموت في صلاتك " " إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " " إزهد في الدنيا يحبك الله " " إزهد فيما عند الناس يحبك الناس " " استحيوا من الله حق الحياء " " احفظ الرأس وما وعى " " احفظ البطن وما حوى " " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان " " كل ذي نعمة محسود " " لن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " " أبخل الناس من بخل بالسلام " " أسرق الناس الذي يسرق من صلاته لا يُتمّ ركوعها ولا سجودها " " اشفعوا تُؤجروا " " أشكر الناس لله أشكرهم للناس " " آفة الجَمال الخيلاء " " آفة الجود الإسراف " " آفة الحَسَب الفخر " " آفة العلم النسيان " " أعط من حرمك " " صِل من قطعك " |
#3
|
||||
|
||||
![]() قـيم إســلامية
الكسب الحلال ( ما نبت من حرام .. فالنار أولى به ) قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعن عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فيه ، وعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفيمَ أَنْفَقَهُ، وعن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ". عن ابى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار " عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء " قال بعض الحكماء: إذا لم يكن في التاجر ثلاث خصال افتقر في الدارين جميعا: أولها لسان نقي من ثلاثة : من الكذب واللغو والحلف، والثاني قلب صاف من ثلاث : من الغش والخيانة والحسد، والثالث نفس محافظة لثلاث الجمعة والجماعات وطلب العلم في بعض الساعات وإيثار مرضاة اللَّه تعالى على غيره. و عن أبى هريرة رضالله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر" عن أبي ذر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال "ثلاثة يحبهم الله : رجل كان في فئة فنصب نحره حتى يقتل أو يفتح الله عليه وعلى أصحابه، ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ضغن، ورجل كان معه قوم في سفر أو سرية فأطالوا السري حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا. فتنحى يصلي حتى يوقظ أصحابه للرحيل. وثلاثة يشنؤهم الله: التاجر أو البياع الحلاف، والفقير المختال والبخيل المنان" ومعنى يشنؤهم : اى يبغضهم وعن عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: التاجر إذا لم يكن فقيها ارتطم في الربا: يعني غرق في الربا، ثم ارتطم ثم ارتطم. وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من لم يتفقه في الدين فلا يتجرنّ في أسواقنا. عن جابر رضي اللَّه تعالى عنهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"يا أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق فاتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب فخذوا ما حلّ لكم وذروا ما حرّم الله" كان لأبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه غلام يأتيه كل ليلة بغلته طعاما يأكله، وكان أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه لا يأكله حتى يسأله من أين اكتسبه ومن أين أصابه. قال: جاء ذات ليلة بطعام فضرب يده إليه فأكل لقمة من غير أن يسأله فقال الغلام : قد كنت تسألني كل ليلة غير هذه الليلة فإنك لم تسألني؟ قال : ويحك الجوع حملني، ويحك أخبرني من أين جئت به؟ قال : كنت رقيت لأناس في الجاهلية فوعدوني عليه عدة فرأيت عندهم وليمة فذكرتهم وعدهم الذي وعدوني فأعطوني هذا الطعام، فاسترجع أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه عند ذلك ثم أخذ يتقيأ فكابد وجاهد نفسه أن ينزع اللقمة من بطنه فلم يقدر حتى اخضرّ واسودّ من الجهد فلم يقدر فلما رأوا ما يلقي من المعالجة، قالوا : لو شربت عليه قدحا من ماء فأتى بعس من ماء فشرب ثم تقيأ فما زال يعالج نفسه حتى نبذها، فقالوا : هذا من أجل هذه اللقمة. ؟؟ قال إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إن اللَّه تعالى حرّم الجنة على كل جسد تغذى أو غذي بحرام". و من أراد أن يكون كسبه طيبا فعليه أن يحفظ خمسة أشياء: أوّلها : أن لا يؤخر شيئا من فرائض اللَّه تعالى لأجل الكسب ولا يدخل النقص فيها. والثاني : لا يؤذي أحد من خلق اللَّه تعالى لأجل الكسب، والثالث أن يقصد بكسبه استعفافا لنفسه ولعياله ولا يقصد به الجمع والكثرة. والرابع أن لا يجهد نفسه في الكسب جدا. والخامس أن لا يرى رزقه من الكسب ويرى الرزق من اللَّه تعالى والكسب سببا. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من اكتسب مالا من مأثم فتصدق به أو وصل به رحما أو أنفقه في سبيل اللَّه تعالى جمع ذلك كله وألقى في النار". وعن ابن مسعود قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، وإن اللَّه تعالى لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن" وعن الحسن البصري رحمه اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"إنما المال مال جالب وشر تجاركم المقيمون بين أظهركم الذين يمارونكم وتمارونهم وتحالفونهم ويحالفونكم" وسئل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور الذي لا شبهة فيه ولا خيانة" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى أنه قال: كان يقال التاجر الصدوق تحت ظلّ العرش يوم القيامة. |
#4
|
||||
|
||||
![]() الرضـــــا ( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) قال الله تعالى : {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} يعني أن الله تعالى يعلم ما فيه صلاحكم وصلاح دينكم ودنياكم وأنتم لا تعلمون ذلك فارضوا بما قضيت لكم فإنكم لا تعلمون ما فيه صلاحكم عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُول اللَّهِ ـصلى الله عليه وسلم ـاَنَّهُ قَالَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَاِنَّا للَّهَ اِذَااَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ـصلى الله عليه وسلم ـوَهُوَ يُوعَكُفَ وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَىَّ فَوْقَ اللِّحَافِ فَقُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ مَا اَشَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ"اِنَّاكَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَاالْبَلاَءُ وَيُضَعَّفُ لَنَاالاَجْرُ". قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ اَىُّ النَّاسِ اَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ"الاَنْبِيَاءُ". قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ"ثُمَّ الصَّالِحُونَ اِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَايَجِدُ اَحَدُهُمْ اِلاَّ الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا وَاِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَايَفْرَحُ اَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ" عن ميمون بن مهران قال: أمرني عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أن آتيه في كل شهر مرتين، فجئته يوماً فنظر إليّ من فوق حصن له فأذن لي قبل أن أبلغ الباب، فدخلت كما أنا فإذا هو قاعد على بساط له وشاذكونة على قدر البساط وهو يرقع قميصاً له، فسلمت عليه فرّد عليّ السلام ولم يزل بي حتى أجلسني على شاذكونته ثم سألني عن أمرائنا وعن أمر شرطنا وعن جلاوذتنا وعن سجوننا وعن شعائرنا كلها، ثم سألني عن خاصة أمري، فلما نهضت لأخرج قلت يا أمير المؤمنين : ما في أهل بيتك من يكفيك ما أرى؟ قال يا ميمون يكفيك من دنياك ما بلغك المحل نحن اليوم هاهنا وغداً في مكان آخر، ثم خرجت وتركته عن قتادة رحمه اللَّه في قول اللَّه عز وجل {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} قال قتادة: هذا صنيع مشركي العرب أخبرنا اللَّه تعالى بخبث صنيعهم، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم اللَّه له، وقضاء اللَّه عز وجل خير من قضاء المرء لنفسه، وما قضى اللَّه لك يا ابن آدم مما تكره خير من قضائك بما تحب، فاتق اللَّه وارض بقضائه. وقال بعض الحكماء: المنازل أربعة: عمرنا في الدنيا، ومكثنا في القبر، ومقامنا في الحشر، ومصيرنا إلى الأبد الذي خلقنا له: فمثل عمرنا في الدنيا كمثل المتعشي في الحاج لا يطمئنون ولا يحلون الدواب والأثقال لسرعة الارتحال ومثل مكثنا في القبر كمثل النزول في بعض المنازل يضعون الأثقال ويستريحون يوماً أوليلة ثم يرتحلون ومثل مقامنا في الحشر كنزولهم بمكة وهو غاية الاجتماع لكل فريق من كل فجّ عميق يقضون النسك ثم يتفرّقون يميناً وشمالاً، كذلك يوم القيامة إذا فرغوا من المحاسبة افترقوا فرقاً إلى الجنة وفرقاً إلى السعير. وقال شقيق بن إبراهيم رحمه اللَّه تعالى: سألت سبعمائة عالم عن خمسة أشياء فكلهم أجابوا بجواب واحد: قلت: من العاقل؟ قالوا العاقل من لم يحب الدنيا، قلت من الغني؟ قالوا الذي يرضى بما قسم اللَّه له. قلت من الكيس؟ قالوا من لم تغره الدنيا، قلت من الفقيه؟ قالوا الذي يمتنع من طلب الزيادة. قلت من البخيل؟ قالوا الذي يمنع حق اللَّه تعالى من ماله. ويقال: سخط اللَّه تعالى على العبد في ثلاثة أشياء أحدها أن يقصر فيما أمر اللَّه تعالى، والثاني أن لا يرضى بما قسم اللَّه تعالى له، والثالث أن يطلب شيئاً فلا يجده فيسخط على ربه. وينبغي للمؤمن أن يكون راضياً بما قسم اللَّه تعالى له فإن الرضا بما قسم اللَّه له من أخلاق الأنبياء والصالحين. وروى عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: اثنتا عشرة خصلة من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: أولها أنهم كانوا آمنين بوعد الله والثاني كانوا آيسين من الخلق والثالث كانت عدواتهم مع الشيطان والرابع كانوا مقبلين على أمر أنفسهم والخامس كانوا مشفقين على الخلق والسادس كانوا محتملين لأذى جميع الخلق والسابع كانوا موقنين بالجنة: يعني إذا عملوا عملاً أيقنوا أن اللَّه لا يضيع ثوابهم ولا ثواب عملهم والثامن كانوا متواضعين في مواضع الحق والتاسع كانوا لا يدعون النصيحة في موضع العداوة والعاشر كان رأس أموالهم الفقر: يعني كانوا لا يمسكون فضل المال وينفقون على الفقراء والحادي عشر كانوا يديمون على الوضوء والثاني عشر كانوا لا يفرحون بما وجدوا من الدنيا ولا يغتمون على ما فاتهم من الدنيا. لكذلك فإن المؤمن يكون حاله عند الشدة وعند الرخاء واحداً ويكون راضياً بما قسم اللَّه له، وأما المنافق فلا يكون راضياً بما قسم اللَّه له فيطغى عند النعمة ويجزع عند الشدة، فينبغي للمؤمن أن يقتدي بأفعال الأنبياء والزهاد ولا ينبغي أن يقتدي بأفعال الكفار والمنافقين، وبالله التوفيق.
|
#5
|
||||
|
||||
![]() قـيم إســلامية
الرفق من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى خير الدنيا والآخرة عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت : "استأذن نفر من اليهود على النبي صلى اللَّه عليه وسلم : فقالوا السام عليك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : وعليكم فقالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها : وعليكم السام واللعنة فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : يا عائشة إن اللَّه يحب الرفق في الأمر كله قالت : ألم تسمع ما قالوا؟ قال : قد قلت وعليكم" عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"يا عائشة من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة" عن سعيد بن المسيب رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس والتودّد إلى الناس" وما هلك رجل عن مشورة وما سعد رجل باستغنائه برأيه، وإذا أراد اللَّه أن يهلك عبداً كان أوّل ما يفسد منه رأيه، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة" وعن أبي هريرة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إن اللَّه تعالى رفيق يحب الرفق يعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف" فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب , لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : }ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم { وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إذا أراد اللَّه تعالى بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق وإن الرفق لو كان خلقا لما رأى الناس خلقا أحسن منه، وإن العنف لو كان خلقا لما رأى الناس خلقاً أقبح منه" وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت "كنت على بعير فيه صعوبة فجعلت أضربه فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم يا عائشة عليك بالرفق فإنه لم يكن في شيء إلا زانه ولا انتزع من شيء إلا شانه". |
#6
|
||||
|
||||
![]() قـيم إســلامية
حق الزوج على زوجته لا يسجد أحد لأحد من الخلق، ولو كنت آمراً أحد بذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيماً لحقه عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه قال "جاء إعرابي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال إني أسلمت فأرني شيئاً أزداد به يقيناً. قال : ما تريد؟ قال : ادع تلك الشجرة فلتأتك، قال اذهب فادعها ، فذهب فقال أجيبي رسول اللَّه فمالت على جانب من جوانبها فقطعت عروقها ثم مالت على الجانب الآخر ثم أقبلت ثم أدبرت فقطعت عروقها ثم أقبلت تجر عروقها وفروعها حتى انتهت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وسلمت عليه فقال الأعرابي : حسبي حسبي فأمرها فرجعت فدلت عروقها في ذلك الموضع ثم استوت فقال الأعرابي : ائذن لي يا رسول اللَّه فأقبل رأسك ورجليك؟ فأذن له فقبل رأسه ورجليه فقال : أتأذن لي أن أسجد لك؟ قال لا تسجد لي ولا يسجد أحد لأحد من الخلق، ولو كنت آمراً أحد بذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيماً لحقه" وروى عن عطاء عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهم قال "جاءت امرأة إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالت يا رسول اللَّه ما حق الزوج على المرأة؟ قال أن لا تمنع نفسها ولو كانت على ظهر قتب ولا تصوم يوماً إلا بإذنه إلا رمضان فإن فعلت كان الأجر له والوزر عليها ولا تخرج إلا بإذنه فإن خرجت لنفسها لعنتها ملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى عنه قال: ذكر لنا أن كعباً قال: أول ما تسأل المرأة عنه يوم القيامة عن صلاتها ثمّ عن حق زوجها. وعن الحسن عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إذا هربت المرأة من بيت زوجها لم تقبل لها صلاة حتى ترجع وتضع يدها في يده وتقول اصنع بي ما شئت، وإن المرأة إذا صلت ولم تدع لزوجها ردّت عليها صلاتها حتى تدعو لزوجها" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى عنه قال "ذكر لنا أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال في خطبته وهو يومئذ بمنى أيها الناس إن لكم على نسائكم حقاً وإن لهن عليكم حقاً وإن من حقكم عليهن أن يحفظن فرشكم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه ولا يأتين بفاحشة مبينة فإن هنّ فعلن ذلك فقد أحلّ اللَّه لكم أن تضربوهن ضرباً غير مبرح، وإن من حقهن عليكم الكسوة والنفقة بالمعروف" وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت" وعنه أيضاً عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال لو أن الزوج سال من أحد منخريه دم ومن الآخر صديد فلحسته المرأة ما أدت حق زوجها". |
#7
|
||||
|
||||
![]() قـيم إســلامية
الغيبة أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا اللَّه ورسوله أعلم. قال إذا ذكرت أخاك بما يكره فقد اغتبته. قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" يعني قلت فيه بهتانا. ذكر عن بعض المتقدمين أنه قال: لو قلت إن فلانا ثوبه قصير أو ثوبه طويل يكون غيبة فكيف إذا ذكرت عن نفسه و روى أن امرأة قصيرة دخلت على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فلما خرجت , قالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها ما أقصرها فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم اغتبتيها. قالت عائشة ما قلت إلاّ ما فيها. قال: ذكرت أقبح ما فيها" عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليلة أسرى بي إلى السماء مررت بقوم يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه ثم يقال لهم كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم، فقلت يا جبريل: من هؤلاء؟ قال : هؤلاء من أمتك الهمازون اللمازون" يعني المغتابين. "كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم في المنزل وأصحابه في المسجد من أهل الصُفَّة وزيد بن ثابت يحدثهم بما سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلم من الأحاديث فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بلحم فقالوا لزيد بن ثابت : ادخل على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقل إنا لم نأكل اللحم منذ كذا وكذا لكي يبعث إلينا بشيء من ذلك اللحم، فلما قام زيد بن ثابت من عندهم قالوا فيما بينهم : إن زيدا قد لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلم مثل ما لقينا فكيف يجلس ويحدثنا؟ فلما دخل زيد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأدّى الرسالة قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم قل لهم : قد أكلتم اللحم الآن، فرجع إليهم وأخبرهم به قالوا:والله ما أكلنا اللحم منذ كذا، فرجع إليه وأخبره فقال :إنهم قد أكلوا الآن فرجع إليهم وأخبرهم فقاموا فدخلوا على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال لهم الآن قد أكلتم لحم أخيكم وأثر اللحم في أسنانكم فابزقوا حتى تروا حمرة اللحم، فبزقوا الدم فتابوا ورجعوا عن ذلك واعتذروا إليه". وروى جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما قال "هاجت ريح منتنة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إن ناسا من المنافقين قد اغتابوا أناسا من المسلمين فلذلك هاجت هذه الريح المنتنة". وروى أسباط عن السدي قال: "كان سلمان الفارسي في سفر مع أناس وفيهم عمر رضي اللَّه تعالى عنه فنزلوا منزلا فضربوا خيامهم وصنعوا طعامهم ونام سلمان، فقال بعض القوم : ما يريد هذا العبد إلاّ أن يجيء إلى خيام مضروبة وطعام مصنوع؟ ثم قالوا بعد ذلك لسلمان : انطلق إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فالتمس لنا إداما نأتدم به، فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: أخبرهم أنهم قد ائتدموا، فأخبرهم بذلك فقالوا:ما طعمنا بعد، وما كذب النبي صلى اللَّه عليه وسلم عليكم فأتوه؟ فقال لهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم: قد ائتدمتم من صاحبكم حين قلتم ما قلتم وهو نائم ثم قرأ عليهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} يعني معصية. وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما في هذه الآية {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} قال: نزلت في رجلين من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وذلك أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ضم مع كل رجلين غنيين في السفر رجلاً من أصحابه قليل الشيء ليصيب معهما من طعامهما ويتقدمهما في المنازل ويهيئ لهما المنزل وما يصلح لهما وقد كان ضم سلمان إلى رجلين، فنزل منزلا من المنازل ذات يوم ولم يهيئ لهما شيئاً فقالا له اذهب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فسل لنا فضل إدام؟ فانطلق , فقال أحدهما لصاحبه حين غاب عنهما إنه لو انتهى إلى بئر كذا لقلّ الماء فلما انتهى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وبلغه الرسالة قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: قل لهما قد أكلتما الإدام، فأتاهما فأخبرهما فأتياه فقالا ما أكلنا من إدام؟ فقال : إني لأرى حمرة اللحم في أفواهكما، فقالا : لم يكن عندنا شيء وما أكلنا لحما اليوم، فقال لهما: إنكما اغتبتما أخاكما، ثم قال لهما أتحبان أن تأكلا لحما ميتا؟ فقالا: لا، فقال لهما : فكما كرهتما أن تأكلا لحما ميتا فلا تغتابا فإنه من اغتاب أخاه فقد أكل لحمه فنزلت {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}. وروى عن الحسن البصري أن رجلاً قال: إن فلانا قد اغتابك فبعث إليه طبقا من الرطب وقال بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام. وذكر عن أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن العبد ليعطي كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن عملها فيقول يا رب : من أين لي هذا؟ فيقول هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "أربع يفطرن الصائم وينقضن الوضوء ويهدمن العمل: الغيبة، الكذب، والنميمة، والنظر إلى محاسن المرأة التي لا يحل له النظر اليها، وهن يسقين أصول الشر كما يسقي الماء أصول الشجر، وشرب الخمر يعلو الخطايا". قال سفيان بن الحصين: كنت جالسا عند إياس بن معاوية فمرّ رجل فنلت منه فقال : اسكت ثم قال لي سفيان هل غزوت الروم؟ قلت لا قال هل غزوت الترك؟ قلت لا قال سلم منك الروم وسلم منك الترك ولم يسلم منك أخوك المسلم. قال: فما عدت إلى ذلك بعد. وعن يحيى بن معاذ الرازي قال: ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين: أحدهما أنك إن لم تنفعه فلا تضره. والثاني إن لم تسره فلا تغمه. والثالث إن لم تمدحه فلا تذمه. وذكر عن مجاهد أنه قال: إن لابن آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر أحدهم أخاه بخير قالت الملائكة: له ولك مثله، وإذا ذكر أحدهم أخاه بسوء قالت الملائكة: يا ابن آدم كشفت المستور عليه عورته ارجع إلى نفسك واحمد اللَّه الذي ستر عليك عورتك. قال بعض الحكماء: إن ضعفت عن ثلاث فعليك بثلاث. إن ضعفت عن الخير فأمسك عن الشر. وإن كنت لا تستطيع أن تنفع الناس فأمسك عنهم ضرك، وإن كنت لا تستطيع أن تصوم فلا تأكل لحوم الناس. و قد تكلم العلماء في توبة المغتاب هل تجوز من غير أن يستحل من صاحبه! قال بعضهم يجوز، وقال بعضهم لا يجوز ما لم يستحل من صاحبه، وهو عندنا على وجهين: إن كان ذلك القول قد بلغ إلى الذي اغتابه:فتوبته أن يستحل منه وإن لم تبلغ إلى صاحبه تلك الغيبة:فتوبته أن يستغفر اللَّه تعالى ويتوب إليه ولا يخبر صاحبه فهو أحسن لكيلا يشتغل قلبه به ولو أنه قال بهتانا لم يكن ذلك فيه:فإنه يحتاج إلى التوبة في ثلاثة مواضع، أحدها أن يرجع إلى القوم الذين تكلم بالبهتان عندهم ويقول إني قد ذكرت عندكم فلانا بكذا وكذا فاعلموا أني كاذب في ذلك. والثاني أن يذهب إلى الذي قال عليه البهتان ويطلب منه أن يجعله في حل. والثالث أن يستغفر اللَّه تعالى ويتوب إليه فليس شيء من الذنوب أعظم من البهتان، فإن سائر الذنوب يحتاج إلى توبة واحدة وفي البهتان يحتاج إلى التوبة في ثلاثة مواضع، وقد قرن اللَّه تعالى البهتان بالكفر فقال تعالى {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} و يقال الغيبة على أربعة أوجه: في وجه هي كفر، وفي وجه هي نفاق، وفي وجه هي معصية، والرابع مباح وهو مأجور. فأما الوجه الذي هو كفر فهو أن يغتاب المسلم فيقال له لا تغتب فيقول ليس هذا غيبة وأنا صادق في ذلك فقد استحل ما حرم اللَّه تعالى ومن استحل ما حرم اللَّه تعالى صار كافرا نعوذ بالله. وأما الوجه الذي هو نفاق فهو أن يغتاب إنساناً فلا يسميه عند من يعرف أنه يريد منه فلانا فهو يغتابه ويرى من نفسه أنه متورع فهذا هو النفاق. وأما الذي هو معصية فهو أن يغتاب إنسانا ويسميه ويعلم أنها معصية فهو عاص وعليه التوبة. والرابع أن يغتاب فاسقا معلنا بفسقه أو صاحب بدعة فهو مأجور لأنهم يحذرون منه إذا عرفوا حاله. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "اذكروا الفاجر بما فيه لكي يحذره الناس". والله تعالى أعلم. |
#8
|
||||
|
||||
![]() قـيم إســلامية
حفظ اللسان من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به . قال " قل ربي الله ثم استقم " . قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف على فأخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلسان نفسه ثم قال " هذا " . عن معاذ بن جبل، قال كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار . قال " لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت " . ثم قال " ألا أدلك على أبواب الجنة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء وصلاة الرجل في جوف الليل " . ثم قرأ }تتجافى جنوبهك عن المضاجع{ حتى بلغ }جزاء بما كانوا يعملون{ ثم قال " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه الجهاد " . ثم قال " ألا أخبرك بملاك ذلك كله " . قلت بلى . فأخذ بلسانه فقال " تكف عليك هذا " . قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم " . عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا " . عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه قال "جاء رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال يا رسول اللَّه أوصني؟ قال عليك بتقوى اللَّه فإنها جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين" أو قال - وعليك بذكر اللَّه تعالى وتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلاّ من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان". معنى قوله عليه الصلاة والسلام "عليك بتقوى اللَّه تعالى" فتقوى اللَّه أن يجتنب عما نهاه اللَّه عنه ويعمل بما أمره اللَّه تعالى به فإذا فعل ذلك فقد جمع جميع الخير وقوله عليه الصلاة والسلام "واخزن لسانك" يعني احفظ لسانك إلاّ من خير "يعني قل خيرا حتى تغنم" واسكت حتى تسلم فإن السلامة في السكوت، واعلم أن الإنسان لا يغلب الشيطان إلاّ بالسكوت، فينبغي للمسلم أن يكون حافظا للسانه حتى يكون في حرز من الشيطان ويستر اللَّه عليه عورته. عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "من لطم عبده كان كفارته عتقه، ومن ملك لسانه ستر اللَّه عليه عورته، ومن كظم غيظه وقاه اللَّه تعالى عذابه، ومن اعتذر إلى ربه قبل اللَّه معذرته" عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره وليكرم ضيفه وليقل خيرا أو ليسكت" و يروى بعض التابعين قال دخلنا على محمد بن سوقة الزاهد فقال ألا أحدثكم حديثا لعله ينفعكم فإنه قد نفعني؟ فقال لنا عطاء بن أبي رباح يا ابن أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام وكانوا يعدون كل كلام فضولا ما عدا كتاب اللَّه تعالى أن يقرأه أحد أو أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها، ثم قال: أتنكرون قوله تعالى {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَاماً كَاتِبِينَ} و{عَنْ اليَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أو ما يستحيي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس عن أمر دينه ولا دنياه. عن أنس بن مالك قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أربع لا تصير إلاّ في مؤمن: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر اللَّه تعالى، وقلة الشر" روى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وذكر عن لقمان الحكيم أنه قيل له ما بلغ بك ما نرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني. وروى عن أبي بكر ابن عياش أنه قال: ثلاثة من الملوك تكلم كل واحد منهم بكلمة كأنها رمية رميت من قوس واحدة: قال كسرى لا أندم على ما لم أقل وقد أندم على ما قلت، وقال ملك الصين ما لم أتكلم بالكلمة فأنا أملكها فإن تكلمت بها ملكتني، وقال قيصر ملك الروم أنا على ردّ ما لم أقل أقدر مني على ردّ ما قلت وروى عن الربيع بن خيثم أنه كان إذا أصبح وضع قرطاسا وقلما ولا يتكلم بشيء إلاّ كتبه وحفظه ثم يحاسب نفسه عند المساء. و هكذا كان عمل الزهاد إنهم كانوا يتكلمون لحفظ اللسان ويحاسبون أنفسهم في الدنيا، وهكذا ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب في الآخرة، لأن حساب الدنيا أيسر من حساب الآخرة، وحفظ اللسان في الدنيا أيسر من ندامة الآخرة. وذكر عن الأوزاعي أنه قال: المؤمن يقلّ الكلام ويكثر العمل، والمنافق يكثر الكلام ويقل العمل. وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "خمس لا تكون في المنافق: الفقه في الدين، والورع باللسان، والتبسم في الوجه، والنور في القلب، والمودة في المسلمين" قال يحيى بن أكثم ما صلح منطق رجل إلاّ عرف ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطق رجل إلاّ عرف ذلك في سائر عمله. وعن سنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئة" وبإسناد عن أبي ذر الغفاري أنه قال " قلت يا رسول اللَّه ما كان في صحف إبراهيم؟ قال كان فيها أمثال وعبر: ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوبا في عقله أن يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شانه، فإنه من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "ينبغي للعاقل أن لا يكون شاخصا إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاشه، أو خلوة لمعاده، أو لذة في غير محرم" وقال "ينبغي للعاقل أن يكون له في النهار أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي فيها أهل العلم الذين يبصرونه بأمر دينه ودنياه وينصحونه، وساعة يخلى بين نفسه ولذاتها فيما يحلّ ويجمل" وقال "ينبغي للعاقل أن ينظر في شأنه: ويعرف أهل زمانه، ويحفظ فرجه ولسانه". وذكر إن هذه الكلمات مكتوبة في حكمة آل داود عليه السلام. قال بعض الحكماء إن جسد ابن آدم ثلاثة أجزاء: فجزء منها قلبه، والثاني لسانه، والثالث الجوارح وقد أكرم اللَّه تعالى كل جزء بكرامة: فأكرم القلب بمعرفته وتوحيده وأكرم اللسان بشهادة أن لا إله إلاّ اللَّه وتلاوة كتابه، وأكرم الجوارح بالصلاة والصوم وسائر الطاعات، ووكل على كل جزء رقيبا وحفيظا: فتولى حفظ القلب بنفسه فلا يعلم ما في ضمير العبد إلاّ الله، ووكل على لسانه الحفظة قال اللَّه تعالى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وسلط على الجوارح الأمر والنهي وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لما بعث معاذا إلى اليمن فقال يا نبي اللَّه أوصني؟ فأشار إلى لسانه يعني عليك بحفظ اللسان، فكأنه تهاون به، فقال يا نبي اللَّه أوصني؟ قال ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في نار جهنم إلاّ حصائد ألسنتهم" وقال الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر ماله كثر إثمه، ومن ساء خلقه عذب نفسه. وروى عن سفيان الثوري أنه قال: لأن أرمي رجلاً بسهم أحب إليّ أن أرميه بلساني لأن رمي اللسان لا يخطئ ورمي السهم قد يخطئ. وروي عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إذا أصبح ابن آدم سألت الأعضاء كلها اللسان وقلن يا لسان ننشدك اللَّه أن تستقيم فإنه إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.. وروى عن أبي ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أنه قام عند الكعبة فقال: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة الغفاري "أبو ذر" هلموا إلى أخ ناصح شفيق عليكم فاجتمع الناس حوله فقال يا أيها الناس: من أراد منكم سفرا من أسفار الدنيا لا يفعل ذلك إلاّ بزاد فكيف من يريد سفر الآخرة بلا زاد؟، قالوا وما زادنا يا أبا ذر؟ قال صلاة ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، وصوم في حرّ شديد ليوم النشور، وصدقة على المساكين لعلكم تنجون من عذاب يوم عسير، وحج لعظائم الأمور واجعلوا الدنيا مجلسين : مجلسا في طلب الدنيا ومجلسا في طلب الآخرة، والثالث يضر ولا ينفع واجعلوا الكلام كلمتين: كلمة نافعة في أمر دنياكم وكلمة باقية في أمر آخرتكم، الثالثة يضر ولا ينفع واجعلوا المال درهمين: درهماً أنفقه على عيالك ودرهماً قدمه لنفسك والثالث يضر ولا ينفع، ثم قال أَوّه قتلتني هم يوم لا أدركه قيل: وما ذاك قال إن أملي قد جاوز أجلي فقعدت عن عمل. قال بعض الصحابة إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم أنك قد تكلمت بما لا يعنيك، والله الموفق. |
#9
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خير أخي الكريم وجعلة الله في ميزان حسناتك
|
#10
|
||||
|
||||
![]() |
#11
|
||||
|
||||
![]()
اعانكم الله وسدد خطاكم
وجعل كل ما تقدمونة فى ميزان حسناتكم
__________________
قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .! فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا .. |
#12
|
||||
|
||||
![]() |
#13
|
||||
|
||||
![]() العجب
( كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله ) قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: النجاة في اثنتين التقوى والنية، والهلاك في اثنتين القنوط والإعجاب. وعن وهب بن منبه رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: كان فيمن كان قبلكم رجل عبد اللَّه سبعين سنة يفطر من سبت إلى سبت فطلب إلى اللَّه حاجة فلم يعطها فأقبل على نفسه وقال لو كان عندك خير قضيت حاجتك مما أتيت من قبلك، فنزل عليه ملك من ساعته فقال يا ابن آدم إن ساعتك التي ازدريت نفسك فيها خير من عبادتك التي قد مضت. وقال الشعبي رضي اللَّه تعالى عنه: كان رجل إذا مشى أظلته سحابة فقال رجل لأمشين في ظله، فأعجب الرجل بنفسه فقال مثل هذا يمشي في ظلي، فلما افترقا ذهب الظل مع ذلك الرجل الآخر. وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه قال: إن من صلاح توبتك أن تعرف ذنبك، وإن من صلاح عملك أن ترفض عجبك، وإن من صلاح شكرك أن تعرف تقصيرك. وذكر عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه كان إذا خطب فخاف العجب قطع، وإذا كتب فخاف العجب مزق وقال اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي. وعن مطرّف بن عبد اللَّه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إليّ من أن أبيت قائما وأصبح معجبا. وذكر أن شابا من بني إسرائيل رفض دنياه واعتزل عن الناس وجعل يتعبد في بعض النواحي، فخرج إليه رجلان من مشايخ قومه ليردّاه إلى منزله فقالا له : يا فتى أخذت بأمر شديد لا تصبر عليه فقال الشاب : قيام الناس بين يدي اللَّه أشدّ من قيامي هذا فقالا له : إن لك أقرباء فعبادتك فيهم أفضل فقال الشاب : إن ربي إذا رضي عني أرضى عني كل قريب وصديق فقالا له : أنت شاب لا تعلم وإنا قد جرّبنا هذا الأمر ونخاف عليك العجب فقال الشاب : من عرف نفسه لم يضره للعجب فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال: قم فإن الشاب قد وجد ريح الجنة فلا يقبل قولنا. وذكر في الخبر أن داود صلوات اللَّه عليه وسلامه خرج إلى ساحل فعبد ربه سنة، فلما تمت السنة قال يا رب : قد انحنى ظهري وكلت عيناي ونفدت الدموع فلا أدري إلى ماذا يصير أمري؟ فأوحى اللَّه تعالى إلى ضفدع أن أجب عبدي داود عليه السلام، فقالت الضفدع يا نبيّ اللَّه أتمنّ على ربك في عبادة سنة ؟! والذي بعثك بالحق نبيا إني على ظهر برية منذ ثلاثين سنة أو سنين أسبحه وأحمده وإن فرائصي ترعد من مخافة ربي، فبكى داود عليه الصلاة والسلام عند ذلك. وذكر أن هذه القصة كانت لموسى عليه السلام بعد ما قتل قتيلا. من أراد أن يكسر العجب فعليه بأربعة أشياء: أوّلها: أن يرى التوفيق من اللَّه تعالى فإذا رأى التوفيق من اللَّه تعالى فإنه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه، والثاني أن ينظر إلى النعماء التي أنعم اللَّه بها عليه فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها واستقلّ عمله ولا يعجب به والثالث أن يخاف أن لا يتقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه والرابع أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد قلّ عجبه، وكيف يعجب المرء بعمله ولا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب. عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: كنت أسمع قول اللَّه تعالى {هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِي} ولم أدر لمن قالها، حتى دخل كعب رحمه اللَّه تعالى على عمر رضي اللَّه تعالى عنه ونحن عنده، فقال: يا كعب حدثنا ولا تحدثنا إلا بحديث يشبه كتاب اللَّه تعالى؟ فقال كعب رحمه اللَّه تعالى: إن اللَّه يبعث الخلائق يوم القيامة في قاع أفيح يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، ثم يدعى كل قوم بإمامهم: يعني بمعلمهم الذي يعلمهم الهدى أو الضلالة، فيدعى بإمام الهدى قبل أصحابه فيتقدم فيعطى كتابه بيمينه وقد أخفيت سيئاته فهو يقرؤه بينه وبين نفسه لكيلا يقول بعملي دخلت الجنة وقد بدت حسناته للناس فهم يقرءونها حتى إنهم يقولون طوبى لفلان ما ظهر له من الخير فيقرأ سيئاته في نفسه حتى يقول في نفسه قد هلكت فيجد في آخره إني قد غفرت لك، فيتوّج بتاج من نور يسطع ضوؤه، ثم يقال له اذهب إلى أصحابك فبشرهم بأن لكل منهم مثل مالك، فإذا أقبل نظر إليه أهل الوادي فليس واحد منهم إلا وهو يقول اللهم اجعله منا اللهم ائتنا به ثم يأتي أصحابه فيقول: هاؤم اقرؤا كتابيه_ فقد غفر لي، فأبشروا فإن لكل رجل منكم مالي وإذا كان إمام الضلالة دعى به فإذا قام أعطى كتابه فإذا تناوله بيمينه غلت يمينه إلى عنقه فيتناوله بشماله فيجعل شماله من وراء ظهره فيلوى عنقه ويقرأ حسناته بينه وبين نفسه لكيلا يقول حفظت سيئاتي ولم تحفظ حسناتي فيقول عملت كذا فجازيتك بما عملت، وهكذا حتى يستوفي حسناته وسيئاته ظاهرة للناس يقرؤنها حتى يقولوا ويل لفلان ما ظهر له من الشر” حتى إذا فرغ من صحيفته وجد في آخرها {وَإِنَّهُ حَقَّ عَليكَ كَلِمَة العذَاب} يعني وجب عليك العذاب فيسودّ وجهه كقطع الليل المظلم فيتوّج بتاج من النار يسطع دخانه ثم يقال له ائت أصحابك فبشرهم فإن لكل واحد منهم مثل هذا فإذا أقبل رآه أهل الوادي فقال كل واحد منهم اللهم لا تجعل هذا منا اللهم لا تأتنا به فلا يمرّ بقوم إلا لعنوه، ثم يأتي أصحابه فإذا رأوه لعنوه وتبرءوا منه فلعنهم هو كما قال اللَّه تعالى {ثُمَّ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} فيقول لهم أبشروا فإن لكل واحد منكم مثل هذا. وعن مسروق رحمه اللَّه تعالى قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله. وعن مجاهد رحمه اللَّه أنه قال: بعث سعيد بن العاص قوما يثنون عليه عند عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فقام المقداد فحثا في وجوههم التراب وقال سمعت رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم يقول” احثوا التراب في وجوه المدّاحين”. |
#14
|
||||
|
||||
![]() الاحسان الى اليتيم
( أنا وكافل اليتيم المسلم في الجنة وجمع بين أصبعيه ) عن عبد اللَّه بن أبي أوفى يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “من مسح على رأس يتيم رحمة كتب له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ومحا عنه بكل شعرة سيئة ورفع له بكل شعرة درجة” عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “من ضم يتيماً من بين يتامى المسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه اللَّه تعالى أوجب اللَّه تعالى له الجنة البتة إلا أن يعمل عملا لا يغفر اللَّه له، ومن أذهب اللَّه كريمته فصبر واحتسب أوجب له اللَّه الجنة البتة إلا أن يعمل عملاً لا يغفر اللَّه له، قيل وما كريمته؟ قال عينه، ومن كان له ثلاث بنات فأدبهن وأنفق عليهن حتى يمتن أو يبني بهن أوجب اللَّه له الجنة البتة إلا أن يعمل عملا لا يغفر اللَّه تعالى له. قال: فناداه رجل من الأعراب فقال يا رسول اللَّه أو اثنتين؟ قال أو اثنتين” وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه “أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فشكا إليه قسوة القلب فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم إن سرك أن يلين قلبك فامسح برأس اليتيم وأطعمه” قال حدثنا محمد بن الفضل بإسناده عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما أنه سئل عن الكبائر قال هي تسع: الشرك بالله، و قتل المؤمن متعمدا، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين، والسحر، واستحلال الحرام. وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} يعني سيدخلون في الآخرة النار. ويقال: طوبى للبيت الذي فيه اليتيم، وويل للبيت الذي فيه اليتيم: يعني ويل لأهل البيت الذين لم يعرفوا حق اليتيم وطوبى لهم إذا عرفوا حقه. وروى “أن رجلاً جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال عندي يتيم فمم أضربه؟ قال مما تضرب به ولدك” يعني لا بأس أن تضربه للتأديب ضربا غير مبرح مثل ما يضرب الوالد ولده. وروى عن فضيل بن عياض رحمه اللَّه تعالى أنه قال: رب لطمة أنفع ليتيم من أكلة خبيص. إن كان يقدر أن يؤدبه بغير ضرب ينبغي له أن يفعل ذلك ولا يضربه. فإن ضرب اليتيم أمر شديد بدليل هذا الحديث عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “إن اليتيم إذا ضرب اهتزّ عرش الرحمن لبكائه فيقول اللَّه تعالى يا ملائكتي من أبكى الذي غيبت أباه في التراب؟ وهو أعلم به. قال: تقول الملائكة ربنا لا علم لنا. قال: فإني أشهدكم أن من أرضاه فيّ فأرضيه من عندي يوم القيامة” وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يمسح رؤوسهم ويلطف بهم، وكان عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه يفعل ذلك. وعن زيد بن أسلم رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “أنا وكافل اليتيم المسلم في الجنة وجمع بين أصبعيه” وعن عوف بن مالك الأشجعي أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال“ما من مسلم يكون له ثلاث بنات ينفق عليهنّ حتى يبنى بهنّ أو يمتن إلا كنّ له حجاباً من النار، فقالت امرأة يا رسول اللَّه أو ثنتان؟ قال أو ثنتان” قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم “أنا وامرأة سفعاء الخدين في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه إلى امرأة مات زوجها فحبست نفسها على بناتها حتى يبنى بهن أو يمتن” وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “من حمل من السوق طرفة إلى ولده كان كمن حمل صدقة حتى يضعها في فيهم، وليبدأ بالإناث فإن اللَّه تعالى يرق للإناث، ومن رق للأنثى كان كمن بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية اللَّه غفر له، ومن فرّح أنثى فرّحه اللَّه يوم الحزن”. |
#15
|
||||
|
||||
![]() الرحمة و الشفقة
مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَم عن الحسن أن رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم قال ” لا يدخل الجنة إلا رحيم قالوا : يا رسول اللَّه كلنا رحيم قال ليس رحمة أحدكم نفسه خاصة ولكن حتى يرحم الناس عامة ولا يرحمهم إلا اللَّه تعالى” عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء “. وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال“من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه تعالى” و عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قَبَّلَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم الحسنَ بن عليّ رضي اللّه عنهما وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي. فقال الأقرعُ: إن لي عشرةً من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً فنظرَ إليه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال: “مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ”. عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال“بينما رجل يمشي في الطريق اشتدّ عليه العطش فوجد بئرا فنزل بها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث وهو يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر اللَّه تعالى له فغفر له، قالوا يا رسول اللَّه :إن لنا في البهائم لأجراً؟ قال : في كل ذات كبد رطبة أجر” وعن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه قال: إذا رأيتم أخاكم قد أصابه جزاء فلا تلعنوه ولا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا اللهم ارحمه اللهم تب عليه. وعن أنس بن مالك قال: بينما عمر رضي اللَّه تعالى عنه يعس ذات ليلة إذ مرّ برفقة قد نزلت فخشى عليهم السرقة فأتى عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه فقال:ما الذي جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟ قال مررت برفقة قد نزلت فحدثتني نفسي أنهم إذا باتوا ناموا فخشيت عليهم السرقة فانطلق بنا نحرسهم. قال: فانطلقنا. فقعد قريبا من الرفقة يحرسان حتى إذا رأيا الصبح نادى عمر رضي اللَّه تعالى عنه يا أهل الرفقة الصلاة الصلاة مراراً حتى إذا رآهم تحركوا قاما فرجعا. فعليك أخى الكريم أن تقتدي بالذين قبلك فإن اللَّه قد مدح أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم بالتراحم فيما بينهم قال اللَّه تعالى {رحماء بينهم} وكانوا رحماء على المسلمين وعلى جميع الخلق وكانوا يرحمون أهل الذمة، فكيف بالمسلمين؟. وروى عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه أنه رأى رجلاً من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس وهو شيخ كبير فقال له عمر رضي اللَّه تعالى عنه : ما أنصفناك أخذنا منك الجزية ما دمت شابا ثم ضيعناك اليوم وأمر بأن يجري عليه قوته من بيت مال المسلمين. وعن الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ولكن يرحمهم اللَّه تعالى بسلامة الصدور وسخاوة النفس والرحمة لجميع المسلمين”. عن أنس بن مالك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “أربع من حق المسلمين عليك: أن تعين محسنهم، وأن تستغفر لمذنبهم، وأن تدعو لمدبرهم، وأنت تحب تائبهم”. عن أبي أيوب رضي اللَّه تعالى عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول “للمسلم على أخيه ست خصال واجبة إن ترك منها واحدة فقد ترك حقا واجبا: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يحضره، وإذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا استنصحه أن ينصحه وإذا عطس أن يشمته” وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “ما من نبيّ إلا وقد رعى، قالوا يا رسول الله: وأنت قد رعيت؟ قال: نعم، فأنا قد رعيت”. والحكمة في رعي الأنبياء صلوات اللَّه عليهم وسلامه أن اللَّه تعالى ابتلاهم على البهائم أولا حتى تظهر شفقتهم على خلقه وهو أعلم بهم، وإذا وجدهم مشفقين على البهائم جعلهم أنبياء وجعلهم مسلطين على بني آدم في أمر دينهم. وروى أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره اللَّه في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربته يوم القيامة، والله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم” وروى قتادة عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير” وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه كان يتتبع الصبيان فيشتري منهم العصافير فيرسلها ويقول اذهبي فعيشي. وروى عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال أحب الأمور إلى اللَّه تعالى ثلاثة: العفو عند المقدرة والقصد في الجدة والرفق بعباد اللَّه تعالى وما رفق أحد بعباد اللَّه إلا رفق اللَّه به وروى هشام عن الحسن قال: أوحى اللَّه إلى آدم: يا آدم أربع هن جماع لك ولولدك: يعني جماع الخير واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين الناس : فأما التي لي فأن تعبدني ولا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فعملك أجزيك به حين تكون أفقر ما تكون إليه وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء ومني الإجابة وأما التي بينك وبين الناس فاصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به، والله أعلم. |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|