غدير ... سقيا من خضم الحياة

[المفكرة]

هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ
اسمي مسلمة سماني به أبي إبراهيم عليه السلام و لن أغيره و لأنني مسلمة عرفت ربي من قرآنه و سنة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم .
قرآن ربي و سنة نبيه الكريم (صلى الله عليه و سلم) نبع العلم الصافي ، لذلك كانا شريط قياس صحة الأقوال و الأفعال أقيس به المزاعم و الآراء.
و لأن حياتي على ما هي عليه حصاد عملي كما علمني الحديث القدسي : (يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلُومَنَّ إلا نفسه)
فإنه كائنًا من كان ... في السلطة أو خارجها تبقى حياتي كما هي في معظم تفاصيلها.
***********
العنوان اقتباس من الأية الكريمة (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) سورة الحج 78
*********

[المفكرة]

أسئلة
سأل عقلي لماذا لم يعرض أي مرشح لرئاسة الدولة المصرية أعماله السابقة دعاية له عند الناخبين ، و اكتفوا جميعا بالحديث عن برامج مستقبلية؟
و لماذا لم يطالبهم أحد بسجل أعمالهم السابقة كي تقاس به كفاءتهم ؟
و لماذا كلما سألت البشر تلك الأسئلة ، أعرضوا عني إلى ذكر المرشحين ؟
كان قصدي أن يهطل فيض الرزق حتى نرتوي ، لكن ذلك لا يعني أحد حاليًا!

[الساعية الى الجنة]

جزاكى وجزانا الله كل خير
بارك الله فيكى

[Mohamed..Gamal]

جزاكم الله خيراً

[المفكرة]

المراهقة
محاضرة تلقيناها عن البشر بين الحادية عشر و الثامنة عشر. مرحلة وصفتها المحاضرة بأنها تسونامي يغير معالم الجسم و النفس! كلماتها عصفت بذهني فعصف بكثير .
التغيير حدث يومي في خلايا الجسم أجمعين لكنه لا يشغلنا كثيرًا إلا حين تصدم المراهقة أعيننا بطفل صار راشدًا يتخذ القرارات دون اتجاه محدد بعد. دعنا لا ننسى أن الزمن هو من علمنا الطرق التي لا تصل بنا إلى مبتغانا فحذفناها من خريطة أفكارنا قبل أن نبدو بحكمة الراشدين و قدرتهم على الاختيار.
التربية ليست تعليمات من كتيب نلقيها على ابنائنا كلما ظننا أنهم حادوا عن الطريق المستقيم أو صاروا على منعطف طريق و احتاجوا للتوجيه، التربية كما القيادة يلزمها تغيير الاتجاه كلما غيرت الحياة مسارنا. تتغير أنفسنا و تتربى كلما احتاج أبناؤنا مساعدتنا فقدمناها بنفس رضية دون التدخل لتحويل حياتهم لصورة من ذواتنا و خبراتنا السابقة.
النفس جهاز حيوي ، و المدخلات التي نحشوها به تغير مخرجاته. أحد أبرز مدخلات النفس الطعام و الفواكه الطازجة بها ما يغير القلق الذي يعتري النفس ، يذوي العجز، تنمو القدرة و الإنجاز.
فترة تحوي طموحات زائدة عن حدود القدرات ، ما يحضر التقصير ، يترك حزوزًا في النفس ، ألفت انتباهكم جميعًا أن واهب الحياة رسم لكل حياة مسار و أعطاها ما يعينها عليه لا غير ، لن يقلد شخصٌ الآخرين و يذهب بعيدًا.
و هناك التكنولوجيا المعاصرة أحضرت الدنيا الكبيرة داخل بيوتنا الصغيرة ، دنيا تبهر من لم يمارس الكثير بالذات في غياب رقابة آباء توقف معظمهم عن مجاراة التكنولوجيا ، لا عجب أن يشعر الأبناء أن بوسعهم أن يخدعوا أهليهم كما ينخدع بالسحر من لا يفهم آليات الخدعة.
لكن حقًا لماذا تشغل تلك المبتكرات من الشباب وقتًا طويل؟ التواصل مع البشر غريزة طبيعية تنمو بداخلنا أثناء نمونا. فقدها يترك فراغًا يملأه عالم افتراضي يتواصل مع آثار البشر لا كياناتهم الفعلية ، تبسيط مُخـِّل للحياة لأن التواصل بين البشر جسر تعبر عليه المعلومات و الخدمات و السلع بينهم.
تنهي المحاضرة أطروحتها عن المراهقة بأنها فترة عابرة تنتهي بالاستقرار بعد كمال النضج و الاتزان العاطفي. أفضل أن أفكر في المراهقة على أنها رصيد للاستثمار يورث حدائق غناء ، كما إن الاستقرار أحيانًا ما يكون نقص طاقة و غياب قدرة التغيير ، دعنا لا نخلط الاستقرار المثمر بالرتابة و الركود.
*********

[رقة الملايكة]

جزاك الله كل خير

[المفكرة]

أعوذ بك من العجز و الكسل
الألم المرير الذي أعطب حياته أوحى له أن يسلم ظهره لجراح ليزيل الأعصاب بمبضعه . في الواقع لم يوحي الألم بذلك على الإطلاق ، الفكرة كانت صدى أفكار الأصحاء حوله شفقة منهم به. إذ صار إلى نفسه ، سألته التالي:
كيف يصلح الطبيب ألم بلا مصدر معلوم؟ أتراه يقتل الأعصاب مستودع الحياة في النفس؟
ماذا لو أن الجراحة زادت الألم سوءاً؟
ذات عطش أغراه الماء بشربة ثم أخرى .... عدة أكواب من الماء بين جنبات الصباح و المساء. ألم يذكربالخلل الذي يعتريه و ما يذكره بالماء فيشرب ، ينساب الماء بين جنبات الخلايا و الأنسجة عدة أيام في مداواة ربانية رفيقة و يذوي الألم الذي اعتراه لعامين و ما أفسد الحياة في جانبه الأيسر من أعلى عنقه حتى كاحله!‍!
*********
ملاحظتين:
1. الفقرة السابقة ليس مقصودًا منها التشخيص أو العلاج بل خبرة مرت بمن حكاها لي و نقلتها لكم.
2. إلى من يحيون في أنحاء عالم الأصحاء، دعهم لا يقسون على المرضى، و ليلتفتوا إلى التناقض بين العالمين ، و أن ما ينفع الأصحاء يؤذي المرضى و ما لا يؤذي الأصحاء عادة ما يدمر المرضى.
*********

[المفكرة]

تسع وحدات
من الفاكهة و الخضروات يوميًا ، رفعت وكالة الغذاء و الدواء الأمريكية العدد الذي يجب على الفرد استهلاكه يوميًا بعد أن كان خمسة فقط لكثرة الأبحاث التي تشير لفوائد الفاكهة الطازجة و الخضروات الخضراء في محاربة أمراض القلب و الضغط و الشرايين و السرطان و كثرة عدد المصابين بتلك الأمراض في أنحاء الولايات المتحدة.

[المفكرة]

لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك و له الحمد. بيده الخير . يحي و يميت و هو على كل شيء قدير (عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته)
لا أقوى على مواجهة الحياة اليوم ، سأذوي في بيتي بعيدًا عن الناس و المشاكل. فقط أن التاريخ الموجود على رخصة القيادة يلح بتجديدها. اليوم بالذات اعتراني القلق أثناء القيادة ، لا يشغلني أن مراعاة قواعد القيادة غائبة عن الوعي ، بقدر ما أخشى أن لا يسعفني رد الفعل المناسب ، الجهاز الصغير الذي يرتل القرآن فارقته الكهرباء فتوقف عن الترتيل!
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك و له الحمد. بيده الخير. يحي و يميت و هو على كل شيء قدير) تمر ببالي أثناء القيادة فأنوي أن أتصدق على نفسي بمئة منها .
يمحو ذكر الله الواحد الأحد المركبات المتدفقة حولي ، يلغيها من وعيي فأمضي في طريق انساب بالسلامة إلى إدارة المرور و أصاب أوراقي بالتوفيق فأنجزتها بسرعة ، يظللني غمامه ، يصحبني حتى البيت.
(أكتب اليوم عن مشوار قضيته قبل إسبوع ، تلاشى معظم أثره ، حينها بدا أكبر مما كتبت بكثير!)
*********

[المفكرة]

ترميم
منزل ريفي قديم في في قلب بلاد الإنجليز ، بناه الأقدمون و يسكنه الخراب ، قائم يتحدى عوامل التعرية ، يذهلني كيف بنوا ما يحيا عبر القرون ، لكن ما شد انتباهي في الفيلم الوثائقي هو شاب إنجليزي في العشرين من عمره ، عاطل عن العمل ، حديث عهد بالزواج ، قرر أن يشتري المنزل الأثري و يجدده حتى يصبح منزلًا عصريًا يحافظ على متانة البناء و عراقته و به وسائل الحياة المعاصرة ، ينشىء أسرته فيه.
يضحك و هو يخبرنا كيف اندس بين عمال البناء و تعلم أسرارهم و نفذ معظم العمل بيديه بأدوات يدوية بسيطة. وضع سقفًا من الأحجار و أزال طبقات الطلاء القديمة و جدده و ابتكر أقواسًا دعمت المنزل و رسم و قطع و ركّب ،ستة أيام من العمل اليدوي في الأسبوع مدى عام.
أما زوجته فمحاسبة شابة تخبرنا أنها دبرت التمويل ليكتمل هذا المشروع فالتكلفة كانت أعلى من استطعاتهما.
ينتهي العمل و قد صار الشابان سيد و سيدة القلعة و تضاعفت قيمة المنزل إذ صار مهيئًا لسكنى البشر.
*********
إنها ليست سئية
ذلك تعليق ليان ابنة أختي ذات الأعوام الخمسة على ركلي للكرة . فالكارتون الناطق بالعربية الشامية مسموع في بيت أختي و عادة ما يلتقط الأطفال بحدسهم السليم الجمل و يستخدمونها بشكل جيد. طبعًا الأفضل أن تقول ليست سيئة ، لكن إنها ليست جملة سيئة ، أقله أنها أفضل كثيرًا من العامية التي (ندير/ندمر) بها حياتنا اليومية.
*********
ok ؟!!
وجّه قائد الطائرة الهولندية كلماته لمراقب المطار عبر الراديو مخبرًا إياه عن عزمه على الإقلاع و طالبًا موافقته.
رد المراقب : أوكى (ok) قاصدًا بها التريث كي يستطلع مكان الطائرة الأمريكية المقابلة على ممر الإقلاع.
فهم القائد الهولندي أن ( ok ) موافقة على الإقلاع .. ليصطدم بالطائرة الأمريكية المقابلة له في حجب ضباب كثيف . ضللته كلمة فاحترق و طائرته وركابها و هم مئات و معظم ركاب الطائرة الأمريكية و هم أيضًا مئات في حادث القرن العشرين.
بعد الحادثة لم يأذنوا لغير الإنجليزية أن تكون لغة التخاطب بين برج المطار و قائدي الطائرت المحلقة و معها أزالوا من قاموس التفاهم الكلمات غائمة الملامح مثل أوكي.
*********
سمك الباسا
سمك مستورد من فيتنام حيث يحيا في نهر ملوث بالمعادن الثقيلة التي تلقيها المصانع في النهر. حين ظهر هذا السمك في السوق الأمريكية تسبب للكثيرين بحالات الإسهال مما دعا مسؤلي الصحة الأمركيين بإجراء التجارب العلمية للتأكد من سلامة السمك ليجدوا أنه ملوث بكمية قليلة من المعادن الثقيلة ، ما أثار قلقهم هو وجود نسبة عالية من المضادات الحيوية و بول السمك المستخدم كهرمون للنمو في لحم السمك. بعدها حذروا الناس من أكله لأنه قد يسبب التسمم. هذا السمك يغزو السوق الشرق أوسطية هذه الأيام بسعره الرخيص و كمياته الوفيرة.
*********
الله خير و أبقى
وافى افتتاح أولمبياد لندن صلاة التراويح في رمضان في الحرم المكي ، في لندن تتنافس الأمم لتثبت كل منها أنها الأفضل مقابل شعائر دين يساوي بين البشر في صفوف منتظمة يسألون ربهم خيري الدنيا و الآخرة.
*********
قبل صلاة الظهر
الصلاة أولوية قبل العمل ، الصلاة لوقتها تعني التوجه للمسجد فور سماع الآذان ، تأجيل الصلاة غير وارد و المدة التي تعقب الآذان متاحة لمن هو في حالة طارئة كي يتاح له الصلاة في الوقت. تلك أفكاري و أنا أغذ الخطى للمسجد و هي تحاول التغلب على الارتباك الذي يولده تزامن وقت صلاة الجماعة مع موعد اجتماع مدير المدرسة مع النظار و رؤساء الأقسام و علىَّ حضوره.
تمحو خطاي إلى المسجد أفكاري تلك و يثيبني الخطو للمسجد أفكارًا أرقى و أكثر حكمة:
الصلاة قبل كل شيء .. الصلاة بعد كل شيء .. الصلاة كل شيء!!
يود عملي لو يعانق خطى أفكاري فينسجم إيقاعهما ، فقط أن الدنيا أخذت توسوس لي أثناء الصلاة أنني تأخرت على اجتماع المدير مع النظار و رؤساء الأقسام!!
*********

[المفكرة]

عيون أمي
شكت أمي أنها صارت ترى الأشياء مزدوجة
طبيب العيون أرسلنا لطبيب المخ و الأعصاب و ذاك أعادنا لطبيب العيون و بينهما اكتشفنا أن ضغط الدم المرتفع أثر على بعض خلايا مخها التي لا تتعلق بعمل العين . طبيبة اقترحت عملية لشد عضلة العين. آخر رفض العملية و زعم أنها بلا لزوم!
الحل الذي اقترحه أحد الأطباء كان أقراص فيتامين ب و تلك لم تجدِ نفعًا بعد تناولها لعدة أشهر.
كتاب به معلومات عن فيتامين ب دفعني لتجربة بسيطة ، أن أطهو لها البيض طهوًا خفيفًا في زيت الزيتون ، وجبة مشبعة و ممتعة . يمتص الجسم مجموعة متكاملة من المركبات التي تنفع الصحة و تقويها.
صدقة ذهبت لفقراء لإجراء عمليات المياه البيضاء. استغرق العلاج السليم عدة أشهر ثم زال الخلل!!
*********

[المفكرة]

.. و أسنان فيروز
في نفس اللحظة التي قفز فيها الصغير على الترامبولين ، كانت فيروز تقفز عليها ...
في الحقيقة شغبهما و اقتتالهما منذ أول اليوم كان كثيرًا و لم يتوقف الكبيرابن خمسة أعوام عن مضايقة أخته الصغيرة ذات العامين و أشهر قليلة. لا يدرك صغر سنها و لا يعتني بها أو يراعي صغرها عندما يلعب.
قفز الولد فوق الطفلة الصغيرة فانكفىء وجهها على حافة الترامبولين المعدنية و تعالى صراخها.
صرخات قطعت سنة الصلاة التي كنت أؤديها ، صرخات الصغيرة و أمها و جدتها .
أحمل الصغيرة و أمسح الدم الذي نزف من فمها و حينها اكتشف أن السنتين الأمامتين مفقودتان من فمها.
حين يهدأ الجميع ، أحمل الصغيرة لطبيب الأسنان في عيادة مجاورة و لأن اليوم كان الجمعة إجازة الأطباء وزخم الشارع السياسي يطغى على الكثير فإن الحصول على رقم طبيب أسنان استغرق بعض الوقت. القرآن ملأ أنفاسي و يدي أمسح بها على رأسها الصغير.
على الهاتف ينصحنا الطبيب بالبحث عن الأسنان المفقودة و حفظها في كوب حليب و إحضار الطفلة و الأسنان لعيادته مساء.
أخذنا الصغيرة لمحل ألعاب حيث انتقت بالونًأ منفوخًا ذو رسم لطيف ، تسلت به و صرفها عن الألم الذي اعتراها.
في عيادة الطبيب ، يستقبلنا طبيب شاب هادىء الأعصاب. خافت فيروز من أن يلمس أسنانها الملتهبة و لكنه هدأ من روعها و فحص الإصابة ثم أمسك السنين بيده و أعاد غرسهما في مكانهما من اللثة . بكت الصغيرة إذ نزفت قليلًا ، لكنها هدأت إذ أخذت أحدثها أن الطبيب فعل ذلك ليعيد أسنانها الجميلة لمكانها.
قال الطبيب : عسى أن تلتئم الأسنان بشكل طبيعي و تنتهي المشكلة ، و أعطانا موعدًا للمراجعة بعد أسبوع للتأكد من التئام الأسنان و علاج العصب الذي التهب. أوصى الطبيب بأخذ مضاد حيوي و مسكن للتقليل من الالتهاب الذي يقع مع كدمة كتلك.
أحمل الصغيرة ، أهدهد حزنها الصغير و أذكر ربي طالبة الرحمة و النور للصغيرة و لأهل البيت. قرآن استحضر قدرًا كبيرًا من السكينة، تصحبه الرحمة و معه الهداية.
استغرق التورم عدة أيام كي يهدأ ، زال خلالها الالتهاب و تعافت الصغيرة رويدًا ، رويدًا.
خاتمة صغيرة بقدر عمرها اللطيف: ثبتت الأسنان مكانها و لم تحتج لأي علاج و له الحمد و الفضل و المنة.
*********

[المفكرة]

صغيرة ، لكن نبيهة
سباق ... سباق ، هكذا طالبتني الصغيرة ذات السنتين و عدة أشهر .
و لأنني متعبة فإنني جريت إلى جوارها بقوة صغيرة و تركتها تسبقني . فرحت الصغيرة بالسبق فقلت لها إنها صغيرة و سريعة بينما أنا كبيرة و لا أقدر على سبقها.
بدت في عينيها آثار التفكير و رفعت أصبعًا صغيرًا و هي تنبهني أنني سبقتها من قبل و أنا كبيرة و هي كانت صغيرة كما هي!!!
*********

[المفكرة]

يرزق من يشاء بغير حساب
تتناقل الأخبار أمر مدرسة زوجها كُسر ذراعه كسرًا سيئًا و انفصل مفصل كوعه في حادثة سيارة و احتاج لمسمار جراحي و تلوث جرحه و ازداد أمره سوءًا بانقطاعه عن عمله كما تناقلت أمر صندوق يجمع مالًا تضامنًا معه.
يخطر ببالي أن أغيث زميلتي فورًا ، في ظرف المرتب مال لا أحتاجه حالًا، هو لاحتياجات الأسبوع المقبل.
أجلس إلى مكتبي ، أحاول أن أنظم أفكاري لكن الجدل الدائر حولي و دور البرد الذي اعتراني يضعضعان قوتي . آخذ إذنًا و أعود للبيت ، ألتحف فراشي و أنام طويلًا.
في اليوم التالي يشتد دور البرد و الجدل ينقضان غزلي أنكاثًا ، فيتباعد ما نويته في خلفية تفكيري. تستحضر نفسي الشح ، تسألني ماذا عن أجر الخادمة و الطبيب و فاتورة الكهرباء و تكلفة الطعام والوقود و ما يستجد؟
لا فكرة على صوابها في عقلي حين يصيبني البرد. لذلك أستخير خالق الخلق فيما نويته من إغاثة زميلتي في محنتها. الآن أعلم أن الأمر ألطف من نسمة هواء ، هذا مال لن يلزمني و لن أفتقده.
في اليوم الثالث يوحي المرض بأن أتغيب عن عملي ، شيء من حزم يحملني للمدرسة ، الامتحانات اليوم ، علي التواجد.
في وقت الامتحان ، يفتعل الجدل المشاكل بين الأشخاص فألمهم بحزم و حسن تصرف و ينتهي الامتحان على خير.
نتجاوز الامتحان فيكثر الجدل كالمعتاد ، يحاول التراخي الالتفاف من ورائي ليسرق مني انجازي. يؤذن للظهر و ما يلفتني إلى ما نسيته طويلًا . أفرغ جزء لا بأس به من ظرف البيت في ظرف و اتجه إلى حجرة المدرسات بجوارالمسجد . أضع الظرف بيد صاحبة الشأن فتتردد في قبوله ثم تقتنع بجديتي فتأخذه.
بعد الصلاة أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي مرضانا. عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته.
في اتجاهي للبيت تتسارع سيارتان نحوي، لكنني أتجاوز الكرب بسلام.
أصل البيت فتحكي لي أمي أن ابنة أختي فيروز ذات العامين آذت كوعها و انفك مفصلها من موضعه و أن ألمها كان شديدًا و أن أمها ذهبت بها لطبيب العظام.
لا يمضي وقت طويل حتى تحضر أختي فتخبرنا أن الطبيب وضع يده المحترفة على المفصل فضبطه ، فارتاحت الصغيرة و أبويها ، لا لم يأخذ الطبيب منهما أجرًا. أضم ابنتي في حضني و نلعب بمرح زمنًا طويلًا.
لا لم تأتِ الخادمة وبذلك لن أنعى هم أجرها الكبير.
طعام يوم يكفي يومين ، لا لم يلقوا منه شيئًا و لم يعترضوا على كونه بائت.
أحسب ما كان ينبغي أن أنفقه فأجده مقاربًا لما دفعته في الصدقة ، لم ينقص مالي بسبب تلك الصدقة فأطيب نفسًا.
*********