|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الفصل الأول حول النفس وعلم النفس تعريف علم النفس: هو العلم الذى يدرس سلوك الإنسان ، بحيث يشتمل كل نشاط يؤديه الإنسان فى تفاعله مع بيئته الطبيعية و الإجتماعية ، هو الترجمة الملموسة لما تنطور عليه النفس ، من مكونات ولما يدور بداخلها من ديناميات و رغبات و تخيلات و صراعات . أهداف علم النفس : يتفق علم النفس فى الأهداف مع باقى العلوم و هى : 1.الفهم والتفسير. 2.الضبط والتحكم. 3.التنبؤ. أولاً:الفهم والتفسير : يحاول الإنسان منذ بداية التاريخ معرفة كل ما يحيط به من ظواهر محاولاً فهمها و تفسيرها. وعندما لم يكن يسعفه علمه ، أو منهجه فى الوصول إلى الفهم السليم و التفسير الصائب ، كان يضطر إلى التفكير الغيبى ، ليفسر به و يعلل حدوث الظواهر و الكوارث والمصائب ترجع إلى غضب الآلهة عليهم و إنتقامهم منهم ..... إن هدف الفهم والتفسير والمعرفة من أول الأهداف الأساسية التى يسعى العالم لتحقيقها من بحثه فى الظواهر التى تقع فى مجال إختصاصه . فالباحث فى مجال علم الطبيعة مثلاً يريد أن يعرف و يفهم ويعلل أسباب حدوث ظاهرة طبيعية كتمدد المعادن بالحرارة ، يريد أن يعرف و يفهم ويكتشف أسباب حدوث الظاهرة النفسية ، كالتفوق الدراسى ، أو التوافق المهنى ، أو المرض الهستيرى . ثانياً : الضبط والتحكم : إن الإنسان إذا نجح ف فهم أسباب حدوث الظاهرة ومعرفة عواملها إستطاع أن يوثر فى مسار الظاهرة نفسها ويتحكم فى حدوثها ، فيمكنه ان يهيىء لها أسباب حدوثها فتحدث ، كما يمكنه أن يغير فى هذا العامل ، أو ينقص من هذا ، أو يزيد من ذلك ، أو يلغى أو يضيف ، فتتأثر تبعاً لذلك الظاهرة وتتحور ، بل إنها تحدث وفق ما نريد ، أو تختفى وقت ما نشاء . إذن فنحن هنا نتحكم فى الظاهرة و نضبطها بناءاً على فهمنا لمسببات حدوثها وتغييرها و إختفاءهابناءاً على تحقيق الهدف السابق ( الفهم والتفسير ) ننطلق لتحقيق الهدف الحالى . ووجود قصور ما فى معرفتنا و فهمنا و تفسيرنا للظاهرة يؤدى إلى ان تقل كفاءتنا فى ضبطها و التحكم فيها . و إن كان الهدف الأول للعلم هدفاً نظرياً بالدرجة الأولى . فإن الهدف الثانى الذى نحن بصدده الآن هو فى الواقع هدف تطبيقى فنحن نريد أن نتحكم فى الظواهر حتى تحدث فى الوقت المناسب ، و بالشكل الذى يحقق لنا الفائدة و يقينا الأضرار . فمثلاً معرفتنا بأسباب الصحة النفسية نعمل على تهيئتها لأبنائنا وعلى علاج إضطرباتها فيهم . ثالثاً:التنبؤ: إن الهدف الثالث من أهداف العلم الأساسية هو إمكانية التنبؤ بحدوث الظاهرة قبل أن تقع ، و يمكن تحقيق هذا الهدف على إستقامة فهم الظاهرة و سلامة تفسيرها و دقة معرفتها و هذا التنبؤ يعتبر هدفاً تطبيقياً نفعياً فمثلاً نحن نسمع عن إنتشار وباء فى بلد قريب ، ونعرف أن العدوىى من أهم مسبباته ، فنتخذ من هذه المعرفة أساساً للتنبؤ بإنتشار هذا المرض عندنا مستقبلاً ، ما لم نسارع إلى حصاره و مقاومته بتحصين المواطنين ومنعهم من السفر إلى هذا البلد الموبوء و كذلك بالتطعيم ، ز بالمثل يدرس عالم النفس عوامل النجاح الدراسى وعوامل الفشل الدراسى ومسببات كل منهما ، فيمكنه أن يتنبأ بمن يحتمل نجاحه ومن يحتمل فشله قبل أن يتعرض للموقف الفعلى للدراسة التربوية والمهنية ، فيحقق لهم ولمجتمعهم أفضل النفع و يجنبهم أشد الضرر . العلاقة بين أهداف العلم : و بعد عرض الأهداف الثلاثة الأساسية للعلم بصفة عامة و لعلم النفس بصفة خاصة ، ينبغى أن نناقش العلاقة بين هذه الأهداف الثلاثة وهناك نوعين من العلاقة بين أهداف العلم 1.علاقة فى إتجاه واحد . 2.علاقة جدلية متبادلة الإتجاهات . أولاً : علاقة فى إتجاه واحد : العلم يطلق من فهم ومعرفة أسباب الظاهرة إلى التحكم فيها بناء على هذا الفهم ثم إلى التنبؤ بالظاهرة ، وأخيراً ضبط هذه الظاهرة لتحقيق أكبر النفع وتقليل أكبر كم من الضرر . ثانياً : علاقة جدلية متبادلة الإتجاهات : فنحن هنا نسلم بأن التحكم والتنبؤ يعتمدان على مدى دقة الفهم والتفسير و لكن من الممكن أن يتبين للعالم أن التحكم الذى قام به على أساس فهمه وتفسيره للظاهرة لم يكن دقيقاً للغاية فعند إذنلابد أن يعاود بحث الظاهرة من جديد فى محاولة لمعادلة هذا القصور حتى تستقيم له الفهم والتفسير وبناءاً عليه يصح التحكم فى الظاهرة وترتفع دقته فيزداد تبعاً لذلك نجاحه فى التنبؤ بهذه الظاهرة . معيار تقدم العلم : تعتبر الأهداف الثلاثة السابقة بحسباتها الأهداف الأساسية للعلم هى معياراً نقيم على أساسه مدى تقدم علم أو تخلفه ، فالعلم الذى لا يستطيع ان ينجح فى تحقيقها مُجتمعة ، بحيث يتخلف عن تحقيق أحدها هو علم مختلف بمقدار تخلفه عن تحقيق أحدها هو علم متخلف بمقدار تخلفه عن تحقيق هذا ، كما أن العلم الذى يمكنه تحقيق الأهداف الثلاثة مُجتمعة لكن بمستوى قليل من الدقة فهو علم متخلف . و قد حقق علم النفس تقدماً كعلم يمكنه تحقيق الأهداف الثلاثة مُجتمعة وبدرجة مُرضية من الدقة ، إلا ان علماء النفس يجاهدون لرفعها أكثر من خلال تطوير منهجهم فى البحث .
__________________
إذا فقدت كل شىء و بقيت ثقتك بالله فإنك لم تفقد شيئاً
|
العلامات المرجعية |
|
|