#4
|
||||
|
||||
وما نرسل بالآيات إلا تخويفا أحمد قوشتي عبد الرحيم الزلازل ، والمصائب العامة التي تنزل بالعباد تجمع ما بين التخويف والإنذار ، وما بين العظة والاعتبار :- - فهي آيات يخوف الله بها عباده { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا } وينذرهم بها بأسه وعقابه {( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ )} ويدعوهم بها إلى الرجوع إليه {( وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )} والإنابة والتضرع بين يديه {( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا )} - ثم هي تذكير للعباد بضعفهم وعجزهم وقلة حيلتهم ، وأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، ولا عاصم لهم من الله إن أراد بهم ضرا أو أنزل بهم بأسا {( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا )} ومن أعظم ما يستدفع به البلاء ، وترفع به البأساء والضراء ، ويذكر به الناس في أوقات الشدة ، وحلول المصائب :أن يستكين العباد لربهم ، ويتضرعوا إليه ، ويتذللوا له ، ويرجعوا إليه ، تائبين مستغفرين منيبين ، متحللين من المظالم ، وعازمين على الإنابة وحسن العمل ، قال تعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} أما أشنع ما يفعله أحد عند نزول البلاء ، ورؤية العبر ، والنوازل العظام ، فهو أن يقسو قلبه ، ويتبلد حسه ، فلا يتأثر ولا يتغير ، ولا يحدث توبة ولا إنابة ، بل يظن أنه حدث عابر ، قد مر مثله عشرات ، وحفل التاريخ بنظائره ، ولسان حاله ومقاله : {قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ } فاللهم عفوك ولطفك ورحمتك بعبادك الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها واخصص من بينهم أهل الشام الذي اجتمعت عليهم المحن وأنواع البلاء ولا حول ولا قوة إلا بك . |
العلامات المرجعية |
|
|