نص غربة وحنين لأمير الشعراء أحمد شوقي

[عبده السجاعي أبو يوسف]

من شعر مدرسة الإحياء والبعث
غربة وحنين ... لأحمد شوقي
الشاعر

هو أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) ، ولد عام 1870م ، في أحضان أسرة مختلفة الأصول ، توفي والده وهو صغير ، فضمته إليها جدته ، حيث كانت وصيفة في قصر الخديو ( إسماعيل ) ، فنشأ بعيداً عن الشعب منعماً ، أرسل إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب ، وبعد عودته أصبح شاعر القصر ، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى نفي إلى الأندلس ، وبعد عودته أيد ثورة 1919م وصار صوت الشعب ، وتوفي عام 1932م .
من أعماله : ( الشوقيات ــ أسواق الذهب ــ علي بك الكبير ــ قمبيز ــ عنترة ــ مصرع كليوباترا ــ مجنون ليلى ــ الست هدى ــ أميرة الأندلس ) .

مناسبة النص

النص وليد تجربة شعرية صادقة ، حيث نفي شوقي إلى الأندلس ، فشعر بالشوق والحنين إلى الوطن و السخط على الاستعمار ، وتذكر أمجاد الإسلام في الأندلس ، فكان شبيهاً بالشاعر العباسي ( البحتري ) الذي وقف على آثار الفرس حين جفاه الخليفة العباسي ( المتوكل ) فترك بغداد إلى المدائن فكانت سينيته التي يقول فيها : صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس .
فشوقي هنا يعارض البحتري في سينيته .

مفهوم المعارضة

المعارضة : أن يصوغ الشاعر قصيدته متفقة مع قصيدة شاعر آخر في : ( الوزن والقافية و بعض الأفكار والمعاني والألفاظ والصور والأساليب إظهاراً للبراعة .

نوع التجربة الشعرية

ذاتية تحولت إلى عامة ؛ لأن الشاعر يتحدث عن مشاعره تجاه وطنه

العاطفة المسيطرة على النص

عاطفة الشوق والحنين إلى الوطن ، والأسى والحزن لفراقه .


1ـ ذكريات الصغر


اختلاف الليل والنهــــــــــــــــار ينسي اذكرا لي الصبـــا وأيــــــــــــام أنسي .
وصفــــا لي مـــــلاوة من شبـــــــــاب صورت من تصـــــــــورات ومـــــس .
عصفت كالصبــــا اللعـــــــــوب ومرت ســـنة حلــوة ولـــــــــــــذة خلــــــس .
معاني الكلمات :
الكلمة معناها الكلمة معناها
اختلاف
النهار
الصِّبا
أنسي
ملاوة
صورت
تصورات تباين ، تعاقب ، تتابع ، مرور .
(ج) أنهر ، نُهر
الحداثة والصغر .
سعادتي ، فرحتي .
فترة قصيرة ، برهة (ج) ملاوات x ملياً
صيغت ، شكلت ، صنعت .
تخيلات (م) تصور . مس
عصفت
الصّبا
اللعوب
سِنَة
لذة
خلس جنون ، والمراد : نشاط الشباب واندفاعه .
مرت مسرعة .
ريح رقيقة تأتي من الشرق x العاصفة ، الدبور .
الرشيقة الحركة (ج) لواعب ، لعائب x الساكنة .
نعاس x اليقظة .
متعة (ج) لذات .
الأخذ خفية .


الشرح بدأ شوقي قصيدته بحكمة تلائم موضوعه وحالته النفسية ، فقال : إن تعاقب الليل والنهار يجعل الإنسان ينسى ذكرياته وأيام سعادته ، ويتخيل شوقي رفيقين معه ــ على عادة القدماء ــ فيتوجه إليهما طالباً أن يذكراه بأيام صباه وسعادته ، وأن يصفا له فترة الشباب ، وما فيها من حيوية ونشاط واندفاع ، تلك الفترة التي مرت مسرعة كأنها ريح رقيقة ، أو فتاة رشيقة ، أو لحظة نعاس ولذة مختلسة .


من مظاهر الجمال

= اختلاف الليل والنهــــــــــــــــار ينسي :
* أسلوب خبري للتقرير ، وهو حكمة ( براعة استهلال لملاءمته لموضوع القصيدة وهو الغربة والحنين والجو النفسي الحزن لفراق الوطن ) .
* بين ( الليل ــ النهار ) : تضاد يبرز المعنى ويقويه .
= اذكرا لي الصبـــا وأيــــــــــــام أنسي :
* أسلوب إنشائي أمر غرضه الالتماس والتمني ، وفيه إثارة للمشاعر .
* علاقته بما قبله تعليل .
* تقديم ( لي ) على ( الصبا ) يفيد القصر والتوكيد والتخصيص .
* ( أيام ) : جمع للكثرة .
* الشاعر دقيق في استعمال ( اذكرا ) مع ( الصبا ) ؛ لأن الإنسان في فترة الصغر يكون غير مدرك لما يمر به ، وينساه بسرعة فيحتاج إلى من يذكره .
* الشاعر متأثر بالقدماء والتراث ، حيث بدأ قصيدته ببراعة الاستهلال ، كما وجه الخطاب إلى رفيقين كعادة القدماء فتخيل شخصين يخاطبهما .
* بين ( اذكرا ـــ ينسي ) تضاد يبرز المعنى ويقويه .
* بين ( ينسي ــ أنسي ) تصريع يحدث نغماً موسيقياً تسعد به الأذن ، وجناس ناقص يحدث نغماً موسيقياً تسعد به الأذن
* حذف مفعول ( ينسي ) لإفادة العموم والشمول .
= وصفــــا لي مـــــلاوة من شبـــــــــاب :
* أسلوب إنشائي أمر غرضه الالتماس والتمني ، وفيه إثارة للمشاعر .
* تقديم ( لي ) على ( ملاوة ) يفيد القصر والتوكيد والتخصيص .
* ( ملاوة من شباب) : تنكير ( ملاوة ) يفيد التعظيم ، ( من ) تفيد التبعيض .
* الشاعر دقيق في استعمال ( صفا ) مع ( ملاوة من شباب ) ؛ لأن الإنسان في فترة الشباب يكون مدركاً لكل ما يحيط به من أحداث ، ولهذا فهو في حاجة إلى وصفها تفصيلياً .كما تبدو دقته أيضاً في استعمال ( ملاوة ) مع ( شباب ) ؛ لأن فترة الشباب قد يكون فيها اندفاع وطيش ، أو سعادة وجمال ، أو تعب ومشقة ، وهو يقصد فترة السعادة والجمال .
= صورت من تصـــــــــورات ومـــــس :
* بين ( صورت ــ تصورات ) : جناس ناقص يحدث نغماً موسيقياً تطرب له الأذن ، ويحرك الذهن .
* بناء ( صُورت ) للمجهول للدلالة على جمال وعظمة فترة الشباب ، وسعادته بها ، ولا يستطيع أحد رسمها .
* ( تصورات ) جمع للدلالة على الكثرة .
= ملاوة من شباب عصفت : استعارة مكنية ، حيث شبه فترة الشباب في المرور بعاصفة وحذفها،ودل عليها بـ ( عصفت ) ، وسر الجمال التجسيم ، وتوحي بالسرعة والشدة .
= عصفت كالصبــــا :
* تشبيه حيث شبه ( فترة الشباب ) في سرعتها ورقتها بـ ( الصَّبا ) ، ويوحي بسرعة مرورها ، ويعاب على الشاعر استعمال
(عصفت ) مع ( الصبا ) ؛ فهي لا تلائم ( الصبا ) الرقيقة وعصفت توحي بالاندفاع ، وكان الأفضل أن يقال أسرعت ــ مرت ــ تهادت ) ، ويدفع عن الشاعر بأن ( عصفت ) تلائم ***وان الشباب ، وسرعة مرور فترة الشباب وحيويتها .
= الصبا اللعـــــــــوب :
* استعارة مكنية حيث شبه ( الصبا ) بـ ( فتاة ) وحذفها ، ودل عليها بـ ( اللعوب ) ، وسر الجمال التشخيص ، وتوحي بالجاذبية والخفة .
* الخيال في ( عصفت كالصبا اللعوب ) مركب،حيث اشتركت(الصبا) في صورتين ، فهي مع(عصفت) تشبيه ، ومع(اللعوب) استعارة .
= ومرت ســـنة : تشبيه ن حيث شبه فترة الشباب في قصرها بلحظة نعاس ، ويوحي بقصر فترة الشباب .
= سنة حلــوة :
* استعارة مكنية ، حيث شبه النعاس بطعام ، وحذفه ، ودل عليه بـ ( حلوة ) ، وسر الجمال التجسيم .
* الخيال مركب في ( مرت سنة حلوة ) ..... وضح .
= مرت لـــــــــــــذة : تشبيه ، حيث شبه مرور فترة الشباب باللذة ، وسر الجمال التوضيح .
= لـذة خلــــــس : استعارة مكنية ، حيث شبة (للذة) بـ ( كنز ) وحذفه ،ودل عليه بكلمة (خلس) ، وسر الجمال التجسيم .
= استعمل الشاعر الكلمات التراثية مثل : ( ملاوة ــ الصبا ــ خلس ) وهذا يدل على سعة الاطلاع و تأثر شوقي بالتراث ، ووضوح بعض خصائص مدرسة الإحياء والبعث .
= علاقة البيت الثالث بما قبله : تفصيل .
= الصورة الخيالية في البيت الثالث ممتدة ، حيث شبه فترة الشباب في المرور والقصر بـ ( الصبا ــ السنة ـ اللذة المختلسة )
= الأسلوب في البيت الثالث خبري غرضه الوصف والتقرير وإظهار الإعجاب والحزن .

وســـــــــلا مصر هــل سلا القلب عنها أو أســــا جرحه الزمـــــان المؤسي ؟
كلمــا مرت الليـــــــــالي عليــــــــه رق والعهــــــد في الليـــــــــــــالي تقسي .
مستطــــار إذا البـــــــــــــــواخـــر رنت أول الليـــــل أو عــــــــوت بعد جرس .
راهـــب في الضلــــوع للســــــفن فطن كلمـــــا ثرن شــــــــــاعهن بنقـــــس .
معاني الكلمات :
الكلمة معناها الكلمة معناها
سلا مصر
سلا القلب
أسا
المؤسي
رق
العهد
تقسي
مستطار
البواخر اسألا ، مادتها : سأل .
نسي ، غفل ، تلهى و صبر ، مادتها : سلو .
عالج وداوى x أمرض .
المعالج ، المداوي .
لان وحن x جفا ــ تحجر .
المعروف ، المعهود ، ( ج ) العهود .
تذهب الرحمة واللين x تلين .
مذعور ، مفزوع ، مضطرب x مطمئن .
السفن (م) الباخرة . رنت
عوت
جرس
راهب

فطن
ثرن
شاعهن
بنقس علا صوتها ، صفرت .
صاحت .
صوت ضعيف خفي (ج) جروس .
عابد ، ناسك ، متفرغ (ج) رُهبان (جج) رهابين ، رهابنة
منبه ، مدرك (ج) فُطْنٌ x غافل .
تحركن
ودعهن .
صوت الناقوس
الشرح : عليكما أن تخبرا مصر أن القلب ما نسيها وأن الزمان المداوي الجراح ما عالج جراحه ، فكلما مرت الليالي عليه ازداد رقة وحناناً ، والمعهود أن الليالي تزيد القلب قسوة ، وقد أصبح القلب مذعوراً بسماع أصوات السفن ، وأصبح القلب مشغول بمراقبة حركة السفن وتوديعها .

من مواطن الجمال

= وســـــــــلا مصر :
* أسلوب إنشائي أمر غرضه الالتماس والتمني .
* استعارة مكنية ، حيث شبه مصر بإنسان ، وحذفه ، ودل عليه بـ ( سلا ) ، وسر الجمال التشخيص .
= هــل سلا القلب عنها :
* أسلوب إنشائي استفهام غرضه النفي .
* استعارة مكنية ، حيث شبه القلب بإنسان ينسى ، وحذفه ، ودل عليه بـ ( سلا ) ، وسر الجمال التشخيص .
* بين ( سلا ــ سلا ) جناس تام يحدث نغماً موسيقياً ، ويحرك الذهن .
= أو أســــا جرحه الزمـــــان المؤسي ؟ :
* أسلوب إنشائي استفهام غرضه النفي .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( الزمان ) بـ ( طبيب ) ، وحذفه ، ودل عليه بـ ( أسا ) ، وسر الجمال التشخيص ، وتدل على أثر الزمان في نسيان الآلام .
* بين ( أسا ـــ جرحه ) تضاد يبرز المعنى ويقويه .
* أســــا جرحه الزمـــــان المؤسي : تقديم ( جرحه ) على الفاعل ( الزمان ) للاهتمام والقصر .
* جرحه : استعارة تصريحية ، حيث شبه الآلام الناتجة عن الفراق بالجرح ، وسر الجمال التجسيم والتوضيح .
= كلمــا مرت الليـــــــــالي عليــــــــه رق :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( الليالي ) بأشخاص يمرون ، وسر الجمال التشخيص .
* الليالي : جمع للكثرة ، وخصت بالذكر ؛ لأنها مجمع الهموم ، وكررت للدلالة على يأس الشاعر منها .
* الليالي : مجاز مرسل عن الزمن علاقته الجزئية ، وفائدته الدقة في اختيار العلاقة والمبالغة .
* رق : استعارة مكنية ، حيث شبه ( القلب ) بـ ( إنسان ) وحذفه ، ودل عليه برق ، وسر الجمال التشخيص
* رق : علاقتها بما قبلها نتيجة .
= الليـــــــــــــالي تقسي :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( الليالي ) بـ ( أشخاص ) تدعوه للقسوة ، وسر الجمال التشخيص .
* بين ( رق ــ تقسي ) : تضاد يبرز المعنى ويقويه .
* حذف مفعول ( تقسي ) للعموم .
*** البيت يجري مجرى الحكمة ، وأسلوبه خبري غرضه تقرير حبه لمصر .
= مستطــــار :
* إيجاز بحذف المبتدأ ، والتقدير : قلبي مستطار ؛ للاهتمام بالخبر .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( القلب ) بـ ( طائر ) مذعور ، وحذفه ، وسر الجمال التوضيح ، وتوحي بشدة الشوق والاضطراب .
* مستطار : توحي بالرغبة في التحرر والعودة إلى الوطن .
= إذا البـــــــــــــــواخـــر رنت : * استعمال ( إذا ) يفيد التوكيد .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( البواخر ) بـ ( إنسان ) يصيح ، وحذفه ، وسر الجمال التشخيص .
* البواخر : جمع للدلالة على الكثرة .
* رنت : توحي بالفرحة عند قدوم السفن ؛ لأنها وسيلة الرحيل إلى الوطن .
= عــــــــوت : استعارة مكنية ، حيث شبه ( البواخر ) بـ ( ذئاب ) ، وحذفها ، ودل عليها بـ ( عوت ) ، وسر الجمال التجسيم والتوضيح ، وتوحي بحزن الشاعر والفزع والرعب .
** تبدو دقة الشاعر في استعمال : ( رنت ــ عوت ) مراعاة لحالته النفسية ، فـ ( رنت ) توحي بالفرح والأمل عند دخول السفن أول الليل إلى الميناء ، فلربما تأخذه إلى الوطن ، وكلمة ( عوت ) فتوحي بالخوف والفزع عند خروج السفن ورحيلها دونه .
* أسلوب البيت خبري غرضه التقرير وإظهار الأسى .
= راهـــب :
* إيجاز بحذف المبتدأ ، والتقدير : قلبي راهب ؛ للاهتمام بالخبر .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( القلب ) في عزلته داخل صدره بـ ( راهب ) في معبده ، وسر الجمال التشخيص وتوحي بالعزلة .
= للســــــفن فطن :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( القلب ) بـ ( إنسان ) ، وحذفه ، وسر الجمال التشخيص ، وتوحي بشدة الانتباه .
* تقديم ( للسفن ) على ( فطن ) يفيد الاهتمام والتوكيد .
= كلمـــــا ثرن :
* كلما : توحي بالاستمرار .
* استعارة مكنية ، حيث شبه السفن في حركاتها بـ ( غبار ) يثور ، وسر الجمال التوضيح ن وتوحي بالحزن والكآبة .
= شــــــــــاعهن بنقـــــس :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( القلب ) بـ ( إنسان ) يودع السفن الراحلة ، وحذفه ن وسر الجمال التشخيص .
* نقس : استعارة تصريحية ، حيث شبه ( دقات قلبه ) بـ ( دقات ) الناقوس ، وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به ، وسر الجمال التجسيم والتوضيح .
** أسلوب البيت خبري غرضه إظهار مدى تعلق الشاعر بوطنه والأمل في العودة إليه .
** الخيال في الأبيات من ( 4 ـ 7 ) ممتد ، فالمشبه واحد ( القلب ) والمشبه به متعدد إنسان : ( يسلو ــ يرق ــ طائر مذعور ــ راهب ــ مودع ) .


يا ابنــــــــــــــة اليم ما أبــــــــوك بخيل مـــــــــا لــــه مـــولعاً بمنع ٍ وحبـس ؟
أحــــــــرام على بلابلــــــه الــــــــــدوح حـــــــــــلال للطـــير مــــن كل جنـس ؟
كل دار أحــــــــــــق بالأهـــــــــــــــل إلا في خبيث من المـــذاهب رجــــــــس .؟
نفسي مـــــــــــرجل وقلبي شــــــــــراع بهما في الدمـــــوع ســيري وأرسي .
واجعلي وجهـــــك الفنـــــــــار ومجراك يد الثغر بين رمــــــــل ومكـــــــــس .
معاني الكلمات :
الكلمة معناها الكلمة معناها
اليم
ابنة اليم
بخيل
ما له
مولعاً
بمنع
حبس
بلابله
الدوح

الطير
جنس
دار
أحق البحر (ج) يموم
المراد : السفينة.
شحيح x كريم ، جوّاد (ج) بخلاء .
عجباً له .
مغرماً
حرمان ، منعي من السفر إلى مصر .
سجن x إطلاق .
طيور مغردة ، والمراد : المصريين .
شجرة عظيمة الأغصان ، والمراد مصر (م) الدوحة ، ( جج) الأدواح .
المراد : المستعمر .
نوع ، صنف (ج) أجناس .
بيت ، وطن (ج) دور ، ديار .
أولى . خبيث
المذاهب
رجس
نفسي
مرجل
شراع
سيري
أرسي
وجهك
الفنار
مجراك
الثغر
رمل ومكس فاسد ، رديء xطيب(ج) خباث ، خبثاء ، خبث
منهاج ، أساليب (م) مذهب .
قبح ، دنس x طاهر (ج) أرجاس .
(ج) أنفاسي .
قدر ، (ج) مراجل
قلع (ج) أشرعة .
امضي ، انطلقي
قفي .
قصدك ، اتجاهك ، وجهتك .
منارة الإسكندرية .
مكان سيرك ، طريقك
المراد : الإسكندرية (ج) ثغور .
حيان بالإسكندرية .
الشرح : أيتها السفينة ، ليس من صفات أبيك "البحر " البخل فلم يبخل علي ويمنعني من الذهاب إلى الوطن ، ويحبسني بالأندلس ، ويا عجباً ، يحرم أبناء الوطن من الإقامة فيه ، بينما يباح للغرباء " المستعمرين " ، فكل دار أحق بالإقامة فيها أهلها إلا في مذاهب المستعمرين الخبثاء ، فتاخذي ـ أيتها السفينة ـ من أنفاسي الحارة وقودا ً ، ومن قلبي شراعاً يوجهك ، ومن دموعي بحراً تسيرين فيه ، وترسين على شاطيء الإسكندرية بين رمل ومكس .


من مواطن الجمال

= يا ابنــــــــــــــة اليم :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( السفينة ) بـ ( إنسان ) ينادى عليه ، وحذفه ، ودل عليه بالنداء ( يا ) ، وسر الجمال التشخيص ، وتوحي بالعلاقة القوية بين السفينة والبحر .
* أسلوب إنشائي نداء غرضه التمني والاستعطاف والحزن .
* ابنــــــــــــــة اليم : كناية عن موصوف ، وهو( السفينة ) ، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل .
= أبــــــــوك بخيل : كناية عن موصوف ، وهو ( البحر ) ، ووصفه بالبخل يجعل الخيال ممتداً .
= مـــــــــا لــــه مـــولعاً بمنع ٍ وحبـس ؟! : أسلوب إنشائي استفهام غرضه التعجب .
= ( منع ــ حبس ) : نكرة للتهويل ، وعطف حبس على منع للتوكيد والتنويع .
*** يرى بعض النقاد أن ( حبس ) مجلوبة للقافية ، حيث لم تضف جديداً بعد ( منع ) ، والصواب :
أنها أفادت التوكيد والتنويع بالعطف على منع ، فالمنع حرمان من الحق ، فالشاعر ممنوع من الإقامة في وطنه " مصر " ، ومحبوس في مكان بعيد عنه ، فالحبس نتيجة للمنع .
= أحــــــــرام على بلابلــــــه الــــــــــدوح حـــــــــــلال للطـــير مــــن كل جنـس ؟
* أسلوب إنشائي استفهام غرضه الاستنكار والنفي والتعجب .
* بلابله : استعارة تصريحية ، حيث شبه ( المصريين ) بـ ( البلابل ) ، وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به ، وسر الجمال التوضيح
* الــــــــــدوح : استعارة تصريحية ، حيث شبه ( مصر ) بـ ( شجرة عظيمة الأغصان ) ، وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به ، وسر الجمال التوضيح .
* بين ( حرام ــ حلال ) : تضاد يبرز المعنى ويقويه .
* تقديم ( على بلابله ) على ( الدوح ) : التوكيد والتخصيص .
* للطـــير : استعارة تصريحية ، حيث شبه ( المستعمر ) بـ ( طيور غريبة ) ، وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به ، وسر الجمال التوضيح .
* بين : ( البلابل و الــــــــــدوح و الطـــير ) : مراعاة نظير تثير الذهن وتحركه .
** جمع الشاعر بين ( البلابل والدوح ) للدلالة على مدى ارتباط كل منهما بالآخر .
** شبه الشاعر المصريين بالبلابل ؛ لأنها جنس واحد ولا يستطيع العيش إلا في مكان نشأته .
** شبه الشاعر المستعمر بالطير ؛ لأنه عام ، ويستقر في أي مكان ، وهو متعدد الأجناس فيه الجارح وغير الجارح ، وينتقل من مكان إلى آخر بحثاً عن أغراضه .
** البيت يجري مجرى المثل .
** البيت كله استعارة تمثيلية ، حيث شبه حالة وطنه المؤلمة وحرمان أحراره من الإقامة فيه وإباحته للمستعمرين بالدوح تطرد طيوره ، ويباح للطيور الغريبة ، وتوحي بالمرارة والاستنكار .
= دار : نكرة للعموم .
= الأهـــــــــــــــل : معرفة للتخصيص .
= خبيث من المـــذاهب رجــــــــس :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( مذاهب الاستعمار ) بـ ( مادة خبيثة نجسة ) ، وحذف المشبه به ، وسر الجمال التجسيم والتوضيح ، وتوحي بذم الاستعمار .
* المذاهب : جمع للدلالة على تعدد وتنوع نوايا المستعمر وأساليب ضرره .
* ( خبيث ــ رجس ) : نكرة للتحقير ، وذكر رجس بعد خبيث يؤكد وحشية الاستعمار .
** أسلوب البيت خبري غرضه ذم الاستعمار ، والبيت يجري مجرى الحكمة .
= نفسي مـــــــــــرجل :
* تشبيه بليغ ، حيث شبه ( نفَسَه الحار ) بـ ( المرجل ) الذي يغلي ويمد السفينة بالطاقة المحركة ، وسر جماله التوضيح ، ويوحي بشدة الشوق للوطن والاضطراب .
** الشاعر دقيق في استعمال ( نفَسي ) مع ( مرجل ) للدلالة على أن نفْسَه قد امتلأت بالأنفاس الحارة حتى أصبحت مثل المرجل الذي يغلي فيه الماء فيحرك السفينة .
** جمع الشاعر بين المرجل والشراع ؛ لأنه إذا تعطل المرجل عمل الشراع ، وإذا عملا معاً تكون القوة مضاعفة فتصل السفينة إلى الوطن أسرع .
= قلبي شــــــــــراع : تشبيه بليغ ، حيث شبه ( قلبه ) بـ ( الشراع ) الذي يدفع السفينة ، وسر جماله التوضيح ، ويوحي بشدة الشوق للوطن .
= نفسي مـــــــــــرجل وقلبي شــــــــــراع : بينهما حسن تقسيم ، يحدث نغماً موسيقياً تطرب له الأذن .
= بهما في الدمـــــوع ســيري وأرسي :
* تقديم ( بهما في الدموع ) على ( سيري ) يفيد القصر والتخصيص .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( دموعه الكثيرة ) بـ ( بحر ) ، وحذف المشبه به ، وسر الجمال التوضيح ، وتوحي بالشوق والحنين إلى الوطن .
= ســيري وأرسي :
* أسلوب إنشائي أمر غرضه التمني .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( السفينة ) بـ ( إنسان ) يوجه إليه الأمر ، وسر الجمال التشخيص ، وتوحي بالشوق إلى مصر .
* بين ( سيري ــ أرسي ) :
** تضاد يبرز المعنى ويقويه .
** جناس ناقص ، يحدث نغماً موسيقياً ، ويحرك الذهن .
** قد يقال أن الخيال في البيت متناقض ، فقد جعل الشاعر السفينة بخارية مرة ، وشراعية مرة أخرى ، والرد على ذلك أن الشاعر يعبر عن عاطفته لا عن حقائق علمية ، ولا مانع أن يكون للسفينة البخارية شراع يساعدها على الحركة .
= واجعلي وجهـــــك :
* أسلوب إنشائي أمر غرضه التمني .
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( السفينة ) بـ ( إنسان ) يوجه إليه الخطاب ، وسر الجمال التشخيص ، وتوحي بالشوق إلى مصر .
= يد الثغر : استعارة مكنية ، حيث شبه ( الثغر ) بـ ( إنسان ) له يد ، وسر الجمال التشخيص ، وتوحي بالترحيب .

وطنـي لـــو شــــــــغلت بالخلد عنـــــــه نــازعتني إليــــه في الخـــــلد نفسي .
وهفـــــــــا بالفــــــــؤاد في سلسبيــــــل ظمأ ٌ للســــــواد مـــــن عين شمــس .
شـهــــــد الله لم يغب عن جفـــــــــوني شخصــــه ســــــاعة ولم يخــل حسي .
معاني الكلمات :
الكلمة معناها الكلمة معناها
الخلد
نازعتني
هفا
سلسبيل
ظمأ
للسواد
شهد الجنة (ج) أخلاد .
غالبتني ، اشتاقت
تحرك ، مال xسكن .
ماء عذب (ج) سلاسب ، سلاسيب .
عطش .
الأحياء ، الضواحي ، الأماكن (ج) أسودة ، أساود
علم . لم يغب
جفوني
شخصه
ساعة
لم يخل
حسي لم يغرب ، لم يبعد .
المراد : عيوني (م) جَفنٌ .
صورته .
وقتاً
لم يفرغ
مشاعري (ج) أحاسيسي .
الشرح : يا وطني ، لو دخلت الجنة ، ورغم ما فيها من مغريات ، فإني لا أرضى بك بديلاً وستخاصمني نفسي ، وإن الشوق إليك وحبي لك يجعل قلبي ظامئاً لرؤية الأماكن التي عشت فيها كعين شمس .
ويعلم الله أن الوطن مستقر في أعماقي وأحاسيسي ، فهو لا يغيب عن عيني ولا يخلو منه حسي .


من مواطن الجمال

= وطنـي :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( الوطن ) بـ ( إنسان ) ينادى ، وسر الجمال التشخيص .
* أسلوب إنشائي نداء غرضه التعظيم ، وإضافة ( وطن ) إلى ( ياء ) المتكلم تفيد الاعتزاز والفخر .
= شُــــــــغِلتُ : بناء الفعل للمجهول يفيد أن الشاعر ليس له شغل ولاهم غير وطنه .
= نازعتني إليه في الخلد نفسي :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( النفس ) بـ ( إنسان ) وحذفه ودل عليه بـ (نازعتني ) ، وسر جمالها التشخيص ،وتوحي بالحب الشديد للوطن ، و استعمال ( نازعتني ) يدل على قوة تعلق الشاعر بالوطن .
* علاقتها بما قبلها نتيجة .
* تقديم ( إليه في الخلد ) على الفاعل 0 نفسي ) لإفادة التخصيص والتوكيد .
* تكرار ( الخلد ) يدل على أن الشاعر محب لوطنه غير قادر على نسيانه حتى ولو كان في الخلد .
= بين : ( شغلت عنه و نازعتني إليه نفسي ) : مقابلة توضح المعنى بالتضاد .
= البيت كله كناية عن الحب الشديد للوطن .
** انتقد الأديب مصطفى الرافعي ذلك البيت قائلا : أن المعنى فاسد فعندما يكون الإنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت وليس هناك وطن يشتاق إليه ، والرد على ذلك أن الشاعر قال (لو) وهي حرف امتناع لامتناع وهي مبالغة مقبولة في حب الوطن .
= هفا بالفؤاد ظمأ :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( الظمأ ) إنسانا يتحرك ، وحذفه ودل عليه ( هفا ) ، وسر جمالها التشخيص
* تقديم ( بالفؤاد ) على ( ظمأ ) يفيد التوكيد والتخصيص
= ظمأ :
* استعارة تصريحية ، فقد شبه حب الوطن والشوق إليه بـ الظمأ ، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به ، وسر جماله التوضيح ، وتوحي بالحب والشوق الشديد .
* ظمأ : نكرة للتعظيم .
= ( سلسبيــــــل و ظمأ ) : بينهما تضاد يبرز المعنى ويقويه .
= للســــــواد مـــــن عين شمــس : تورية ، فالمعنى القريب غير المقصود ( السواد في العين ) والمعنى البعيد المقصود ضواحي عين شمس ، والتورية هنا متكلفة لغموضها .
= شـهــــــد الله : تعبير يدل على صدق حب الشاعر لوطنه .
= لم يغب عن جفـــــــــوني شخصــــه :
* استعارة مكنية ، حيث شبه ( الوطن ) بـ ( إنسان ) ، وسر الجمال التشخيص .
* جفـــــــــوني : مجاز مرسل عن العين علاقته الجزئية ، وسر جماله الإيجاز والدقة في تخير العلاقة .
* تقديم الجار والمجرور ( عن جفوني ) على ( شخصه ) للتوكيد والتخصيص والاهتمام بالمتقدم .
= ســــــاعة : نكرة للتقليل .
= ولم يخــل حسي : استعارة مكنية ن حيث شبه ( أحاسيسه ) بـ ( شيء مادي ) ، وحذفه ، وسر الجمال التجسيم
= البيت كله كناية عن شدة حب الشاعر لمصر .

ملاحظات حول النص


1ـ النص من الشعر الوطني ؛ لأن الشاعر يعبر عن حنينه إلى الوطن في منفاه .
2ـ سميت قصائد شوقي في أيام نفيه بالأندلسيات .
3ـ ينتمي النص إلى المدرسة الكلاسيكية الجديدة ، وقد ظهرت سماتها في النص ومنها :
أ ـ تعدد الأغراض في القصيدة الواحدة . ب ـ وحدة الوزن والقافية .
ج ـ اقتباس المعاني من القدماء ، فقد تحدث شوقي عن الباخرة كما تحدث القدماء عن الناقة .
د ـ استعارة بعض الألفاظ من التراث ، مثل : ( ملاوة ــ الصبا ) .
هـ ـ الحرص على التصريع في مطلع القصيدة . و ـ توجيه الخطاب إلى اثنين .
ل ـ الإكثار من الحكمة . م ـ الاهتمام بالناحية البيانية .
4ـ من مظاهر القديم والتجديد ما يلي :
أ ـ من مظاهر القديم :
1ـ وحدة الوزن والقافية .
2ـ البيت وحدة بناء القصيدة .
3ـ الخيال الجزئي .
4ـ الألفاظ التراثية ، مثل : ( ملاوة ، الصبا ) .
ب ـ مظاهر التجديد :
1ـ وضع عنوان مناسب للقصيدة تدور حوله .
2ـ البعد عن المحسنات البديعية المتكلفة .
3ـ الاتجاه إلى الوحدة العضوية ، فالجو النفسي المسيطر على القصيدة واحد .
5ـ سمات أسلوب الشاعر :
أ ـ الحرص على اللفظ العربي الأصيل .
ب ـ الإكثار من الحكمة .
ج ـ الاعتماد على الخيال الجزئي .
د ـ عمق الفكرة .
هـ ـ سعة ثقافة الشاعر .