(42) أمنحتب الأول
تولّى العَرش وهو صغير؛ ولكنه كان خبيرًا بالمُلك ومِقدامًا كأسلافه، فتُشير النصوص إلى أنَّه ذهب في حملة إلى النوبة وتوغَّل فيها إلى سمنة "جنوب الشلال الثاني" على الأقل حيث ترك "ثوري" الحاكم المصري على النوبة في عهده نصين أحدهما في سمنة والثاني في أورونارتي "جزيرة الملك"، وهما مؤرخان بالسنة السابعة والسنة الثامنة من عهد أمنحتب على التوالي، ومن المرجَّح أن السبب في قيام أمنحتب بهذه الحملة يرجع إلى حدوث ثورة في النوبة، ويبدو أنه تعقَّب زعيم الثَّورة إلى الصحراء أو أن الثائرين كانوا من القبائل التي تعيش على حافتها؛ وقد وصل نفوذ أمنحتب إلى منطقة "كاروي" أي: إلى قرب "نبتة" عند الشلال الرابع؛ ولكن لا يوجد لدينا من الأدلة ما يؤيد وصول نفوذه إلى مثل هذا المكان البعيد، ولا تقتصر جهوده الحربية على النوبة وحدها فقد قام بغزوة ليبية؛ ولكنه لم يُذكَر سبب هذه الحملة أو المكان التي وصلت إليه.
والظاهر أن الأمن كان مُستتبًّا في داخلية البلاد كما أن الحالة هَدَأت فيها؛ فلم يعد أمنحتب في حاجة إلى مزاولة النَّشاط العسكري وتفرَّغ للأعمال السِّلمية؛ حيث قام بتشييد بعض المباني وعمَّ الرَّخاء في عهده؛ وقد مات دون أن يترك من يخلفه على العرش.
مات أمنحتب الأول سنة 1504 ق.م.