|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أرجوزة مرشدة المحبوب في ذكر ما يقي من الذنوب
أرجوزة مُرْشِدَة المحبُوبِ في ذِكْر ما يَقِي مِنَ الذُّنُوبِ عقد لكلام العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه النفيس "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين" * 1-حمداً لربنا الرحيم الغافرِ ثم الصلاة معْ سلامٍ فاخرِ 2-على النبي المصطفى محمدِ وآله وصحبه والمقتدي 3-وبعدُ إن هذه أرجوزة لطيفة في بابها وجيزة 4-سميتها: مُرشدة المحبوبِ في ذكر ما يقي مِن الذنوبِ 5-ضمنتُها بواعثَ الخلاصِ من الذنوب ومن المعاصي 6-على الذي حَرّره ابن القيمِ في "عُدةٍ للصابرينَ" فاعلمِ فصل 7-هذا ولم يُعصمْ مِن الذنب أحدْ إلا الذي وفقه الله الصمدْ 8-مِن النبيين والاولياءِ والمخلصين دونما مراءِ 9-فإنْ وقعتَ-يا أخي-في الذنبِ أقلع وقُل معْ ندمٍ: يا ربي 10-اغفرْ وسامحْ واعفُ عن زلاتي فإنني الظلوم ذو السَّوءاتِ 11-فإنه يحبُّ كلَّ منكسرْ مِن ذنبه ومَن أتاه يعتذرْ 12-ونسأل اللهَ الهدى والمغفرهْ السعدَ في الدنيا كذا والآخره فصل 13-بواعثُ الخلاصِ قل: عشرونا بيَّنها ابنُ قيمٍ تبيينا: 14-لخصتُها إرادةً لحِفْظِها واليُسْرِ في اسْتحضَارنا لِلفْظِها 15-أولها: الإجلال لله العلي وبعدَها محبةُ الربِّ الولي 16-ثُمَّ شهودُ نعمة المنانِ وما له مِن وافر الإحسانِ 17-ثم شهودُ الانتقام والغضبْ ومشهدُ الفوات يا مَن قد كتبْ 18-ومشهدُ القهر، ومشهدُ الظفرْ ومشهد التعويض دونما ضرر 19-وبعد ذاك مشهدُ المعيةِ والخوفِ مِن عقوبةٍ عاجلةِ 20-أوْ أن يكون الأخذُ حينَ غِرَّةِ في اللهو واللعبِ حالَ الغفلةِ 21-ومشهدُ البلاء ثم العافيهْ ثم الصراعُ للهوى كُن داريَه 22-وأن تقاومَ الهوى تدْريجا شيئا فشيئا، واترُك التعريجا 23-إذْ باعثُ الدين بذاك يَقوى تُروى دواعيه به والتَّقوى 24-وكَفُّ كل فاسد وباطلِ أي: عن حديث النفس عند العاقلِ 25-والقطعُ للأسباب والعلائقِ داعيةِ الهوى مع العوائقِ 26-والصرفُ للتفكير في العجائبِ عجيبِ آي الله والغرائبِ 27-وفي حقارةِ الحياة الدنيا وسرعةِ انقضاء هذا المحيا 28-ثم تعرُّضٌ إلى مولاهُ ومَن جميعَ الخير قد أولاهُ 29-فإنما القلوبُ في يديهِ جميعُها قل: بين أصبعيهِ 30-أزِمَّةُ الأمورِ تحتَ مُلكهِ سبحانه عن جاحد وشِرْكِهِ 31-إليه مُنتهى الأمورِ كلِّها وعَقدِها وربْطِها وحَلِّها 32-وحَزْنها وصعبِها وسهلِها ويُسرِها وعُسرها وفَلِّها[1] 33-والعلمُ أن فيه جاذبينِ تضادَدَا حقا بغير مينِ 34-مِحنتُه بينهما لا تنقطعْ إما إلى سُفْلٍ، وإمَّا يرتفعْ 35-ثمتَ تفريغُ المحلِّ مِن دخَلْ تنقيةُ القلوب مِن كل دغلْ 36-شرطٌ لكي ينزل غيثُ الرحمةِ ويكملَ الزرعُ بغير مريةِ 37-والعلمُ أننا خلقنا للبقا والخلدِ، فاحذرنَّ أسبابَ الشقا 38-فإنها موجبةُ الخِذلانِ داعيةُ الحرمان والنيرانِ 39-وكيفَ يُؤْثِرُ اللبيبُ اللذهْ وبعدَها يُؤخذ شرَّ الأخذهْ؟! 40-بل كيف يؤثر الحصيفُ ساعهْ تُورثه الحسرةَ حتى الساعهْ 41-وتوجبُ البقَا لَه في النارِ بقَدْرها، فاحذرْ من البوارِ 42-وآخرُ الأسباب: أن لا يَعتقِدْ مُجرَّدَ العلمِ يُنِيلُ ما قُصدْ 43-بل يلزمُ البذلّ لكل الجُهدِ والوسعِ والطاقةِ فيما يُجْدي 44-وربُّنا المعينُ والمخلِّصُ والغافرُ الذنوبَ والمُمحصُ 45-وهْو الذي به ينال الآمِلُ جميعَ ما يحبه ويأمل 46-وهْو الذي لا حولَ للعبد ولا للعبدِ قوةٌ سوى به عَلا 47-أيضا ولا يُعصَمُ إلا مَن عَصَمْ ونسألُ الرحمنَ حُسْنَ المُختتم 48-والفوزَ بالجنة نِعمَ المُغتنَمْ وما أردتُّ جمعَه-يا صاحِ- تَم 49-نظمتُه بمكةَ المكرمهْ والحمد لله على ما تممه 50-أبياتُه في العَدِّ: نِصفُ المِائةِ اغفر إلهي، واعْفُ عن خطيئتي محمد آل رحاب
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|