|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
واقعنا المعاصر في قصة قصيرة
نهر الجنون.. قصة خيالية كتبها في قالب مسرحي توفيق الحكيم وهذا مختصر لها؛ يحكي أن: طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة.. فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون.. وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء.. واجه الملك الطاعون وحارب الجنون.. حتى إذا ما أتي صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت..*وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون زوجها الملك!.. نادى الملك بالوزير: يا وزير!، الملكة جنت أين كان الحرس.. الوزير: قد جن الحرس يا مولاي!.. الملك: إذن اطلب الطبيب فورا.. الوزير: قد جن الطبيب يا مولاي!.. الملك: ما هذا المصاب، من بقي في هذه المدينة لم يجن؟ رد الوزير: للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا.. الملك: يا الله أأحكم مدينة من المجانين!.. الوزير: عذرا يا مولاي، فإن المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا!.. الملك: ما هذا الهراء! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون! الوزير: الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب.. ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن.. هم الأغلبية.. هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة؟.. هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون؟.. هنا قال الملك: يا وزير أغدق على بكأس من نهر الجنون.. إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين. هناك وقف الوزير بعد أن جن الملك واتهمه مباشرة بالجنون.. وقف ليفكر بأمره.. ماذا يختار؟.. الجنون ليحيا بهدوء أم العقل ليحيا بكرامة!.. بالتأكيد الخيار صعب... كثير من الصادقين المخلصين تعرضوا لهذا الاختبار الصعب وتم محاولة فرض الشرب عليهم من النهر لما خالفوا طوفان التصفيق والتطبيل وانفردوا بقناعة بالحق تختلف عن كل قناعات الآخرين. عندما يقول أحدهم: معقولة الشيخ بيظهر في الفضائيات وله جمهور على خطا وانت الصح! معقول جماعة كذا التي فيها وعندها على خطا وانت الصح! معقول فلان المشهور ومعاه فلوس على خطا وانت الصح! إذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس منقول
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|