اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2018, 10:31 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New معالجة القرآن الكريم لداء العنصرية


إن داء العنصرية يصيب الإنسان بالعدوى التي لا تقبل العلاج إلا بالإيمان الراسخ واليقين الثابت بمنهاج القرآن الكريم، وليس ذاك إلا أن التفاضل الذي يترامى عليه العنصريون وتروج عباراتهم بين ألفاظ مختلفة، ويطلقون عليها “طبقية”، و”فوقية”، حتى وسمت اليهودية نفسها بالشعب المختار، تنبع من العصبيات الجاهلية، وحب السيطرة* والاستعباد العنصري.

وهذا الداء نبه عليه القرآن الكريم في وصاياه وتشريعاته، وحذر من تبعاته وعدواه التي يسرع انتشارها في المجتمع الإنساني، وسلك في سبيل معالجته مناهج واضحة تدل على أنه كلام رب الخلائق، وهو الذي صور الإنسان فسواه، ومنّ عليه بمواهب كثيرة؛ فأعطاه السمع والبصر والفؤاد، يعقل بها ويتدبر فيما حوله من ملكوت السماوات والأرض. ومما يمكن إبرازه من مسالك علاج القرآن الكريم لداء العنصرية أمران.* أحدهما بيان القرآن الكريم طبيعة البشرية، والآخر تحديد أساس العنصرية.

المسلك الأول – بين القرآن الكريم طبيعة الإنسان من أصل خلقته، وحقيقته، يدرك منها مكانته في مسارات الحياة، ومعاملاته مع أفراد الإنسان من لدن أسرته الخاصة انتهاء إلى مجتمعه ومحيطاته الواسعة، ومعرفة هذه الحقيقة تعينه على إحداث التغييرات في أفكاره وتصوراته، بل تنقله من العادات الجاهلية.

جاء في فاتحة سورة النساء قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). ذكر القرآن الكريم خلال هذه الآية جملة من الحقائق التي تكشف أصل الخليقة البشرية ثم أتبعها بتفاصيل مبثوثة في معان ومواضع مختلفة في القرآن الكريم، ويصدق القول بأن البيان هنا إجمالي نظرا لموضع السورة من حيث الترتيب المكاني في المصحف، ولكن لو تأملنا جهة الترتيب الزمني للسور فإنه يظهر لنا بدون شك أن سورة النساء مما نزلت متأخرة لما اشتملت عليه من الأحكام التفصيلية، فهي سورة مدنية باتفاق المفسرين، تقول عائشة: “وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ”[1].

وإن البيان عن ترتيب سورة النساء المكاني والزمني يفيدنا أن الحقائق التي سنذكرها في معالجة القرآن للعنصرية من خلال أغراض هذه الآية تمثل حقوقاً ومسؤوليات وواجبات، فهي بالتالي ليست حقائق معرفية فحسب، وإنما هي حقائق عملية ثابتة* يلزم ضرورة رعايتها، واقتضى حكمها الوجوب، ويجلب الثواب حين الحفاظ عليها، كما إن الإفراط بها يستوجب العقوبة والعتاب.

ومن الحقائق التي تثبتها الآية وتتطلب الرعاية والتأمل ما يأتي:

الحقيقة الأولى – مصدرالبشرية، فإن الآية تذكر بالأصل الذي صدر منه بنو البشر، وهذا المصدر نوع واحد وهو آدم دون التفرقة بين هذا الأصل، واقتضى هذا التذكير بنعمة الخلق أن يشكر الإنسان خالقه، ويراعي حقوق هذا النوع الذي يربطهم، بأن يصل الأرحام القريبة منها والبعيدة، وبالرفق بضعفاء النوع من اليتامى، ويراعي حقوق صنف النساء من نوعهم بإقامة العدل في معاملاتهن[2].

الحقيقة الثانية – خلق البشرية بإرادة واحدة، وذلك أن الرابط الذي يجمع الناس على اختلاف ألوانهم ولغاتهم صدروا من إرادة واحدة، تتصل في رحم واحدة، وتلتقي في وشيجة واحدة، وتنتسب إلى نسب واحد (خلقكم من نفس واحدة)، وهذه الإرادة الإلهية كانت باختيار الله تعالى المطلق، ومرتبط بحكمة أرادها الله من خلق هذا النوع، وحين يذكر الناس هذه الحقيقة فإنه يلغي كل الفروقات التي ينسجها العباد فيما بينهم، ويكفل باستبعاد الصراع العنصري الذي يتجرعه الإنسان بين الألوان والعناصر والجنسيات.

الحقيقة الثالثة –* موضع المرأة من هذا النوع، وذلك أن الآية كما ركزت على أن المصدر البشري واحد، وجاء تبعا لإرادة التكوين الواحدة، كذلك أشارت الآية إلى نسب المرأة المتصل بالنوع الأول، ولم تغض من منزلتها، وألغت الأفكار الطبقية التي ترى المرأة بالنظرة الدونية، وتنقص من طبيعتها، وهي كما بينت الآية مخلوقة من النوع الأول طبعا وفطرة. لذلك رد ابن عاشور على من زعم أن المعنى “وخلق زوجها” أن هذا الخلق من نوع خاص بها! فقال: (إن صاحب هذه المقولة لم يأت بطائل، لأن ذلك لا يختص بنوع الإنسان فإن أنثى كل نوع هي من نوعه. وعطف قوله: وخلق منها زوجها على خلقكم من نفس واحدة، فهو صلة ثانية..)[3]. وهذا يلغي الفرق بين التمييز والتفاضل في المعاملة بين الذكر والأنثى على أساس الخلق.

الحقيقة الرابعة – الأسرة قاعدة الحياة البشرية، فإن إرادة الله اقتضت أن تبدأ هذه النبتة من بني البشر بأسرة واحدة في الأرض، فخلق ابتداء نفسا واحدة، ومنها خلق زوجها، ثم (بث منهما رجالا وكثيرا)، ولو شاء الله لخلق في أول النشأة رجالا كثيرا ونساء، فيكوّنوا أسرا شتى من أول الطريق، لا يجمعهم رحم ولا نسب، لكن شاءت قدرة الله سبحانه، وللحكمة يريدها الله، فبدأ الخلق بإرادة واحدة، ومن نفس واحدة، ومن رحم واحد، حتى تتعدد وتتضاعف الوشائج، فيبدأ من وشيجة الربوبية، ثم بوشيجة الرحم، وانتهاء بوشيجة الأسرة التي يقوم عليها نظام المجتمع الإنساني[4].

يقول ابن عاشور: “وفي معاني هذه الصلات زيادة تحقيق اتصال الناس بعضهم ببعض، إذ الكل من أصل واحد، وإن كان خلقهم ما حصل إلا من زوجين فكل أصل من أصولهم ينتمي إلى أصل فوقه. وقد حصل من ذكر هذه الصلات تفصيل لكيفية خلق الله الناس من نفس واحدة.”[5]


[1] *صحيح البخاري، فضائل القرآن (4993).

[2] التحرير والتنوير (4/213).

[3] *المصدر السابق (4/215).

[4] *الإسلام والعنصرية (19).

[5] *التحرير والتنوير (4/216).

إدريس أحمد
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-08-2018, 02:13 PM
الصورة الرمزية mo7md05
mo7md05 mo7md05 غير متواجد حالياً
مشرف قسم علوم القرآن الكريم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 737
معدل تقييم المستوى: 14
mo7md05 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
__________________



المصحف600صفحة على 30 =اكيد 20 صفحة عندنا 5 صلوات يعنى 20/5=4 صفحات يعنى تخلص القرآن فى الشهر وانت مستريح والدال على الخير كفاعله شارك وشوف كمية الحسنات اللى هاتجيلك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-10-2018, 03:29 PM
F0R U F0R U غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2018
المشاركات: 103
معدل تقييم المستوى: 7
F0R U is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-05-2019, 02:35 PM
*الوردة البيضاء* *الوردة البيضاء* غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
العمر: 32
المشاركات: 28
معدل تقييم المستوى: 0
*الوردة البيضاء* is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-09-2019, 10:29 AM
the loser the loser غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
العمر: 28
المشاركات: 27
معدل تقييم المستوى: 0
the loser is on a distinguished road
افتراضي

مشكوووووووووووووورررررررررررررر
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-10-2019, 11:00 PM
يسري الشافعي يسري الشافعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
العمر: 34
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
يسري الشافعي is on a distinguished road
افتراضي

تسلم يدك وفمك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30-10-2019, 02:55 PM
AbuUday007 AbuUday007 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2018
العمر: 34
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0
AbuUday007 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-01-2021, 04:02 AM
freeappsman freeappsman غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
العمر: 34
المشاركات: 25
معدل تقييم المستوى: 0
freeappsman is on a distinguished road
افتراضي

المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17-02-2021, 10:52 AM
Ashraf Jad2 Ashraf Jad2 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2019
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
Ashraf Jad2 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:54 AM.