#1
|
|||
|
|||
القلم أول مخلوق
القلم أول مخلوق والرد على من قال بخلاف ذلك بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد [قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:«إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم وأمره أن يكتب كل شيء يكون». في الحديث إشارة إلى رد ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم وهو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك وتعالى. وليس لذلك أساس من الصحة ... وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق، ولا نص في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإنما يقول به من قاله كابن تيمية وغيره - استنباطاً واجتهاداً فالأخذ بهذا الحديث - وفي معناه أحاديث أخرى - أولى لأنه نص في المسألة، ولا اجتهاد في مورد النص كما هو معلوم. وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل، لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها ومنها القلم، أما ومثل هذا النص مفقود، فلا يجوز هذا التأويل. وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها، وأنه ما من مخلوق، إلا ومسبوق بمخلوق قبله، وهكذا إلى مالا بداية له، بحيث لا يمكن أن يقال:هذا أول مخلوق.فالحديث يبطل هذا القول ويُعَيَّن أن القلم هو أول مخلوق، فليس قبله قطعاً أي مخلوق. ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولاًإثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال: " ما منا من أحد إلا رَدَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وآله وسلم - ". رد قول من قال: العرش أول مخلوق [روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]: ([إن] أول شيءٍ خَلَقَ اللهُ القلمُ، ثم خَلَقَ بعده النُّونَ، وهي الدَّواةُ، ثم قال سبحانه وتعالى: اكْتُب. فقال: وما أكْتُبُ؟ قال جل وعلا: اكتب ما يكونُ من عملٍ، أو أَثَرٍ، أو رِزْقٍ، [أو أجل].فكتبَ ما يكونُ، وما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ، فذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ: {ن والقلم وما يسطرون} ثم خَتَمَ على القَلَم، فلمْ يَنْطِقْ، ولا ينطقُ إلى يومِ القيامةِ، [ثم خلق العقل فقال: وعزَّتي! لأُكَمِلَّنَّك فيمن أَحْبَبْتُ ولأُنْقِصَنَّك فيمن أَبْغَضْتُ].(منكر). قال الطبري رحمه الله: "وقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي رويناه أولى بالصواب، لأنه كان أعلم قائل بذلك قولاً بحقيقته وصحته، ومن غير استثناء منه شيئاً من الأشياء أنه تقدم خلقُ الله إياه خلقَ القلم، بل عمَّ بقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن أول شيء خلق الله القلم» كل شيء، أن القلم مخلوق قبله من غير استثناء من ذلك عرشاً ولا ماءً، ولا شيئاً غير ذلك، [قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]: «خُلِقت الملائكة من نور, وخلق إبليس من نار السموم, وخُلِق آدم عليه السلام مما قد وصف لكم». وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس: " أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ".ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - خلق من نور، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خُلِقُوا من نور، دون آدم وبنيه، فتنبه ولا تكن من الغافلين. والحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|