|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شعر عن المال
أَغرى بِكَ الوهْمُ بل أَزرى بكَ الطمَعُ ورُحْتَ تَخبِطُ لا تَقوى ولا وَرَعُ ولا تحرِّمُ شيئاً أنتَ آكلُهُ وتستخِفُ بمَنْ خَافوا ومَن جَزَعُوا تقولُ: إنَّهُمُ بُلْهٌ يَعوزُهُمُ ذاكَ الدهاءُ.. وفي نياتِهم وَقَعُوا لم يفهمُوا العصرَ لم يستنطقُوا فَمَهُ لم يبرعُوا مثلما أصحابُهُم بَرَعُوا لو أبصرُوا ما وراءَ المالِ لاقتنَعُوا أنَّ الوجاهةَ بالدولارِ تُنْتَزَعُ فكلُّ جاهٍ عَدا الدولار منتقَصٌ وكلُّ ركنٍ عَدا الدولار مُنْصَدِعُ فلا زعامةَ إلَّا ما يقرِّرُها ولا شريعةَ إلَّا حينَ يشترعُ تلكَ الملايينُ هزَّتْها ملاسَتُهُ فسبَّحُوهُ وفي محرابِهِ ركَعُوا من كفِّهِ كلُّ هذا الناسِ قد شربُوا وكلُّهُم رغبةً عن قوسِهِ نزعُوا تأتي إليه الحِسانُ الغِيدُ طائعةً وعن سِواه فإنَّ الغِيدَ تمتنِعُ كم ظبيةٍ صادَها الدولارُ "فانسجَمَتْ" والشاهدانَ عليها الليلُ والمُتَعُ وكم عَصِيٍّ على الأقرانِ أسقطَهُ وجرَّهُ خانعاً في إثرِ من خَنَعُوا مقولةٌ قالَها قومٌ بلا نَظَرٍ كأنَّها سنةٌ في الناسِ تُتَّبَعُ لا تطمعَنَّ بشيءٍ لسْتَ تملكُهُ واقنعْ فإنَّ عفيفَ النفسِ يقتنِعُ تُكدِّسُ المالَ فوقَ المالِ مُنتَشِياً أَمَا رأيْتَ عبيدَ المالِ قد صُرِعُوا؟ كم فتنةٍ جرَّها مالٌ على رَجُلٍ بالأمسِ كانَ خليَّاً ما به وَجَعُ يخوضُ بحراً عتِيَّ الموجِ مُلتطِماً والناسُ مبتلعٌ فيه ومبتلعُ كم من فتى لاهثٍ والمالُ يسبقُهُ وقبلَ أن يستجيبَ المالُ ينقطِعُ تظنَّ مالَكَ يسمو فيكَ مرتبةً من قالَ إنَّ الفتى بالمالِ يرتفِعُ؟ يدوسُ من أجلِه حتَّى كرامَتَهُ! وفي أعزِّ عزيزٍ عندَهُ يقعُ اُحصدْ غراسَكَ لا تحصدْ غراسَهُمُ هُمْ عشَّبُوا الأرضَ هُمْ روُّوا وهُمْ زرعُوا أ. محمود مفلح
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|