|
ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مشاعر جديدة
هذا الإحساس الجديد ومشاعر الانجذاب، هذه الحالة التي تَوَدِين أن تعيشيها. أعرفها يا بُنيتي، إنها بداية رغبتك في الشعور بالحُبِّ، ووجود شخص مهمٍّ في حياتك. كل ما تبحثين عنه هو وجود إنسانٍ يهتمُّ بك، ويُشعرُك أنك ذات صفاتٍ جميلة، وأنه مُلتفتٌ إليك، وتحوزين إعجابه وحبَّه واهتمامه. هذا التفكير أصبح يشغلك كثيرًا، وتريدين أن تفوزي بقلب الطرف الآخر، فالحبُّ من أجمل المشاعر في الحياة، وأرق الأحاسيس! كبَرتِ يا حبيبتي، ولكن ما زالت خبرتُك في الحياة قليلة، وهذه المشاعر التي تَطرُق بابَ قلبِك مشاعرُ وأحاسيسُ جديدةٌ عليك. * ما تفكرين فيه هو فقط الشعور بالحُبِّ، هذه التجربة الجديدة هي ما تشغلك. أما أهمُّ التفاصيل والنظرة المتعمِّقة المنطقية التحليلية، فلا تَخطُر على بالك، ولا تَشغل تفكيرَك. هذه المشاعر فطريةٌ وطبيعية، ولكن لا بد يا بُنيتي مِن تدخُّل العقلِ في هذه العاطفة. تعرفين ما دور العقل؟ ولماذا عليه التدخُّل وإبداء رأيه أو بعض النصائح؟ إنه عامل الحماية والوقاية والأمان لقلبك ولمشاعرك. * كيف؟ لأن دوره أن يجعلَكِ تفكرين بشكلٍ عقلانيٍّ، وذلك من خلال التقييم والدراسة المتأنِّية لهذه المشاعر المخترقةِ قلبكِ التي تريد السكن به. سيساعدك العقل في رؤية الزوايا المتعددة؛ وذلك من خلال تحديد العوامل والأساسيات والأولويات، ومن ثَمَّ الحكم عليها بموضوعية. هذه الدراسة من شأنها توفير الحماية لقلبك؛ لأنها ستكون جرسَ إنذار ينبِّهك إلى المخاطر التي قد يُسفر عنها استمرارُ هذه المشاعر أو نموُّها. * هذا العقل يُمكِّنك من إيجاد إجابات مهمَّة جدًّا تُرشدك نحو الطريق السليم، وتساعدك على إعادة الرؤية من جديد بشكلٍ أكثر دقَّة، وبما يعود عليك بالمنفعة والفائدة. قبل الانغماس في المشاعر، وقبل أن تنمو أحاسيسُك، وتتمكَّن مِن قلبك - عليكِ الاستعانة بالعقل، فهو الوفيُّ لك والأمين إن استشرتِه، واستمعي بإنصات إلى صوته، فهو صوت العقل والحكمة والتفكير في العواقب والتَّبِعات. * سنون الدراسة المدرسية ليست فقط للتعليم، وإنما أيضًا للصداقات والتواصل الاجتماعي، ولتنمية مهاراتك وقدراتك، واكتشاف هواياتك ومواهبك، وعليك الاستمتاع بكلِّ هذه الامتيازات النافعةِ لك. ربما تسمعين حكايات متعددة مِن صديقاتك، وحينها تزداد رغبتُك في أن تكون لكِ أنتِ أيضًا حكاياتٌ خاصة بك حتى تَحكيها لهم. * كلُّ هذا هو التسلسل الطبيعي لمجرى حياة أغلب البنات في عمرك، وهذه هي التطوُّرات الفطرية. ستُراودك الأحلام والخيالات، وستفكرين كثيرًا ولسانُ حالك يقول: متى سأعيش هذه المشاعر مثل صديقاتي؟! استمتعي بوقتك وبالسنين المتبقية لكِ في المدرسة التي أوشكت على الانتهاء. * واسعَي نحو النجاح والتفوُّق في دراستك والتواصل المثمر مع الآخرين؛ من معلمات وصديقات، وزميلات لك في المدرسة. لن أقول لك: عليكِ تأجيلَ مشاعرِ الحبِّ أو عدم التفكير فيها، كلُّ ما أريده منكِ يا بنيتي هو عدم التسرُّع فيما ما هو سابقٌ لأَوانه! لكلِّ شيء ميعادٌ يا حبيبتي، فلا تَستعجلي حدوث ما لم يَحِن ميعاده بعدُ، أتعرفين لماذا؟ لأن كلَّ شيء في وقته يكون الأفضلَ والأجمل، وبمنزلة الخير والسعادة لنا. * لقد انتظرتُ قدومَكِ للحياة ما يقرُب من تسعة أشهر، على الرغم مِن شوقي الكبير لرؤيتك، ولكن كان عليَّ الانتظار طول هذه الشهور، وذلك من أجل مصلحتك في النمو بالقدر الذي حدَّده الخالق لك. وهكذا كل شيء في الحياة له توقيت محدَّد يَعلمه ويُقدِّره الله سبحانه وتعالى. استعيني بعقلكِ وقوته، وثِقي في قدراته على إرشادك نحو الصواب. * ووقتما تشعرين ببداية خفقاتٍ لقلبكِ، وبداية اهتمام وتفكير وانشغال زائدٍ عن القدر الطبيعي، حينها استعيني بعقلك وفكرك، تحاوَري مع نفسك، ووجِّهي إليها قائمةً شاملةً أسئلةً واستفسارات عليكِ معرفةَ إجابتها. ومن نتيجة الإجابات ستعرفين مؤشِّرات النجاح أو الإخفاق. * دومًا اطلبي معونةَ الله، واسْأَليه النجاح والتوفيق في الدراسة، وعدم التعلُّق بما لا يَنفعك، والابتعاد عما يُلحِق بكِ الضَّرر. عقلك وقلبك وخبراتُك في الحياة تنمو مع الأيام، كل يوم فرصة جديدة للتعلُّم وتنمية مهاراتك، وقدراتك الذهنية والإبداعية. خيال صديقاتك وأحلامُهنَّ قد يَختلط بالحقيقة يا بُنيتي، فليس كلُّ ما يَقْصُصْنَه عليكِ - حتمًا - واقعًا وحقيقةً. * يُسعدني أن أستمع إليكِ، وأعرِف تطوُّرات قلبكِ وما يَشغله، ولن أتأخَّرَ عن مساعدتك وإرشادك نحو الخيار الأنسب والأفضل لك. أُريد لك يا حبيبتي حياةً سعيدةً، وأسألُ الله لكِ فرحة كبيرة تسكُن قلبَكِ ولا تُفارقه، وأنت تقابلين حبَّ حياتك، ويكون زوجًا، لكن هناك حبٌّ مصيرُه مُشرِق، وآخر نهايته مؤسفة ومُحزِنة. * نحن لا نعلم الغيبَ يا بُنيتي، وقد لا نعرف ما هو الخير لنا والأفضل لحياتنا. إنها أقدار الله التي حدَّدها لنا، وعلينا دومًا استخارته، والاستعانة به، واللجوء إليه في أمورِ حياتنا كافةً، وفي كلِّ خُطوة نخطوها. ويجب علينا التوكُّل على الله سبحانه وتعالى، وتفويض أمورِنا له، مع عدم التقصير في التفكُّر والتأنِّي، والسعي نحو تخطيط حياتنا. نهى فرج
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
واااااااااااااوووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووو
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|