#1
|
||||
|
||||
مسألة المنتزهات الحضرية
مسألة المنتزهات الحضرية
محمد هادفي إن التطرُّق إلى هذه المسألة، كان من باب التأمُّلِ والنظر إلى المنتزهات الحضرية باعتبارها شيئًا مُعايَنًا ومشاهَدًا في المجتمعات؛ حيث إن المنتزهات الحضريَّة هي الفضاءات التي تُهيَّأ داخلَ التجمُّعات العمرانية، وتمتدُّ عند الاقتضاء إلى الأماكن المتاخمة لها، وتُفتح للعامة بغية التنزُّه والترفيه، وممارسةِ أنشطةٍ ثقافية واجتماعية وتربوية ورياضية. ولا تُعدُّ المحميات الطبيعية وغابات النزهة منتزهات حضرية. مِن ذلك أرى وأُلاحظ أن الإنسان - وكأنه بطبيعة فطرية فيه - أقرَّ بحاجته الماسَّة إلى المنتزهات الحضرية؛ حيث إنها مطلبٌ يوفِّر للإنسان فسحةً من الرَّاحة والتحرُّرِ من الأُطُر المكانيَّة والاجتماعية، ويضمن له حريَّةَ الحركة الجسمانيَّة والانطلاق وتنشيط الحواس؛ فيكون بذلك في حالةٍ من الانطلاق تؤسِّس لتعاملِ الإنسان مع الطبيعة ومع الفضاء الممتدِّ، فيعيش الإنسانُ حالةً من الانشراح والراحة، مأتاها: خروجُ الإنسان من حالةِ التقيُّد والارتباط بالأُطُر التي تفرضها عليه المعاملات الحياتيَّة اليومية، وانبثاقُ حالة تفاعله وتأمُّلِه وتعامله مع الإطار الممتدِّ الفسيح. وهذه الحالة على الإنسان أن يدقِّق النظرَ فيها، كما عليه أن يسعى إلى تدعيمِها فيه فَهمًا ووعيًا بأهميَّتِها فيه، وأن يبحث عن كلِّ السُّبُل التي تعزِّزها فيه وتؤيِّدها؛ أقول ذلك لأنَّه - في الغالب - سرعان ما تتلون تلك الحالة وتتعكَّر بالأُطُر الحياتيَّة للإنسان، ولو فكرًا أو تفكُّرًا. • المنتزهاتُ الحضريَّة حاجةٌ أقرَّها الإنسانُ على نفسه معلنًا مِن خلالها حاجتَه الماسَّة إلى فسحةٍ من التفاعل والتعامل مع الإطارِ الطبيعي الممتد، وعليه أن يَعِي ذلك تعزيزًا بالسُّبُل المتاحة والمدعمة. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|