|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تحقيق تخريج مسألة (ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق بصدقة أن يجعلها عن والديه)
تحقيق تخريج مسألة (ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق بصدقة أن يجعلها عن والديه) أ. د. محمد بن تركي التركي قال ابن أبي حاتم في كتاب العلل: سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق بصدقة أن يجعلها عن[1] والديه ". قال أبي: هذا حديث منكر؛ إنما يروى عن عباد بن كثير، (عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، قال أبي: عباد بن كثير)[2] لم يدرك عمرو بن شعيب، وهو ضعيف الحديث في نفسه. قلت لأبي: فتخاف أن يكون الأوزاعي دلس[3]؛ بلغه عن عباد[4]، عن عمرو بن شعيب، فرواه عن عمرو؟ قال: لا، ولكن أخاف أن يكون من ابن أبي العشرين. قلت: أليس ابن أبي العشرين ثقة؟ قال: هو ديواني كاتب، لم يكن صاحب حديث. رجال الإسناد: • ابن أبي العشرين: عبد الحميد، صدوق ربما أخطأ، تقدمت ترجمته في المسألة 581. • الأوزاعي: عبدالرحمن بن عمرو، ثقة ثبت، تقدمت ترجمته في المسألة 581. • عمرو بن شعيب، صدوق، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 641. • شعيب بن محمد بن عبدالله، صدوق، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 641. • جد شعيب، هو عبدالله بن عمرو، صحابي، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 531. • عباد بن كثير، هو الثقفي، البصري كما صرح به العلائى، وقد سكن مكة، (ت بعد 140). متفق علي تضعيفه. قال ابن حجر: متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب. جامع التحصيل (331)، تهذيب الكمال 14/145، التهذيب 5/100، التقريب (3139). تخريج الحديث: روى الأوزاعي هذا الحديث واختلف على من دونه: أولاً: رواه هشام بن عمار، واختلف عليه: 1- فرواه أحمد بن سليمان، وأحمد بن عامر، ومحمد بن العباس، عن هشام بن عمار، عن ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 2- ورواه أحمد بن عيسى بن ماهان، عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. ثانياً: ورواه الوليد بن مسلم، واختلف عليه: 1- فرواه هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 2- ورواه موسى بن إسماعيل الجَبُّليّ، عن الوليد بن مسلم، عن خارجة بن مصعب عن عثمان بن سعد الكاتب، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وتابع الوليد على هذا الوجه: علي بن الحسن بن شقيق. ثالثاً: وروي عن الأوزاعي، عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وتابع الأوزاعي على هذا الوجه: موسى بن أعين، ويحيى بن نصر. وفيما يلي تفصيل ما تقدم: أولاً: رواه هشام بن عمار، واختلف عليه: 1- فرواه أحمد بن سليمان، وأحمد بن عامر، ومحمد بن العباس، عن هشام بن عمار، عن ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. أخرجه ابن الجوزي في البر والصلة (128)، رقم 179، وابن سمعون الواعظ في الأول من أماليه (ق 45/ب)، من طريق أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي. وأبو بكر الربعي البندار في حديثه عن شيوخه (ق 213/أ)، عن أحمد بن عامر. وابن عساكر في تاريخ دمشق 53/307، وفي حديث أبي الفتوح الهروي (ق 236/ب) من طريق محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي. كلهم عن هشام بن عمار، عن ابن أبي العشرين، به. وذكره المصنف في هذه المسألة، وفي المسألة رقم 2120، من رواية ابن أبي العشرين به. وقال أبو حاتم في هذه المسألة، وفي المسألة 2120، هذا حديث منكر. قلت: وأحمد بن سليمان: ضعيف (اللسان 1/181). وأحمد بن عامر، لعله الطائي الدمشقي، قال أبو الحسين الرازي: كان من أهل بيت علم. وكتب عنه عبدالله الرازي، والد تمام. وروى عنه أيضاً عبد الوهاب الكلابي. وقال ابن حجر: دمشقي مقبول. (اللسان 1/190). ومحمد بن العباس قال عنه الذهبي: الإمام الصالح الصادق (السير 14/245). 2- ورواه أحمد بن عيسى بن ماهان، عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 3/610، رقم 754، عن أحمد بن عيسى عن هشام بن عمار، به. قلت: وأحمد عيسى بن ماهان: ضعيف (اللسان 1/243). ولعل الوجه الأول أرجح عن هشام؛ حيث رواه صدوق، وتابعه اثنان، وإن كان فيهما ضعف إلا إنهما أكثر، وأحسن حالاً من ابن ماهان. وقد خولف هشام في هذا الوجه الثاني، كما سيأتي. ولكن مداره في هذا الوجه الراجح على هشام بن عمار، وهو صدوق كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح (التقريب 7303)، ولم يتبين هل الرواة عنه ممن روى عنه قبل الاختلاط أم بعده، والله أعلم. ثانياً: ورواه الوليد بن مسلم، واختلف عليه: 1- فرواه هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. تقدم هذا الوجه في الوجه الثاني من الاختلاف على هشام بن عمار، وتقدم أنه من رواية ابن ماهان، وهو ضعيف، وهو وجه مرجوح أيضاً عن هشام كما مر. وقد خولف هشام في هذا الوجه، كما سيأتي في الوجه الثاني. 2- ورواه موسى بن إسماعيل الجَبُّليّ، عن الوليد بن مسلم، عن خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد الكاتب، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أخرجه الطبراني في الأوسط 8/353، رقم 7722، عن محمد بن عيسى بن السكن، عن موسى بن إسماعيل الجبلي[5]، عن الوليد بن مسلم، به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن سعد إلا خارجة بن مصعب. قلت: ومحمد بن عيسى، قال الخطيب: ثقة (تاريخ بغداد 2/400). وموسى بن إسماعيل، قال أبو حاتم: صالح الحديث ليس به بأس (الجرح 8/136). وخارجة بن مصعب: متروك، وكان يدلس عن الكذابين (التقريب 1612). وعثمان بن سعد الكاتب: ضعيف (التقريب 4471). وتوبع الوليد بن مسلم على هذا الوجه: أخرجه الطبراني في الأوسط 7/479، رقم 6946، عن محمد بن علي المروزي، عن محمد بن عبدالله بن قهزاذ، عن علي بن الحسن بن شقيق، عن خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن سعد إلا خارجة بن مصعب، ولا عن خارجة إلا علي بن الحسن، تفرد به محمد بن عبدالله بن قهزاذ. قلت: ومحمد بن علي المروزي، قال عنه الخطيب: ثقة (تاريخ بغداد 3/68). وابن قهزاذ، وعلي بن الحسن: ثقتان (التقريب 6043، 4706). ومما تقدم يتضح أن الوجه الثاني أرجح عن الوليد، حيث رواه موسى، وهو صدوق، كما توبع عليه الوليد من ثقة، في حين تقدم أن في إسناد الوجه الأول ابن ماهان، وهو ضعيف والله أعلم. ثالثاً: وروي عن الأوزاعي، عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أشار إليه أبو حاتم في هذا المسألة، ولم أقف على من أخرجه. وذلك عندما سأله ابنه عن رواية ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن عمرو، به فأجابه بقوله: إنما يروى عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قلت: يعني أن رواية الأوزاعي إنما هي عن عباد عن عمرو، وليست عن عمرو مباشرة كما رواه ابن أبي العشرين. ويؤيد هذا أن ابنه سأله بعد ذلك فقال: فتخاف أن يكون الأوزاعي دلس؛ بلغه عن عباد عن عمرو بن شعيب، فرواه عن عمرو؟. فقال ابن أبي حاتم: لا، ولكن أخاف أن يكون من ابن أبي العشرين. وكما هو واضح فهذا ترجيح من أبي حاتم لهذا الوجه على رواية ابن أبي العشرين والتي تقدمت في الوجه الأول من الاختلاف على هشام بن عمار. وقد وجدت من تابع الأوزاعي على هذا الوجه: فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 6/204، رقم 7911، وأبو بكر النصيبي في حديثه عن شيوخه (ق 286/ب)، من طريق موسى بن أعين الحراني. وابن مهدي في الثاني من المنتقى من حديث ابن مخلد (ق 19/أ) ـ ومن طريقه الديلمي في مسند الفردوس (ق 225) ـ كما في هامش فردوس الأخبار 4/396 ـ عن محمد بن الجارود القطان، عن يحيى بن نصر بن حاجب. الأوزاعي، وموسى، ويحيى، كلهم عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، به. قلت: وموسى بن أعين: ثقة (التقريب 6944). ويحيى بن نصر: فيه ضعف (لسان الميزان 6/278). وأما عباد بن كثير فتقدم أنه متروك. النظر في المسألة: مما تقدم يتضح أنه اختلف على من دون عمرو بن شعيب، وخلاصة ما تقدم، أن هذا الحديث روي عن عمرو بن شعيب من عدة طرق: 1- فرواه هشام بن عمار -في الراجح عنه-، عن ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 2- ورواه هشام بن عمار -في وجه مرجوح عنه-، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 3- ورواه الوليد بن مسلم -في وجه لا يثبت عنه-، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 4- ورواه الوليد بن مسلم -في الراجح عنه-، وعلي بن الحسن بن شقيق، عن خارجة ابن مصعب، عن عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 5- ورواه الأوزاعي -في أحد الأوجه عنه-، وموسى بن أعين، ويحيى بن نصر، عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وإذا استبعدنا الأوجه المرجوحة يتبقى لدينا ثلاثة طرق عن عمرو بن شعيب، طريقان عن الأوزاعي، وطريق ثالث عن غيره: فأما الطريقان اللذان عن الأوزاعي فهما في الحقيقة اختلاف عليه، وهما: 1- رواية الأوزاعي له مرة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. 2- وروايته مرة أخرى، عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وقد تابع الأوزاعي على هذا الوجه: موسى بن أعين، ويحيى بن نصر. وتقدم أن الوجه الأول من رواية هشام بن عمار، عن ابن أبي العشرين، عنه. وأن هشاماً كان قد كبر فصار يتلقن، ولم يتبين لنا هل الرواة عنه ممن روى عنه قبل الاختلاط أم بعده، إضافة إلى تضعيف أبي حاتم الشديد لهذا الوجه في هذه المسألة وغيرها كما تقدم النقل عنه. أما الوجه الثاني فلم نجد من رواه عن الأوزاعي كذلك، إلا أن جزم أبي حاتم به، وترجيحه له على الوجه الأول، إضافة إلى وجود من تابع الأوزاعي عليه من الثقات وهو موسى بن أعين كما مر، كل هذا يقوي حال هذا الوجه. وعليه فلعل هذا الوجه الثاني أرجح عن الأوزاعي. وأما الطريق الأخرى عن عمرو بن شعيب، فمن رواية خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، كما تقدم. وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن الوجه الأول من الاختلاف على الأوزاعي، وهو من رواية ابن أبي العشرين عنه كما سبق. فقال أبو حاتم: هذا حديث منكر؛ إنما يروى عن عباد بن كثير، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده. ثم قال: عباد بن كثير، لم يدرك عمرو بن شعيب، وهو ضعيف الحديث في نفسه. فقال ابن أبي حاتم لأبيه: فتخاف أن يكون الأوزاعي دلس؛ بلغه عن عباد، عن عمرو بن شعيب، فرواه عن عمرو؟. قال: لا، ولكن أخاف أن يكون من ابن أبي العشرين. فقال ابن أبي حاتم: أليس ابن أبي العشرين ثقة؟ قال: هو ديواني كاتب، لم يكن صاحب حديث. قلت: ومن كلام أبي حاتم يفهم أنه يرى أن رواية ابن أبي العشرين قد تكون خطأ منه، وأن الحديث إنما يروى عن عباد بن كثير. ولعل ما ذهب إليه من أن الحديث إنما يروى عن عباد هو الصواب؛ حيث تبين أن رواية ابن أبي العشرين، والتي لم تذكر عباداً مرجوحة، كما مر قبل قليل. ولكن إشارة أبي حاتم إلى حمل الخطأ على ابن أبي العشرين فيه نظر؛ فإنه وإن كان صدوق ربما أخطأ، كما تقدم، إلا أن من دونه من رواة هذا الوجه أدنى منه حالاً، فحمل الخطأ عليهم أولى من حمله عليه، والله أعلم. والحديث من وجهه الراجح عن الأوزاعي ضعيف جداً، لأنه من رواية عباد بن كثير، وتقدم أنه متروك، إضافة إلى تقرير أبي حاتم أنه لم يدرك عمرو بن شعيب. ولا تنفعه متابعة عثمان بن سعد المتقدمة في الطريق الأخرى فهو في نفسه ضعيف، والراوي عنه، وهو خارجة بن مصعب تقدم أنه متروك كان يدلس عن الكذابين، وليس بعيداً أن يكون أسقط عباد بن كثير في هذا الإسناد أيضاً. ولو ثبت هذا لاتضح أن مخرج الحديث واحد، وأن البلاء فيه من عباد. وعليه فيبقى الحديث إسناده ضعيف جداً، ولم أقف له على شواهد تقويه، والله أعلم. [1] وقع في نسخة تشستربتي: " على "، وما أثبته من بقية النسخ. [2] ما بين القوسين ساقط من نسختي مصر والمطبوع، ومثبت من بقية النسخ. [3] وقع في نسختي مصر والمطبوع: "وليس"، والتصويب من بقية النسخ، وهو الموافق لسياق الكلام. [4] وقع في نسخة فيض الله: "عباد بن كثير"، وما أثبته من بقية النسخ. [5] وقع في المطبوع من الأوسط بتحقيق الطحان: " الحُبُلي "، والتصحيح من الجرح 8/136، والأنساب 2/20. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|