#1
|
||||
|
||||
عرض كتاب الخمسون سنة القادمة:
عرض كتاب
الخمسون سنة القادمة: حال العلم في النصف الاول من القرن الحادي والعشرين جمع وتنقيح: جون بروكمان (ولادته 1941، وفاته) تأليف: خمسة وعشرين عالمًا مميزًا في العديد من التخصصات ترجمة: مروان أبوجيب أعد العرض: هشام محمد سعيد قربان الناشر: مكتنبة العبيكان، 2004، 446 صفحة، من القطع المتوسط العنوان الأصلي THE NEXT FIFTY YEARS Science in the First Half of the Twenty-first Century Edited by: John Brockman الخلفية التاريخية لهذا الكتاب: جون بروكمان عالم مهتم بالمستقبل، وترجع أبحاث الكتاب الذي بين أيدينا إلى مشروع مهم جدًّا لجمعية أو شبكة تواصلية بحثية بين العلماء، ينضوي تحت لوائها آلاف من الباحثين في العالم، واسمها الحافة (The Edge)، ويشير اسم هذه الشبكة إلى الحافة أو النهاية التي تمثل أقصى ما وصلت إليه العلوم المختلفة، أما هدف هذه الشبكة العالمية، فهو تصوُّر المستقبل الكامن خارج نطاق البحث وحدود المعرفة الحاليَّة، ومؤسس هذه الجمعية العالمية هو جون بروكمان، ويترجم هدف الحافة المملوء بالتحدي عدة أنشطة، من أهمها طرح سؤال دوري لكل المشاركين حول المستقبل، وكان عنوان هذا الكتاب - في أول أمره - موضوعًا لسؤال من هذه الأسئلة المستقبلية لهذه الجمعية، ويحوي الكتاب خمسة وعشرين بحثًا منتقى من آلاف من المشاركات المقدمة لإجابة هذا السؤال المثير عن حال العلم في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وقام جون بروكمان بتنقيح هذه الأبحاث، ويرجع إليه الفضل في إخراجها في صورة كتاب يتميَّز بأسلوب ما يسمى بالثقافة الثالثة أو ثقافة العامة، ويعرض المادة العلمية بأسلوب أقل تخصصًا؛ ليتسنى فَهمه من قِبَل العلماء خارج مجال الاختصاص. النظرة العامة: يحوي الكتاب خمسة وعشرين بحثًا قسمت إلى جزأين: 1- المستقبل من الناحية النظرية. 2- المستقبل من الناحية العلمية، ويقدمها كوكبة مختارة من الباحثين المنتسبين للجامعات المشهورة ومراكز البحوث الرائدة. إن هدف هذا المؤلف الغني بتنوعه يتجاوز إعطاء أجوبة مقولبة وتصورات محددة لحال العلوم في الخمسين سنة القادمة، ويعرض تأملات علمية نظرية، وتوقُّعات متفائلة، وأخرى متشائمة، وتساؤلات بحثية، وإسقاطات عملية، وهو في مجمله رحلة عجيبة نزور في خلالها عقول وخيال وأحلام طائفة مختارة من الباحثين، ويعطي مؤشرات عامة وخاصة، وأسئلة مُلحة تبحث عن إجابات مقنعة حول مستقبل العلوم، كما يحيل القارئ إلى جملة من البحوث القديمة والرائدة التي يتوقَّع أن توجه البحث المستقبلي، وتحدِّد بعض معالمه، والكتاب موجه للعلماء، ولمن لديه خلفيات أو اهتمامات علمية قوية أو صلة بالبحوث الاستشرافية. في هذا العرض المحدود من ناحية المساحة، انتقينا للقارئ ولخَّصنا له طائفة مختارة من هذه البحوث المعروضة في الجانبين النظري والعملي، وحرصنا أن يعطي مجموع البحوث المنتقاة نظرةً كافية لتقدير هذا المؤلف، ولحثِّ القارئ المهتم لزيارة الأصل والاستزادة من البحوث الأخرى. تعليق عارض الكتاب على مستوى الترجمة: لعل المترجم استخدم - في أول أمره - برامج حاسوبية للترجمة، ويدل على ذلك كثرة الأخطاء الناتجة من الترجمة اللفظية وعدم الترجمة بمراعاة السياق، وأبلغ من هذا للتدليل على الترجمة الميكانيكية: كثرة استخدام التراكيب اللغوية الإنجليزية للجمل؛ حتى إن القارئ الملم بالإنجليزية يكاد يرى ذات الجمل الإنجليزية مكتوبة بالعربية، بلا جُهد مضاف لتعريب الصياغة والتراكيب، هذا ولم يُورد المترجم تراجم للأعلام المذكورين في المؤلف وشروحًا لبعض النظريات المشار إليها، ولعلنا نعزو ذلك إلى عدم اختصاص المترجم، أو لعل خلفية المترجم وخبرته مقصورة في ترجمة الأعمال الأدبية أو الترجمة العامة وليست علمية أو متخصصة، وعلى كل حال يشكر للمترجم صنيعه ومبادرته في ترجمة هذا الكتاب الكبير والمتنوع في أبحاثه ومواضيعه، والمحشو بالمصطلحات العلمية، وأتمنى أن تكون الترجمة الأخرى التي أعدها مشروع كلمة في "أبو ظبي" أفضل وأكثر حرفية من ناحية تعريب الصِّيغ وترجمة الأعلام، وشرح النظريات والتعليق من المنظور الخاص للمترجم، والاستعانة بالمختصين كلما لزِم الأمر. بداية العرض الخمسون سنة القادمة: حال العلم في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين الجزء الأول مستقبل العلوم من الناحية النظرية 1- طبيعة الكون: يتصدر الكتاب بحث للعالم الفيزيائي لي سمولين - مؤسس معهد بيريمتر باونتاريو - يتساءل فيه عما سوف نعرفه عن الفيزياء وعلم الكون في الخمسين سنة القادمة، ويعرض سبعًا من الأسئلة المهمة التي لم يجب عليها، وتمثل في عمومها اتجاهات للبحث المستقبلي، ونذكر بعضها: س1- ما مدى صحة النظرية الكمية بصيغتها الحالية؟ وهل تحتاج لتعديلات؟ س2- ما هو تركيب الفضاء والزمن؟ س3- ما صحة نظرية الانفجار الكبير التي تفِّسر نشأة الكون؟ وهل توجد تفسيرات أفضل؟ س4- كيف تشكَّلت المجرات؟ 2- هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ يتوقع العالم الفلكي السير مارتن ريس - من جامعة كامبريدج - أن تركز بحوث المستقبل على البحث عن صور للحياة - ولو كانت بسيطة وبدائية - في مجموعتنا الشمسية، وخصوصًا علي كوكب المريخ، وقمر زحل المسمَّى: تيتان، والمحيطات الثلجية في أحد أقمار المشترى: يوربا (Europa). إن نتائج هذه البحوث - في حال نجاحها - سوف تؤدي إلى اتساع نطاق البحث عن الحياة إلى نواح أخرى داخل مجرَّتنا: درب التبانة، وما جاورها. وفي المقابل فإن الفشل لن يخلو من الفوائد؛ سواء كان جزئيًّا أو كليًّا، وأولى الفوائد للفشل وأهمها: هي تعزيز احترامنا وتقديرنا وتعامُلنا مع كوكبنا الأزرق؛ لكونه المستقر الوحيد للحياة الذكية، ولعل هذا يغيِّر نظرتنا إلى الأرض، فنعتبرها بمثابة بذرة للحياة يمكن أن ننشرها بجهودنا في أكوان أخرى. وختم مارتن ريس بحثه بعرض احتمالات متعددة حول نشأة أكوان جديدة في الثقوب السوداء، تتوسع في مكان وزمان آخر لا نستطيع بلوغه، والتخمين بوجود صور للحياة تعيش في أكوان متوازية وأبعاد أخرى في الفراغ الكوني. ويذكر ريس سؤالاً محيرًا ينسبه للعالم الكبير أينشتاين: ما هي الخيارات الأخرى في خلق الكون؟ ولا شك بأن الاعتقاد بالقدرة اللامحدودة للخالق - سبحانه وتعالى - يجعل الكثير لا يستبعد أبدًا وجود احتمالات أخرى لوجود الحياة في أكوان مختلفة، تَحكمها قوانين مماثلة، وتشترك في أصل واحد قد تفسره نظرية الانفجار الكبير أو غيرها من النظريات. 3- الرياضيات في عام 2050: يبدأ الباحث إيان ستوارت - الحائز على ميدالية فاراداي في سنة 1995 - هذا المبحث بالتركيز على كبريات الثورات والمراجعات الرياضية المتعلقة بنقد مفهومنا عن الحقيقة الرياضية، ويعود الفضل لأبحاث العالمين قودويل وتيرنينج (K. Godel & Allan Turning) التي عرَفنا من خلالها بأن الحقيقة الرياضية غير مطلقة الصحة. يرى ستوارات ضرورة التلاقي والاجتماع المستقبلي لمصدري علم الرياضيات: (1) العالم الحقيقي و(2) الخيال البشري، ويتوقع أن تشهد الخمسون سنة القادمة تقدُّمًا كبيرًا في الإجابة على المسائل الرياضية المطروحة منذ مئات السنين، ولقد بدأ التقدم في هذا المجال في القرن العشرين، ومثال هذا برهنة نظرية فيرمات (Fermat) علي يد وايلز (wiles) في عام 1955. وسوف يعين في مجال تفسير البراهين استخدام الحاسبات الإلكترونية؛ لبناء أنظمة الوهم الافتراضي التي تمكِّن الرياضيين من محاكات وتخيُّل البنى الرياضية الجامدة، وإسقاط هذه التخيلات لرؤيتها بعيوننا، وتغييرها لمشاهدة ومعرفة وتقييم الاحتمالات المختلفة في ساعات أو دقائق معدودة، وهذا - بلا شك - عمل للحاسبات ولا تقدر عليه عقولنا البشرية. 4- تحت ظلال الثقافة: علم الأحياء في عام 2050: يشير العالم برايان قودوين - أستاذ علم الأحياء في كلية شوماشير بإنجلتر - في هذا المبحث إلى الزوايا المجهولة والمظلمة في العلم الحالي، بصفتها منطلقات لأبحاث مستقبلية أكثر عُمقًا وأشد إبداعًا، ومن هذه الزوايا المعتمة: تلك الخطوط الفكرية الحمراء والوهمية في المجتمعات العلمية التي تحد من النظر والبحث فيما وراء الطبيعة. ومثال آخر هو تحريم البعض أو تجريمهم لمن يحاول انتهاك نظرية داروين ومبدأه في الانتقاء الطبيعي، وكذلك لا يزال الوسط العلمي التقليدي - بمجمله - لا يميل إلى مفهوم خلق الكون من قِبَل قوة واعية ومدبِّرة، ويفضِّل عليه النظر إلى الكون بصفته مجموعة من العمليات الميكانيكية الصماء، ويتوقَّع قودوين أن تركز أبحاث المستقبل على مذهب أو مدرسة حيوية المادة، والنظر إلى كل شيء حولنا باعتباره كائنًا حيًّا، ويطرح سؤالاً جريئًا للمستقبل: لماذا يعتبر مذهب حيوية المادة تهديدًا لمنظور البعض للعلوم؟ ويختم قودوين هذا البحث بسؤالين: 1- ما هو مصدر المشاعر؟ 2- من أين يأتي الوعي؟ هل تأتي المشاعر من منظومة ديناميكية عديمة الإحساس، ليس فيها أثر للمشاعر نسميها الجهاز العصبي، أم هو التفسير الآخر الذي يضفي صفة الإحساس والشعور على المادة، وهذا تفسير لا يتناغم مع التوجه التقليدي للعلوم؟ 5- العقول القابلة للمبادلة: يتوقَّع مارك د هاوزر المتخصص في علم العصب الإدراكي وعلم النفس - في جامعة هارفارد - أن يشهد المستقبل بحوثًا تتمحور حول فَهم أدمغتنا البشرية وأدمغة المخلوقات المفكرة الأخرى، بغرض دراسة زراعة الأنسجة الدماغية، والمبادلة من مخلوقات إلى أخرى، والبحث في تغيير عمل الدماغ بواسطة إدخال المورثات الجينية، ويستعرض هاوزر مختارات من سجل الأبحاث الكثيرة على أدمغة القردة، تاركًا لخيال القارئ تصور مستقبل هذه الأبحاث. ويذكر أن دراسة أدمغة القردة وسلوكها، بدأت في أوائل القرن العشرين، فمثلاً درست بعض الأبحاث استجابة قرد من فصيلة روسوس الهندية لرؤية قرد آخر يتعرض للصعق الكهرباء، حين محاولة الأول الحصول على طعام بتحريك عتلة دُرِّب عليها، حينما لاحظ أن فعله يؤدي لإيلام القرد الآخر، كانت النتائج مذهلة؛ إذ توقف القرد عن تحريك العتلة حارمًا نفسه من الطعام؛ لكيلا يتألم القرد الآخر، وهذا التجربة أثبتت أن القردة أرهف وأكثر إحساسًا بمشاعر بني ***ها من النوع البشري. وفي هذا السياق نذكر تجربة صعق كهربائي بين البشر أجراها الباحث ميلغرام (Milgram)، والتي صوَّرها ونقلها حية في كتابه "طاعة السلطة"، والأمر المخيف فيها انصياع المشاركين في التجربة للسلطة المتمثلة في هيئة عالم يلبس رداءً مخبريًّا أبيضَ، وقيامهم بصعق الطرف الآخر بالكهرباء، (هذا الطرف ممثل وليس حقيقة، ولا يراه من يقوم بالصعق)؛ لأنه لم يجب الإجابة الصحيحة، وعدم إحساسهم بمشاعره وآلمه من الصعق الكهربائي وندائه المستغيث، ولو قارنا بين التجربتين، لاستنتجنا أن القردة أرهف إحساسًا منا، وأكثر تعاطفًا من البشر مع بني ***ها. من الأمثلة الحديثة على دراسة أدمغة القردة، أبحاث عالم الأعصاب نيكوليليس (Miguel Nielis) ورفاقه، التي درست مبادلة دماغ قرد بدماغ بومة، مضافًا إليه دماغ قرد، وتفريغ الشحنات العصبية الدماغية، واستعمالها لتحريك ذراع آلية، والهدف هنا هو إيجاد معنًى للرمز العصبي، وفَهم دوره في السلوك والحركة. إذا حلقنا بخيالنا نحو المستقبل وإمكاناته، فلن يصعب علينا إعداد تسجيل مفصل على قرص كمبيوتري صلب لأفكار حيوان معين في حال أكله وشربه، وتزاوجه وتواصله مع أبناء ***ه وكل حياته، هل سيمكننا هذا السجل من تقمُّص هُوية هذا الحيوان واكتشاف رغباته وحاجاته؟ أو لعله يعلمنا كيف نوافق بين موجات أدمغتنا البشرية وأدمغة الحيوانات، ولعل هذا يساعد أبحاثنا في مقاومة وعلاج مرض الخرف؟ ولا ينكر هاوزر أن هذا الاتجاه البحثي سوف يثير الجدل، ولن يسلم من هجوم الناقدين من المنظور الأخلاقي والديني. يتبع |
#2
|
||||
|
||||
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|