|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية
الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (1/ 17)
إبراهيم السيد شحاتة عوض المقدمة تُعتَبر الدولة الإخْشيدية (323 - 358هـ) هي المحاولة الاستقلاليَّة الثانية الناجحة في تاريخ مصر الإسلاميَّة، وقد سميت هذه الدولة بهذا الاسم نسبةً إلى مُؤسِّسها أبي بكر محمد بن طغج الإخْشيد. وقد انصبَّت دراستي على أبرز الجوانب الحضاريَّة في مصر في عهد تلك الدولة، فاختصَّت دراستي ببيان "الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخْشيدية (323 - 358هـ)". وقد اخترت هذا الموضوع نظرًا لأهميَّته؛ حيث وصلت الحركة العلميَّة والأدبيَّة أوج تطوُّرها وتقدُّمها في مصر في عصر تلك الدولة، باعتبارها - بعد الدولة الطولونية - الفترة التي وُضِعَ فيها أساس استقلال مصر عن الخلافة العباسيَّة، وباعتبارها دليلاً من الأدلَّة التي تُدلِّل على استمرار الحياة الفكريَّة في طريق تقدُّمها رغم ما حدَث للدولة العباسيَّة من تفرُّق وتشتُّت وانقِسام، فقد حرص حكَّام الدولة المستقلَّة على نشر العلم، والتشجيع عليه، وتحلية بلاطهم بأهله. وقد قسَّمت موضوع البحث إلى تمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة وملاحق. وقد تناوَلت في التمهيد الحديث عن الدولة الإخْشيديَّة: نشأتها، مُؤسِّسها، أهم الأحداث السياسيَّة التي مرَّت بها إلى أنْ سقطت، وخصصت المبحث الأول لـ"عوامل ازدهار الحياة الفكرية في تلك الدولة"، وأشرت إلى انقسام الدولة العباسيَّة، وتشجيع أمراء تلك الدولة للعلم وأهله، وكذلك أشرت إلى مراكز النشاط الفكري وتعدُّده، وبيَّنت كيف أثَّر كلُّ ذلك في ازدهار الحياة الفكريَّة في مصر في عصر تلك الدولة، ثم جعلت المبحث الثاني للحديث عن "العلوم النقلية"، التي تتمثَّل في: الحديث، والتفسير، والقراءات، والفقه، والتصوف، وعلم الكلام، وجعلت المبحث الثالث "للعلوم اللسانية العربيَّة"، التي تتمثَّل في الأدب بفرعَيْه: الشِّعر والنثر، وكذلك اللغة والنحو، ثم خصصت المبحث الرابع والأخير للحديث عن "العلوم العقلية" التي تمثَّلت في الطب والهندسة والفلك والفلسفة، بالإضافة إلى الحديث عن علم التاريخ، وأهم مُؤرِّخي تلك الفترة، وكيف أسهموا في هذا العلم، وقد حرصت في كلِّ هذه المباحث على توضيح مَدَى ازدِهار تلك العلوم جمعيها، وبيان سبب ازدِهارها. وتضمَّنت ملاحق البحث بعضَ الرسائل النثريَّة الأدبيَّة التي كُتِبت في ذلك العصر، وكانت خيرَ دليل على تقدُّم فنِّ النثر فيه. وفي الخاتمة عرضت لأهمِّ وأبرز النتائج العلميَّة التي توصَّلت إليها من خلال بحثي هذا. وقد اعتمدت في بحثي على مجموعةٍ من المصادر، بعضها يستحقُّ أنْ أخصَّه ببعض الإشارة في تلك المقدمة على النحو التالي: 1- لقد اعتمدت اعتمادًا كبيرًا على كتابي: "ولاة مصر"، و"قضاة مصر"؛ لمحمد بن يوسف بن حفص بن يوسف الكندي (283هـ/350هـ)، وقد أفدت من كتاب "الولاة" في حديثي عن الإخْشيد نفسه، فالكتاب مصدرٌ تاريخي عظيمٌ يضمُّ تاريخَ مصر منذ فتَحَها العرب حتى وليها أبو القاسم "أنوجور" ابن الإخْشيد، وتحدَّث الكندي في كتاب "قضاة مصر" عمَّن ولي القضاءَ في مصر من سنة 23هـ إلى سنة 246، وقد أكمَلَ أحمد بن عبدالرحمن بن برد هذا الكتاب إلى سنة 336هـ، وقد أفدت من تلك التكملة عند حديثي عن الفقه. 2- ومن أهمِّ المصادر التي اعتَمدتُ عليها أيضًا كتاب "المغرب في حُلَى المغرب - الجزء الأول من القسم الخاص بمصر"، والكتاب له فضلٌ كبير في نقل بعض الكتب التاريخيَّة التي اندثرت، ومن بينها كتاب "سيرة الإخْشيد"؛ لابن زولاق، فقد نقله لنا ابن سعيد المؤرخ المغربي في كتابه "المغرب في حُلَى المغرب"؛ لابن زولاق موجود في جزءٍ كبير من السفر الرابع من كتاب المغرب، سماه ابن سعيد "كتاب العيون الدعج في حلى دولة بني طغج"، ونقَل فيه فضلاً عن سيرة الإخْشيد لابن زولاق أخبارًا عن الإخْشيدية من تاريخ "الكامل"؛ لابن الأثير، ومن "تاريخ مصر"؛ للقرطي، وقد أفدت من هذا الكتاب في كلِّ مباحث البحث، فكان مصدرًا رئيسًا بالنسبة لي. 3- أمَّا "كتاب سيبويه المصري" فقد جمع فيه ابن زولاق نوادر زميلٍ له في الدراسة وهو سيبويه المصري، الذي كان له نوادر ومواقف طريفة مع الأمراء والعظماء، فالكتاب يكشف بطريقٍ غير مباشر عن كثيرٍ من النواحي العلميَّة والأدبيَّة في العصر الإخْشيدي، وقد أفدت منه كثيرًا في الحديث عن عوامل ازدهار الحياة الفكريَّة، وكذلك عند حديثي عن الحياة الدينيَّة والأدبيَّة في ذلك العصر. 4- وكذلك أفدت من كتاب "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار"؛ لتقي الدين المقريزي المتوفَّى سنة 845هـ، فقد نقَل فيه أخبارًا كثيرة عن الدولة الإخْشيدية عن كتاب "الولاة"؛ للكندي، وغيره من الكتب المهمَّة. 5- أمَّا كتاب "النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة"؛ لأبي المحاسن ابن تغري بردي، فهو يشمل تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي إلى سنة 857هـ، ورغم أنَّه لا يُعَدُّ أصيلاً إلا في كتابته عن عصر المماليك، وأنَّ ما كتبه عن العصور السابقة نقَلَه عمَّن سبقوه، أقول: إنَّني مع كلِّ هذا أفدت منه كثيرًا. 6- وكذلك رجعت إلى كتاب "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"؛ لجلال الدين السيوطي المتوفَّى سنة 911هـ، فأفدت منه كثيرًا في الكلام عن الفُقَهاء والشعراء والعلماء والأدباء في العصر الإخْشيدي. وإلى جانب المصادر القديمة فقد اعتمدت على بعض المراجع الحديثة التي أسهَمتْ في بعض جوانب هذه الدراسة، ومن أبرز هذه المراجع: 1- كتاب "مصر في عصر الإخْشيديين"؛ تأليف الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، وقد أفدت منه عند حديثي عن الإخْشيد وخُلَفائه، وعن الأحداث السياسيَّة، كذلك أفدت من الفصل الذي جعلته للحديث عن الفُقَهاء والعلماء والأدباء. 2- كتاب "الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط منذ الفتح حتى نهاية الدولة الإخْشيدية"؛ للدكتورة صفى علي محمد عند حديثي عن شتَّى العلوم التي ظهَرتْ في هذه الدولة. وبعدُ: فإني أرجو الله أنْ يُوفِّقني في تقديم صورة واضحة لما كانت عليه "الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخْشيدية"، فإنْ يكن التوفيق حليفي فهذا ما أبغيه، وهو من عند الله. التمهيد ظلَّت مصر منذ الفتح الإسلامي سنة 20هـ حتى سنة 254هـ مجرَّد ولاية تابعة تبعيَّة كاملة للخلافة الإسلاميَّة[1]، ثم شهدت من (254 - 358هـ) محاولتين ناجحتين للاستقلال عن الخلافة العباسيَّة؛ قامت إحداهما في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري على يد الوالي التركي أحمد بن طولون الذي أسس الدولة الطولونيَّة (254 - 292هـ)، وبعد سُقوطها عادَتْ مصر ولايةً تابعةً للخلافة العباسيَّة، وتَعرَّضَتْ لتهديداتٍ من جانب الفاطميين في بلاد المغرب سنة 297هـ، وظلَّت الأمور مضطربةً إلى أنْ جاء الوالي التركي محمد بن طغج[2] بن جف الإخْشيدي، وقام بالمحاولة الثانية للاستقلال عن الخلافة، فأسَّس الدولة الإخْشيديَّة (323 - 358هـ)[3]. تُنسَب الدولة الإخْشيديَّة إلى مُؤسِّسها محمد بن طغج بن جف الإخْشيد، والإخْشيد هو لقبٌ منَحَه الخليفة العباسي الراضي لمحمد بن طغج سنة 326هـ، وكان محمد بن طغج قد كتَب إلى الراضي يسأله أنْ يُلقَّب بالإخْشيد، وقال في كتابه: "وقد كنَّى أمير المؤمنين جماعة، ولقَّبهم، فليبشرني بما سألت"[4]، فاستفسر الراضي عن معنى الإخْشيد، فقيل له: إنَّ تفسيره عبد دعي "ملك الملوك"، فقال الراضي: لا تبخَلْ عليه بهذا، اكتُبوا له بذلك[5]، وفي ذلك يقول الكندي: "وورد الكتاب بالزيادة في اسم الأمير محمد بن طغج بلقب الإخْشيد، ودُعِي له بذلك على المنبر في شهر رمضان سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة"[6]. وكان جف جدُّ الإخْشيد قد التحَقَ بخدمة الخليفة العباسي المعتصِم، وظلَّ في خِدمة العباسيين إلى أنْ توفى في بغداد في الليلة التي *** فيها المتوكل سنة 247هـ/861م[7]. أمَّا طغج والد الإخْشيد، فقد التحَقَ بخِدمة أحمد بن طولون، وأبدَى كفاءةً عالية جعلَتْه يثقُ فيه، ويولِّيه بعض المناصب المهمَّة في دولته، وعندما تُوفِّي ابن طولون وتولَّى ابنه خمارويه عين طغج واليًا على طبريَّة ودمشق، ويُروى أنَّه كان مع خمارويه في قصره ليلة قتْله، وأنَّه سارَع بالقبض على القتَلَة، وأمر ب***هم[8]. وعندما أرسل الخليفة العباسي المكتفي بالله محمد بن سليمان ليَقضِي على الطولونيين انضمَّ إليه طغج، وشارَكَه في القضاء عليهم، ثم عاد محمد بن سليمان إلى بغداد، وفي صُحبته طغج بن جف الذي انتقل - ومعه ولداه: محمد وعبيدالله - إلى خِدمة البلاط العباسي[9]، ولكنَّه لم ينعم بالعيشة هناك، فقد كاد له الوزير "العباس بن الحسن" عند الخليفة بأنَّه ما زال على إخلاصه للطولونيين[10]، حتى أمر الخليفة بحبسه ومعه ولداه، فظلُّوا في السجن إلى أنْ تُوفِّي طغج سنة 294هـ، وأطلق سراح ولديه[11]. أمَّا محمد بن طغج الإخْشيدي، فقد خرج من بغداد إلى الشام، والتحَقَ بخدمة أحمد بن بسطام والي خَراج الشام، وعندما انتقل إلى مصر، وتقلَّد ولاية خراجها، صحب معه الإخْشيد إلى أنْ تُوفِّي ابن بسطام عام 297هـ، وخلفه ابنه علي بن أحمد بن بسطام على خراج مصر، فظلَّ الإخْشيد في خدمته إلى أن عُزِل عليُّ بن أحمد عام 300هـ[12]. اتَّصل محمد بن طغج بخدمة الوالي التركي "تكين الخزري"، وأظهر اهتِمامًا في تلك الخدمة، واشتَرَك في مقاومة وصدِّ الحملة الفاطميَّة الأولى على مصر سنة 302هـ[13]، وأبلى فيها بلاءً حسنًا؛ فضمَّه تكين إلى صُحبته، وقرَّبه إليه، ولم تقتصر خدمة الإخْشيد على تكين، وإنما دفَعَه طموحُه إلى التقرُّب من الشخصيَّات البارزة القويَّة، والعمل على نيل ثقتها، فخدم مؤنس الخادم أثناء وجوده في مصر لمواجهة الفاطميين[14]، وخدم أسرة الماذرائيين، وخدم كذلك محمد بن جعفر القرطي عامل الخراج في مصر، وعندما تعرَّض القرطي لمحاولة *** من جانب الماذرائيين[15]، حفظه ابن طغج، وحماه، وسهَّل له سبل الخروج من مصر إلى بغداد فلم ينسَ القرطي له هذا الجميل[16]. ثم وقعت وحشة بين تكين وبين محمد بن طغج جعلت ابن طغج يعمل على الهروب من مصر؛ فخرج منها هاربًا، وتولَّى الرملة بالشام، ثم سعى ليتولَّى أمر دمشق بدلاً من الرملة، فتولاها سنة 319هـ[17]، وكان هذا بمساعدة محمد بن جعفر القرطي[18]. وبذَل الإخْشيد قُصارى جهده في الحِفاظ على دمشق، فعندما صدر قَرارٌ بعزله وتعيين بشرى غلام مؤنس الخادم قاتَلَه الإخْشيد وأسَرَه[19]، فقد روى ابن سعيد ذلك قائلاً: "ثم صرف بشرى الخادم غلام مؤنس، فسار فلمَّا قرب من دمشق، راسله الإخْشيد، ثم اصطلحا واجتمعا، ثم اختار بشري القتال والتقيا، فهزم بشري، وجِيء به أسيرًا إلى الإخْشيد، فأقام أيامًا، ثم أصبح ميتًا..."[20]. وكان ابن طغج يطمَعُ في ولاية مصر، ولكنَّه كان يعلم أنَّ أطماعه لن تتحقَّق في حياة تكين، فعندما تُوفِّي تكين سنة 321هـ أخذ الإخْشيد يتَودَّد للخليفة القاهر من أجل أنْ يُولِّيه على مصر، وبالفعل استصدر الخليفة قرارًا بتوليته عليها سنة 321هـ[21]، ولكنَّ توليته هذه لم تَدُمْ طويلاً، فكان الدعاء له على منابرها نحو اثنين وثلاثين يومًا[22]، وبعدها أصدر الخليفة القاهر قَرارًا جديدًا بتعيين أحمد بن كيغلغ عليها بدلاً من الإخْشيد[23]. تعرَّضت مصر في هذه الفترة للعديد من الفتن والاضطرابات الداخليَّة؛ ممَّا جعل الخليفة العباسي الراضي يُرسِل الوزير الفضل بن جعفر لتفقُّد أحوال مصر، ولكنَّ الفضل اشترط عليه أنْ يمنحه تفويضًا يُعطِيه الحقَّ في إصلاح الأمور كما يرى، وقال له: "الشاهد يرى ما لا يرى الغائب"، فلمَّا علم الإخْشيد بهذا التفويض تقرَّب من الفضل، وزوَّج الإخْشيد ابنته للفضل[24]، فأصدر الفضل قَرارًا بتعيين الإخْشيد واليًا على مصر مستندًا إلى التفويض الذي أعطاه له الخليفة[25]، وجاء كتابٌ من الخليفة بذلك، وفي ذلك يقول الكندي: "ثم وليها محمد بن طغج الثانية من قِبَلِ الراضي بالله على صلاتها وخراجها..."[26]. كانت السُّلطة في مصر لأسرة المذرائيين، وكان والي مصر مجرَّد ألعوبة في أيديهم؛ ولذلك فقد كتب الإخْشيد إلى محمد بن الماذرائي عميد تلك الأسرة في مصر يُعلِمه بقَرار الخليفة، ويطلُب منه السَّماح له بدُخول مصر، فرفض وأقرَّ ابن كيغلغ، فعلم الإخْشيد أنَّ القوَّة هي السبيل الوحيد أمامَه، فأخذ يستعدُّ لذلك[27]. واستَطاع ابن طغج أنْ يعدَّ العُدَّة الكاملة، وانضمَّ إليه رجالٌ من الشام ومن الجزيرة والعراق والثغور، وأرسل أسطولاً قويًّا نحو مصر، نجَح في الاستيلاء على تنيس، وتقدَّم نحو الفسطاط، ثم جاء ابن طغج إلى مصر في جيشٍ بري قوي، ودخَلَها بالقوَّة، واستسلم أحمد بن كيغلغ، واعتذر عن موقفه بحجَّة أنَّ الجنود غلبَتْه على أمره، واختفى محمد بن الماذرائي، وأظهر الحسن ابنه الخضوع لابن طغج، وبذلك خلصت مصر لابن طغج عام 323هـ[28]. تطلَّع ابن رائق إلى وضع يده على دمشق التي كانت تحت يد الإخْشيد؛ زاعمًا أنَّ الخليفة قلَّدَه إياها، وسارَع ابن رائق إلى الخروج إلى الشام، فخرج إليه الإخْشيد على رأس جيشٍ كبير، فالتقى بابن رائق عند العريش، ودارَتْ بينهما عدَّة معارك، انهزم الإخْشيد في البداية، ثم تغلَّب على ابن رائق بعد ذلك، وهزَمَه هزيمة كبيرة جعلَتْه ينسَحِب إلى دمشق، وانتهَتْ هذه المعارك بعَقْدِ الصُّلح بينهما، وكان من مظاهره أنْ زوَّج الإخْشيد ابنته من مزاحم بن محمد وابن رائق[29]، وبعد عامين من هذا الصلح قتَل بنو حمدان ابن رائق، فعاد نفوذ الإخْشيد على الشام كله[30]. يتبع |
#2
|
||||
|
||||
الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (1/ 17)
إبراهيم السيد شحاتة عوض وفي سنة 329هـ يقضي الخليفة الراضي نَحْبَهُ، وتتمُّ البيعة لأخيه المتَّقي[31]، الذي أرسل كتابه يقرُّ فيه بولاية الإخْشيد على مصر[32]، ثم أخَذ ابن طغج البيعة لابنه أبي القاسم "أنوجور" على جميع المصريين والقوَّاد والجند، وكانت هذه خطوةً نحو الاستقلال، وقَبِلَ الخليفة المتَّقي ذلك[33]. وكذلك حاوَل ابن طغج نفس المحاولة التي قام بها ابن طولون من قبلُ، وهي نقلُ الخلافة العباسيَّة إلى مصر لتكون تحت حمايته، وكانت محاولة ابن طغج سنة 332هـ، حينما استبدَّ الأمراء الأتراك بالخليفة العباسي المتَّقي، وتقاعَس الحمدانيُّون عن مساعدته، وكان لقاء الخليفة بابن طغج في الرقة في شمال الفرات، وقد ترجَّل الإخْشيد عن بعد، وهو بسيفه وجعبته على سبيل الخدمة، وقبَّل الأرض مرارًا، وقبَّل يد الخليفة، وعرَض عليه أنْ يصحبه إلى مصر حيث يكون تحت حمايته، ولكنَّ الخليفة عزَّ عليه آخِرَ الأمر تركُ عاصمته ومقرِّ أسرته ورفض العرض، وعاد الخليفة إلى بغداد[34]. ويبدو أنَّ الخليفة سُرَّ بإخلاص الإخْشيد، فقال له: "قد ولَّيتك أعمالك ثلاثين سنة، فاستَخلِف لك أنوجور"[35]، وهكذا حصل الإخْشيد على تقليدٍ جديدٍ من الخليفة بولاية مصر، وحق توريث إمارتها لأبنائه من بَعدِه، وإنْ كان هذا الحق قد حُدِّدَ بفترة ثلاثين سنة[36]، وترى الدكتورة سيدة كاشف في سبب رفض الخليفة عرض ابن طغج: "أنَّ الخليفة كان قد فَقَدَ ثقته في القوَّاد والزُّعَماء، وأصبح لا ينتظر أنْ يكرمه الإخْشيد طويلاً، ففضَّل ألا يبعد عن حاضرة مُلكِه، وأنْ يعمل على الصلح مع توزون أمير الأمراء"[37]. وفي هذه الأثناء خلَع توزون المتَّقي، وبايَع المستكفى بالله لتولِّي الخلافة، وعندما تولَّى المستكفى أقرَّ الإخْشيد على ولاية مصر والشام، فقام الإخْشيد بالدعوة له على المنابر وفي أنحاء ولايته[38]. كان بنو حمدان أمراء الموصل قد بدؤوا يرنون بأبصارهم إلى امتلاك الشام؛ فأرسل ناصر الدولة الحمداني خاله سيف الدولة الحمداني إلى الشام لامتلاكها، وبالفعل استطاع أنْ يستولي على حلب وقنسرين وحمص وإنطاكية، وأقام الدعوة للمستكفي الخليفة وأخيه ناصر الدولة ثم لنفسه، فكتب الإخْشيد إلى المستكفي شاكيًا، فلم يفعلْ شيئًا، وقال له: إنَّ الشام لِمَنْ يستطيع أن يأخذها بحدِّ سيفه، فوقع الصدام بين الطرفين، فكان النصر في البداية لسيف الدولة الذي استطاع دخول الشام، فسار الإخْشيد على رأس جيشٍ استَطاع أنْ يخرج سيف الدولة منها ثم من حمص، وعند قنسرين دارت بينهما معركة كبيرة، ولكنها لم تكن حاسمة، فبدأت مفاوضات الصلح بينهما، ومال الإخْشيد إلى التسامُح، وتَمَّ الاتفاق على أنْ يكون لسيف الدولة حلب وأنطاكيا وحمص، وأنْ يكون باقي الشام بما فيها دمشق للإخْشيد، وتدعيمًا لهذا الصلح زوَّج الإخْشيد فاطمةَ ابنة أخيه عبيدالله لسيف الدولة[39]، وقد رضي الإخْشيد بالصلح ليجعل من الحمدانيين قوَّة بينه وبين البيزنطيين، ولكنَّ طمع سيف الدولة جعَلَه يستولى على بعض البلدان التابعة لإخْشيد، فخرج له الإخْشيد على رأس جيشٍ، وكذلك خرج عمُّه أبو المظفر على رأس جيشٍ آخَر، وكان من نتيجة ذلك أنِ انهزم الحمدانيُّون، ودخل الإخْشيد حلب - حاضرتهم - وبذلك استحوذ الإخْشيد على الشام مرَّة أخرى[40]. وفي هذه الأثناء خلع المستكفى وبُويِع المطيع في سنة 334هـ الذي أمَّر الإخْشيد على مصر والشام، غير أنَّ الإخْشيد قد داهمه المرض وهو في دمشق، وتوفي سنة 334هـ، فنقل ودفن في بيت المقدس بعد أنْ حكم مصر والشام ما يزيد على إحدى عشرة سنة[41]. كان محمد بن طغج الإخْشيدي قد عهد بالحكم إلى ابنه أبي القاسم أنوجور، على أنْ يتولى كافور الوصاية عليه، وعندما تُوفِّي الإخْشيد في 22 من ذي القعدة سنة 334هـ، تولَّى أنوجور الحكم، وكان في الخامسة عشر من عمره، وأقرَّ الخليفة العباسي توليته ووصاية كافور عليه، وكان كافور يطلق له أربعمائة ألف دينار كلَّ عام، ويتصرَّف هو في الباقي[42]. وكان كافور مملوكًا بسيطًا، اشتراه محمد بن طغج الإخْشيدي، ونال ثقته، ثم ولاه الإخْشيد قيادةَ جيشٍ لقتال سيف الدولة الحمداني، ثم عهد إليه بتربية ولديه: أبي القاسم أنوجور وأبي الحسن علي، وكان كافور وقت وفاة الإخْشيد في الشام، فأسرع بالعودة إلى مصر[43]. تولَّى كافور الوصاية على ابن الإخْشيد "أنوجور"، وكان صاحب السلطة والحاكم الحقيقي لمصر، واتَّخذ كافور لقب "الأستاذ"؛ فقد كان أستاذًا لولدي الإخْشيد، وذكر اسمه في الخطبة، واكتسب محبَّة القوَّاد والجند وعامَّة المصريين، وشبَّ أنوجور فوجد السلطة كلها في يد كافور، فبدأ العداء بين الأستاذ كافور وبين تلميذه أنوجور، وانقَسَم الجند إلى فريقين: إخْشيدية، وكافورية، وبدأ أنوجور يعمل على استرداد سُلطته المسلوبة، فأراد الخروج إلى الشام ليعدَّ جيشًا يعود به إلى مصر ليقضي به على كافور، ولكنَّ أم أنوجور تدخَّلت، وعملت على الصلح بين ابنها وكافور[44]، واستمرَّ كافور صاحب السُّلطة الحقيقيَّة إلى أنْ توفي أنوجور في 8 ذي القعدة 349هـ[45]. تولَّى علي بن الإخْشيد الحكم، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، وأقرَّه الخليفة المطيع على حُكم مصر والشام والحجاز، واستمرَّ كافور محتفظًا بنفوذه وسُلطته، ومنع كافور عليًّا من لقاء رعاياه، وظلَّ محجورًا عليه حتى مات سنة 355هـ، وكان من المفروض أنْ يخلفه ابن الصغير أحمد، ولكن كافورًا منعه من تولية الحكم بحجَّة صغر سنِّه[46]. وظلَّت مصر بدون حاكم لمدَّة شهر، ثم أعلَن كافور أنَّه قد وصَلَه خطابٌ من الخليفة العباسي تقليده فيه حكم مصر والشام، وأنَّ الخليفة بعث إليه بخلع وهدايا، وكان هذا التقليد هو الوسيلة الوحيدة لوصول كافور إلى الحكم؛ إذ لم يكن كافور صاحب حقٍّ شرعي؛ إذ لم يكن من أسرة الإخْشيد، ولكنَّ الخلافة لم تهتمَّ بذلك، حيث اعترفت بالأمر الواقع؛ إذ كان كافور دائمًا صاحب النُّفوذ الحقيقي في مصر؛ ولذلك حرص كافور على مودَّة الخليفة، واحتفظ بلقبه القديم "الأستاذ"[47]. حكَم كافور مصر حوالي عامين وأربعة أشهر، تخلَّلَها عددٌ من الكَوارِث والنَّكبات، فقد توالى هجومُ القرامطة على بلاد الشام، وتعرَّضت مصر لزلازل عنيفة، واشتعلت النيران في الفسطاط، وانخفَض ماء النيل ست سنين عانَتْ مصر فيها من القحط والغَلاء. ومع ذلك نقول: رغم كلِّ هذا فقد ظهرت في عهد كافور نهضةٌ أدبيَّة وعلميَّة، حيث ظهر عددٌ من الفُقَهاء والأدباء والمؤرِّخين والشعراء، وكذلك زارَه الشاعر أبو الطيب المتنبي، ومدَحَه بقصائد كثيرة[48]. وكانت سياسة كافور سياسة مُهادنة للخِلافة العباسيَّة والفاطميَّة، فكان يُهدِّد كلَّ واحد بالآخَر، وظلَّ على هذا إلى أنْ تُوفِّي في مصر في جمادى الأولى سنة 357هـ بعد أن حكم مصر 23 سنة، استقلَّ فيها بالحكم لمدَّة عامين وأربعة أشهر، ودفن في بيت المقدس[49]، ودخل بعدها الفاطميُّون مصر بقيادة جوهر الصقلي سنة 358هـ[50]، وأقام الدعوة للفاطميين، وأسقط حُكم الإخْشيديين[51]. [1] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر في ظلِّ الدولتين الطولونية والإخشيدية، ص21، مكتبة الآداب، بالقاهرة، ط1، (2000م). [2] تذكُر بعض المراجع القديمة أنَّ طغج معناها: عبدالرحمن، انظر: ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، الجزء الأول من القسم الخاص بمصر، ص149، مطبعة جامعة فؤاد الأول (1953). [3] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص55، سلسلة تاريخ المصريين رقم 29، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (1989)، انظر: د. أحمد كامل محمد صالح، مصر الإسلامية منذ الفتح حتى نهاية الدولة الأيوبية، ص69، دار الثقافة العربية بالقاهرة، (2005م). [4] وقيل إن لفظ "الإخشيد" معناه في لغة إقليم فرغانة "ملك الملوك"، وإنه كان لقلب ملوكهم، كما كان قيصر لقلب ملوك الروم، وكسرى لقب ملوك العجم، وفرعون لقب ملوك مصر، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مرجع سابق، ص56. [5] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص173. [6] الكندي، ولاة مصر، ص306، تحقيق الدكتور: حسين نصار، سلسلة الذخائر رقم 66، الهيئة العامة لقصور الثقافة، المقريزي، الكتاب المقفى الكبير، ص132، تحقيق: محمد اليعلاوي، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1407هـ/1987م، انظر: د. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص140، مؤسسة شباب الجامعة بالإسكندرية (1987). [7] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص149، وانظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص57، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص125، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط1، (1996م، ود. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص88، مكتبة الأنجلو المصرية، د.ت، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص81، دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية، ط1، (2005م). [8] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص149، وانظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الدولة الإخشيدية، ص58، د. علي حسن الخربوبطلي، مرجع سابق، ص88، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص81، د. أحمد كامل محمد صالح، مصر الإسلامية منذ الفتح العربي إلى نهاية الدولة الإخشيدية، ص105، أ. أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص514، مطبوعات الشعبي، (د. ت). [9] د. علي حسن الخربوطلي، مرجع سابق، ص89، وانظر: أ. أحمد حسين، مرجع سابق، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص514. [10] روي في سبب كره الوزير العباس بن الحسن لطغج أنَّ هذا الوزير كان يريد من طغج أنْ يترجل له إذا مرَّ عليه بموكبه، فلم يفعل طغج، فكاد له الوزير، انظر: ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص151. [11] ابن سعيد، مصدر سابق، نفس الصفحة، وانظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص60. [12] د. سيدة إسماعيل كشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص61، وانظر د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص88. [13] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص152، وانظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص61، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص89، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص83، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص106، أ. أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص514، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص126. [14] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص153، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص62، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص106، 107. [15] الماذرائيون: أسرةٌ فارسية الأصل، تنسب إلى ماذرايا أو مادرايا، وهي قرية من أعمال البصرة، وقيل: من أعمال واسط، ولكنَّ هذه الأسرة لم تَصِلْ إلى الثروة والسلطان، إلا بسبب نُزُوح كثيرٍ من أفرادها إلى مصر، وكانوا في زمن الطولونيين والإخشيديين يعتبرون الخراج حقًّا وراثيًّا في أسرتهم، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مرجع سابق، ص37 - 66، د. حمدي عبدالمنعم، مرجع سابق، نفس الصفحة. [16] ابن سعيد، مصدر سابق، ص153، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص63. [17] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص153، انظر د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص83. [18] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص64. [19] أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص107. [20] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص153. [21] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص156، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور في وقائع الدهور، ج1، ص176، تحقيق: محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، (1402هـ - 1982م)، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص69، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ الإسلامية، ص83، 84. [22] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص157، انظر د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص70. [23] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص157، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور في وقائع الدهور، ج1، ص176، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص70، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ الإسلامية، ص84. [24] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص157، انظر د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص70، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص84. [25] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص157، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص70. [26] الكندي، ولاة مصر: ص304، وانظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، مج7، ص126، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1407هـ - 1987م)، وابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج3، ص251، طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب، (د.ت). [27] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص157، وانظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص84، د. محمد أحمد زيور، العلاقات بن الشام ومصر في العهد الطولوني والإخشيدي، ص280، دار حسان، ط1، (1409هـ - 1989م). [28] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص157، انظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص251، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص72، 73، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص84، 85، د. سيدة إسماعيل كاشف بالاشتراك مع د. جمال الدين سرور، د. سعيد عبدالفتاح عاشور، موسوعة تاريخ مصر عبر العصور، ص214، الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، (1993م)، د. مدحت محمد عبدالنعيم، تاريخ الدولة العباسية، ج2، ص121، مكتبة الرشد بالقاهرة، د.ت، د. صبحي عبدالمنعم، تاريخ مصر السياسي والحضاري من الفتح حتى عهد الأيوبيين، ص70، العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة، (د.ت). [29] الكندي، ولاة مصر، ص306، 307، انظر: ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص178، وابن الأثير، الكامل، مج7، ص149، 150، والمقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ت: خليل منصور، ج2، ص147، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1418هـ - 1998م)، وابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص252، 253. [30] محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ج1، ص139، المكتب الإسلامي، بيروت، ط5، (1411هـ - 1991م)، د. على حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص91. [31] الكندي، ولاة مصر، ص308، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص91. [32] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص84، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص87، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص91. [33] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص191، انظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص254، د. سيدة كاشف، مصر في عصر الإخشيديبن، ص86. [34] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص191، وانظر: ابن الأثير، الكامل، مج7، ص186، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص254، 255، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص87، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص130، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص92، 93، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص88، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص111. [35] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص192، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص86، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص126. [36] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص86، انظر: د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص126، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص111. [37] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص86. [38] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص192، انظر: المقريزي، الخطط، ج2، ص147، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص255، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص88، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص89. [39] الذهبي، تاريخ الإسلام، مج25، ص24، تحقيق: د. عمر عبدالسلام تدمري، دار الكتاب العربي، ط3، 1423هـ - 2002م. [40] الكندي، ولاة مصر، ص309، 310، انظر: ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص193، وابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص255، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص349، 354، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص93، حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص89، 92، د. مدحت محمد عبدالنعيم، تاريخ الدولة العباسية، ج2، ص113، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص113، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر في ظل الدولتين الطولونية والإخشيدية، ص16، 17، د. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص142. [41] الكندي، ولاة مصر، ص310، انظر: ابن سعيد المغرب في حلى المغرب، ص196، وابن الأثير، الكامل، مج7، ص211، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص256، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص93، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص95. [42] ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج2، ص283، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، (1417هـ - 1997)، انظر: ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص197 - 198، وابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص291، وابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص176، 177، وابن كثير، البداية والنهاية، ج11، ص213، مكتبة المعارف، بيروت، ط2، (1977)، د. سيد كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص125، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص95، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص92، 93، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص113، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر في ظل الدولتين الطولونية والإخشيدية، ص17، د. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص145، انظر: فريق البحوث والدراسات الإسلامية، الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي، ج1، ص353، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، ط1، (1426هـ - 2005م). [43] ابن خلكان وفيات الأعيان، ج2، ص283، وانظر: المقريزي، الخطط، ج2، ص147، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج2، ص1، د. سيدة كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص128. [44] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص292، 293. [45] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص199، انظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، مج25، ص232، والمقريزي، الخطط، ج2، ص147، وابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج3، ص293. [46] ابن سعيد، المغرب، ص199، وانظر: الذهبي، تاريخ الإسلام، مج25، ص232، والمقريزي، الخطط، ج2، ص148، ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص179، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص126، 127، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص132، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص96، د. أحمد كامل، مصر الإسلامية، ص113. [47] ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص283، انظر: المقريزي، الخطط، ج2، ص148، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص2، د. سيدة كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص132. [48] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص7، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص97. [49] المقريزي، الخطط، ج2، ص148، انظر ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، نفس الجزء، ص10. [50] المقريزي، الخطط، ج2، 148، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص98. [51] القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ج3، ص332، نسخة مصورة عن نسخة المطبعة الأميرية، د.ت، انظر: د. مدحت محمد عبدالنعيم، تاريخ الدولة العباسية، ج2، ص117، 118. |
#3
|
||||
|
||||
معلومات في غاية الاهمية شكرا لك
|
#4
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
|
#5
|
|||
|
|||
شكرا...........
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|