#1
|
||||
|
||||
الحروب الصليبية والصراع الإسلامي مع الروم !
الحروب الصليبية والصراع الإسلامي مع الروم !
عبد العزيز محمد السلطان رواسب الصراع الإسلامي مع الروم، واكتساح دولتهم، وهزيمة الصليبية الغازية أمام جهاد المسلمين وتضحيتهم، هذه الأمور كانت مصادر تمد الإعلام الغربي بوقود مهم لتأجين هذه الحملة الظالمة تجاه الإسلام والمسلمين. فإن خيال الحروب الصليبية لا يزال يرفرف فوق الغرب حتى يومنا هذا، كما أن جميع اتجاهاتها وإرجاعها نحو الإسلام والعالم الإسلامي، لا تزال تحمل آثار واضحة جلية من ذلك الشبح العتيد الخالد. يرجع هوفمان هذا العداء المتجدد للإسلام والمسلمين إلى أنه منبثق من جذور تاريخية ومن العقلية الصليبية والعداء للعرب والمسلمين وكذلك نتيجة الفتوحات التي قام بها الأتراك داخل أوربا. اعتقادات تاريخية مزيفة: حيث إن القضاء على مملكة إسرائيل الأولى كان على يد رجل من أرض العراق (بنو خذ نصر) كما أن لديهم قناعات لا يستهان بها بأن العراق قد يقضي على إسرائيل الثانية ولذا فالتسليح العراقي يواجه بكل حزم وتطرف من قبل اليهود واليمين المسيحي المتطرف في البيت الأبيض. وادعاؤهم الحق التاريخي في فلسطين وأنهم وحدهم من نسل إبراهيم - عليه السلام - وأنه وعدهم بدولة تمتد من النيل إلى الفرات مع أنه ليس لهم حق تاريخي ولا في شبر واحد من أرض فلسطين ولم يثبت تاريخياً أن اليهود أسسوا أية مدينة في فلسطين أو في الأراضي التي هاجروا إليها فهم مجرد لاجئين وعابري سبيل وذلك سموا بالعبرانيين، وكذلك زعمهم أن لهم حقوقاً في المدينة النبوية وخيبر، وتزيفيهم التاريخ بادعائهم الآن أن لهم حقاً في الكعبة لأن جدهم إبراهيم كان قد بناها مع أنهم اسقطوا رحلته إلى مكة في توراتهم. التاريخ الإسلامي المجيد: فقد عمدت وسائل الإعلام الغربية إلى تشويه التاريخ الإسلامي والرموز العربية الإسلامية، ولا يحسد تاريخنا العربي الإسلامي على ما أصابه من تشويه وتحريف على أيدي أعدائه، فقد تعمدوا تشويهه وتصوير الإسلام على أنه دين إرهابي انتشر بحد السيف وأن يكبل حرية الفكر، وصوروا قادته على أنهم لم يكونوا إلا أصحاب نزوات ومطامع لا أصحاب مبادئ ورسالة، من هؤلاء هارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي وغيرهما. فالباعث على الحملات الإعلامية والتطاول هو الحقد والحسد الذي ترسب لدى أوربا بعد هزيمتها في الحروب الصليبية ولقد اعتبرت أوربا أن حملة القائد البريطاني (اللبني) على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الأخيرة لأن هذه الحملة قد استولت على القدس أما القائد الصليبي الفرنسي الجنرال (ميسلون) قصد فوراً قبر البطل صلاح الدين الأيوبي وفي خسة ووقاحة ركله بقدمه وقال (ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين). مناهج التعليم والمدارس الدينية: هناك حملة مسعورة على المناهج التعليمية الدينية المتميزة في العالم الإسلامي وكذلك هذه الحملة تستهدف القضاء على المدارس الدينية والجامعات الإسلامية. فمن أسباب هذه الحملة هي استمرار وبقاء عطاء المناهج الدينية والتاريخية (الإرهابية) بزعمهم، ولهذا فقد عكفت مجموعة من الخبراء الأمريكيين يطلق عليهم (مجموعة الـ19) على وضع تقرير وخطة في كيفية إجراء ذلك التغيير الذي لم يعد يقبل التأجيل، وقد انتهى الخبراء بالفعل من كتابة التقرير، رفعوه إلى جهاز الأمن القومي يحوي دراسة مفضلة وشاملة مع التوصيات، لما أسموه (الجوانب النفسية للإرهاب الإسلامي* ورفعت الدراسة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، حيث وافق عليها على الفور، ويمكن تلخيص محتوى الدراسة وتوصياتها فيما يلي: 1- الصورة السلبية عن الولايات المتحدة وعلاقتها بإسرائيل هي البذرة الأولى للأفعال الإرهابية العربية والإسلامية، ولا بد من تغيير هذه الصورة. 2- ينبغي تغيير المفاهيم التي تحتوي عليها المناهج التعليمية من جهة حضها على كراهية اليهود والغرب. 3- المناهج التعليمية في كثير من البلاد العربية الإسلامية تحض على الإرهاب من خلال الدعوة إلى مفهوم الجهاد. 4- من المهم إلزام المرجعيات الدينية بالتركيز على الفرعيات المتعلقة بالطقوس والعبادات، لضمان بقاء الدين علاقة منفردة بين الإنسان وخالقه. 5- من الأفضل أن يطلق على حصة التربية الإسلامية اسم (الثقافة الدينية) لتشمل الكلام عن الفضائل الدينية الموجودة في اليهودية والمسيحية بجانب الإسلامية. 6- مناهج التاريخ أيضاً تحتاج إلى تغيير، لتنقيته مما سمي بمراحل الاستعمار وتنقية التاريخ من الدروس المتضمنة تصوير ال***ة على أنهم أبطال وشهداء والتي تتضمن تصوير الحضارة العربية على أنها كانت سباقة في ميدان العلم والمعرفة. 7- تغيير المناهج مهم للمدرسين، بدرجة لا تقل في الأهمية عن الدارسين، فتعديل المفاهيم عند المدرس سيكون له أثره على من يدرسهم. 8- يجب أن تعتمد دراسة المادة الدينية على العقل والمنطق، لا على إتباع النصوص فهذا في حد ذاته خطوة مهمة على طريق محاربة الفكر الإرهابي. 9- طلاب المراحل الثانوية لا بد أن يطلعوا على موضوعات دينية خاصة بأصحاب الديانات الأخرى، إضافة إلى موضوعات عن الإخاء الإنساني وحوار الحضارات لأن تركيبهم العقلي في هذه المرحلة يقبل ذلك. 10-لا بد أن تخلوا المناهج الجامعية من المناهج الدينية بالمرة. قال توماس فريدمان مقالاً في النيويورك تايمز قال فيه: "أن المعاهد والمدارس الدينية هي المحضن الذي تخرجت منه قيادات الإرهاب ومن ثم يجب تجفيف منابع الإرهاب". وقد طالب السيناتور (جوزيف بيدن) رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أنه يجب إبلاغ المملكة العربية السعودية بضرورة التوقف عن دعم المدارس الدينية التابعة لها، وتعديل المناهج التي تدرس الدين والتي تغذي الإرهاب والتطرف الذي خرج من عباءته بن لادن وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة لها ولغيرها. الخاتمة: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على المبعوث للناس هادياً ومبشراًَ ونذيراً وداعياً إلى بإذنه وسراجاً منيراً وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فقد منّ الله - سبحانه - عليّ بالانتهاء من هذا البحث على الخطة المرسومة له، فأسأل الله أن يكون على أكمل وجه، وأن يكون خالصاً لوجهه الكريم وأن ينال استحسان الناظر فيه. وهذا تلخيص لبعض النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث: 1- قوة الحملات الإعلامية، لقد أثبتت هذه الحملة المسعورة بأسبابها ونتائجها أن الإعلام الأمريكي بدعم من رموزه السياسية قادر على تحويل الثوابت إلى متغيرات والحق إلى باطل. 2- أن الحملة الإعلامية تزداد يوماً بعد يوم. 3- أن هذه الحملة كشفت الازدواجية وفقدان المصداقية والعدالة والأدلة. 4- تأثير هذه الحملة على الإسلام والمسلمين، حيث أغلقت كثير من المؤسسات الخيرية واعتقل كثير من المسلمين وغير ذلك. 5- أن للحملة الإعلامية أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة وأسباب أصلية وأسباب فرعية. 6- أن هذه الحملة استغلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر لإنفاذ مخططاتها. 7- سيطرة الغرب على الإعلام وخاصة الصهاينة. 8- أن لهذه الحملة الإعلامية أهدافاً كثيرة وأهم أهدافها هو القضاء على الإسلام وطمس معالمه. التوصيات: 1- أن تقوم المنظمات والهيئات الإسلامية بدور كبير وفعال في توضيح الصورة الصحيحة للدين الإسلامي لكشف الصورة المزيفة والمشوه التي يروج لها أعداء الإسلام في العالم. 2- العودة والرجوع والتوبة إلى الله - سبحانه وتعالى -، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة. 3- العناية بتوعية المواطنين عن طريق وسائل الإعلام العصرية. 4- إنشاء محطة إذاعية إسلامية موجهة لدول الغرب. 5- الاهتمام بهذا الموضوع بحثاً ودراسة. وأخيراًَ أسأل الله أن ينفع بهذا البحث المتواضع وأن يختم لنا ولكم بالصالحات، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|