لم يكن الحديث عن توطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، هو الأول من نوعه، بعد أن ظل أحد السيناريوهات المتداولة، التي دأبت مصر على نفيها مرارًا، وكان أحد الاتهامات التي روجها خصوم الرئيس المعزول محمد مرسى ضده، قبل إطاحة الجيش به في الثالث من يوليو 2013 إثر احتجاجات شعبية حاشدة. "مرسي سيمنح سيناء للفلسطينيين كوطن بديل"، كانت تلك العبارة مألوفًا تداولها في وسائل الإعلام المصرية وعلى لسان بعض السياسيين إبان فترة حكم جماعة "الإخوان المسلمين" حتى أصبحت فكرة سائدة لدى الكثيرين في مصر بأن مرسي وجماعته باعا أرض مصر للفلسطينيين. لكن المفارقة أن "التهمة" التي لاحقت مرسي عبر وسائل الإعلام والفضائيات الخاصة في مصر، في عملية الحشد والتعبئة ضد أول رئيس مدني منتخب، تكررت ضده خلفه الذي أطاح به المشير عبدالفتاح السيسي، وإن كان المصدر هذه المرة هو وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي أفادت بموافقة الرئيس المصرية على الفلسطينيين 3 أضعاف غزه في سيناء لإقامة دوله فلسطينية. الإذاعة العبرية "ريشيت بيت"، أفادت صباح اليوم، أن السيسي قدم عرضًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال اللقاء الذي جمعهما في القاهرة قبل أيام، وطرح عليه مسألة تتنازل السلطة الفلسطينية عن حدود 67 المحتلة، مقابل منح مصر السلطة الفلسطينية أراضي تقدر بخمسة أضعاف قطاع غزة من أراضي سيناء تضم لأراضي قطاع غزة لإقامة دولة فلسطينية عليها. ووفقًا للإذاعة العبرية، قال السيسي لـ "أبومازن" حرفيًا: "أنت اليوم عمرك 80 عامًا فإن لم تقبل العرض اليوم من سيأتي بعدك سيقبل به"، لكن رئيس السلطة الفلسطينية رفض العرض، حسب الإذاعة. وأوضحت الإذاعة أن "المساحة التي سيمنحها السيسي لأبومازن تقدر بـ 1600 كيلو متر مربع من أراضي سيناء وبشرط أن تقام فيها دولة فلسطينية *****ة السلاح، ووفقًا للمراسلة "أيليل شاحر"، فقد تم عرض الفكرة على إسرائيل والولايات المتحدة. إلا أنه سرعان ما نفى السيسي صحة ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية من أنه وعد بإعطاء بعض الأراضي المصرية للأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا في كلمة له اليوم الاثنين، بمناسبة الاحتفال بعيد المعلم، أنه لا أحد يملك أن يفعل ذلك، ولا مجال للحديث عن مثل هذا الأمر. واعتبر السيسي أن هذه المزاعم بمثابة رسالة مفادها أنه "إذا أردت أن تحل القضية الفلسطينية فعليك منح جزء من أرض مصر للفلسطينيين". كما نفت أيضًا الخارجية المصرية التقارير الإسرائيلية التي نسبت للسيسي عن عرضه على الرئيس محمود عباس منطقة في سيناء، ووصفتها بأنها "مزاعم وأكاذيب وعارية تماما عن الصحة". وأكدت فى بيان صادر عنها أن "هذا الأمر كان قد تم طرحه إبان حكم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي حينما وعد بمنح الفلسطينيين بجزء من سيناء لإقامة دولة فلسطينية في إطار المخططات الخبيثة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في تخل صريح عن الالتزام بمبدأ قدسية التراب الوطني لاسيما في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن والتي دفع الآلاف من المصريين دماءهم ثمنا لها" وذلك على حد ما جاء فى البيان . وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس الأسبق محمد مرسي تعرض لعمليات تشويه من قبل وسائل الإعلام المصرية وتم اتهامه باطلاً بأنه عرض على الفلسطينيين سيناء كوطن بديل. ووصفت تلك المزاعم التي ساقها خصوم مرسي على نطاق واسع بأنه "كان خطأ إعلامي كبير، وكان لابد من التعامل معه ومحاسبة كل من شارك فى هذه الاتهامات باعتبارها تتعلق بالأمن القومي المصري"، موضحًا أنه "لايملك أحد على الإطلاق سواء الرئيس عبدالفتاح السيسي أو الرئيس السابق فى التحكم فى شبر واحد من الأراضي المصرية". واعتبر نائب رئيس "المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أنه "من العجيب في الأمر أن تتكرر نفس العبارة، فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية". ورأى أن "هذا الطرح هو جس نبض للسلطة المصرية وقد طرح كثيرًا من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل فى التسعينات في ظل ما يسمى تبادل الأراضي وتسكين الفلسطينيين وطن بديل"، مؤكدًا أن "وسائل الإعلام المصرية لم تستطع أو تجرؤ على الإطلاق نظرًا لتغير أجندها السياسية فى فترة حكم السيسي".
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون :
http://almesryoon.com/%D8%AF%D9%81%D...8A%D8%B3%D9%8A