لقد كنت ( قصيدة ) د. حيدر الغدير

[abomokhtar]

ولي صاحب عشنا معًا نتفيأ
منانا نعيد القول فيها ونبدئ

يجمّعنا دين نهلنا طيوبَه
زمانَ تصافينا وأصلٌ ومنشأ

وأنا عشقنا الضاد عرضًا نصونه
ونحفظ أشعارًا لها تتلألأ

لنا الود إذ نصحو صبوح معجّل
يليه غبوق في الدجى ليس يبطئ

تعتّق في دن الوفاء سريّه
ومرت قرون وهو فيه مخبأ

فجاء كما تهوى الأخوّة والندى
إليه السجايا الغر ترنو وتومئ

• • •

كذلك كنا إذ توهمته أخًا
له كأس ودي وهو أصفى وأمرأ

أبيح له داري وضافي مروءتي
فيرتع فيها كيف شاء ويهنأ

وأروي له ما مرّ بالصحب والحمى
وما نحن نلقاه وقد أتنبأ

وأنشده شعرًا جميلًا حفظته
وأهديه من شعري الجديد وأقرأ

ولكنني واحسرتاه رأيته
إذا زال عنه الزيف يقسو ويشنأ

يعاقر بين الناس جهرًا أثامه
ولا يرعوي إن ناصحوه ويبرأ

تقاسمه طبع دميم وإحنة
ووجه صفيق كالبغايا وأسوأ

إذا كانت الضراء ينجو بنفسه
ويأوي إلى جحر قصي ويخسأ

وإن كانت السراء سابق صحبه
وفيه سعار كاللظى ليس يهدأ

فيحتازها حكرًا عليه فإن أتوا
يريدون منها ظل غضبان يهزأ

له ملمس كالورد لكن نابه
هو الصِلّ إذ ينقض أو يتهيأ

• • •

بدا لي وسيمًا بيد أن فِعاله
كأقواله شوهاء بل هي أبذأ

وقد يلبس الأقوال لينًا وزخرفًا
ومكنونه أعتى وأضرى وأوبأ

عتلّ إذا حلّ الضعاف بساحه
يصول صيال الوغد إذ يتجرأ

فإن كان في الأعيان فهو موطّأ
ذليل ومن كل القماءات أقمأ

• • •

لقد كنت إن أبصرته أبصر المنى
فصرت إذا أبصرته أتقيأ