#1
|
||||
|
||||
الأدلة على فضل الصحابة من الكتاب والسنة
الأدلة على فضل الصحابة من الكتاب والسنة إذا خلت القلوب مما يسوء فلابد أن تمتلئ بما يسر تجاه أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، كيف لا وقد ثبتت خيريتهم، والخطاب بالدرجة الأولى موجه إليهم، قال الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110]، وإذا كان هذا الخطاب عاماً لجميع الأمة إلا أن المخاطب به أولاً هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فهم أولى الناس بالخيرية، وقد جاء ذلك صريحاً في قوله عليه الصلاة والسلام: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، فهذا إثبات لخيرية أصحابه عليه الصلاة والسلام، ولم يستثن النص في كتاب الله ولا في سنته عليه الصلاة والسلام من أصحابه أحداً، ومن الخطأ أن يدخل في نظر الجهال في عموم الصحبة المنافقون، فهم ليسوا صحابة على الحقيقة؛ لأنهم عند الله كفار. ولذلك عرف العلماء الصحابي بأنه: من آمن برسول الله عليه الصلاة والسلام ولقيه ومات على ذلك، فمن لم يؤمن به كالمنافقين والملاحدة وغيرهم ليسوا صحابة على الحقيقة، قال عليه الصلاة والسلام: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده)، وهذا قسم منه عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق من غير قسم، فكلامه من المسلمات عند أهل السنة والجماعة والتوحيد: (والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). أما قوله: (لا تسبوا أصحابي) فالنهي يقتضي التحريم لأول وهلة إلا أن يصرفه صارف ولا صارف هنا، فالوقيعة في الصحابة علامة على بدعية الساب والشاتم، وأنه مبغض شانئ لهم، فإذا صدر من واحد سب لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على العموم كفر بذلك. قال شيخنا علامة الزمان وعلامة المسلمين قاطبة محمد بن صالح العثيمين عليه رحمة الله، وأعلى الله ذكره في الآخرة كما أعلى ذكره في الدنيا: وإني لأعجب ممن يشك في تكفير من كفر الصحابة. وهذا كلام مشعر بإجماع أهل السنة والجماعة على أن من كفر الصحابة على العموم والإطلاق فإنه يكفر بذلك ويخرج من دائرة الإيمان والإسلام إلى حظيرة الكفر، كيف لا وهم الواسطة بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين عموم الأمة إلى قيام الساعة, ولولاهم لما نقل إلينا الكتاب ولا السنة، ولما عرفنا الحق من الباطل، ولما تعلمنا الحلال ولا الحرام. فإنهم سهروا ليلهم دراسة وعلماً وعملاً كي تصلح الأمة، كما أنهم أول من نشر الفضائل والأخلاق الحسنة بين عموم الأمة إلى قيام الساعة، وهذا يعلمه من طالع سيرتهم في كتب سيرهم ويعلم ذلك يقيناً، فلم يكن الصحابة أصحاب كلام، بل كانوا أصحاب عمل بالدرجة الأولى، كما أن بداية الفتوحات التي تمت في شرق الأرض وغربها كانت على أيديهم، وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس، بذلوا الدماء والأموال في سبيل نصرة دين الله عز وجل، وإعلاء كلمة الله عز وجل خفاقة عالية في سماء الدنيا شرقاً وغرباً، وهم الذين حرصوا على إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فكان الواحد منهم بأمة كاملة، هؤلاء هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فرسان بالنهار رهبان بالليل، من مثلهم؟ ومن يدانيهم فضلاً عن أن يساويهم في الفضل والعلم والعمل؟ أثنى الله عز وجل عليهم وأثبت رضاه عنهم في كتابه في غيرما آية، ففي سورة الحشر يقول الله عز وجل: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [الحشر:8]، من منا يخرج من داره وأهله وماله كما خرجوا؟ قال: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا [الحشر:8]، وهذا يدل على إخلاصهم كذلك، خروج مما يملكون، بل من أعز ما يملكون، ودخول في أمر لا يبتغون من ورائه إلا رضا الله عز وجل قال: وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الحشر:8] جمعوا بين الإخلاص القلبي والعمل الظاهري، ونعم العمل ما عملوا. قال: أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر:8]، فهذا وصف من الله عز وجل لهم بأنهم ما عملوا ذلك إلا صدقاً مع الله ومع رسوله عليه الصلاة والسلام. ثم أثنى الله تعالى على طائفة أخرى منهم وهم الأنصار. قال: وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ [الحشر:9]، والحب عمل قلبي، فربما تظاهر الناس بأنهم يحبون القادم عليهم ويحبون الضيف الذي نزل بهم، لكن الله تعالى هو الذي أخبر عن مكنون قلوب الأنصار. قال: يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9]، كل ما يملكون إنما هو ملك لإخوانهم من المهاجرين: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9]. ثم أثنى الله تبارك وتعالى على من أتى بعدهم وأنت منهم، ومن أتى من بعدك إلى قيام الساعة، لكن انظر إلى المهمة التي كلفت بها وإلى عقيدة سلفك: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10]، فهذا دورك وهذه مهمتك؛ أن تستغفر الله تعالى لنفسك ولمن سبقك بالإيمان، وأن يخلو قلبك من الغل والحسد والضغينة والسباب والكراهية والشتم لأهل العلم على العموم، ولأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على الخصوص، ولذلك اتخذ كثير من شباب الصحوة دينهم وديدنهم الوقيعة في أعراض أهل العلم، وقد بلغني أن واحداً من طلاب العلم لقي الشيخ ابن عثيمين في رمضان هذا فقال له: يا شيخ! مطلب عام أن تسامح من وقع في عرضك، فقال الشيخ رحمه الله: أما من وقع فيه بعذر وحق فهو في عافية من الله وأنا مسامحه، وأما من وقع فيه بغير عذر وبغير حق فالله تعالى حكم فصل بيني وبينه يوم القيامة، هذه الكلمة كفيلة في ألا يتكلم الإنسان في أعراض أهل العلم لا بباطل ولا بحق، مخافة أن يتأول الكلام فيظنه حقاً وإذا هو باطل، كلام كفيل بأن يربط الإنسان منا لسانه ويعقله. اتخذ الناس ديدنهم الوقيعة والسب والشتم، وأمثلهم من اتخذ الغمز واللمز والهمز في أعراض أهل العلم، هذا المؤدب في نظر بعض طلاب العلم! أما علمتم أن لحوم العلماء مسمومة، وأن عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من وقع فيهم بالسلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب وكفى بها عقوبة. حدثني من ينسب إلى العلم في رمضان هذا وفي بيت الله الحرام وأمام الكعبة أن لجنة كبار العلماء في بلاد الحجاز تميل إلى تكفير المجتمع! إنا لله وإنا إليه راجعون، ما قيمة هذا الكلام؟ ثم انطلق في غير علماء اللجنة، أقول: إذا كانت اللجنة مجمعة على التكفير، فمن باب أولى أن يكون الأفراد من أهل العلم أكثر وقيعة في مثل هذا البلاء. فقلت: إذا كان هؤلاء يميلون إلى التكفير، فإلى أي شيء تميل أنت؟ فلا بد يا أخي! من وقفة لك مع أهل العلم كافة، ومع أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على جهة الخصوص، فالأمر خطير وأنت معروض على الله عز وجل شئت أم أبيت، لا سند لك ولا أحد معك ولا ترجمان، والله تعالى يحاسبك على النقير والقطمير، على الصغير والكبير، وأعظم ذنب تأتي به في حق أهل العلم أن تحمل لهم غلاً أو حقداً أو حسداً، وقديماً قال الإمام أحمد بن حنبل عليه رحمة الله: من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل العلم وبغض أهل السنة، وربما قال: الوقيعة في أصحاب الحديث، فينبغي علينا جميعاً أن نتنبه له.
__________________
آخر تعديل بواسطة mohammed ahmed25 ، 05-02-2012 الساعة 10:00 AM |
#2
|
|||
|
|||
سلمت يداك وسدد رب الكون خطاك .
__________________
اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين اللهم أميين . |
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا |
#4
|
||||
|
||||
رضي الله عن الصحابة أجمعين
وجزاك الله خيراً ع الموضوع القيم
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|