اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2011, 12:08 PM
hossamhamed hossamhamed غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 27
معدل تقييم المستوى: 0
hossamhamed is on a distinguished road
New لم يكن سوى ..!!


لم يكن سوى…!
هناك على الكورنيش جلستُ ، أطالع الأمواج بارتطامها الشديد العنيف …..
غارقة بخيالى إلى هذا العالم الجميل ، والشمس فى الأفق تنوى الرحيل ، ومن بعيد بصرت هذا الصرح المهيب ، صرح أحاطته المياه من عدة جوانب ، وعليها انعكست صورته الخلابة ، والذى لم يكن سوى …..مكتبة الأسكندرية.
منظر خلاّب ، جذب القلوب قبل الأعين ، وملأ جوارحى بالفخر والإجلال…..
كنت أطالع القلعة من بعيد ، عندما جلس إلى جوارى شخص، توحى هيئته أنه جاوز الأربعين بقليل، كان أشيب الفودين ، عريض المنكبين ، أفطس الأنف ، واسع العينين أسودهما ، ممشوق القوام ….
لم ينبس ببنت شفة ، فقط تطلع إلى بتمعن ، ومن عينيه تألق بريق لامع …….
لم أوله أدنى إهتمام ، ولكنه ظل يحدق فى بشكل مبالغ ، وقسمات وجهه تحمل نظرة حنان ، ظل يحدق حتى ظننته تمثال قُدّ من حجر ، التفتُ إليه بعينىّ ، وأنا أنوى سبه ، ولكننى ما إن تمعنت فى وجهه ، حتى انحبست تلك الكلمة فى حلقى، ومعها انحبست تلك الشهقة ……. إن وجهه مألوف ، وواثقة أننى رأيته من قبل ، ولكننى لاأذكر أين ؟! ….
أين رأيته ومتى ؟! ………. لاأذكر …..
كل ما أذكره ، أننى رأيته من قبل ، بل أعرفه حق المعرفة ، وفى هذه اللحظة لاحظت أن الرجل غادر مقعده بينما كنت غارقة فى حيرتى وتساؤلاتى…..
فأسرعت أبحث عنه ، وأنا لاأعلم لماذا؟!….لماذا أبحث عنه ؟! ، ولكن شيئا ما بداخلى كان يدفعنى للبحث عنه ، شئ أجهله تماما….
وبصرته وسط الناس ، يسير الهوينى على الكورنيش ، يخفى يديه فى جيبى ّ سرواله، فأسرعت أحث خطاى لعلى ألحق به ، ولكننى ما إن اقتربت منه ، التفت إلىّ فجأة، ونظر لى بجانب عينيه ، ثم دار عقبيه وأكمل مسيرته …..
عبر الشارع بخطوات ثابتة ، وبصرته يدخل مبنى أشبه بعمارة صغيرة ذات طراز قديم ،وصعدت خلفه مستندة على الدرابزين ، أتسلل كاللص…..
سمعته يصفق الباب خلفه ، فصعدت ووقفت قبالة بابه ، وأنا مترددة فى طرقه ، ولكننى طرقته ويدىّ ترتجفان ، ولم تمر إلا ثوانى وفتح الباب ، ووقف يتطلع إلىّ بعينيه ، وبنفس البريق اللامع ……….
لم أكن أدرى ماذا أقول ؟! ، لقد عجز لسانى عن النطق ، وقطع هو هذا الصمت ، قائلا بصوت حنون :
_ كنتُ أنتظرك
ولم أنبس بحرف واحد ، فقط وقفت كالحجر الصوان ، فاستطرد قائلا :
_ تفضلى يا (ناهد)
وهوت الكلمة على نفسى كالصاعقة ، وزادت دهشتى ، وقلتُ بصوت مكتوم :
_ من أين عرف اسمى ؟! ، ومن يكون ؟! ، حتما إنه يعرفنى ، ويعرف عنى الكثير ، طالما يعرف اسمى ، وليس بعيد أنه يعلم أننى تبعته إلى هنا …..
وانتزعتنى إشارة يده من تفكيرى ، وأشار لى بالدخول ، وجلست على الأريكة ، بينما هو جلس على كرسى صغير ، حوّلت نظراتى عن عينيه ، فرحتُ أتأمل شقته بقلب مرتجف وعين زائغة ، فعن يمينى كانت مائدة صغيرة ، تكفى ثلاث أشخاص ، وعن يسارى استقر تليفزيون صغير على منضدة من الألوميتال، وأمامى استقرت صورة على الحائط ، و…………
وشهقت بقوة ، عندما بصرت بعينىّ تلك المرأة ، والتى وقفت بجوار الرجل ، بفستانها الناصع البياض ، إنها ……إنها أمى .
التفتُ إلى الرجل ، والذى ظل صامتا إلا من ابتسانة صغيرة على ثغره…….
احتضننى بين ذراعيه بقوة ، وضمنى إلى صدره فى حنان ….
وعندئذ أدركت أين رأيته ، وأدركتُ أنه لم يكن سوى ……….!
تمت بحمد الله
__________________
أنت حيثما تضع نفسك .. تجدها .
كتبت على قلبي مغلق للتعديلات .. سأغير كل شئ فيه حتى صوت الدقات .. لأن كل ما يؤمن به مات .. وأصبح الحب والاخلاص مجرد كلمات
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:21 PM.