|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأدلة على وجوب إقامة دولة الإسلام
الأدلة على وجوب إقامة دولة الإسلام
كثيرة نذكر منها 1ـ الدليل من القرآن أما نصوص القرآن فحسبنا منها آيتان من سورة النساء: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) النساء 58، 59. فالخطاب في الآية الأولى للولاة والحكام: أن يرعوا الأمانات ويحكموا بالعدل فإن إضاعة الأمانة والعدل نذير بهلاك الأمة وخراب الديار ففي الصحيح: (إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة) قيل: وكيف إضاعتها ؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).(رواه البخاري في كتاب العلم حديث "59" الفتح "ج141/4" ،عن أبي هريرة، وكرره في كتاب الرقاق.) والخطاب في الآية الثانية للرعية المؤمنين: أن يطيعوا أولي الأمر بشرط أن يكونوا منهم وجعل هذه الطاعة بعد طاعة الله وطاعة الرسول وأمر عند التنازع برد الخلاف إلى الله ورسوله أي إلى الكتاب والسنة وهذا يفترض أن يكون للمسلمين دولة تهيمن وتطاع وإلا لكان هذا الأمر عبثًا. وفي ضوء الآيتين المذكورتين ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه المعروف (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية) والكتاب كله مبني على الآيتين الكريمتين. 2- الدليل من السنة النبوية:ـ وإذا ذهبنا إلى السنة رأينا الرسول يقول (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) (رواه مسلم عن ابن عمر في كتاب الإمارة ـ حديث "1851" ) ولا ريب أن من المحرم على المسلم أن يبايع أي حاكم لا يلتزم بالإسلام . فالبيعة التي تنجيه من الإثم أن يبايع من يحكم بما أنزل الله فإذا لم يوجد ذلك فالمسلمون آثمون حتى يتحقق الحكم الإسلامي، وتتحقق به البيعة المطلوبة ولا ينجي المسلم من هذا الإثم إلا أمران: الأول: الإنكار ولو بالقلب عند العجز – على هذا الوضع المنحرف المخالف لشريعة الإسلام. والثاني: السعي الدائب لاستئناف حياة إسلامية قويمة يوجهها حكم إسلامي صحيح وهذا لا ينفع فيه السعي الفردي فلا بد أن يضع يده في يد إخوانه الذين يؤمنون بما يؤمن به والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. وجاءت عشرات الأحاديث الصحيحة عن الخلافة والإمارة والقضاء والأئمة وصفاتهم وحقوقهم من الموالاة والمعاونة على البر والنصيحة لهم وطاعتهم في المنشط والمكره والصبر عليهم وحدود هذه الطاقة وهذا الصبر وتحديد واجباتهم من إقامة حدود الله ورعاية حقوق الناس ومشاورة أهل الرأي وتولي الأقوياء الأمناء واتخاذ البطانة الصالحة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... إلى غير ذلك من أمور الدول وشؤون الحكم والإدارة والسياسة. ولهذا رأينا شؤون الإمامة والخلافة تذكر في كتب العقائد وأصول الدين كما رأيناها تذكر في كتب الفقه كما رأينا كتبًا خاصة بشؤون الدولة الدستورية والإدارية والقضائية والمالية والسياسية كالأحكام السلطانية للماوردي ومثله لأبي يعلي والغياثي لإمام الحرمين والسياسة الشرعية لابن تيمية وتحرير الأحكام لابن جماعة والخراج لأبي يوسف ومثله يحيى بن آدم والأموال لأبي عبيد ومثله لابن زنجويه ... وغير ذلك مما ألف ليكون مرجعًا للقضاة والحكام كالطرق الحكمية والتبصرة ومعين الحكام وما شابهها. 3ـ الدليل من تاريخ الإسلام:. أما تاريخ الإسلام فينبئنا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سعى بكل ما استطاع من قوة وفكر - مؤيدًا بهداية الوحي - إلى إقامة دولة الإسلام ووطن لدعوته؛ خالص لأهل الإسلام ليس لأحد عليهم فيه سلطان إلا سلطان الشريعة ولهذا كان يعرض نفسه على القبائل ليؤمنوا به ويمنعوه ويحموا دعوته حتى وفق الله الأنصار من الأوس والخزرج إلى الإيمان برسالته فلما انتشر فيهم الإسلام جاء وفد منهم إلى موسم الحج مكون من 73 رجلاً وامرأتين فبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون أنفسهم وأزواجهم وأبنائهم وعلى السمع والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... إلخ . فبايعوه على ذلك ولم تكن الهجرة إلى المدينة إلا سعيًا لإقامة المجتمع المسلم المتميز تشرف عليه دولة مسلمة متميزة.كانت "المدينة" هي "دار الإسلام"، وقاعدة الدولة الإسلامية الجديدة، التي يرأسها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ فهو قائد المسلمين وإمامهم، كما أنه نبيهم ورسول الله إليهم. وكان الانضمام إلى هذه الدولة لشد أزرها والعيش في ظلالها والجهاد تحت لوائها فريضة على كل داخل في الإسلام حينذاك فلا يتم إيمانه إلا بالهجرة إلى دار الإسلام والخروج من دار الكفر والعداوة للإسلام والانتظام في سلك الجماعة المؤمنة المجاهدة التي رماها العالم عن قوس واحدة . يقول الله تعالى (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا)) (الأنفال: 72) . ويقول في شأن قوم: (فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله). (النساء: 89 ـ وبديل الهجرة إلى الدولة المسلمة هو الانضمام إلى الجماعة المسلمة التي تعمل لإقامة دولة الإسلام؛ فهو فريضة على كل مسلم بحسب وسعه. ) كما نزل القرآن الكريم يندد أبلغ تنديد بأولئك الذين يعيشون مختارين في دار الكفر والحرب دون أن يتمكنوا من إقامة دينهم وأداء واجباتهم وشعائرهم:. ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا). (النساء 97: 99). وعند وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أول ما شغل أصحابه رضي الله عنهم أن يختاروا إمامًا لهم حتى إنهم قدموا ذلك على دفنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبادروا إلى بيعة أبي بكر وتسليم النظر إليه في أمورهم وكذا في كل عصر من بعد ذلك وبهذا الإجماع التاريخي ابتداء من الصحابة والتابعين - مع ما ذكرنا من نصوص - استدل علماء الإسلام على وجوب نصب الإمام الذي هو رمز الدولة الإسلامية وعنوانها. ولم يعرف المسلمون في تاريخهم انفصالاً بين الدين والدولة إلا عندما نجم قرن العلمانية في هذا العصر وهو ما حذر الرسول منه وأمر بمقاومته كما في حديث معاذ: (ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الإسلام حيث دار ألا إن القرآن والسلطان سيفترقان - أي الدين والدولة - فلا تفارقوا الكتاب . ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم فإن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم) قالوا: وماذا نصنع يا رسول الله ؟ قال: ( كما صنع أصحاب عيسى بن مريم: نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله).(رواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن سويد بن عبد العزيز ـ وهو ضعيف ـ وأحمد بن منيع، ورواته ثقات كما قال البوصيري في "الاتحاف"،-انظر "المطالب العالية" لابن حجر بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، نشر أوقاف الكويت ج4 حديث "4408"- ورواه الطبراني،وفيه يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، ووثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رواته ثقات. انظر "مجمع الزوائد" للهيثمي "ج238/5") 4ـ الدليل من طبيعة الإسلام:. أما طبيعة الإسلام ورسالته فذلك أنه دين عام وشريعة شاملة وشريعة هذه طبيعتها لا بد أن تتغلغل في كافة نواحي الحياة ولا يتصور أن تهمل شأن الدولة وتدعها للمتحللين والملحدين أو الفسقة يديرونها تبعًا للهوى. كما أن هذا الدين يدعو إلى التنظيم وتحديد المسئولية ويكره الاضطراب والفوضى في كل شيء حتى رأينا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمرنا في الصلاة أن نسوي الصفوف وأن يؤمنا أعلمنا وفي السفر يقول: أمروا أحدكم. يقول الإمام ابن تيمية في السياسة الشرعية: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها . فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ولا بد عند الاجتماع من رأس . حتى قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم) رواه أبو داود من حديث أبي سعيد وأبي هريرة (رواه الطبراني عن عبد الله، ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد 249/5) . وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (لا يحل لثلاثة أن يكونوا بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم) فأوجب ـ صلى الله عليه وسلم ـ تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع. ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصرة المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة . ولهذا روي: (إن السلطان ظل الله في الأرض) ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كانت لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان) ( السياسة الشرعية، ضمن مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ28 ص 390، 391) وذلك لأن الله يصلح بصلاحه خلقًا كثيرًا. ثم إن طبيعة الإسلام باعتباره منهجًا يريد أن يسود ويقود ويوجه الحياة ويحكم المجتمع ويضبط سير البشر وفق أوامر الله لا يظن به أن يكتفي بالخطابة والتذكير والموعظة الحسنة ولا أن يدع أحكامه ووصاياه وتعليماته في شتى المجالات إلى ضمائر الأفراد وحدها فإذا سقمت هذه الضمائر أو ماتت سقمت معها وماتت تلك الأحكام والتعاليم وقد قال الخليفة الثالث رضي الله عنه: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن). فمن الناس من يهديه الكتاب والميزان ومنهم من لا يردعه إلا الحديد والسنان ولذا قال تعالى:. (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس). (الحديد: 25). قال ابن تيمية: فمن عدل عن الكتاب عدّل بالحديد ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف. ( مجموع الفتاوى جـ28 ص 264). وقال الإمام الغزالي: الدنيا مزرعة الآخرة ، ولا يتم الدين إلا بالدنيا . والملك والدين توءمان، فالدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع ولا يتم الملك والضبط إلا بالسلطان. (إحياء علوم الدين جـ71/1 كتاب (العلم) ). إن نصوص الإسلام لو لم تجئ صريحة بوجوب إقامة دولة الإسلام ولم يجيء تاريخ الرسول وأصحابه تطبيقًا عمليًا لما دعت إليه هذه النصوص لكانت طبيعة الرسالة الإسلامية نفسها تحتم أن تقوم للإسلام دولة أو دار يتميز فيها بعقائده وشعائره وتعاليمه ومفاهيمه وأخلاقه وفضائله وتقاليده وتشريعاته. فلا غنى للإسلام عن هذه الدولة المسئولة في أي عصر ولكنه أحوج ما يكون إليها في هذا العصر خاصة ........ منقول آخر تعديل بواسطة Khaled Soliman ، 22-05-2011 الساعة 02:28 AM |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخى الحبيب
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً أخي الحبيب وشكراً مرورك الكريم |
#4
|
|||
|
|||
الشريعة أولاً
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك وجزاك خيرا أخى الفاضل
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|