اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2011, 09:54 AM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي لن نتراجع.. لن نُستدرج.. لن نُوظف

كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمَن تتبع الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها صحف إعلامية على الدعوة السلفية ورموزها؛ يجد أن الهدف مِن ورائها لا يخرج عن أحد ثلاثة احتمالات:
الأول: هو دفع الدعوة لتقديم تنازلات في عددٍ من القضايا، منها:
أ‌- ترك الدعوة إلى تطبيق الشريعة ومنابذة العالمانية.
ب‌- التخلي عن الدعوة إلى التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم -وبالأخص النصارى- مِن المنظور الإسلامي لهذه القضية، والقبول بالطرح العالماني لهذه القضية، بل القبول بما هو أدنى مِن الطرح العالماني.
جـ- التطبيع مع الفن والرقص والغناء والتمثيل، وغيرها من صور الفجور.
د‌- إغلاق ملف النقاب والحجاب.
هـ‌- الترحيب بالغزو الثقافي الأمريكي من جهة، والشيعي من جهة أخرى.
والقائمة طويلة، ولكن هذه أبرز عنواينها.
الثاني: الاستدراج إلى العنف:
وذلك لأن كثيرًا مِن هؤلاء المهاجمين للسلفية لا يُخفون ولاءهم للثقافة الغربية والأجندة الغربية بصفة عامة!
وبعضهم يعمل في وسائل الإعلام المملوكة للوبي الغربي، ومِن ثمَّ يريد تحقيق أهدافهم.
وهؤلاء يريدون تفخيخ العلاقة بيْن الإسلاميين والأنظمة الحاكمة؛ لتسيل الدماء من الجانبين، بينما يعيش هؤلاء على هامش المعركة تحريضًا وتهييجًا، ومؤتمرات ومؤامرات، ومناصب ثقافية في نظام كانوا وما زالوا أشد خصومه الفكريين؛ حيث ينتمي معظمهم إلى اليسار، في الوقت الذي يبايع الأنظمة اليمينية، ويغازل قوى الشعب الكادحة بعقد المؤتمرات في الفنادق العائمة!
ومِن العجب: أن تكون الجرائد والمجلات التي تُحرِّض النظام على البطش بالسلفيين هي التي تحرض السلفيين على الثورة مطالبة بثأر "السيد بلال" -رحمه الله وأنزله منازل الشهداء-!
إذن فهم يريدون أن يستدرجوا الحركة الإسلامية إلى العنف، لا سيما السلفيين الذين لم يمتنعوا عن ممارسة العنف فحسب، بل أقنعوا "الكثيرين" بتركه.
الثالث: توظيف شباب السلفيين في فوضى عارمة بعد الفوضى الخلاقة:
والمتابع للساحة الإسلامية والعربية، وتقاطعها مع الساحة العالمية؛ يجد أن هناك خيوط مؤامرة لتفجير الأوضاع المحتقنة بطبيعة الحال في البلاد الإسلامية، بدأت مع تسريبات "ويكليلكس"، وتصاعدت في عدة بلدان في آن واحد تزامنًا مع استفتاء الجنوب السوداني.
وكثير مِن المتصدين للإعلام ولغيره يصورون للنظام أنه يهاجم الإسلاميين مِن أجل عيون النظام؛ بينما هو يهاجم الإسلاميين، ويفتح لهم بوابات هروب في اتجاه لا يخدم البلاد، ولا النظام، ولا الإسلام بطبيعة الحال!
فوكلاء الغرب في بلادنا -وهم يحرثون الأرض لثورات شعبية- يزعجهم التفاف شباب الإسلاميين بصفة عامة -والسلفيين بصفة خاصة- حول مشروعات سامية تهون معها ما يلاقونه مِن مشكلات اقتصادية واجتماعية، كما أنهم يُساهمون في تخفيف آثار تلك الأزمات على غيرهم بدلاً مِن أن يَفِرَّ الناسُ إلى الانتحار.
ومِن ثمَّ يقوم هذا "الطابور الخامس" بتحريض النظام على القادة الإسلاميين؛ بينما يحرِّض الأتباع على قادتهم.
والمطلوب في النهاية: أن يترك الشباب الإسلامي المشروع الإسلامي؛ ليخرجوا في مظاهرات الجياع كحال تونس، وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
ونحن نقول لهؤلاء: موتوا بغيظكم؛ فبإذن الله لن نتراجع عن ثوابت ديننا، وليفعلوا كل ما في وسعهم.
ولن نُستَدرج إلى حمامات الدم؛ لأننا نعرف حرمة الدماء، ونعرف أهمية الحفاظ على بلاد المسلمين.
ولن نُوظف في معركة غير معركتنا.
سنبقى -بإذن الله- غصة في حلوقهم أجمعين.
فأما مَن كان يروم مِن حملته الأمر الأول: فنقول له كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ساومه المشركون على أن "يسكت" عن عيب آلهتهم، وهم يعطونه كل ما يتمناه بشرٌ -سوى الأنبياء وأتباعهم- مِن: الملك، والجاه، والنساء، والمال؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ تَشْعِلُوا لِي مِنْهَا شُعْلَةً) يَعْنِي: الشَمْس (رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو يعلى في مسنده، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن، وحسنه الألباني).
ويروى أنه قال: "والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر؛ لا أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه".
لن نستجيب لحملة المساومات، وقد قال -تعالى-: (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (الإنسان:24)، وبالغ في نهي رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك تنبيهًا على مَن دونه -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً) (الإسراء:74).
ولا يعني هذا أننا ندعي أننا كأفراد أو كاتجاه نحتكر الحق كما يدعي العالمانيون؛ ولكن نحن نتمسك بالحق الذي يتبين لنا، ونقول لمن ساومنا عليه: (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا) (طه:72).
وأما مَن طلب النقاش والمناظرة، وأراد أن يقارع الحجة بالحجة بدلاً من سياسة العصا والجزرة التي تتبعها بعض وسائل الإعلام معنا؛ فنحن نرحب بأي نقاش يقوم على أرضية الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.
والواقع: إن تهمة احتكار الحق هي إحدى الحيل الدفاعية التي يبرِّر بها خصوم السلفية موقفهم الضعيف أمامها؛ حيث إننا لا نعلم أحدًا في الدنيا يعتقد أو يظن صحة أمر ما إلا وهو يدافع عنه وينافح، وهذا من بديهيات الأمور.
ولكن الذم فيمن يرى أنه كشخص لا يخطئ، أو يجب اتباعه حتى وإن أخطأ، وهذه الفرية أقرب إلى العالمانية؛ لاسيما العالمانية "الردحية"! وأبعد ما تكون عن السلفية.
وأما مَن ظنَّ أن هذه الحملات هي التي أخرجت منتسبين إلى السلفية يفتون بقتل المعارضين السياسين، ولا يرون دخول السياسة إلا مِن بوابة الحزب الحاكم، و لا يرون فى الدنيا منكرًا إلا أخطاء الجماعات الاسلامية سواء منها ما كان ثابتًا أو ما كان متوهمًا، ومِن ثم يواصلونها أملاً في أن يصل باقي السلفيين إلى تلك النهاية المخجلة؛ فنقول لهم: إن هؤلاء أقوام أصيبوا بسقم في الفهم، ونسبوه إلى السلفية؛ فلا ينبغي أن يعول عليهم كثيرًا، أو يظن إمكانية وصول غيرهم إلى نفس قناعاتهم.
فليوفر كل راغب في تراجع الدعوة عن شيء من منهجها وقتَه وقلمه وجهده؛ فالدعوة لا تنتشر بجهود أبنائها؛ وإنما تنشر بتأييد الله لها متى صبر أبناؤها عليها، وبذلوا كل ما استطاعوا مِن جهود في نشرها.
وأما مَن يريد أن يجر الدعوة إلى تبني العنف؛ فهو أمر يظهر في سلوك مَن يحرض الأمن على السلفيين، ثم يحرض السلفيين على الثورة مِن أجل حقوقهم، ثم إذا امتص الشيوخ تلك الصدمات، وأوقفوا مفعول تلك الحيل الشيطانية؛ حرضوا عليهم أتباعهم.
لقد ذكر الشيخ "ناجح إبراهيم" في ذكريات تجربة الجماعة الإسلامية كيف كان يأتي المحامون مِن اليسار ليعرضوا على إخوة الجماعة الدفاع المجاني عنهم، ثم يتعمدون عدم الدفاع المتقن؛ ليبقى الثأر قائمًا بين الجماعة والنظام.
وليعلم هؤلاء: أن السلفيين لا يرضون بالظلم، ولو كان عشر معشار ما يملأ السهل والوادي، ولكنهم اختاروا السلمية؛ لأنهم دعوة، يريدون مناخًا يمكن عرض الحق فيه، وليس مجتمعًا مثقلاً بالجراح، وملبدًا بالغيوم، ودعاة لا يخرجون من مخابئهم إلا في لعبة الكر والفر.
يا أيها المحرضون.. حرضوا.. وسنواجه هذا التحريض بسهام الليل التي ربما أصابتكم أنتم قبل غيركم.
وهل نسيتم "فيروس أبي زيد"؟!
أم تراكم نسيتم الجنازة الهزيلة لأستاذكم "محفوظ"؟!
أم لم تشاهدوا "شين العالمانيين" وهو يفر مذعورًا، وقد تخلي عنه سادته، ولم يتبعه محرضوه؟!
لا تجهدوا أنفسكم في البحث عن سبب لهذا الرعب المفاجئ؛ فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، والله يقول لدعوة المظلوم: (بِعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
وأما أخطر هذه الاحتمالات فهو محاولة استقطاب شباب الدعوة الإسلامية؛ لا سيما بعد ما قرب الإنترنت المسافات.. فيحاول هؤلاء أن يقودوا الشباب الغاضب من كل الاتجاهات؛ لكي يحدثوا فوضى عارمة بعد ما لم تفِ الفوضى الخلاقة التي صدرتها لنا أمريكا بالمطلوب!
والعجيب أن هناك مَن يساعد على هذا المناخ..!
ولا ندري مَن أشار بتقليص عدد مقاعد الإخوان من 88 إلى صفر!
وهل درس مَن أوصى بهذا مِن هؤلاء الكتاب أثر هذا على الآلاف من الشباب الإخواني؟!
أم أنه الحقد الأعمى؟!
أم أنه دَرَسَ وتعمَّد أن يوصي بذلك لإحراق البلاد؟!
ومَن صاحب فكرة اتهام السلفيين -بل التنكيل بهم- بتهمة العنف، وهم كانوا وما زالوا يواجهون اتهامات عديدة بالتخاذل مِن قِبَل مَن يتبنى هذه العمليات من الإسلاميين؟!
إنهم نفس المجموعة الصحفية التي نكاد نجزم أنهم رسل الغرب لإحداث الفوضى العارمة في بلادنا..
إن من أثقل الأمور على النفس أن يظلم الإنسان، ثم يفكر في عاقبة أمره؛ فلا يجد أمامه حلاً إلا الصبر؛ لا سيما إذا كان غير مكتوف الأيدي، ولكن دينه وعقله يأمرانه أن يُكبل يده بنفسه حتى لا يكون مفتاح فتنة!
والأصعب من ذلك أن تطلب مِن الناس هذا وتحضهم عليه!
ولكننا نبذل وسعنا في أن نقول لإخواننا: احذروا مَن يريد أن يوظفكم لأهوائه ومطامعه، واعرفوا الهدف قبل أن تحكموا على وسيلة ما بالقبول أو الرفض.
وأما أصحاب هذه الحملات.. فنقول لهم: موتوا بغيظكم.. فوالله ثم والله لا نتراجع عن شيء نراه حقًا إلا إذا تبين لنا -بالدليل القاطع مِن الكتاب والسنة- خطأه، لا بتدجيل دجال ولا بسخرية مستهزئ.
ولن نُستدرج نحن معشر السلفيين إلى المشاركة في الفوضى، سواءً ما وسمتها أمريكا بأنها خلاقة أو ما لم توصف بهذا الوصف.
كما أن شباب الدعوة الذي اعتاد أن تكون مرجعيته علماء ودعاة يهدون بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لن يسهل عليه أن يقوده في مظاهرةٍ كافر، أو يقوده فيها تارك للصلاة، أو فتاة متبرجة، ولن يقبل أن يُعرِّض بلاد الإسلام -لا سيما مصر قلب العالم الإسلامي- للخطر.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
  #2  
قديم 04-02-2011, 08:05 PM
الصورة الرمزية حارسة السفينة
حارسة السفينة حارسة السفينة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 77
معدل تقييم المستوى: 14
حارسة السفينة is on a distinguished road
افتراضي

الله المستعان القضية حلها بسيط للغاية وهو ان نحكم ديننا وان نرجع الى ربنا
  #3  
قديم 04-02-2011, 08:07 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

واقع الأمر بين طرفين:
ـ طرف يمثل الطموح.
ـ وطرف يمثل القدرة.
أي انه حوار بين جيل جديد من الشباب تصدى لشحنة متفجرة وخطرة لم يكن هناك من يعرف كيف يستطيع الاقتراب منها وفك عقدها، وقد فعلها هذا الجيل بحسن تصرف، وكفاءة علم، وبأدوات عصر. هذا هو الطرف الأول الذي دخل الساحة الآن.
والطرف الثاني هو القوات المسلحة، وهو القدرة الحارسة لسيادة الدولة وحماية الشرعية فيها ـ الشرعية لا السلطة، شرعية في دستور حقيقي، على أساس عقد سياسي واجتماعي بين طبقات الشعب كلها.
[ الطرف الأول وهو جيل الشباب، هاله ـ مثل ما هال أجيالاً أخرى في الوطن ما جرى له وما وقع للشرعية فيه، وما هو مترتب على الشرعية وتابع لها مثل السلطة والحكم، ومثل القانون وتطبيقه وبما يحقق مطالب العقد الاجتماعي بين جميع قوى الشعب.
[ وبالطبع فليس جيل الشباب الطالع، والقوات المسلحة للوطن، هما الطرفين الوحيدين على أرض الوطن، فهناك قوى كثيرة وطبقات متعددة وأجيال متعاقبة موجودة في الساحة، وكلها في أقصى درجات التنبه، وتلك هي الكتلة الأكبر والأقوى على الساحة، لكن صوت الحوار بين الشباب الطالع بالطموح، والقوات المسلحة المسؤولة بالواقع هو نقطة التركيز هذه اللحظة.
ولم أكن أريد لنفسي ولا لغيري من جيلي أن نتدخل، فكلنا الآن في الغروب أو على مشارفه، والصبح والظهر والعصر لها أصحابها.
لكنني أجد نفسي مدفوعاً إلى الكلام، لأني أخشى من عدة محاذير:
1 ـ أخشى أن يطول الحوار، وان تزيد تكاليفه وأن يختل سياقه، وأن تترتب على ذلك اثقال من كل نوع: وطني وسياسي واجتماعي واقتصادي ونفسي وفكري، وكلها أثقال فادحة.
2 ـ أن هناك قوى خارجية بدأت تطل على الساحة لأن لها فيها مصالح حيوية، خصوصاً وأن هناك عندنا من قطع على نفسه تعهدات لا نعلم عنها شيئاً، وإن كنا نستشعر أثرها.
3 ـ أن هناك عناصر وسط الساحة الداخلية قد تغريها الساحة المفتوحة الآن، مع انتهاز الفرص واللعب، إما بشطارة أو بغلاظة لتحقيق نزعات وأهواء شخصية وفردية أو غير ذلك.
والمشكلة:
ـ مفاجأة دخول هذا الجيل من الشباب وبأدوات عصره.
ـ ومع عجز النظام القائم على السلطة عجزاً كاملاً عن الفهم والاستجابة واستقوائه بغرور سلطة مطلقة في يده وقصور فكر راح يرتب لتأييدها بالتوريث الفعلي وبمساعدة شيوخ من بقايا كل العصور، إلى جانب عناصر مستجدة تصورت إمكان اللعب في فراغ تسبب فيه قهر استولى على كل وسائل التعبير والتنوير وترك هامشاً مرئياً ومسموعاً ومقروءاً لمجرد التنفيس عن البخار حتى لا يحدث الانفجار مع تعامل بوليسي، كل هذا لم يجعل الحكم بوليسياً فقط. ولكن جعل البوليس هو الحكم!
والذي حدث أن رؤوس النظام ـ مع أنه من الصعب تسميته بنظام، لأنه بالفعل، «اوليجاركي» (تحالف عناصر مال وسلطة سلاحها القمع الأمني) ـ لم تفهم شيئاً ولم تستطع ان تلحظ تغييراً في مجتمع أصبح أقوى من أي قمع، والنتيجة أن الانفجار وقع.
.
والآن وقد وقع ما كان محتماً أن يقع، فقد تغيرت أشياء كثيرة واستجدت حقائق جديدة، وقوى جديدة، ومطالب جديدة.
[ لقد جرى في مصر شيء كبير خلال أسبوع واحد من يناير 2011.
ففي يوم الأربعاء 26 يناير وبكل ما وقع فيه من أول قطع الاتصالات بحرب الكترونية شنت على قوى الأمل في الأمة ـ سقطت الوزارة.
وفي يوم الخميس 27 يناير سقطت فكرة تأييد النظام عن طريق التوريث، وبدعوى «الاستقرار».
وفي مظاهرات «الجمعة» حدث ما هو أخطر، ترنحت رئاسة النظام ذاتها، وبدت مغيبة غير قادرة على قرار، ولا على كلمة، وكان الصمت المخيف الذي ساد على قمة النظام لعدة ساعات طوال يوم الجمعة، وحتى قرب منتصف الليل في انتظار كلمة أذيع رسمياً أن رئيس مجلس الشعب سوف يقولها، حاملة أنباء جديدة لا يمكن أن يكون لها غير معنى خروج الرئيس، إلى أن حدث تغيير أصبح فيه الرئيس نفسه هو المتكلم ليقول كلاماً أبعد ما يكون عن الواقع المستجد، كما لو أن الصوت الذي يسمعه الناس كان من خارج الزمن ومن خارج التوقيت ومن خارج الواقع.
وفي اليوم التالي كان النظام كله، وليس موقع القمة فيه، يترنح أمام الداخل والخارج، مع إعلان حالة الطوارئ وانسحاب البوليس من الشوارع ونزول القوات المسلحة لفرض حظر تجول أرادت بعض عناصر السلطة استغلاله لإحداث حالة فوضى تخيف، وتهديد يدفع الناس إلى القلق على حياتهم وممتلكاتهم وبالتالي يعيدهم في الصباح بالفعل إلى حظيرة النظام مرتعدين.
لكن الشباب ومعهم قوى شعبية جرارة كانوا قد كسَّروا كل الحواجز، وكسَّروا كل القيود، وخرجوا إلى ثورة حقيقية تطالب بتغيير عند الجذور والأصول.
وهكذا جاء صباح السبت 29 يناير وإذا الشعب والجيش كلاهما في الشارع، وأهم الأشياء الآن هذه اللحظة أن تبين الأمور جلية أمام الكل، بحيث يظل الطرفان جنباً إلى جنب، والى هدف معلوم، وليس وجهاً لوجه، والى مجهول لا يعرفه أحد، وهذه قضية القضايا اليوم.
والسؤال المهم هذه اللحظة هو ـ ماذا نريد؟!
كان الشعب ـ وهذه حقيقة لم يعد في مقدور أحد أن يجادل فيها ـ يريد إسقاط النظام، ممثلاً برئاسته، وفي الحقيقة فإنها لم تكن هناك دولة، ولا كان هناك نظام، وإنما كانت هناك مجموعة سلطة.
ولكل من يريد أن يرى ويسمع ويفهم فإن مطلب الشعب وصل بالفعل، بصرف النظر عن الشكل إلى تأكيد مطلبه الأول وهو أن رئاسة السلطة انتهت.
وسواء سقطت رئاسة «حسني مبارك»، أو لم تسقط، فإن هذه الرئاسة بأي معيار قد انتهت، لأنها ببساطة فقدت أي بقايا للشرعية.
ذلك ان للشرعية علامات وأمارات:
رضا وقبول طوعي من الناس ـ وذلك ضاع
ومكانة وهيبة ـ وهذه تداعت أمام جماهير الداخل وأمام المنطقة، وأمام العالم، لم يعد في مقدور أحد أن يقدم نفسه للناس ممثلاً لمصر ورمزاً لها.
لم يعد في مقدور أحد على قمة يستطيع منها أن يوجه الشعب المصري، فيطيع، أو يصدر قانوناً فيلزم. ولم يعد في مقدور أحد أن يخاطب العالم العربي، فيسمع ولم يعد في مقدور أحد أن يواجه العالم الخارجي، فيأخذ جداً ما يقوله.daboon
حتى عام مضى وربما أقل، كان في مقدور الرئيس «حسني مبارك» أن يتحرك ـ أن يفعل شيئاً، ولم يتحرك، بل لعله حتى يوم الجمعة الفائت كان في مقدوره أن ينقذ شيئاً، لكنه تردد.
لقد تصورت ـ وتصور غيري ـ أنه حين أعلن أنه هو الذي سوف يتكلم مساء الجمعة الفائت، أنه سوف يقول للناس كلاماً محدداً.
تصورت أنه سوف يقول لقد وصلتني الرسالة، وأدركت مضمونها، وسوف أتصرف:
1 ـ سوف تكون هذه آخر فترة لرئاستي، ولن أرشح نفسي، ولن أرشح ابني من بعدي للرئاسة.
2 ـ سوف أصدر قراراً بحل مجلس الشعب الذي مثَّل انتخابه أكبر عملية استفزاز للمشاعر والأصول والحدود والكرامات.
3 ـ سوف أصدر قراراً بتنحية وعقاب عدد من المسؤولين ممن يسمون الحرس القديم والحرس الجديد، لأنهم استهتروا بالشعب وأساءوا إليه.
4 ـ سوف أتشاور في إنشاء هيئة شعبية تمثل كل قوى الشعب، لتشرف على مرحلة انتقالية، تمهيداً لقيام عهد جديد يمثل إرادة الشعب وطموحه.
5 ـ انني أرى أن البحر الميت للسياسة في مصر قد تدفق عليه الماء، الذي فتح المجرى جيل جديد خرج ليمسك بمقدرات المستقبل، وسوف أبذل جهدي للمساعدة في إبقاء بحر السياسة مفتوحاً، خوفاً من الصخور والعواصف والوحوش!
لكنه لم يقل شيئاً من ذلك، وتكلم وكأن ما حدث مجرد زوبعة عابرة يمكن احتواؤها ببعض الإجراءات العاجلة، حتى تهدأ الريح، ويسكت الغضب، وكذلك بدأت النهاية.
وبصراحة فإن الملك «فاروق» كان أعقل يوم 26 (26 أيضاً) من يوليو سنة 1952، فقد فهم وأصدر مرسوماً بأنه ونزولاً على إرادة الشعب قرر التنازل عن العرش.
فهم العرش الملكي ولم تفهم رئاسة ما يُسمى بالنظام الجمهوري، وكذلك انتهى كل شيء، رغم أنه لا يزال هناك من يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ببساطة: الوطن أكبر من أن يتحول إلى ملكية أحد.
والشعب أكبر من أن يتحول إلى عمال وموظفين لديه.
هناك شعب ورجال وشباب.
ثم وهذه نقطة مهمة: هناك جيش، وهو نفس جيش الشعب ورجاله وشبابه.
وهناك هذه اللحظة حوار بين الطرفين.
وأهم ما يجب إدراكه: أن هناك صفحة تطوى.
كان النظام ـ أو ما يدعى بالنظام ـ يتداعى تاريخياً من سنوات، ثم راح يتداعى سياسياً، وحين حدثت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، نهاية لمشاهد متعاقبة من الانهيارات، أسوأ من انهيار صخور «المقطم» في «الدويقة»، إذا بالشعب، الذي قيل إنه انتخب الحزب الوطني بنسبة 99% كما أعلن، كان هو الشعب الذي ثار على النظام وبنسبة ---%، حقيقية هذه المرة وليست من صنع وزارة الداخلية، وقد ثار عليه، ونزع عن الحكم كل أقنعة الشرعية، وجعله واقفاً أمام العالم كله كالطاووس، الذي نزعت العاصفة كل ريشه الملون، وتركته عارياً في عرض الطريق.
والآن، ما العمل؟!
لا بد أن يُقال إن الموقف عند الذروة، إذ لا يصح معها التعلق بالأوهام، ولا يُسمح فيها بالصدام في الظلام. وهناك حقائق لا بد أن تكون أمام الجميع:
1 ـ إن الرواسي في الوطن في حالة سيولة خطرة، ولا يمكن تركها للمصادفات.
2 ـ ليس بين الشعب وشبابه وبين الجيش وقواته خلاف، فقد انتهى زمان، وبدأ زمان.
3 ـ إن هناك قوى خارجية وإقليمية ترى حالة السيولة، وتتخيل أن لها فرصة في إعادة تشكيلها، وقد أقول انه طبقاً لمعلومات تبدو موثوقة، فإن إسرائيل سألت في القاهرة عما إذا كان هناك شيء تستطيع أن تفعله للمساعدة، وكانت الحكومة الأميركية هي التي ردت تقول: إن أي عمل من جانبكم سوف يزيد من تعقيد الموقف، فاتركوه لنا ولأصدقائنا في الإقليم، ونحن معكم نرى أن زماناً انتهى في مصر، وزماناً ثانياً على وشك أن يبدأ، ونحن مع أصدقاء لنا نستطيع أن نرتب بأفضل مما تقدرون عليه (لحفظ ما يُسمى بالاستقرار وما يُسمى بالسلام).
4 ـ إن هذا الزمان الجديد الذي تظهر بوادره يجب ألا يُترك للولايات المتحدة تسير فيه هنا، أو تشجع هناك.
5 ـ إن عقلاء هذا الشعب لا بد لهم أن يتحركوا تاركين ميدان التحرير الأن ، وأن يوجدوا صلة حوار ما بين الشباب والجيش ويروى ويتابعوا نتائج ثورتهم
ثم ماذا؟!!!!
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:12 PM.