|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يا ترى عندما عصى الشيطانُ اللهَ ، من كان شيطانه؟؟!!
** يا تُرى عندما عصى الشيطانُ اللهَ ، من كان شيطانه؟؟!! - قد يبدو في باديء الأمر أن السؤال غريب ، وعجيب لكن لا تعجب عندما تعلم بأن إجابة هذا السؤال تتلخص في كلمة واحدة هي :النَفْس - نعم إنها النفس ، فالــ ( نَفْس ) كلمة في منتهى الخطورة ، ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة ، يقول الله تبارك وتعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) سورة ق - إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه ( الشيطان ) والناس هنا تتسائل : نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ، ونصلي في المسجد ، ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ..... و..... و ..... الخ وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ؟؟! والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في محكم كتابه :- {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء * إنما العدو الحقيقي هو ( النفس ) ، نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود في داخل الإنسان احبتي في الله - يقول الله تبارك وتعالى :- {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } (14) سورة الإسراء - وقوله تبارك وتعالى :- {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (17) سورة غافر - وقوله تبارك وتعالى :- {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (38) سورة المدثر - وقوله تبارك وتعالى :- {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } (40) سورة النازعات - وقوله تبارك وتعالى :- {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ} (14) سورة التكوير ** لاحظوا أيها الأحبة أن الآيات السابق ذكرها تدور حول كلمة (النفس ) ــــ فـــمـــا هــــي هـــذه الـــنَـفْـس؟؟؟ * يقول العلماء : أن الآلهة التي كانت تُعبَدُ من دون الله (( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع ، وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى )) كل هذه الأصنام هُدمت ماعدا إله مزيف مازال يُعبَدُ من دون الله ، ويعبده كثير من المسلمين ، - يقول الله تبارك وتعالى :- {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (43) سورة الفرقان ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ، ولا لناهٍ ولا لداعٍ ولا لعالمٍ ولا لشيخٍ ، لذلك تجده يفعل ما يريد - و يقول الإمام البصري :- ((وخالف النفس والشيطان واعصهما)) ** لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم كــ :- - جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) - جريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا) - جريمة ( كُفر إبليس) لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) - يقول الله تبارك وتعالى :- {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (30) سورة المائدة * فعندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما - ثم تاب منها - ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك :- - أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان فيا تُرى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟ - إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، - نعم النفس توسوس ... فلقد قال عنها الله تعالى :- {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} (53) سورة يوسف * إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير ... لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان ، هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :- {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف فاحرص أخي الكريم / أختي الكريمة على مجاهدة النفسٍ وتقويمها ، حتى نعبر إلى سبيل الرشاد هدانا الله وإياكم ، وجعل الحق سبيلنا والجنة مئوانا
__________________
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|