نقلا من أحد مواقع الإستشارات >>>
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أسألكم جزاكم الله خيرا عن الحب في الله بين الشاب والفتاة.. هل يمكن لشاب أن يقول لفتاة أنا احبك في الله أو العكس ولا يكون في نفسه غير ذلك ؟؟ وأيضا الأخوة في الله هل يمكن أن تكون بين شاب وفتاة؟؟ أنا اعلم أن المتحابين في الله لهم منزلة خاصة عند رب العباد فهل يمكن أن يحصلوا المتحابين في الله إن كانوا شابا وفتاة على نفس الميزات التي تكون بين فتاة وفتاة أو بين شاب وشاب بحيث أن المتحابين في الله أو الأخوة في الله سوف يجمعهم الله يوم القيامة في مكان واحد وسيحشرون مع بعضهم فكيف يكون شباب وفتيات أجانب عن بعضهم وبينهم هذا الحب؟؟ أرجو أن تعرفوا لي الحب في الله والأخوة في الله وما الفرق بينهما وأيضا هل يمكن أن يكون هناك إخوة في الله وليس حب في الله بين شاب وفتاة وأريد أدلة من القرآن والسنة إذا لم يكن عندكم مانع. وشكرا جزيلا على تواصلكم وجزاكم الله كل الخير على كل شخص سوف يستفيد من هذه الاستشارة وأعلموا أنني سوف انشر الإجابة في أكثر من موقع لأن هذا الموضوع يسأل عنه فتيات وشباب كثيرين. أختكم ميس.
الاجابة : الحمد لله وحده وبعد: فالحب في الله والإخوة في الله تعالى يستلزم أحدهما الآخر، فمن آخيته في الله تعالى فقد أحببته فيه، والحب في الله تعالى عبادة قلبية لها ثمرة ظاهرة في الأقوال والأفعال، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" (رواه البخاري 16 ومسلم 43) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" (رواه مسلم 2566).
وكثير من الناس يدعي محبة غيره في الله تعالى، وهي محبة مدعاة أحياناً تزول بأدنى خلاف، قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: "وعلامة هذا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حباً لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضاً إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمداً مطيعاً لله فيه أو متأولاً أو مجتهداً أو باغياً نازعاً تائباً والدين كله يدور على أربع قواعد حب وبغض ويترتب عليهما فعل وترك، فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله وإذا أبغض أبغض لله وإذا فعل فعل لله وإذا ترك ترك لله وما نقص من أصنافه هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه" اهـ. (إغاثة اللهفان 1/253) ولابن تيمية رحمه الله تعالى رسالة نفيسة (قاعدة في المحبة) فصل فيها كثيراً من الأحكام.
والحب في الله تعالى كما يكون بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة، فكذلك يكون بين الرجل والمرأة، فنحن نحب أمهات المؤمنين كلهن عائشة وخديجة وصفية وحفصة وغيرهن من التقيات النقيات في الله تعالى، وإذا أحب الرجل الرجل في الله أخبره بذلك كما إذا أحبت المرأة المرأة في الله تعالى أخبرتها بذلك لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أعلمته)؟ قال: لا، قال: (أعلمه) قال فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني فيه" (رواه أحمد 3/140 وأبو داود 5125 وصححه ابن حبان 571).
ولكن إذا أحب الرجل المرأة أو العكس في الله تعالى هل يخبرها بذلك؟ هذا محل تفصيل: فإن كانت المرأة أحد محارمه كأخته أو عمته، أخبرها بذلك، أما إن كانت أجنبية عنه فلا أرى ذلك لما قد يترتب على ذلك من أمور قد تفهم خطأ، ولا أعلم أحداً من السلف أخبر امرأة أجنبية عنه أنه يحبها في الله تعالى، ومن تلبيس الشيطان على بعض الشباب والشابات أن يتصل بعضهم ببعض هاتفياً أو عبر الشات أو غيرها من وسائل الاتصال بدعوى المحبة في الله تعالى مما قد يفضي ذلك إلى الوقوع بأمور غير محمودة بدعوى الحب في الله تعالى، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المستشار: نايف بن أحمد بن علي الحمد.
اللهم ارزقنا حبك