اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2009, 10:22 AM
الصورة الرمزية BaNZeR
BaNZeR BaNZeR غير متواجد حالياً
نجـــم العطــاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 9,239
معدل تقييم المستوى: 25
BaNZeR is on a distinguished road
افتراضي هل من الممكن أن توجه اسرائيل ضربة الى ايران بسبب المخاوف النووية؟..

هل من الممكن أن توجه اسرائيل ضربة الى ايران بسبب المخاوف النووية؟..



رويترز) - قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاحد ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أخبره في أغسطس اب ان اسرائيل لن توجه ضربة عسكرية لايران.
ومع ذلك رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الماضي استبعاد أي خيار لتفادي التهديد الذي يعتقد أن ايران قد تمثله على الدولة اليهودية اذا امتلكت أسلحة نووية.
ويعتقد العديد من المحللين أن احتمالات توجيه اسرائيل ضربة عسكرية الى ايران حتى دون تأييد من حليفتها الولايات المتحدة لا تزال كبيرة.
وهذه تفاصيل الامر:
هل من الممكن أن تشن اسرائيل ضربة عسكرية ضد ايران ؟
انها مقامرة على رهانات كبيرة ودرجة من الخداع.
القادة الاسرائيليون يرفضون استبعاد أي خيار. وهم لا يصدقون التطمينات الايرانية بأن ايران تسعى من وراء برنامجها الى انتاج الطاقة فقط. ومع الوضع في الاعتبار اصرار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد على أن اسرائيل لا مستقبل لها تقول اسرائيل ان امتلاك ايران لقنبلة نووية يمثل تهديدا لوجودها نفسه وهو أمر لن تحتمله ببساطة.
غير أنه في العام الماضي ظهر أن بعض المسؤولين الاسرائيليين يعدون خططا لكيفية تعايش اسرائيل مع ايران النووية في حالة من الردع المتبادل. وأظهر استطلاع للرأي أجري في يونيو حزيران أن الاسرائيليين لا يتوقعون أن تهاجمهم ايران اذا امتلكت قنبلة نووية. وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبوع الماضي ان ايران اذا امتلكت القنبلة فلن يكون بمقدورها أن تدمر اسرائيل وقال " اسرائيل يمكنها أن تدمر ايران."
ويقول مساعدون لنتنياهو انه منذ تولى منصب رئيس الوزراء في مارس اذار جعل انهاء التهديدات الايرانية عنصرا محددا لما يرى انه دوره الشخصي في التاريخ اليهودي. والسوابق لاتزال ماثلة حيث دمرت غارة جوية اسرائيلية عام 1981 المفاعل النووي العراقي الوحيد كما شنت اسرائيل غارة مازال الغموض يحيط بها على موقع في سوريا عام 2007. وعلى الرغم من اتباعها سياسة الصمت لا يشك كثيرون في أن اسرائيل تمتلك بالفعل أسلحة نووية وصواريخ قادرة على ضرب ايران.
ما الذي قد يمنع اسرائيل عن ضرب ايران..
ليس واضحا كيف تعرف اسرائيل تحقيقها لهدفها بمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية. لكن تعهدا من ايران بنبذ هذه الاسلحة مدعوما بشكل من الاشراف ومعلومات المخابرات قد يكون الحد الادنى. سيتوقف الكثير على التصرفات الايرانية وعلى الرئيس الامريكي باراك أوباما واخرين يضغطون على ايران من خلال فرض عقوبات وبالسبل الدبلوماسية.
وبينما يشكك العديد من المحللين في نفي ايران لاي نوايا عسكرية وراء برنامجها النووي يرى بعضهم أن ايران سترضى باظهار قدرتها على امتلاك سلاح نووي في وقت قصير دون أن تسلح نفسها فعلا. ولكن ربما لا تقبل اسرائيل هذا المستوى من التهديد المحتمل.
وفي الوقت نفسه اذا فكرت اسرائيل في توجيه ضربة عسكرية منفردة الى ايران سيتعين عليها ان تأخذ في الاعتبار بعض المخاطر الكبيرة:
- من الانتقام ليس فقط من ايران ولكن من الجماعات المسلحة الموالية لها كحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
- من رد الفعل الاقتصادي والدبلوماسي من جانب الولايات المتحدة والحلفاء.
- من أن يفشل الهجوم الاسرائيلي ومع ذلك يتسبب في ردود الفعل السابقة.
ما هي العناصر الاساسية في الجدول الزمني؟
أولا التقنية الايرانية: قال مستشار الامن القومي الاسرائيلي في يوليو تموز ان التقنية الايرانية تجاوزت "خطا أحمر" بمعنى أنها أصبحت قادرة على انتاج مواد نووية لكنها ليست قادرة بعد على صنع كميات كبيرة منها كما أنها ليست قادرة بعد على وضع رؤوس نووية في صواريخها.
أما رئيس الموساد مائير داجان الذي ينظر اليه باعتباره شخصا أساسيا في صنع سياسة اسرائيل تجاه ايران والذي تم تمديد تفويضة في حدث غير مألوف الى عام 2010 فقال في يونيو حزيران ان ايران سيكون لديها رأس نووي صالح في عام 2014.
ثانيا الدبلوماسية: تلتقي ايران في الاول من أكتوبر تشرين الاول بالقوى الست الكبرى القلقة بشأن الخطط النووية الايرانية. وفي مايو أيار قال أوباما لنتنياهو انه يتوقع "بنهاية العام" أن يحكم على مدى نجاح الوسائل الدبلوماسية. وقال مسؤول رفيع سابق الاسبوع الماضي ان الغرب اذا لم يوافق على عقوبات مشددة على ايران بنهاية العام فان اسرائيل سيكون عليها ان توجه ضربتها العسكرية.
هل ستقدم اسرائيل على توجه الضربة بمفردها دون دعم أمريكي؟
قال أوباما الذي يختلف مع نتنياهو بشأن المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وتحركات السلام مع الفلسطينيين في يوليو تموز انه لم يعط اسرائيل "مطلقا" ضوءا أخضر لشن هجوم. وكان ذلك ردا على تصريحات لنائبه قال فيها ان اسرائيل لديها الحق في التحرك اذا ما أحست بأن هناك "تهديدا لوجودها". وسوف تحجم اسرائيل عن اغضاب حليفتها الرئيسية. ولن ترغب كذلك في مفاجأة واشنطن بتصرف كهذا بل أنها قد تحتاج مساعدة أمريكية أيضا. لكن العديد من المحللين لايزالون يعتقدون أن اسرائيل قد تقدم على شن هجوم على ايران بمفردها.
وهناك تساؤلات حول ما اذا كان الجيش الاسرائيلي أمريكي التسليح يملك المدى الهجومي وقوة النيران اللازمين لتدمير المنشات النووية الايرانية دون مساعدة أمريكية. ويقول محللون ان اسرائيل قد ترضى بتعطيل اي برنامج لانتاج الاسلحة النووية على أمل أن يفلح تغيير سياسي في انهائه.
وربما كان الحديث عن هجوم اسرائيلي منفرد جزءا من خطة لردع ايران أو محاولة لضمان تعاون أمريكي.
كيف يمكن أن تهاجم اسرائيل ايران؟
سرا أم علنا .. تعمل اسرائيل منذ فترة على تطوير قدرات حربية الكترونية قادرة على عرقلة أنظمة التحكم الصناعية والعسكرية الايرانية. ويشك قليلون في أن يكون عمل سري يقوم به عملاء الموساد على الارض ضمن التكتيكات ضد ايران. وميزة التخريب على توجيه ضربة جوية قد يكون امكانية انكاره.
كما يمكن أن تنشر اسرائيل أيضا القوات العسكرية التالية:
جوا.. تمتلك اسرائيل 500 طائرة مقاتلة بينها طائرات اف-15 و اف-16 قادرة على ضرب غرب ايران وابعد من ذلك اذا تزودت بالوقود في الجو وهو اسلوب تدربت عليه القوات الجوية. وبوسع الطائرات الاسرائيلية الطيران فوق دول عربية معادية باستخدام تكنولوجيا تجعلها غير مرئية لاجهزة الرادار. والطائرات المسلحة بقنابل "خارقة للتحصينات" يمكن اطلاقها بدقة خارج المجال الجوي الايراني. كما يعتقد ان اسرائيل لديها عشرات من صواريخ اريحا المصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية او نووية الى الخليج. ومن غير المرجح قيام اسرائيل بضربة نووية.
البر..يمكن نشر القوات الخاصة على الارض لرصد الاهداف ولتدميرها ان امكن عبر عمليات تخريب.
البحر..ارسلت اسرائيل احدى غواصاتها الثلاث من طراز دولفين المصنوعة في المانيا الى البحر الاحمر عبر قناة السويس في يونيو حزيران فاتحة طريقا للخليج. ويعتقد ان الغواصة قادرة على اطلاق صواريخ كروز تحمل رؤوسا تقليدية او نووية.
الدفاع الصاروخي..تعكف اسرائيل على تحديث صاروخها (ارو) الاعتراضي بدعم مالي من واشنطن ويمكنها ايضا توقع الاستفادة من سفن ايجيس الامريكية المضادة للصواريخ المنتشرة في البحر المتوسط. كما يزيد رادار استراتيجي امريكي متمركز في اسرائيل من قوة التحالف.


مصراوي
__________________
It was over 3 years since my last visit
  #2  
قديم 21-09-2009, 01:51 PM
الصورة الرمزية Mr. Medhat Salah
Mr. Medhat Salah Mr. Medhat Salah غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 32,316
معدل تقييم المستوى: 62
Mr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond reputeMr. Medhat Salah has a reputation beyond repute
افتراضي

للعلم ان الجندي الاسرائيلي جبااااااااااااااااااان
لقد انكسرت الاسطوره الاسرائيله في حرب 1973م
وايضا امام مليشيات حزب الله
واخيرا وليس اخرا امام مقاومه حماس
دا كلالالالالالالالالالالام اذا بدات اسرائيل بمهاجمه ايران فهوعام نهايه اسرائيل
  #3  
قديم 21-09-2009, 03:15 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 5,959
معدل تقييم المستوى: 21
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

سأقول كلام ربما يكون غريب عليكم ايران واسرائيل حلفاء ولن يحدث بينهم حرب اسرائيل تحارب الاسلام وكذلك الروافض يحاربون الاسلام وارجو من الاخوه الا ينخدعوا فى حزب حسن نصر وستثبت الايام صدق مانقول اسألوا اهل السنه فى لبنان عن حزب حسن نصر واسألوا اهل السنه فى ايران عن احمدى نجاد وستعرفوا ان هؤلاء لايمكن ان يدافعوا عن الاسلام الذين يسبون امنا جميعا امنا عائشه ويرمونها بابشع الاوصاف ويكفرون الصحابه لايمكن ان يكونوا حزب الله لاتنسوا ان ايران هى التى ساعدت امريكا فى احتلال افعانستان وهى التى ساعدت امريكا فى احتلال العراق حتى تتحول العراق الى دوله شيعيه وقد حدث ولاتنسوا ان الروافض خانوا المسلمين ايام التتار هل تتزكرون ابن العلقمى الشيعى الذى خان بلاده ايام التتار؟ لم يفعل الشيعه شيئا لنصره الاسلام
اقرأ هذا المقال لخبير بالشأن الايرانى
ـ فى أوائل ديسمبر عام 2000 استضاف الاعلامى المحترم الأستاذ سامى كليب فى برنامجه " زيارة خاصة " الذى تبثه قناة الجزيرة ، السيد أبو الحسن بنى صدر ، أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية ، فى حوار مفتوح كشف فيه الرئيس عن حقيقة المشروع الحلم الذى كان يراود آية الله الخمينى قائد الثورة قائلا : ( كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان ، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج " الفارسي " للسيطرة على بقية العالم الإسلامي ) على حد قوله فى الحوار الذى سنعود الى بقيته لاحقا .
ـ هذا المشروع الاستراتيجى السياسى الذى كشفه " بنى صدر " لم ينته بوفاة الخمينى ، ولكنه أصبح الهدف المؤسسى الأول الذى يتبناه بالفعل كل من ينتمى الى مؤسسة الساسة والملالى الايرانية دون استثناء سواء كانوا اصلاحيين أو متشددين ، وهو مشروع لابد له من " بروتوكولات " محددة وصارمة أتصور أنها تستند الى محورين أساسيين ، أولهما قبول اسرائيل لوجود هذا الحزام وهو ما يحتم بداهة وجود تعاون وثيق بين الطرفين ، وثانيهما اضعاف مصر ، بصفتها قلعة السُنَّة فى المحيط الاسلامى والقوة الكبرى فى العالم العربى ، ومنعها من مواجهة هذا المشروع الضخم الذى يمس أمنها القومى مباشرة ، وذلك عن طريق الهائها فى " موضوع " محاربة نشر المذهب الشيعى بين أبنائها ، بينما الهدف الحقيقى هو تفجير نطاق أمنها القومى !
ـ فالايرانيون ليسوا من الغباء ليركزوا جهدهم على تحقيق ما فشلت فيه الدولة الفاطمية بكل سطوتها طوال حكمها لمصر قرابة القرنين من الزمان استخدمت فيهما كل وسائل الترغيب والترهيب لنشر مذهبها الشيعى فى مصر ورغم ذلك فشلت نتيجة لما تصح تسميته بفطرة " الوسطية " عند المصريين التى جعلت اسلامهم السُنّى خليطا رائعا ومتفردا من الالتزام بنهج السُنّة والجماعة والحب اللا محدود لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ، لذلك فالبروتوكول الناجح لاضعافها هو حصار نطاق أمنها القومى وتلغيمه بالمشاكل الدموية شرقا ، صراع فتح وحماس وفتنة لبنان ، لصرف الانتباه عن تغلغلهم حول م***ها أو شريان حياتها فى الجنوب وعبثهم فى السودان ودعمهم المادى والمعنوى لحركات التمرد الانفصالية الاثنية على أراضيه كما اتضح فى محاولة " حركة العدل والمساوة " لاحتلال " أم درمان " والخرطوم " مؤخرا بدعم من ايران واسرائيل ، وهو ما يؤكد أن المشروع الأمريكى الاسرائيلى المعروف للجميع ضد المنطقة يعتبر ، دون تعارض ، وجه العملة الآخر للمشروع الايرانى غير المعروف للكثيرين ، وهو ربما ما دفع بالمشروعين لتحالف شيطانى قامت أمريكا على أساسه بغزو العراق وتقديمه بأغلبيته الشيعية على طبق من ذهب الى الهيمنة الايرانية ، فى حضور اسرائيل كوصيف ، مقابل شىء ما غير معلن رسميا حتى الآن ! وان كان يقودنا الى البحث عن اجابة السؤال حول حقيقة العلاقة بين ايران من جهة وكل من أمريكا واسرائيل منفردتين أو مجتمعتين من جهة أخرى .
ـ البداية كشف عنها كتاب ( نقطة اللاعودة - الاستخبارات الإسرائيلية في مقابل إيران وحزب الله ) للكاتب رونين برغمان محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة " يديعوت أحرونوت " واستعرض فيه سعى اسرائيل إلى استقدام 40 ألفاً من يهود إيران بعد الثورة الإيرانية وعلى مدى ثلاث سنوات بين 1979 و1981، عن طريق حملة منظمة نفذتها الموساد بواسطة عملاء من يهود إيران ، ورغم ما ذكره مؤلف الكتاب الا أن إيران اليوم ما زالت تضم أكبر عدد من اليهود في المنطقة ، خارج إسرائيل ، يصل عددهم الى 25 ألف يهودى ايرانى يرون فى ايران أرض مخلصهم " كورش " فاتح بابل ، والأرض التى تضم رفاث " النبي دانيال " و" النبي حبقوق " و" بنيامين " شقيق النبي " يوسف " عليه السلام ، وهو مادفع بالرئيس الايرانى " أحمدى نجاد " لاستقبال وفد كبير من يهود " أصفهان " على رأسهم زعيم الطائفة اليهودية الإيرانية " هارون ياشاني " واستهل " نجاد " كلمته بصفعة مؤلمة على وجوه العرب حين أعاد ترديد مقولة لأبى القاسم الفردوسى الفارسى شاعر أصفهان القديم فى ملحمته الشعرية " الشهنامة " يقول فيها ( الكلب يلعق الثلج في أصفهان والعربي يأكل الجراد في الصحراء (! يقصد أن رفاهية كلاب أصفهان تجعلها تستمتع بالثلج ، أو بشرب الماء البارد ، فما بالكم بالبشر فيها ، بينما العربى البائس لم يجد فى صحرائه القاحلة الا الجراد ليأكله ! ، ثم عدد " نجاد " أسماء القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وقتها من يهود أصفهان الايرانية مثل الرئيس الإسرائيلي " موشية كاتساف " ووزير الدفاع " شاؤول موفاز "مشيرا الى أن يهود إيران تشكل نسبتهم داخل إسرائيل 3,5% من عدد سكانها .
ـ هذا الحديث الودى الغزلى ، وتعمد " نجاد " انتقاء مقولة الشاعر " الفردوسى " عن ترف كلاب اصفهان ، معقل اليهود الايرانيين ، مقابل حقارة حياة العرب ، العدو المشترك للطرفين ، ليلقيها فى هذا الحفل أمام هذا الحشد اليهودى الكبير ، جاء متعمدا ليثبت أن العلاقات الصهيونية الإيرانية راسخة ولم تتغير بتغير " الشاه " ومجيء الملالى الى الحكم ، وأنها علاقة مصالح بعيدة عن وحدة الدين تحرص ايران على اخراجها من دائرة الصراع العربى الاسرائيلى ، على غرار تركيا مع الفارق أن ايران تسعى للتحالف مع الغرب الموالى لاسرائيل لتسهيل فرض نفوذها وهيمنتها السياسية على دول وشعوب المنطقة وهو ما يجعلها تتعامل بوجهين وتتبنى خطابين متناقضين نلمسهما فى تصريحات الرئيس " نجاد " النافية للمحرقة اليهودية ورعايته لعقد إيران مؤتمرا فى ديسيمبر 2006 للباحثين عن حقيقة المحرقة حثهم فيه بنفسه على العمل تحت تشجيع ايران ورعايتها داعيا لازالة اسرائيل من الخريطة ! ألا أن هناك سيل من التصريحات والمواقف الايرانية تختلف 180 درجة عن تصريحات " نجاد " وتظهر مثلا فى الحديث النادر الذى نشرته صحيفــــة " يدعوت أحرنوت " الإسرائيلية لرئيس جمهورية إيران السابق محمد خاتمي على هامش مؤتمر دافوس يناير 2007 قال فيها ( أندد بشدة بعقد هذا المؤتمر حول المحرقة ، يقصد مؤتمر " ايران نجاد " ، مكملا تصريحه : لأن المحرقة ضد الشعب اليهودي مثلت أشد الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في عصرنا , ولا يوجد أدنى شك في أنها حدثت وأدعوا الجميع إلى فصل المحرقة عن المباحثات الفلسطينية والعربية ) ، أيضا تصريحه الخطير أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية فى سبتمبر 2006 الذى قال فيه ( أن الهلوكست حقيقة حتى إذا تم استغلالها وتم فرض ضغوط هائلة على الشعب الفلسطيني !! وينبغي ألا نسكت حتى إذا *** يهودي واحد ولا ينبغي أن ننسى أن من جرائم هتلر والنازية والاشتراكية القومية الألمانية الم***ة التي طالت الأبرياء وبينهم الكثير من اليهود ( ، وفي تصريح آخر لمجلة " التايم " خلال رحلته قال خاتمي ( المحرقة حقيقة تاريخية ومطلقة )، وفي لقاء مع مسلمي أمريكا في فرجينيا قال ( أن منفذيها لن يدخلوا الجنة ) ونفس هذا الاتجاه سار فيه وزير خارجية ايران ، بل ان " علي أكبر ولايتي " أحد كبار المؤسسة الدينية والمستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى علي خامئني أكد في حديثه لصحيفــة " لاريبوبليكا " الإيطالية فبراير 2007 ( أن محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية حدثت وأنها حقيقة تاريخية )
ـ اذا يمكننا اعتبار تصريحات الرئيس " نجاد " الحماسية ليست الا جزءا من بروتوكولات المشروع الايرانى ، فقد صيغت التصريحات عن عمد وبعناية فائقة لتلقى قبولا وترحيبا عند الرأى العام العربى تحديدا ، الباحث عن زعامة تستطيع دغدغة عواطفه المشحونة ضد اسرائيل ولو بمجرد اهانتها علنا ، وهى أحد الوسائل الخبيثة التى تقرها بروتوكولات ملالى ايران والتى تأتى بنتائج جيدة جدا فى الدول التى يصعب احتوائها عن طريق نشر المذهب الشيعى فيها كمصر ، فتستخدم الوسيلة كطعُم شهى يؤدى الى صيد البسطاء واستقطابهم وحصد تأييدهم للمشروع الايرانى الذى يروج له ، كذبا ، على أنه مشروع اسلامى وحدوى ، فى الوقت الذى يوجد فيه خطاب رسمى آخر فى كواليس السياسة الدولية يختلف تماما عن ديماجوجية خطاب الرئيس " نجاد " ، بمعنى استخدام بروتوكول آخر لتقديم رأس العربى الغافل مذبوحا على صينية من صفيح لصالح اسرائيل مقابل صتمها عن المشروع الايرانى ودعمه ، وهو ما يقودنا الى البحث فى حقيقة علاقات محور " أمريكا واسرائيل وايران " ليكون موضوع حديثنا القادم ان أراد الله تعالى ,

، يقول تعالى :

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } البقرة204
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه

آخر تعديل بواسطة BaNZeR ، 21-09-2009 الساعة 07:19 PM
  #4  
قديم 21-09-2009, 04:09 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 5,959
معدل تقييم المستوى: 21
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

اقرأ هذا الكلام الموثق
ايران والشيطان الاكبر أمريكا والدولة الصهيونية

نستهل هذا التقرير ببعض التصريحات المسئولة

صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة في نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا : (ان اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ان ايران هي العدو ) " جريدة هاآرتس اليهودية / 1/6/1997"
يقول الصحفي اليهودي(اوري شمحوني ) : (ان ايران دولة اقليميه ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فايران تؤثر على مجريات الاحداث وبالتاكيد على ماسيجري في المستقبل ، ان التهديد الجاثم على ايران لا ياتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة ! فاسرائيل لم تكن ابداً ولن تكن عدواً لايران ) " صحيفة معاريف اليهودية / 23 /9/1997)

أصدرت حكومة نتنياهو امراً يقضي بمنع النشر عن اي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين اسرائيل وايران . وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الاعمال الإسرائيلي(ناحوم منبار ) المتورط بتصدير مواد كيماوية الى ايران .. والذي تعد هذه الفضيحة خطراً يلحق باسرائيل وعلاقاتها الخارجية . وقد ادانت محكمة تل ابيب رجل الاعمال الإسرائيلي بالتورط في تزويد ايران ب 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام . وقد تقدم المحامي الإسرائيلي(امنون زخروني ) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية اخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الاولى . " الشرق الاوسط / العدد (7359) "
قامت شركة كبرى تابعه (لموشيه ريجف ) الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي - قامت شركته ما بين (1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى ايران . وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البايولوجية بوزارة الدفاع الايرانية . " صحيفة هارآرتس اليهودية ... نقلا عن الشرق الاوسط عدد (7170) "
ونقلت جريد الحياة بعدده (13070) نقلا عن كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد توملينسون) : وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده ايران بمواد كيماوية .
يقول الصحفي الإسرائيلي(يوسي مليمان ) ( في كل الاحوال فان من غير المحتمل ان تقوم اسرائيل بهجوم على المفاعلات الايرانية وقد اكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان ايران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر اسرائيل عدواً لها . وان الشيء الاكثر احتمال هو أن الرؤوس النووية الايرانية هي موجهة للعرب ) " نقلا عن لوس انجلس تايمز... جريدة الانباء العدد (7931) " 0

الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران(1))
...
أحدث ما قامت به إسرائيل لتوفير الأسلحة لإيران ، رغم أجواء توقف الحرب ، هو صفقة سلاح من رومانيا ، تبلغ قيمتها (500 مليون ) خمسمائة مليون دولار 0 وتأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 لتوفير الأسلحة لإيران لكي تواصل حربها ضد العراق والعرب ، وإذا كانت صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، هي الخبر الأهم ، فإن الخبر الأهم هو أن يقوم سماسرة ووسطاء إسرائيليون بالتجول في العالم وفي عواصم أوروبا بالذات بحثاً عن أسلحة لإيران(2)) 0 لقد تجاوزت إسرائيل مرحلة بيع سلاحها وتقديمه للخميني ، إلى قيامها بتوفير أية قطعة سلاح ، ولو من السوق السوداء لهذا النظام لكي يواصل حربه ضد العراق 0
... وإذا كان الأمر طبيعياً بالنسبة لإسرائيل ، لأنها بذلك تحاول أن تدعم إيران في حرب ضد بلد عربي ، ولكن الأمر الذي يفترض الكثيرون أنه غير مقبول هو قيام الحميني تحديداً بالإعتماد على إسرائيل في تسليح قواته وفي حربه ، وصموده كنظام ، رغم ما للخميني – صاحب النظام – من أدبيات معادية لإسرائيل وهو الداعية لتحرير القدس وحتى فلسطين كلها 0 لكن يبدو أن الغاية تبرر الوسيلة لدى حكام إيران الحاليين 0 ومع هذا التحرك الإسرائيلي الجديد لتوفير الأسلحة لإيران من أي مصدر كان ، فتحت أوساط سياسية وعسكرية وإستراتيجية ملف صفقات الأسلحة بين إسرائيل وإيران ، وإعتبرت أنها زادت عما كانت عليه أيام الشاه وفاقتها أضعافاً 0
إسرائيل في المقدمة
__________
(1) 570]) نقلاً عن كتابنا " نقد ولاية الفقيه " ص 275 وما بعدها 0
(2) 571]) حدث يو الخميس 16/5/1980 0

... أحدث الأرقام عن صفقات الأسلحة أن الإنتاج الحربي الإسرائيلي حقّق تطوراً كمياً ونوعياً ، في النصف الأول من الثمانينات ، ما قيمته 850 مليون دولار ، إرتفعت عام 1986 إلى مليار و300 مليون دولار(1))0 وقدرت مصادر أوروبية متخصصة بالشئون العسكرية أن الزيادة في مجملها ، وبنسبة 80? منها ، كانت كلها صادرات أسلحة وقطع غيار إسرائيلية إلى إيران (2))0
وترى هذه المصادر أن مقابل هذا الدعم العسكري بالأسلحة من إسرائيل لإيران ، تحظى الحكومة الإسرائيلية بسيطرة إقتصادية ظاهرة في إيران ، أي عن طريق اليهود الإيرانيين الممسكين بالإقتصاد الإيراني ، أو عن طريق شركات كانت تعمل في عهد الشاه ، ثم أوقفت أعمالها مؤقتاً مع بداية حكم الخميني ، وحالياً عادت لتعمل بحيوية ونشاط 0
وفي هذا المجال نعود إلى ما سبق للخميني وقاله عن الإقتصاد الإيراني وتسلط إسرائيل عليه : " إن إقتصاد إيران هو في قبضة الأمريكان والإسرائيليين وقد خرجت التجارة من أيدي المسلمين(!!!) (3)) 0
أو عندما قال : " إن المحزن أكثر هو هيمنة إسرائيل وعملائها على كثير من الشئون الحساسة للبلاد وإمساكها بالإقتصاد(4)) "0
__________
(1) 572]) معلومات وردت في أحد تقارير " المركز الدولي للأبحاث السلمية في ستوكهولم " ووردت في مجلات عسكرية متخصصة مطلع العام 1987 0
(2) 573]) مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987 0
(3) 574]) خطاب الخميني في " قم " في 15 إبريل 1964 0
(4) 575]) بيان للخميني حول إقرار قانون الحصانة القضائية للرعايا الأمريكيين 0

لكن هذا الكلام ذهب أدراج الرياح ، وهاهي إسرائيل تتسلط على نسبة كبيرة من إقتصاد إيران ، وفي ظل حكم الخميني نفسه ،ولقد عاد شركة "أرج" الإحتكارية الكبرى للظهور ، بعد أن كانت قد أوقفت أعمالها مؤقتاً ، وهي شركة إسرائيلية كبرى سبق للخميني أن هاجمها، كما هاجم "الكوكالا" في إيران التي هي أيضاً إسرائيلية ، والطريف والمثير هو أن إسرائيل عادت لتغرق السوق الإيرانية بإنتاجها من البيض ، وهذا كله سبق للخميني واتخذ منه حجة ضد حكم الشاه المخلوع(1)) 0
ولقد كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى إيران ، وبينهم إسرائيليون ، يتخذون من "فيلا شاليه باساغي" (2)) ، الواقعة على الطريق الثاني من بحيرة جنيف ، أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية "سانت بول أن شاليه" والأرض المحيطة بها ، ومساحتها 28 ألف متر مربع، يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون ، تمهيداً لشحنها عن طريق الموانىء الأوروبية إلى إيران ، كما يتخذ السماسرة ، وبالذات الإسرائيليون ، من مزارع مجاورة لتلك الفيللا وهي "مارالي"و "لي هوز" و "لي مويت" مراكزاً لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة والخطط العسكرية ، ويتولى " أوتيون دي بنك سويس " عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران (3))0
__________
(1) 576]) تصريحات الخميني على إثر إعتقال الطالقاني وبازركان خلال حكم الشاه 0
(2) 577]) وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية 0
(3) 578]) نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة0

ورأت تلك المصادر أن إسرائيل في حماسها هذا لتوفير السلاح لإيران أن تحقّق أرباحاً باهظة ، وكذلك تساعد في إطالة أمد الصراع ضد العراق والعرب ، لتعطيل قدرات العرب ككل ، ولتحقيق مكاسب داخل إيران نفسها ومنها : تخفيف الضغط عن اليهود الإيرانيين وخاصة التجار منهم ، والسماح بتحويل أموالهم لإسرائيل ، وخاصة أموال التاجر اليهودي الكبير حبيب الفانيان ، وهو أحد المحتكرين الكبار أيام الشاه الذي تم إعدامه في إيران في مايو 1979 في مطلع زحف الجماهير الإيرانية ضد حكم الشاه (1))0
أما صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، فرغم أن أمرها قد إتضح مع فضيحة "إيران جيت" في العام 1987 ، إلا أنها قديمة وتعود إلى مطلع الثمانينات ، أي مطلع حكم الخميني نفسه ، ويلخص أبا إيبان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وضع إسرائيل مع حكم الخميني بقوله : "عندما يكون النظام الإيراني صديقاً فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة ، للإحتفاظ بصداقته ، أما عندما لا نعرف ما هو موقفه من إسرائيل فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة لمعرفة ذلك (2))0
إذن العودة إلى مطلع الثمانينات تكشف صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران الخميني بالأرقام حسب ما ورد في صحف ومجلات وكتب في هذا المجال 0
لقد قالت الصحف الكويتية في 30 سبتمبر 1980 ومذلك أكتوبر من العام نفسه أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على علم مسبق وتوافق على إستخدام إسرائيل طائرات أدنبية وطرقاً جوية أوروبية غير مباشرة لشحن قطع الغيار إلى إيران 0
__________
(1) 579]) صحف 10 مايو 1979 0
(2) 580] الواشنطن بوست 12/12/1986 0

بعد الصحف الكويتية قالت صحيفة " الأوبزرفر" اللندنية في نوفمبر 1980 أن إسرائيل ترسل قطع غيار الطائرات (ف – 14 ) وأجزاء مروحيات وصواريخ على متن سفن متوجهة إلى موانىء إيرانية ومن بينها مرفأ بندر عباس ، بعض تلك الشحنات من الولايات المتحدة إلى إسرائيل ثم تحويلها مباشرة إلى إيران دون أن تمر بإسرائيل 0
وفي العام 1981 ، وفي شهر يناير بالذات ، جاء في تقرير أمريكي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونجرس ونشرته الصحف (1))، إن إسرائيل تهرب الأسلحة وقطع الغيار إلى إيران 0 وعندما سئل متحدث بإسم الخارجية الأمريكية عن ذلك ، أجاب أنه إطلع على تقارير بهذا المعنى ، وكانت يومها إدارة الرئيس الأمريكي كارتر في الحكم 0
وبعد خروج كارتر وموظفيه من الحكم ، إعترف كثير منهم بأنّ إسرائيل طلبت ترخيصاً أمريكياً في سبتمبر 1980 ببيع السلاح ، وتحديداً معدات عسكرية لإيران 0
وفي الشهر التالي بدأت إسرائيل تبيع إطارات عجلات طائرات فانتوم (ف – 4 ) لإيران 0 وقد استخدم مطار مدني في مدينة"تيمز" الفرنسية من القرب من قاعدة عسكرية محطة ترانزيت لشحم الإطارات، وقد ساعد في ذلك تاجر سلاح فرنسي كان مشاركاً في الصفقة ، وقد كشف ذلك في برنامج "بانوراما" التلفزيوني في هيئة الإذاعة البريطانية(2))0 وأشارت الصحف يومها إلى أن إدارة ريجان تورطت منذ البداية بصفقات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عن طريق " مويس اميتاي" من اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشئون العامة وبإيعاز من روبرت س0مكفرلين الإبن وهو عضو مغمور في لجنة مجلس الشيوخ للخدمات المسلحة(3))0
__________
(1) 581]) صحف مارس 1981 0
(2) 582]) أذيع البرنامج في أول فبراير 1981 مساءاً 0
(3) 583]) "واشنطن بوست" 29 نوفمبر 1986 0

... الشحنة الأولى من إطارات عجلات طائرات "الفانتوم"(ف – 4) تلتها شحنة ثانية من قطع الغيار بلغت قيمتها 600ألف دولار 0 لكن خط الإمداد الفرنسي إنهار ، فجرى إستبداله بتاجر بريطاني للسلاح نظّم خطاً للطيران الإسرائيلي إلى إيران عن طريق قبرص مستخدماً طائرات شحن من طراز c.l.44 تابعة للشركة الإرجنتينية " ترانسبورت ايرو ريو بلاتينس " 0
... وكانت هذه الصفقة الإسرائيلية إيران عن طريق قبرص شحنات قطع غيار للدبابات و360 طناً من الذحيرة التابعة للدبابات من طراز (م-48) و (م-60) ومحركات نفاثة مجددة وإطارات إضافية للطائرات(1)) 0
... ثم بعد ذلك صفقة أسلحة إسرائيلية بقيمة 136 مليون دور، تم شحنها أواسط 1981 ، عقدها التاجر الإسرائيلي "يعقوب نمرودي" وهو ضابط إسرائيلي متقاعد اتخذ من لندن مقراً لتجارته 0 والذي كشف أمر إسرائيل في هذه الصفقات كلها هو قيام طائرات سوفيتية في يوليه 1981 بإسقاط طائرة تبين فيما بعد أنها كانت تتولى شحن الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عبر قبرص ، تم إسقاطها عند الحدود التركية – السوفيتية(2))0
إسرائيل تستمر وتُحسّن النوعية
... ومع مطلع العام 1982 كانت إسرائيل مستمرة في تصدير الأسلحة إلى إيران ، وكانت عبارة عن شحنات من ذخائر دبابات عيار 105ملم ، وذخائر هاونزر عيار 155ملم ، وقطع غيار طائرات فانتوم(ف-4) الأمريكية الصنع، ودبابات(ام-48 و ام –60) وأجهزة إتصال كاملة مع قطع غيارها 0
... وحتى يوليه 1983 ، لم يستمر تدفق الأسلحة الإسرائيلية لإيران فحسب ، بل تحسنت نوعية الأسلحة :
__________
(1) 584]) "إسرائيل والحرب الإيرانية – العراقية " بحث بقلم شاهرام تشويين في مجلة الدفاع الدولية في عدد 3 ، مارس 1985 ، مجلد 18 0
(2) 585]) نشرت ذلك صحيفة " الصنداي تايمز" اللندنية في 26/7/1981 0

... ففي 6 يناير1983 كانت هناك شحنات ضخمة مميزة ضمت مايلي : صواريخ سابدوند جو-جو، 400 ألف طلقة مدفع هاون ، 400 ألف طلقة مدفع رشاش ، ألف هاتف ميداني ، 200 جهاز تشويش للإتصالات الهاتفية (1))0
... وفي شهر يوليه 1983 نشرت معلومات عن صفقة "غرودي" التي بلغت 136 مليون دولار 0 أفادت تلك المعلومات أن الأسلحة التي تم شحنها كانت متطورة وحديثة وكلها أمريكية الصنع ، ويحظر شحنها إلى غير إسرائيل 0 لكن إسرائيل شحنتها إلى إيران 0وضمت صواريخ "لانس" الذاتية الإندفاع ، صواريخ "هوك" المضادة للطائرات ، قذائف مدفعية عيار 155ملم من نوع "تامبيلا"و "كوبرهيد" الموجهة بأشعة الليزر(2))0 وأكدت هذه المعلومات صحيفتان إسرائيليتان هما " بديعوت أحرونوت " و " ها آرتس " ونشرت تفاصيل كثيرة خول صفقة "غرودي"0
... كما نشرت المعلومات نفسها مع إضافات عليها مجلة سويسرية هي مجلة "ولتوتش" وهي مجلة معتدلة 0
... وفي يناير 1983 بدأت الصحف الأمريكية تتحدث عن صفقات الأسلحة الإسرائيلية المتطورة – ذات الصنع الأمريكي – إلى إيران 0 رغم أنها أسلحة يحظر بيعها وتصديرها إلى دولة ثالثة غير أمريكا وإسرائيل 0 فقد نشرت مجلة دورية هي يومية الدفاع والشئون الخارجية معلومات تشير أن إسرائيل كانت تشحن قذائف عنقودية محرمة إلى إيران ، كما أن قطع غيار الطائرات (ف-14) "تومكات"القليلة في سلاح الجو الإيراني ترسل مباشرة وبإنتظام من إسرائيل إلى إيران على متن طائرات شحن(3)) 0
__________
(1) 586]) صحيفة "بوسطن جلوب" 27/7/1983
(2) 587]) صحيفة "ليبرسون" الفرنسية يوليو 1983 0
(3) 588]) دورية "الدفاع والشئون الخارجية" اليومية في 24/1/1084 0

... ثم نشرت الصحف الألمانية في مارس 1984 تفاصيل عن صفقة "غرودي" نفسها جاء فيها أن الصفقة الإسرائيلية من الأسلحة تشحن على متن طائرات " العال " للشخن في رحلات ليلية تمر فوق الأراضي السورية في طريقها إلى إيران (1))، ولم تنف تلك الصحف وتحديداً مجلة شتيرن علم سوريا بتحليق تلك الطائرات 0
... كذلك نشرت صحيفة ألمانية غربية هي "فرنكفورتر" وهي يومية محافظة ، أن شحنات إسرائيل إلى إيران من أسلحة بلغن ما قيمته 500 مليون دور والأسلحة كلها من صنع أمريكي وإسرائيلي ، وهناك قسم منها صدر من لبنان(2)) 0
دليل رسمي إسرائيلي
... لم يبق أمر الصفقات الإسرائيلية من الأسلحة إلى إيران مجرد تقارير خجولة من هنا وهناك ، وأنباء صحفية في صحف غربية موثوقة ، بل تعدّى الأمر ذلك إلى تقديم دليل رسمي على لسان أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في مطلع الثمانينات ، أي إنه عاصر معظم شحنات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران وأشرف عليها 0
... في مايو 1984 أي بعد إن إستقال أرييل شارون من وزير الدفاع ، والذي جاءت إستقالته مجرد لعبة خبيثة لتغطية الدور الإسرائيلي في مجازر مخيمي صابرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين المدنيين ، إذ بعد أن إتقال زار الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ نفسه ، وفي واشنطن أعلن بصراحة أن إسرائيل كانت تبيع وتسوّق وتشحن الأسلحة إلى إيران ، وبمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها 0
... وكان شارون ، رغم إستقالته من وزارة الدفاع ، قد بقي وزيراً دون حقيبة وزارية في حكومة الليكود الإئتلافية حتى العام 1987 ، إذن كان مازال وزيراً عندما أدلى بتصريحة ذاك 0
__________
(1) 589]) مجلة " شتيرن " الألمانية الغربية ، مارس 1984 0
(2) 590]) صحيفة " فرنكفورتر " الصادرة في 17/3/ 1984 0

... كذلك ، رغم نفي إدارة ريجان علمها بالصفقات الإسرائيلية من الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية وغيرها إلى إيران ، فإن موقفاً أمريكياً كان قد صدر في مارس 1984 يدعو إسرائيل والدول الأوروبية لتنسيق الجهود مع واشنطن لقطع شحنات السلاح إلى إيران 0 واعتبر هذا الموقف تغييراً رسمياً عن علم واشنطن بدور إسرائيل وغيرها في شحن الأسلحة إلى إيران ، وقد تولى السفير الأمريكي فوق العادة ريتشارد فيربانكس هذه المهمة 0
... وتتحدث الصحف في هذه الفترة ، في العام 1984 وما بعدها عن مواقف وإجراءات اتخذها موظفون أمريكيون أمثال جفري كمب المدير الأول لشئون الموظفين لقضايا الشرق الأدنى في مجل الأمن القومي ، وفيري نكس نفسه ، وماكفرين ، كلها صبت في تأكيد الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران ، وبمعرفة أمريكا نفسها (1)) 0
... وتطورت تلك المواقف والجهود الأمريكية ووصلت مع "كمب" إلى وضع مذكرة عرفت " بمذكرة كمب " لتطوير العلاقات مع إيران والتي تقديمها إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي في أكتوبر 1984 0
" إيران جيت " الشهيرة
__________
(1) 591]) تقرير لجنة " تاور " وإسمها الوطني " المجلس الرئاسي للمراجعة الخاصة " صدر في 26 فبراير 1987 0

... في هذه الأثناء ، وبعد مذكرة "كمب" جرى تحضير صفقة صواريخ "تاو" الأمريكية إلى إيران ، وجرى التحضير بين مسئول في الإستخبارات المركزية الأمريكية وبين رجل أعمال إيراني يعمل لصالح إسرائيل وغيران معاً وهو منوجهر جوربانيفا ، وعندما تأكدت إسرائيل من هذا التحول الأمريكي في سياسة " لا أسلحة لإيران " إلى " الأسلحة لإيران " تحرك تاجرا السلاح الإسرائيليان " غرودي " و " أولف شويمر " بالتعاون مع اميرام نير – مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز يومذاك – فعقدوا إجتماعات مع جوربانيفار ، بحضور رجل أعمال أمركي كان ذلك في يناير 1985 0 وكانت النتيجة درس تقديم أسلحة أمريكية إلى إيران 0 وهو ما كشفت عنه لجنة " تاور " في تقريرها فيما بعد 0 ونتج عن ذلك تشجيع إسرائيلي لتلك الشحنات ، لذا قامت حكومة إسرائيل عبر روبرت ماكفرلين ، ومساعدة الكولونيل أوليفرنورث ، ومايكل لدين المستشار في مجلس الأمن القومي بالتحضير لأمر ما في هذا المجال 0
... وفي مايو قام " لدين " بزيارة رسمية لإسرائيل حيث طلب منه شمعون بيريز مصادقة ماكفرلين على شحنة ذخائر ضخمة إلى إسرائيل ، وعلى إثر ذلك قام ديفيد كمحي المدير العام للخارجية الإسرائيلية ، بتكليف من بيريز ، بالإتصال بماكفرلين لتنسيق شخن الأسلحة لإيران 0

... ثم في يوليو 1985 ، جرى رفع الإتصال إلى مستوى وزير الخارجية الأمريكية شولتز نفسه ، ونتج عن ذلك إجتماع ضم " لدين " وجوربانيفار وكمحي ، وشويمر وغرودي ، تم فيه تحديد المطلوب من صواريخ "تاو" ، لكن الأمر مهم وخطير ويحتاج إلى ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي نفسه 0 فتولى ذلك بيريز عن طريق ماكفرلين ونائبه الأميرال جون بونيدكستر ، وكان إقتراح كمحي بيع صواريخ "تاو" الأمريكية لإيران لكن عبر إسرائيل 0 وفي إجتماع ضم ريجان ونائبه بوش ووزير خارجيته شولتز ، وواينبرجر وزير الدفاع ، ومدير شئون الموظفين الرئاسي دونالد ريجان ومدير وكالة الإستخبارات المركزية وليم كيسي تقرّر إطاء ال ... ضوء الأخضر الأمريكي ، وهكذا كان ، فقامت إسرائيل في 30 أغسطس وفي 13 سبتمبر 1985 بإرسال مائة صاروخ "تاو" في شحنة أولى ، ثم 408 صواريخ في شحنة ثانية 0
... بعد صواريخ "تاو" أتت صفقة صواريخ "هوك" وكلها صفقات إسرايلية لإيران ، لكن بعد موافقة واشنطن 0 لكن إسرائيل وجدت نفسها دائماً تسعى وبإلحاح لإتمام الصفقات ، وتحديدها ، ثم شحنها 0
... ففي نوفمبر عام 1985 ، قام وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق رابين بنفسه بتحضير صفقة صواريخ "هوك" مع ماكفرلين 0 وتمت الصفقة وشحنت الصواريخ ، وهذه المرة عن طريق شركة طيران تابعة للإستخبارات الأمريكية المركزية ( c.i.a) شحنت تحت إسم " قطع وأدوات لحفر آبار نفط " ورحلت إلى إيران في 25 نوفمبر المذكور 0

... وهذه الصفقات من الصواريخ هي التي عرفت بـ"إيران جيت" والتي قضت بإرسال صواريخ لإيران مقابل قيامها بإطلاق الرهائن الأمريكيين المخطوفين 0 لكن الأسلحة وصلت والرهائن لم يصلوا ، لأن إيران تعتبر هذه الأسلحة من إسرائيل، وليست ملزمة تجاه واشنطن بشيء 0 وكما نشر في سياق "إيران جيت" أن إيران لم تعجبها الصواريخ لأنها من النوع الإسرائيلي "غير المحسّن" لذا كانت تحمل نجمة داود الإسرائيلية 0وبقية تفاصيل "إيران جيت " أصبحت معروفة 0
... لكن ما ذكر في هذا المجال ، وبعد فضح "إيران جيت" الدور الإسرائيلي في توريد الأسلحة لإيران ، قال شولتز مُبلّغاً موظفيه في الخارجية الأمريكية : إن مخططات إسرائيل نحو إيران هي لدعمها ، وهي ليست مخططاتنا(!!!) وعلينا أن نتعامل مع إسرائيل على أنها لها أغراضها الخاصة في إيران وفي دعمها ومدّها بالأسلحة 0
... وهكذا فضحت لجنة "تاور" فيما بعد في تقرير الدور الإسرائيلي في شخن الأسلحة إلى إيران عندما قالت : إن السياسة التي اتبعتها إسرائيل في تسليح إيران الخمينية صارت سياسة أمريكية 0
... ومع إفتضاح أمر الجميع في "إيران جيت" ، تعطّل ضخ الأسلحة لإيران بعض الوقت ، لكن إسرائيل عادت واتبعت خطة تقضي بشراء الأسلحة من السوق السوداء وأينما توفرت ، ثم تأهيليها لتصبح صالحة في أمكنة مخصصة لذلك في أوروبا ، ثم شحنها إلى إيران ، هذا ما يقوم به السماسرة حالياً حسب ما ورد في مطلع هذا التحقيق 00 إنه يدورون العالم كله بحثاً عن سلاح لإيران 0
... هذا كله شحنات إسرائيلية من الأسلحة – من إسرائيل ، من أمريكا ، من السوق السوداء في العالم إلى أية دولة – لدعم " حكم الثورة في طهران" "ثورة الخمنيني" والذي أعلن ومازال هو وآيات الله والآخرون إنهم ضد إسرائيل ، وضد تسلطها على الإقتصاد الإيراني ، والجيش الإيراني وإنهم في الخندق الفلسطيني ، وأنهم سيحرّرون القدس!!!0

العلاقات مع أمريكا وإسرائيل والانتخابات الإيرانية(1)):

قال خرازي في 24يناير أن إيران مستعدة للعلاقة المتساوية مع أمريكا وأجابت أمريكا بأنه لا جدية في كلامه وفي 28 كتبت انترناسيونال ستراتيجيك:
أن هناك علائم للعلاقات العادية بين إيران وأمريكا وذكرت عدد من المذكرات التي قدمتها جبهة خامنئي.بدأت محادثات عبر الإنجليز ولكن لم تتم ، وإن الشخصيات الشيعية العراقية توسطت في سويسرا بين مندوب أمريكي ودبلوماسي إيراني لكن الحرس أفسد هذه المحادثات.
توسطت الكويت وأرسلت وفدا تحت غطاء السياح إلى طهران لكن مخالفي حكومة خاتمي أطلقوا النار على حافلتهم ولذا اضطروا لترك إيران ، ولذا أصبحت العلاقة مع أمريكا في انتخابات 18 فبراير ذات أهمية بالغة ، ولذا قال رفسنجاني إن شرط عودة العلاقات العادية إرجاع 12 مليار دولار إلى إيران، وأما خرازي وزير الخارجية فقد قال إن الإصلاحيين مستعدون للتباحث مع امريكا بشرط التساوي وفي حدود المسائل المشتركة.
ولكن مع هذا فإن القادة الإيرانيين يؤجلون نظرهم القطعي إلى ما بعد الانتخابات ليتبين لهم تعادل القوى في النظام وعدم ترشيح ناطق نوري للانتخابات وهو من مخالفي العلاقات مع أمريكا من علائم العلاقات العادية بين البلدين.
__________
(1) 592] نشرة " ايقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنةفي إيران ، العدد 30

وبناءا على هذا فقد كتبت انقلاب اسلامي 482 : إن تصريحات رفسنجاني في قناة الجزيرة عدت في خارج إيران إعطاء إشارات لأمريكا ، ويعلم الخبراء أن العلاقات مع أمريكا لها دور في الانتخابات الإيرانية فيما أصبحت أمريكا محورا للسياسة الداخلية في إيران كيف لا يمكن أن يكون لها دور في الانتخابات ، ولكن ما يلفت النظر بشدة في الخارج والداخل أن هذه الانتخابات ليس فيها استعراض عضلات لأمريكا، بل لقد استبدلت الحرب معها بالمغازلة ، وبناءا على المعلومات الواردة لا يوجد في كل من جبهة خامنئي وجبهة خاتمي للانتخابات أي كلام دعائي ضد أمريكا.
بل كل من الطرفين يتكلمان عن العلاقات معها ، لتخرج إيران من عزلتها، وتجد حلا لمشكلاتها الاقتصادية ن ولذا ليس من العبث أن البنك الدولي وافق على دراسة قرض بقيمة 230 مليون دولار لإيران.
وحتى رفسنجاني فهو يغازل أمريكا وينافس بها الإصلاحيين . وهو الذي أنكر في 4 نوفمبر 1986 بشدة دعوة الوفد الأمريكي برئاسة مكفارلين إلى إيران ، أقرّ في قناة الجزيرة وقال: إن مشتريات أسلحتنا من أمريكا كانت قليلة مثلا، عدد من الأسلحة كاللامبا لرادارات وعدة آلاف من الصواريخ المضادة للدبابات أخذنا من أمريكا في قضية مكفارلين ، كما أخذنا عدد من صواريخ هاغ المضادة للطائرات ، ولم نكن مستعدين لشراء الأسلحة من إسرائيل كيفما كان!!!
لا يمكن لغير رفسنجاني أن يتعمد الوقاحة والكذب بهذه الدرجة كما فعل في وقته مع قضية مكفارلين لكنه يقبل هنا على كل حال ان وفد برئاسة مكفارلين جاء إلى إيران بمواعيد مسبقة، لكن الوسيط لهذا اللقاء كانت اسرائيل ، ومسؤلا كبيرا من الخارجية الإسرائيلية وقد *** بطريقة مريبة كان مشاركا في وفد مكفارلين.
والقناة الثانية للارتباط بين رفسنجاني وأمريكا كان أحد المنتسبين إليه وباقتراح من آلبرت حكيم.

أما صفقة 80 صاروخ هاغ فقد بين حسين موسوي من 25 نوفمبر 1985 عبر قرباني ثم لريغان، نحن كل ما تعهدنا به عملناه لكنكم خدعتمونا ، وفي هذه الصفقة للصواريخ كان هناك ستة ملايين دولار رشوة لقرباني و 5 ملايين لابن رفسنجاني وحسبوا سعر كل صاروخ 300 ألف دولار أي اكثر من ضعف السعر الحقيقي، وفي الواقع فإن الوسيط الإسرائيلي دفع لوزارة الدفاع الإسرائيلية مقابل كل صاروخ 140 ألف دولار.
وذهب داود كميتشي المسؤول الإسرائيلي إلى مكفارلين وهو كان وسيط رفسنجاني وغيره من جماعة إيران-غيت، قال لمكفارلين انهم مستعدون ل*** الخميني إذا دافعت أمريكا عنهم وساعدتهم على الاستقرار في السلطة.
وإسرائيليون كانوا دائما وسطاء لإيران لشراء الأسلحة وحوكم شخص يسمى منبر في عهد نتن ياهو، حيث باع لإيران التجهيزات والمواد المساعدة لصنع الأسلحة الكيماوية.
وبناءاً على صحيفة –تقريرهاآرتس- الإسرائيلية في 1\2\2000 ألقي القبض على تاجرين للسلاح باسم ( Avihai Weinstein Eli Cohen ) اللذان باعا طيلة أعوام مديدة أنواع الأسلحة و 100 حافلة للجيش الإسرائيلي إلى إيران، وحوكم _إلي كوهين_ من قبل أيضا بجرم بيع الأسلحة والسيارات الحربية ومحركاتها إلى إيران.واعترفت إذاعة اسرائيل في 1\2\2000 أن إسرائيل باعت أسلحة مرات عديدة لإيران أثناء الحرب بموافقة الخميني والمسؤولين الإسرائيليين.وأحدث خبر في هذه الصدد هو إلقاء القبض على بعض مد راء الشركة التي كانت تبيع ألوف الصواريخ (RBG) و3100 جهاز للإطلاق بوساطة إسرائيل والسفارة الإيرانية في اليابان.
إلقاء القبض على إسرائيليين بتهمة تنظيم
صفقة الأسلحة والمهمات الحربية مع إيران

ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على اثنين من مواطنيها بتهمة بيع المهمات الحربية لإيران ، أعلنت إذاعة إسرائيل أن المسؤولين في الشرطة قالوا: انهما كانا تحت المراقبة لأكثر من عام وتم ذلك بمساعدة الدوائر الأمنية الأوربية والأمريكية وبعض الدول في الشرق الأقصى ، والآن بعد جمع المعلومات تم إلقاء القبض عليهما.والمواطنين الإسرائيليين أحدهما 50 عاما وهو تاجر شهير يسمى –الي كوهين- والآخر 32 عاما ويسمى –آوى خاي وانيشتين- كانا يعيشان في مدينة -نتانيا –الساحلية.بناءا على المستندات والوثائق الموجودة فهناك ظن قوي أن الصفقة بينهما وبين إيران وقد بلغت الملايين من الدولارات، علما أن -الي كوهين- قد حوكم في محكمة إسرائيلية سابقا ببيع المهمات الحربية ومنها (M113) والمحركات من نوع (زلدا) إلى إيران أيضا

بيع الأسلحة بطريقة غير مباشرة

تعتقد الشرطة الإسرائيلية أن هذين المواطنين كانا يقومان بتصدير ناقلات الجنود الحربية المتقدمة ومحركاتها وقطع غيار الأدوات الحربية بوساطة شركات أوربية وشركات من الشرق الأقصى بتزويد وثائق على أنها تصدر إلى دولة ثالثة ، ثم كانا يقومان بتسليمها إلى عناصر الاستخبارات الإيرانية، نذكر أن رفسنجاني قال في الشهر الماضي أن بعض الشركات في الواواك -الاستخبارات- كانت تقوم بشراء الأسلحة وقت الحرب وأثارت هذه الشركات الأمنية زوبعة في الساحة السياسية وقام خاتمي بحل بعضها.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن المتهمين لم يقرّا بأعمال تجسسية إلا أنهما ارتكبا أعمالاً مخالفة للأمن الإسرائيلي لأن إيران تعلن نفسها عدوة لإسرائيل ولذا فالتعامل الكبير ببيع الأسلحة يعد مخالفا للأمن الإسرائيلي.وكتبت جريدة معاريف الإسرائيلية أن كوهين كان على علم في هذه السنة الأخيرة بمراقبة الدوائر الأمنية له.وصرح -آوراهام- المدعي العام السابق الذي درس ملف كوهين سابقا بأنه لم يتعظ من الحكم عليه سابقا وظن أن بإمكانه خداع الدوائر الأمنية الإسرائيلية باستخدام الطرق المعقدة.ونعلم أن هذا الملف ليس الأول من نوعه بل خلال عشرون عاما ظهرت صفقات كبيرة بين إيران وإسرائيل وأهمها محاكمة ناخوم منبر الذي حكم بستة عشر عاما ، كما أن المسؤولين في إسرائيل صرحوا عدة مرات بأنهم باعوا الأسلحة إلى إيران وقت الحرب، واطلاع من خميني وبل بأمر منهن والمواطنون الذين حوكموا يحاكمون لأنهم قاموا بذلك بدون إذن رسمي من إسرائيل، -والي كوهين- كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي وخدم لمدة 14 عاما في مصانع الأسلحة الإسرائيلية، وأسس شركة قبل 12 عاما باسم IVM لتصليح وبيع المهمات الحربية، وبناءا على قول الشرطة الإسرائيلية فقد كان تحت هذا الغطاء يقوم بعقد صفقات كبيرة مع إيران، نقلا عن نيمروز 574.

ونختم هذا الفصل بإعترافات بني صدر الذي كشف حقيقة الإتصالات الأمريكية الإيرانية وتزويد إسرائيل لإيران بالأسلحة في حربها ضد العراق نقلاً عن نشرة’ "إيقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنة في إيران ، العدد 29 ، 4 شوال 1420 هـ :
المخلصون يزرعون والطيبون يسقون والجبناء يجنون-بني صدر وكشف الأسرار0هذا ملخص لقاء الجزيرة في برنامج زيارة خاصة مع الرئيس الإيراني الأسبق د. أبوالحسن بني صدر،بث قبل أسبوعين، ننقله لأهميته ، سأل المراسل كيف وجدت شخصية الخميني فأجاب بني صدر: وجدت نفسي أمام شخص غريب لا يعطي رأيه ، يؤمىء بالإيجاب أو النفي فقط.
تقول: في إحدى مقابلاتك أن الإمام الخميني جاء إلى الثورة متأخرا بل أنه لم يكن مشجعا لها إلا بعد أن حصلت أحداث قم ، فهل فعلا جاء الخميني متأخرا؟
بني صدر: لقد كانت ايران يومها في غليان ، وهو لم يصدق ذلك ، لقد أرسلتُ له عدة رسائل، واتصلت به حتى هاتفيا وقد كان مترددا دائما وينتظر، ولما تأكد أن الشعب الإيراني قد هب للثورة تحرك عندها ، إذا لم يأت قرار الثورة من خميني بل أتى من الشعب وهو لم يكن طوال حياته صاحب مبادرة ولكنه رجل ردود فعل ، بعدها استوعبت ما حدث معنا في النجف وفهمت معنى صمته.
سؤال-حين تقول هو تأخر عن الثورة وليس هو صانعها ، إذا لماذا تمسكتم به؟ ، هل لأنه يمثل طبقة أو شريحة اجتماعية كبيرة في إيران أو أنه يمثل الرغبة الدينية في إيران؟.
بني صدر: كنا بحاجة إلى الخميني لسببين بسيطين ، لأنه رجل دين له تأثيره الكبير في إيران ، ثانيا لأن حركة الشعب الإيراني يومها كانت بدون *** ، كانت كالزهرة في مواجهة البندقية ، إذاً فالخميني كان يمثل القيادة الروحية لإيصال الشعب الإيراني إلى الانتصار.
سؤال- إذاً أنتم في البداية حاولتم استخدام الخميني ثم عاد الخميني واستخدمكم كمثقفين إيرانيين.

ج-لا لا، نحن لم نستخدم الخميني ولا هو استخدمنا، كنا بصدد بلورة وجهة نظر جديدة للإسلام ، هذا هو المهم.معه؟- نعم معه، وهنا تكمن أهمية عملنا ، إن المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي لا يثقون بالمثقفين ويعتقدون أنهم يبتدعون أي شئ ، كانت ثقتهم عمياء في رجال الدين ، هذا هو الذي قلب الأوضاع في إيران، إن كل هذه الدكتاتوريات الحاصلة اليوم إلى زوال والباقي هو الاسلام، والإسلام يحث المسلمين على التغيير.اليوم في إيران لا أحد يخاف من التغيير ، إذاً لم نستغل الخميني وهو لم يقم باستغلالنا وكل ما في الأمر في إيران ، أن الخميني كان تواقا للسلطة وسعى للوصول إليها مع كل أولئك العاملين لأجلها.
س. سيادة الرئيس دائما تستخدم عبارة كان خائفاً ، هل فعلاً كان الخميني يخاف ؟ وهل لديك دلائل فعلا أنه كان يخاف؟
ج- يوميا تقريبا كان يأتي إليّ أحمد يسألني: بتقديراتكم هل يرحل الشاه ؟ وهل أنتم واثقون من ذلك؟
س- كان يتردد في الذهاب إلى إيران وتلقف الثورة.
ج- كان خائفاً من ذلك ، افتراضا لو توقف الشعب الايراني ماذا سيكون مصيره، لا شئ ، نتيجة لتردده هذا قمت بتحضير لائحة من الأسئلة والأجوبة ، قلت له فيها أن هذه اللائحة سوف تساعدك في حال بقيت في المنفى أو عدت منتصرا إلى إيران ، طلبت منه أن يقرأها جيدا ويجيب عليها لنستطيع فهم مقصده.
س- ما هي أبرز هذه الاسئلة؟
ج- بعض الأسئلة كانت تتعلق بالإسلام والسلطة ، الإسلام والعنصرية والإسلام وال***، الأجوبة كانت أن لا تدخل لرجال الدين في أعمال السلطة، وأن التعددية السياسية ضرورية، وأن الدولة الإسلامية المنشودة ستكون ديمقراطية يحكمها الشعب، أي ولاية الجمهور وهي تختلف عن المفهوم السياسي في الغرب ، والسيادة هنا تعني الحاكمية أي السلطة، فالولاية تعني الصداقة ، صداقة الشخص مع الآخر واستشارته له.

__________________
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه

آخر تعديل بواسطة مستر/ عصام الجاويش ، 21-09-2009 الساعة 09:26 PM
  #5  
قديم 21-09-2009, 04:14 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 5,959
معدل تقييم المستوى: 21
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

في ذكرى الثورة الخمينية , تأملات في حقيقة العلاقات الإيرانية الأمريكية!

حامد خلف العُمري

ما زلت أذكر قصة طريفة سمعتها في صغري , عن لئيمين دخلا أحد المطاعم و طلبا طعاماً , فلما انتهيا من تناول الطعام , تشاورا في كيفية التهرب من دفع الحساب , ثم اهتدى أحدهما إلى فكرة عجيبة ما لبث الآخر أن وافقه عليها , عندها بادر أحدهما برفع صوته بالسب و الشتم لصاحبه , فقابله الآخر بسبٍ أقذع و أشنع , و هنا تعالت الأصوات و تتابعت اللعنات , فجاء عمال المطعم يستوضحون الأمر , فوجدوا المعركة الكلامية مشتعلة , و الرجلين على وشك الاقتتال , فحاولوا عندئذ أن يحجزوا بينهما , إلا أن ذلك لم يزدهما إلا صراخا و تلاعناً , ثم أن أحدهما ضرب صاحبه وهرب خارج المطعم , فلحقه الآخر حاملاً " قارورة الشطة " و هو يدعوا عليه بالويل و الثبور , و ما لبثا أن اختفيا عن الأنظار , و عندها وجد عمال المطعم أنفسهم يتبادلون نظرات الاستغراب المتسائلة عن حقيقة و أسباب ما جرى , بيد أنهم اتفقوا أخيراً على أن الشيء الواضح و المفهوم لديهم أنهم قد خسروا قيمة ذلك الغداء بالإضافة إلى " الشطة "!
أتذكر هذه القصة دائما عندما أجدني و أجد الكثيرين غيري حائرون في تفسير طبيعة علاقة إيران بأمريكا , أو بابنتها المدللة إسرائيل !
فبينما كانت الحرب الكلامية بين البلدين في ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي , وبينما كان الخميني و أتباعه يصبون لعناتهم على ما يسمونه ب " الشيطان الأكبر " , كان الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر يعقد اتفاقاً , في باريس مع نائب الرئيس الأمريكي " بوش الأب " وبحضور مندوب الموساد " آري بن ميناشيا " , لتزويد إيران بأنواع متطورة من السلاح الأمريكي , عن طريق إسرائيل , ليستخدمها الجيش الإيراني في حربه ضد العراق و ذلك مقابل مبلغ مقداره 1,217,410 دولار أمريكي .
وبينما كان الرئيس الأمريكي "بوش الابن " يهاجم النظام الإيراني و يتوعده , كانت قواته في العراق تتولي حراسة الرئيس الإيراني منذ وصوله إلى مطار بغداد و حتى مغادرته .
وبينما تهدد السلطات الإيرانية بإغلاق مكتب "قناة العربية" في طهران , و يهاجم عبد الرحمن الرشد " مدير القناة " إيران بمقالات نارية , نجد هذه القناة لا تمل من عرض دعايات الحكومة العراقية " البغدادية الإقامة الطهرانية المولد و النشأة " !

فكيف لنا أن نفهم هذا التناقض بين ما يشاع من حجم العداء الهائل بين تلك البلدان , و بين ما يُفعل و يُمارس على أرض الواقع ؟

زد على ذلك ما يحدث بين فترة و أخرى من تسريبات و كشف عن بعض الوثائق القديمة , و التي توضح حقيقة بعض الأحداث , كما في تلك الوثائق التي أفرج عنها أرشيف الأمن القومي الأمريكي و المتعلقة بفضيحة "إيران-كونترا".
أو ما يحدث من فلتات لسانية لبعض المسئولين , كما قال نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية و البرلمانية في ختام مؤتمر " الخليج و تحديات المستقبل " و الذي عقد بإمارة أبو ظبي بتاريخ 13-1-2004 : ( إن إيران قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان و العراق , و إنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول و بغداد بهذه السهولة )
و كما يقول "شارون" في مذكراته : ( لم أر في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد , عدونا الحقيقي هو المنظمات الإرهابية الفلسطينية ) " مذكرات شارون , ترجمة أنطوان عبيد - ص 576 "
أو ما صرح به وزير الخارجية في حكومة نتنياهو "ديفيد ليفي" حيث قال: (إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو) " جريدة هارتس اليهودية 1/6/1997"

و الواقع أني لست هنا في معرض التتبع لمثل هذه الوثائق أو التصريحات , و أظن أن من أراد ذلك فلن يصعب عليه , فهناك عشرات الوثائق و المقالات التي تناولت هذا الجانب (1) , و ما أريد الإشارة إليه هو انه ما زال هناك الكثيرين منا يعتقد بأن إيران هي حاملة راية الجهاد و المقاومة ضد أمريكا و إسرائيل , و المصيبة أن ذلك ليس قاصراً على العوام , بل يتعداه إلى طبقات من المثقفين .
و مع تسليمي بعدم وجود عداء حقيقي بين إيران و أمريكا أو إسرائيل , إلا أني لا أستطيع نفي و جود نقاط خلاف طبيعية بينهما من قبيل خلافات المصالح و حسابات النفوذ و السيطرة , إلا أن الواضح أن تلك الدول قادرة و باحترافية سياسية عالية على تجاوز نقاط الخلاف , أو على الأقل تحييدها و تأجيلها إلى وقت لاحق , و التركيز على القضايا الإستراتيجية المشتركة .

و في ظني , و الله اعلم , أن من مصلحة أمريكا و إسرائيل أن تبدو إيران في موقع المقاومة و العداء المطلق لهما ,و أن تتزعم ما يسمى بمعسكر الممانعة , لأن ذلك يحقق هدفين مزدوجين :
الأول : و هو ما يعبر عنه البعض بالحاجة الوجودية لإسرائيل، فمن المعلوم أن إسرائيل تحب أن تبدو دائما بمظهر الضعيف المحدق به الخطر و المحاط بسياج من الدول المعادية , مما يمكنها من الحصول على مساعدات و أسلحة الدول الغربية الكبرى و بخاصة أمريكا, و قد رأينا كيف تحالف العالم بأسره معها لمنع تهريب السلاح لحماس , و لذلك فهي تستغل تصريحات المسئولين الإيرانيين الذين يتوعدون بإزالتها من على الخارطة لإقناع الرأي العام الغربي بحاجتها للدعم المستمر , و كذلك لجعله يتفهم ما تقوم به من أعمال إرهابية ضد المدنيين في فلسطين أو لبنان .
الثاني : ( و هو ما قد يغفل عن الكثيرين) تلميع المذهب الشيعي الذي تتبناه إيران وتراهن عليه مع تلك القوى في مزاحمة الإسلام السني الغير متسامح مع المشروع الغربي , و يتم ذلك عبر تقديم المذهب الشيعي كمذهب يقوم في الأساس على مبدأ المقاومة و الجهاد للمحتل دون مواربة , و قد لمسنا تأثر البعض منا ( ولا أقصد العوام فقط ) بخطابات نصر الله النارية ضد إسرائيل ! بل وصل الأمر إلى حدوث انقلاب من بعض الإسلاميين ضد مشايخهم, كل ذلك دفاعاً عن إيران (المقاومة) ! كما في أزمة الشيخ القرضاوي مع الصحافة الإيرانية , و من شأن هذا الهدف في حال تحققه إحداث نوع من التوازن المذهبي في المنطقة , و هذا يعد بلا شك هدفاً مشتركاً لكل الأطراف .
و لا تزال الوقائع تؤكد لنا أن العداء الإيراني لأمريكا و إسرائيل يبقى في أكثره مجرد تصريحات و تهديدات فارغة لا يسندها تحرك حقيقي , عدا ما يكون من تحركات تكتيكية , و اعني بالتحديد مواجهات حزب الله مع إسرائيل , و التي ثبت أنها مواجهات تكتيكية مقننة و مرتبطة بالحسابات الإيرانية فحسب , و ليس الهدف من ورائها نصر للأمة , و إلا فما تفسير تفرج حزب الله على ما حدث في غزة , بل و المسارعة في نفي تورطه في عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان؟ , ولذلك فهناك من المتابعين من يرى بأن حزب الله أريد له أن يوجد في جنوب لبنان كبديل للميلشيات النصرانية التي فشلت في الحد من نشاط الفصائل الفلسطينية في لبنان , ذاك أنه يرفض التحالف مع تلك الفصائل , بل و لا يسمح لها بالوصول إلى نقاط التماس مع العدو.

و أما ما نشاهده من احتفاء إيران بقيادات حماس و فتح أذرعتها لقادة الجهاد في فلسطين , فلا يعدو كونه مناورات و تقية سياسية , أحسب أن الإخوة في حماس أذكى من أن تنطلي عليهم , فإيران لا تعطي شيئاً لوجه الله , و من *** الفلسطينيين و شردهم في العراق و ألجأهم إلى ترك بيوتهم و العيش في العراء, لا يمكن أن يرحمهم في فلسطين , و لو كانت إيران صادقة في دعمها لحماس لأنفذت و عدها الذي قطعته إبان فوز حماس بالانتخابات , و المتمثل في إعطاءها مبلغ خمسين مليون دولار!
و يبقى أن الذي أعطى الفرصة كاملة لإيران للمتاجرة بالقضية الفلسطينية وتزعم الساحة الإسلامية , هو الموقف العربي السلبي تجاه المقاومة و تراجع الدور الريادي لبعض الدول العربية .

و بمناسبة ذكرى الثورة الخمينية أسألك أيها القارئ الكريم :
كم عدد الحروب التي اندلعت بين إيران و أمريكا أو إسرائيل منذ انطلاقة الثورة حتى الآن؟
دع هذا السؤال و أجبني : هل حدث أن ضُربت مواقع إستراتيجية إيرانية على غرار ما حدث للمفاعل العراقي؟

الواقع يشهد أن أمريكا إنما خاضت الحروب ضد أعداء إيران التاريخيين , أفغانستان التي مازالت مشاعر الغضب الطائفي والعنصري الإيراني تتأجج ضدها , بسبب عقدة سقوط الدولة الصفوية على يد الأفغان الغلزائين (1722-1729م) بقيادة "المير محمود" , و العراق الذي تصدى للزحف الصفوي الجديد بقيادة الخميني , بينما بقيت إيران في مأمن بفضل قدرتها على الاستفادة من نقاط الالتقاء بين مشروعها التوسعي و المشروع الغربي, في ظل غياب شبه كامل لمشروع عربي إسلامي .
أما ما يربط إيران بإسرائيل تحديداً , فهناك من يرى أنه أبعد من تاريخ تأسيس الدولتين , إذ لا يزال اليهود يشعرون بالمنة التاريخية للفرس , وذلك بسبب تخليص القائد الفارسي " قورش الكبير " لليهود من السبي البابلي , و قد وُجدت منظمات شبابية يهودية تعيش في طهران تحت اسم"قورش الكبير" !
و يمكن اعتبار مرحلة حكم الشاة بأنها الفترة التي شهدت أكبر وضوح لطبيعة العلاقة بين إيران و إسرائيل , قبل انطلاق " التقية " أو الثورة الخمينية التي لم تغير في حقيقة العلاقة الشيء الكثير , و الغريب أن يكون اليهود الفرس هم الأكثـر سفكاً لدماء الفلسطينيين من غيرهم , فنائب رئيس الحكومة الإسرائيلية "شاؤول موفاز" صاحب الخطة العسكرية لمواجهة الانتفاضة و التي كانت نتيجتها مجزرة نابلس وجنين هو فارسي من مواليد طهران عام 1948، و قد هاجرت أسرته إلى فلسطين عام 1957, و "دان حالوتس" رئيس القوات الجوية الإسرائيلية السابق و الملقب ب"جنرال الاغتيالات" , و الذي كانت أبشع مجازره في يوليو 2002 حينما أعطى أوامر بقصف مبنى سكني لاغتيال أحد قادة حركة حماس واستشهد في تلك المجزرة 14 مدنيا بينهم 9 أطفال , ينتمي هو الآخر لعائلة يهودية مهاجرة من "هاجور" الإيرانية .
و ختاماً , فإن من الواجب علينا كعرب و مسلمين أن نفهم أننا مستهدفون , و أننا واقعون بين مطرقة و سندان مشروعين خطيرين لا يقل أحدهما خطورة عن الآخر, و أن علينا كذلك أن نفهم أنه لا يوجد عداء حقيقي بين أطراف تلك المشاريع, بل لا يوجد ما يبرر ذلك العداء أصلاً , و أقصى ما يمكن أن يكون هو وجود خلاف مصلحي أو تنافس على مناطق النفوذ , و هذا النوع من الخلاف يمكن أن تحله الصفقات السياسية , بعكس الخلاف ( الأيدلوجي ) الذي لا يمكن للصفقات السياسية إنهاءه , وهذا ينسحب على خلافات التيارات المنبثقة عن هذين المشروعين و الموجودة في عالمنا العربي و بخاصة في دول الخليج , و لذلك فمن السهولة عليك ملاحظة التعاون و التنسيق بين التيارات التغريبية و الطائفية في تلك البلدان ضد التيارات السنية وبخاصة السلفي , و يبقى الأمل في عودة مشروعنا العربي الإسلامي الحضاري مصدر قوتنا و سر مدافعتنا لتلك المشاريع المعادية.

__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه

آخر تعديل بواسطة مستر/ عصام الجاويش ، 21-09-2009 الساعة 09:24 PM
  #6  
قديم 21-09-2009, 04:19 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 5,959
معدل تقييم المستوى: 21
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية". هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.
انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.

الكاتب هو "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستكوهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.

و تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث أمريكا، إسرائيل و إيران.

يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية و تأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. و يعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما، الذي يتناول موضوعا حسّاسا جدا حول التعاملات الإيرانية الإسرائيلية و العلاقات الثنائية بينهما.
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.

و يعالج "تريتا بارسي" في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.
وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).
ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.
ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و "الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" و ليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية…الخ.
و في إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
و بين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.

و استنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.
وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل "خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.
و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام". الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".
الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا. عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة. يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.
و يؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه "حليف إسرائيل". فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة "الإسلامية" التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.
استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
و يؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب "انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.
و يكشف الكتاب انّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بينايران و اسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.
و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.
و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن.لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".
وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.
هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي:[1]
1- عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).
2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.
3- عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
4- التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5- قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.

المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".
ينقل "بارسي" في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.
و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
و من المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.

باختصار، الكتاب من أروع و أهم الدراسات و الأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. و لا شك انّه يعطي دفعا و مصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي و الذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب و الجمهور على حدا سواء و هو ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!




[1] تناول كاتب المقالة (علي باكير) هذا الموضوع بتفصيل كبير و دقيق -بعد رصد و متابعة لأشهر عديدة- في سلسة مؤلفة من ثلاث تقارير نشرت
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه

آخر تعديل بواسطة مستر/ عصام الجاويش ، 21-09-2009 الساعة 09:24 PM
  #7  
قديم 21-09-2009, 07:24 PM
الصورة الرمزية BaNZeR
BaNZeR BaNZeR غير متواجد حالياً
نجـــم العطــاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 9,239
معدل تقييم المستوى: 25
BaNZeR is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر/ عصام الجاويش مشاهدة المشاركة
سأقول كلام ربما يكون غريب عليكم ايران واسرائيل حلفاء ولن يحدث بينهم حرب اسرائيل تحارب الاسلام وكذلك الروافض يحاربون الاسلام وارجو من الاخوه الا ينخدعوا فى حزب حسن نصر وستثبت الايام صدق مانقول اسألوا اهل السنه فى لبنان عن حزب حسن نصر واسألوا اهل السنه فى ايران عن احمدى نجاد وستعرفوا ان هؤلاء لايمكن ان يدافعوا عن الاسلام الذين يسبون امنا جميعا امنا عائشه ويرمونها بابشع الاوصاف ويكفرون الصحابه لايمكن ان يكونوا حزب الله لاتنسوا ان ايران هى التى ساعدت امريكا فى احتلال افعانستان وهى التى ساعدت امريكا فى احتلال العراق حتى تتحول العراق الى دوله شيعيه وقد حدث ولاتنسوا ان الروافض خانوا المسلمين ايام التتار هل تتزكرون ابن العلقمى الشيعى الذى خان بلاده ايام التتار؟ لم يفعل الشيعه شيئا لنصره الاسلام

فعلاً ما هو معروف أن ايران ليست في صالحنا
ولكنها ليس ايضاً في صالح اسرائيل
اسرائيل تريد السيطرة على المنطقة بالكامل
ربنا يتخذون لهم حلفاء حاليين مؤقتين كتبادل مصالح
كما هي حال الكويت مع امريكا مثلاً
لكن إنه الحليف ده يبقى قوي لدرجة إنه يقدر يدافع عن نفسه في حالة الهجوم عليه
فده اللى اسرائيل متحبوش
ومعنى وجود نووي في اي حتة
يعني بقى في عدو جديد يقدر يتنافس في الساحة
وده خطر جداً على اسرائيل


ده وجهة نظر
وقد يكون للحال امر آخر
__________________
It was over 3 years since my last visit
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:32 PM.