اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-07-2009, 05:21 PM
الصورة الرمزية hikoko14
hikoko14 hikoko14 غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 183
معدل تقييم المستوى: 17
hikoko14 is on a distinguished road
Neww1qw1 قصة واقعية((( وداعاً ...... مايا))

قصة واقعية((( وداعاً ...... مايا)))
وداعـــــــــاً ...... مــــــــــايــا





لا....لا....لا
....

صرخة خرساء
!

تعطف في داخلي
....

لم أستطع إنقاذها.... كنت أخشى على السر أن ينكشف ! وأمام
الصندوق البني ...... خارت قواي .... ولم أتمالك نفسي ...

سقطت على ركبتي
...... وانهمكت في البكاء شديد..... وأخذت أصرخ .. وأصرخ ولكن فيأعماقي!!!

لم أكن أشعر بمن حولي
... كانوا كلهم واقفين .... ويقرؤون كلام لا أفهمه ...ولكني وحدي .. وحدي فقط .... من يعرف السر المكنون في ذلك الصندوق !!! كنت عاجزة عن كل شئ ...إلا عن البكاء... والنظر إلى داخل الصندوق البني .. حتى حملو من بين يدي..حملوه ...وأنا أنظر..لاأقوى على شئ.. كانت نظراتي تلاحقه... وصرخة مخنوقة في صدري :

- لا...لا...لا...

إنه لنا .. إنه
منا ... مالكم وله ؟؟! أتركوه .. أتركوه...أتـ....

وختفى ذلك الصندوق عن نظراتي العاجزة .. ومضوا به إلى
المكان البعيد ... وهناك دفنوه... ودفنوا معه السر المكتوم !!

نعم .. وللحكاية بــداية
....

أعترف لكم ...لم أكن أعرف
قدر ماعندي ...كنت ظامئة والماء بجانبي ...حائرة والنور في داخلي ...أركض خلفالسراب ...لم أشعر يوماً أنني أمتلك كنزاً لا يساوم بثمن ... لم أكن أدرك شيئاً منذالك ...حتى التقيت بها! في معهد الكمبيوتر..جمعتنا مقاعد المدرسة ..في العشرين منعمرها ..متوسطة الطول..بيضاء ..جميلة الملامح .. يزينها شعرٌ أشقر ..ولها عينانخضراوا ن ..كانت هادئة الطبع ..حسنت الخلق .. انجذبت نحوها كثيراً .. قررت أن أتعرفعليها أكثر ...اقتربت منها ..ـ مرحباً.. أنا (( ناديا )).. ما أسمك ؟

ـأسمي (( مايا)) .. ـ((مايا
)) !! هذا يعني أنك .. ! ـنعم..نصرانية...

ـلا يهم...لا يهم...المهم أن نكون
صديقتين..

وكان اللقاء...وكانت
الصداقة...

كانت طباعنا
متقاربة...توافقنا في كل شيء...والعجيب

أن مولدنا أيضًا كان في يوم
واحد!

كنا لا نكاد نفترق
.. نجتمع دائماً إما في المعهد .. وإما في النادي

كانت تحب لعبة الإسكواش والتنس .. وأما أنا فكنت أهوى ركوب
الخيل ..

وأتدرب كثيراً.. حتى
أصبحت فارسة ماهرة !

ركبت معي
(( مايا)) ذات مره على الفرس .. لكنها سقطت … أيام جميله حقاً… وذكريات لا تنسىلو أستطيع أن أدير عقارب الزم إلى الوراء لفعلت … ولكن !هيهات ..

كنت أزورها كثيراً في منزلها
.. وهي أيضاً.. كانت تمكث معي في بيت جدتي الساعات الطوال حتى أن جدتي أحبتهاكثيراً

أستهواني الدين
النصراني

كنت أريد أن أعرف
عنه كل شئ …. ذهبت معها أكثر من مرة إلى كنائس... كنت أسأل عن أشياء لا أفهمها .. وتجيبني عنها في إيجاز ..أما هي فكانت تجلس صامتة .. وعلى وجهها ملامحالحيرة....

طلبت مني ذات يوم أن
أذهب معها إلى الكنيسة ... لنؤدي صلاة عيد القيامة ... لم أمانعأبداً!!!!

كانت جذوري غير
راسخة... لم أكن أعرف قدر ما عندي !!

ذهبت معها ...كانت تختلس النظر إلي .. تريد أن ترى ردة فعلي
.. لم أعلق على شيء ... كان الذي يدور أمامي طلاسم محيره .. لا أستطيع فهمها...

وهي أيضاً ... كنت ألمح في
عينيها نظراتٍ حائرة ...

في
اليوم التالي ... زرتها في منزلها ... تحدثنا كثيراً .. وضحكنا كثيراً .. لمنكننحسب للزمن حساباً .. المهم أن نبقى معاً ..

وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها بعض الكتب التي تتحدث عن
النصرانية .. دفعني الفضول إلى طلبها من صديقتي ... فوافقت ..

أخذت تلك الكتب معي إلى
المنزل ... وأنا في شوق إلى قراءتها ... فقد كنت أحب أن أفهم هذا الدين المليءبالألغاز .

دخلت المنزل
.. وسلمت على جدتي .. وجلست أتحدثُ معها ..

كم أحبها .. فهي الصدر الحنون الذي آوي إليه بعد أن انشغل
عني والداي!!

في أثناء الحديث
.. وقع نظر جدتي على تلك الكتب ... ودهشت عندما رأت الصليب مرسوماً على الغلاف .. نظرت إلي في حدة .. وثارت في وجهي .. وصرخت بصوت عالٍ .. وسبتني سباً شديداً لمأسمعه منها من قبل . ثم حملت الكتب ورمت بها في وجهي ..

مالها!! لم أرها غاضبة من قبل ... لم أكن أعرف ماذا يجري
... وكل ما أدركته أن إحضاري لهذه الكتب أمر مزعج ... خطأ كبير...

اعتذرت إلى جدتي ... وفي اليوم
التالي أرجعت الكتب إلى ((مايا)) ... وقلت لها إنني قد قرأتها ...

كان هذا خيراً لي .. فقد كانت
جذوري غير راسخة ...

أجهل
الكثير من الدين .. وأتجاوز الحدوده .. لم أكن أعرف الحجاب .. وأفرط كثيراً فيالصلاة... وفي غرفتي كم هائل من أشرط الغناء .. وفي النادي أمضي الساعات الطويلةأمتطي صهوة الحصان .. وفي نفسي جوانب مظلمة.. لا أريد أن يراها أحد .. وأحاولإخفاءها حتى عن نفسي !

كان
الشيء الوحيد الذي يربطني بالإسلام .. أنني أذهب كل جمعه إلى المسجد لأشهد صلاةالجمعة مع المسلمين !!!

وفي ذات
يوم ... بعد صلاة الجمعة .. رجعت إلى المنزل ... ووجدت صديقتي ((مايا)) جالسة معجدتي تنتظرني .. جلسنا معاً نتحدث .. ثم انصرفت جدتي لتعد الغداء ... اقتربت مني ((مايا)) .. وقالت لي : إنها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام .. قلت لها : ولماذا ؟ قالت إنها تود أن تعرف بعض المعلومات عن الإسلام .. اعتذرت لها ... فلميكن عندي شيء من الكتب الدينية !!

ولكني وعدتها بأن أحضر لها ما تريد ... في اليوم التالي
... ذهبت إلى بيت والدي ... وبحثت في مكتبه .. فلم أجد شيئاً سوى ( القرآن الكريمبالتفسير) .. فأخذته و انصرفت.. ولم يعرف والدي أو والدتي أنني جئت إلى المنزل ... ولم أنتظر هما حتى يعودا من العمل ! حملت (المصحف المفسر) إلى صديقتي ((مايا)) .. أخذته مني في لهفة .. وشكرتني كثيراً على ذلك ... ثم افترقنا .. في الصباح اليومالتالي ... ذهبت إلى المعهد .. وكلي شوق للقاء صديقتي ..

ولكنها لم
تحضر!!!

أتفحص وجوه البنات ولم
أرى ((مايا)) ... ماذا جرى؟!

ازدادت مخاوفي ... وذهبت بي الظنون كل مذهب
...

في اليوم الثالث : لم تحضر
(( مايا))

ما الذي حدث
؟!

أين هي الآن
؟!

هل.....؟
!

قطعت كل التساؤلات ... وقررت أن أذهب إلى
منزلها...

لأطمئن عليها
... طرقت الباب ... فإذا بصديقتي تستقبلني...

((مايا)) الحمد الله ..أنتِ بخير ..لقد ..

لم تدع لي فرصة للتحدث
... ولم تجبني عن شيء ...

ابتسمت
لي .. وأخذت بيدي ... وخرجت بي مسرعة .. وذهبنا إلى بيت جدتي ... وكانت جدتي غائبةعن المنزل .

في بيت جدتي
...

تحدثنا قليلاً .. ثم انصرفت
لأحضر العصير ...

رجعت إليها
... فإذا بها مطرقة الرأس ... غارقة في تفكير عميق ...

شعرت بأنها تخفي شيئاً ..
- مايا مالك يا صديقتي ؟!
رفعت رأسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموعوقالت:-
تعبت يا ناديا تعبت
-
من أي شي ؟!
-
صراع مرير يعصف في داخلي !
يكاد أن يقضي عليّ أصبحت اكره حياتي واكره وجودي في هذه الحياة!
-
مايا الذيجرى ؟! لم تكوني أبدا هكذا لماذا هذا الشعور الغريب؟ لماذا يا مايا؟
نظرت اليّوقد جرت على وجنتيها دمعتان مسحتهما بكفيها …وقالت :-
سأخبرك يا ناديا عن كل شئ .. ولكن!
-
ولكن ماذا؟
-
اتقسمين لي بأن يكون الأمر سرا بيننا وإلا تبديهلأحد مهما يكن
أقسمت لها حتى اطمأنت عندما استجمعت قواها وكأنها تحاول أن تضععن كاهلها حملا ثقيلا عدلت من جلستها ونظرت إلي
وقالت،،،




ناديا أريد أن ادخل في الإسلام!
عقدت الدهشة لساني وقعتكلماتها عليّ كالصاعقة أدركت خطورة الأمر صرخت بها:-
-
ماذا؟!!
تسلمين ؟؟!… الإسلام؟!
أما تدركين خطورة هذا القرار؟! ماذا لو علم اهلك بهذا؟
سوف ي***ونكحتما سي***ونك
نظرات الرجاء في عينيها تكسرت شيئا فشيئا أطرقت رأسها ووضعتوجهها بين كفيها وانهارت في بكاء شديد ثم تحشرج صوتها وأخذت تردد:-
-
حتى أنت ياناديا.. حتى أنت يا صديقتي!
لا تريدينني أن أرى النور!
لا أحد يريد أن يأخذبيدي رحماك يا رب
آه مما أنا فيه..كزورق تائه تتقاذفه الأمواج ولا منمعين……
رحماك يا رب رحماك
وغرقت في بحر من الدموع وأنا مازلت حائرة !!
أفكر فيما أرى واسمع ومخاوفي تزداد على صديقة العمر ..عالم مجهول ينتظرها !!
قرارها هذا قد يفرق بيننا إلى الأبد بل قد يفرق بين روحهاوجسدها..!!
آه..ما أبشع المنظر عندما تصورتها جثة هامدة وقد ***ها اقرب الناسإليها لن يرحموها أبدا …لن
نشيجها المتصاعد يقطع عليّ مخاوفي المفزعة ..يكادالبكاء أن يقضي عليها ..آهاتها الحرى تقطع نياط قلبي ونظراتها العاجزة تتوسل إليلمحت في عينيها صدق الرغبة أيقنت أنها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه وأنا أيضااتخذت قراري
اقتربت منها احتضنتها إلى صدري بشدة وقلت لها....
لا عليك ياصديقتي لا عليك..
ليكن لك ما تريدين...
لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر ..سأكونمعك والله معنا..
وجاء موعد النطق بالشهادتين
أشهد أن لا اله إلا اللهوأشهد أن محمدا رسول الله
كأنني اسمعها لأول مرة ..
نطقتها مايا فلم تبق منيجارحة إلا وانتفضت لأول مرة اشعر بجلال هذه الكلمة!
آه لم اكن اعرف قدر ما عندي !!
توقفت عقارب الزمن عن الدوران وعشت مع مايا لحظات ليست من عمر الزمن غمرتناالسكينة من كل مكان وكان الملائكة من السماء تتنزل لترفع ذلك الإيمان الغض النديإلى الملكوت الأعلى
انه التوحيد .. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ).
أشرقت شمس الإيمان .. وتبدد الظلام..( إنماالله اله واحد).
وداعا للخرافة .. وداعا للأوهام..
(
ثلاثة في واحد .. واحدفي ثلاثة) ..
ليل جاثم .. لن يصمد طويلا أمام الفجر الساطع:
(
قل هو الله أحد (1) الله الصمد(2) لم يلد ولم يولد(3) ولم يكن له كفوا أحد(4))
الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..لم اخسر شيئا..
((
ربحت محمدا ولم أخسرالمسيح)).
رسولان عظيمان في طريق واحد الطريق إلى الله..
لم يكن المسيح يوماإلها أو ابنا للإله إنما هو عبد الله ورسوله..
السر المحير في طبيعة المسيحيبدده شعاع من القرآن:
(
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال لهكن فيكون).
الله اكبر .. الله أكبر .. اشهد أن لا اله إلا الله...اشهد أن محمدارسول الله..
صوت الأذان يجلجل في كل مكان .. يا الله ! كم هزني هذا النداء!
لطالما تمنيت أن استجيب له الحمد لله حان اللقاء سأقف بين يدي الله سأسجد لهسأعترف له بذنوبي واسأله الغفران لست بحاجة إلى واسطة بيني وبينه انه ربي قريب منيليس بيني وبينه حجاب:
(
وإذا سالك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي إذادعان فليستجيبوا لي وليأمنوا بي لعلهم يرشدون).
الحمد لله .. آن لهذه الروحالظامئة أن ترتوي..
عاشت مايا تلك التجليات وحلقت في تلك الأجواء كنت اشعر إنهابحاجة إلى هذه الوقفات ولكن لم يبق في الوقت متسع ولا بد من العمل..
أخذت بيدهاوذهبت إلى مكان الماء وعلمتها الوضوء..
توضأت أمامها وجعلتها تتوضأ منبعدي..
يا الله! ما اجمل الوضوء !
نظرت إليها وهي تسبغ الوضوء وقد استناروجهها فكأنما أراها لأول مرة أحسست إنها اجمل من ذي قبل كأنها ولدت من جديد!
حانوقت الصلاة جعلتها تستقبل القبلة وقفت في خشوع ورفعت يديها وقالت في يقين : اللهاكبر..
وصّلت مايا .. وسجدت مايا .. لأول مرة في حياتها وكانت سجدة طويلة.. طويلة اختلط التسبيح فيها بالدموع..
إنها دموع الفرح فرح بلقاء العبد ربه
ياله من منظر لن أنساه ما حييت ..
كانت تريد أن تعلن إسلامها في المسجد علىيد شيخ هناك..
قلت لها ليس الآن اجعلي الأمر سرا بيننا..
كان عليها أن تنتظرحتى تبلغ السن القانوني حتى تخرج من وصاية أهلها كان عيها أن تنتظر تكتم إيمانهاسنتين على اقل تقدير ..
يجب ألا تستعجل وإلا فانه العذاب المرير لطالما سمعت عنقصص كثيرة مشابهة لم يسلم منها كثير ممن أعلن عن إسلامه من مطاردة الكنيسة وأذاها!!
ومرت الأيام وهي تزداد في كل يوم إشراقا
كنا نذهب كل جمعة إلى المسجدللصلاة وكانت ترتدي الحجاب في السيارة حتى لا يعرفها أحد
أما أنا فكنت لم ارتدالحجاب بعد !
أقبلت مايا على القرآن وتملك القرآن قلبها أخذت تقرأ القرآن وحفظتالكثير من السور القصيرة حتى حفظت عشرين آية من سورة البقرة..
كانت تقرا القرآنخفية حتى في بيت أهلها دون أن يشعر بها أحد لقد كانت في عناية الله ..
أعطيتهايوما كتاب (رجال حول الرسول) ..
قرأته كثيراً وأحبته حبا كبيرا وكانت لاتملكعينيها وهي تقرا أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
تعذبوا كثيرا في سبيلالإسلام ومنهم من أخفى إسلامه حتى لا يضعف أمام أذى المشركين ..
لقد وجدت في ذلكالكتاب سلوه لها وتثبيتا لقلبها على الإيمان ..
وازدادت عزيمتها على الصبروالمضي في الطريق حتى يأذن الله بالفرج
وما هي ألا أيام حتى هبت تلك النفحةالربانية وهل الهلال بقدوم ذلك الضيف العزيز..
انه موسم الرحمة والبركات (شهررمضان الذي أنزل فيه القرآن)
لكم تمنت مايا في عهدها القديم أن تصوم وتشاركالمسلمين في هذه الروحانية الغامرة..
وهاهي اليوم تستقبل رمضان .. وقد أسلمتوجهها لله..
لم استطع مقاومة رغبتها في الصيام..على الرغم من خطورة الأمر ولكنهالإيمان لا يعرف القيود ولا الحدود ..
كنا نقضي اليوم بطوله في المعهد لم نكننفترق أبدا أما الافطار فكانت تتناوله معي ومع جدتي واهلها يعرفون انها عندي ولميشكّوا في شئ حتى جدتي لم تكن تعرف حقيقة الأمر … أما وقت السحور فكنت اتصل بها علىهاتفها المحمول الخاص بها حتى تستيقظ من النوم لتتناول السحور يا لها من أيام تلكالأيام !
رسمنا خطة محكمة حتى لا ينكشف الأمر ..
حتى إننا كنا نذهب إلى ابعدمسجد في البلدة لنصلي صلاة التراويح كي لا يراها أحد
ومرت الأيام ..
وعامكامل على الإيمان المكتوم وبقي عام آخر ليتحقق الحلم الجميل
ولتعلن ماياإسلامها .. ولكن !؟؟؟؟
يبدو أن الأحلام الجميلة سرعان ما تنتهي!!
العامالميلادي يوشك أن يلفظ أنفاسه..
وعام ميلادي جديد اصبح على الأبواب..
والاستعدادات بدأت للاحتفال بعيد السيد المسيح !
وفي داخل (الترام) الذييشق طريقه وسط الزحام كنت اجلس بجانب مايا كانت واجمة وبدت عليها ملامح القلق :-
-
مالك يا صديقتي.. مالك يامايا ؟!
-
اليوم هو الاثنين لقد بقيت أربعة أيام
-
على ماذا؟!
-
على عيد رأس السنة
-
وماذا في الأمر؟
-
معنى ذلكانه يتحتم عليّ الذهاب إلى الكنيسة .. كم أنا خائفة !!
أخشى أن اضعف أخشى أنافقد النور
-
لا تقلقي يا مايا سأذهب معك وأكون بجانبك ..
لم يرضها هذاالعرض صمتت قليلا ثم قالت :
-
كلا لا أريد أن اذهب لن ادخل الكنيسة بعد اليوم.
ثم أخذت تضحك وهي تردد :-
-
لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة!!
لا يزالالترام يشق وسط الزحام وفترة الصمت الكئيبة يقطعها صوت خافت حزين:-
-
نادياأكاد اختنق اشعر إنني كالسارق لم اعد احتمل!
-
صبرا يا صديقتي..
وأغمضتعينيها
وأخذت تحدثني عن أحلامها الجميلة
في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إسلاميسأركض في كل اتجاه وأصيح بأعلى صوتي إنني مسلمة ..



لن التفت إلىأحد لن أتنازل عن شئ سأقاوم مهما كانت الضغوط حتما سأخسر كل من اعرف حتى أهلي كميحزنني هذا!
كم أتمنى أن يبصروا الحقيقة!
سأدعوهم إلى الإيمان وادعوا لهم فيصلاتي المهم إني لن اخسر نفسي فلن أعود إلى الظلام..
وحلقت مايا في سماءالأحلام :
-
كم ابدوا جميلة في الحجاب ؟
سأرتديه في اول لحظة أعلن فيهاإسلامي
وبالطبع سأتزوج حين أجد شابا مسلما لن اشترط عليه شيئا المهم أن نحيامعا حياة سعيدة في ظل الإسلام
وتمر الأيام ..
مولودي الأول سأسميه ((ادهم)) والثاني((عبد الرحمن)) كم احب هذين الاسمين!..
ثم أفاقت من أحلامها على صوتالترام الذي يوشك أن يقف وسددت نظرتها بغضب إلى الصليب المرسوم على يدها ..
توقفالترام وفي سرعة غريبة تهيأت مايا للخروج ودخلت في زحام الناس أحاول عبثا اللحاقبها ونزلنا من الترام لنعبر الشارع وهي تجري وتناديني :-
أسرعي يا ناديا الحقيبي..
ولكنهـا سبقتني .. وعبرت الشارع أمامي..
وفـي وسط الطريق ..
تسقطمايا صريعة ..
تحت عجلات سيارة مسرعة..
تسمرت قدماي ولم اعد أرى أمامي إلامنظر صديقة العمر..وهي تنزف بالدماء!
جريت في ذهول وأنا اصرخ :- مايا .. مايا ..
احتضنتها بين يدي وضممت رأسها إلى صدري
وشعرها الأشقر الطويل قد تغير بلونالدم وجرحها النازف يتدفق بالدماء..
وقفت عاجزة تماما إلا عن الصراخ والبكاء ..
أحسست بقلبها ينبض وكأنها تستبقي الحياة..
نظراتها الكسيرة تتوسل إلي وصوتضعيف يقاوم الموت ويبعث الأسى:-
لا لا ليس الآن..
حلمي لم يتحقق نادياأرجوك..
أوقفي النزيف ..أوقفي النزيف.. أريد أن أعيش
أرجوك ناديا .. ناديا .. نا..
وكان الرحيل !
وكان الرحيل!
أسى تعلق بي واحتـل وجدانـي
وأذرفالعين من دمـع كهتـان
لكم شجى أسفي حزنـا وآلمنـي
وأضرم النار من وجديوأحزاني
حق الوداع على قلبي لـك مايـا
واجتاح فيه الأسى ينعى لفقدانـي
إلى اللقاء مايا والحزن يحرقنـي
والبين يوغل في مأساة أشجانـي
إلىاللقاء مايا يا زهـرة رحلـت
ما زال برعمها غضاً كما البانـي
ذكرى ترجع بيشجوي وتنغصني
حلو الحياة إذا ما حـل تحنانـي
أيام كنا ولـم يسـرحبخاطرنـا
هذا الفراق الذي قد كان لي جاني
لم أنسى يا مايا والحـبيبعثهـا
ذكرى تجول ولا صبرا لنسيانـي
لك السلام مـن الأعمـاقأنشـد
هجهرًا بلفظٍ كما حسـاً بكتمانـي
وأقتضي الوعد والميثاقأحفظـه
عهـداً أرتلـه يبقـى بإيمانـي
هناك يا مايـا فـي جنـةالخلـد
لقاؤنـا يحلـو وذاك سلـوانـي
سأحفظ الله في سري وفي علني
لعلنيأرتجـي عفـوا لرحمانـي
إلى اللقاء مايا إلى اللقـاء مايـا
إلى اللقاء ماياوالعهـد يرعانـي
((
لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة))..
هذا هو قرارها قبلالرحيل ..
ويا لعجائب الأقدار هاهي اليوم تدخل الكنيسة جثة بلا حياة جسدا بلاروح!
قررت أن أكون بجانب صديقتي إلى أن توسد التراب.. رغم مواجعي ..
دخلتالكنيسة ووجدت أهلها وبعض النصارى ملتفين حولها وحول القسيس وهم يقرؤون عليها آياتمن الإنجيل صعب عليّ أن أراها بينهم شعرت انهم كاللصوص اخترقت ذلك الجمع إلى أنوصلت إلى مايا ..
كانت ممددة في صندوق بني اللون وعلى صدرها الصليب!
آه .. مااصعب هذا !! اقتربت منها ألقيت على وجهها نظرات الوداع كان وجهها يبعث بالنور .. اقسم لكم ..لم أتمالك نفسي وأنا أرى الصليب على صدرها..
انحنيت منها وأنا ادعوالها في داخلي وطبعت على جبينها قبلة الوداع!
عندها خارت قواي خنقتني العبرة سقطتعلى قدمي وارتفع صوتي بالبكاء ..
اقترب القسيس مني واخذ يربت على كتفيويقول:-
لا تقلقي عليها إنها الآن مع المسيح والقديسين ..
هممت أن اصرخ فيوجهه :لا لا مايا مسلمة ..مسلمة.. ولكني تذكرت وعدي لها فأخذت اصرخ في داخلي !
وما زلت ابكي حتى حملوها من بين يديّ ومضوا بها بعيدا عني وهناك..
بين قبورالنصارى وعلى التل البعيد دفنت مايا دفنت وعلى صدرها الصليب!
ولكن حسبها اللهونعم الوكيل ..
رجعت إلى منزلي وصورتها تملأ جوانحي والذكريات الجميلة تلاحقني ..
وما أن دخلت إلى منزلي حتى أسلمت عيني لنوم عميق ..
وفي المنام كاناللقاء
رأيت نارا سوداء تلتهب وفي وسط النار كانت تقف مايا ..
والنار لاتحرقها بل كانت تصلي داخلها وعندما جريت إليها لأخرجها.. صرخت في وجهي بان ابتعدعنها..
قمت من منامي فزعة مذعورة أخذت أفكر في صديقتي وما جرى لها حتى سألت شيخايعبر الرؤيا فحمد الله وقال:-
أما النار السوداء فهي الفتنة التي كانت فيها وهيتكتم إيمانها وأما الصلاة فهي علامة النجاة وإنها نجت بإذن الله..
فرحت كثيرا أنمايا بخير..
الحمد لله .. اللهم لا تحرمني أجرها ولا تفتني بعدها واجمع بينيوبينها في جناتك جنات النعيم..
وفي ذات مساء كان أيضا اللقاء ..
رأيت مايافي واحة خضراء في أجمل حلة وأبهى مظهر وهي تشير بيدها إلي وتدعوني أن اذهب إليها ..لأسال عن تلك الرؤيا فهي واضحة..
استقر في نفسي انه سبيل النجاة لا بد منالعودة الله قبل فوات الأوان سنلتقي يا مايا بإذن الله ..
لن تخدعني الأوهام بعداليوم.. لن اركض خلف السراب ...
أحسست بالنور يغمر جوانحي ويبدد ظلمات الغفلة.. فرغت قلبي لله..
ارتديت الحجاب ..وفتحت صفحة جديدة مع ربي .. كتبت عليها بدموعالتوبة والندم:-
تبت إلى الله.. تبت إلى الله..
سوف أحيا للفضيلة.. سوف أحياللفضيلة



إنتهت القصة
وفي الختام لا تنسونا من صالحدعائكم
__________________
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيم
أ/محمد إبراهيم
معهد السنبلاوين النموزجى للغات
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:24 AM.