اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-06-2009, 01:41 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي التبرع بالدم

توطئة : لا تشغلوا مشاعركم بالتعاطف معها ، لاشيء منه تبقى في الأنحاء ، لعله تأبين لها ما أكتبه هنا ، أو لعله إجابة سؤال تكرر ممن أعرف : لماذا تكثرين التبرع بالدم؟

تبرعت بالدم على مدى حياتي تسعة عشر مرة منها 14 مرة على مدى ثلاثة أعوام.

إذ أنني قضيت معظم شبابي مريضة في فراش ، تعصف الحمى بمعظم يومي و تتركني أسترجع ما حدث في ما بقي . فلا أصدق ما يحدث ؟ أن ينقلب حالي ، يتبدل على هذا النحو . تختفي معالم الحياة من ليل و نهار و بشر و أماكن و مهام و واجبات.
يحاول الألم إزهاق روحي جاهداً ، فيفشل حتى يحين موعدها . تقول له ذلك فلا يكف عن المحاولة .. دأب أبحث عن أصله ، أنوي اجتثاثه بيداي إن استطعت .
أتهاوى عن عرشي ... حلمي أن أكون كائناً نافعاً في عالمي الأنيس . تتضاءل الأماني فأغترف منها أن أؤدي الصلاة في كل يوم خمساً و أن أطعم نفسي بيدي ، لا أكره مثل التعكز على من حولي ، مهام تشق حد الإستحالة في أرض ٍ الزمن فيها الأبد .

و أنا كنت الإيثار إنساناً . لم أبق شيئاً ينفع بشر إلا أعطيته من أنا أكثر منه حاجة و عوز و لم أبال ِ و لله الفضل و المنة ، أعاد ذلك أضعافاً مضاعفة . قصص الصوفيين و الزهـّاد و النساك كانت زاد عقلي .

أحبتي أو هكذا حسبتهم ، تمنوا أن يهلكني أي من الغيلان الموجودة كي لا يروا وجه العجز . قبلها ظنوا النجوم بأيديهم .

أبقى على هذا النحو ما شاء الله ، يتراءى لي الشفاء فأرى معه الأثرة توأما روح . يمر ببالي حلم مثير عن إنسان يهلك في بئر . و عن ذهن له قوة خارقة بوسعه أن ينقذه في لمحة فكر فاستمتع بإغراقه مراراً بلا ندم . (استغفر المولى العظيم و أتوب إليه أنني أثبت هكذا خواطر . رجاء : تحلوا بالصبر ، ننتهي منها على عجل)
فقرة اعتراضية :
أرأيتم للدنياً حالاً غير ما وصفت ؟
يبدأ السباق ، فيشقى المرضى و الضعفاء لإيجاد موطىء قدم بينما يرفع الأصحاء الناجحون كؤوس النصر مترعة بخمر الزهو ، ابتلاء أراده مولاه على هذا النحو ، جعل له جائزة تستحق الكد .
أهل الكهف ، هؤلاء قومي و عشيرتي . يقولون أنهم معجزة لا تتكرر ، ماذا عني؟!

و أي فرصة منحتني الحياة ؟ لا شيء أكثر من تجديد إيماني بربي على شريعة محمد صلى الله عليه و سلم باختياري أوسط مراهقتي قبل مرضي بقليل . (فيض يفوق الترف.)
أصعب أسئلتي حينها كان : ما ذنبي ، كي تختار لي امتحاناً بالغ الصعوبة ؟ (فقط أكتب ذلك لمن لم يبصر بعد ، فلا عليكم . فقط تابعوا معي مسار الحياة)

كنت أعشق التسبيح ، أجد فيه حياة ، أعجبني ما ألقاه لحبيبه عليه الصلاة و السلام فنطق به عن مولاه "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين."
أأطلب الشفاء ؟ لا لم يشغل بالي الدعاء و لا طلب الشفاء . مؤكد بوسعي تحمل الألم ، جمل المحامل أنا .
أتدرون ما الذي كدر بالي من مرضي اللصيق ؟
ليس يسيراً أن استجمع التسبيح فقوة ذهني تغيب في أرض الوهن . هذا طلبته و ألححت : إئذن بذكرك ، لا تحرمني منه ، تحرمني ما بقي لي من عقل فأهلك . فوديان الهلاك هناك على مشارف البصر .
و الله يحكم لا معقب لحكمه .. يعلم ما لا أعلمه . أشهر درعي في وجه أرض الجنون فينتشر منها وهج يضيء وجودي : (لا يُـفسد ما صنع بيديه) .
أول رحمة ألقاها في طريقي كانت فكرة جهنمية لكاتب استطلع النصوص فرأى أن جهنم قرب الأبد و ليست الأبد كله ، يتعذب فيها من يتعذب فتنطفىء .
نزلت بي بلسماً حينها . تنفست بعمق و أيقنت أنني أنجو .
يغمرني فضله نوراً فأعقد العزم : إن شفاني الله أن لا احفظ شيئاً عن محتاج .
أظنها كانت ليلة القدر ، إذ أن حالها كان جديداً على الزمان . قدر ضئيل من يقظة و بقايا وعي تنادي : اشفني و مرضى المسلمين . اللهم آمين .
يطلع علي النهار و أنا أتصفح شبكة المعلومات في الحاسب . أجد ....
بل أتوقف هنا ، أكمل لاحقاً . نداء المطبخ يغمرني فلا يسعني إلا أن أجيب .
حقاً لم أقصد الإساءة لنبل قلوبكم . لكنهم حولكم .. لن يمكنهم أن يلجوا حتى تفتحوا لهم الأبواب .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:25 PM.