#1201
|
||||
|
||||
|
#1202
|
||||
|
||||
|
#1203
|
||||
|
||||
|
#1204
|
||||
|
||||
أكرمَ الراحمينَ أنت رجائي
وشَفيعي إليك أكرمُ خلقِكْ أأُرى بين أكرمينِ مُضاماً أو مُضاعاً حَاشا الوفاءَ وحَقِّكْ واللهَ تعالى أرجُو أن ينفعَ بها عبادَه ، ويَكتبَ لي بها الرضا والقبول ، ويجزلَ مَثوبةَ قائلِ كلّ قَولٍ ، ويجمعَنا معهُ فيالجنّةِ دارِ كرامتِه ، ومستقرّ رَحمَتِه ، بحبّنا لهم في الله ، وتطفّلنا على موائدِ عبوديّتِهم لله تعالى ، وخشيتِهم وحبِّهم . اللهمّإنّك تعلم أنّني ما تتبّعتُ كلامَ الأخيارِ مِن عبادِك إلاّ التماساً لأنفاسِهم الطيّبة ، التي عبّرَت عن صفاءِ قلوبِهم ، وصدقِ عبوديّتِهم ، وأنّني أحبّهم فيك ، وأرجوك أن تدخلني برحمتك فيهم ، وتحشرني معهم ، اللهمّ فلا تردّ سؤالي ، ولا تخيّب رجائي . وأسألكَ اللهُمّ أن تُلهِم تاليَها وكلَّ منتفِعٍ بها دعوةً لي ولهم في ظهرِ الغيبِ صالحة ، إنكَ يا مولانا أكرمُ مسئول ، وأنت المرجّى لنيلِ كلِّ مأمول ، وأنت حسبنا ونعم الوكيل . عبد المجيد بن أسعد البيانوني |
#1205
|
||||
|
||||
نجاوَى وثناء واعتذار بين يدي الاستغفار ــ 1 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثَناءً عليكَ ، أنتَ كمَا أثنيتَ على نَفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، لا إلهَ إلاّ الله ، يفعلُ ما يُريدُ ، اللهُمَّ أنت الله ، لا إله إلاّ أنت ، أنتَ الغنيّ ، ونحنُ الفقراء .. الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ . الحمْدُ للهِ الذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، منَّ عليْنا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكلَّ بلاءٍ حَسَنٍ أبلانا ، الحمدُ للهِ غيرَ مُودَّعٍ ، ولا مَكفُورٍ ، ولا مستغنىً عنه ربّنا . الحمدُ لله الذي بتحميدِه يُستفتُحُ كُلُّ كتَابٍ ، وبذكرِه يُصدّر كلُّ خطابٍ ، وبحمدِه يتنعّمُ أهلُ النعيم في دارِ الجزاءِ والثواب ، وباسمِه يُشفَى كُلُّ داء ، وبه يُكشفُ كلُّ غمٍّ وبلاء ، وإليه تُرفعُ الأيدي بالتضرّعِ والدعاء ، في الشدّةِ والرخاء ، والسرّاءِ والضرّاء ، وهو سامعٌ لجميعِ الأصوات ، بفنونِ الخطاب على اختلافِ اللغات ، ومجيبُ الدعاءِ للمضطرّ ، فلهُ الحمدُ على كلِّ ما أوْلى وأسدى ، وله الشكرُ على كلِّ ما أنعمَ وأعطَى ، وعلى ما أوضح من المحجّةِ وهدى .. الْحَمْدُ لله ذي القدرةِ الباهرة ، والآلاءِ الظاهرة ، والنعمِ المتظاهرة ، حمداً يُؤذِنُ بمزيدِ نعمِه ، ويكونُ حصناً مانعاً مِن نقمِه . إلهي ! لولا أنّك بالفضلِ تجود ، ما كانَ عبدُكَ إلى الذنبِ يعُود . ولولا محبّتُك للغفران ، ما أمهلتَ مَن يُبارزُكَ بالعصيان ، وأسبلت سترك على من تسربَلَ بالنسيان ، وقابلتَ إساءتَنا منكَ بالإحسان . إلهي ! ما أمرتَنا بالاستغفارِ إلاّ وأنتَ تُريدُ المغفرة ، ولولا كرمُك ما ألهمتَنا المعذرة . أنتَ المبتدئُ بالنوالِ قبلَ السؤالِ ، والمعطي مِن الإفضالِ فوقَ الآمال ، إنّا لا نرجُو إلاّ غفرانَك ، ولا نَطلبُ إلاّ إحسانَك . إلهي ! أنتَ المحسنُ وأنا المُسيء ، ومِن شأنِ المحسن إتمامُ إحسانِه ، ومِن شأنِ المسيءِ الاعترافُ بعدوانِه . يا مَن أمهلَ وما أهمَل ، وسَترَ حتّى كأنّه غفَر ، أنتَ الغنيُّ وأنا الفقير ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذليل .. إلهي ! مَن سواكَ أطمعَنا في عفوِك وجودِك وكرمِك ؟ وألهمَنا شُكرَ نعمائِك ، وأتى بنا إلى بابِك ، ورغّبَنا فيما أعددّتَه لأحبابِك ؟ هل ذلكَ كلُّه إلاّ منكَ ، دللتَنا عليكَ ، وجئتَ بنا إليك . واخيبةَ مَن طردتَه عن بابِك .! واحسرةَ مَن أبعدتَه عن طريقِ أحبابِك .! إلهي ! إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمال المذنبين .؟! إلهي ! ببابِكَ أنخنا ، ولمعروفِكَ تعرّضنا ، وبكرمِكَ تعلّقنا ، وبتقصيرِنا اعترفنا ، وأنتَ أكرمُ مَسئُولٍ وأعظمُ مأمُولٍ : ببابِكَ ربّي قد أنختُ ركائبي ومالي مَن أرجُوهُ يا خيرَ واهِبِ فإن جُدتَ بالفضلِ الذي أنتَ أهلُه فيا نُجحَ آمالي بِنَيلِ رَغائبي وإن أبعدتْني عن حماكَ خَطيئتي فيا خيبةَ المسعَى وضيعةَ جانِبي اللهُمّ ارحم عباداً غرّهُم طولُ إمهالِك ، وأطمَعَهم دوامُ إفضالِك ، ومدّوا أيديَهم إلى كريمِ نوالِك ، وتَيقّنُوا ألاّ غِنىً لهم عن سُؤالِك . اللهُمّ يا حبيبَ التائبينَ ، ويا سرورَ العابدين ، ويا قُرّةَ أعينِ العارفين ، ويا أنيسَ المنفردين ، ويا حِرزَ اللاجئين ، ويا ظَهر المنقطعِين ، ويا مَن حنّت إليهِ قلوبُ الصدّيقين ، اجعلنا مِن أوليائِكَ المقرّبينَ ، وحِزبِك المفلحين . |
#1206
|
||||
|
||||
إلهي ! كلُّ فرحٍ بغيرِك زائل ، وكلُّ شُغلٍ بسواكَ باطل ، والسرورُ بك هو السرور ، والسرورُ بغيرِك هو الزورُ والغُرور .
إلهي ! لو أردتَّ إهانتَنا لم تهدِنا ، ولو أردتَّ فضيحتَنا لم تَسترنا ، فتمّمِ اللهمّ ما بهِ بدأتَنا ، ولا تسلُبنا ما بهِ أكرمتَنا . إلهي ! أتحرِقُ بالنارِ وجهاً كان لكَ ساجداً ، ولساناً كانَ لكَ ذاكراً ، وقلباً كان بكَ عارِفاً ؟ إلهي أنتَ ملاذُنا إن ضاقَتِ الحيَل ، وملجؤُنا إذا انقطعَ الأمل ، بذِكرِك نَتنعّمُ ونفتخِر ، وإلى جودِك نلتجِئُ ونفتقِر ، فبكَ فخرُنا ، وإليك فقرُنا . اللهُمّ دُلّنا بكَ عليك ، وارحم ذُلّنا بينَ يديك ، واجعَل رغبتَنا فيما لدَيك ، ولا تحرِمنا بذنوبِنا ، ولا تطرُدنا بعيوبِنا . إلهي ! أنا الفقيرُ في غِناي ، فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري ؟! إلهي ! أنا الجاهلُ في عِلمي ، فكيفَ لا أكُونُ جَهُولاً في جَهلي .؟! إلهي ! مِني ما يلِيقُ بلُؤمِي ، ومِنكَ ما يَلِيقُ بكرَمِك . إلهي ! ما أعطفَك عليَّ وأكرمَك ! معَ عظيمِ جَهلي ، وما أرحمَك بي ! مع قبيحِ فِعلي ، وما أقربَك مِني برحمتِك ! وما أبعدَني عنك بجَهلي وإسرافي على نفسِي .؟! إلهي ! حكمُك النافِذ ، ومشيئتُك القاهِرة لم يترُكا لذِي مَقالٍ مقالاً ، ولا لذِي حالٍ حالاً . إلهي ! كيف يُستدَلُّ عليكَ بما هو في وجودِه مُفتقرٌ إليك .؟! أيكُونُ لغيرِك مِن الظهُورِ ما ليسَ لك حتّى يكُونَ هو المُظهِرَ لك .؟ إلهي ! مَتى غِبتَ حتّى تحتاجَ إلى دليلٍ يَدُلُّ عليك .؟ ومَتى بعُدتَّ حتّى تكُون الآثارُ هيَ التي تُوصِلُ إليك .؟ إلهي وَسِيلتي إليكَ أنعمُكَ عليّ ، وشَفِيعي إليكَ إحْسانُك إليّ . لبّيكَ اللهمّ لبّيكَ ، لبّيكَ لا شَريكَ لكَ لبّيكَ ، إنّ الحمدَ والنعمَةَ لكَ والمُلكَ ، لا شَريكَ لكَ . |
#1207
|
||||
|
||||
ــ 2 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ، قَيِّماً . تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ، لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا . الحمدُ لله الذي لا يَنسَى مَن ذكرَه ، الحمدُ لله الذي لا يخيبُ مَن دعاه ، الحمدُ لله الذي لا يَكِلُ مَن تَوكّلَ عليه إلى غيرِه ، الحمدُ لله الذي هو ثقتُنا في كلِّ حِينٍ ، وحِينَ تَنقطِعُ عنَّا الحيَل ، الحمدُ لله الذي هو رَجاؤنا حِينَ تَسُوءُ ظُنُونُنا بأعمالِنا ، الحمدُ لله الذي يَكشِفُ ضُرّنا وكربَنا ، الحمدُ لله الذي يجزِي بالإحسانِ إحساناً ، الحمدُ لله الذي يجزِي بالتقصيرِ عَفواً الحمدُ لله الذي يجزِي بالصبرِ نجاةً . الْحَمْدُ لله الغفورِ الودود ، الكريمِ المقصود ، الملِكِ المعبود ، القديمِ الوجود ، العميمِ الجود ، لا يخفَى عليه دبيبُ النملةِ السوداءِ في الليالي السود ، ويسمَعُ حسَّ الدودِ في خلالِ العود ، ويرَى جريانَ الماءِ في باطنِ الجُلمُود ، وتردّدَ الأنفاسِ في الهبوطِ والصعودِ ، القادرِ فما سواه بقدرتِه مَوجود ، وبمشيئتِه تصاريفُ الأقدار ، وبحكمتِه وقسمتِه الإدبارُ والسُّعُود ، أبادَ بسطوتِه قومَ نُوح ، وأهلكَ عاداً وقومَ هود ، وسلّطَ ضعيفَ البعوضِ على الطاغيةِ نمرود .. الْحَمْدُ لله مُنشِئِ الموجودات ، وواهِبِ الحياةِ ، وباعِثِ الأموات ، وسامعِ الأصواتِ ، ومجيبِ الدعوات ، وكاشفِ الكرُبات ، عالمِ الأسرار ، وغافِرِ الإصرار ، ومُنجي الأبرار ، ومُهلكِ الكفّار .. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ،وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ، إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً . سُبحانَالأوّلِ الذي ليسَ له ابتداء ، الآخرِ الذي ليسَ له انتهاء ، الصمدِ الذي ليسَ له وُزراء ، الواحِدِ الذي ليسَ له شُركاء . سُبحانَالعليمِ الخبير ، القديرِ السميعِ البصير ، المنفرِدِ بالتدبير .. سُبحانَ مَن نوّرَ بمعرفتِه قلوبَ أحبابِه ، وطهّرَ سرائرَهم فتمتّعُوا بخطابِه .. يا خيبةَ مَن لم يؤيّدْه الحكيمُ الحليم ، يا حسرةَ مَن لم يقبلْه الملِكُ العظيم ، يا مُصيبةَ مَن فاتَه هذا الجودُ العميم ..! إلهي كيفَ يحيطُ بكَ عقلٌ أنتَ خلقتَه ؟! أم كيفَ يُدركُكَ بصرٌ أنتَ شققتَه .؟ أم كيفَ يدنُو منكَ فِكرٌ أنتَ وفّقتَه ؟ أم كيفَ يُحصِي الثناءَ عليك لسانٌ أنتَ خلقتَه وأنطقتَه .؟ |
#1208
|
||||
|
||||
إلهي ! كيفَ يُناجيكَ في الصلواتِ مَن يَعصيكَ في الخلَوات .؟
أم كيفَ يدعُوك في الحاجاتِ والكُرُباتِ مَن يَنساكَ عندَ النعماء لولا فضلُك .؟ اللهُمَّ يا حبيبَ كلِّ غرِيب ، ويا أنيسَ كلِّ كئِيب .. أيُّ منقطعٍ إليكَ لم تكفِه بنعمتِك ؟ أم أيُّ طالبٍ لم تلقَه برحمتِك .؟ أم أيُّ هاجرٍ هجَرَ فيكَ الخلقَ ابتغاءَ مرضاتِكَ فلم تصِلْه ، ولم تُعوّضْه .؟ أم أيُّ محبٍّ خلا بذكرِك فلم تُؤنِسْه .؟ أم أيُّ داعٍ دعاكَ مُضطرّاً فلم تجِبْه .؟ إلهي كيفَ نَتجرّأُ على السؤال مع كثرةِ الخطايا والزلاّت .؟ أم كيفَ نَستغني عَن السؤالِ مع شِدّةِ الفَقرِ والفاقات .؟ مَن الذي عامَلك بصدقٍ ولم يَربحْ .؟! ومن الذي التجأ إليكَ فلم يَفرحْ .؟! ومَن الذي وصلَ إلى بِساطِ قُربِك واشتَهى أن يَبرح .؟! يا ربِّ ! لا قوّةَ على طاعتِك إلاّ بإعانتِك ، ولا حولَ عن معصيتِك إلاّ بمشيئتِك ، ولا مَلجأَ منكَ إلاّ إليك ، ولا خيرَ يُرجَى إلاّ في يديك .. اللهُمَّ إنّي اسألُك باسمِكَ الطيّبِ الطاهرِ المباركِ الأحبِّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ بهِ أجبتَ ، وإذا سُئِلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحِمتَ به رحمتَ وإذا استُفرِجتَ بهِ فَرّجتَ . اللهُمَّ ربَّ جِبريلَ ومِيكائيلَ وإسرافيل ومحمّد ، فاطِرَ السمواتِ والأرض ، عالمَ الغيبِ والشهادة ، أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِك فيما كانُوا فيهِ يختَلِفُون . يا حيُّ يا قيّومُ برحمتِك أستغِيث ، اللهُمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلاّ أنت ، أنتَ ربّي وأنا عبدُك ، لبّيكَ وسعدَيك ، والخيرُ كلّهُ في يديك ، والشرُّ ليسَ إليك ، أنا بكَ وإليك ، تباركتَ وتعاليت . اللهُمَّ إنّك تسمَعُ كلامي وترى مكانِي ، وتعلَمُ سرّي وعلانيتي ، لا يخفَى عليك شيءٌ مِن أمرِي ، أنا البائِسُ الفقير ، المستغِيثُ المستجير ، الوجِلُ المُشفِق ، المقرُّ المعترِفُ بذنبِه ، أسألُكَ مسألةَ المسكِين ، وأبتهِلُ إليكَ ابتهالَ المذنبِ الذليل ، وأدعُوك دُعاءَ الخائِفِ الضرِير ، مَن خضعَت لكَ رقبتُه ، وفاضَت لكَ عيناه ، ورغِمَ لكَ أنفُه وذلَّ لكَ جسَدُه . اللهُ أكبرُ كبيراً ، والحمدُ للهِ كثيراً ، وسُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً . سُبحانَ مَن سبّحَت لهُ السمواتُ وأملاكُها ، والنجُومُ وأفلاكُها ، والأرضُ وسكّانُها ، والبِحارُ وحِيتانُها ، والنجُومُ والجبال ، والشجَرُ والدوابّ ، والآكامُ والرمَال ، وكلُّ رطبٍ ويَابِس وكلُّ حَيٍّ ومَيّت . يا عظيمَ الملكِ والسلطان ، يا قديمَ الإحسان ، يا دائمَ النعَم والامتنان ، يا كثيرَ الخير والجود ، يا واسِعَ العطايا ، يا باسطَ الرزق ، يا خفيَّ اللطف ، يا جميلَ الصنع ، يا جميلَ الستر ، يا حليماً لا يَعجَل ، يا كريماً لا يَبخَل ، يا حكيماً أبدعَ الحِكم . اللهمّ يا ميسّرَ كلِّ عسير ، ويا جابرَ كلِّ كسير ، ويا صاحبَ كلِّ فريد ، ويا مُغنيَ كلِّ فقير ، ويا مُقوّيَ كلِّ ضعيف . يا منفّسَ كُربةَ كلِّ مَكرُوب ، ويا كاشِفَ الضرِّ والبلوَى عن أيّوب ، ويا مَن أقرّ بيُوسفَ عينَ صفيِّه ونبيِّه يعقُوب ، ونجَّى نُوحاً مِن الغرَق ، وإبراهيمَ مِن الحرَق ، ويونُسَ مِن الظلمات ، وسلّم مُوسى وهارُونَ مِن شَرّ الجبابرةِ العُتاة ، ونجَّى عِيسَى مِن كيدِ الكائِدين ، وأعاذَ محمّداً مِن شيَاطين الإنس والجنِّ . يا اللهُ يا رحمنُ يا رحِيم ، يا حيُّ يا قيّومُ ، يا عليُّ يا عظيمُ ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، أنتَ اللهُ ملِكُ الملوك ، الرحمنُ الرحيم ، العزيزُ القاهرُ ، المحيطُ السريع ، الظاهِرُ الغالب ، الكرِيم الناصِرُ . |
#1209
|
||||
|
||||
ــ 3 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ ، وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ ، وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ . الْحَمْدُ لله ، اللهُمَّ ربَّنا لكَ الْحَمْدُ بما خلقتَنا ، ورزقتَنا ، وهديتَنا ، وأنقذتَنا ، وفرّجتَ عنّا ، ولكَ الْحَمْدُ بالقرآنِ العظيم ، ولكَ الْحَمْدُ بالأهلِ والمالِ والمعافاة ، كبتَّ عدوَّنا ، وبسْطتَّ رزقَنا ، وأظهَرتَ أمنَنا ، وجمَعتَ فُرقتَنا ، وأحسنَت معافاتَنا ، ومِن كُلّ ما سألناكَ ربَّنا أعطيتَنا ، فلكَ الْحَمْدُ على ذلكَ حمداً كثيراً طَيّباً . اللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ بكُلِّ نِعمةٍ أنعمتَ بها علينا في قديمٍ أو حديث ،أو سِرّ أو علانِية ، أو خاصّةٍ أو عامّة ، أو حيٍّأو ميّت ، أو شاهِدٍ أوغائب . اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ في كُلِّ حينٍ وآن ، ولَكَ الْحَمْدُ حتّى ترضى ولكَ الْحَمْدُ إذا رضِيت. رَبِّ كمْ مِن نعمةٍ أنعمتَ بها عليَّ قلَّ لكَ عندَها شُكري ، وكمْ مِن بليّةٍ ابتليتَني بِها قلَّ لكَ عندَها صبري ، فيا مَن قلَّ عندَ نعمتِه شُكري فلم يحرِمني ، ويا مَن قلَّ عندَ بليّتِه صبري فلَم يخذُلني ، ويا مَن رآني علَى المعاصِي فلمْ يفضَحني ، ويا ذا النعمِ التي لا تُحصَى أبداً ، ويا ذا المعروفِ الذي لا يَنقطِعُ أبداً ، اغفر لي جرائِمي وتَفريطي ، وأعِنّي على دِيني بدُنياي . اللهُمَّ يا مَن يملِكُ حوائِجَ السائلين ، ويَعلَمُ ضَمائِرَ الصامتين ، يا مَن ليسَ معهُ ربٌّ يُدعَى ، ويا مَن ليس فوقهُ خالقٌ يُخشَى ، ويا مَن ليسَ لهُ وَزيرٌ يُؤتَى ، ولا حاجِبٌ يُرشَى ، يا مَن لا يزدادُ على كَثرةِ السؤالِ إلاّ جُوداً وكرماً وعلى كثرةِ الحوائِجِ إلاّ تَفضّلاً وإحساناً . اللهُمَّ يَا مَن لا يَشغلُه شأنٌ عَن شأنٍ ، ولا سَمعٌ عن سمع ، ولا تَشتبِهُ عليهِ الأصوات ولا تختَلِفُ عليهِ اللغات ، ولا تُغلِّطُه المسائل . يا مَنْ لا يُبرِمُه إلحاحُ الملحِّين ، ولا تُضجِره مَسألةُ السائلين ، أذقْنا بَردَ عفوِك ، ولذّةَ مناجاتِك . إلهي إن تُعذّبني بجميعِ ما عمِلتُ فأنا بهِ حَقِيق ، وإن تَرحمني معَ عظمِ إجرامِي فأنتَ بذلكَ أولى ، وأنتَ أحقُّ مَن تَكرّمَ ورحِم .. ربّ ! لمن أقصِدُ وأنتَ المقصود ؟ وإلى مَن أتوجَّهُ وأنتَ الموجود ، ومَن ذا الذي يُعطي ، وأنت صاحب الكرَمِ والجود ؟ ومَن ذا الذي أسألُ وأنتَ الربُّ المعبود ؟ وهل في الوُجودِ ربٌّ سِواك فيدعَى ؟ أم هل في المُلكِ إلهٌ غيرُك فيُرجَى ، وإليه يُسعَى .؟ أم هل كريمٌ غيرُك يُطلَبُ مِنهُ العَطا ، أم هل جَوادٌ سِواكَ فيُسألَ مِنهُ الرضا ؟ أم هل حَليمٌ غيرُك فيُنالَ منه الفضلُ والنعمَى ؟ أم هل رَحيمٌ غيرُك في الأرضِ والسما ؟ أم هل حاكِمٌ غيرُك فتُرفَعَ إليه الشكوى ؟ أم هل طبيبٌ غيرُكَ يَكشِفُ الضرَّ والبلوَى .؟ أم هل مَليكٌ سِواكَ تُبسَطُ إليه الأكُفُّ بالدعاء ؟ فليسَ لنا إلاّ كرمُك وجودُك لقضاءِ الحاجاتِ ، وليس لنا إلاّ فضلُك ونعمتُك لإجابةِ الدعوات .. يا مَن لا مَلجأَ منه إلاّ إليه ! يا مَن يجيرُ ، ولا يجارُ عليه .. يا ربِّ إلى مَن أشتكِي ، وأنتَ العليمُ القادر ، أم إلى مَن ألتجِئُ ، وأنتَ الكريمُ الساتِر ، أم بمن أستَنصِرُ وأنتَ الوليُّ الناصِر ، أم بمن أستغِيثُ ، وأنتَ الوليُّ القاهِر ، أم مَن ذا الذي يجبُر كسري ، وأنتَ للقُلوبِ جابِر ، أم مَن ذا الذي يغفِرُ ذنبي ، وأنتَ الرحيم الغافر ؟! أنتَ العليمُ بالسرائِر ، الخبيرُ بالضمائِر ، المطّلعُ على الخواطِر .. اللهُمَّيا مَن هُو فوقَ عِبادِه قاهِر ، يا مَن هُو مطّلعٌ عليهِم وناظِر ، يا مَن هُو قريبٌ منهم وحاضِر ، يا مَن هُو الأوّلُ والآخِرِ ، والباطِنُ والظاهِر ، يا إلهَ العِباد ، يا رحيمُ يا كريمُ ، يا صاحِبَ الجودِ والكرَمِ والإحسان ، يا ذا الفضلِ والنعَمِ والغُفران ، يا مَن عليه يَتوكّلُ المتوَكّلُون ، يا مَن إليهِ يَلجأ الخائِفون ، يا مَن بِكرمِه وجميلِ عوائدِه يَتعلّقُ الراجُون ، يا مَن بِسُلطانِ قَهرِه ، وعظيمِ قُدرتِه يَستغيثُ المضطّرُون ، يا مَن لِواسعِ عَطائِه ، وسَعَةِ رحمتِه ، وجزيلِ فضلِه ، وجميلِ مِنّته تُبسَطُ الأيدِي ، ويَسألُ السائلون .. يا مُفرّجَ الكرُبات ، وغافِرَ الخطيئات ، وقاضِيَ الحاجات ، ومُستجيبَ الدعوات ، وكاشِفَ الظلمات ، ودافِعَ البليّات ، وسَاتِرَ العورات ، ورَفيعَ الدرجات ، وإلهَ الأرضِ والسموات . يا مَن عليهِ وحده المتّكل ، يا مَن إذا شَاءَ فعَل ، ولا يُسألُ عمّا يَفعَل ، يا مَن لا يُبرِمُه سُؤالُ مَن سأل .. يا مَن أجابَ نُوحاً في قومِه ، يا مَن نصَرَ إبراهيمَ على أعدائِه ، يا مَن رَدّ يُوسفَ على أبيه يعقُوب ، يا مَن كَشَفَ الضرَّ عَن أيّوب ، يا مَن أجابَ دعوةَ زكريّا ، يا مَن قبلَ تَسبيحَ يونُسَ بنِ مَتّى .. إلهِي قد وجدتُكَ رَحيماً ، فكيفَ لا أرجُوك .؟ ووجدتُك ناصِراً مُعيناً ، فكيفَ لا أدعُوك .؟ إلهِي مَن لي إذا قطعتني .؟ ومَن ذا الذي يَضُرُّنِي إذا نَفَعتَني ؟ ومَن ذا الذي يُعذِّبني إذا رَحِمتَني ؟ ومَن ذا الذي يَقرَبُني بِسُوءٍ إذا نجَّيتَني .؟ ومَن ذا الذييُمرِضُنِي إذا عافيتَني ؟ يا ذا الجلالِ والإكرام ، يا عزيزُ لا تحيطُ بجلالِه الأوهام ، يا مَن لا غِنىً لشيءٍ عنه ، وهو الغنيّ عن كُلّ شيءٍ ، يا مَن لابُدَّ لِكلِّ شَيءٍ منه ، يا مَن رِزقُ كلِّ شَيءٍ عليه ، ومَصيرُ كُلِّ شيءٍ إليه ، يا مَن يُعطي مَن لا يَسألُه ، ويجودُ على مَن لا يُؤمِّلُه ، ها نحنُ عبيدُكَ الخاضعونَ لهيبتِك ، المتذلّلونَ لعزِّك وعظمتِك ، الراجُون جميلَ رَحمتِك وعَفوِك ، أمرتَنا ففرَّطنا ، ولم تَقطَعْ عنّا نِعمَك ، ونَهيتَنا فعَصينا ولم تَقطَعْ عنّا كرمَك ، وظلَمْنا أنفسَنا مَعَ فقرِنا إليك ، فلم تقطَعْ عنّا غِناكَ يا كريم . اللهُمَّ أنتَ أحقُّ مَن ذُكر ، وأحقُّ مَن عُبِد ، وأنصرُ مَن ابتُغِيَ ، وأرأفُ مَنْ ملَكَ ، وأجودُ مَن سُئل ، وأوسعُ مَن أعطى . أنتَ الملِكُ لا شَريْكَ لك ، والفردُ لا نِدَّ لك ، كلُّ شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهَكَ ، لن تُطاعَ إلاّ بإذنِكَ ، ولنْ تُعصَى إلاّ بِعلمِكَ ، تُطاعُ فتَشكُرُ ، وتُعصَى فتَغفِر . |
#1210
|
||||
|
||||
يا ربّ أنتَ أقربُ شهيدٍ وأدْنى حفيظٍ ، حُلتَ دُونَ النفُوس ، وأخذتَ بالنواصِي ، وكتبتَ الآثارَ ، ونسختَ الآجالَ ، القُلُوبُ لكَ مُفضية ، والسرُّ عندَك علانية ، الحلالُ ما أحللتَ ، والحرامُ مَا حرّمتَ ، والدينُ ما شرعتَ ، والأمرُ ما قَضيتَ ، والخَلْقُ خَلقُكَ، والعبدُ عبدُك ، وأنتَ اللهُ الرءُوفُ الرحيم .
تمّ نورُك فهديتَ فلَكَ الحمدُ ، عظُمَ حِلمُكَ فعفوتَ فلَكَ الحمدُ ، بَسطتَّ يدَك فأعطيتَ فلَكَ الحمدُ ، ربَّنا وجهُك أكرمُ الوجُوهِ ، وجاهُك أعظمُ الجاه ، وعطيّتُك أفضلُ العطيّة وأهناها . تُطاعُ ربَّنا فتَشكرُ ، فلكَ الحمدُ ، وتُعْصَى ربَّنا فتَغفرُ ، فلكَ الحمدُ ، وتُجيبُ المُضطَرَّ ، وتَكشِفُ الضُّرَّ ، وتَشفي السقم ، وتَغفرُ الذنبَ ، وتقبلُ التوبةَ ، ولا يجزِي بآلائِك أحدٌ ، ولا يَبلغ مِدحتَك قولُ قائِلٍ . سُبحانَكَ يا ربِّ فيكَ المرغُوب ، ومِنْكَ المطلُوبُ والمرهُوب ، أنتَ الحقُّ الَّذِي لا حَقَّ سِواه ، ولا معهُ غيرُه ولا شَيءَ لولاه ، لَكَ العظمَة والسُّلطان ، والمُلكُ والقدرةُ ورِفعةُ الشان . خلقْتَ الخلْقَ رحمةً مِنكَ مِن غيرِ حاجةٍ لكَ فِي خلْقِهم ورزقِهم ، ومددتَهم بما شِئتَ مِنَ النعم ، وتكفّلتَ بأجلِهم ورزقِهم . إلهِي لكَ الحمدُ وسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمةً وعِلماً ، غَفرتَ الذنُوب ، وسترتَ العُيُوب ، حَناناً منكَ ورأفةً وحِلماً . اللهُمَّ إنّكَ وليٌّ حَميد ، جَواد وفيٌّ مجيد ، كاشفُ الكرُبات ، وباسِطُ الخيرات ، ومُغدِقُ البرَكَات ، ومجيبُ الدعَوات ، ورَبُّ الأرضينَ والسموات ، قولُكَ الحقّ ، ووَعدُك الصدق ، وقد وعدتَّ بالنجاةِ عبادَك المؤمنين ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك إنّي كُنتُ مِن الظالمين .. وَعدَك وَعدَك يا رَبَّ العالمَين . اللهُمَّ يا سابقَ الفَوت ، ويا سامِعَ الصوت ، ويا كاسيَ العِظامِ لحماً بعدَ الموت ، أنتَ ربّي ورَبُّ الأربَاب ، ومُسيّرُ السحَاب ، ومُعتِقُ الرقاب . سُبحانَكَ اللهُمَّ ربّنا وبحمدِكَ ، وتباركَ اسمُكَ ، وتعالى جدّكَ ولا إله غيرك . لبّيكَ اللهُمّ لبّيكَ ، لبّيكَ لا شريكَ لكَ لبّيكَ ، إنّ الحمدَ والنعمَةَ لكَ والمُلكَ ، لا شَريكَ لكَ . |
#1211
|
||||
|
||||
ــ 4 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك ، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ ، مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ، يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ، إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا ، وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . الْحَمْدُ للهِ الذي أحاطَ بكلِّ شيءٍ قُدرةً وعِلماً ، ووَسِعَ كلَّ شَيءٍ حِلماً ، والْحَمْدُ للهِ الذي أحاطَ بِكلِّ شَيءٍ سُلطانُه ، ووسِعَت كُلَّ شَيءٍ رَحمتُه . اللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ على حِلمِك بعدَ عِلمك ، ولكَ الْحَمْدُ على عَفوِك بعدَ قُدرتِك ، اللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ كلُّه ، وبيدِكَ الخيرُ كلُّه ، وإليْكَ يرجِعُ الأمرُ كلُّه علانيتُه وسرُّه . اللهُمَّ إنّي أحمَدُك بمحامِدِكَ كلِّها ما علمتُ منها ، وما لم أعلَم . يا ربِّ لكَ الْحَمْدُ كما يَنبغِي لجلالِ وَجهِكَ ، وعظيمِ سُلطانِك ، سُبحانَك لا نحصِي ثَناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . اللهُمَّلكَ الْحَمْدُ حمداً كثيراً ، أنتَ نُورُ السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهنّ ، ولكَ الْحَمْدُ أنتَ قيِّمُ السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهنّ ، ولكَ الْحَمْدُ ، أنتَ الحقُّ ، ووعدك حَقٌّ ، وقولُكَ حَقٌّ ، ولقاؤُكَ حَقٌّ ، والجنّةُ حَقٌّ ، والنارُ حَقٌّ ، والساعةُ حَقٌّ ، والنبيّونَ حَقٌّ ، ومحمّدٌ eحقٌّ ، اللهُمَّلكَ أسلمتُ ، وعليكَ تَوكّلتُ ، وبكَ آمنتُ ، وإليكَ أنبتُ ، وبكَ خاصمتُ ، وإليكَ حاكَمتُ . اللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ مِلءَ السمواتِ ومِلءَ الأرضِ ، ومِلءَ ما شِئتَ مِنْ شيءٍ بَعد ، أهلَ الثنَاءِ والمجدِ ، أحَقُّ ما قالَ العبد ، وكلُّنا لكَ عبْد ، اللهُمَّ لا مانعَ لما أَعطيتَ ، ولا مُعطيَ لما مَنعتَ ، ولا يَنفَعُ ذا الجدِّ منْكَ الجدُّ . اللهُمَّ طهّرنِي بالماءِ والثلجِ والبرد ، ونقِّني مِن الخطَايا كما يُنقَّى الثوْبُ الأَبيضُ مِنَ الدنسِ . يا مَن أظهرَ الجميلَ ، وسَترَ القبيح ، يا مَنْ لا يُؤاخذُ بالجريرةِ ، ولا يَهتِكُ السترَ ، يا حَسنَ التجاوُز ، يا واسعَ المغفرة ، يا باسطَ اليدينِ بالرحمة ، يا صاحِبَ كُلِّ نجوى ، يا مُنتهَى كُلّ شَكوى ، يا كريمَ الصفحِ يا عَظيمَ المنِّ ، يا مُبْتدئ النعمِ قبلَ استحقاقِها ، يا ربَّنا ويا سيّدَنا ، ويا مَولانا ، ويا غايةَ رغبتِنا ، أسألُك يا الله ألاّ تَشوِيَ خَلقي بالنار . سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يُحْييِ وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ ، وَمَا فِي الأَرْضِ ، الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ . سُبْحَانَ اللهِ تَسبيحاً يَليقُ بجلالِ مَن له السُّبُحات ، والحمدُ للهِ كثيراً ، يُوافي نِعمَه ، ويُكافِئُ مَزيدَه على جميعِ الحالات .. إلهَنا ! تعاظَمتَ على الكُبراءِ والعُظَماء فأنتَ اللهُ الكبيرُ العظِيم ، وتَكرّمتَ على الفُقراءِ والأغنياءِ ، فأنتَ اللهُ الغنيُّ الكريم ، ومَننتَ على العُصاةِ والطائعينَ بِسَعةِ رَحمتِكَ فأنتَ اللهُ الرحمنُ الرحيم ، تَعلَمُ سِرَّنا وجَهرَنا ، وأنتَ أعلمُ بنا مِنّا ، فأنتَ اللهُ العَليم . سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ، وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . اللهُمَّ إنّا قد أطعناكَ في أحبِّ الأشياءِ إليكَ أن تُطاعَ فيه : الإيمانُ بكَ ، والإقرارُ بكَ ، ولم نَعصِكَ في أبغضِ الأشياءِ إليكَ أن تُعصَى فيه : الكفرُ والجحدُ بِكَ ،اللهُمَّ فاغفِر لنا ما بَينَهُما . |
#1212
|
||||
|
||||
وأنتَ قُلتَ : { وأقسَمُوا بِاللهِ جَهدَ أيمانِهِم : لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ } ونحن نُقسِمُ باللهِ جَهدَ أيمانِنا لَتَبعثَنَّ مَن يَمُوت ، أفتراكَ تجمَعُ بَينَ أهلِ القَسَمَينِ في دارٍ واحدة .!
اللهُمَّ يا أرحمَ الراحمينَ ، يا رحمنَ الدنيا والآخرةِ ورَحِيمَهُما إنّي عَبدُكَ ببابِك ، ذَليلُكَ بِبابِكَ ، أسيْرُك بِبابِك ، مِسكِينُكَ بِبابِك ، ضَيفُك بِبابِك ، يا رَبَّ العالمين ، عَبدُكَ الطالح بِبابِك ، يا غياثَ المُستَغِيثين ، مَهمُومُك بِبابِك ، يا كاشفَ كُرَبِ المكرُوبين . إلهي ! أنتَ الغافرُ وأنا المُسيءُ ، وهَل يَرحَمُ المُسيءُ إلاّ الغافِر ؟ مَولايَ مَولايَ إلهي ! أنتَ الربُّ وأنا العبدُ ، وهل يَرحَمُ العبدَ إلاّ الربّ ؟ مَولايَ مَولايَ إلهي ! أنتَ المالِكُ وأنا المملُوكُ ، وهل يَرحَمُ المملُوكَ إلاّ المالِك ؟ مَولايَ مَولايَ إلهي ! أنتَ العزيزُ وأنا الذليلُ ، وهل يَرحَمُ الذليلَ إلاّ العزيز ؟ مَولايَ مَولايَ إلهي ! أنتَ الكريمُ وأنا اللئيمُ ، وهل يَرحَمُ اللئيمَ إلاّ الكريم ؟ مَولايَ مَولايَ إلهي ! أنتَ الرزّاقُ وأنا المرزُوقُ ، وهل يَرحَمُ المرزوقَ إلاّ الرزّاق ؟ أنتَ تَعلمُ سِرّي وعَلانيتي فاقبلْ مَعذرَتي يا إلهي ! آهِ مِن كثرةِ الذنُوبِ والعِصيان ! آهِ مِن وحشةِ الجفاءِ والحِرمان .! آهِ مِن الإفلاسِ يَومَ تُكشَفُ الأستار ، وتَفضَحُ الأوزارُ ، ولا يَنْفَعُ اعتذار ! لبّيكَ اللهمّ لبّيكَ ، لبّيكَ لا شريكَ لكَ لبّيكَ ، إنّ الحمدَ والنعمَةَ لكَ والمُلكَ ، لا شَريكَ لكَ . |
#1213
|
||||
|
||||
ــ 5 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ، وَمَا فِي الأَرْضِ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ، فَمِنْكُمْ كَافِرٌ ، وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ، خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ ، وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ، يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ، وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . الْحَمْدُ للهِ الذي تفرّدَ بجلالِ مَلكُوتِه ، وتوحّدَ بجمالِ جبرُوتِه ، وتَعزّزَ بعلوِّ أحدِيّتِه ، وتَقدّسَ بِسُموِّ صَمدِيّتِه ، وتكبّرَ في ذاتِه عن مُضارعةِ كُلِّ نظير ، وتَنزّهَ في صِفاتِه عَن كلِّ تَناهٍ وقُصُور ، له الصفَاتُ المختصّةُ بحقِّه ، والآياتُ الناطِقةُ بأنّه غيرُ مُشبّهٍ بخلقِه . سُبْحانَه مِن عَزيزٍ قادر ، لا حدَّ ينالُه ، ولا عدَّ يحتالُه ، ولا أمدَ يحصرُه ، ولا أحدَ ينصرُه ، ولا ولدَ يشفعُه ، ولا عددَ يجمعُه ، ولا مكانَ يمسكُه ، ولا زمان يُدركُه ، ولا فَهْمَ يُقدّرُه ، ولا وَهمَ يُصوّرُه ، ليسَ كمِثلِهِ شَيءٌ وهُو السميعُ البصيرُ . هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ، سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ، لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ، يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . الْحَمْدُ للهِ على سَوابِغِ نَعمائِه ، وضَوافي آلائِه ، حمداً يملأُ مَكانَ الإمكانِ ، وأركانَ الأمكِنةِ ، ويُعطّرُ شذاهُ خَياشيمَ العُصورِ والأزمنة . الْحَمْدُ للهِ الواحدِ القهّار ، العزيزِ الغفّار، مُقدّرِ الأقدار ، مُصرّفِ الأمور ، مُكوّرِ الليلِ على النهار ، تَبصِرةً لأولي القُلوبِ والأبصار ، أحمدُه أبلغَ الحمدِ على جميعِ نِعمِه ، وأسألُه المزيدَ مِن فَضلِه وكَرمِه . الْحَمْدُ للهِ الملِكِ الرَّحْمَنِ ، الذِي عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ . الْحَمْدُ للهِ رَبِّنا الأَكْرَمِ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ . الْحَمْدُ للهِ على جميعِ إحْسانِه ، حمْداً يَعدِلُ حمدَ مَلائكتهِ المُقرّبينَ وأنبيائِه المرسلِين ، يا ربِّ سمِعَ العابِدُون بذكرِك فخَضعُوا ، وسمِعَ المذنبُون بحُسنِ عَفوِكَ فطمعُوا . إلهي قَسا قلبي ،وعظُمَ ذنبي ، وجهِلتُ أمْري ، وبخِلت بالماءِ عَيني ! إلهي كيفَ أدعُوكَ وقد عصَيتُك ؟! وكيفَ لا أدعُوكَ وقد عَرفتُكَ ؟! مَددتُّ إليكَ يداً بالذنُوبِ مملُوءة ، ويميناً بالرجاءِ مَشحُونة ، وحُقَّ لمن دعاكَ بالندمِ تَذلُّلاً أن تجيبَهُ بالكَرمِ تَفضّلاً . إلهي أبعدَ الإيمانِ تُعذّبُني ، ومِنْ مُقطَّعاتِ النيرانِ تُلبِسُني ، وإلى جهنّمَ مع الأشقياءِ تحشُرُني ، وإلى مَالكٍ خازنِها تُسلِمُني ، وفيها يا ذا العفوِ والإحسانِ تُدخِلُني ، وعفوَك الذي كنتُ أرجُو تحرمني ! فيا مَن هُو غنِيٌّ عَن عَذابي وأنا مُفتقِرٌ إلى عفوِه ورحمتِه اغفِر لي ، وارحمني ، واقبلني . اللهُمَّإِنَّا نَستعينُكَ ، ونَستهديكَ ، ونَستغفرُكَ ، ونُؤمِنُ بكَ ، ونَتوكّلُ عليكَ ، ونُثني عليكَ الخيرَ كلَّه ، نَشْكرُكَ ، ولا نَكفُرُك ، ونخلَعُ ونَتركُ مَن يَفجُرُك ، اللهُمَّ إيّاكَ نَعبُدَ ، ولَكَ نُصلِّي ونَسجُدُ ، وإليكَ نَسعَى ونحفِدُ ، نَرجُو رَحمتَكَ ، ونخشَى عَذابَك ، إنّ عذابَك الجِدَّ بالكفّار مُلْحِقٌ . اللهُمَّ ربَّ السموات وربّ الأرضين ، ربَّنا وربّ كلّ شَيءٍ ومليكَه ، فالقَ الحبّ والنوى ، ومُنزِلَ التوراةِ والإنجِيلِ والقرآن ، أنتَ الأوّلُ فليسَ قبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخرُ فليْسَ بعدَكَ شَيءٌ ، والظاهرُ فليْسَ فوقَك شَيءٌ ، والباطِنُ فليسَ دُونكَ شَيءٌ . سُبْحانَكَ يا جابرَ القُلوبِ المنكسرةِمِن أجلِك .! سُبْحانَكَ جَلّ جلالُك ماأعظمَك ! سُبْحانَكَ عزّ جاهُك ماأعظمَك ! سُبْحانَكَ تَقدّسَت أسماؤُك ماأعظمَك ! سُبْحانَكَ تَباركَ وجهُك ماأعظمَك ! سُبْحانَكَ ماأعظمَك وأحلمَك ، وأكرمَك وأرحمَك ! سُبْحانَكَ لا نُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . إلهي ! أذنبتُ في بعضِ الأوقاتِ ، وآمنتُ بكَ في كلّ الأوقاتِ ، فكيفَ يغلِبُ بَعضُ عُمري مُذنباً جميعَ عُمري مؤمناً . إلهي ! لو سَألتَني حَسناتي لجعلتُها لكَ معَ شِدّة حاجَتي إليها وأنا عبدٌ ، فكيفَ لا أرجُوك أن تهَبَ لي سَيّئاتِي معَ غِناك عَني ، وأنتَ ربّ ؟! |
#1214
|
||||
|
||||
فيا مَن أعطانا خيرَ ما في خزائنِه ، وهُو الإيمانُ بهِ قبل السؤال ، لا تمنعْنا أوسعَ ما في خزائنِك ، وهُو العفوُ معَ السؤالِ .
إلهي ! حُجّتي حاجَتي ، وعُدَّتي فَاقَتي ، وأنتَ رَجائي فارحمني . إلهي ! أسألُكَ تذلّلاً ، فأعطِني تَفَضّلاً . أأذكُرُ حاجَتي أم قد كَفَاني حَياؤُكَ إنّ شيمتَكَ الحياءُ إذا أثنى عليْكَ المرءُ يَوماً كفاهُ مِن تَعرّضِه الثناءُ اللهُمّ لكَ الْحَمْدُ حمداً كثيراً ، مثلَ ما حمدتَ به نفسَكَ ، وأضعافَ ما حمدَكَ به الحامِدُون ، وسبّحَكَ به المسبِّحُون ، ومجّدَكَ بهِ الممجِّدُون ، وكبَّرَكَ بهِ المكبّرون ، وهلَّلَكَ بهِ المُهلِّلُون ، وقدَّسَكَ بهِ المُقدِّسُون ، ووحَّدَكَ بهِ المُوحِّدُون ، وعظَّمَكَ بهِ المُعظِّمُون ، واستغفَرَكَ بهِ المُستَغفِرُون . إلهي مِني ما يَليقُ بِلُؤمِي ، ومِنكَ مَا يَليقُ بِكَرَمِك .. إلهي كيفَ تَكِلُني ؟ وقد تَوكَّلتَ لي ، وكيفَ أضامُ وأنتَ النصيرُ لي ، أم كيفَ أخِيبُ وأنتَ الحفيُّ بِي .. إلهي ما ألطفَكَ بي معَ عظيمِ جَهلِي ! ومَا أرحَمَكَ بي معَ قَبيحِ فِعلِي ! إلهي كلّمَا أخرَسَني لُؤمِي وظُلمِي ، أنطَقَني كَرَمُك ، وكلّمَا أيأسَتني أوصَافِي أطمَعَتني مِننُكَ .. إلهي ماذَا وجَدَ مَن فقدَكَ ؟ ومَا الذي فقدَ مَن وَجَدَك ؟! إلهي كيفَ يُرجَى سِواكَ ، وأنتَ ما قَطعتَ الإحسانَ ؟ وكيفَ يُطلَبُ مِن غيرِك وأنتَ مَا بدّلتَ عَادةَ الامتنان ؟! إلهي كيفَ أخيبَ وأنتَ أملِي .؟ أم كيفَ أُهانُ وعليكَ مُتَّكَلِي ؟! لبّيكَ اللهمّ لبّيكَ ، لبّيكَ لا شريكَ لكَ لبّيكَ ، إنّ الحمدَ والنعمَةَ لكَ والمُلكَ ، لا شَريكَ لكَ . |
#1215
|
||||
|
||||
ــ 6 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَمِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِكمِن عُقُوبتِك ، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه .
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ، الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ، ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ . الْحَمْدُ لله ربِّ العالمين ، أوّلاً وآخراً ، ظَاهِراً وباطناً ، عددَ خلقه ، ورِضَاء نَفسَه ، وزِِنةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه ، وعَددَ كُلّ شَفعٍ ووَترٍ ، ورطبٍ ويابسٍ في كِتابٍ مُبين ، وجميعِ ما خلقَ ربّنا وذَرأ وبَرأ ، أبداً سَرمداً طيّباً مُباركاً ، الحمدُ للهِ الذي خَلَقَ فَسوَّى ، وقدَّرَ فهَدَى ، وأماتَ وأحيا ، وأضحَكَ وأبكَى ، وقرَّبَ وأدنَى ، وأسعَدَ وأشقَى ، ومنعَ وأعطَى . الْحَمْدُ لله الذي بِكلِمَتِه قامَت السبعُ الشداد ، وبِها رسَت الرواسِي والأوتَاد ، واستقرَّت الأرضُ المِهاد ، يا نُورَ الأنوارِ ، يا عالمَ الأسرار ، يا مُدبّرَ الليل والنهار ، يا مَلِكُ يا عَزيزُ يا قهّار ، يا رَحيمُ يا وَدودُ يا غَفّار . يا علاّمَ الغُيوب ! يا مُقلِّبَ القُلُوب ! يا سَتّارَ العُيوب ! يا غفّارَ الذنُوب ! يا مُفرّجَ كُربِ المكرُوب ! يا رَبّ الأرباب ! يا مُنزلَ الكتابِ ! يا سَريعَ الحساب ! يا مَن إذا دُعِي أجاب ! يا رَحيمُ يا رَحمن ! يا قَريبُ يا سميعُ يا مجيب ! يا حنّانُ يا مَنّان ! يا ذا الجلالِ والإكرام ! يا حَيُّ يا قيُّوم ! لكَ الحمدُ وأنتَ المستعان ، وعَليكَ التكلان .. يا مَن عليهِ يَتوَكَّلُ المتوَكِّلُون ، يا مَن إليهِ يَلجأ الخائِفُون ، يا مَن بِكرمِه وجميلِ عوائدِه يَتعلَّقُ الراجُون ، يا مَن بِسُلطانِ قهرِه وعظيمِ رحمتِه وبِرّه يَستغِيثُ المضطرُّون ، يا مَن لواسِع عَطائِه ، وجميل فَضلِه ونَعمائِه تُبسطُ الأيدي ، ويَسألُ السائلُون .. إلهي ! بابُك مَفتُوحٌ للسائِل ، وفَضلُكَ مَبذُولٌ للنَائل ، وإليكَ مُنتهَى الشكوَى وغايةُ المسائِل .. يا مَن إليه تُرفَعُ الشكوَى ! يا عَالمَ السرّ والنجوَى ! يا مَن يَسمَعُ ويَرى ! يا ربَّ الأرباب ، يا عَظيمَ الجناب ، يا مَن إذا دُعِي أجاب ، يا سَريعَ الحساب ، يا كَريمُ يا وهّاب ! اللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ ذِكراً وشكراً ، ولكَ المنُّ فضلاً . اللهُمَّ يا راحِمَ عَبرتِي ، يا مُقيلَ عَثرتي ، يا رُكني الوثيق ، ويا مَولايَ المُشفق ، ويا رَبَّ البيتِ العَتيق ، يا فارجَ الهمّ ، وكاشِفَ الغَمّ ، ويا مُنزِلَ القَطرِ ، ويا مُجيبَ دَعوةِ المضطرّين ، يا رحمَنَ الدنيا والآخرةِ ورَحيمَهما ، يا كاشِفَ كُلّ ضُرّ وبَليّة ، ويا عالمَ كُلِّ خَفيّة ، يا أرحمَ الراحمين . اللهُمَّ يا مَن لا تراهُ العيون ، ولا تخالطُه الظنون ، ولا يَصفهُ الواصِفُون ، ولا تُغيّرُه الحوادثُ والسنون ، ولا يخْشَى الدوائِر ، يَعْلمُ مَثاقيلَ الجبال ، ومَكاييل البحار ، وعَددَ قطرِ الأمطار ، وعددَ ورقِ الأشْجار ، وعددَ ما أظلمَ عليه الليلُ ، وأَشرقَ عليهِ النهارُ ، يا مَن لا تُوَاري منْه سماءٌ سماءً ، ولا أرضٌ أرضَاً ، ولا بحرٌ ما في قعرِه ، ولا جبلٌ ما في وَعرِه ، اغفِر لي مَا قدّمتُ وما أخّرتُ ، وما أسررتُ وما أعلنتُ ، وما أسرفتُ ، وما أنتَ أعلمُ بهِ منّي ، واجعَل خيرَ عُمري آخرَه ، وخيرَ عَملي خواتمَه ، وخيرَ أيّامي يومَ ألقاكَ وأنتَ راضٍ عَنّي . |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاستغفار, استغفر, استغفر الله العظيم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|