|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1126
|
||||
|
||||
أسباب الوقوع في الشَّمَاتَة
1- الابتعاد عن منهج الرَّسول الكريم صلى الله عليه وسلم. 2- ضعف الإيمان. 3- حبُّ التَّشفِّي النَّاس. 4- حبُّ الدُّنيا والتَّعلُّق بها، ونسيان الآخرة. 5- تعاظم العداوة المفضية إلى استحلال ما حرَّمه الله سبحانه . 6- الحقد والكراهية: فإنَّ خُلُق الشَّمَاتَة يقوم في النَّفس حين تخلو مِن المودَّة والحبِّ والعطف، وتمتلئ بالكراهية والحقد والبغض، فإنَّ الإنسان يتألَّم لألم الغير إلَّا إذا كان يحبُّ هذا الغير، ويودُّ الخير له، أمَّا إذا مقته وأبغضه، فإنَّه يفرح لحزنه، ويَشْمَت في مصيبته . |
#1127
|
||||
|
||||
شماتة المنافقين بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه
- في غزوة أحد أظهر اليهود والمنافقون الشَّماتَة بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه: فحينما وصل صلى الله عليه وسلم المدينة -بعد غزوة أحد- أظهر المنافقون واليهود الشَّمَاتَة والسُّرور، وصاروا يُظْهِرون أقبح القول، أي ومنه: ما محمد إلَّا طالب مُلْك، ما أصيب بمثل هذا نبيٌّ قطُّ؛ أُصيب في بدنه، وأُصيب في أصحابه، ويقولون: لو كان مَن قُتِل منكم عندنا ما قُتِل. واستأذن عمر في *** هؤلاء المنافقين، فقال له النبي: أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلَّا الله وأنِّي رسول الله؟ قال بلى: ولكن تعوُّذًا مِن السَّيف، فقد بان أمرهم، وأبدى الله تعالى أضغانهم. فقال صلى الله عليه وسلم: نُهِيت عن *** مَن أظهر ذلك. وصار ابن أُبَي -لعنه الله- يوبِّخ ابنه عبد الله -رضي الله تعالى عنه-، وقد أثبتته الجراحة ، فقال له ابنه: الذي صنع الله لرسوله والمسلمين خيرٌ . |
#1128
|
||||
|
||||
معنى تَشْمِيت العاطس وعلاقته بالشَّمَاتَة
بيَّن ابن القيِّم علَّة الحمد بعد العطاس، ومعنى تَشْمِيت العاطس، وأنَّ الدُّعاء للعاطس بالرَّحمة تَشْمِيتًا له لما في ضمنه مِن شَمَاتَتِه بعدوِّه، فقال: (ولـمَّا كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه، التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عَسِرة، شُرِع له حمدُ الله على هذه النِّعمة، مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزَّلزَلة، التي هي للبدن كزَلزَلة الأرض لها، ولهذا يقال: سمَّته وشمَّته بالسِّين والشِّين، فقيل: هما بمعنى واحد، قاله أبو عبيدة وغيره. قال: وكلُّ داعٍ بخير فهو مشمِّت ومسمِّت. وقيل: بالمهملة دعاء له بحسن السَّمت، وبعوده إلى حالته مِن السُّكون والدَّعة، فإنَّ العطاس يُحْدِث في الأعضاء حركة وانزعاجًا. وبالمعجمة دعاء له بأن يصرف الله عنه ما يُشَمِّت به أعداءه، فشَمَّته إذا أزال عنه الشَّمَاتَة، كقَرَّد البعير: إذا أزال قُـرَاده عنه، وقيل: هو دعاء له بثباته على قوائمه في طاعة الله، مأخوذٌ مِن الشَّوامت وهي القوائم. وقيل: هو تشميت له بالشَّيطان لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس، وما حصل له به مِن محابِّ الله؛ فإنَّ الله يحبُّه، فإذا ذَكَر العبدُ الله وحمده، ساء ذلك الشَّيطان مِن وجوه، منها: نَفْسُ العطاس الذي يحبُّه الله، وحمد الله عليه، ودعاء المسلمين له بالرَّحمة، ودعاؤه لهم بالهداية وإصلاح البال، وذلك كلُّه غائظٌ للشَّيطان، مُحْزِنٌ له، فتَشْمِيت المؤمن بغيظ عدوِّه وحُزْنِه وكآبته، فسُمِّي الدُّعاء له بالرَّحمة تَشْمِيتًا له، لما في ضمنه مِن شماتته بعدوِّه، وهذا معنى لطيف إذا تنبَّه له العاطس والمشمِّت انتفعا به، وعظمت عندهما منفعة نعمة العطاس في البدن والقلب، وتبيَّن السِّرُّ في محبَّة الله له، فلله الحمد الذي هو أهله، كما ينبغي لكريم وجهه، وعزِّ جلاله) . |
#1129
|
||||
|
||||
أقوالٌ وأمثال في الشَّمَاتَة
- الشَّمَاتَة لؤم . - أنت أجدت طبخه فأحِسَّ وذُق. يُضْرَب في الشَّمَاتَة بالجاني على نفسه . - أُشِئْتَ عُقَيلُ إلى عَقْلِك: أي أُلْجِئتَ واضطررت إلى رأيك، فجلب عليك ما تكره، يُضْرَب في الشَّمَاتَة بالجاني على نفسه . - لا بظبي أعفر: أي جعل الله ما أصابه لازمًا له مؤثِّـرًا فيه، ولا كان مثل الظَّبي في سلامته منه، يُضْرَب في الشَّمَاتَة . - وقال أكثم بن صيفي: (ليس مِن الكرم أن يَشْمَت الرَّجل بصاحبه إذا زلَّت به النَّعل، أو نزل به أمرٌ) . |
#1130
|
||||
|
||||
ذم الشَّمَاتَة في واحة الشِّعر رَدَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه على الشَّامتين في موت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: لعمري لقد أيقنتُ أنَّك ميِّتٌ *** ولكنَّما أَبْدَى الذي قلتُه الجَزَع وقلتُ يغيبُ الوحي عنَّا لفقدِه *** كما غاب موسى، ثمَّ يرجعُ كما رجع وكان هواي أن تطولَ حياتُه *** وليس لحيٍّ في بقا ميِّتٍ طمع فلمَّا كشفنا البردَ عن حرِّ وجهِه *** إذا الأمرُ بالجزع الموهب قد وقع فلم تكُ لي عندَ المصيبةِ حيلةٌ *** أردُّ بها أهلَ الشَّمَاتَة والقَذَع سوى آذن الله في كتابه *** وما آذن الله العبادَ به يقع وقد قلتُ مِن بعدِ المقالةِ قولةً *** لها في حلوقِ الشَّامتين به بشع أَلَا إنَّما كان النَّبيُّ محمدٌ *** إلى أجلٍ وافى به الوقتَ فانقطع ندينُ على العلات منَّا بدينِه *** ونعطي الذي أعطى، ونمنعُ ما منع ووليت محزونًا بعينٍ سخينةٍ *** أكفكفُ دمعي والفؤادُ قد انصدع وقلت لعيني: كلُّ دمعٍ ذخرتُه *** فجودي به إنَّ الشَّجيَّ له دفع وقال العلاء بن قرضة: إذا ما الدَّهرُ جرَّ على أناسٍ *** كَلَاكِلَه أناخ بآخرينا فقلْ للشَّامتين بنا أفيقوا *** سيلقَى الشَّامتون كما لقينا وقال أبو العبَّاس المبرِّد: وهلك أخ لبعض الأعراب، فأظهر له الشَّمَاتَة بعض بني عمِّه؛ فأنشأ الأعرابيُّ يقول: ولقد أقولُ لذي الشَّمَاتَةِ إذ رأى فجعي *** ومَن يذقِ الفجيعةَ يجزعِ اشمتْ فقد قَرَع الحوادثُ مروتي *** وافرحْ بمروتِك التي لم تُقْرَعِ إن تبقَ تُفْجَعْ بالأحبةِ كلِّهم *** أو تُرْدِك الأحداثُ إن لم تُفْجَع وقال نهشل بن حري: ومَن يرَ بالأقوامِ يومًا يرونه *** معرَّةَ يومٍ لا تُوَازَى كواكبُه فقلْ للذي يُبدي الشَّمَاتَةَ جاهلًا *** سيأتيك كأسٌ أنت لا بدَّ شاربُه وقال حارثة بن بدر: يا أيُّها الشَّامتُ المبدي عداوتَه *** ما بالمنايا التي عيَّرت مِن عارِ تراك تنجو سليمًا مِن غوائلِها *** هيهاتَ لا بدَّ أن يسري بك السَّاري
|
#1131
|
||||
|
||||
الطَّمع معنى الطَّمع لغةً واصطلاحًا معنى الطَّمع لغةً: طَمِعَ طَمَعًا وطماعة وطماعية مخفف، فهو طامِعٌ، وإنه لطَمِعٌ: حريص، والطمَّاع: الكثير الطَّمع.
والطَّمع: الأمل والرجاء، وأكثر ما يُسْتَعمل فيما يقرب حُصُوله. ويتعدى بالهمزة فيقال: أطمعته. وأصل هذه المادة يدُلُّ على رجاء في القلب قويٍّ للشَّيء . معنى الطَّمع اصطلاحًا: قال الرَّاغب: (نزوع النَّفس إلى الشَّيء شهوةً له) . وقال المناوي: (الطَّمع تعلُّق البال بالشَّيء من غير تقدُّم سبب له) . وقال العضد: (الطَّمع ذلٌّ ينشأ من الحرص، والبطالة، والجهل بحكمة الباري) . |
#1132
|
||||
|
||||
الفرق بين الطَّمع وبعض الصفات
- الفرق بين الحرص والطَّمع: قيل: الحرص أشد الطَّمع، وعليه جرى قوله تعالى: أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ [البقرة: 75]. لأنَّ الخطاب فيه للمؤمنين، وقوله سبحانه: إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ [النحل: 37]، فإنَّ الخطاب فيه مقصور على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أنَّ رغبته صلى الله عليه وآله في إسلامهم، وهدايتهم، كان أشدَّ وأكثر من رغبة المؤمنين، المشاركين له في الخطاب الأول في ذلك . - الفرق بين الأمل والطَّمع: قيل: أكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله، فإنَّ من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: (أملت الوصول إليه) ولا يقول: (طمعت) إلا إذا قرب منه، فإن الطَّمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله. وقد يكون الأمل بمعنى الطَّمع . - الفرق بين الرَّجاء والطَّمع: أنَّ الرَّجاء: هو الظَّنُّ بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشَّك فيه، إلا أنَّ ظنَّه فيه أغلب، وليس هو من قبيل العلم، والشاهد أنه لا يقال: أرجو أن يدخل النبي الجنَّة. لكون ذلك متيقنًا. ويقال: أرجو أن يدخل الجنَّة إذا لم يعلم ذلك. والرَّجاء: الأمل في الخير، والخشية والخوف في الشرِّ، لأنَّهما يكونان مع الشك في المرجو والمخوف، ولا يكون الرَّجاء إلا عن سبب يدعو إليه؛ من كرم المرجو أو ما به إليه، ويتعدى بنفسه تقول: رجوت زيدًا، والمراد رجوت الخير من زيد، لأنَّ الرَّجاء لا يتعدى إلى أعيان الرجال. والطَّمع: ما يكون من غير سبب يدعو إليه، فإذا طمعت في الشيء فكأنَّك حدَّثت نفسك به، من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه، ولهذا ذُمَّ الطَّمع ولم يُذَّم الرَّجاء، والطَّمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول: طمعت فيه، كما تقول: فرقت منه، وحذرت منه، واسم الفاعل طمع مثل: حذر، وفرق، ودئب؛ إذا جعلته كالنسبة، وإذا بنيته على الفعل قلت: طامع . - الفرق بين الطَّمع والرَّجاء والأمل: الطَّمع يقارب الرجاء، والأمل، لكن الطَّمع أكثر ما يقال، فيما يقتضيه الهوى. والأمل والرجاء قد يكونان فيما يقتضيه الفكر والرويَّة. ولهذا أكثرُ ذمِّ الحكماء للطَّمع، حتى قيل الطَّمع طبع، والطَّمع يدنس الثياب، ويفرق الإهاب . |
#1133
|
||||
|
||||
ذم الطَّمع في الكتاب والسنة أولًا: في القرآن الكريم - قال تعالى: وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [البقرة: 41].
قال السُّدِّي: (لا تأخذوا طمَعًا قليلًا وتكتُموا اسمَ الله، وذلك الثمن هو الطَّمع) . وعن قتادة، قال: (أنبأكم الله بمكانهم من الطَّمع) . - وقال جل في علاه: وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ص: 24]. (لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: بسائق الطَّمع والحرص، وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل إن لم يتولَّهم الله بلطفه) . |
#1134
|
||||
|
||||
ثانيًا: في السنة النبوية
- عن كعب بن مالك الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها، من حرص المرء على المال، والشرف لدينه)) . قال ابن رجب في شرحه للحديث السابق: (فهذا مثل عظيم جدًّا ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا، وأن فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم بذئبين جائعين ضاريين يأتيا في الغنم، وقد غاب عنها رعاؤها ليلًا، فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها. ومعلوم أنه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين- والحالة هذه- إلا قليل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حرص المرء على المال والشرف: إفساده لدينه ليس بأقل من إفساد الذئبين لهذه الغنم؛ بل إما أن يكون مساويا وإما أكثر، يشير إلى أنه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال والشرف في الدنيا إلا القليل، كما أنه لا يسلم من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل. فهذا المثل العظيم يتضمن غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا) . وقال القاري: (والمعنى أنَّ حرص المرء عليهما أكثر فسادًا لدينه المشبه بالغنم، لضعفه بجنب حرصه من إفساد الذئبين للغنم) . وقال المناوي: (فمقصود الحديث أنَّ الحرص على المال والشرف أكثر إفسادًا للدين من إفساد الذئبين للغنم؛ لأنَّ ذلك الأشر والبطر يستفز صاحبه، ويأخذ به إلى ما يضره، وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الأرض والفساد المذمومين شرعًا) . - وعن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه يقول: ((قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالًا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذه، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك)) . قال القاري: (قال الطيبي: الإشراف الاطلاع على شيء والتعرض له، والمقصود منه الطَّمع، أي: والحال أنك غير طامع له. ((ولا سائل فخذه)). أي: فاقبله وتصدق به، إن لم تكن محتاجًا. ((وما لا)). أي: وما لا يكون كذلك بأن لا يجيئك هنالك إلا بتطلع إليه واستشراف عليه. ((فلا تتبعه نفسك)). من الإتباع بالتخفيف، أي: فلا تجعل نفسك تابعة له ولا توصل المشقة إليها في طلبه) . - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال: فقرأ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [البينة: 1]، قال: فقرأ فيها: ولو أنَّ ابن آدم سأل واديًا من مال فأعطيه، لسأل ثانيًا، ولو سأل ثانيًا فأعطيه، لسأل ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدِّين القيِّم عند الله الحنيفية، غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرًا، فلن يكفره)) . قال ابن بطَّال: (وأشار صلى الله عليه وسلم بهذا المثل، إلى ذمِّ الحرص على الدنيا، والشره على الازدياد منها؛ ولذلك آثر أكثر السلف التقلل من الدنيا، والقناعة، والكفاف، فرارًا من التعرض لما لا يعلم كيف النجاة من شرِّ فتنته، واستعاذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من شرِّ فتنة الغنى، وقد علم كلُّ مؤمن أنَّ الله تعالى قد أعاذه من شرِّ كلِّ فتنة، وإنما دعاؤه بذلك صلى الله عليه وسلم تواضعًا لله، وتعليمًا لأمته، وحضًّا لهم على إيثار الزهد في الدنيا) . - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غزا في سبيل الله، ولم ينوِ إلا عقالًا ، فله ما نوى)) . قال الطيبي: (هو مبالغة في قطع الطَّمع عن الغنيمة، بل ينبغي أن يكون خالصًا لله تعالى، غير مشوب بأغراض دنيوية) . - وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلِّ ذي قرب ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين فيكم تبع، لا يبغون أهلًا ولا مالًا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقَّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل أو الكذب. والشنظير: الفحاش)) . قال القاري: (... ((والخائن الذي لا يخفى له طمع- وإن دقَّ- إلا خانه)): هو إغراق في وصف الطَّمع، والخيانة تابعة له، والمعنى أنه لا يتعدَّى عن الطَّمع، ولو احتاج إلى الخيانة، ولهذا قال الحسن البصري: الطَّمع فساد الدين والورع صلاحه) . - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشحَّ؛ فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلُّوا محارمهم)) . قال ابن عثيمين: (ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((واتقوا الشحَّ)) يعني الطَّمع في حقوق الغير. اتقوه: أي احذروا منه، واجتنبوه) . |
#1135
|
||||
|
||||
أقوال السلف والعلماء في الطَّمع
- قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: (تعلمن أنَّ الطَّمع فقر، وأنَّ اليأس غنى) . - وقال عليٌّ رضي الله عنه: (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع) . - وقال أيضًا: (ما الخمر صرفًا بأذهب لعقول الرِّجال من الطَّمع) . - وقال أيضًا: (الطامع في وثاق الذلِّ) . - وعنه أيضًا: (الطَّمع رقٌّ مؤبد) . - وقال أيضًا: (إياك أن ترجف بك مطايا الطَّمع، فتوردك مناهل الهلكة) . - وقال ابن عباس: (قلوب الجهال تستفزها الأطماع، وترتهن بالمنى، وتستغلق) . - واجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال له كعب: (يا ابن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلم عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطَّمع، وشره النَّفس، وطلب الحوائج إلى النَّاس) . - وقال الحسن البصري: (صلاح الدين الورع، وفساده الطَّمع) . - (واجتمع الفضيل وسفيان وابن كريمة اليربوعي فتواصوا، فافترقوا وهم مجمعون على أنَّ أفضل الأعمال الحلم عند الغضب، والصبر عند الطَّمع) . - وقال وهب بن منبه: (الكفر أربعة أركان: فركن منه الغضب، وركن منه الشهوة، وركن منه الخوف، وركن منه الطَّمع) . - وقال الورَّاق: (لو قيل للطَّمع: من أبوك؟ قال: الشَّك في المقدور. ولو قيل: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذلِّ. ولو قيل: ما غايتك؟ قال: الحرمان) . - وقال المأمون: (صدق والله أبو العتاهية، ما عرفت من رجل قطُّ حرصًا، ولا طمعًا، فرأيت فيه مصطنعًا) . - (وقال الحرالي: والطَّمع تعلُّق البال بالشيء، من غير تقدم سبب له، فينبغي للعالم أن لا يشين علمه وتعليمه بالطَّمع،ولو ممن يعلمه، بنحو مال، أو خدمة، وإن قلَّ، ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لم يهدها) . - وقال أيضًا: (الطَّمع يشرب القلب الحرص، ويختم عليه بطابع حبِّ الدنيا، وحبُّ الدنيا مفتاح كلِّ شرٍّ، وسبب إحباط كلِّ خير) . - وقال ابن خبيق الأنطاكي: (من أراد أن يعيش حرًّا أيَّام حياته فلا يسكن الطَّمع قلبه) . - وقال بكر بن عبد الله: (لا يكون الرجل تقيًّا حتى يكون نقي الطَّمع، نقي الغضب) . - وقال هزَّال القريعي: (مفتاح الحرص الطَّمع، ومفتاح الاستغناء الغنى عن الناس، واليأس مما في أيديهم) . |
#1136
|
||||
|
||||
آثار الطَّمع
1- الانشغال الدائم والتعب الذي لا ينقطع. 2- يؤدي إلى غياب فضيلة البذل والتضحية والإيثار بين أفراد المجتمع. 3- دليل على سوء الظن بالله. 4- دليل على ضعف الثقة بالله، وقلَّة الإيمان. 5- طريق موصل إلى النار. 6- يجعل صاحبه حقيرًا في عيون الآخرين. 7- يُذِلُّ أعناق الرجال. 8- يُشعر النفس بفقر دائم، مهما كثر المال. 9- يُعمي الإنسان عن الطريق المستقيم. 10- يعود على صاحبه بالخسران في الدنيا والآخرة. 11- يمحق البركة. 12- ينشر العداوة، والكراهية، وعدم الثقة بين أفراد المتجمع. 13- ينشر الفوضى في المجتمع، ويزعزع أمنه. 14- ينقص من قدر الفرد، ولا يزيد في رزقه. 15- يؤدِّي إلى الظلم، والاضطهاد، إذا كان الطامع من أصحاب النفوذ. 16- يؤدِّي إلى الغش والكذب. 17- يؤدِّي إلى زيادة الأسعار، واحتكار البضائع، مما يلحق الضرر بالمجتمع. 18- يؤدِّي بالفرد إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي. |
#1137
|
||||
|
||||
أنواع الطَّمع
والطَّمع نوعان هما: 1- الطَّمع المحمود، وذلك مثل: الطَّمع في طلب مغفرة الله للإنسان. الطَّمع في دخول الجنة. الطَّمع في كرم الله. 2- الطَّمع المذموم، وذلك مثل: الطَّمع في طلب الدنيا وجمع المال. الطَّمع في سلطة أو منصب. الطَّمع في المأكل والمشرب والملذات. |
#1138
|
||||
|
||||
الأسباب المؤدية إلى الطَّمع
1- الجهل بالآثار السيئة للطَّمع. 2- حبُّ الدنيا وكراهية الموت. 3- ضعف الإيمان. 4- عدم الاهتمام بتزكية النَّفس، وتهذيبها. 5- الانجراف وراء المغريات، من أموال، ومناصب، وغيرها. 6- مجالسة أهل الطَّمع ومصاحبتهم. 7- ضعف التربية، ونشوء الفرد في مجتمع لا يلتزم بتعاليم الدين الحنيف. |
#1139
|
||||
|
||||
الوسائل المعينة على ترك الطَّمع
1- الاهتمام بتهذيب النفس. 2- التَّأمُّل في العواقب الوخيمة التي تنتج عن الطَّمع. 3- التَّأمُّل في نعم الله الكثيرة والمختلفة، وشكره عليها. 4- التَّحلِّي بالورع عند الميل إلى الطَّمع. 5- التَّسليم لقضاء الله وقدره. 6- الطَّمع في الجنة وما عند الله من نعيم في الدار الآخرة. 7- اللجوء إلى الله، والاستعانة به، في الابتعاد عن الطَّمع. 8- مجاهدة النفس، وتعويدها على القناعة، والتعفف. 9- مطالعة سير السلف، وأحوال الصالحين. 10- العلم بأنَّ الإنسان لن يأخذ من رزقه أكثر مما كُتِب له مهما حرص. 11- أنْ يعلم بأنَّ الدنيا دنيئة وحقيرة. 12- معرفة أن القناعة طمأنينة للقلب وراحة للنفس. 13- نشر العلم بين أفراد المجتمع، والقضاء على الجهل. 14- النظر إلى من هو أدنى في أمور الدنيا؛ كالفقراء، والمبتلين، والمرضى. 15- اليقين بأن الإنسان لن يموت حتى يستكمل رزقه. 16- تذكر الموت والدار الآخرة. 17- مجالسة ومصاحبة القَنوع. 18- إخراج الزَّكاة، والصَّدقة، والإنفاق في وجوه الخير. وصية في التحذير من الطَّمع: - قال سعد بن أبي وقاص لابنه: (يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنه من لم يكن له قناعة لم يغنه مال) . - عن سعيد بن عمارة أنه قال لابنه: (أظهر اليأس فإنه غنى، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر) . |
#1140
|
||||
|
||||
ما قيل في الطَّمع
- وقال بعض العارفين: (الطَّمع طمعان: طمع يوجب الذُّل لله، وهو إظهار الافتقار، وغايته العجز والانكسار، وغايته الشرف والعز والسعادة الأبدية، وطمع يوجب الذُّل في الدارين، أي: وهو المراد هنا، وهو رأس حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كلِّ خطيئة، والخطيئة ذلٌّ وخزي، وحقيقة الطَّمع: أن تعلِّق همتك، وقلبك، وأملك، بما ليس عندك، فإذا أمطرت مياه الآمال على أرض الوجود، وألقي فيها بذر الطَّمع بسقت أغصانها بالذُّل ومتى طمعت في الآخرة وأنت غارق في بحر الهوى ضللت وأضللت) . - وقال بعضهم: (من أراد أن يعيش حرًّا أيَّام حياته فلا يسكن قلبه الطَّمع) . - وأراد رجل أن يقبل يد هشام بن عبد الملك فقال: (لا تفعل، فإنما يفعله من العرب الطَّمع، ومن العجم الطبع) . - وقال بعضهم: (الحرص ينقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه) . - وكان يقال: (حين خلق الله آدم عجن بطينته ثلاثة أشياء: الحرص، والطَّمع، والحسد. فهي تجري في أولاده إلى يوم القيامة، فالعاقل يخفيها، والجاهل يبديها، ومعناه أن الله تعالى خلق شهوتها فيه) . - وقيل: (الطَّمع ثلاثة أحرف كلها مجوَّفة، فهو بطن كله فلذا صاحبه لا يشبع أبدًا) . |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|