|
#1
|
||||
|
||||
![]()
فعلا يعني
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
|
#2
|
|||
|
|||
![]() وجزاك مثله إن شاء الله تعالي وبارك فيك شكراً علي المرور الكريم |
#3
|
|||
|
|||
![]() المسجد الحسينى
![]() أنشىء المشهد الحسينى سنة 549 هجرية = 1154/ 55م لينتقل إليه رأس الحسين بن على بن أبى طالب ولم يبق منه الآن غير الباب المعروف بالباب الأخضر الذى يقع شرق الوجهة القبلية للمسجد أما المئذنة المقامة فوق الباب فيستدل من كتابة تاريخية على لوحة مثبتة أسفلها أنها بنيت سنة 634 هجرية = 1237م فى أواخر العصر الأيوبى. وهذه لم يبق منها أيضا سوى قاعدتها المربعة التى تحليها زخارف جصية بديعة أما ما يعلوها فقد جدده الأمير عبد الرحمن كتخدا كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح سنة 1175 هجرية = 1761/ 62م وقد حليت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب وكسى محرابها والجزء الأسفل من جدرانها بوزرة من الرخام الملون. ولما تولى الخديوى إسماعيل سنة 1279 هجرية = 1863م أمر بتجديد المسجد وتوسيعه فبدئ فى العمل سنة 1280 هجرية = 1864م وتم سنة 1290 هجرية = 1873م فيما عدا المئذنة التى كمل بناؤها سنة 1295هجرية = 1878م. ويشتمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه من الخردة الدقيقة التى اتخذت قطعها الصغيرة من القاشانى الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع سنة 1303 هجرية = 1886م وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدى إلى حجرة المخلفات التى بنيت سنة 1311 هجرية = 1893م حيث أودعت فيها المخلفات النبوية. والمسجد مبنى بالحجر الأحمر على الطراز الغوطى أما منارته التى تقع فى الركن الغربى القبلى فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهى أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهى بمخروط. وللمشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية وباب بالوجهة القبيلة وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء. وكان من أهم ما عثر عليه فى المشهد الحسينى تابوت خشبى جميل وجد مودعا فى حجرة أسفل المقصورة النحاسية وسط القبة يتوصل إليها من فتحتين صغيرتين بالأرضية وأول من شاهده وأشار إليه هو المرحوم السيد محمد الببلاوى شيخ المسجد الحسينى فى كتابه - التاريخ الحسينى- سنة 1321 هجرية = 1903م. ولم يكن قد شاهده أو عاينه أحد من علماء الآثار أو المشتغلين بها إلى أن كانت سنة 1939م حيث أمر حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام فانتهزت إدارة حفظ الآثار العربية هذه الفرصة للتحقق من وجود هذا التابوت ولما وجدته وعاينته تبين لها أنه تحفة فنية رائعة جديرة بالحفظ والصيانة فرفعته من مكانه وأصلحته ثم نقلته إلى دار الآثار العربية ليعرض بها. ولهذا التابوت ثلاثة جوانب وهو مصنوع من خشب التك المستورد من جزر الهند الشرقية وقد قسمت وجهته وجانباه إلى مستطيلات يحيط بها ويفصلها بعضها عن بعض إطارات محفورة بالخطين الكوفى والنسخ المزخرفين وتجمعت هذه المستطيلات على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات مزدانة بزخارف نباتية دقيقة تنوعت أشكالها وأوضاعها وأحيطت بعض هذه الحشوات بكتابات منها - نصر من الله وفتح قريب - الملك لله -..الخ.. وجميع الكتابات المحفورة على أوجه هذا التابوت آيات قرآنية ولا يوجد بينها أى نص يشير إلى تاريخ صنعه أو اسم الآمر بعمله إلا أن روح الزخارف وطرازها وقاعدة الكتابات واجتماع الخطين الكوفى والنسخ ومقارنته بتابوت الإمام الشافعى المصنوع سنة 574 هجرية = 1178م كل ذلك يدل على أنه صنع فى العصر الأيوبى والمرجح أن يكون الآمر بعمله هو السلطان صلاح الدين الأيوبى. المصدر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - وزارة الأوقاف |
#4
|
|||
|
|||
![]() مسجد الحسن الثاني ![]() مسجد الحسن الثاني مكان عبادة إسلامي بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، تم إكمال بنائه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414/30 الموافق أغسطس 1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني. تتسع قاعة الصلاة بمساحتها ال 20.000 متر مربع لـ25.000 مُصلي إضافة إلى 80.000 في الباحة. يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق أوتوماتيكيا). مسجد الحسن الثاني هو أول أكبر مسجد في العالم (الثالث بعد الحرمين)، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر وهي أعلى بناية دينية في العالم. ميزاته استعملت التكنلوجيا إلى أقصى الحدود خدمة لصناعة البناء وللصناعة التقليدية المغربية القديمة والمتجددة على الدوام. وهكدا فإن رافعة الأثقال التي تعتبر أعلى رافعة في العالم قد صيغت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها مائتي متر. واستعمل اسمنت ضوعف مفعوله اربعة أضعاف لا لدعم نفق تحت المانش ولكن لإقامة صومعة لا مثيل لها. لقد أكدت الصناعة المغربية التي ما فتئت تحقق حلمها الإبداعي المتجدد على يد صناع مهرة، حضورها الفاعل من خلال الخشب المنقوش والجبس ذي الرسوم الهندسية القيمة والزخارف العربية وخطها البديع، كل ذلك يكشف ببلاغة تغني عن الكلام عن روعة الإنجاز ورقة خيوطه الزاهية، كما يشير إشارة لطيفة إلى الماضي بأحلى ذكرياته. كل هذا لا يذكر بشيء وإنما ب شيء ما كما يقول اليري، من حيث كونه ينتج أشكالا أنيقة أناقة روحية لانهائية لكن ملموية. لن نتحدث عن هذه الروائع التي تبهج النظر ولا عن ألوف اللطائف الممزوجة باكتشافات وابتكارات، وإنما عن صفوف الزليج البهية التي تشبه ما صنع لتزيين الصومعة واسمنتها. وإلى جانب الألوان الكلاسيكية اعتمدت ألوان جديدة مزركشة مخضرمة تتلألأ في خيلاء، إنها تنتصب شاهدة على روح الإبتكار التي تميز بها صناع أبوا في نهاية القرن العشرين إلا أن يعملوا على إحياء وتجديد التقاليد الإبداعية لفننا المغربي الأصيل. وبلغ امتزاج القديم والحديثذروته في سقف قاعة الصلاة التي تم إحكام تزويقها بصبر وأناة ملحوظين، ناهيك أن هذا السقف ينفتح آليا خلال خمس دقائق فترخي الشمس أشعتها على هذا المجال وتجعل منه تكملة للبهو الفسيح المتصل به والذي يتسع لما لا يقل عن ثمانين ألف شخص. لم يكن هذا الإمتزاج وليد المصادفة، بل جاء نتيجة لتجارب تراكمت عبر الأحقاب والعصور، ومندرجا في سياق إحياء الثرات الأندلسي وتجديده. إن مسجد الحسن الثاني هو ثمرة لمجموعة متلاحقة من البنايات والمنشآت الإسلامية، وبخاصة منها المغربية. وهو يستمد نبله ومظاهره الجميلة من جامع القرويين بفاس، ذلك الجامع الدي يبلغ من العمر أكثر من ألف سنة، كما أنه يرث كثيرا من رونق صومعة حسان بالرباط، وصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدة بإشبيلية وجميعها أقامها السلطان الموحدي يعقوب المنصور. وتشترك المدارس المرينية مع مسجد الحسن الثاني في توفر كل منهما على خزانة. لكن المتحف الذي يعتبر امتداداً للخزانة يجعل منه مركباً ثقافياً حقيقياً يضفي ثراء على مجموع البناية وهي تؤدي رسالتها الدينية الخالدة. وإذا نحن أزمعنا طرح مقارنة بين مسجد الحسن الثاني ومعابد الغرب الشهيرة نجد أن مسجد الحسن الثاني أوسع منها بكثير لا من حيث المجال أو الحجم وحسب ولكن أيضا بالنظر إلى إدماج روح الوحدانية الإبراهيمية في التكنلوجيات العصرية التي يزخر بها. وإذا كانت المساجد القديمة تذكر، لأسباب تاريخية، مرتبطة بفاس وأصفهان والقيروان فإن مسجد الحسن الثاني يرتبط وحده بالعنصر البحري الدي يضفي عليه طابعاً خاصا مع التركيز على إشعاع الإسلام في كل من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، تم تصميمه بالاعتماد على الآية القرآنية { وكان عرشه على الماء }. في إطاره التاريخي لم ينقل إلينا مسجد الحسن الثاني حركة العبادة الإلهية وتفسيرها وصوتها المدوي وحسب، بل أعاد في ذات الوقت إلى أذهاننا الرسالة الإلهية اليوم لتكون مسموعة في الإنسانية جمعاء حتى تتغدى بأصالتها وروعتها وتدرك أنها جاءت للناس أجمعين حاملة تباشير التسامح واحترام الكرامة الإنسانية. إن وجود مسجد الحسن الثاني يسجل في نطاق المعالم الدينية وأطوار تاريخها واستكناه الفن المعماري الدي تتوجه حين تحمله إلى قمة مجده وتجدده وتكيفه مع الوسائل الكفيلة بإبراز تفرده وتخلصه من طابع المدن القديمة. لقد شيدت المساجد الأثرية الأولى في العهد الأموي. وفيما بين 688 و692 للميلاد أقام عبد الملك بن مروان قبة الصخرة، وهي معلمة إسلامية شهيرة كالمسجد الأقصى في القدس الشريف. وبذلك فتح الخليفة الأموي المذكور الطريق إلى عظيم المنجزات العمرانية الإسلامية. وينسب إلى ابنه الوليد إعادة بناء مسجد المدينة المنورة بين 705 و710 وتأسيس مسجد دمشق بين 706 و715. |
#5
|
|||
|
|||
![]() الحرم الإبراهيمي ![]() الحرم الإبراهيمي هو أقدم مساجد مدينة الخليل في فلسطين وأبرز ما يميّزها، حيث يعتقد أتباع الديانات السماوية بأن جثمان النبي إبراهيم موجود فيه. يحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر هيرودوس الأدوي قبل حوالي الألفي عام، والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية. كان الرومان قد قاموا ببناء كنيسة في المكان في فترة حكم الإمبراطور يوستنياتوس ولم تلبت أن هدمت على يد الفرس بعد أقل من مئة عام. وفي العصور الإسلامية، تم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد. وفي فترة الحملات الصليبية، تحول الحرم إلى كنيسة ثانية وذلك في حدود عام 1172، ولكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين. وصف الحرم الإبراهيمي وصف مجير الدين الحنبلي : يقع الحرم الإبراهيمي جنوب شرق مدينة الخليل، ويحيط المسجد سور عظيم بسمك ثلاثة اذرع ونصف من كل جانب وعدد مداميكه من أعلى مكان وهو عند باب القلعة من جهة الغرب 15 مدماكا، وارتفاع البناء من ذات المكان عند باب القلعة جهة الغرب 26 ذراعا عند الطبلخانة (مكان دق الطبل) وعرض كل مدماك من السور نحو ذراع وثلث ذراع. وللمسجد مئذنتان قائمتان على السور الأولى من جهة الجنوب الشرقي والثانية من جهة الشمال الغربي وهما مربعتا الشكل ترتفع كل واحدة منهما 15 مترا فوق السطح. والمقام الذي داخل السور طوله- قبلة الشمال – من صدر المحراب عند المنبر إلى صدر المكان الذي به ضريح يغقوب –- ثمانون ذراعا ينقص يسيرا ،وعرضه- شرقا بغرب – من السور الذي به باب الدخول إلى صدر الرواثق الغربي الذي به شباك يتوصل منه إلى ضريح يوسف 41 ذراعا يزيد ثلث أو نصف ذراع. والبناء من داخل المسجد يشتمل على بناء معقود من داخل السور وعلى نحو النصف من جهة الجنوب إلى الشمال وهو ثلاثة اكوار، الأوسط منها يرتفع عن الكورين الملاصقين له من جهة الشرق والغرب والسقف مرتفع على اربعة اسوار محكمة البناء وبصدر هذا البناء المعقود تحت الكور الأعلى يقع المحراب وبجانبه المنبر الاثري ويقابل المحراب والمنبر دكة المؤذنين وهي قائمة على عمد رخامية في غاية الحسن والجمال، والرخام على شكل دائري وهو من عمارة تنكز في عهد السلطان محمد بن قلاوون سنة 732هـ –1331م. اما القبور بجانب السارية تجاه المنبر في المصلى الرئيسي يوجد قبر اسحاق ويقابله قير زوجته رفقة بجانب السارية الشرقية وهذا البناء له ثلاثة أبواب تنتهي إلى الساحة السماوية وتسمى صحن المسجد اما البناء الأوسط فينتهي إلى الحضرة الإبراهيمية، وهي مكان معقود والرخام مستدير على جدرانه الاربعة، وبجهته الغربية الحجرة الشريفة التي بداخلها قبر إبراهيم وفي الجهة الشرقية قبر زوجته السيدة سارة والباب الثاني خلف قبر سارة في الجهة الشرقية والباب الثالث خلف قبر إبراهيم من الجهة الغربية والى جانبه محراب المالكية ويوجد شباك يطل على مقام يوسف وباخر الساحة التي بداخلها السور السليماني من جهة الشمال ضريح يعقوب وهو بجهة الغرب حذاء قبر إبراهيم ويقابله من الشرق قبر زوجته ليقا أو لائقة. والساحة السماوية بين مقام إبراهيم الخليل ومقام يعقوب –عليهما السلام- والقباب المبنية على الاضرحة المنسوبة للخليل وزوجته سارة، ويعقوب وزوجته ليقا من بناء بني امية، وقد فرشت الأرض التي بداخل السور بالبلاط السليماني. اما المغارة فيوجد لها باب لطيف بجانب المنبر ويوجد لها سلم من حجر عدته خمس عشرة درجة. وبظاهر السور من جهة الشرق مسجد الجاولي وهو من العجائب قطع من جبل مجوف وبني عليه السقف والقبة ويقوم هذا المسجد على اثنتي عشرة سارية قائمة في وسطه، وارضه وحيطانه وسواريه معمولة من الرخام، وعليه شبابيك حديدية في اخره من جهة الغرب وطول هذا المسجد من القبلة ثلاثون ذراعا وعرضه شرقا بغرب 25 ذراعا. وابتدئ العمل به في ربيع الاخر سنة ثمان وسبعمائة وانتهي منه سنة عشرين وسبعمائة زمن الملك محمد بن قلاوون، مكتوب على حائطه ان الذي عمره سَنجَر الجاولي من ماله الخاص. وبجوار مصلى الجاولي المطبخ الذي تصنع فيه الدشيشة (كل طعام فيه حب مرضوض)، ولهذا المطبخ ثلاثة افران وستة احجار للطحن ويعلو هذا المكان الحواصل التي يحفظ فيها القمح والشعير ويتم تفريق الدشيشة على من يريد من الزوار والمقيمين ويصنع هذا السماط كل يوم ويفرق على 3 اوقات في أول النهار وبعد الظهر وبعد العصر ويفرق يوميا حوالي 14 الف رغيف ويبلغ أحيانا 15 الف رغيف. |
#6
|
|||
|
|||
![]() وصف المسجد حديثا البناء من الخارج وما جاوره-الوصف الإجمالي في داخل السور السليماني يوجد المصلى الرئيس والصحن المكشوف وما يحيط به من اروقة وقباب وغرف ويحد الصحن المكشوف من الجهة الجنوبية ايوان معقود والقبتان ترمزان لقبري إبراهيم الخليل وزوجته وبينهما فسحة معقودة وبجوارهما غرفة سدنة المسجد، كما توجد منارة فوق الركن الشمالي الغربي لجدار الحصن السليماني وأخرى فوق الركن الجنوبي الشرقي.
ويلاصق الجدار الشرقي للحصن من الخارج مسجد الجاولي. ويلاصق الجدار الغربي للحصن من الخارج ابتداء من الركن الجنوبي الغربي غرفة يوسف تعلوها المدرسة المنسوبة للسلطان حسن، والغرفة ترمز للقبر، ثم السلم (الدرج) المستحدذ سنة 1950م. ساحة المسجد الخارجية وما بها من مبان اثرية مثل برج السلطان سليمان وبقايا السور بينهما ورباط قلاوون وسبيل الطواشي وغيرها. الوصف التفصيلي : الجدران الخارجية للمسجد وهي الحصن السليماني تكون شكلا مستطيلا مقاسه الخارجي 59.28*33.97 مترا مربعا وسمكها 2.68 مترا، وارتفاعها 16 مترا، مبنية باحجار ضخمة على هيئة مداميك، ويبلغ طول بعض احجارها نحو 7متر وارتفاعها نحو متر ونصف، وبها من الخارج صفوف واكتاف ويتوجها كورنيش وفي العصر الإسلامي زيد ارتفاعها نحو ثلاثة امتار بما فيها التحصينات، وعلى الركنين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي للحصن السليماني اقيمت مئذنتان مربعتا الشكل، ترتفع كل واحدة منهما 15 مترا فوق سطح المسجد، وتعودان إلى العهد المملوكي. اما سطح المبنى داخل الحصن السليماني فيتالف من قباب واجزاء مستوية ومائلة مكسوة بالواح من الرصاص، اما سطح الجاولي وقبة يوسف والمدرسة المنسوبة للسلطان حسن فمغطاة بمربعات حجرية وتسمى المدرسة بالعنبر. مداخل المسجد حاليا ثلاثة : الأول يقع في الجنوب الشرقي للمسجد وهو الباب الرئيسي يسلك داخله طريقا فيه درج ثم ينعطف إلى اليسار مارا تحت قنطرة ثم يصعد سبع درجات، وكان له درج طويل يبتدئ من الركن الجنوبي الغربي للحصن بدرجات هي عبارة عن انصاف دوائر إلا أن هذا الدرج والباب الرئيسي قد نسفه اليهود في 11/10/1968م. والثاني يقع في الشمال الغربي، يتوصل اليه بواسطة 32 درجة بشكل مستقيم. والثالث يقع قرب الميضأة الغربية قبل بداية درج الباب الثاني، وقد انشئ له حديثا سلم بارز متعرج للوصول إلى المدرسة المنسوبة للسلطان حين وحول أحد شبابيكها إلى باب، وهذا يتنافى وروعة وضخامة البناء ولا يتناسب مع طرارز المبنى من ناحية الفن المعماري الإسلامي، إلا أن هذا المدخل له اهميته خاصة عند ازدحام المصلين بعد الصلاة ايام الجمع، وتستخدمه النساء ايام الجمع أيضا. وبالجهة الغربية من المسجد الإبراهيمي توجد ساحة فسيحة غير مستوية تحوي بالقرب من الركن الشمالي الغربي للحصن بقايا برج واسوارا ممتدة إلى الحصن يقابلها من الجهة الجنوبية الغربية للحصن بالقرب من رباط قلاوون برج اثري كامل له قيمته الفنية والتاريخية وعليه لوحة تذكارية باسم السلطان سليمان بن سليم وقد ازيل مؤخرا هذا البرج بالكامل، وبقايا السور التي بين الربجين أيضا، واعيد بناء جزء من البرج ملاصقا للبرج الشمالي الغربي ولكنه غير مطابق للاصل سواء من ناحية المقاييس أو الشكل أو الحجم، وثبتت عليه اللوحة التاريخية سالفة الذكر، وتحتها لوحة أخرى حديثة كتب عليها (نقلت دائرة الاثار هذا البرج من مسافة خمسين مترا من شرق مكانه الحالي 1385-1965 م). وكان يلاصق الجدار الغربي للحصن السليماني ابتداء من الركن الجنوبي الغربي متجها إلى الركن الشمالي ميضأة حديثة وفناء مكشوف به خزان ماء يمد الميضأة بالمياه وقد ازيل مؤخرا.ثم غرفة بها قبر يوسف تعلوها القبة التي ترمز للقبر والتي بنيت في القرن العاشر زمن المقتدر بالله العباسي ثم مدرسة السلطان حين(العنبر) التي مساحتها عشرون مترا طولا وثمانية امتار عرضا ثم السلم (الدرج) الحديث البارز في الساحة الذي اتشئ سنة 1950م، الموصل إلى العنبر عن طريق الباب الذي كان شباكا. وبالقرب من الركن الجنوبي الغربي للحصن، نوجد بقايا رباط قلاوون الذي انشئ في سنة 679هـ ويعلو الرباط طابق مستحدث. وقد انشئت حديثا استراحة سياحية على الشارع الرئيسي (وهي بيد اليهود) في مدخل الساحة نحو عشرين مترا وبارتفاع نحو خمسة امتار والاستراحة بوصفها هذا تسد الساحة وتحجب منظر المسجد مما اساء لروعة هذا الاثر العظيم من النواحي الفنية والمعمارية والتخطيطية وان هذا يتنافى مع الغرض الأساسي الذي من اجله ازيلت المباني القديمة من حوله لتكوين الساحة واذهار روعة هذا المبنى الإسلامي. |
#7
|
|||
|
|||
![]() مسجد أحمد البدوي ![]() مسجد أحمد البدوي أو المسجد الأحمدي، هو أكبر مساجد مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وبه ضريح أحمد البدوي، أحد أقطاب الولاية الأربعة لدي الصوفية من أهل السنة والجماعة.
قد بني المسجد الأحمدي، بمدينة طنطا في عهد السلطان قايتباي، وسمي بهذا الاسم نسبة إلي الشيخ أحمد البدوي الذي شارك في الحرب ضد الصليبيين، والذي يتم الاحتفال بمولده كواحد من أشهر المتصوفة. ويرجع تاريخ بناء المسجد إلي أنه وبعد وفاة أحمد البدوي يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول عام 675 هجرية/ 24 أغسطس من عام 1276 ميلادية بمدينة طنطا عن عمر يناهز 97 عاما خلفه من بعده تلميذه عبدالعال، وبني مسجده، وكان في البداية علي شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلي زاوية للمريدين ثم بني لها علي بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للأنفاق علي المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا، وقال عنه علي مبارك في الخطط التوفيقية إنه لا يفوقه في التنظيم وحسن الوضع والعمارة إلا قليل. والمسجد الأحمدي هو أكبر وأشهر مساجد منطقة الدلتا، وبلغت مساحته بعد إعادة بنائه في القرن الرابع عشر الهجري 6300 متر، وهو مربع الشكل عبارة عن صحن تحيط به الأروقة من جميع الجهات، وتغطي الصحن قبة مرتفعة، وفي الجهة الغربية للمسجد ثلاثة أضرحة أكبرها ضريح السيد البدوي، وهو الضريح الوحيد المتبقي منها الآن وللمسجد سبعة أبواب، أربعة بالجهة الغربية، وباب واحد بكل من الجهات الثلاث الأخرى، وعلي الباب القبلي لوحة تشير إلي تاريخ العمارة عام 1320هـ. وكان قد بدأ في القرن السابع الهجري كزاوية صغيرة للطريقة الأحمدية، وأصبح الآن أكبر مساجد محافظة الغربية، ولم يقتصر دوره علي إقامة الشعائر والصلوات، بل تحول إلي مؤسسة تعليمية مرموقة علي غرار الجامعة الأزهرية، فهو مسجد طنطا الكبير، وفي عصر السلطان المملوكي الاشرف قايتباي أقام مئذنة وقبة علي ضريح المسجد، وفي القرن الثاني عشر الهجري أقام علي بك الكبير مسجدا بجوار الضريح، أقيمت به ثلاثة أضرحة للسيد البدوي، وتلميذه عبدالعال والشيخ مجاهد إمام المسجد، كما شيد مقصورة نحاسية لضريح السيد البدوي هي الموجودة حتى الآن، وكذلك أنشأ سبيلا في مواجهة المسجد، وكتابا لتعليم الأطفال اليتامى. وأوقف علي بك الكبير أرضا زراعية وعقارات للإنفاق علي المسجد والعلماء والفقراء، وطلاب العلم، وأتباع الطريقة الأحمديه. وتحول المسجد الأحمدي إلي معهد للعلوم الإسلامية خلال القرن الثاني عشر الهجري علي غرار الجامع الأزهر، وكان عدد طلابه أكثر من 2000 طالب، وله شيخ كشيخ الأزهر، وبلغ قمة مجده وازدهاره خلال القرن الرابع عشر الهجري. ويعتبر المسجد الأحمدي تحفة معمارية وقيمة أثرية بهندسته القوية وزخارفه الهندسية والنباتية ومشغولاته الخشبية ولوحاته الخطية المنتشرة علي منبره ومحرابه ونوافذه وأبوابه وجدرانه وقبابه. |
#8
|
|||
|
|||
![]() مسجد الحسين بالقاهرة
![]() أنشىء المشهد الحسينى سنة 549 هجرية الموافق 1154/ 55 ميلادية لينتقل إليه رأس الحسين بن على بن أبى طالب ولم يبق منه الآن غير الباب المعروف بالباب الأخضر الذى يقع شرق الوجهة القبلية للمسجد أما المئذنة المقامة فوق الباب فيستدل من كتابة تاريخية على لوحة مثبتة أسفلها أنها بنيت سنة 634 هجرية الموافق 1237 ميلادية فى أواخر العصر الأيوبى. وهذه لم يبق منها أيضا سوى قاعدتها المربعة التى تحليها زخارف جصية بديعة أما ما يعلوها فقد جدده الأمير عبد الرحمن كتخدا كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح سنة 1175 هجرية الموافق 1761/ 62 ميلادية وقد حليت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب وكسى محرابها والجزء الأسفل من جدرانها بوزرة من الرخام الملون. ولما تولى الخديوى إسماعيل سنة 1279 هجرية الموافق 1863 ميلادية أمر بتجديد المسجد وتوسيعه فبدئ فى العمل سنة 1280 هجرية الموافق 1864 ميلادية وتم سنة 1290 هجرية الموافق 1873 ميلادية فيما عدا المئذنة التى كمل بناؤها سنة 1295هجرية الموافق 1878 ميلادية. ويشتمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه من الخردة الدقيقة التى اتخذت قطعها الصغيرة من القاشانى الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع سنة 1303 هجرية الموافق 1886 ميلادية وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدى إلى حجرة المخلفات التى بنيت سنة 1311 هجرية الموافق 1893 ميلادية حيث أودعت فيها المخلفات النبوية. والمسجد مبنى بالحجر الأحمر على الطراز الغوطى أما منارته التى تقع فى الركن الغربى القبلى فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهى أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهى بمخروط. وللمشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية وباب بالوجهة القبيلة وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء. وكان من أهم ما عثر عليه فى المشهد الحسينى تابوت خشبى جميل وجد مودعا فى حجرة أسفل المقصورة النحاسية وسط القبة يتوصل إليها من فتحتين صغيرتين بالأرضية وأول من شاهده وأشار إليه هو المرحوم السيد محمد الببلاوى شيخ المسجد الحسينى فى كتابه - التاريخ الحسينى- سنة 1321 هجرية الموافق 1903 ميلادية. ولم يكن قد شاهده أو عاينه أحد من علماء الآثار أو المشتغلين بها إلى أن كانت سنة 1939 ميلادية حيث أمر حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام فانتهزت إدارة حفظ الآثار العربية هذه الفرصة للتحقق من وجود هذا التابوت ولما وجدته وعاينته تبين لها أنه تحفة فنية رائعة جديرة بالحفظ والصيانة فرفعته من مكانه وأصلحته ثم نقلته إلى دار الآثار العربية ليعرض بها. ولهذا التابوت ثلاثة جوانب وهو مصنوع من خشب التك المستورد من جزر الهند الشرقية وقد قسمت وجهته وجانباه إلى مستطيلات يحيط بها ويفصلها بعضها عن بعض إطارات محفورة بالخطين الكوفى والنسخ المزخرفين وتجمعت هذه المستطيلات على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات مزدانة بزخارف نباتية دقيقة تنوعت أشكالها وأوضاعها وأحيطت بعض هذه الحشوات بكتابات منها - نصر من الله وفتح قريب - الملك لله -..الخ. وجميع الكتابات المحفورة على أوجه هذا التابوت آيات قرآنية ولا يوجد بينها أى نص يشير إلى تاريخ صنعه أو اسم الآمر بعمله إلا أن روح الزخارف وطرازها وقاعدة الكتابات واجتماع الخطين الكوفى والنسخ ومقارنته بتابوت الإمام الشافعى المصنوع سنة 574 هجرية الموافق 1178 ميلادية كل ذلك يدل على أنه صنع فى العصر الأيوبى والمرجح أن يكون الآمر بعمله هو السلطان صلاح الدين الأيوبى. المصدر: موقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - وزارة الأوقاف |
#9
|
|||
|
|||
![]() جامع الأقمر
لؤلؤة المساجد الفاطمية .. تحفة العمارة الإسلامية انه جامع الأقمر المنتمى للعصر الفاطمى، قام ببناءه الوزير المأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنه 519 هجرية – 1125 م، وسمى بجامع الأقمر بمعنى "المضاء بالقمر"، إشارة إلى جدرانه التى تتلألأ تحت ضوء القمر. ويقال أن المسجد تم بناءه في مكان أحد الأديرة تسمى "بئر العظمة"، إشارة إلى ما تحتويه من عظام بعض شهداء الأقباط، وسمي المسجد بالأقمر نظرًا للون حجارته البيضاء والتى تشبة القمر. ويتميز الجامع ببديع منظره وخاصة زخرفة واجهته التي تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد المصرية المبنية من الحجر، وقد أنشئ على تخطيط مستطيل غير منتظم الأضلاع خارجيا فى حين متماثل من الداخل، ويعتبر أول جامع في القاهرة ذو تصميم هندسى لوجهته و يتكون الجامع من صحن صغير مربع مساحته 10 متر مربع، محاط بأربعة أروقة أكبرها ناحية ايوان قبلة الصلاة، وتعلو الأروقة الأربعة قباب صغيرة، ويقع المدخل الرئيسي للمسجد وسط الواجهة الشمالية المقسمة إلى ثلاثة أجزاء، وعقود الأروقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة. ويعتبر المسجد من المساجد المعلقةكذلك يعتبر أول مسجد بواجهة تضم زخارف هندسية رائعة. حيث تم بناء الواجهة موازية للشارع وليست موازية للصحن، لمراعاة خط تنظيم الطريق ونتج عن هذا الانحراف غرفتان على جانبي المدخل احداهما بها السلم المؤدي للمئذنة، وقد تم استعمال استعمال "المقرنصات"، وتوجد دوائر زخرفية مكتوب فيها "محمد وعلي" وحولها دائرة مكتوب عليها الآية القرآنية "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" والتى دائما ما تكتب على المساجد الفاطمية، وتحمل الواجهة كتابات الكوفية المزخرفة، مكتوب بها اسم الآمر بأحكام الله وإلى جانبه اسم وزيره المأمون وألقابه وتاريخ الإنشاء، وتوجد كتابات خاصة بإسم المأمون وألقابه إضافة إلى تاريخ إنشاء المسجد، ويحاط المسجد بالأيات القرآنية، وثبت أثريا ان واجهة جامع الأقمر عليها رموز خاصة بالشيعة الإسماعلية. |
#10
|
|||
|
|||
![]() جامع السلطان حسن
![]() موقعه وتأسيسه قال تقي الدين المقريزي في المواعظ والاعتبار (3/48): "وهو تجاه قلعة الجبل -قلعة صلاح الدين- فيما بين القلعة وبركة الفيل... وابتدأ السلطان عمارته في سنة 757هـ، وأوسع دوره وعمله في أكبر قالب وأحسن هندام وأضخم شكل، فلا يُعرف في بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحكي هذا الجامع". شيَّد هذا الجامع السلطان الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون، ويعتبر ملك مصر التاسع عشر من *** الترك المماليك، والسابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، تولَّى السلطنة مرتين، كانت أولاهما في رمضان سنة 748هـ، وكان عمره آنذاك 13 سنة؛ وثانيها عام 755هـ بعد أن سجن لمدة ثلاثة أعوام... وكان السلطان حسن ملكًا حازمًا، مَهيبًا، شجاعًا، صاحب حرمة وكلمة نافذة، لم يشرب الخمر، ولم يأتِ بفاحشة ظاهرة، واختلف عن كثير من ملوك وأمراء المماليك، ويصفه "ابن تغري بردي" في كتابه (النجوم الزاهرة): بأنه كان مفرط الذكاء، عاقلاً فيه، رفيقًا بالرعية، متدينًا شهمًا، ولو وجد ناصرًا أو معينًا لكان أجلَّ الملوك. تاريخ عمارة جامع السلطان حسن بُدِئ في عمارة هذا الجامع سنة 757هـ الموافق 1356م حيث استمر العمل فيه دون انقطاع لمدة ثلاث سنوات من غير توقف، وأرصد السلطان لمصروفه في كل يوم 20 ألف درهم ونحو ألف مثقال من الذهب، وقد صرف على القالب الذي بُنِيَ عليه عقد إيوان الجامع الرئيسي 100 ألف درهم، وكان من الطبيعي أن يكون هذا الإنفاق مرهقًا لميزانية الدولة، وهو ما اعترف به السلطان حسن بقوله: "لولا أن يقال: إن ملك مصر عجز عن إتمام بناءٍ بناه، لتركت بناء هذا الجامع". وقد اجتمع على عمارته من المعماريِّين والصنَّاع الكثير، حتى إنه لم يبقَ في القاهرة والفسطاط صانع له تعلُّق بالعمارة إلا واشتغل فيه، ومات السلطان حسن قبل أن يُتِمَّ بناءه، فقام الأمير بشير أغا الجمدار أحد أمرائه بإتمام البناء. وصف مسجد السلطان حسن يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنًا، فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوافرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات، فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة. وتتمثل براعة صناعة الرخام في وزرتي القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين، والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن، ومزارات أعتاب أبوابها، كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في الآيات المنحوتة على جدران القبة. أما باب المسجد النحاسي المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلاً رائعًا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة، وما يُقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر. وقد ازدحمت روائع الفن في هذا المسجد فاشتملت على كل ما فيه، لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية، وقد احتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة، وهي تعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر. والجدير بالذكر أن مكان المسجد كان عبارة عن منطقة فيها مجموعة من القصور والإسطبلات، وكانت من سوق الخيل الذي هو حاليًّا ميدان صلاح الدين، تبلغ مساحة هذه المنشأة العظيمة ما يقارب 8 آلاف متر مربع، وكأنه كان مصرًّا على أن يكون المكان في أعلى مكان في القاهرة وبجوار قلعة صلاح الدين الأيوبي، وكأنه كان يريد أن يوصل رسالة مفادها أن العلم صار له حصن ما يزال مصدرًا للإبهار لكل من زار القلعة. وأما المدرسة، فإنك عندما تدخل إليها تجد فيها طراز الظلة أو الأروقة والطراز الإيواني، وهو عبارة عن قاعة مغلقة من ثلاث جهات ومفتوحة بالكامل على الصحن، حتى يستطيع الأستاذ أن يتحلق حول طلابه ويراهم كلهم على صعيد واحد. وتحتوي المدرسة على أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة الذي يبلغ عمقه حوالي 32.5م وفتحة عقده 19.20م سقف بقبو تكلف بناء قالبه 100 ألف درهم، وقد كُسيَتْ جدران الإيوان بوزرات رخامية، فُقِد حاليًّا معظمها، فيما عدا جدار القبلة مازال محتفظًا برخامه، ويتصدر هذا الإيوان محراب مزخرف بالرخام متعدد الألوان، ويجاور المحراب منبر من الرخام يعتبر تحفة فنية رائعة، إذ إنّ له بابَين من النحاس المفرغ، كما تضمُّ المدرسة إلى جانب إيوان القبلة ثلاثة إيوانات أخرى مغطاة بأقبية، ويتوسط الإيوانات صحن مكشوف مساحته 34060م × 32م، يتوسطه فسقية مُثمَّنة من الرخام معدة للوضوء. ويضم الجامع أربع مدارس فرعية خصصت كل مدرسة لتدريس مذهب من مذاهب الفقه الأربعة، وهي: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، وتضمُّ كل مدرسة مجموعة كبيرة من الحجرات التي كانت معدة لسكن الطلاب والمدرسين المغتربين؛ سواءٌ من خارج مصر أو من الأقاليم المصرية. وكان مخططًا لهذه المدرسة أن تكون بأربع مآذن، وأتمَّ السلطان حسن قبل وفاته بناء المئذنتين الجنوبية والشرقية، وكذلك بُنيتْ المئذنة الثالثة إلا أنها سقطت عام 762هـ وأدت إلى كارثة رهيبة؛ حيث ***ت300 طفل من أيتام المسلمين الذين كانوا يدرسون في كُتَّاب الجامع، ولم ينجُ منهم إلا ستة فقط، وهذا ما جعل السلطان حسن يتغاضى عن إكمال هذه المئذنة، وظل الجامع بمئذنتين هما الموجودتان حاليًّا، وملحق بالجامع قبة ضريحية يتوصل إليها عن طريق مدخلين عن يمين ويسار المحراب الرئيسي بإيوان القبلة، والقبة مربعة الشكل طول ضلعها 21م وارتفاعها إلى قمتها 48م، وقد أعدها السلطان ليدفن فيها، ولكن لما قتـل لم يعثر على جثته، ودفن فيها ابنه المعروف بالشهابي أحمد. |
#11
|
|||
|
|||
![]() التاريخ العلمي لجامع السلطان حسن
أوقف السلطان حسن الجامعَ، وألحق به أربع مدارس لتدريس المذاهب الفقهية، وجعل لكل مذهب منها شيخًا ومائة طالب من كل فرقة 25 متقدمون، وثلاثة معيدون، ورتب لكل شيخ 300 درهم في الشهر، ولكل معيد 100 درهم، ولطلبة كل مذهب أربعة آلاف ومائتين وخمسين درهمًا شهريًّا. وكان يصرف لكل طالب وجبة يومية وكسوة سنوية، وكانت هناك رعاية صحية للطلاب والمدرسين، حيث رتَّب السلطان حسن طبيبًا يباشر معالجة الطلاب والدارسين. والداخل إلى المدرسة الحنفية القديمة في مدرسة السلطان حسن سيقابله الإمام العلامة نور الدين الحنفي الذي كان يُعرف بجامعة المذاهب الفقهية. كما سيرى الداخلُ ميزانَ العدل الذي أسسه قاضي القضاة شرف الدين بن أبي العز الحنفي الأذرعي -نسبة إلى أذرعات، وهي اليوم مدينة "درعا" في الجنوب السوري- المتوفَّى سنة (792هـ) والذي نشأ بدمشق، وتفقه بها على علماء عصره، وبرع في الفقه والأصول والعربية والمعاني والبيان، وتصدَّر للإفتاء والتدريس والإقراء عدة سنين، ونزل القاهرة بعد موت قاضي القضاة صدر الدين محمد بن التركماني الحنفي لِيَلي القضاء بها عوضه، ونزل بمدرسة السلطان حسن ودرس فيها. وإذا دخلت إلى المدرسة المالكية فإنك ستلاحظ زاوية الشيخ العلامة تاج الدين "أبو البقاء الدميري القاهري (805هـ)" من كبار فقهاء المدرسة المالكية بمصر. كما ستتضح أمامك الجهود العظيمة للإمام العلامة اللغوي بدر الدين القرافي (ت 1008هـ) قاضي المالكية في مصر وشيخهم، وهو صاحب المصنفات ومنها: "القول المأنوس بتحرير ما في القاموس"، وغيرها. كما لا يخفى عليك التراث العلمي العظيم الذي تركه الإمام العلامة علي بن خضر بن أحمد العمروسي (1173هـ) من كبار فقهاء مدرسة المالكية في مصر. وأما العلامة بدر الدين الكرخي الشافعي نزيل مصر المتوفى سنة 1007هـ، فكان يحاول أن يجدد كتب المذهب الشافعي في هذه المدرسة، ويقدم عليها شروحًا ليثري المذهب، وهو صاحب الحاشية الشهيرة "مجمع البحرين ومطلع البدرين على تفسير الإمامين الجلالين"، كما تظهر جلية الآثار العلمية للإمام الخطيب تاج الدين الزبيري أبو عبد الله المليجي الشافعي مولده بالقاهرة وسمع من علمائها، وحدَّث بها، ووَلِي نظر الحسبة بالقاهرة وخطب بمدرسة السلطان حسن، وكان خيّرًا صالحًا منقبضًا عن الناس، مات في صفر سنة 796هـ. وللحنابلة وجودهم في مدرسة السلطان حسن، فمن أعلامها المشهورين سواء بمصنفاته أو بجهوده العلمية، العالم الجليل الذي كان يلقب بابن قاضي الجبل وهو أحمد بن الحسن بن عبد الله بن قدامة شيخ الحنابلة في عصره، صاحب كتاب (الفائق) في فروع الفقه، ذهب في آخر حياته إلى دمشق وتولى القضاء فيها حتى وفاته سنة (771هـ). كما نزل في مدرسة الحنابلة بجامع السلطان حسن ودرَّس فيها العلامة محمد بن سالم بن عبد الرحمن المفتي، حيث كان مقيمًا بالشام ثم توجه إلى مصر واستقر فيها حتى وفاته سنة (777هـ). ويذكر أن علماء المدارس الأربعة كانوا يقرءون القرآن من الصباح إلى الظهر في داخل قبة المدرسة، وكان من شروط الشيخ المقرئ أن يكون ملمًّا بالقراءات السبع. وكان تخريج الطلاب في هذه المدارس يتم عن طريق الإجازات، حيث يجلس خمسة أو ستة مشايخ كبار في الحديث وواحد في التفسير وواحد في القراءات وواحد في الفقه من كل مذهب، وكل واحد يلقي مسألة وتبدأ المناظرة بينه وبين الطالب. الدور الخطير ومحاولة الهدم أدى الموقع المتميز لجامع السلطان حسن دورًا خطيرًا في تاريخ مصر، فكان إذا ما حدثت ثورة أو فتنة بين الأمراء والسلطة الحاكمة تكون القلعة هي الشغل الشاغل للثوار في محاولة للسيطرة على مقر الحكم بالقلعة، ومن ثَمّ كان جامع السلطان حسن هو الطريق إلى تحقيق هذه الغاية، فكثيرًا ما اعتلى الثوَّار سطح الجامع ونصبوا مجانيقهم لضرب القلعة وهدمها على مَن فيها مثلما حدث في عصر السلطان برقوق عام 791هـ حين نصّب الثوار المؤيدون لبيت أسرة قلاوون المِكحلة على سطح الجامع، وضربوا القلعة، وأدى ذلك إلى عزل السلطان برقوق؛ ولهذا بادر عند عودته للسلطنة مرةً ثانيةً بهدم السلالم الموصلة لسطح الجامع، وسدّ الباب الرئيسي للجامع، وفتح بدلاً منه شبَّاكًا على ميدان القلعة ليكون بابًا للدخول إلى الجامع. ثم أعاد السلطان الأشرف برسباي ترميم سلالم الجامع، وسمح بالآذان من مآذنه، وأصلح الباب الرئيسي وذلك سنة 825هـ، ولكن عاود الأمراء الثوار سنة 842هـ الهجوم على القلعة مقر الحكم من سطح الجامع، فأمر السلطان جقمق آنذاك بهدم السلالم الموصلة لسطح الجامع. وفي عام 902هـ في عهد الناصر محمد بن قايتباي حوصرت القلعة من جامع السلطان حسن، وضربت من أعلاها وردّت السلطة الحاكمة من القلعة وضُرب الجامع، وتعرض للتخريب، إلا أن الأمير طومان باي أصلح ما حدث من تخريب به. وحاول الأشرف جنبلاط هدم جامع السلطان حسن بالكليّة؛ حتى لا يستخدمه الثوار لضرب القلعة، ولكنه لم يستطع أن ينقب إلا جزءًا يسيرًا منها خلف المحراب، ومن ثَمَّ أوقف الهدم. فلله الحمد والمنة. وبعد هذه الأحداث الجسام التي مرَّت على هذا الجامع على مرّ الأيام إلا أنه لا يزال حتى اليوم من الحصون العلمية المنيعة في أرض الكنانة، كما أنه مقصد من مقاصد السياحة لما يتمتع به من عراقة التاريخ وحسن البناء وفخامة المنظر والهيبة. |
#12
|
|||
|
|||
![]() مسجد الناصر قلاوون
![]() الموقع يقع جامع الناصر محمد بن قلاوون وسط القلعة تقريبا وكان يشغل قديما عندما بني الزاوية الجنوبية الشرقية من الساحة أو الرحبة التى كانت تعرف باسم " الرحبة الحمراء " فى مواجهة باب القلة وكان يقابله الإيوان الناصري الكبير فى الزاوية الشمالية الغربية ، وظل هذا المسجد هو المسجد الجامع للقلعة حتى أقام محمد على باشا جامعه فى مقابلته فى الناحية الغربية ، وقد شيده الملك الناصر محمد بن قلاوون فى سنة 718 هـ / 1318م وكان مكانه جامعا قديما ذكر المؤرخون أنه كان يرجع إلى عهد الملك الكامل بن أيوب ، وقد وصف لنا هذا الجامع المؤرخ المقريزى فى كتابه. نبذة تاريخية هذا الجامع أنشأه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون فى سنة ثمان عشرة وسبعمائة وكان قبل ذلك هناك جامع دون هذا فهدمه السلطان هدم المطبخ والحوائجخاناه والفراشخاناه وعمله جامعا ثم أخربه فى سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وبناه هذا البناء فلما تم بناؤه جلس فيه واستدعي جميع مؤذني القاهرة ومصر وجميع القراء والخطباء وعرضوا بين يديه وسمع تأذينهم وخطابتهم وقراءتهم فاختار منهم عشرين مؤذنا رتبهم فيه وقرر فيه درس فقه وقارئا يقرأ فى المصحف وجعل عليه أوقافا تكفيه وتفيض وصار من بعده الملوك يخرجون أيام الجمع إلى هذا الجامع ويحضر خاصة الأمراء معه من القصر ويجيء باقيهم من باب الجامع فيصلي السلطان عن يين الحراب فى مقصورة خاصة به ويجلس عنده أكابر خاصته ويصلي معه الأمراء خاصتهم وعامهم خارج المقصورة … فإذا انقضت الصلاة دخل إلى قصوره ودور حرمه وتفرق كل أحد إلى مكانه ، وهذا الجامع متسع الأرجاء مرتفع البناء مفروش الأرض بالرخام مبطن السقوف بالذهب وبصدره قبة عالية يليها مقصورة مستورة هى والرواقات بشبابيك الحديد المحكمة الصنعة ويحف بصحنه رواقات من جهاته. التخطيط المعمارى يتكون التخطيط المعمارى لجامع الناصر محمد بن قلاوون من مساحة تخطيطها مربع الشكل لها ثلاثة مداخل الأول منها وهو المدخل الرئيسى ويقع بالناحية الشمالية الغربية ويوجد فوقه لوحة تأسيسية من الرخام باسم الناصر محمد بن قلاوون مؤرخة بتاريخ البناء الأول وهو سنة 718 هـ / 1318م . أما الباب الثانى فيقع فى الجدار الجنوبي الغربى وكان يتوصل منه إلى قصور الحريم السلطانية وهو مسدود حاليا ، أما الباب الثالث فيقع بالناحية الشمالية الشرقية ويواجه باب القلة الذى يفصل بين سوري القلعة الشمالى والجنوبي ، وواجهات الجامع خالية من أى زخارف على غير عادة هذا العصر ويعلوها شرافات ، والجامع من الجوامع المعلقة إذا كان يوجد تحته طابقا أخر سد حاليا . أما تخطيطه من الداخل فإنه على غرار الجوامع الأولى المبكرة إذ يتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يقع أمام محرابه قبة مجاز محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة وفوقه قبة مغطاة من الخارج ببلاطات من القاشاني الأخضر ، ويمتز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التى تحمل السقف وهى أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء وتحمل هذه الأعمدة عقود من الحجر المشهر أى باللونين الأحمر والأبيض ، وبدائر الجامع من أعلى فتحات نوافذ كانت مغشاة بأحجبة جصية رائعة الجمال كما امتاز هذا الجامع بأن جدرانه كانت مزخرفة بالفسيفساء الرخامية الملونة ولا تزال بعضا من أثار هذه الفسيفساء نراها بكل من الجدارين الشمالي الشرقى والجنوبي الغربي أما جدرانه من أسفل فكانت مكسوة بوزرات رخامية مطعمة بالصدف ، وكانت أرضيته مفروشة بقطع الرخام الصغيرة التى كان يطلق عليها الرخام الخردة الملون والتى تشبه الفسيفساء ، كما أن للجامع منبر من الرخام الملون . ويمتاز هذا الجامع بمئذنتيه الفريدتين بالنسبة لباقي مآذن القاهرة والتى تقع أولاهما إلى اليسار من المدخل الرئيسي وهى مئذنة ذات بدن أسطواني الشكل غشيت قمتها ببلاطات من القاشاني عيها عبارة " لا إله إلا الله هو الحي القيوم " بكتابة بيضاء على أرضية زرقاء ، بينما تقع الثانية فى الزاوية الجنوبية الشرقية ، ويعتبر البعض هاتان المئذنتان الغريبتان والفريدتان فى مظهرهما والمختلفتان فيما بينهما شكلا وزخرفا من آثار التأثير الإلخاني أو المغولي الإيراني نتيجة للمعمار التبريزي الذى تخبرنا المصادر أنه حضر إلى القاهرة مع سفارة مملوكية عادت من عند الإلخان أبى سعيد سنة 735 هـ / 1335م وهو تاريخ التجديد الثاني للجامع . |
#13
|
|||
|
|||
![]() مسجد السلطان برقوق ![]() يقع مسجد السلطان برقوق بشارع المعز لدين الله بين المدرسة الكاملية ومسجد الناصر محمد أنشاه السلطان الـظاهر أبو سعيد برقوق أول من ولي حكم مصر من المماليك الجراكسة سنة 786 ـ 788 هجرية الموافق 1384ـ 1386م، وكان في الأصل مملوكا للأمير يلبغا فأعتقه، وعلا شأنه في مناصب الدولة الي ان وصل للملك في عام 784 هجرية الموافق 1382م.
وكان يوجد مكان هذا المسجد "خان للزكاة" وأمر السلطان برقوق بهدمه لبناء المسجد والمدرسة، مهندس هذا المسجد معروف بخلاف الكثير من المسجد الاخري ويدعي شهاب الدين احمد بن الطولوني وقد عني بشكل كبير بتخطيط المسجد وتنسيقه وزخرفته. واجهة المسجد مقسمة الي صفوف تنتهي بمقرنصات بداخلها صفان من النوافذ، الصف العلوي عبارة عن شبابيك صنعت من الخشب المفرغ بدلا من الجص المفرغ وهي من الأمثلة القليلة جدا التي نشاهدها في المساجد المملوكية، وتتوج الواجهة شرفات مورقة ويسير بكامل طولها طراز مكتوب به حفر في الحجر اسم الملك برقوق وتاريخ انتهاء الانشاء سنة 788 هجرية وتنتهي الواجهة من الناحية القبلية بالمدخل الشاهق بمقرنصاته الجميلة وبتلابيس الرخام التي تحلي صدره. تقع مئذنة المسجد في الجانب البحري من الواجهة وتجاورها القبة وهي بسيطة محلاة بثلاثة صفوف من المقرنص من أسفل، أما المئذنة فهي ضخمة مكونة من ثلاث طبقات مثمنة ومتناسبة الابعاد طعمت دورتها الوسطي بقطع متماثلة من الرخام. اما عن أبواب المسجد فقد كسي مصراعي الباب الخارجي بصفائح من النحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة مثل أبواب مسجد السلطان حسن وقلاوون وغيرهما، بينما لجأ المهندس في الأبواب الداخلية الي تصميم اخر شاع استعماله في المساجد فيما بعد، فكسا المصراعين بـ"سرة" في الوسط من النحاس المفرغ بأشكال زخرفية تحيط بها أربعة أركان من النحاس المفرغ أيضا بأعلاها وأسفلها إزاران نحاسيان مكتوب عليهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء. المسجد من الداخل مكون من صحن مكشوف تحيط به اربعة اروقة وتم تقسيم رواق القبلة الي ثلاثة اقسام، القسم الأوسط مغطي بسقف مستو حلي بنقوش مذهبة جميلة ومفصول عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة وجدران الرواق مكسوة بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف، وفرشت أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة. والمنبر الأصلي للمسجد اختفي وحل محله المنبر الحالي الذي أمر بعمله السلطان أبو سعيد في منتصف القرن التاسع الهجري والموافق لمنتصف القرن الخامس عشر الميلادي. والأروقة الثلاثة الأخري تغطيها قبوات معقودة أكبرها الغربي المقابل لرواق القبلة بني من الحجر الأحمر والأبيض علي شكل زخرفي جميل وتكتنف هذه الأروقة أبواب متقابلة يؤدي الأول الي طرقة تصل الي ردهة المدخل العمومي للمسجد ويؤدي الثاني المقابل له الي القبة. وتنتهي واجهات الأروقة المشرفة علي الصحن من أعلي بطراز مكتوب لآيات قرآنية وفي نهايتها تاريخ الانتهاء من بناء المسجد في 788 هجرية وتتوجها شرفات مورقة، وتتوسط الصحن "فسقية" تعلوها قبة محمولة علي أعمدة رخامية مكتوب عليها انها جددت سنة 1310 هجرية الموافق 1892م، وأرضية الصحن مفروشة برخام أبيض تتخلله دوائر وأشرطة من الرخام الأسود. وأبدع المهندس في زخرفة الضريح فكسا جدرانه بوزرة من الرخام الملون يتوسط الجانب الشرقي منها محراب من الرخام الملون، ويعلوها إزار مكتوب عليه بالذهب اسم برقوق وألقابه والتاريخ، بالغ في تجميل القبة التي تغطي الضريح بالمقرنصات في أركانها ونقوش رائعْة وفتحت برقبتها شبابيك من الجص المفرغ المحلي بالزجاج الملون أحاطها بنقوش مذهبة، ويضم غرفتين الاولي دفن فيها جثمان السلطان برقوق وولده السلطان الناصر فرج بن برقوق، والغرفة الثانية تضم رفات ثلاث نساء من أسرة الظاهر برقوق. |
#14
|
|||
|
|||
![]() مسجد السلطان أيوب في اسطنبول ![]() كان جامع أبي أيوب الأنصاري أول جامع بني في إستانبول ، بأمر من السلطان محمد الفاتح . واسم هذا الصحابي الجليل، هو “خالد بن زيد”، وكنيته “أبو أيوب الأنصاري“. وقد اشتهر بأنه حامل علم الرسول الكريم ـ صل الله عليه وسلم ـوهو الذي استضاف الرسول صل الله عليه وسلم في المدينة عندما هاجر إليها من مكة. وعرف أبي أيوب الأنصاري الصحابي بين الأتراك باسم أيوب سلطان ، وهم يكنون له احتراما شديدًا، ويقولون إنهم يرون من واجبهم إكرامه في أرضهم كما أكرم هو النبي عندما حل عليه ضيفا في بيته. ولقد اشترك أبو أيوب الأنصاري الذي عمر كثيراً، في حصار “إستانبول”، الذي جرى في عهد الأمويين، في عام 48-49هـ/668-669م. إلا أن هناك اختلافات كبيرة، بين المصادر، العربية والتركية، في هذه المسألة؛ فيرى بعض المؤلفين العرب، مثل “ابن سعد”، و”ابن قتيبة”، و”ابن الأثير”، و”الطبري”، و”المسعودي” أن “أبا أيوب”، قد توفي في الطريق إلى “إستانبول”؛ وأنه بناءً على وصيته، دفن بالقرب من أسوار “إستانبول”. أما المصادر التركية، فترى أنه قام بدور كبير في الحصار. يضاف، إلى ذلك، أن الرواية التركية، تشير إلى أنه استشهد بسهم، أصيب به من البيزنطيين في الوقت، الذي تفيد فيه الرواية العربية، أنه توفي بأجله. وعلى الرغم من ذلك، فإن الروايات الواردة في المصادر التركية، تنقسم، من حيث التفريعات، إلى عدة أقسام. وقد أعاد النظر في هذه الروايات التركية، العالم الألماني، الذي توفي في نهايات القرن السادس عشر الميلادي، “لونكلاو”، في كتابه “تاريخ المسلمين الأتراك”. كما أن “موردتمان” و”ماريوس كانارد” أيضاً، قد أجريا تحقيقات في هذه المسألة. وبموجب إحدى هذه الروايات، فقد أصيب أبو أيوب بسهم في رأسه، في أثناء الحصار وأنه وصى بأن يدفن، من دون أن يشعر به البيزنطيون. وتفيد رواية أخرى أنه تعاهد مع المحاصَرين، ودخل إلى “آيا صوفيا وأنه بعد أن صلى في هذه الكنيسة، وخرج منها، تعرض لهجوم بالأحجار والسهام، من لدن الروم، الذين خانوه، حيث استشهد. والنقطة المشتركة، بين الروايات، التركية والعربية، هي دفن هذا الصحابي الجليل في “إستانبول”. أما مسألة اكتشاف قبره، في عهد السلطان “محمد الفاتح”، فإنها قد اختلطت بالعديد من الأساطير؛ وتشترك كل تلك الأساطير في نقطة واحدة. وسر كل الاكتشاف، يكمن في كرامة البطل المعنوي لفتح “إستانبول”، “آق شمس الدين”. ومع ذلك، فإن بعض المصادر، مثل “حدائق الجوامع”، قد أكدت الأدلة التاريخية لسر هذا الاكتشاف؛ حيث إن المكان، الذي أشار إليه هذا العالم الجليل، لما حفر بمقدار ذراعين، وجد شاهد قبر، كتبت عليه عبارة صغيرة “هذا قبر أبي أيوب”. وبناءً على هذا التوضيح، فإن قبر “أبي أيوب”، قد اكتشف مع فتح “إستانبول”، في عام 857هـ/1453م، بعد أن بقي في باطن الأرض مدة 784 سنة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه، بموجب آراء المؤلفين العرب، مثل: “الطبري”، و”ابن سعد”، و”ابن قتيبة”، فإن قبر “أبي أيوب”، قد قدس من لدن البيزنطيين أيضاً؛ بل إن البيزنطيين قد اعتادوا التردد إلى هذا المكان، للقيام بأداء دعاء المطر. إلا أنه لم يوجد أي قيد في المصادر البيزنطية، حول هذه المسألة. ولكن الحقيقة ان قبره كان معروفا قبل ذلك بزمن طويل فذكره الرحالة الهروى أبوالحسن على بن ابى بكر الذى زار القسطنطنية فى القرن الثانى عشر الميلادى فى كتابه “ الاشارات الى معرفة الزيارات. وكثير من الأتراك يزور قبر الصحابي أبي أيوب الأنصاري للتبرك به في طلب الرزق أو الولد أو الزوج أو الشفاء من مرض خاصة من قبل الطبقات الشعبية الفقيرة و الجاهلة، مما حدا بالقائمين على رعاية هذه الأماكن إلى كتابة لافتة كبيرة على أبواب الجامع تحذر من البدع والوقوع في الشرك، وتوضح للناس أن صاحب هذا المقام بريء مما يفعلون. |
#15
|
|||
|
|||
![]() مسجد إبراهيم الدسوقي
![]() مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي أو المسجد الإبراهيمي، بمدينة دسوق في مصر، هو مسجد بناه إبراهيم الدسوقي وهو أحد المزارات الصوفية الكبيرة في العالم الإسلامي حيث يقصده الالاف من الزوار من جميع أنحاء مصر والدول العربية والإسلامية والأوربية. في حياة إبراهيم الدسوقي جاء الأشرف خليل بن قلاوون سلطان مصر في ذلك الوقت لزيارته بعد أن سمع عنه، فأمر ببناء زاوية صغيرة بجانب الخلوة وبعد أن مات دفن إبراهيم الدسوقي بخلوته الملاصقة للمسجد. في عهد السلطان قايتباي أمر بتوسعة المسجد وبناء ضريح لمقام إبراهيم الدسوقي في سنة. وفي 1880 امر الخديوي توفيق ببناء مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وتوسعة الضريح وبني المسجد علي مساحة 3000 م2. وفي سنة 1969 - في عهد الرئيس جمال عبد الناصر - قامت الدولة بتوسعة المسجد علي مساحة 6400 م2 وبه 11 باب وصالون لكبار الزوار ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبري في الفقه الحديث والادب وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتي البلاد في مصر كما تم بناء جناح خاص للسيدات من طابقين علي مساحة 600 م2. يُقام بمدينة دسوق احتفال سنوي بمولد إبراهيم الدسوقي في شهر أكتوبر يستمر لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة، ويحتفل بالذكرى 77 طريقة صوفية من مختلف أنحاء العالم، حيث يزور المدينة في هذا الوقت من العام أكثر من مليون زائر من مختلف محافظات مصر وبعض دول العالم، ويُعد من أكبر احتفالات الموالد في مصر. فمن مظاهر الاحتفال، أن يمتطي خليفة المقام الإبراهيمي حصاناً، ويُزف به في معظم شوارع دسوق بعد صلاة العصر في اليوم الختامي للاحتفال. |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|