اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2014, 06:41 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حكم الحج وشروط وجوبه









فريضة الحج من أفضل العبادات وأجل القربات ، شرعها سبحانه إتمامًا لدينه ، وشرع معها العمرة، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم إلى جانب فريضة الحج، في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة:196) .
وسنعرض لحكم الحج في دين الإسلام وشروط وجوبه.
حكم الحج والعمرة
دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة فأما الكتاب فقوله سبحانه {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } (آل عمران:97) .
وأما السنة فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها حديث ابن عمر رضي الله عنه : ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) متفق عليه.
ونقل الإجماع على الوجوب ابن المنذر و ابن قدامة وغيرهم .
وأما العمرة فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكمها، فمن قائل بأنها واجبة على من يجب عليه الحج لعدد من الأدلة منها حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " قلت يا رسول الله: على النساء جهاد؟ قال: ( نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ) رواه أحمد .
ومن قائل بأنها ليست واجبة لقوله عليه الصلاة والسلام وقد سئل عن العمرة أواجبة هي؟ فقال:( لا ، وأن تعتمروا فهو أفضل ) رواه الترمذي وغيره وقد تنازعوا في صحته .


كما وقع الخلاف أيضاً بينهم في وجوب الحج على المستطيع فوراً أم على التراخي، والأكثر على أنه يجب على الفور فلا يجوز للعبد تأخيره إذا كان مستطيعًا لأمر الله تعالى به في قوله : {وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة 196) ، وقوله: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } ( آل عمران 97) ، والأصل في الأوامر أن يلتزم بها المكلف فوراً .
شروط وجوب الحج
لا يكون الحج واجبًا على المكلف إلا إذا توافرت فيه شروط معينه ، وتُسمى هذه الشروط "شروط الوجوب" فإذا توفرت هذه الشروط كان الحج واجبًا على المكلف، وإلا فلا يجب عليه، وهذه الشروط هي :
الإسلام
فغير المسلم لا يجب عليه الحج، ولو أتى به لم يصح منه لقوله تعالى : {وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله } (التوبة 54) ، فالإسلام شرط لصحة كل عبادة ، وشرط لوجوبها .
التكليف
وهو أن يكون المسلم بالغًا عاقلاً، فالصغير لا يجب عليه الحج لأنه غير مكلف ، لكن لو حج صح منه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمرأة التي رفعت إليه صبيًا ، وقالت: ألهذا حج ؟، قال : ( نعم، ولكِ أجر ) رواه مسلم ، لكن لا يجزئه ذلك عن حجة الإسلام ، فيلزمه أن يحج مرة أخرى بعد بلوغه ؛ أما المجنون فلا يجب عليه الحج ولا يصح منه ، لأن الحج لا بد فيه من نية وقصد ، ولا يمكن وجود ذلك من المجنون .
الحرية
فلا يجب الحج على العبد المملوك لأنه غير مستطيع ، لكن لو حج صح منه ، ويلزمه أن يحج حجة الإسلام بعد حريته .
الاستطاعة
والاستطاعة تكون في المال والبدن ، بأن يكونَ عنده مال يتمكن به من الحج ، ويكون أيضاً صحيح البدن غير عاجز عن أداء المناسك ، فإن كان المكلف غير قادرٍ لا ببدنه ولا بماله ففي هذه الحال لا يجب الحج عليه ، لعدم تحقق شرط الاستطاعة .
وإن كان قادرًا بماله غير قادر ببدنه فيلزمه أن ينيب من يحج عنه لحديث الخثعمية التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ ، قال : (نعم) رواه البخاري .
ولا يلزم المكلف الاستدانة لأجل الحج ، كما لا يلزمه الحج ببذل غيره له ولا يصير مستطيعاً بذلك .
والقدرة المالية المعتبرة لوجوب الحج، هي ما يكفيه في ذهابه ، وإقامته ، ورجوعه ، وأن يكون ذلك فاضلاً عما يحتاج إليه لقضاء ديونه ، والنفقات الواجبة عليه ، وفاضلاً عن الحوائج الأصلية التي يحتاجها من مطعم ومشرب وملبس ومسكن وما إليه ، فمن كان في ذمته دين حالٌّ لشخص ، فلا يلزمه الحج إلا بعد وفاء ما في ذمته .
وإن احتاج للنكاح وخاف على نفسه المشقة أو الوقوع في الحرام ، فله أن يقدم الزواج على الحج ، وإن لم يخف على نفسه قدَّم الحج .
وجود المحرم للمرأة
ومن الاستطاعة أن يكون للمرأة محرم يسافر معها ، فمن لم تجد المحرم فالحج غير واجب عليها، وذلك لمنع الشرع لها من السفر من غير محرم ففي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم- : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ) متفق عليه ، والمحرم زوج المرأة ، وكل ذكر تحرم عليه تحريماً مؤبداً بقرابة أو رضاع أو مصاهرة .هذا ما يتعلق بحكم الحج والعمرة ، وشروط وجوبهما ، وهناك أحكام تتعلق بمسائل الحج الأخرى ، يمكن الرجوع إليها في ثنايا المحور .

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-09-2014, 06:44 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

شروط وجوب الحج والعمرة
يجب الحج والعمرة بخمسة شروط :
الشرط الأول : الإسلام
لقوله تعالى : إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ولأنه لا يصح منهم ذلك , ومحال أن يجب ما لا يصح , ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه .
الشرط الثاني : العقل
فلا حج ولا عمرة على مجنون كسائر العبادات إلا أن يفيق ; لقوله صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم .
الشرط الثالث : البلوغ
فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم ; للحديث السابق , ولكن لو حج الصبي صح حجه ولا يجزئه عن حجة الإسلام , لحديث ابن عباس أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت ألهذا حج ؟ قال نعم ولك أجر ولقوله صلى الله عليه وسلم : أيما صبي حج ثم بلغ فعليه حجة أخرى وأيما عبد حج ثم عتق فعليه حجة أخرى .
الشرط الرابع : كمال الحرية
فلا يجب الحج على المملوك , ولكنه لو حج فحجه صحيح ولا يجزئه عن حجة الإسلام لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق .
الشرط الخامس : الاستطاعة
فالحج إنما يجب على من استطاع إليه سبيلا بنص القرآن والسنة المستفيضة , وإجماع المسلمين ولكن لو حج غير المستطيع كان حجه مجزئا .
وشرط خاص بالمرأة : وهو وجود المحرم :
لقوله صلى الله عليه وسلم :لا يخلون رجل بامرأة إلا معها ذو محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال انطلق فحج مع امرأتك .
فمن كملت له الشروط وجب عليه أن يحج على الفور ولم يجز له تأخيره ; لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له فأمر بالتعجيل والأمر يقتضي الإيجاب , ولهذا ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج , فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين وفي رواية أنه قال : ليمت يهوديا أو نصرانيا - يقولها ثلاث مرات - رجل مات ولم يحج , ووجد لذلك سعة , وخليت سبيله فإذا وجدت هذه الشروط في شخص فقد وجب عليه الحج .
* فإن كان قادرا على الحج بنفسه وجب عليه أن يحج .
* وإن كان عاجزا عن الحج بنفسه فعلى نوعين :
1- إن كان يرجو زوال عجزه وبرءه كالمريض الذي مرضه طارئ ويرجو الشفاء , فإنه يؤخر الحج حتى يستطيع الحج بنفسه فإن مات قبل ذلك حج عنه من تركته ولا يأثم .
2- وإن كان الذي وجب عليه الحج عاجزا عجزا مستمرا لا يرجو زواله ولا يرجو برءه : كالكبير , والمريض المقعد الميئوس منه , ومن لا يستطيع الركوب , فإنه يوكل من يحج عنه ويعتمر .
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-10-2014, 01:00 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي



__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-10-2014, 04:37 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

كما ذكرنا من قبل نعود لموضوع الصلاة
هل تجوز الصلاة في غير اتجاه القبلة للمريض الموجود في المستشفى؟


الجواب

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

بارك الله تعالى فيك: وجوب استقبال القبلة للصلاة مقيد بالقدرة، فالمريض الذي لا يستطيع التوجه إلى القبلة بنفسه أو بواسطة غيره، يسقط عنه وجوب استقبال القبلة، ويتوجه للجهة التي يستطيع التوجه إليها؛ قال العلامة الدسوقي رحمه الله تعالى: (....وأما مريض أو مربوط أو نحوهما لا يقدر على التحول وليس ثم من يحوله إلى جهتها وهو يعلم الجهة قطعاً؛ فهذا يصلي لغير جهتها لعجزه)، والله تعالى أعلم.
<LI class=fatawa>والخلاصة


وجوب استقبال القبلة للصلاة مقيد بالقدرة، فالمريض الذي لا يستطيع التوجه إلى القبلة بنفسه أو بواسطة غيره، يسقط عنه وجوب استقبال القبلة، ويتوجه للجهة التي يستطيع التوجه إليها. والله تعالى أعلم.



__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-10-2014, 10:45 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

هل يمكن أن أصلي وأنا جالسة لقضاء ما فاتني؛ لأنني أريد أن أصلي عدد ركعات كثيرة في اليوم الواحد لكي أقضي ما فاتني بسرعة؟


نص الجواب

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فبارك الله فيك أختي السائلة المقبلة على طاعة الله تعالى، واعلمي أنه لا يجوز لك صلاة الفريضة وأنت جالسة سواء كانت قضاءً أو أداءً؛ لقوله تعالى: {وقوموا لله قانتين} [البقرة:238]، إلا إذا كان لديك عذر يمنعك من الصلاة وأنت قائمة، كأن كنت عاجزة عن القيام بسبب مرض فعند ذلك لا حرج عليك أن تصلي على الحالة التي تستطيعين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: "صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب" رواه البخاري، وزاد النسائي: "فإن لم تستطع فمستلقياً".
وبناءً عليه: فلا يجوز لك صلاة القضاء وأنت جالسة مادمت تقدرين على القيام، والله تعالى أعلم.



  • والخلاصة
  • لا يجوز لك صلاة الفريضة وأنت جالسة، سواء كانت قضاءً أو أداءً إلا إذا عجزت عن القيام، والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-10-2014, 10:48 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

كيف تصلى صلاة الشفع والوتر؟ هل تصلى ثلاث بتسليمة واحدة؟ أم ركعتا الشفع ومن ثم التسليم وبعد ذلك ركعة الوتر؟


نص الجواب


الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

بارك الله فيك أخي السائل، ويندب الفصل بين الشفع والوتر بسلام، فتصلي الشفع ركعتين، ثم تصلي ركعة الوتر منفردة، ويندب أن تقرأ في ركعتي الشفع مع الفاتحة بسبح اسم ربك الأعلى في الركعة الأولى، وقل يأيها الكافرون في الركعة الثانية وتسلم، ثم تقوم وتصلي ركعة الوتر ويستحب أن تقرأ فيها مع الفاتحة بسور الإخلاص والمعوذتين، قال العلامة النفراوي في الفواكه الدواني: (وأقل الشفع ركعتان ويستحب أن يقرأ في الأولى بأم القرآن وسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بأم القرآن وقل يا أيها الكافرون، ويتشهد ويسلم ثم يصلي الوتر ركعة يقرأ فيها بأم القرآن وقل هو الله أحد والمعوذتين، وإن زاد من الإشفاع جعل آخر ذلك الوتر)، والله تعالى أعلم.



  • والخلاصة



  • يندب الفصل بين الشفع والوتر بسلام، فتلصي الشفع ركعيتن وتسلم، ثم تقوم وتصلي ركعة الوتر، والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21-10-2014, 10:52 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ما حكم نسيان سورة الفاتحة أو السورة التي تليها أو التحيات أو ركعة كاملة من الصلاة؟


نص الجواب


الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فبارك الله فيك أختي السائلة، واعلمي أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في حق المنفرد والإمام؛ لما رواه البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، فلا بد من الإتيان بها، فإذا نسيها الإمام أو المنفرد في ركعة ولم يتذكرها حتى ركع فليتمادَ في صلاته ويسجد للسهو قبل السلام ويعيد صلاته احتياطاً، قال العلامة الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (ظاهر المذهب أنه إذا ترك الفاتحة كلاً أو بعضاً سهواً من الأقل كركعة من الرباعية أو الثلاثية فإنَّه يسجد قبل السلام ثم يعيد تلك الصلاة احتياطاً).

وأما المأموم فلا تجب عليه قراءتها وإنما تستحب له فيما يسر فيه الإمام، وإذا لم يقرأها فلا شيء عليه، قال العلامة خليل في مختصره: (وإنصات مقتد ولو سكت إمامه، وندبت إن أسر).
قال العلامة الخرشي في شرحه: (وندبت القراءة من الفاتحة أو السورة في محلها المفهومة من قوله وإنصات مقتد إن أسر الإمام).
وأما السورة التي تقرأ مع الفاتحة في الركعتين الأوليين من صلاة الفريضة فهي سنة مؤكدة في حق الإمام والمنفرد، فإن نسيها أحدهما حتى ركع تمادى في صلاته وسجد للسهو قبل السلام، قال العلامة الخرشي في شرحه لمختصر خليل: (من ترك الجهر .. أو ترك السورة في صلاة الفرض ولم يذكر ما ترك حتى انحنى .. فإنه يسجد فيما ذكر قبل السلام)، ولا شيء على المأموم في تركها.
وأما نسيان التشهد فإنه يسجد له قبل السلام سواء نسي التشهد والجلوس له أو جلس ونسي لفظ التشهد فقط، قال العلامة الحطاب: (من نسي التشهدين أو أحدهما وكان قد جلس له سجد له قبل السلام على المشهور).

وإن نسي التشهد الأخير حتى سلم، فإنه يسجد للسهو إن تذكر بالقرب وإلا فلا شيء عليه، قال العلامة الحطاب: (وإن نسي التشهد الأخير وقد جلس وسلم فإن كان بالقرب تشهد وسلم وسجد بعد السلام وإن تطاول فلا شيء عليه)، ولا شيء على المأموم في ترك ذلك.

وأما من نسي ركعة من صلاته فإن تذكرها أثناء صلاته جاء بها قبل التسليم وسجد للسهو، وإن تذكرها بعد التسليم بالقرب ولم يكن خرج من المسجد كَبَّرَ وأتى بالركعة التي نَسِيَها وسجد للسهو وإلا بطلت الصلاة ولزمته إعادتها، قال العلامة محمد عليش في شرحه لمختصر الشيخ خليل: (وبطلت بترك ركن سهوا وطال الزمن)، والله تعالى أعلم.



  • والخلاصة



  • إذا نسي الإمام أو المنفرد قراءة سورة الفاتحة في ركعة ولم يتذكرها حتى ركع فليتمادَ في صلاته ويسجد للسهو قبل السلام ويعيد صلاته احتياطا، وأما المأموم فلا تجب عليه قراءتها، وأما السورة التي تقرأ مع الفاتحة فإن تذكرها قبل الانحناء للركوع قرأها وإلا تمادى في صلاته وسجد للسهو قبل السلام، والله تعالى أعلم.

__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21-10-2014, 10:55 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ما هو القول الفصل فى جواز أو وجوب القصر في الصلاة للمسافر؟ وما يجب عليه منذ إعداده لمستلزمات السفر وهو مازال فى مسكنه وحتى عودته إليه مرة أخرى؟


نص الجواب

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فبارك الله فيك أخي السائل، واعلم أنه يسن القصر ويرخص في الجمع للمسافر إذا تحققت له شروط الجمع، والتي هي مبينة في الفتوى المرفقة، ولقصر الصلاة شروط منها: أن يكون الشخص مسافراً سفراً يبلغ ذهاباً مسافة القصر، وهي أربعة بُرُد، وتقدر بثلاثة وثمانين كيلو متر تقريباً. وأن يكون سفره لطاعة أو أمر مباح. ويبتدئ القصر بعد شروعه في السفر ومفارقته جميع بيوت القرية أو المدينة التي يسافر منها، وينتهي قصر الصلاة بوصول الشخص إلى وطنه أو دخوله مكان إقامة زوجته أو نيته الإقامة لمدة أربعة أيام كاملة غير محسوب منها يوم دخوله ولا يوم خروجه من المكان الذي نوى فيه الإقامة.
والذي يقصر من الصلاة الصلوات الرباعية فقط، الظهر والعصر والعشاء؛ قال الشيخ خليل رحمه الله: (سن لمسافر غير عاص به ولاه، أربعة برد ولو ببحر، ذهابا قصدت دفعة. إن عدى البلدي البساتين المسكونة. وتؤولت أيضاً على مجاوزة ثلاثة أميال بقرية الجمعة، والعمودي حلته، وانفصل غيرهما قصر رباعية).
وأما مستلزمات السفر: فإنها ترجع لكل مسافر حسب حاجته ووجتهه، لكن هناك أمور يشترك فيها الجميع، وهي: أنه على المسافر أن يحدد الهدف من سفره، وأن يأخذ بكل الأسباب التي تحفظ له أمنه وتحقق له أهدافه، وعليه أن يتفقه في أحكام صلاة المسافر كما في الفتوى المرفقة، وكذا عليه فور وصوله وجهته أن يعرف جهة القبلة لأداء الصلاة، وألا يضيع صلاته أبداً، بالإضافة إلى الالتزام بالأحكام الشرعية والآداب الإسلاميه، ومراقبة الله تعالى في كل أحواله، وعليه أن ينتبه دائماً إلى أنه سفير يمثل دينه وبلده وبالتالي فليحرص على الأخلاق الحسنة حيثما كان، وإذا قضى مهمته فليعجل العودة إلى بلده، كما أنه يستحب له توديع الأهل، وأن يدعو بدعاء السفر عند الانطلاق، وقد ورد بروايات عديدة منها ما في كتاب الدعاء للطبراني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال: "باسم الله"، وإذا استوى على الدابة قال: "الحمد لله"، ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} [الزخرف: 14] وكبر ثلاثاً وهلل ثلاثاً، كما أنًَّ على المسافر التفاعل مع الإرشادات التي تطلقها وزارة الداخلية قبل سفره لتأمين مسكنه من خلال تسجيله في خدمة:"أمن منزلك قبل سفرك"، وعند وصوله إلى المكان الذي سافر إليه أن يسجل في الخدمة التي أطلقتها وزارة الخارجية "تواجدي" وذلك حفاظاً على صحته وممتلكاته، راجين للجميع سفراً سعيداً موفقاً، وأن يعيدهم سالمين غانمين، و الله تعالى أعلم.



  • والخلاصة



  • يسن القصر للمسافر إذا كانت مسافة سفره تزيد على 83 كم، وأما مستلزمات السفر فإنها ترجع لكل مسافر حسب حاجته ووجتهه، والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22-10-2014, 11:31 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إذا خرجت المرأة من منزلها وهي جنب، مع العلم أنها ناسية وأتمت صلاتها كاملة، وبعد ذلك تذكرت أنها على جنابة، ما الحكم في ذلك؟


نص الجواب

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فبارك الله بك أختي السائلة، واعلمي أن الواجب على تلك المرأة هو الغسل وإعادة الصلوات التي صلتها أثناء الجنابة، إذ لا تصح صلاة الجنب حتى يغتسل من الجنابة؛ وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} [النساء:43]، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور"، رواه مسلم، لذا قال الشيخ الدردير رحمه الله في الشرح الكبير: (وتمنع الجنابة موانع.. الحدث (الأصغر) وهي الثلاثة المتقدمة في قوله ومنع حدث صلاة وطوافاً ومس مصحف).
لكن لا إثم عليها لأنها ناسية حال الصلاة، وليست متعمدة، لما جاء في سنن ابن ماجه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، والله تعالى أعلم.



  • والخلاصة



  • الواجب عليها هو الغسل وإعادة الصلوات التي صلتها أثناء الجنابة، والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23-10-2014, 04:53 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

هل يجوز أن أنظر إلى قدميَّ أثناء الصلاة لأتأكد مما إذا كنت واقفاً بصورة مستقيمة؟


نص الجواب


الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

بارك الله بك أخي السائل، واعلم أن النظر إلى القدمين أو إلى موضع السجود أثناء الصلاة مكروه وذلك لأنه يؤدي إلى الانحناء إلا إذا كان ذلك لحاجة كالتأكد من تسوية الصف فعندها يجوز الانحناء بمقدار الحاجة ثم يترك ذلك، ولا يلازم النظر إلى القدمين، لأن الأفضل للمصلي أن يكون نظره أمامه إلى جهة القبلة، قال العلامة محمد عليش في منح الجليل: (ويجعل بصره أمامه وكره وضعه موضع سجوده لتأديته لانحنائه برأسه)، وقد استُدل على ذلك بقوله تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} (سورة البقرة الآية: 144)، قال العلامة القرطبي في تفسيره: (في هذه الآية حجة واضحة لما ذهب إليه مالك ومن وافقه في أن المصلي حكمه أن ينظر أمامه لا إلى موضع سجوده).
لذا ترجم البخاري في صحيحه فقال: (باب رفع البصر إلى الأمام في الصلاة) واستدل بأحاديث منها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رقي المنبر فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ثم قال لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبلة هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر ثلاثا). ففي رؤيته صلى الله عليه وسلم الجنة والنار ممثلتين في قبلة الجدار دليل على أنه كان ينظر أمامه، وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: (في أحاديث هذا الباب كلها مسندها ومقطوعها دليل على أن نظر المصلي من السنة فيه أن يكون أمامه وهو المعروف الذي لا تكلف فيه ولذلك قال مالك يكون نظر المصلي أمام قبلته)، والله تعالى أعلم.



  • والخلاصة



  • النظر إلى القدمين أو إلى موضع السجود أثناء الصلاة مكروه وذلك لأنه يؤدي إلى الانحناء وإنما الأفضل للمصلي أن يكون نظره أمامه إلى جهة القبلة، والله تعالى أعلم.

__________________
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25-09-2014, 07:24 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,568
معدل تقييم المستوى: 13
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي

لن يتمكن من لبس ملابس الإحرام بسبب طبيعة عمله

أقيم بالمملكة للعمل ، وأنوي أداء فريضة الحج ، وجهة عملي ندبتني هذا العام للعمل بالمشاعر المقدسة ، وعملي هناك لا يمنعني من أداء جميع المناسك ، إلا أنني لن أتمكن من لبس ملابس الإحرام ؛ لأن طبيعة عملي ونظامه تفرض علي ملبساً معيناً من المخيط . فماذا أفعل ؟ وهل يكون حجي صحيحاً إذا ***ت فداء دون أن ألبس ملابس الإحرام طوال أيام الحج ؟
الحمد لله
"إذا كان الواقع كما ذكر فحجك صحيح ؛ ولا إثم عليك في لبسك ملابس غير ملابس الإحرام ؛ دفعاً للحرج عن نفسك ، ولكن تلزمك فدية لذلك وهي إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم ، أو *** ذبيحة تصلح أضحية تطعمها مساكين مكة أو سائر الحرم ، ولا تأكل منها ، أو تصوم ثلاثة أيام ، أي ذلك فعلت أجزأك ، وعليك مثل ذلك عند غطاء الرأس ، إن كنت غطيت رأسك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (11/182، 183) .
__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26-09-2014, 09:57 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه

بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0
5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.

ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في *** الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].

وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28-09-2014, 07:14 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,568
معدل تقييم المستوى: 13
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي

حكم توكيل الزوجة المريضة للزوج في رمي الجمرات عنها

عبد العزيز بن باز




السؤال: حججت أنا وزوجتي ثم جاء عارض لزوجتي وهو مرض شديد فأصبحت تقوم للصلاة بعجز وهي تقاوم فهل يجوز أن توكلني أن أرمي عنها في اليوم الثاني عشر، وهل يجوز أن آخذها من الآن؛ لأنها لا تطيق الحر إلى الحجرة بمكة حيث أنها مكيفة، أم لا بد من الانتظار إلى أن أرمي لها بحيث أني لو أوصلتها إلى الحجرة سأعود لأرمي بعد الزوال.

الإجابة: لا حرج في نقلها إلى الحجرة المكيفة لمرضها الحادث، هذا من باب العلاج، ولا بأس أن توكلك وترمي عنها تنقلها إلى المحل المناسب المكيف وتوكلك في الرمي عنها بعد الزوال ولا حرج في ذلك إن شاء الله.
__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28-09-2014, 07:15 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,568
معدل تقييم المستوى: 13
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي

إحرام الحاج بلباس مخيط

عبد العزيز بن باز


السؤال: أنا قمت بحج لوالدي وقد وقفت بعرفة بعد العصر إلى المغرب، ثم اتجهت إلى مزدلفة وأمسيت ثم ذهبت إلى منى بعد صلاة الفجر[ ] ورميت ونحرت وحلقت ولبست المخيط، وقفت بعرفة وأنا لابس مخيطاً ولكن لما تبين لي أنه لا يجوز علماً أنني مجبور بالبقاء في المخيط وهذا من مسئول عندي منع السماح لي فالعصر لبست الإحرام؟

الإجابة: إذا كنت أحرمت بالمخيط عصر عرفة وأنت جاهل تحسب أنه جائز فليس عليك شيء لكن كلامك الأخير أن المسئول أجبرك على هذا يدل على أنك تعلم أنه لا يصلح ولكنك طاوعته فأحرمت في المخيط فعليك أن تطعم ستة مساكين أو تصوم ثلاثة أيام أو ت*** شاة عن استمرارك للمخيط الذي أقررت أخيراً أن الذي ألزمك به المسئول ولولاه لخلعت.
فالمقصود: أن عليك كفارة؛ ولأن الإحرام في المخيط أمر معروف أنه لا يجوز للمحرم يعرفه المسلمون ليس بأمر مستغرب، فعليك أن تطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من التمر أو من الحنطة أو تصوم ثلاثة أيام أو ت*** شاة، والإطعام وال*** يكون في مكة للفقراء، أما الصيام[ ] ففي كل مكان.
__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 28-09-2014, 07:17 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,568
معدل تقييم المستوى: 13
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي

حكم خروج الدم من المحرم

عبد العزيز بن باز


السؤال: ما حكم من خرج منه دم في مزدلفة جراء احتكاك جسمي أو كتفي من بعض الأشواك، علماً: بأن الدم قطرات معدودة؟

الإجابة: خروج الدم لا يضر المحرم، النبي[ ] صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم عليه الصلاة والسلام، خروج الدم من كتفه أو رجله أو إصبعه بشوكة أو غيرها لا يضر.
__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:30 AM.