|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
طيب فين الباقى بقى انا عايزها قبل ما الداسه تبدأ |
#32
|
||||
|
||||
الحلقه الخامسة عشر :
ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا سوف يفعل معها ، وفي اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وانتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا او ترد بعصبيه !! ومر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان اطمئن عليها ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب ان يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يرد أذيتها أبــدا .. وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ، ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها ابـدا !! فقد كانت الرسالة من اخت ساره ، أخذ يقرأها بذهــول تام وهو لايدري ماذا يفعل ، فقد كان محتوي الرسالة : - ازيك يا إسلام ، أنا اخت سـارة الكبيره ، انا ببعتلك الرسالة دي دلوقتي علشان أطلب منك تخرج من حياة سارة تمــاما وبكل هدوء ، هي من حوالي إسبوع كده لاقيناها عماله تكسر في كل حاجه حواليها ومنهاره تمـاما وحاولنا معاها كتير إنها تهدي او تقولنا مالها ولكنها رفضت وإضطرينا اننا نوديها لأشهر دكتور نفسي في البلد علشان يشوف مالها . هي دلوقتي محجوزه في المصحه علشان نفسيتها تعبانه جــــدا ولحد وقت قريب جدا مكناش نعرف هي تعبت كده من إيه لحد ما فكرت أفتح الأكونت بتاعتها ع الفيس وشفت اللي حصل بينك وبينها . سـاره يا إسلام بنت رقيقه جــدا وقلبها طيب اوووي علشان كده بيتضحك عليها بسرعه ، وإتعرفت علي كذا واحد قبل كده وكانوا بيضحكوا عليها ويلعبوا بيها شويه ويسيبوها ، لكن هي لما كلمتك حست انك مختلف عنهم وكانت مستعده تضحي بكل حـاجه علشانك ، طبعــا انت عارف الفرق الواضح بين مستوانا ومستواكم لكن مع ذلك هي كانت مستعده تعمل أي حاجه علشان ترتبط بيك . وإنت لما جيت قولتلها انك عاوز تسيبها علشان رضا ربنا طبعـــا عرفت إنك بتكدب عليها وانكم كلكم زي بعض ، حقيقي انا معرفش إذا كنت انت صادق ولا لأ ، وأصلا ده ميهمنيش في حاجه . بس انا جيت أقولك تبعد عنها تمـاما واوعي تحاول تكلمها تـــاني أبــــدا ، هي دلوقتي بدأت كورس العلاج وبإذن الله الدكتور قالنا خلال شهرين كده ولا حاجه هترجع أحسن من الاول ، وكمان هيحاول معاها انها يكون عندها ثقه بنفسها أكتر من كده وتبطل الطيبه الزياده دي وتبدأ تعيش حياتها صح بقي . وعلشان أريحك خــالص عايزه أقولك ان مستحيل بابا يوافق عليك لأنك بالنسباله فقيــر ، انا مش بقول كده علشان أحرجك او أضايقك ، انا بقولك كده علشان تفوق وتبطل تعيش في الأحلام انت وهي وفي الآخر تتصدموا بالواقع . انا عرفت إنها عملت بلوك للأكونت بتاعك ، يعني كده تقريبا كل حاجه إنتهت ، وبقول تـــاني أهو مش عايزاك تحاول تكلمها بأي شكل من الأشكال لأنها مش ناقصه وفيها اللي مكفيها ، وانا متأكده ان العلاج هيجيب نتيجه معاها بس بعد فترة كده . لو عـايز تساعدها بجد إدعيلها وبــس ، وروح انت يابني شوف طريقك وكافح واعمل اللي انت عايزه بعيد عننا . آخر حاجه بعد إذنك ، انا مش عايزه رد علي الرسالة دي لأني مش فاضيه كل شويه أدخل اتكلم !! وبقولك لآخر مره أهو لو حاولت تكلمها تاني إحنا ممكن نعمل حاجه تزعلك ! يلا سلــام _____________________ أخذ إسلام يقرأ الرسالة مرارا وتكرارا وهو في ذهول تـــام ، ماذا هذا الذي يراه ؟ هل هو يحلم ام يعيش في الواقع ؟ أخذ يضغط علي رأسه بشده من كثرة الالم الذي حل بها ، أخذ يحركها يمينا ويسارا عده مرات محاولا الإستفاقه ، ماذا الذي يحدث له ولماذا تحولت كل حياته إلي ألم فقط !! إين حياة المرح والإستهتار واللامبالاة التي كان يعيشها ، فقد كان سعيدا بحياته كهذا ولم يطلب أن يعيش في هذا الواقع المؤلم ، لقد توفي والده ثم توفي محمد وترك في قلبه ألم ومرارة لم تنتهي ، وبعدها تختفي سارة وتترك في قلبه أيضـا مراره وخوف ورعب وإحساس بالذنب ، ما هذا الذي يحدث ، ظل ينظر إلي السماء ويدعي الله ان يكون كل هذا حلما سيئا ولكن للأسف هذا واقع ، هذا نتيجه إستهتاره وعدم إحساسه بالمسئولية ، فكل فعل خطأ فعله اتي بنصيبه من الألم ، كادت رأسه ان تنفجر من فرط التفكير . ظل يضغط عليها لفتره طويله محاولا إيقاف التفكير ، جلس بعض الوقت محاولا تهدئه نفسه ولكنه لم يستطع فذهب إلي فراشه كي ينام محاولا الهروب ككل مره . _________________________ جلست سلمي علي حاسبها وقامت بفتح موقع الفيس بوك وهمت أن تبعث برسالة لحفصه ولكنها تذكرت ان حفصه الآن غير موجوده ولن تستطيع الرد عليها إلي ان يشـــاء الله ، ولكنها تذكرت انها وعدت حفصه ان تظل تراسلها حتي بعدما ذهبت لتشعر دائما انها بجوارها . أرسلت رسالة لحفصه وكان محتواها : - حفصه وحشتيني اوووووي علي فكره ، انا عارفه انك مش هتقرأي الرسالة دي بس برضو كان لازم أكلمك لاني برتاح لما بفضفض معاكي ، ومستنيه اليوم اللي تيجي فيه وتردي علي كل الرسائل اللي ببعتهالك . أنا يا ستي كويسه الحمد لله وماشيه في الطريق وكله تمام ، يمكن باخد شويه تريقه علي كل يوم بس مش مشكله بقي بحاول أتأقلم ع الوضع الجديد . كمان الأناشيد اللي انتي قولتي عليها دي بتساعدني اووووووي ، بحس وانا بسمعها اني قلبي طـــاير فـــــوق في السماء ، بحس اني عاوزه أروح عند ربنا بقي وأشوفه وأقوله اني هعمل كل اللي يرضيه ومش هغلط تاني أبـــدا ولا هغضبه . بجد بجد الأناشيد بالنسبالي بقت إسلــــوب حيـــاه شكرا لأنك عرفتيني عليها ، شكرا لأنك موجوده في حياتي شكــــرا لكل حاجه حلوه حصلتلي بسببك يلـا سلام بقي ، ربنا يسعدك _____________________________ إستيقط إسلام من نومه وفتح عينيه فوجد نفسه في غرفته ، وجد نفسه قد عاد إلي هذا العالم الملئ بالوجع ، أغمض عينيه مرة آخري محاولا العوده للنوم ولكنه لم يستطع . اخذت عيناه تتحرك في الغرفه بعض الوقت وبدون ان يتفوه بأي حرف ، بعدها نهض فجأة وإعتدل في جلسته وأخذ يحدث نفسه قائلا : - وبعدين بقي ياعم إسلام ؟ هتفضل علي الحال ده كتير ولا إيه ؟ انت راجـــل وماينفعش تستسلم لوجعك وحزنك أكتر من كده ، فوق لنفسك كده ع الأقل علشان هند ومامتك إللي مسئولين منك . نظر للجانب الآخر وقال بحزن : - يعني كنت بدأت أقرب من ربنا وارتاح شويه بعد موت محمد ، دلوقتي جه موضوع سارة ده وقطم وسطي ، والله ما بقيتش عارف الاقيها منين ولا منين ؟ أخذ يتذكر أيامه ومحادثاته مع سارة ويتعجب ، هل هو كان يمزح كل هذا الوقت ام كان جادا ؟ هل هو فعلا يحبها ام ان الوضع أعجبه قليلا فقرر البقاء معها ؟ ولكن كيف يحبها أصلا ؟ هل كل شاب يري فتاة جميله ولديها إسلوب مرح ورومانسي يقول لقد أحببتها ؟ هل هذا هو الحب ؟ ام الحب كما قال عنه فاروق ؟ نعــم ففاروق محق ، فلو كان يحبها حقا ما أستطاع ان يغضب الله فيها وخاف عليها من نفسه . أخد يسأل نفسه .. هل كان حقا يتسلي بها ام أحبها بصدق ؟ ام إستهتاره جعله لايري هذا خطأ وأكمل وهو غير مبالي حتي كسر قلبها كغيره ؟ هل هي ظالمه ام مظلومة ؟ نعم إنها ظالمه ومظلومه معا ، ظالمه لأنها جعلت من نفسها فتاة رخيصه ورضيت علي نفسها ان تحادث هذا وذاك بحثا عن الحب والإهتمام ، ولكن من أين تحصل علي هذا الحب وهي تغضب الله ؟ وكيف يأتي هذا الحب وقلبها أولا وأخيرا معلق بيد الله والله قادر علي ان يقلبه كيف يشاء ، لقد بحثت عن الحب في مكانه الخطأ وفي الحرام وبالتالي كٌسر قلبها كالكثير من الفتيات غيرها ، ومظلومة لأنها وقعت تحت يد شباب لايخافون الله ، فمنهم الظالم ومنهم المظلوم أيضا مثلها . فلو كانت صبرت قليلا كانت ستحصل علي هذا الحب ولكن برضا الله وكان الله سوف يكافئها علي صبرها بحب حلال يجعلها تعيش لذه الحب في طاعه الله . أخذ إسلام يفكر في كل هذا ، فحقا هو يشعر انه لا يحبها بصدق كما تصور ، هو فقط أحب سارة الفتاة المرحه الرومانسيه الهادئه ، أحب وجودها في حياته فقط كنوع من تفريغ المشاعر المكبوته ليس إلا . والآن ماذا بعد ؟ ماذا سيفعل ؟ هل يحاول محادثتها مره آخري ليوضح له كل شئ ؟ ام يتركها لحالها كما طلبت منه أختها ؟ أخذ يفكر كثيرا حتي قرر تركها ، تذكر ان " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " تركها لكي لا يعذبها ويعذب نفسه أكثر من ذلك ، تركها وهو ينوي عدم محادثتها مره آخري فقط سيكتفي بالدعاء لها ، تركها لله ولأنه يريد رضاه . شعر بالندم علي كل لحظه حادثها فيها وكل ذنب اقترفته نفسه ، فـ بالتأكيد هذا الألم الذي يشعر به كله بسبب ذنوبة ، ولكنه قرر ان يعيش لله ، قرر ان يكون أفضل وأن يحاولا ألا يغضب الله مره آخري ، قرر التوبه من هذا الذنب . تذكر الندوه الدينيه التي دخلها مع محمد من قبل وتذكر كلمات محمد بعدها : " حبيت فكرة ان زوجتي تبقي اول حب فـ حياتي وبإذن الله هفضل محافظ علي قلبي لحد ما أقابلها ، لأن المشاعر وقتها هتكون طازة ومش مستهلكه ، مش حابب انا اني اتعرف علي دي ودي وفي الآخر اروح أتجوز واحده تانيه خـــــالص !! " قرر أن يفعل مثله ، نعم سوف يحافظ علي قلبه حتي يرزقه الله بمن تستحقه ، ولكن قبلها سيفعل كل ما يستطيع حتي يرضي الله عنه ويستحق فعلا زوجه صالحه . ___________________ مــر يوم تلو الآخر وإقتربت السنه الدراسيه الجديده ، كانت في هذه الفتره قد توطدت العلاقة بين إسلام وفاروق وأخذ يصطحبه معه إلي عدة مساجد ويعرفه علي العديد من الشيوخ والصحبه الصالحه . تغير إسلام كثيرا بعد معرفه هؤلاء الاشخاص ، فقد عرف المعني الحقيقي للقرب من الله والإلتزام بدينه ، عرف المعني الحقيقي للراحه ، أحس بقلبه وهو يشتاق لسماع كلام الله وأحاديث نبيه ، عرف كيف كان دائما يصدر أحكاما مغلوطه علي الملتزمين من دون حتي أن يحاول معرفة الحقيقه . بإختصار ، فقط عرف " اللـــــه " بينما تعلمت سلمي عن دينها أكثر وأكثر عن طريق قراءة مجموعه كتب دينيه مبسطه ومشاهدة العديد من البرامج الدينيه التي جعلتها تحب دينها او بمعني آخر تلتزم مبادئه أكثر . ____________ إنتهت الاجازة وإستعد الجميع لدخول العام الدراسي الجديد ، كانت سلمي قد أحضرت مفاجأة لصديقاتيها ولم تخبرهما عنها من قبل ، فقد كانت تريد ان تري رد فعلهما علي هذه المفاجآة ، ورغم إنها كانت تتوقع ما سيحدث ، لكن كانت تريد ان تصبح أقوي بعد كمية الإنتقادات التي ستحصل عليها وفي أول يوم فـ الدراسه ، كانت فاطمه تجلس مع هند بإنتظار سلمي عندما اتت اليهما أحدي الفتيات وقالت وهي تضع رأسها في حقيبتها كأنها تبحث عن شئ ما : - يا بنات بعد إذنكم متعرفوش مدرج 4 فين ؟ إبتسمت لها هند وقامت بوصف المكان لها ، رفعت سلمي رأسها من الحقيبه وقالت بمرح : - مــــاشي ياختي شكرا أطلقت هند ضحكة عاليه بينما نظرت لها فاطمه بتعجب وقالت : - إيـــه يا بنتي اللي إنتي لابساه ده ؟!! نظرت لها سلمي وقالت بمرح : - لابسه خمار ياختي ، شكلي كيوت مش كده ؟ عقدت فاطمه ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها قائله : - كيوت إيه بس يا شيخه ، حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده والله إبتسمت سلمي وقالت : - والله إنتي رخمه طول عمرك ، إسكتي بقي بدل ما أعضك ثم نظرت لـ هند وقالت : - وإنتي إيه رأيك يا هنووود ؟ أخذت هند تنظر لها للحظات وقالت : - والله يا سلمي شكلك حلو فيه ، الف مبروووك تنهدت سلمي بسعاده ونظرت لفاطمه قائله : - أيـــوه كده شوقي الناس اللي تفرح الواحد ، مش إنتي ، عيله رخمه بجد زفرت فاطمه بضيق وقالت : - دلوقتي ما بقيتش عجباكي هاه ؟ هتعملي فيها متدينه علينا يعني !! نظرت لها سلمي بحنان وقالت : - يا بت بهزر معاكي مالك قفشتي كده ليه ؟ وبعدين أصلا انا مبقيتش بحس ، تقريبا كده أخدت مناعه ، يعني اتريقي براحتك خــــالص ثم نظرت لهما بجديه وقالت : - المهم ،، متعرفوش اول محاضره هتكون في مدرج كام ومادة إيه ؟ إبتسمت هند قائله : - عرفنا يا ستي كل حاجه ، يلا بينا _________________ ذهب إسلام إلي الجامعه لأول مره من دون محمد ، أخذ يقلب في وجوه الشباب حتي يراه ولكنه يعلم انه لن يراه ثانيه إلا في أحلامه ، لم يرد ان يؤلم نفسه هذا اليوم أيضا فأحب ان يقصر الشر وذهب إلي ممر الجامعه ليري الجدول ، نظر أمامه فإذا به يري شادي صديقه فتبسم له قائلا : - ازيك يا شادي عامل إيه ؟ صــاح شادي بفرحه وقال : - إسلــــام إيه يابني محدش بيشوفك ليــــه ؟ - موجود أهو يا باشا - عامل إيه دلوقتي ؟ - الحمد لله تمـــام جــدا ، هاه قولي عرفتوا الجدول ؟ - لأ لسه منزلش ، بيقولوا الإسبوع ده هنقضيه لعب ونبدأ من الإسبوع الجاي بقي بإذن الله ظهرت ملامح السعاده علي وجهه وقال : - أحسن برضو ^^ ثم نظر إليه بتساؤل وقال : - بقولك إيه ؟ مشوفتش فاروق ؟ أخذ شادي يفكر قليلا ثم انتبه فجأة وقال : - فاروق ده اللي هو بتاع قسم كهرباء ؟ - اه هو - اه شوفته هنا من شويه ، ممكن تلاقيه فوق عند مدرج 3 ولا 4 - ماشي ياشادي شكـــرا - الشكر لله يا باشا صعد إسلام لمكان المدرجات وبالفعل وجد فاروق هنــاك ، نادي عليه وصافحه وجلس معه ليتحدثا ، قال إسلام متسائلا : - بما ان النهارده اول يوم دراسه ودي أخر سنه لينا الحمد لله ، عاوزك تقولي بقي هل في طريقه أخد بيها ثواب طول السنه دي ؟ ثم أردف قائلا : - يعني بما اننا كده كده هنتعب وهتطلع عينينا ، يبقي علي الاقل الواحد ياخد ثواب علي التعب ده تبسم فاروق قائلا : - الموضوع ده بقي يا سيدي متوقف علي نيتك ، يعني انت ممكن تتعب طـــول السنه من غير ما تستفيد حاجه غير انك عديت سنه وخلاص ، وممكن برضو تتعب طــول السنه بس تاخد ثواب علي التعب ده كله ثم قال موضحا : - يعني يا سيدي انت المفروض هتحط في نيتك انك بتتعلم علشان تفيد بلدك وتبقي مهندس ناجح وعنده ضمير بجد ، وكل ما تتعب او تزهق من الكلية تجدد نيتك وتحمس نفسك وتقول لـأ مش هيأس ، انا هكمل طريقي علشان أرضي ربنا وأكون من عمار الارض بس كده يا سيدي أومأ برأسه موافقا وقال : - ااه يعني الموضوع كله متوقف علي نيتي ؟ - أيـــوه بالظبط كده - مــاشي تمام جــدا ، هعمل كده بإذن الله وأهو عداد الحسنات يفضل شغال طول ما انا مطحون فـ الكلية العسل دي _______________________ عــاد إسلام إلي المنزل وجلس مع اخته ليحدثها عن يومه وتحدثه هي الآخري ، فقــال متسائلا بمرح كعادته : - هــاه عملتي إيه النهارده يا بطه ؟ أجابت بنفس الطريقه : - روحت الكلية وجيت هاهاهاها ضربها علي كتفها بخفه وقال : - علي فكره رخمه جــــدا رفعت رأسها للأعلي وصوبت نظرها اتجاهه وقالت بثقه : - بنتعلم منك يا بشمهندز رفع حاجبه الايسر ومط شفتاة لأعلي قائلا : - بشمهندز !! يا شيخه الله يقرفك ، ال وداخله قسم إنجليزي ال سقطت علي الأرض من كثرة الضحك وقالت : - خلاص ياعم الحج 96% من 85 % مش هتفرق اوي يعني كلها درجات علي ورق إعتدل في جلسته وأخذ يجذب طرف قميصه بغرور وقال : - هع هع لأ طبعا هتفرق كتيــر رفعت حاجبها ونظرت له ولم تتحدث إلتف بكامل جسده ونظر لها بجديه قائلا : - بصي بقي يا ستي ، عاوزين نبدأ السنه دي جد كده ونجدد النيه ان كل لحظه فيها ناخد عليها ثواب ، يعني نحاول كده وإحنا رايحين الجامعه نقول اننا رايحين علشان نتعلم زي ما ربنا أمرنا ، لما نتعب نقول معلش لازم شوية تعب كده اومال هناخد ثواب علي إيه ؟ لما نزهق اوووي بقي من المواد الكيوت اللي عندنا دي نقول معلش إحنا هنكون بإذن الله من عمار الأرض وهننفع البــلد دي بجد ونرجع نتحمس تاني ونكمل وكده مــــاشي ولا مــــاشي ؟ أخذت تحك رأسها بطرف اصبعها وهي ترفع له حاجبها قائله : - انــا سمعت الكلمتين دول فيـن بس يـــــاربي ثــم انتبهت فجأة وقالت : - أيــــون إفتكرت ، دول نفس الكلمتين اللي سلمي قالتلنا عليهم النهارده ، هو انت سمعتها ولا إيه ؟!! أطلق ضحكة عاليه وقال : - أسمع مين يا ماما ؟!! لالالا ده انتي لو عايزه كلام من ده كل يوم هقولك ، جعبتي مليانه لا تقلقي ثم نظر لها بخبث وقال : - بس مين سلمي دي صحيح ؟ أمسكت بأطراف شعرها وكادت ان تمزقه وهي تقول بعصبيه : - يـــــابني إرحمني بقـــي ، مش كل ما أقول إسمها علي لساني تقولي سلمي مين !! ثم أخذت تتحدث بطريقه جنونيه وتقول : - سلمي جارتنا يا إسلام ، سلمي صاحبتي في القسم يا حبيبي ، سلمي اللي كانت معايا في ثانوي يا كميله ، سلمي اللي كانت بتلعب معانا في الشارع يا بطه ، سلمي اللي انت عارفها وبتستعبط يا إسلام ثم ضربته علي كتفه بعصبيه وهي تقول : - بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تروح اوضتك دلوقتي ينوبك فيــا ثواب بدل ما أعمل جريمه ، مش عارفه إيه اللي جابك عندي أصلا ثم أخذت الوساده وقذفته بها قائله : - يلــا من هنا يا حــاج ، شطبنا خلــاص خرج من غرفتها وأخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو يضرب كفا بكف ويكاد يختنق من كثرة الضحك ويقول : - سلمي جارتها وصحبتها وكانت بتلعب معاها في الشــارع ، طب وانا مالي أصلا ؟!! هي بتكلمني عن صحباتها ليه ؟!! بـــت غريبه اوووي بصراحه !! مش عـارف طالعه مجنونه كده لمين ؟!! احـــم لأ عارف ربنا يقوينا عليــها احـــم وعليـــا ----
__________________
|
#33
|
||||
|
||||
الحلقه السادسة عشر : أخذ إسلام يجتهد كثيرا في أخر سنه له في الجامعه كي يستطيع التخرج بتقدير يجعله يحصل علي وظيفه في مكان مرموق كما كان يتوقع !! بينما جددت سلمي نيتها وأخيــرا شعرت بحبها لكلية التربيه وأخذت عهدا علي نفسها أن تكون المعلمه التي يتمناها كل طالب ، ستكون من عمار الأرض وسيكون تعديل حال التعليم في بلدنا علي يديها ، هذا نوت وهكذا دعت الله ان يوفقها وتمر هذه السنه علي خير كغيرها من السنين ولكن برصيد أكبر من الحسنات . كــان إسلام يقضي معظم يومه في الجامعه وعندما يعود يذهب للنوم قليلا ثم يستيقظ ليقرأ بعض الكتب الدينيه او يشاهد بعض البرامج علي موقع اليوتيوب التي تجعله يتحمس ليكون أفضل ، فـ الان لا توجد سارة ولا توجد ذنوب تعلقه بها ، فكر مرارا وتكرارا ان يدخل ليطمئن عليها ويخرج سريعا ولكن عهده مع الله كـــان أقوي ، كان يتذكرها كثيرا بدعائه وهو علي يقين بأن الله قادر ان يردها إليه ردا جميعـا ، كان يتذكر محمد دائما ، بل لم ينسـاه أصلا وكان يدعي له دوما ان يغفر الله له ويجعله من أهل الجنه ويجمعهما سويا في الفردوس الأعلي كما جمعهما في الدنيا . بالرغم من مفارقه سلمي لـ حفصه إلا انها لم تتأثر كثيرا ، فدائما كانت تستخدم سلاحها كما قالت لها حفصه من قبل " القرآن والدعاء " أخذت تقترب من الله أكثر وتعرف عن دينها أكثر ، حاولت أن تصبح قدوه بين أصدقائها ودائما تحثهم علي كل ماهو خير لهم ، أحبت ان تكون فتاة مختلفه عن جميع الفتيات ، فتاة مختلفه بحيائها وضميرها وأخلاقها وقربها من الله _______________ مــر هذا العام الدراسي بخير أيضا كالعام السابق ، ولكن أبطالنا مختلفون تماما عن السابق : فـ إسلام قد تقرب كثيرا إلي اللــه وأصبح يشعر دائما ان قلبه معلق بالمسجد ، أصبح يشعر بالراحه التي كان يتمناها من قبل ، بالطبع قد تعذب كثيرا ولكنه الآن قد تاب توبة نصوح وساعده في ذلك رفيقه الآخر فاروق . سلمي أيضا انهت هذا العام الدراسي بكل خيــر ، حاولت بقدر الإمكان الإستفاده من هذه المواد الدراسيه التي تدرسها وأيضا دربت نفسها علي ان تكون معلمه ناجحه ، فهي لن تسمع لنفسها أبـدا أن تكون معلمه بالإسم فقط .. لأ بل ستصبح معلمه بالفعل وليست معلمه للغه الإنجليزي فحسب بل معلمة للاخلاق والقيم والمبادئ والكثير من الاشياء التي يجب ان يعرفها الطـالب بحق . ______________ كانت سلمي تجلس علي موقع الفيس بوك عندما وجدت أمامها خبرا جعلها تقفز من مكانها ، ذهبت مسرعه إلي والدتها وأخذت تصرخ بأعلي صوتها : - مـــــامــــــا إلحقي نتيجة الثانوية العامه بــــانت سمعت ولاء هذه الكلمة وقفزت من مكانها هي الآخري , ذهبت الي الحاسب ويدها ترتعش بشده فلم تستطع فعل أي شئ ، حاولت سلمي تهدئتها وجلست علي الموقع لتري نتيجه اختها . مرت لحظات الإنتظار كالساعات وقلب ولاء ينبض بشده وخوف ورعب ، جاءت لها العديد من الوساوس في تلك اللحظات القليله ولكنها سرعان ما إستفاقت علي صوت سلمي وهي تصرخ : - 97 % يـــا بنت الإيـــه ، عملتيها إزاي دي ثم أطلقت ضحكة عاليه وهي تقول : - علي فكره انا مش بحسد ، انا بقر بس:D ده انتي كده يا بت يا ولاء داخله هندسه وش بإذن الله أخذت ولاء تقفز في كل مكان وتصيح بأعلي صوتها ، تقفز علي الفراش وتهبط وتجلس علي الأريكه وتجري وتأخذ اختها ووالدتها في حضنها وتصرخ وظلت هكذا ما يقرب من النصف ساعه حتي تعبت وهدأت تماما ولكن مازالت إبتسامتها عند اذنيها عــاد الأب مسرعا من عمله عندما علم بظهور نتيجه الثانوية العامه ، دخل المنزل بلهفه كبيره وفتح الباب بسرعه ووجد ولاء أمامه فنظر إليها وقبل ان يتحدث قاطعته قائله : - هندسه يا حاج بإذن الله شعر الاب بالسعاده ونظر لسلمي نظرة ذات معني وعاود النظر لولاء وهو يقول : - أيوه كده يا بنتي فرحتيني ، الحمد لله انك مخيبتيش خيبة اختك ، خلي الواحد يفتخر بيكي قدام الناس أحست سلمي وكأن خنجرا مزق قلبها فنظرت إلي والدها بحزن وقالت : - يعني إنت مش بتفتخر بيا يا بابا نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال : - أكيد مش هفتخر قدام الناس ان بنتي خابت ودخلت تربيه يعني !! بس هندسه يبقي لازم افتخر طبعــا أحست سلمي بالغضب الشديد ولكنها حاولت التحكم في هذا الغضب لانها تحدث والدها فقالت : - يعني يا بابا اللي في تربيه هيدخلوا النــار ؟!! اه انا مكنتش بجيب الفول مارك في الثانوية بس مش معني كده اني وحشه يعني وان اللي في هندسه أحسن مني ضرب الطاولة بقوة أفزعتها وقال بغضب : - جري إيــــه يا سلمي ؟ هو انتي بتغيري من اختك ولا إيـــــــه ؟!! تراجعت للخلف قليلا وهي تقول بحزن : - يا بابا والله أبـــدا ، ده انا حتي كنت دايما بقول لولاء تذاكر وتشد حيلها علشان تجيب مجموع أكبر مني ، وكنت بساعدها علي كده وبذاكر معاها لو جالها الإكتئاب بتاع الثانوية ده ، وحضرتك عارف انها اختي الصغيره وسعات كمان بعتبرها بنتي وعمري ما هغير منها أبـــدا ، بس مش كل شويه حضرتك تقولي كده لأني تعبت L أحس بحزنها فتبسم لها قائلا : - خلاص يا سلمي روحي اوضتك وافرحي كده مع اختك ، دي ناجحه برضو ولازم تفرح ، وبلاش الكلام ده دلوقتي - يا بابا والله أنـــا ... قاطعها بحده : قولت خلاص ، الموضوع انتهي . __________ دخلت سلمي غرفتها وكادت ان تمطر الغرفه كلها بالدموع ولكنها تذكرت ان الدموع لن تفيد بشئ ، فهذا طبع والدها الذي اعتادت عليه ولن يتغير مهما حدث ، ففي بعض الأوقات تشعر بإنه يحبهم كثيرا وباقي الاوقات تشعر بقسوته عليها ، لا تعرف لماذا ولكنها قررت فجأة ان تفرح وتٌفرح اختها معها ، قررت ان تحتفل معها بهذا النجاح ولا تعكره عليها ، فهي تعلم نفسها جيدا وتعلم انها من المستحيل ان تغار من اختها الصغري لانها بمثابة ابنه لها . _________ وبعد إسبوع تقريبا ظهرت نتيجة إمتحانات جميع الكليات . وأخيرا لقد تخرج كلا من فاروق وإسلام وحصل كل منهما علي تقدير جيد جـدا بينما صعدت كلا من سلمي وهند وفاطمه إلي الفرقه الرابعه بكلية التربيه وقد نجحوا بتقدير جيد لكل منهن ______________ جلس فاروق يفكر من إين يبدأ ، فهو قد تخرج الآن ويريد ان يحصل علي وظيفه بأقصي سرعه حتي يستطيع التقدم للفتاة التي لطالما حلم بها زوجة له . قرر الذهاب إلي كل مكان من الممكن أن يحصل فيه علي وظيفه ، أخذ يتجول في محافظته شبرا شبرا بحثا عن أي وظيفه ، أخذ يسأل كل من يعرفه عن شركة تبحث عن مهندسين او مصنع او أي شئ فلم يجد !! جلس في يومه حائرا لا يعرف ماذا يفعل ، أخذ يدعو الله كثيرا ان يرزقه بوظيفه عاجلا غير آجل حتي يتقدم لخطبه هذه الفتاة . بعدها بعدة أيام وجد هاتفه يرن ويتصل به أحد أصدقائه ليخبره عن شركة جديده تم إنشاؤها وتريد مهندسين جدد ، أخذ يشكر الله كثيرا علي هذه النعمه وهذا العطاء المتواصل . بـالفعل تقدم للوظيفه وتم قبوله في الشركه ، لم يستطع ان ينتظر أكثر من ذلك وذهب لوالدته ليفاتحها في الأمر ، ذهب إلي المطبخ ونظر لها بإبتسامه مرحه وقال : - حـــجــه إلتفتت له قائله بحنان : - أيوه يا حبيبي إتسعت إبتسامته وهو يقول : - أنــا عايز أتجوز قفزت الفرحه علي وجهها ولكنها حاولت مداعبته قائله : - يعني يا واد تتقبل في الوظيفه النهارده ، تقولي عايز اتجوز النهارده برضو !! هو انت كنت مجهز كل حاجه ولا إيه ؟ تنحنح قائلا بإحراج : - بصراحه اه رفعت حاجبها بدهشه وقالت : - اومال ياخويا عاملي فيها شيخ ليه وانت عمال تبص علي البنات أهو إنتابته حاله من الذهول ، فهو لم يكن يتوقع هذه الكلمات من والدته وهي أقرب إنسانه له علي وجه الأرض وتعرفه أكثر من أي شخص آخر ، فقال بضيق : - بقي إنتي اللي بتقولي كده يا ماما ؟!! وهو انتي مش عارفه اني دايما بخاف علي بنات الناس وبغض بصري عنهم الحمد لله ، دي بنت أنا عارف أخلاقها كويس اووي وحبيت أرتبط بيها في الحلال ، فيها حاجه دي ؟ إبتسمت له مداعبه وهي تقول : - يا واد بهزر معاك مالك كده ، طيب قولي بقي مين دي اللي امها داعيه عليها اللي عايز تتجوزها ؟ ثم أردفت قائله : - قصدي يعني داعيالها إبتسم وهو يقترب من اذنيها ويخبرها عن من يتحدث ، فنظرت له قائله : - والله يا بني هو انا معرفهاش اوي البنت دي ، بس طالما عجبتك يبقي أكيد كويسه تنهد بحماس قائلا : - طيب هنروح إمتي بقي هاه ؟ ينفع النهارده ؟ ضربته علي كتفه بمرح وقالت : - مــالك يا واد كده ما تتقل شويه ، خلاص حاول تشوف أهلها وتكلمهم ونتفق علي ميعاد نروحلهم فيه قفز بسعاده وهو يقول : - مــاشي يا حجه ___________________ جاءت ولاء إلي الغرفه وهي غارقه في الضحك ، تتمايل يمينا ويسارا ولا تستطيع ان تقف مستقيمه ابدا ، رأتها سلمي علي هذه الحاله فإنتابها الفضول وأرادت ان تعرف ماذا حدث فقالت : - مالك يا بنتي هتموتي من الضحك كده ليه ؟ طب ضحكيني معاكي يا ستي إرتمت ولاء علي الفراش وهي لازالت لا تستطيع كتمان ضحكاتها ، أخذت تتنفس بصعوبه وتنظر لسلمي بين الحين والآخر حتي إستطاعت أخيرا ان تهدأ بعض الشئ وقالت : - أبوكي بيتكلم عليكي برا نظرت لها سلمي بذهول وقالت : - يــاسلام ؟!! طب ودي حاجه تخليكي هتموتي أوي كده ، عادي يعني فيها إيه ؟!! أخذت ولاء تتذكر ماحدث وتضحك أكثر وأكثر حتي شعرت سلمي بالعصبيه وقالت : - يـــابنتي ما تقولي فيه إيه ، بابا بيقول عليا إيه برا حاولت الهدوء مره آخري وقالت : - أبوكي جايبلك عريس ههههاي ، والله إحلويتي وكبرتي وبقيتي عروسه بسبوسه بسبوسه ، بت يا نوسه يا نوسه شايله البسبوسه .. قاطعتها سلمي عندما ضربتها علي كتفها قائله : - بطلي إستعباط يا ولاء ، عريس إيه بس وبتاع إيه ؟!! إنتوا عارفين رأيي في الموضوع ده من زمان وضعت ولاء يدها علي فمها محاولة منها لكتم ضحكاتها وقالت : - وانا مالي يا ستي ده بابا هو اللي بيقول زفرت سلمي بضيق وقالت : - طب ماهو بابا عارف اني قولت قبل كده مش هرتبط إلا لما اتخرج ، وبعدين أنا أصلا لسه مش مستعده دلوقتي ، يعني محتاجه ألتزم أكتر من كده علشان أبقي زوجه وام صالحه ومحتاجه أقرأ عن تربيه الأطفال والتعامل مع الرجال وحاجات كده مهمه قبل ما أفكر اتجوز . الجواز ده مسئوليه مش لعبه ! نظرت لها ولاء بجديه وقالت : - ماهو بيقول انك خلاص داخله رابعه يعني عادي لو اتخطبتي السنه دي وتبقي تتجوزي بعد التخرج ضربت الفراش بقوه وهي تقول : - ييييي بقي مش عايزه دلوقتي ثم قالت بحيره : - طيب هو انا لو طلعتله دلوقتي يعني هينفع أتكلم معاه ولا هيتعصب عليا ولا إيه ؟ قالت ولاء بضحكة مستفزة : - متقلقيش ياختي هو جايلك دلوقتي وقبل ان تكمل حديثها سمعت طرقات الباب ، إعتدلت كل منهما في جلستها وقالت سلمي : - إتفضل يا بابا جلس الأب بجوار ابنته علي حافه الفراش وقال : - بقولك إيه يا سلمي ، في عريس عاوز يتقدملك تنهدت سلمي بضيق : - يا بابا بس إحنا كنا متفقين اني مش هتجوز إلا لما اتخرج تبسم قائلا : - ماهو انتي مش هتتجوزي إلا لما تتخرجي فعلا ، لو وافقتوا علي بعض هتتخطبوا السنه دي والفرح بعد التخرج إن شاء الله زفرت بضيق : - يا بابا بس انا مش عايزه دلوقتي بقي نظر لها نظرة أخافتها ، وقال بغضب : - مفيش حاجه إسمها مش عايزه ، إنتي مش صغيره دلوقتي ، شوفيه ولو محصلش نصيب خلاص ، هو حد قالك اتجوزي بالعافيه !! نظرت له سلمي بحزن وقالت : - يعني لازم يا بابا ؟! أجاب بصرامه : - ايوه وجدت انه لامفر فقررت معرفه معلومات عن هذا الشخص فقالت : - طيب هو ملتزم ؟ أجابها مؤكدا : - أيوه محترم وبيصلي شعرت بالضيق بداخلها لانها تعرف ان أي شخص يصلي يكون ملتزم حقا من وجهة نظر أهلها فلم ترد مناقشه هذا الأمر حتي لا تحصل علي غضب والدها مره آخري ، فقالت : - طيب حضرتك تعرف عنه إيه تاني يا بابا ؟ أجابها مبتسما : - هو شغال في شركه كويسه وأهله ناس طيبين وانا بصراحه موافق عليه وان شاء الله انتي كمان توافقي حاولت الإستفسار أكثر فقالت : - طيب يا بابا هو طموح ؟ عنده أي اهداف في حياته مثلا بيسعي إليها ؟ عارف هو عايش ليه ولا عايش كده وخلاص زي كل الناس ؟ كمان معاملته لأهله عامله إزاي ؟ وبيصلي في الجامع ولا لا ؟ وبيعامل زميلاته في الشغل إزاي ؟ وعلاقته بربنا عامله إزاي ؟ قريب ولا بعيد ؟ وبيسمع أغاني وحاجات كده ولا إيه ؟ و ....... قاطعها والدها بحده قائلا : - أيـــــــه يا بنتي ده كله ؟ هو انتي بالعه راديو ؟ اما تشوفيه يا ستي إبقي إسأليه عن اللي انتي عايزاه ، انا حاسس انه هيكره نفسه أصلا لما ييجي هنا . شعرت سلمي بالإحراج وقالت بتوتر : - يا بابا انا زهقانه ومش عايزه بجد ، بالله عليك مشيه وقوله أي حاجه إستعد لمغادرة الغرفه وهو يقول بصرامه : - الكلام اللي قولته هيتنفذ ومعنديش كلام غيره ، انا هتفق معاه علي الميعاد وهقولك ضربت الفراش بقوه وهي تتوعد لهذا العريس قائله : - طب والله لجننوا ___________________ ظلت تفكر في الأمر طوال الليل ، كادت ان تختنق من الفكره في حد ذاتها لانها تعرف انها غير مستعده بالمره ، ظلت تفكر كيف ستجعله يكرهها ويغادر المنزل بلا عوده ، فهي تعرف انها اذا حاولت النقاش مره اخري مع والدها لن تحصل في النهاية إلا علي سيل من الدموع وهي وحيده في غرفتها . أخذت تحدث نفسها قائله : - طب وانا أطفشه إزاي ده بقي ؟ أعمل نفسي غبيه ولا مش بفهم ولا ساذجه ولا أعمل إيه ؟ أضايقه وأكرهه في عيشته علشان يمشي ؟ ولا أكون عاديه معاه وفي الآخر ارفضه بدون سبب ؟ ثم نظرت للجانب الآخر قائله : - بس كده حرام وممكن ربنا يعاقبني ، ممكن فعلا يكون كويس وانا ظلمته . - ييييي بس انا مش عايزه بقي دلوقتي خــــالص ، يعني هلحق أعمل كل الحاجات اللي عاوزاها دي إمتي بس ؟ - طيب وفيها إيه يعني لما أشوفه مش جايز يطلع كويس وفعلا يساعدني أقرب من ربنا ؟ - لالالا مش هينفع ، مش هلحق مش هلحق - طيب ماهو برضو لو طلع كويس انا هفرح وأتشجع علي حاجات كتيـــر وممكن كمان ألحق أخلص كل الكتب اللي انا عاوزاها دي بسرعه جــدا بالإضافه لمساعدته ليــا - ييييي بقي مش عارفه ، يــــــــارب إلهمني الصواب وافعلي الصالح - خلاص بقي انا أشوفه وخلاص وأسألة كل اللي انا عاوزاه جايز فعلا يبقي ملتزم بقي ويفرحني كده نظرت للنافذة المفتوحه وهي تدعو الله ان يرزقها الخير حيثما كان ثم يرضها به .. ____________________ وبعد ثلاثة أيام سمع إسلام طرقات علي باب شقته ففتح بسرعه فإذا به يري فاروق واقفا والإبتسامه تطل من وجهه فتعجب قائلا : - فاروق ؟ والساعه 11 بليل ؟ غريبه نظر له فاروق بسعاده بالغه وحماس كبير وقال : - انا لسه جاي من عندها دلوقتي يا إسلام رفع إسلام حاجبه قائلا : - لسه جاي من عند مين ؟ كاد أن يقفز من مكانه وهو يقول : - انا اتقدمتلها أخيــــرا يا إسلام ، ولسه جاي من عندها دلوقتي ، انا حاسس اني طــــاير ، ومش عارف أصلا إيه اللي جابني هنا دلوقتي بس فجأة كده لقيتني عند باب بيتك تذكر إسلام حواره السابق مع فاروق وتذكر أيضا الفتاة التي قال انه يرغب في الزواج منها فقال بحماس : - أيــوه بقي ياعم ، طيب تعالي ندخل واحكيلي حصل إيه تبسم فاروق قائلا : - لأ مش هينفع علشان عندك بنات في البيت ، تعالي ننزل تحت وانا هحكيلك كـــل حاجه ------------------------------------------------------------------------ فــــاروق سلمي عريس ؟!! أنا بهزر صح ؟ طيب إيه اللي حصل في يوم المقابله أصلا ؟ وهل موضوع فاروق هيعدي علي خير ولا هتحصل حاجه تبوظه ؟ طيب رد فعل إسلام إيه لما يعرف البنت اللي فاروق بيتكلم عنها ؟
__________________
|
#34
|
||||
|
||||
الحلقه السابعة عشر :
سمع إسلام طرقات علي باب شقته ففتح بسرعه فإذا به يري فاروق واقفا والإبتسامه تطل من وجهه فتعجب قائلا : - فاروق ؟ والساعه 11 بليل ؟ غريبه نظر له فاروق بسعاده بالغه وحماس كبير وقال : - انا لسه جاي من عندها دلوقتي يا إسلام رفع إسلام حاجبه قائلا : - لسه جاي من عند مين ؟ كاد أن يقفز من مكانه وهو يقول : - انا اتقدمتلها أخيــــرا يا إسلام ، ولسه جاي من عندها دلوقتي ، انا حاسس اني طــــاير ، ومش عارف أصلا إيه اللي جابني هنا دلوقتي بس فجأة كده لقيتني عند باب بيتك تذكر إسلام حواره السابق مع فاروق وتذكر أيضا الفتاة التي قال انه يرغب في الزواج منها فقال بحماس : - أيــوه بقي ياعم ، طيب تعالي ندخل واحكيلي حصل إيه تبسم فاروق قائلا : - لأ مش هينفع علشان عندك بنات في البيت ، تعالي ننزل تحت وانا هحكيلك كـــل حاجه ________________ إستعدت سلمي لإستقبال العريس كمان أمرها والدها ، إرتدت فستان رقيق ووضعت فوقه خمارها ورفضت ان تضع نقطه واحده من مساحيق التجميل رغم الضغوطات الكثيره التي حصلت عليها فقد كانت تريد ان يراها هذا الشاب علي طبيعتها بدون ان تخدعه وهذا بالطبع بعدما قامت بعمل العديد من ماسكات تجميل البشره وغيرها من الأشياء الطبيعيه . جلست في توتر بالغ تحضر وتحفظ جيدا في الأسئله التي ستلقيها عليه ، كانت حالتها مابين الإختناق والتفاؤل فهي لاتريد الزواج الآن ولكن كانت علي أمل ان يكون شابا ملتزما يأخذ بيديها للجنه ويعينها علي الإلتزام بأمور دينها أكثر وأكثر . جلست تردد الأذكار لكي تهدأ قليلا ، ظلت هكذا لدقائق قليله حتي سمعت صور الباب ، نعم فقط جاء العريس مع والدته ، حاولت مشاهدة أي شئ من وراء الستار ولكنه كان بعيدا فلم تري شيئا ، جلس والدها يتحدث معه لوقت قصير ثم دخل ليحضرها قائلا : - يلا يا سلمي نظرت إليه بضعف وقالت بتوتر : - مش عارفه اتحرك من مكاني يا بابا مكسوفه جــــدا جذبها من يدها بسرعه وقال : - يا بنتي يلا الناس برا افلتت يدها ورجعت للخلف وقالت : - طيب يا بابا هو شكله عامل إزاي ولا قاعد فين ؟ جذبها مره آخري بعصبيه وقال : - يلـا بقي وإبقي شوفي اللي يعجبك لما تطلعي خرجت أخيرا وصافحت والدة العريس وأثناء إنتقالها للمكان الذي ستجلس فيه رأته بطرف عينها ، شعرت بالسعاده تغمر قلبها ، فقد كان يرتدي ملابس أنيقه للغايه ويضع عطرا مميزا وأيضا كان ذو وجه حسن أعجبها ، جلست بخجل وهي تقول لنفسها : - بدايــه موفقه ، هييح يــارب خيـــر جلس يتحدث مع والدها قليلا عن عمله وإمكانياته وعائلته وأشياء من هذا القبيل ، ساد الصمت لبعض الوقت حتي شعر بالضيق فطلب من والد سلمي ان يجلسا معا ليتعرف كلا منها علي الآخر ، رحب الوالد بالفكره وطلب من سلمي ان تأخده ليجلسا في الغرفه المفتوحه علي الصاله حتي يستطيعا التحدث بعيدا عن الكلام العائلي . نظرت سلمي لوالدها بتردد ومن ثم وافقت علي الأمر ولكن بطريقتها ، إستأذنت العريس ليتفضل بالجلوس فدخل بالفعل وإختيار مكانا بعيدا عن الأنظار ولكن سلمي جلست علي أقرب كرسي من الباب حتي يراها والدها بوضوح ويسمع بعض الكلمات ان اراد . تبسم لها قائلا : - إزيك يا أنسه سلمي ؟ نظرت للأرض بخجل وقالت : - الحمد لله ساد الصمت للحظات حتي قطعه مره آخري وهو يشير علي أقرب كرسي له قائلا : - طيب بعد إذنك ممكن تيجي علي الكرسي ده علشان مش عارف أسمع صوتك ؟ شعرت بالتوتر وقالت في نفسها : - مش عاوزه أجي في حته أنا ، أقوله ايه ده بس يــاربي إبتلعت ريقها وقالت بإبتسامه محرجه : - حضرتك ممكن تيجي علي الكنبه اللي قدام الباب دي علشان الجماعه يكونوا شايفيننا يعني تنهد بغضب ولكنه لم يظهره وقال لنفسه : - إيــه البت دي !! يلا ما علينا إنتقل من مكانه إلي الأريكه المقابله للصالة مباشره فكان كل من يجلس بالصاله يري كلا منهما حاول إستعادة إبتسامته وبدأ في الحديث عن نفسه ، أحست من كلامه انه شاب عادي كمعظم شباب هذه الأيام يعمل وينام ويخرج مع أصدقائه وينام مره آخري وهكذا ، لا يوجد في يومه شئ آخر ، فإنتظرت حتي ينتهي من كلامه وأحبت ان تسألة عما يجول بخاطرها ولكن بذكاء فقالت بإبتسامه بريئه : - وحضرتك بقي بتقعد في شغلك لحد الساعه كام أجابها علي الفور : - يعني لحد 5 او 6 كده فنظرت له بخبث وقالت : - اااه ربنا يعينك ، وطبعا حضرتك بتضطر تصلي الظهر والعصر لما ترجع البيت بقي علشان مش بيكون عندك وقت فاضي - اه للأسف بقي هعمل إيه نظرت له وكأنها متأثره بما يقول وأكملت : - فعلا شغلانه حضرتك صعبه ربنا معاكم ، كمان أكيد في أيام بترجع تعبان من الشغل وتنام ولما بتصحي بقي بتصلي كل اللي فاتك ، أكيد مش بتسيبهم يروحوا منك يعني - لالالا أسيبهم إيه ، بصليهم كلهم بليل طبعا نظرت للأرض وهي تقول لنفسها : - وأدي أول إختبار سقطت فيه ، للأسف شكلك الحلو كنت فرحانه بيه بس برضو دينك وأخلاقك أهم إنتبهت له وهو ينادي عليها وعندما نظرت له وقالت ببلاهه : - هاه - إيــه روحتي فين - لالا مفيش حاجه ، موجوده أهو - طيب يلا عاوزه تسألي في إيه تاني ؟ - حضرتك إيه المواصفات اللي عاوزها تكون موجوده في زوجتك المستقبليه - امممم يعني طبعا تكون حلوه وتعامل أهلي كويس وتهتم بيا وبأولادها ومتبقاش نكديه زي معظم الستات كده - طيب وحضرتك بتعرف تربي أولاد ؟ نظر لها بتعجب ممزوج بالدهشه وقال : - ولما انا اربيهم هي هتعمل فين ؟ تنحنحت بإحراج قائله : - لأ قصدي يعني حضرتك تساعدها في تربيتهم - لأ طبعا مش هينفع خــالص ، انا عليا الشغل والمصاريف وهي عليها الباقي - طيب يعني مثلا مين هياخدهم معاه المسجد علشان يتعودوا علي الصلاة وكده شعر بالملل ولكنه حاول الإبتسام فقال : - اه طبعا هبقي أخدهم إن شاء الله - أخر حاجه بقي ، حضرتك بتحلم بإيه او إيه أهدافك في الحياه ؟ - بحلم أعيش حياة مستقره وهاديه ومن غير مشاكل ، وأفضل اترقي في شغلي لحد ما أوصل للإدارة - بس ؟ - اه وهو الإنسان هيحتاج إيه تاني غير كده صمتت قليلا وأخذت تفرك يدها بالآخري وهي تقول لنفسها : - أنا إتشليت ، وحاسه انك كرهتني أصلا يــارب بابا ينادي عليا بقي ، يـــارب مكونش بظلمه بس هتشل مش قادره أقعد . عادت من شرودها فوجدته ينظر لها بوجه خالي من أي تعبير فقالت بإبتسامه : - طيب وحضرتك مش عايز تسألني أي حاجه ؟ - اه قوليلي صحيح إنتي إيه مواصفات فارس أحلامك ؟ أحست سلمي بطاقه كبيره جـــدا بداخلها والآن حان الوقت لإخراجها فقالت بسـرعه رهيبه : - نفسي يكون حافظ القرآن ويحفظني ويكون مواظب ع الصلوات كلها في الجامع وعارف عن دينه حاجات كتير جداااا وعن معامله الزوجه وتربيه الاولاد ، كمان عاوزاه يكون حد عايش لخدمه دينه وهدفه كله رضا ربنا وبس ، حد يكون من عمـار الأرض كده ومعروف بين الناس بأخلاقه ، يكون بيغض بصره طبعـــا ودايما محافظ علي نفسه وقلبه مش فيه غير حب ربنا وبـس ، حد بيتخذ النبي علية الصلاة والسلام قدوه ويساعدني في شغل البيت ويعاملني أحسن معامله ويحسن إلي أهلي زي ما انا هعمل مع أهله ، دايما ينبهني لو عملت حاجه حرام ويعرفني الصح بهدوء كده ويساعدني وياخد بإيدي للجنه . يعني هي حـاجات كتيــر بس انا لخصتها يعني شعر بالإحراج ولكنه نظر إليها بإبتسامه وقال : - ربنا يرزقك بيه ، أستاذن انا بقي نهضت من مكانها وتوجهت إلي الصالة وهو معها ، غادر المنزل أخيــرا بعد كمية لابأس بها من نظرات الإحتقان والإحراج ، وعندما سألته والدته عن رأيه رد قائلا بسخريه : - دي عايزة تتجوز سوبر مان تعجبت الأم وقالت : - يعني إيه ؟ تنهد تنهيده قويه أخرجت كل ما بداخله وقال : - عادي مفيش ، عموما أدينا لسه معانا إسبوع نفكر فيه ، رغم اني حاسس اننا مش طايقين بعض أصلا ___________________ دخلت سلمي غرفتها وأغلقت الباب خلفها وإنفجرت منها الضحكات ، نظرت للسماء عبر النافذة المفتوحه وقالت : - يـــارب سامحني لو كنت أحرجته او حاجه ، انا والله مش قصدي أضايقه بس حسيت اني اتشليت وكان لازم أعرف بيفكر إزاي .. انا عارفه ان معظم الشباب دلوقتي بيفكروا بنفس الطريقه ، بس انا أخدت قراري اني مش هعيش حياة عادية زي كل الناس وبإذنك يـــارب مش هتخلي عن مبادئي دي حتي لو هعنس .. سمعت سلمي طرقات الباب فذهبت وقامت بفتحه وجلست علي الفراش تستريح ، قالت ولاء بحماس : - هــــاه إيه رأيك ؟ - هصلي إستخاره وهشوف ، بس في الغالب هرفضه نظرت لها ولاء بذهول وقالت : - يا بنتي هو في حد يرفض واحد زي ده ؟!! انتي مجنونــــــــــه ؟!! نظرت لها سلمي بتعجب وقالت : - إيه ماله مش فاهمه ؟ وبعدين هو إنتي شوفتيه أصلا - أيــــوه شوفته وهو داخل ، يابنتي ده كل البنات تتمني واحد زي ده ، شوفتي شكله ولا لبسه عاملين إزاي ؟ يا بنتي ده أحلي من الناس اللي بيطلعوا في التلفزيون أصلا ، كمان شغال في شركة محترمه وكبيره جــــدا وهيعيشك ملكه - بس مش عنده دين يا ولاء ، ودينه أهم عندي من كل ده - مش عنده دين إزاي يعني ؟!! ماهو مسلم أهو !! - يا بنتي مش قصدي ، بس مش ده الإنسان اللي هيكون كل هدفه ياخدني للجنه ، انا منكرش ان شكله عجبني بس برضو مش هينفع ، وعموما هو أصلا هيرفضني برضو - يا سلمي فكري تاني حرام عليكي تضيعيه من إيدك والله ، وبعدين ياستي إبقي غيريه براحتك بعدين - أيــــوه بقي قولي كده ، هنبدأ في موضوع بكره يتغير وبعد الجواز ممكن يتعدل ومعرفش إيه !! يا ولاء إفهمي كويس .. ما تخليش المظاهر تخدعك ، انا هتجوز وهعيش سنين طويله جـدا مع واحد غريب معرفش عنه حاجه ، فلو كان الحد ده مش ذو خلق ودين يبقي كده أنا هضيع ، فهمتي ؟ - إنتي حره - هههههههههه كل نقاش بيني وبينك ينتهي بكلمة " انتي حره " ، عموما يا ستي زي ما قولتلك هصلي إستخاره وهشوف ، كمان مش عاوزه أتكلم عليه بقي لحسن أخد ذنوب ، ربنا يرزقه بالزوجه الصالحه ويرزقني انا كمان باللي بتمنــــاه _________________________ - وأدينا نزلنــا أهو يا سيدي ، قولي بقي عملت إيه ؟ قالها إسلام عندما هبط من منزله بصحبه فاروق الذي كاد ان يطير من مكانه ، نظر له فاروق بعينين لامعتين وقال : - بص هو انا مهما وصفتلك إحساسي عــمري ما هعرف أعبر برضو ، عارف لما تبقي بتحلم بحد بقـالك كتيـــر اوووي وبتتمناها من ربنــا وسعات تبقي نفسك تشوفها حتي او تكلمها كده بس ترفض علشان خوفك من ربنا بيكون أقوي ، وفجأة كده تلاقيك قاعد قدامها وبتتكلموا كمــــان وكل واحد منكم بيقول اللي جـواه للتــاني ، أحساس الهييييح لوحده مش كفايه أخذ إسلام ينظر لفاروق وتعبيرات وجهه وحركات يده في سعاده بالغه ، وقال بحماس : - يعني قولتلها بقي إنك نفسك تتجوزها من زمان وكده ؟ ضربه علي كتفه بشده وقال : - أقولها مين يابني إنت ذكي ؟!! لأ طبعـــا مستحيل أقول حاجه زي كده غير بعد كتب الكتــاب ، انا قصدي يعني كنت بقولها مواصفات زوجتي المستقبليه واني عاوزه تكون إزاي وكده ، وانا أصلا من جوايا عمال أقولها ده انا مخبيلك مصـايب بس لما توافقي بقي ونكتب الكتاب أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع لكلام فاروق ، فكلامه كله براءة وحيـــاء وله مذاق آخر غير كل ماهو حرام ، لم يستطع الإنتظار أكثر من ذلك ليعرف من تكون تلك الفتاة فقال متلهفا : - مش هتقولي بقي ياعم مين البنت دي ؟ أخذ يحك ذقنه بغرور وهو يقول : - سيبني أفكر شويه قطب حاجبيه وقال بضيق مصطنع : - هتــقول ولا أروح أفضحك عندها ؟ أطلق ضحكات عاليه متواصله وقال : - وهتقولها إزاي بقي يا ذكي وإنت متعرفهاش أصلا ؟ كـــاد أن يسقط علي الأرض من الضحك والإحراج معا وقال : - إخلــص يا فـــاروق وقـــول نظر له بتعالي وقال : - ماشي هقولك علشان صعبت عليا ، البنت دي تبقي نهي اخت محمد الله يرحمه إقشعر بدنه عندما سمع إسم محمد وقال : - الله يرحمه ثم نظر لفاروق وقال محذرا : - خد بالك منها اووووي يا فاروق دي أخت الغـالي ، لو زعلتها انا اللي هاجي أقفلك مكان محمد فاهم إبتسم فاروق وربت علي كتفه بخفه وقال : - ما تقلقش يا إسلام دي في عينيا والله ، بس يـــارب هي توافق تنهد إسلام بحماس وقال : - طيب كمل بقي عملتوا إيه تاني ؟ أخذ يتذكر فاروق ماحدث واخذت إبتسامته تتسع أكثر وأكثر وهو يقول : - مفيش يا سيدي دخلت وكــانت هتــموت من الكسوف وحاولت معاها تتكلم كتير بس مفيـــش ، وفي الآخر يعني أخدت منها كلمتين بالعافيه والحمد لله علي كده ، شكلي كده هطمع وأطلب رؤية شرعيه تاني بس أصلا حتي لو مشوفتهاش انا موافق عليها .. ربت إسلام علي كتفه بحب وقال : - بإذن الله هتوافق يــافاروق ، إنت أصلا تستاهل كل خير وهي طالما اخت محمد تبقي اكيد بنت كويسه رفع فاروق حاجبه وأشار بإصبعه لإسلام محذرا : - يا أستاذ بطل تتكلم عن مراتي المستقبليه لو سمحت ، او مسمحتش عادي برضو ضحك إسلام بمرح وقال : - والله انا فرحانلك يــافاروق ، يـــاريت كل الشباب يفكروا زيك كده تبسم فاروق وقال لإسلام كلماته الأخيره قبل الرحيل : - عقبــالك يا إسلام ، يلا بقي همشي علشان الوقت متأخر ، معلش لو قلقتك بس انا لقيتني جيت هنا لوحدي كده مش عارف ليه ؟!! - ولا يهمك يا باشا ، يلا تصبح علي خيـــر - وإنت من أهله ، في أمان الله ______________________ مر الإسبوع المتفق عليه من قبل والد سلمي والعريس وجــاء والدها ليسألها عن رأيها فقالت بإحراج : - بابا انا صليت إستخاره ومش موافقه ضحك والد سلمي بشده وهو يقول : - يا سبحان الله !! تعجبت سلمي من رد فعله ، فهي كانت تتوقع ان يصرخ بها كالعاده او يوبخها ، فلم تستطع السيطره علي فضولها وقالت : - في حاجه يا بابا ؟ حضرتك بتضحك ليه ؟!! ضحك مره آخري وهو يقول : - أصل العريس لسه مكلمني دلوقتي نظرت له بلهفه وقالت : - طيب وقال إيـــه ؟ نظر لها للحظات ثم قال : - قاللي كل شئ نصيب إرتمت علي الفــراش براحه تامه وهي تقول بفرحه : - سبحــــان الله القلوب عند بعضيها _____________________ ظل فاروق يدور حول الهاتف بخوف ، فهو يريد الإتصال ليعرف رأيها ولكنه أيضا خائف من عدم موافقتها ، قرر أخيــرا إستجماع شجاعته وإتصل بوالدها وكان الحوار كالآتي : - السلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، إزيك يا فاروق يابني - الحمد لله يا عمي بخير طول ما حضرتك بخير - ربنا يبارك فيك يابني - كنت عاوز أعرف من حضرتك رأي الأنسه نهي في الموضوع غمز لها والدها بإبتسامه طيبه وقال : - واللــــه يــــابني ... وصمت قليلا ، أخذت ضربات قلب فاروق ترتفع أكثر وأكثر وهو يرجو الله ألا تكون رفضته ، أخذ يفرك أصابعه ببعضها البعض بخوف وقلق حتي سمع منه كلمه : - وافقت يابني ، الف مبروووووك إتسعت عيناه ونظر لإمه غير مصدق ما يسمع وسأل بلهفه : - بجد يا عمي أبعد الأب سماعه الهاتف عنه ونظر لها قائلا : - ده بيقولي بجد يا عمي ؟!! الواد شكله هيموت كتمت ضحكاتها بصعوبه وأشارت إليه ان يكمل حديثه : - أيوه بجد طبعا هو انا ههزر معاك يا فاروق ؟!! - أسف يا عمي مش قصدي والله ، جزاك الله خيــرا وربنا يخليك لينــا - وإياكم يابني ، يلا سلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته _____________________ أغلق الهـاتف وأخذ يهرول إلي امه ويمسك يدها ويقول ببهجه : - وافقت يا مـــــامــــا وافقــــــت ، انا مش مصدق نفسي والله ، ربنا بيكرمني اووووي وانا مستاهلش أي حاجه من ده كله أصلــــا ثم نظر للسماء ورفع يده قائلا : - يــــارب إجلها زوجه صالحه ليــا وارزقني منها بالذرية الصالحه وقويني علشان أربيهم أحسن تربيه ، تربيه ترضيك يـــارب يوم ما اقابلك ، تربيه أفخر بيها يوم القيامه ،اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . ربتت الأم علي كتفه بحنان وهي تقول : - والله يا فاروق يابني انت تستاهل كل خيــر ، وكفايه اني راضيه عليك ليــوم الدين أمسك كفها وقبله بسعاده وهو يقول : - ربنا يخليكي ليـــا يا أمي ويقدرني علي برك ---------------------------------------------------------------------------------------- قوليلي هل إنتوا شايفين سلمي إتصرفت صح ؟ ولا هي مكبره الموضوع ؟ طيب هي كده ظلمت العريس ولا عندها حق ؟ طيب إحساسكم إيه وإنتوا بتقرأوا موقف فاروق ؟ حسيتوا بجد بالفرق بين إحساس الحلال وإحساس الحرام ؟ حسيتوا بالفرق بين شـــاب عفيف وبيخاف ربنا وشاب تاني نسي دينه وإتصرف من دماغه وفي الآخر ندم ؟ حقيقي انا فخوره بكل شاب زي فاروق ربنا يكثر من أمثالكم
__________________
|
#35
|
||||
|
||||
الحلقه الثامنة عشر : ظهرت نتيجة التنسيق وبالفعل تم قبول ولاء في كلية الهندسه كمان كانت تحلم ، شعر كل من في المنزل بالسعاده ولكن سعادة سلمي كانت ظاهرية فقط ، فقد كانت تعاني في تلك الفترة بـ فتور في قلبها ، ككل إنسان يأتي عليه وقت ويشعر ان إيمانه قل وأنه لن يستطيع مواصله مسيرته وخصوصا لو كان وحده ، حاولت إخفاء هذه الحالة عن الجميع وكــانت تنام طوال اليوم وتستيقظ فقط لأداء الصلاة وتنام مره آخري . ومن سوء حظها أن هذه الحالة أتت إليها في نفس توقيت تنسيق الاء ، في البداية لم يلحظ أحد الأمر ولكن مع مرور الوقت أخذت اختها تلاحظ هذا التغيير وتخبر به والديها . مر حوالي إسبوع ونصف علي هذه الحالة حتي جاءت إليها اختها ذات يوم لتخبرها ان والدها يستدعيها للحضور ، نهضت ووقفت أمام باب غرفته وطرقت الباب للحظات وسرعان ما سمعت صوته من وراء الباب يأذن لها بالدخول . نظرت له بإبتسامتها المعتاده وقالت : - حضرتك كنت عاوزني في حاجه يا بابا ؟ أجلسها بجوارة وقال بإبتسامه : - مالك اليومين دول يا سلمي ؟ إبتسمت له بحنان وقالت : - مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله إختفت الإبتسامه من علي وجهه وقال بجديه : - بس من ساعة ما ظهرت نتيجة التنسيق بتاع اختك وانتي مش مبسوطه ؟ خير في حاجه ولا إيه ؟!! نظرت له بتعجب وقالت : - طيب وإيه دخل ولاء في الموضوع يا بابا ؟ ثم انتبهت فجأة وقالت بصوت مختنق : - بابا هو معقول حضرتك تكون لسه متخيل اني بغير منها !!! عقد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق : - يمكن ! إنتفضت من مكانها بذهول وقالت : - إزاااي حضرتك تظن فيا كده !! طيب ما أنا كنت متأكده أصلا إنها هتقبل في هندسه لان مجموعها الحمد لله كويس ، وبعدين انا ايه اللي هيخليني أغير منها مش فاهمه !! انا مقتنعه بكليتي جــدا والحمد لله جددت نيتي وبقيت بحبها وحبيت اني أبقي مدرسة ،، هغير منها ليه بقي ؟!! نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال : - طيب وإيه تفسيرك انك من ساعة ما نتيجة اختك بانت وانتي نايمه في السرير ومش طايقه تعملي أي حاجه ؟ حاولت كتم غضبها بداخلها لانها تحدث والدها وقالت : - يعني حضرتك عاوز تعرف انا متضايقه ليه ؟ أومأ برأسه إيجابــا ، فقالت بطريقه جنونيه : - علشان حاسه ان قلبي مات يا بابا ، لا بقيت عارفه أقرأ قران ولا أصلي زي زمان ، مبقيتش عارفه أضحك وحاسه اني مخنوقه علطول ، مبقيتش حاسه اني سعيده في حياتي زي الاول ، مبقيتش قادره استحمل كمية التريقه اللي باخدها دي ومحدش حاسس بيــا ، بقيت حاسه ان الدنيا سوده قدامي وان ربنا مش متقبل مني العباده ، من الآخر مبقيتش حاسه بروحي !! لكن مع ذلك انا مطلبتش من حد يساعدني ، وعمري ما عاملت حد وحش زي ما بتعاملوني ، حرام يعني اني اكتئب شويه وأخليني في حالي وأبطل ضحك ؟!! حتي دي كمان هتظلمني فيها يا بـــــابـــــا !! انا قلت لحضرتك قبل كده اني عمــري ما هغير منها ومقتنعه بنفسي جــدا الحمد لله وعمري ما حقدت علي حد أو بصيت لحاجه في إيدين حد ، وحضرتك مربيني من زمان وعارف كده ، لكن لو حضرتك مصٌر اني وحشه يبقي خلاص مش مشكله ، كفايه ان ربنا عالم بنيتي لاني أصلا مليش غيره يحس بيـــا ممكن أمشي يا بابا ولا حضرتك عاوز تقولي حاجه تاني ؟ جذبها من يدها وأجلسها بجواره مره آخري وظل ممسكا بيدها وهو يقول بحنان : - إيـــه يا بنتي اللي انتي شايلاه جواكي ده كله ؟ تنهدت بمرارة وقالت : - حضرتك عارف من زمان اني كتومه ومش بطلع اللي جوايا بسهوله ، علشان كده ارجــوكم خدوا بالكم من كلامكم لأنكم مهما عملتوا برضو مش هعرف ارد عليكم وهشيل جوايا وبس ، ممكن حضرتك بس تدعيلي وانا هبقي كويسه ؟ تنهد بحزن وقال : - حــاضر ، روحي علي اوضتك لو حابه غادرت سلمي الغرفه وهي لا تدري شيئا كالعاده ، هل والدها قاسي ام حنون ؟ لماذا دائما يغضبها ويوبخها ويظلمها وأيضا تشعر أحيانا انه يحبها ويخاف عليها ؟ سألت نفسها هذا السؤال مئات بل الاف المرات ولكنها لم تجد إجابة كالعاده ، فمن الممكن ان يكون رد فعله هذا نتيجة لانه يحبها ولكن بطريقته ؟!! لا تعلم شيئا فقررت عدم التفكير في هذا الأمر الآن ، فيكفيها الم قلبها الذي تحمله . ذهبت إلي حاسبها وقامت بفتح حسابها علي موقع الفيس بوك وأرسلت رسالة لحفصه الغائبه وكتبت فيهــا : - حفصه أنا محتاجالك اووووي اليومين دول ، انا حاسه اني كارهه نفسي ومبقاش ليا نفس أعمل أي حاجه زي زمان ، واقفه مكاني ومش عارفه اتقدم خــالص ، مفيش أي حد كان بيساعدني غيرك ودلوقتي مبقاش ليا حد اصلا . يلا ما علينا ، ربنا يسعدك أخذت تعيد قراءة المحادثات التي حدثت بينها وبين حفصه وتوقفت عند هذه الرسالة الموجوده في آخر محادثه بينهما : " لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن " " إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك " " معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه " أخذت سلمي تقرأ الكلمات مرة تلو الآخري وتنهدت بأريحيه وهي تقول : - زي ما تكوني حاسه بيـــا يا حفصه ، يـــارب أقدر أكلمك تاني في يوم من الايام ثم أخذت تردد : - يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة تركت الرسائل وهي مازالت تردد جملة " يــــارب إبعتلي رسالة " وذهبت لصفحتها الرئيسية لمتابعه آخر الأخبار ، نظرت أمامها فإذا بها تري منشور مكتوب فيه : زهرة اللوتس تستمع الآن إلي " إشتقت إليك " شعرت بالحزن بداخلها وأخذت تردد : - الحمد لله الذي عافاني ، ربنا يهديكي يا زهرة ، ربنا يبعدك عن الاغاني ويعلق قلبك بالقرآن وقبل ان تهبط لتري منشور آخر لمحت إسم صاحب الأغنيه " أحمد سعيد " أخذت تحدث نفسها قائله : - أنا شوفت الإسم ده قبل كده ، فين يــــاربي فيــــن ثم تذكرت فجأة وقالت : - أيـــوه صح ده واحد من المنشدين الجداد اللي حفصه قالتلي عليهم أخذت تحك ذقنها ببطء وتفكر قليلا ثم إبتسمت قائله : - مش يمكن دي تكون رسالة من ربنا ليــا ، أحملها وأشوف قامت بتحميلها وبدأت تستمع إلي كلماتها : ضاقت بيا الدنيا .. لقيتنى انسان غريب وبقيت انا حاجة تانية .. بجد انسان عجيب لقيتنى بعدت فى ثانية .. بعد أما كنت قريب لقيت قلبى بقى آسى .. عينيا مافيهاش دموع لقيتنى بجد ناسى .. أى معنى للخشوع خلاص قلبى احساسى .. بيتمنوا الرجوع وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك انا قولت هاعيش حياتى .. بس انا عايشها حرام علشان ارضى شهواتى .. وابقى مبسوط وتمام اترينى هازيد آهاتى .. وكل دا اوهام وخلاص عرفت حقيقى .. بجد احلى حياة لما ينور طريقى .. برضا وحب الله يبقى القران صديقى .. ورسولى امشى فى خطاه وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك أخذت تسمع كلماتها بذهول !! فكأنها توصف حالتها تمـاما ، سمعتها مره تلو الآخري حتي كادت ان تحفظها كإسمها وأخذت تردد : وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك تنهدت بأريحيه وهي تقول مؤكده : - راجعالك يــــارب ومش هيهمني حــد ، مش هستني مساعده من حد لإنك معايا دايما ، حفصه كانت دايما تقولي اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد ، وانا معايا ربنا ومش عايزه أي حاجه من حد ، هفوق لنفسي كده وأرجع أحسن من الأول مليـــون مره وأبدأ أخد خطوه جديده في حياتي بإذن الله ، يـــــارب قدرني وقويني . أغلقت حاسبها وذهبت لمصحفها ولكن بقلب آخر ، فهي قد سمعت إنشوده واحده فقط ولكن غيرت فيها الكثير ، أمسحت مصحفها بإشتياق ونظرت إليه فوقعت عينها علي هذه الآيه التي أراحت قلبها اكثر وأكثر : " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " أخذت تنظر للأية بسعاده وهي تقول : - فهمت الرسالة يــــارب وهنفذها بإذن الله _________________________ كان إسلام يتحدث مع اخته هند عندما سمع رنين هاتفه المحمول ، تركها ودخل غرفته فوجد فاروق المتصل فأجاب مسرعا : - الـــو - يابني انا مش قلتلك إسمها السلام عليكم - أيوه أيوه صح ، إستني لما أقفل واتصل تاني بقي - يـــابـــاي عليك مش هتبطل رخامه بقي ، السلام عليكم أولا بس - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، هاه متصل ليـه ؟ - إقفل ياض ، إنت أصلا متستحقش الأخبار الحلوه اللي انا جايبهالك دي - أخبار حلوه ، يـــاريت ياخويا حد لاقي - بص عندي خبرين حلوين وواحد وحش ، تحب نبدأ بإيه ؟ - قول أي حـــاجه ، المهم تتكلم بس تنهد فاروق بسعاده وقال : - أولــا كده يا سيدي نهي وافقت عليـــا الحمد لله - هييييح وإيه كمــان - يـــاواد بطل بقي ، ثانيا يا سيدي لقيتلك شغل إنتفض إسلام من مكانه واتسعت عيناه وقال : - لقيتلي أنــا ؟!! قول وربنا - وربنا لقيت ، بص هي شركة خاصه مفتوحه من كام سنه كده يعني ، كانوا طالبين مهندسين ومدير شركتنا قالنا لو تعرفوا حد محتاج وظيفه وكده وانا رشحتك ليهم ، إبقي تعالي بقي بكره وهات معاك اوراقك وربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله - بجد يا فـاروق انا مش عارف أقولك إيـــه ، ربنا يبارك فيك - يابني عيب ماتقولش كده ده انت أخـــويا - طيب وإيه الخبر الوحش بقي ؟ - بص هو مدير الشركة دي صعب حبتين واللي اعرفه ان محدش بيحبه ، بص انا مش عايز أظلمه بس ده اللي انا سمعته عنه ، عموما روح وشوف بنفسك - يا عمي وانا مالي ومال المدير ، هو حد لاقي شغل دلوقتي ، هحضر اوراقي وأجيلك بكره بإذن الله - تعالي ع الساعه 9 الصبح كده مــاشي ؟ - اوكــــشن بإذن الله - يلا إقفل بقي تنهد إسلام بدلع مستفز وقال : - لا إقفل انت الأول ، هخاف أقفل علي ودنك وتوجعك وانت عارف انا حونين إزااي - مـاشي يا ظريف ، مستنيك بكره بإذن الله ، يلا سلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته _____________________ - أمــــامـــــا أمـــــامــــــا قالها إسلام وهو يهرول كالأطفال نحو غرفة والدته ، نظرت له بسعاده وقالت : - مالك يا واد في إيه ؟ أخذ يقفز كالأطفال وهو يقول : - لقيت شغل يـــاماما لقيت شغـــل ضمته والدته بقوه وهي تقول : - يا مانت كريم يــــارب ، الحمد لله يابني الف مبرووووك ثم نظرت له بتساؤل وقالت : - بس لقيته إمتي ده ؟ ما انت كنت لسه قاعد من شويه ومقولتش حاجه - لأ ماهو فاروق كلمني دلوقتي وجابلي شغل - والله يابني فاروق صاحبك ده فيه الخيــر ومن ساعة ما عرفته وانت حالك اتصلح أجابها مؤكدا : - والله فعلا يا ماما ، طلع جدع وراجل بجد ، وانا اللي كنت دايما بظلمه ، يلا الحمد لله - طيب يابني هتروح إمتي تقدم ؟ - بكره إن شاء الله - بإذن الله هتقبل ، هما هيلاقوا زيك فين يعني ؟ - قولي يـــــارب ______________________ تقدم إسلام للوظيفه وبالفعل تم قبولة بفضل الله ، لقد كان المرتب صغير بعض الشئ ولكنه رضي به وأخذ يدعو الله ان يرزقه من حيث لا يحتسب ، وبعد هذه المناسبه السعيده قرر أيضا أن يفاتح فاروق في الموضوع الذي يفكر فيه من عدة أيام ، فقال له مبتسما : - فاروق انا عايز أحفظ قرآن نظر له فاروق بدهشه ممزوجه بالسعاده وقال : - بجد والله ! إتسعت إبتسامة إسلام وهو يومأ برأسه إيجابا ويقول : - بجد والله نفسي أحفظ ، بس مش مجرد حفظ لأ انا عايز أحفظ بالتفسير ، والتفسير عندي كمان أهم من الحفظ علشان أكون فاهم كل كلمة بقولها وأحس بيها ، ينفع تحفظني ؟ إحتضنه فاروق بسعاده وهو يقول : - ينفع طبعــا ، بس الافضل انك تروح لشيخ يحفظك ، هيكون أحسن مني يعني ، عموما انا هظبطلك ميعاد مع الشيخ اللي كنت بحفظ عنده وأقولك ، تمــام - تمــام جــــدا ، بس ما يكونش بيزعق ولا بيضرب هاه - هههههه لأ متقلقش ده كويس اوووي والله ________________ بدأت سلمي تعود لطبيعتها مرة آخري ، طبيعتها القويه العنيده المُصره علي التغيير ، طبيعتها التي رفضت أن تعيش بلا هدف كباقي البشر ، طبيعتها التي جعلتها علي إستعداد لفعل أي شئ حتي تتقرب من الله عزوجل . ____________ وبعد مرور شهر كان إسلام واقفا في الشرفه ينظر إلي الشارع عندما رأي سلمي وولدتها تعبران من أمام منزلة ، وجد نفسه بكل براءة يشير إليها ويقول : - إيه ده سلمي صاحبة هند أهي ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه جانبا وقال بصرامه : - إيــه ياعم ما تغض بصرك ، وبعدين إيه حركات الأطفال دي !! خطرت في باله فكره فهبط من منزلة وذهب لأقرب مكان يباع فيه ورد وإشتري 5 وردات صغيرات باللون الاحمر والوردي وعاد بهما إلي المنزل ، طرق باب غرفة هند ودخل والإبتسامة تعلو وجهه وقال : - هند جبتلك ورته قفزت من مكانها وأمسكت بالوردات بسعاده كالأطفال وأخذت تشتم رائحتهن بكل شوق ومن ثم إنتبهت له وهو واقف ينظر لها فقالت متعجبه : - ربنا يخليك يا إسلام ، بس إشمعني يعني ؟!! تنهد بخبث وقال : - إيـــه يعني حرام أدلع اختي الصغنونه شويه ، قلت أجيبلك ورد ونقعد نتعرف علي بعض بقي وكده رفعت حاجبها قائله : - هنستعبط يا إسلام ؟!! نتعرف إزاي يعني مانت عارف عني كل حاجه جلس علي الفراش ووضع رجل فوق الآخري وقال بثقه : - لأ طبعا أكيد مش عارف عنك كل حاجه ، إحكيلي عن نفسك لاني حاسس اني بقالي كتير متكلمتش معاكي جلست بجوارة وقد فرحت بهذا الإهتمام وإخذت تحدثه عن نفسها لفترة طويله حتي إنتهت فقال : - طيب وعندك إصحاب بقي ؟ - أكيد عندي نظر لما بمكر وقال : - طيب إحكيلي عنهم نظرت له نظرة غاضبه وقالت : - إحكيلك عنهم ليه ؟ وإنت مالك بيهم أصلا !! ضحك ببراءة وقال : - يا بنتي مش لازم إتطمن علي اختي مصاحبه مين وبتتكلم مع مين وكده ؟ أومأت براسها موافقه وأخذت تحدثه عن سلمي أولا ، حدثته عن أخلاقها وتفكيرها ، عن التغيير المفاجئ الذي حدث بشخصيتها وإقترابها من الله عزوجل وتغيير خطة مستقبلها بالكامل ، عن حبها لهما وحنانها عليهما ، عن إصرارها وعدم يأسها ، عن كل شئ جميل تشعر به تجاه سلمي أخذ إسلام يستمع إلي الكلمات وهو في غاية السعاده ، لا يعرف لماذا شعر بالسعاده وقتها وهو يسمع عنها ولا يعلم أيضا لماذا الآن فقط فكر في السؤال عنها ، كل ما كان يدور بداخله وقتها انه يريد معرفة كــل شئ عنها وفقــط . إنتهت هند من كلامها عن سلمي وبدأت في التحدث عن فاطمه ، لم يرد سماع شئ آخر بعد ما سمعه عن سلمي ، حاول الخروج من الموقف بطريقه مرحه فقال : - إيــــه يا ست إنتي رغايه كده ليه ؟ نظرت له بتعجب وقالت : - يابني مش إنت اللي قلت عاوز تعرف عني أكتر ؟!! إبتسم ببراءة وقال : - مــاشي منا عرفت عنك خلاص ، بس مليش دعوه بصحباتك أنا وافقته الرأي وقالت : - صح عندك حق نهض من مكانه متجها لغرفته وهو يقول بمرح : - إبقي إدفعي تمن الورد ده بقي هـــاه أطلقت ضحكة عاليه وتبعتها بنظره ساخره وقالت : - خد الباب في إيدك يا إسلام ، ربنا يهديك يابني __________________ وقف امام شرفة غرفته وأخد ينظر إلي السماء ويقول : - يــاربي هو في بنات كده ؟!! طيب وهو انا معقوله أستاهل واحده زي دي بعد كل المصايب اللي عملتها في حياتي دي ؟ نظر للجانب الآخر وقال هامسا : - بس انا توبت والله ، وبإذن الله يــاربي تكون سامحتني وغفرتلي ذنوبي ، هو معقوله لو انا اتقدمتلها ممكن توافق ؟ عـاد بنظره إلي الشرفه وقال : - طيب هو انا ليه أصلا دلوقتي بالذات بفكر فيها ؟ ماهي جارتي من زمان ومكنش بيهمني أعرف عنها حاجه قبل كده ، معقوله يكون كلام فاروق عن الحلال والقرب من ربنا أثر فيا وخلاني انا كمان أفكر زيه ؟ معقوله تكون دي البنت اللي ربنا كاتبهالي علشان يعوضني عن كل مره حزنت وتعبت فيها ؟ معقوله يـــارب تكوني بتحبني وسامحتني ؟ - طيب وليه لأ ؟ مش دايما محمد الله يرحمه كان بيقولي ان ربنا أحن علينا من أي حد ؟ ودايما كان بيقولي محدش هيحس بيك غير ربنا ، يا حبيبي يا محمد كان نفسي اوووي تكون موجود جنبي دلوقتي وتشوفني وانا كده . يــــارب لو هي من نصيبي قربني ليها وسهلي الامور في الحلال ، ولو مش ليا نصيب فيها ارزقها بالزوج الصالح اللي يسعدها ويحقق لها ما تتمني . بس انا برضو مش هسكت ، هحــاول .. هنخسر إيه يعني ؟!! عاد إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق : - هنــد انا عايز أتجوز سلمي --------------------------------------------------------------------------------------------- يـــاتري هند هتقـتـل إسلام ولا هتعمل فيه إيه بعد اللي قاله ده ؟ طيب هل سلمي هتوافق ؟ هل هو يستاهلها فعلا ؟ طيب ممكن صعوبات تواجههم ولا الموضوع هيعدي علي خير ؟ كمان إيه رأيكم في إصرار سلمي ؟ ليه إحنا منبقاش زيها ؟!! شايفين القصه الفترة الجاية هتمشي إزاي ؟ ويــــاتري نهاية الرواية قربت ولا لسه في حاجات مستنيانا ؟
__________________
|
#36
|
||||
|
||||
الحلقه التاسعة عشر :
عاد إسلام إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق : - هنــد انا عايز أتجوز سلمي رفعت حاجبها وقالت متعجبه : - نعم ياخويا !! تنحنح بحرج وقال مؤكدا : - والله بتكلم بجد ، انا عاوز أتقدملها نظرت له بعدم إهتمام وقالت : - روح نام يا إسلام علشان عندك شغل الصبح ، إنت شكلك نعست وخرفت !! قفز من مكانه وجلس متربعا في وسط فراشها وقال : - مش هنـــام ، ومش ماشي من هنا غير لما تقوليلي أتقدملها إزاي صرخت به قائلا : - يا إسلام إنت مجنون ؟!! أطلق ضحكات عاليه متواصله وقال : - اه اه مجنون ، وبرضو هتجوزها مليش دعوة ، لو ربنا أذن يعني مطت شفتاها للأمام وقالت بغضب : - يا إسلام إحنا هنستعبط !! يعني علشان قولتلك عليها كلمتين تقوم تقولي عايز أتجوزها ؟!! طب لو كنت كلمتك عن فاطمه كمان كنت هتروح تتقدملها هي التانيه !! أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو يقول بصوت طفولي : - تؤ تؤ سلمي بس تنهدت بغضب وقالت هامسه : - لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يهديك بابني قفز من علي الفراش ووقف أمامها مباشرة وقال مؤكدا : - يا هند والله بتكلم جد ، انا فعلا عاوز أتقدملها وإنتي لازم تساعديني عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت بإستنكار : - طيب وإنت لحقت تعرفها بقي علشان تتقدملها ؟!! نظر لها بثقه وقال : - لأ ما أنا هعرفها في بيت أهلها ، كل اللي أعرفه عنها دلوقتي سمعتها الحلوه وانا بصراحه يشرفني تكون مراتي بنت زي دي ، كمان كلامك عنها دايما كان بيبين أد إيه هي بنت محترمه فعلا وقليل اللي زيها الأيام دي ، يمكن زمان مكنتش بهتم اوي بكلامك عنها بس دلوقتي بتكلم بجد والله أخذت تحك ذقنها عدة مرات وهي تفكر ثم نظرت له بجديه وقالت : - يعني أكيد أكيد عاوز تتقدملها ؟ - وربنا اه تنهدت قائله بقلق : - بس اللي أعرفه ان هي مش هتوافق تتخطب قبل ما تتخرج ، هي كانت دايما بتقول كده ، كمان باباها شديد شوية فمش عارفه هيوافق علي إمكانياتك ولا لأ نظر لها بتوتر وقال : - هو عايز يجوزها لواحد غني يعني ؟ - بص مش عارفه بالظبط ، لكن برضو ممكن أجس نبضها كده وأقولك نظر لها بسعاده وحب وقال : - يعني هتساعديني بجد ؟ قالت بإبتسامه : - هساعدك علشان أخلص منك بس - طيب بصي اوعي تقوليلها حاجه عليا هاه ، إنتي بس شوفي الأول هتوافق ع المبدأ ولا لأ ، يعني هترضي تتجوز واحد ظروفه زيي كده ؟ كمان إيه مواصفات الولد اللي عايزه تتجوزه وكده ، كمان قوليلها لو جالك واحد مواصفاته كذا وكذا هتوافقي ولا لأ ، كده يعني اكيد إنتي فاهمه أكتر مني فـ الحاجات دي . - مـــاشي أمري لله ، وانا أقول برضو الواد جايبلي ورد وعاملي فيها عم الرومانسي ، أتاريها طلعت رشوة - هع هع فاهماني إنتي دايما أهند ______________ - سرحانه في إيه يا لوءة قالتها سلمي عندما دخلت غرفتها وأحضرت بعض الأشياء ولكن ولاء لم تلحظها ، إنتبهت ولاء فقالت : - هاه - بقولك سرحانه في إيه يا بنتي ؟ أسندت وجهها علي كفتها وقالت بحزن : - إفتكرت العريس التحفه اللي إنتي رفضتيه ده ، بجد لو كان جالي انا كنت وافقت فـــورا ! أخذت سلمي تضحك بشده وهي تقول : - إنتي لسه فاكراه ؟ ده من أكتر من شهر يا بنتي ، والله ده انا بحمد ربنا ان هو كمان رفضني علشان مكونش ظلمته معايا قالت ولاء بإستنكار : - والله إنتي عبيطه ، وده هتلاقي زيه فين بقي إن شاء الله نظرت لها بثقه وقالت : - هيجيلي أحسن منه مطت شفتاها للأمام وقالت بإستنكار : - ليه بقي إن شاء الله تكونيش الوزيرة وانا معرفش ؟!! ولا بتعرفي في علم الغيب !! جلست علي حافه الفراش ونظرت لها بجديه وقالت : - لأ مش كده ، لكن علشان أنا عندي ثقه في ربنا انه مش هيخذلني ، ربنا عالم باللي جوايا واني بجد مش عايزه حاجه من الدنيا غير واحد يكون كل هدفه الجنه ويشدني معاه ويساعدني علي تربية أولادنا علي القرآن والسنه . عارفه اني اقل بكتير من إني أستاهل واحد زي ده ، بس برضو ثقتي في ربنا أكبر من كده ، وكمان اللي بيدعي بيقين بإذن الله ربنا هيستجيب دعاءه لان الرسول صلي الله عليه وسلم قال : "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاه". رواه الترمذي ، وكمان ربنا قال في الحديث القدسي " أنا عند ظنِّ عبدي بي " علشان كده يا ستي أنا متأكده ان ربنا هيرزقني بالإنسان اللي انا بتمناه ، ماهو مش معقول هيكون كل هدفي أعيش حياتي صح وأرضي ربنا وربنا هيخذلني ومش هيساعدني ، مستحيــل يا بنتي لأن ربنا كريم وانا واثقه في كرمه . __________________ - يلا إتصلي إتصلي خليكي جدعه يلا يلا يلا يلا قالها إسلام وهو يقفز في مكانه كالأطفال ويطلب من هند بإلحاح ان تتصل بسلمي لتذهب لزيارتها لتعرف منها رأيها في الأمر وتخبره لكي يطمئن قلبه إستجابت هند لكلامه وإتصلت بسلمي وهو ينظر لها بترقب وقالت : - الو سلمي ازيك - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياختي ، الحمد لله تمام جدااا إنتي عامله إيه يا هنود ؟ - كويسه الحمد لله ، بقولك إنتي فاضيه النهارده ؟ - اه فاضيه هروح فين يعني !! إشمعزة ؟ - كنت عاوزه أجيلك أشوفك ينفع ؟ - يـــاسلام إيه الرضي ده كله ، يلا شدي العباية بسرعه وتعالي هستناكي - مــاشي 10 دقايق وأبقي عندك بإذن الله أغلقت هند الهاتف وغمزت لإسلام في سعاده فقال لها : - هند اوعي تجيبي سيرتي في الموضوع هاه - ما تقلقش يا باشا عيب عليك - طيب يلا روحي بسرعه بقي وإسأليها كل الأسئله اللي اتفقنا عليها ماشي ؟ - مــاشي تركته هند وذهبت لغرفتها لترتدي ثيابها وتذهب ، بينما إتصل هو بفاروق ليعرف ما إذا كان يستطيع مقابلته الآن ام لا ، وأجاب فاروق بالموافقه فهبط إسلام الدرج بسرعه وإستلقي اول سيارة أمامه وذهب إلي منزل فاروق ، حضر إليه فاروق فقال إسلام بسعاده : - فـــــــــــــــــــــــارووووووووووووق رفع حاجبه وقال متعجبا : - إيه يابني بتصوت ليه منا قدامك أهو !! تنهد إسلام بأريحيه وقال : - انا عايز أبقي زيك تعجب أكثر وقال : - زيي أنا ؟!! يعني إيه ؟ - بص انا نفسي أبقي كويس زيك كده وقريب من ربنا ومعملش ذنوب خالص - ومين قالك بقي إني مش بعمل ذنوب خالص ؟ - يابني مش قصدي ، قصدي يعني اني عايز أكون كويس وخلاص - مـاشي يا سيدي مبدأيا كده لازم يكون قدوتك سيدنا محمد علية الصلاة والسلام وبس ، ما تبصش لأي إنسان وتقول انا عايز أبقي زيه لان كلنا مليانيين ذنوب ربنا يرحمنا ، كمان بقي في حاجه مهمه جـــدا وهي إنك تستشعر مراقبه الله ليك - يعني إيه ؟ - يعني وإنت بتعمل أي حــاجه في حياتك تبقي حاطط في دماغك إن ربنا دلوقتي شايفك ، وتقعد تسأل نفسك يا تري ربنا دلوقتي راضي عني ولا لأ ؟ يا تري انا دلوقتي باخد حسنات ولا سيئات ؟ لو عرفت تحس بكده فعلا يبقي إنت هتبقي كويس زي ما بتتمني - طيب أعمل إيه تاني علشان أبقي قريب من ربنا ؟ انا الحمد لله واظبت علي الصلاة في الجامع وبدأت احفظ قرآن اهو وكمان قرأت سيرة سيدنا محمد وباقي الأنبياء ، وحاليا بقرأ في سيرة الصحابه ، أعمل إيه تاني بقي ؟ - في حاجات كتير اووي ممكن تعملها ، لو عبادات مثلا ممكن تعمل لنفسك جدول صغير كده وتحط فيه الحاجات اللي هتقدر تواظب عليها يوميا زي مثلا أذكار الصباح والمساء ، عدد معين من التسبيح والصلاة ع النبي والإستغفار ، صلاة السنن وصلاة الضحي ، قراءة سورة الملك قبل النوم ، ورد قرآن مثلا وورد تفسير يومي ، قيام الليل حتي لو ركعتين مع الوتر ، كده يعني كمان بالنسبه بقي للمعاملات حاول دايما تخليك قدوة بأخلاقك ، عامل كل الناس كويس وإبتسم في وشهم وحببهم في الملتزمين ، وطبعا طبعا بر الوالدين مفيهاش كلام دي ، خد بالك من أختك اووي لأنها مسئولة منك . إستئذن دايما من شغلك وروح صلي ومع الوقت هتلاقي صحابك عملوا زيك ، غض بصرك طبعا وحافظ علي بنات الناس من نفسك ، حاول دايما لو جه سؤال في بالك إبحث عنه وإقرأ فيه وزود معلوماتك ، إتفرج علي برامج دينيه بقدر الإمكان وخلي معاك دايما ورقة وقلم وسجل الحاجات المهمه اللي الشيخ بيقولها وإبدأ في التنفيذ ، امممم تعبت قال إسلام بمرح : - معلش يا فاروق قولهم تاني بقي علشان أكتبهم في ورقه وكزة في يده بشده وهو يقول بضيق مصطنع : - إمشي يا إسلـــام من قدامــــــي ضحك إسلام بصوت مرتفع وقال : - خلاص خلاص والله فهمتم وبإذن الله هبدأ في التنفيذ ، لــازم أكون من عمار الأرض ولازم أكون مسلم بجد - ربنا يثبتك ويقربك منه أكتر ثم نظر له بتمعن وقال : - بس قولي إيه سبب القرار المفاجئ ده بقي ؟ يعني إيه اللي فكرك بيا دلوقتي وجاي فجأة تقولي عايز أبقي زيك يا فاروق ؟!! أغمض عينيه للحظات ثم نظر له بسعاده وقال : - علشان قررت اتدوز ضحك فاروق بمرح وقال : - تتدوز ! وماله يا خويا مش عيب بس برضو مفهمتش إيه علاقة القرار ده بالجواز تنهد إسلام قائلا : - مفيش يا سيدي شوفت النهارده بنت ماشيه تحت البلكونه بتاعتنا مع مامتها وفجأة كده لقيتني بسأل عليها وعاوز أعرف عنها كل حاجه وفجأة كده برضو حبيت شخصيتها اوي ونفس ذات الفجأة لقيت نفسي عاوز أبقي أفضل علشان أستاهلها بجد واتقدملها بقي ، عارف اني مجنون بس هو ده اللي حصل والله أطلق فاروق ضحكات عاليه متواصله وهو يقول : - طب كل ده جميل بس إيه حكاية انك شوفتها تحت البلكونه دي ؟ يعني لقيت بنت ماشيه في حالها كده قلت تتجوزها وكمان فين غض البصر يا استاذ ! - لالالا اوعي تفهمني صح ، البنت دي أصلا جارتنا وصاحبة هند اختي وانا عارفها من زمان ، كمان والله غضيت بصري انا لمحتها بس ضغط علي يده بقوه وقال بسعاده : - ربنا يوفقك يا إسلام ويجعلها من نصيبك لو فيها الخير ليك ثم انتبه قائلا : - بجد خد بالك من حاجه ، انت هتبقي كويس علشان ترضي ربنا وتبقي مسلم صح مش علشان هي توافق عليك ، فاهم الفرق يا إسلام ؟ أومأ برأسه إيجابا وقال : - ماتقلقش يا فاروق ، انا بدأت في الطريق ده ومش هسيبه لأي سبب من الأسباب بإذن الله ، كل الحكاية اني حسيت انها إنسانه بجد تستاهل كل خير فعلشان كده مش عايز أظلمها معايا وبإذن الله لو ليا نصيب فيها هكون فعلا الزوج اللي هي بتتمناه ، ولو مش ليا نصيب فيها برضو هفضل مكمل في طريقي إن شاء الله - أيــون تمام كده ، ربنا يفعلك الخيــــر كاد إسلام أن يذهب ولكنه تذكر موضوع غاية في الأهمية فعاد مره آخري وقال بتوتر : - فاروق صحيح عاوز أسألك في حاجه - إسأل صمت للحظات محاولا تجميع كلماته وقال : - فاكر لما قولتلك ان في واحد أعرفه كان يعرف بنت من علي النت وكانوا بيحبوا بعض وكده إبتسم فاروق بمكر وقال : - يــــــاه ده من حوالي سنه ونص او سنتين يابني ، بس اه فاكر ماله ؟ أخذ يفرك يده اليمني باليسري في توتر وقال : - هو من ساعتها ندم جــدا علي اللي عمله وسابها وتاب الحمد لله ، دلوقتي بقي لو حب يتقدم لواحده وسألته عن ماضيه وكده ، هل المفروض يقولها انه كان يعرف واحده زمان ولا يكذب عليها ؟ أجاب فاروق بثقه : - لأ طبعا ميقولش تعجب إسلام وقال : - طيب مش هو كده يكون بيخدعها ؟ تبسم فاروق وقال بحنان : - لأ يا سيدي مش بيخدعها لان هو تاب بجد وربنا ستر عليه فمينفعش يروح هو بقي يفضح نفسه ويجاهر بالمعصيه دي - متأكد يا فاروق ؟ أومأ برأسه إيجابا وقال مؤكدا : - متأكد والله يابني ، ولو مش مصدق روح بنفسك وأبحث عن فتاوي عن الموضوع ده هتلاقي كلامي صح ، انا قريت في الموضوع ده كتير متقلقش تنهد تنهيده قويه أخرجت كل ما كان يحمله من خوف وقال : - ربنا يريح قلبك يا فاروق نظر له فاروق بخبث وقال : - يـــاه هو صاحبك ده عزيز عليك اوي كده ؟ والله فيك الخير يا إسلام انتبة إسلام فجأة ولم يستطع تجميع كلماته فقال بصوت متردد : - هاه ؟ اه طبعا طبعا إستئذن منه إسلام وغادر المكان ، شعر بإن قلبه يطير في الهواء ، فأخيرا قد شعر بالراحه من هذا الموضوع الذي آلمه كثيرا وكان يشعره دوما بالذنب ، كان يعرف انه لن يستطيع الكذب علي خطيبته في يوم من الأيام لأن إسلام والكذب أعداء ولكن أيضا كان دائما يخاف من رد فعلها حتي بعد علمها بإنه تاب إلي الله وندم علي كل شئ ، لكن الآن وبعد أن أصبح لدية رخصه شرعيه أحس بالراحه أخيرا وان هذه الصفحه من حياته قد تم غلقها نهــــائيــــا . عاد إلي المنزل فوجد هند لم تأتي بعد فجلس في إنتظارها وهو مابين الخوف والفرح والضحك والحزن والجنون والملل ، لم يعرف كيف مر الوقت ولكنه لم يشعر بنفسه إلا عندما إنتفض من مكانه علي صوت مفتاح الباب وهو يتحرك في مكانه ، دخلت هند وأغلقت الباب خلفها فوجدته أمامها ينظر إليها بلهفه وهو يقول : - هاه قوليلي بسرعه عملتي إيه ؟ كانت تتنفس بصعوبه فحاولت الراحه قليلا وهي تقول بضجر : - طيب يابني إستني أخد نفسي بس ! أجابها متعجبا : - تاخدي نفسك من إيه يا هند ده انتي جايه من آخر الشارع يا دوب ! تركته ودخلت غرفتها ، جلست علي حافة الفراش محاوله إلتقاط انفاسها ، دخل ورائها وجلس علي الفراش بجوارها وإنتظر حتي ترتاح قليلا وتبدأ في الكلام . إلتفتت له بكامل جسدها ونظرت له بحزن وقالت : - معلش يا إسلام .. وصمتت نظر لها بخوف وأمسك يديها وهو يحركهما بعصبيه ويقول : - هــــاه قولي بسرعه حصل إيه ؟ - يابني إستني عليا طيب - يا هند إخلصي بقي وقعتي قلبي إنتظرت قليلا حتي يتوتر أكثر وأكثر ثم قالت : - شكلها كده والله أعلم هتوافق عليك يا إسلام ، هيص يا عم قفز من مكانه وعاد للخلف قليلا وهو ينظر لها بتمعن ويقول : - بجد والله ؟ أخذت تفكر للحظات وهي تنظر لتعابير وجهه وقالت : - يعني اللي إستنتجته من كلامها كده نظر لها محذرا وقال : - هند اوعي تكوني قولتيلها عليا حاجه أومأت براسها نفيا وقالت : - يابني مجيبتش سيرتك خالص متقلقش إقترب منها قليلا وهو ينظر إليها بسعاده وقال : - طيب قوليلي بقي اللي حصل بالتفصيل - مفيش يا سيدي , هي قالتلي إنها كل اللي بتحلم بيه إنها تتجوز راجل بجد يشيل مسئوليتها ومسئولية ولاده ، حد يكون عايش بس علشان يرضي ربنا وياخد بإيديها للجنه ، ويكون قدوة ليها ولغيره ويعلمها دينها ويحفظها قرآن ، نفسها يشجعوا بعض دايما علي التقرب من الله عزوجل أكتر ويكون هو ده هدفهم في الحياة أصلا ، مش مهم عندها انه يكون عنده فلوس او شقه ملك او كلية قمه او كده ، يعني قالت أي كلية مش هتفرق واي وظيفه المهم يكون عنده مرتب يعرف يعيشهم حتي لو صغير هي ممكن تستحمل عادي ، طبعا يكون بيحبها اووي وبيحب روحها أكتر من شكلها ومش بيبص لواحده غيرها أبـدا وراضي بيها وبيناقشها لو في حاجه مضايقاه منها ، بإختصار يا إسلام عاوزاه مسلم بجد ، هو ده الشرط الاساسي أخذ إسلام يستمع إلي كلمات اخته وهو في غاية السعاده ومع كل كلمة يزداد إحترامه لسلمي أكثر وأكثر ، شجعته هذه الكلمات علي ان يكون الرجل الذي تتمناه سلمي بحق ، أخذ قراره بأن يعدل من حاله قليلا ومن ثم يتقدم لها وينتظر من الله الخيـــر . إنتبه علي صوت هند وهي تنادي عليه قائله : - إيـــه ياعم روحت فين ؟ - هاه ؟ معاكي اهو - طيب هتتقدملها ولا إيه ؟ - اه بإذن الله ، بس في حاجات كده هظبطها في نفسي الأول وبعدين أروحلها تذكرت هند شيئا مهما فقالت بحرج : - صحيح في حاجه مهمه لازم تعرفها نظر لها بتوتر وقال : - خيـــر ؟ تنحنحت بتوتر وقلق وقالت : - هي قالتلي إنها مش بتفكر في موضوع الجواز ده دلوقتي خالص ، لما تتخرج الاول نظر لها بحزن وقال : - الكلام ده أكيد يعني ولا إيه ؟ يعني خلاص كده مفيش أمل السنادي ؟ نظرت له بإستفزاز وقالت : - أمل ماتت منتحره هيهيهيهيي وكزها في ذراعها بقوه وهو يقول بغضب : - مش وقت إستظراف دلوقتي يا هند والله أطلقت ضحكات عاليه أغضبته أكثر ثم هدأت قليلا وهي تقول : - بس علي فكره في حل إنتفض من مكانه وهو يقول بلهفه : - إيــــه قولي - كان في عريس متقدملها من فترة كده وباباها ضغط عليها وخلاها شافته ، متهيألي المبدأ متاح يعني حتي لو بنسبه 5 % ثم أجابت بثقه : - يعني لو انا قولتلها ان في شخص كويس ومواصفاته كذا وكذا ممكن توافق تشوفه إرتمي علي الفراش براحه وهو يقول : - أيــــوه كده ريحتيني ، بإذن الله هحاول اتقدملها قريب جدااااا نظرت له هند وقالت بسرعه هائله : - طيب وقريب ليـــه ؟ ثم أمسكت بهاتفها بسرعه أكبر وضغطت علي الازرار وفي خلال لحظات وجدها تقول : - سلمي إسلام اخويا عاوز يتقدملك ! ----------------------------------------------------------------
__________________
|
#37
|
||||
|
||||
الحلقة العشرون : أمسكت هند بهاتفها بسرعه وضغطت علي الازرار وفي خلال لحظات وجدها تقول : - سلمي إسلام اخويا عاوز يتقدملك ! نظر لها في ذهول , إتسعت عيناه وضغط علي أسنانه بشده حتي كاد أن يحطمها وأمسكها من يدها بعصبيه وقال بصوت خفيض حتي لا تسمعه سلمي : - يا بت إنتي مجنونه !! إقفلي بسرعه ولا إعملي أي حاجه إرتفع صوتها أكثر وهي تقول : - أيــوه والله يا بنتي إسلام أخويا شافك وعاوز يتقدملك ضغط علي يدها أكثر حتي كاد إن يعتصرها ونظر لها والشرر يتطاير من عينيه ، أبعدت الهاتف عنها قليلا وقالت هامسه : - في حاجات ماينفعش فيها غير الجنان نظر لها نظرة أخافتها وقال بغضب : - إتصرفي بسرعه يــا هند وإلا .. قاطعته قائله بهمس : - يا واد إصبر بس إنتشل الهاتف من يدها بسرعه وهم أن يغلقه لولا ما رآه ، نظر لها بحده وقال : - يعني إيه ده بقي إن شاء الله ؟!! أخذت الهاتف من يده ونظرت له ببراءة وقالت : - تصدق لسه مدوستش علي زرار الإتصال هيهيهيهيهيهي أرتمي علي الفراش بقوه وقال بغضب : - إنتي غبية صح ؟!! جلست بجواره وربتت علي كتفه بإستفزاز وقالت : - بنتعلم منك يا باشا أخذ يحول نظرة ما بين النافذة وبينها فإنتبهت لذلك وسألته عن السبب فأجاب : - كان زماننا دلوقتي سامعين ناس عماله تصوت تحت ! نظرت لها متعجبه وقالت : - إشمعني ؟!! رفع حاجبه وقال بمكر : - علشان كان هيبقي في جثه مرميه تحت الشباك دلوقتي ، بس الحمد لله لحقت نفسها عادت للخلف قليلا ونظرت له بخوف مصطنع وقالت : - يعني رخم ومجنون وكمان قتال ***ه ؟!! ثم أردفت قائله بمرح : - الله يعينك يا سلمي يا بنتي إتسعت إبتسامته وهو يقول : - الله يعينها فعلا ! ____________________ كانت سلمي تشاهد أحد البرامج الدينيه لداعية شاب عندما أتتها ولاء ونظرت لها بتعجب وقالت : - إيه يا بنتي اللي إنت عاملاه ده ؟!! أجابتها بكل براءة : - بغض بصري ! مطت شفتاها للأمام وقالت بإستنكار : - يعني حطالي ورقة بتاع لوحه ورسمالي عليها ولد كرتون ضحكته لحد ودانه ولزقاها علي وش الراجل وتقوليلي بغض بصري ؟!! ده اللي هو إزاي يعني ؟!! إرتفعت ضحكات سلمي وهي تنظر لولاء بتعبيرات وجهها الغاضبه وحركات يدها السريعه وقالت : - عادي يا ولاء أهو تغيير ، بدل ما أنا علطول بتفرج علي الديكور او علي التيشرتات بتاعتهم زفرت بضيق وقالت : - ويعني فيها إيه لما تبصي للراجل وهو بيتكلم ؟ هو هياكلك ؟!! إلتفت لها بكامل جسدها وقالت بجديه : - لا يا ولاء مش هياكلني ، بس غض البصر فرض علينا لان ربنا سبحانه وتعالي قال " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ " وانتي عارفه اني من النوع اللي مش بعرف أركز غير لو بصيت في وش اللي بيتكلم علشان كده بقي بحاول أعمل أي حاجه تساعدني علي غض البصر ، وبإذن الله مع الوقت أتعود ع التركيز وانا باصه في الأرض ، إدعيلي إنتي بس قالت ولاء بتعجب : - طيب بس ده شيخ يعني مفيهاش حاجه !! تبسمت قائله بهدوء : - يعني يا ولاء هو الشيخ ده مش راجل ؟!! أي راجل مهما كانت وظيفته او درجه قربه من ربنا لازم نغض بصرنا عنه ، وحتي روحي إسألي بنفسك البنات عن رأيهم في الدعاه وخصوصا الدعاه الشباب هتلاقيهم عمالين يقولولك فظـيع وهييييح ووسيم ومعرفش إيه !! رغم انه شيخ أهو لكن برضو في الأول وفي الآخر هو راجل وماينفعش نفضل نبص عليه كده - ماشي يا سلمي براحتك ، بس إنتي كده مش بتزهقي يعني ؟ أومأت برأسها نفيا وقالت : - لأ بالعكس والله ده انا بكون مرتاحه جـــدا ، وكمان لما أكون مش ببص علي شباب خالص أكيـد ربنا هيجازيني خيـر ويحلي في عيني زوجي المستقبلي حتي لو هو شكله عـــادي ، واثقه في كرمه بقي تركتها ولاء وغادرت بينما دفنت هي رأسها بين كفيها وأخذت تدعو الله قائله : - يــــارب إحفظني وإرضي عني وقربني منك أكتر ، يــارب قويني وساعدني علي غض البصر وإحفظلي قلبي وإبعد عني أي فتنه ، يـــارب جنبني الفتن ماظهر منها وما بطن ، يــــارب عوضني عن كل لحظه حزن عيشتها وإرضي عني وارزقني باللي يساعدني وياخد بإيدي للجنه . ___________________ وبعد ثلاث أسابيع : طرقت هند باب غرفة أخيها ودخلت وهي تقول بحيره : - يا إسلام إنت مش هتروح تتقدم لسلمي بقي ولا إيه ؟ يابني ده الدراسه خلاص قربت جـدا ، يأما تروح اليومين دول يأما بقي تستني لما نتخرج ونكون فاضيين نهض من علي الفراش بتثاقل وقال بحيره أكبر : - والله يا هند كنت لسه بفكر في الموضوع ده دلوقتي نظرت له بتعجب وقالت : - طيب ومستني إيه ؟ تنهد بتوتر وقال : - هروح أقولهم إيه يا هند ولا اتقدم بإيه ؟ إنتي من ساعة ما قولتيلي ان باباها عاوز يجوزها لواحد معاه فلوس وانا قلقان ، وزي ما انتي عارفه الفلوس اللي بابا الله يرحمه سايبهالي مش هتكفي جهازي كله والمرتب بتاعي برضو صغير ومش هيعمل حاجه - طيب يا إسلام ما تروح وتشوف واللي فيه الخير يقدمه ربنا صمت قليلا ثم نظر لها بتساؤل وقال : - تفتكري ممكن باباها يوافق عليا ويخفف عني طلباته شويه ؟ وهل هي اصلا هتوافق تتنازل عن شبكه كبيره وفرح مش عارف فين والكلام ده ؟ ربتت علي كتفه مطمئته إياه وقالت : - بالنسبه لسلمي متقلقش هي مش بتفكر في الحاجات دي خالص وأكيد هتوافق عليك لو لقت انك فعلا الشاب اللي هي بتتمناه ثم نظرت له بحيره وقالت : - أما بقي باباها فبصراحه معرفش ، بس إحساسي بيقولي إنه هيعصرك ضربها علي ذراعها بخفه وقال : - لأ انا كده إتطمنت ، مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه بس ؟ قالت بلهفه : - هاه أروح أفاتحها في الموضوع بقي ولا إيه ؟ أومأ برأسه نفيا وقال : - لأ إستني شويه هفكر تاني وأخد رأي واحد صاحبي في الموضوع وأشوف غادرت الغرفه وإستلقي هو علي الفراش وأخد يفكر في الآمر مرة آخري _______________ وفي المساء إتصل إسلام بفاروق ليقابله ويأخذ رأيه في الأمر وذلك لانه دائما يحب سماع أراء فاروق ويثق بها : صافحه فاروق وسأله عن أحواله فقال : - الحمد لله أديني مطحون أهو في الشركه دي ربنا يقدرني ، بس إنت عارف ؟ رغم إني كتير جـــدا بحس ان انا الوحيد اللي براعي ربنا في شغلي والباقي نايميين ومقضينها أكل وهزار وشاي ومعرفش إيه ، لكن برضو ببقي مرتــاح جـــدا لما باخد المرتب وبحس إن هو حلال وإني أستحقه فعلا نظر له فاروق نظره إعجاب ثم تنهد بحسره قائلا : - هو ده الحال في معظم الوظايف للأسف ، المهم بس الواحد يراعي ربنا في شغله وميبصش للتانيين ويقول إشمعني لأن كل واحد فينا يوم القيامه هيتحاسب علي نفسه وبس أومأ برأسه مؤيدا ثم تذكر فجأة موقف ما جعله يقفز في سعاده كالأطفال وهو يقول : - عارف يا فاروق ؟ حصلت حاجه تحفه اوووي في شغلي الإسبوع ده نظر له فاروق بلهفه وقال : - خيــــر ؟ تنهد بأريحيه وقال : - فاكر لما قولتي أبقي أسيب الشغل وقت الصلاة وأروح أصلي وأرجع ؟ رغم ان سعات المدير كان بيضايقني ومش بيوافق إلا اني برضو كنت بصر علي رأيي وأروح ، الإسبوع ده بقي لقيت اتنين صحابي في الشغل بقوا ييجوا يصلوا معايا وبيقولولي انهم كان نفسهم يعملوا كده من زمان مع المدير بس مكانوش بيقدروا أمسك فاروق كفه وربت عليه بخفه وقال : - والله انا فخور بيك يا إسلام إستمع إسلام إلي هذه الكلمات وهو في سعاده بالغه وقال مازحا : - عارف بيقولولي إيه كمان ؟ بيقولولي إنت ناقصلك لحيه وتبقي شيخ علي حق ، رغم اني مبعملش حاجه غير اني بعاملهم بما يرضي الله وبصلي وبتقي ربنا في شغلي ، سبحان الله ميعرفوش انا كنت إيه في الأول ، اللهم لك الحمد . نظر له فاروق بدهشه وقال : - تصدق بالله ؟ انا كنت لسه بفكر في موضوع اللحيه ده ، من زمان اوووي وانا نفسي أعفي لحيتي بس مش عارف إيه اللي كان مأخرني لكن من يومين كده كلمت نهي وإتفقنا إننا نقرأ أكتر عن اللحيه والنقاب وبعدين نقرر ، بس كلامك ده حمسني ، بشرة خير إن شاء الله تبسم له إسلام قائلا : - ربنا يوفقك يـــافاروق نظر له فاروق بحماس وقال : - طيب بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تيجي نعفي لحيتنا إحنا الإثنين وأهو نكون بنساعد بعض علي رضا ربنا وناخد الثواب سوا قال إسلام بتعجب : - لأ يابني لحية إيه دلوقتي ، صعب اوووي وانا مش أدها أصلا - ماشي براحتك يا سيدي ، علي العموم إقرا عنها برضو وشوف جايز تغير رأيك - إن شاء الله وفجأة تذكر إسلام الموضوع الاساسي الذي أحضر فاروق لأجله فقال : - بقولك إيه يا فاروق ، فاكر البنت اللي قولتلك إني عاوز أتقدملها دي ، إيه رأيك أروح دلوقتي وانا مش جاهز ولا إستني ولا أعمل إيه ؟ انا خايف تروح مني نظر له بترقب وقال : - إنت مش جاهز خالص يعني ولا إيه نظامك ؟ أجابه بالنفي قائلا : - لأ الحمد لله بابا الله يرحمه سايبلي مبلغ كويس بس مش هيكفي برضو ، وكمان سمعت ان والدها عاوز حد غني يعني فـ قلقت بصراحه نظر له فاروق بحماس ممزوج بالسعاده وخلاص : - خلاص يا عم روح طبعــا وبإذن الله ربنا يقدم اللي فيه الخير ، يعني ممكن يوافقوا علي إمكانياتك وممكن إنت تطول الخطوبه شويه لحد ما تجهز نفسك وطبعا ساعتها مرتبك كله هيتحوش للجهاز وممكن ربنا يرزقك بمكافئة او تثبيت او أي حاجه تزودلك المرتب شويه متقلقش . رجع إسلام بذاكرته قليلا ثم قفز من مكانه في سعاده وقال : - تصدق فعلا كانوا بيقولوا إنهم كل سنه في شهر 6 بيثبتوا واحد من اللي شغالين جداد ، وده طبعا بيكون علي حسب الكفاءة والضمير وكده ، وإحساسي بيقولي اني انا اللي هتثبت علشان انا أكتر واحد بشتغل في الموظفين الجداد ، احم احم ده بفضل ربنا طبعـــا ربت علي كتفه عدة مرات وقال : - خلاص يبقي إنت تروح تتقدم فـــورا وربنا ييسرلك الأمور ثم قال مؤكدا : - وبعدين يا عم لو ليك نصيب فيها محدش هيقدر يمنعكم عن بعض ، كل دي حجج البشر بيعملوها لكن اللي ربنا كاتبه هيحصل مهما كان ، إتطمن بقي إبتسم إسلام بسعاده وقال : - تصدق والله أحسن حاجه قولتها ، هي فعلا لو من نصيبي محدش هيقدر يمنعها عني ، هروح بقي وربنا ييسر الأمور ، إدعيلي هاه - حـــاضر ____________________ عاد إسلام إلي المنزل وذهب مباشره إلي غرفة هند وقال بحماس : - يلا روحي قوليلها إني عاوز اتجوزها بقي أخذت هند تضحك ضحكات متواصله أغضبته فقال : - وهو انا قولت حاجه تضحك للدرجادي ؟ أشارت إلي الساعه المعلقه علي الحائط وقالت بتعجب : - إنت شايف الساعه كام ؟ نظر للساعه وقال بعدم فهم : - اه 10 فيها إيه يعني ؟ أخذت تضحك مرة آخري وهي تقول : - وأنا اروح أبات عندها دلوقتي يعني ولا أعمل إيه ؟ نظر للساعه مره آخري فوجدها العاشرة مساءا بالفعل فضرب جبهته بيده وهو يقول : - أوبـــس ، معلش مش مركز نظرت له بمكر وقالت : - اللي واخد عقلك بقي أزاحها بتجاه الفراش وقال مازحا : - نامي يا هند يا حبيبتي شطـــوره ، علشان بكره الصبح نخرج نروح عند طنط سلمي جارتنا - ماشي هعديها مزاجي ، بكره بإذن الله أروحلها ونشوف ___________________ وبالفعل ذهبت هند في اليوم التالي إلي منزل سلمي ، جلست كل منهما تحدث الآخري عن الكثير من أمور الحياة ، كانت سلمي تتحدث بينما هند تفكر كيف تفاتحها في الآمر وأخيرا إستجمعت شجاعتها وقالت : - سلمي هو إنتي ممكن تتخطبي دلوقتي ؟ نظرت لها سلمي متعجبه وقالت : - إيه يا هند مانتي عارفه رأيي من زمان !! تنحنحت قائله بحرج : - طيب لو جالك واحد زي ما بتتمني بالظبط توافقي ؟ نظرت لها بتوتر وقالت : - وده هيجيلي منين ده ؟ قولي يا هند اللي عندك علطول قلقتيني تنهدت تنهيده قويه وحاولت ترتيب كلماتها وقالت : - انا جايبالك عريس وفيه تقريبا كل المواصفات اللي إنتي عاوزاها ، هينفع ييجي دلوقتي ولا المبدأ مرفوض أصلا ؟ أسندت رأسها بداخل راحة يدها وقالت بقلق : - طيب وهو مين العريس ده بقي ؟ أجابتها علي الفور : - إسلام أخويا إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب : - إسلام أخوكي ؟!! نظرت لها هند فشعرت بالتوتر وقالت بصوت هامس : - اه وحش ولا إيه ؟ تنحنحت سلمي بإحراج وقالت : - لأ والله مش قصدي ، علي عيني وعلي راسي طبعـــا ، بس يعني إنتي عارفه تفكيري كويس ومتهيألي إسلام أخوكي مش زي الشخص اللي في بالي خالص !! تنهدت هند بأريحيه وقالت : - لأ يا سلمي ده إسلام إتغير خــــالص ، ده حتي يا بنتي .... وأخذت تقص عليها التغييرات التي طرأت علي أخيها ، شعرت سلمي بالسعاده وهي تستمع إلي كلمات هند ، ليس لأنها تتحدث عن إسلام بحد ذاته ولكنها دائما ما تفرح عندما تعلم ان هناك شخصا آخر عرف الله وإقترب منه أكثر . إنتظرتها سلمي حتي إنتهت من كلماتها وكادت ان تتحدث ولكنها لم تجد ما تقوله فصمتت ، فقالت لها هند : - هاه إيه رأيك ؟ أجابتها بقلق : - مش عارفه بصراحه - طيب حتي قوليلي رأيك مثلا في شكله او في الكلام اللي سمعتيه او أي حاجه شعرت بالإحراج فقالت بصوت خفيض : - بصي الكلام اللي انا سمعته جميل طبعـا ويفرح أي حد ، وبالنسبه لشكله فأنا مشوفتهوش من زمان فمش مركزة في ملامحه يعني ، بس اصلا مش مهم عندي الشكل ، أهم حاجه من جواه عامل إيه أخذت تحرك يدها بحماس وهي تقول : - طب قولي بقي يلا يلا يلا ضحكت بشده وهي تقول : - أقول إيه بس ؟ - قولي إنك موافقه ، انا عارفه إنك موافقه يا اروبه بس مكسوفه ، وعموما يا ستي اقعدوا مع بعض وشوفوا هتتفقوا ولا لأ نظرت لها سلمي بجديه وقالت : - طيب إنتي متأكده من الكلام اللي قولتيه عليه ده ؟ ثم قالت بمرح : - مش علشان أخوكي بقي وكده هـــاه بدل ما أعرف الحقيقه وأعورك ضحكت بشده وهي تقول : - لأ والله كل اللي قولته عليه حقيقي ، وأصلا انتوا من بعد ما بدأتوا تلتزموا وإنتوا شبه بعض جـــدا وانا بصراحه عاوزه أخلص منكم إنتوا الإثنين وارتاح نظرت لها بقلق وقالت : - طيب بصي هفكر وأقولك نهضت هند من علي الفراش متجهه إلي باب الغرفه وهي تقول بجديه : - خلاص قشطه هقوله إنك وافقتي ، إبقي عرفي باباكي بقي علشان ميتفاجئش لما إسلام يتصل بيه قفزت سلمي من مكانها في فزع وقالت : - يا هند إنتي بتهزري ؟!! أطلقت ضحكات متواصله وهي تقول : - إنتوا ما ينفعش معاكم إلا كده ، يلا أنا همشي بقي ماشي ، سلام عليكم وقبل ان تستطيع الكلام وجدتها قد إختفت من أمامها فقفزت علي الفراش بخفه وسعاده وهي تقول : - والله مجنـــونه _________________ عادت هند إلي المنزل فوجدت إسلام في إنتظارها ، نظر لها بلهفه فلم تعره أي إهتمام فقال بحزن : - رفضت صح ؟ انا كنت حاسس ، يلا كل شئ نصيب وغادر المكان متجها إلي غرفته ، أسرعت الخطي وراءه وقالت بتعجب ممزوج بالمرح : - ياعم هو انا هلاقيها منك ولا منها ، بطلوا جنان بقي جننتوني معــــــاكم وانا غلبانه أصلا جلس علي حافة فراشه ونظر لها بيأس وقال : - ماهي لو كانت وافقت كنتي هتقولي علطول ، خلاص بقي حصل خير جذبته من مكانه وأوقفته أمامها مباشره وقالت : - ركز معايا كده وبلاش شغل الأفلام ده هاه ، وإسمعني كويس نظر لها بترقب وقلق ولم يتحدث أمسكته من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع : - إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ : - إسـلــــــــــام ------------------------------------------------------------------ هو مات ولا إيه ؟ وإيه رأيكم في موقف هند كأخت وصديقه ؟
__________________
|
#38
|
||||
|
||||
الحلقه الواحده والعشرون : أمسكت هند إسلام من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع : - إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ : - إسـلــــــــــام حاولت تحريكه يمينا ويسارا ولكنها لم تستطع فهرولت إلي الخارج وهي تصرخ بأعلي صوتها مناديه والدتها . وقبل أن تصل إلي غرفة والدتها سمعته يقول بمرح : - بـت يا هند عادت للغرفة ونظرت إليه بفزع وهو مازال مستلقيا علي الأرض وقالت بخوف : - إسلام مالك ؟ نظر لها بتعجب مصطنع وقال : - إيه ياختي عمرك ما شوفتي واحد ميت من الفرحه ولا إيه ؟!! نظرت له بإندهاش وقالت : - إنت بتهزر ؟ ولا إنت تعبان بجد ؟ ولا متفاجئ ولا إيه ؟!! نهض من مكانه وجلس علي حافة الفراش محاولا التعديل من هيئة رابطه عنقه الغير موجوده أصلا ونظر لها بغرور وقال : - يا بنتي أتفاجئ من إيه ؟ منا عارف إنها هتوافق أصلا ، هو انا في واحده تقدر ترفضني عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بعصبيه : - يا إسلام إنت بتستعبط !! هو ده وقت هزار أصلا ؟ وبعدين هي مقالتليش إنها موافقه اوي يعني إنتفض من مكانه وهو ينظر لها بخوف وقال : - اومال إنتي بتقولي وافقت إزاي ؟ جلست بجواره ووضعت ساقا فوق الآخري وهي تقول بتعالي : - ههههههاي شوف من شوية كان عاملي فيها رئيس الجمهورية ودلوقتي أخره فرخه مشلوله وكزها في ذراعها بشده وهو يقول بصرامه : - هند إخلصي وافقت ولا لا ؟!! رفعت حاجبها وهي تنظر له بإستفزار ولم تتحدث ، وكزها مره آخري بعصبيه وقال : - يا بت إخلصي نظرت له بإبتسامه وقالت مازحه : - خلاص حرام صعبت عليا هقولك وأمري لله ، بص هي طبعا كانت مكسوفه وكده ومقالتليش حاجه ، بس يعني مكانتش رافضه فأنا بقي أخدتها في دوكة وقولتلها هقول لإسلام إنك موافقه وطلعت أجري ، بس يا سيدي نظر لها بإعجاب وقال مشجعا : - جدعه يا هنود ، طالعه راجل من ظهر راجل نظرت له بإستهزاء وقالت : - هنشوف ياخويا الراجل ده هيكون شكله عامل إزاي لما عمو باباها يكلمك نظر لها بثقه وقال : - متقلقيش ، هستخبي تحت السرير بس _______________________ أخذت سلمي تفكر في الامر في حيرة ، فكلام هند عن إسلام أسعدها بينما هي رافضه تماما لفكرة الخطوبه أثناء الدراسه ، ولكن ماذا إذا كان إسلام رجلا بحق ؟ ماذا لو كان هو الشاب الذي تتمناه ؟ هل ترفضه بسبب إنشغالها بالدراسه ؟ ام تقبل به وتجلس معه لتعرف عنه أكثر وبعدها تقرر ؟ تنهدت بعمق ثم تذكرت كلمات هند وإنها سوف تبلغ إسلام ان سلمي وافقت علي رؤيته بالفعل ، فطردت الافكار عن رأسها وحاولت التفكير في أمر آخر . كيف ستخبر والدها ؟ هل سيوافق عليه ام انه اقتنع بوجهة نظر سلمي ولن يتدخل في حياتها قبل ان تتخرج ؟ أخذت تفكر كثيرا حتي إستجمعت شجاعتها وقررت الذهاب لإخبار والدها بالأمر كي يكون علي علم عندما يتصل به إسلام . ذهبت إلي غرفته وتركت بابها بخفه وقالت : - بابا حضرتك صاحي ؟ أجابها من الداخل علي الفور : - تعالي يا سلمي دخلت وجلست بجوارة وقالت بهدوء : - بابا في عريس عاوز يتقدملي وانا مش عارفه أعمل إيه ؟ حضرتك رأيك إيه ؟ نظر لها بتعجب وقال : - مش إنتي قولتي مش هوافق علي حد قبل التخرج ؟ بس عموما يعني لو غيرتي رأيك انا معنديش مشكله طبعا ، بس هو مين العريس ده ؟ أجابته علي الفور : - إسلام أخو هند صاحبتي نظر لها بتفكير وقال : - طيب وده مواصفاته إيه ؟ أخذت تتذكر كلمات هند وقالت مبتسمه : - هو مهندس ومحترم وشايل مسئولية هند ومامته من زمان وشغال في شركة كده بس نسيت إسمها نظر لها بإعجاب وقال : - مهندس ، طيب حلو جــدا يعني هيعيشك في مستوي كويس إبتلعت ريقها وقالت بتوتر : - اه طبعا إن شاء الله إبتسم لها قائلا : - خلاص ماشي نشوفه واللي فيه الخير يقدمه ربنا نظرت له بسعاده وقالت : - هقول لهند بقي علشان تخليه يتصل بحضرتك تبسم قائلا : - ماشي _____________________ وبعد ثلاثة أيام : قالت هند وهي تتجه مسرعه إلي غرفة أخيها : - إسلام سلمي إتصلت بيا وبتقولي انها بلغت باباها بالموضوع خلاص ، دلوقتي بقي المفروض تتصل بيه إنت وتحدد معاه ميعاد نظر لها بسعاده وقال : - قشــطه بقي ثم نظر لها بحيره وقال : - هما الناس بيقولوا إيه في الحاجات اللي زي دي ؟ يعني أتصل بيه أقوله ياعمي انا عاوز أتجوز بنتك ؟!! أطلقت هند ضحكات متواصله وهي تقول : - ياعم انا مالي قول اللي إنت عاوزه ، المهم تتكلم بس ثم أمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بوالد سلمي وأعطته الهاتف علي الفور ، تفاجئ من سرعتها ونظر لها بفزع وقبل أن يستطيع التحدث سمع صوتا يقول : - السلام عليكم إبتلع ريقه قائلا بحرج : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته صمت للحظات محاولا الحصول علي أي كلمة ولكنه لم يجد ، أخذ ينظر لهند بقلق ويحاول إستغاثتها لتخبره بأي شئ يقوله ولكنها لم تفعل فسمع الصوت مره آخري يقول : - مين معايا ؟ قال بتوتر : - انا إسلام يا عمي أخو هند صاحبة الأنسه سلمي بنت حضرتك - أهلا يا إسلام إزيك ؟ - الحمد لله يا عمي بخير ثم تنحنح قائلا : - كنت حابب أحدد ميعاد مع حضرتك علشان أجي اتقدم للأنسة سلمي قال بجديه : - طيب يابني إحنا فاضيين بكره او الإسبوع الجاي اللي يريحك - خلاص بإذن الله نيجي بكره ، ممكن علي الساعه 7 كده كويس ؟ - تمام كويس - ماشي يا عمي بإذن الله قبل الميعاد هتصل بحضرتك ، سلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخذ يكرر الضغط علي زر الإغلاق للتأكد من ان والدها لن يسمعه بعد الآن ، إرتمي علي الفراش بإجهاد قائلا لهند : - مكنتش أعرف ان الموضوع صعب اوي كده ، انا حاسس اني قربت أنصهر نظرت له بإستعلاء وقالت : - ههههاي وأخيـــرا بقي هعرف أفرح فيك ، قولتلي بقي إني راجل من ظهر راجل هاه ؟ قذفها بالوساده بمرح وقال : - طيب الله يخليكي يا هند هاتيلي الحته اللي ع الحبل بقي ولمعيلي الجذمه وكده يعني ، ولو عندك شويه برفيوم من أي نوع ميضرش برضو رفعت حاجبها قائله بغضب : - ألمعلك الجذمه ؟ أهي دي أخرتها كمان !! انا خلاص دوري خلص لحد كده ، قابل بقي يا معلم _________________ - يا سلمي تعالي عاوزك قالها والدها بعدما تحدث مع إسلام وحدد معه ميعاد الرؤية الشرعيه ، جاءت علي الفور وقالت بإبتسامتها المعتاده : - نعم يا بابا نظر لها بجديه وقال : - العريس هييجي بكره بعد المغرب إن شاء الله نظرت لها بإنتباة وقالت : - بكره بكره يعني ؟ اليوم اللي طالع ده ؟!! أجابتها ضاحكا : - أيوه بكره اليوم اللي طالع ده عادت للخلف قليلا وقالت بحياء : - ماشي يا بابا اللي تشوفه تركته وعادت إلي غرفتها وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع قائله بتعجب : - بكره ؟ طب بكره إزاي ؟ أوام كده ؟!! إستر يـــــارب سمعتها ولاء فقالت متعجبه : - هو إيه اللي بكره ؟ تنهدت بسعاده وهي تقول : - إسلام أخو هند جاي يتقدملي بكره قفزت ولاء من مكانها وهي تقول بفرحه : - إسلـــــام ؟ كويس جدااااا ، ده ولد شيك وروش جدا أصلا ثم نظرت لسلمي بإستنكار وقالت : بس إنتي اكيد مش هتوافقي عليه أصلا !! تبسمت سلمي قائله : - شيك وروش ؟ طب والله كويس ، وضيفي عليهم بقي كلمة ملتزم نظرت لها بتعجب وقالت : - ملتزم إزاي ؟!! حاولت إستفزازها وقالت بسعاده : - أيــوه يا بنتي ماهو من سنه وشوية كده بقي معقد زيي الحمد لله ، يعني دلوقتي شيك ومعقد في نفس ذات اللحظه ، والله حاجه تفرح ثم نظرت لها متعجبه وقالت : - بس صحيح إنتي إزاي عرفتي انه شيك وروش زي ما بتقولي ؟ ده انا نفسي صاحبة اخته اهو بس معرفش عنه حاجه قالتها علي الفور : - لأ ما انا كنت دايما بشوفه مع اصحابه في الشارع ، يلا ما علينا المهم انتي توافقي بس تنهدت بحيره وقالت : - قــــولي يـــارب _______________________ وفي اليوم التالي : إرتدت سلمي ملابسها وجلست علي الفراش بتوتر كعاده كل فتاة في ذلك الوقت ، سمعت جرس الباب فزادت ضربات قلبها بشده ، إقتربت من باب غرفتها وفتحت منه جزء صغير لتستطيع رؤية أي شئ ولكنها مع الأسف لم تري شيئا ، ولكن سمعته وهو يتحدث مع والدها ومن الواضح ان والدته فقط هي التي معه ، أخذ يحدث والدها عن عمله وأخلاقه وعائلته ووالده المتوفي وحياته وأشياء من هذا القبيل . بعد عدة دقائق سمعت أصوات أقدام والدها تقترب من غرفتها فتبينت انه ات ليأخذها ، توترت أكثر حتي وجدت باب غرفتها يفتح من قبل والدها وهو يقول لها : - يلا يا سلمي مشيت خلفه علي إستحياء وجلست في المكان الذي أشار إليه والدها ، ظل الاب يتحدث عن إبنته ودراستها وأخلاقها ومعاملتها لهم وهي صامته تماما لا تتحدث ، تبتسم وفقط . نظرت والدتها لوالدها نظرة ذات معني ، قام الأب وطلب من سلمي الجلوس مكانه وإستئذن هو للذهاب للداخل قليلا لكي يفعل شئ ما ، بينما نهضت والدة سلمي بصحبة والدة إسلام وجلسا في الغرفة المفتوحه علي الصالة في مواجهة إسلام وسلمي مباشره . نظر لها مبتسما وقال : - ازيك ؟ أجابت بخجل : - الحمد لله صمت قليلا وهو يفرك يده بالآخري في توتر ويحدث نفسه قائلا : - فيــــــن الإسئلة اللي كنت محضرها !! كاد أن يضرب رأسه بيده ليتذكر أي شئ ولكنه تذكر انها ستراه فأحس بالإحراج وحدث نفسه مره آخري قائلا : - ياض مانت لسانك طويل علطــــول ، إشمعني دلوقتي ، يــــارب أي حاجه شكلي بقي وحش ثم وجد نفسه يحدثها بدون تفكير : - بتحبي الرغي ؟ نظرت له بتعجب ممزوح بالخجل وقالت : - رغي ؟!! إنتبه لما قال فتنحنح بإحراج قائلا : - هكلمك عن نفسي يعني ، تحبي أختصر ولا أقولك كل حاجه ؟ ظلت تفكر للحظات وهي تقول لنفسها : - طيب لو قولتله يقول كل حاجه عن نفسه ممكن يقول مدلوقه ، وفي نفس الوقت برضو انا عاوزه اعرف كل حاجه ، متهيألي ده حقي أصلا ! إجابته علي الفور : - لا إتفضل قول كل حاجه تحب تقولها نظر لها مبتسما وبدأ حديثه قائلا : - إحنا عندنا 2 إسلام ، إسلام بتاع زمان وإسلام بتاع دلوقتي .. انا عيشت أكتر من 20 سنه من حياتي كده بدون هدف ، كان هدفي الوحيد أكون عايش مبسوط ومتفوق وبس ، مكنتش اعرف انا مخلوق ليه ولا مهمتي في الدنيا دي إيه ولا أي حاجه ، كنت بمعني اصح مستهتر ومش بعمل حاجه مفيده ، يمكن الحاجه المفيده الوحيده اللي عملتها هي اني اتحملت مسئولية ماما وهند وكمان ده مكنش بمزاجي ده كان غضب عني لما بابا الله يرحمه مات . أما بقي دلوقتي الموضوع مختلف ، يمكن إتأخرت شويه بس الحمد لله ربنا هداني ، من حوالي سنتين إلا شويه كده بدأت أقرب من ربنا وأصاحب صحبة صالحه ، بدأت أعرف انا عايش ليه ؟ عرفت ان هدفي الأساسي هو الجنه ، وإن كل حاجه بعملها في دنيتي دي المفروض توصلني للجنه ، مذاكرتي وشغلي ونومي وأكلي وجوازي وأولادي وأهلي وكــــل حاجه بعملها في حياتي لازم أعملها بس علشان أرضي ربنا ، عرفت يعني إيه بجد إحساس انك تستشعر قرب ربنا منك ، تحس بجد بكلمات القرآن بتلمس قلبك ، تحس إنك مش عايز حاجه من الدنيا دي غير رضا ربنا وبس ، أي نعم انا لسه في بداية الطريق لكن بحمد ربنا في كل وقت انه هداني قبل ما أموت وانا بعيد . السبب بقي في تغييري من إسلام رقم 1 لإسلام رقم 2 هو حبيبي وصديق عمري محمد الله يرحمه محمد ده كان كتله خيـر وحنان ماشيين علي الارض ، كان دايما بيوجهني للطريق الصح ودايما واقف جنبي في كل مشكله تقابلني ، كان بيحبني أكتر من نفسه وكان بيقولي كتيــر اوووي اننا لازم نقرب من ربنا قبل ما نموت بس أنا كنت مستهتر اوي ساعتها ومكنتش متخيل أبدا انه ممكن يروح مني كده بين يوم وليله . وبس من ساعتها بقي بدأت أفوق لنفسي وأعرف انا عايش ليه وأقرب من ربنا وأفهم أكتر عن ديني وكده ، رغم ان هو مش معايا دلوقتي بس روحه عايشه جوايا أصلا وبإذن الله أي حاجه حلوه بعملها دلوقتي تكون في ميزان حسناته . نظر لها بإبتسامه وهو يمسح علي عينيه ببطء حتي لا تخرج منها دمعة حائره ، تنهد بعمق وقال : - هو ده بقي إسلام أخذت سلمي تستمع إلي كلماته وهي ما بين السعاده والحزن والتأثر والفخر ، أحست بمشاعرها مختلطه تماما وما إن إنتهي حتي قالت بصوت خفيض : - ربنا يرحمه تبسم وهو يقول بأدب : - ممكن انا بقي أسألك ؟ - إتفضل صوب نظرة تجاهها وقال : - مين هي سلمي ؟ إتسعت إبتسامتها وهي تقول : - أرغي برضو ؟ إرتفعت ضحكاته وهو يقول بمرح : - اه إرغي تنهدت بعمق وهي تنظر للارض وبدأت حديثها قائله : - سلمي برضو نفس نظام حضرتك كده ، يعني كانت عايشه حياتها كلها كده وخلاص ، كانت دايما بتحس إن ليها دور في الحياة بس هي مش عارفه إيه هو ، بتحس ان حياتها ناقصه حاجه معينه بس هي مش عارفاها ، من الأخر كنت عايشه وخلاص زي ناس كتير لحد ما ربنا رزقني ببنوته من علي الفيس إسمها حفصه عرفتني علي جروب كده شقلب حياتي كلها ، إتعلمت منه حاجات كتير جـــدا ، عرفت انا عايشه ليه وإيه هدفي في الحياة ، بدأت أغير من نفسي والحمد لله بطلت حاجات كتير كنت بعملها غلط ولسه بحاول أكمل طريقي أهو ، كمان غيرت تفكيري تماما وأهدافي ، دلوقتي بقيت أهدافي كلها متعلقه بالجنه وبقيت بعمل أي حاجه علشان أرضي ربنا وبس ، مش هنكر ان سعات بييجي عليا وقت ضعف كده ومش بكون عارفه أعمل أي حاجه ، ويمكن كمان الموضوع ده زاد بعد ما حفصه سابتني واتجوزت ، بس برضو الحمد لله ربنا مقويني وبيرجعني تاني للطريق المستقيم . أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع إلي كلماتها ، فكأنها تتحدث عنه هو وليس عن نفسها ، راوده سؤال كان لابد منه فقال بلهفه : - لو ربنا رزقك بزوج كويس بس فقير هتوافقي ؟ همت بالتحدث ولكنه قاطعها مسرعا وقال : - عاوزين نتفق علي حاجه الاول ، كل كلمة هنقولها هنا هنكون مقتنعين بيها 100% ماشي ، يعني مش عايزين نزوق الكلام والحاجات دي ، أكيد كل إنسان فينا مهما كان كويس برضو جواه حاجات وحشه ، علشان كده كل واحد فينا هيقول اللي بيفكر فيه بكل صدق حتي لو هيبان انه وحش في النقطه دي ماشي ؟ وطبعا علي الطرف التاني إنه يحسن الظن تمام ؟ إبتسمت له قائله : - علي فكره أنا أكتر شخص بكرهه في حياتي اصلا الكذاب واللي بيخلف وعده ثم أردفت قائله : - علشان كده بقي انا اوعد حضرتك اني هتكلم بكل صدق ، مبدأيا كده علي حسب درجه الفقر ده ، وعلشان أكون صادقه مش هقدر أجزم اني هقدر أعيش في عشه فوق السطوح مثلا ، لكن لو شقه صغنونه كده حتي لو إيجار والمرتب صغير شويه مفيش مشكله ، وطبعا الشبكه والحاجات دي كلها مش فارقه معايا طالما الإنسان بيخاف ربنا فعلا وهياخد بإيدي للجنه . أحب إسلام صراحتها ، فكان من الممكن ان تقول انها تقبل زوجها فقيرا وفقط ، ولكنها أرادت ان توضح له رأيها بالتفصيل كي يكون علي نور . سألها مره آخري قائلا : - لو قولتلك قوليلي صفات زوجك المستقبلي في جمله واحده وبعدين فسريها في جمله برضو هتقولي إيه ؟ أخذت تفكر قليلا ثم قالت : - إجابتي هتكون " يكون حد بيخاف ربنا بجد وهدفه الجنه وبس " والتفسير بقي " إنه لو خاف ربنا فعلا وعاش حياته كلها بيعمل لآخرته أكيد هيكون إنسان كويس بلاشك " سألها ثانية : - طيب والصفات اللي حباها تكون في شخصيته ؟ نظرت له في حيرة وقالت : - يعني يكون راجل بجد ، مسئول ، صادق ، خلوق ،عارف يقول إيه وإمتي ، مش بيرجع في كلمته ، بيساعد أهل بيته . مــ الآخر يكون حد قدوته النبي عليه الصلاة والسلام ، يحاول دايما يشوف سيدنا محمد كان بيتصرف إزاي ويعمل زيه هم أن يسألها مرة آخري ولكنه سمع أذان العشاء فنهض من مكانه وقال بمرح : - أنا هروح أصلي وآجي تاني علشان نكمل ثم صوب نظره تجاهها وقال : - ولا مجيش ؟ نظرت إلي الارض بخجل ولم تتحدث ، فقال مازحا : - أجي تاني ولا أروح علي بيتنا بقي ؟ إنكمشت في نفسها أكثر وكادت ان تنصهر من الإحراج فأحس بها وقال : - خلاص نكمل مره تانيه بإذن الله ، يلا السلام عليكم نادي علي والدته ووقف عند الباب في إنتظار والد سلمي ليودعه قبل المغادره ، صافح كل منهما الآخر وهبط درجات السلم كالأطفال وهو يقول لوالدته بسعاده : - والله حلوه حكاية الرؤية الشرعيه دي يا حجه ، ما تيجي نعمل كده كل يوم ضربته علي كتفه بمرح وقالت : - إمشي يا واد بدل ما حد يسمعنا ونتفضح أوصلها إلي المنزل وذهب هو لأداء الصلاة ، وعندما عاد وجد هند تنتظره بلهفه فدخل غرفته ولم يعرها أي إهتمام فقالت بغضب : - يا إسلام خلص وإحكيلي عملت إيه رفع حاجبه قائلا بتعالي : - عاوزه حاجه يا أنسه ؟ وكزته في ذراعه بشده وهي تقول : - إسلام خلص بجد ! جلس علي حافة الفراش وهو ينظر لها بسعاده قائله : - هييييح ماشي ، مبدأيا كده يا ستي أول ما قعدت قدامها حسيت اني معاق مكنتش عارف انطق ولا كلمة وكل الاسئله اللي كانت في دماغي طارت والحمد لله ، روحت بقي قعدت أحكيلها عن نفسي وهي كمان حكتلي عن نفسها وكده وبس رفعت حاجبها قائله بإستنكار : - يـــاراجل !! هو ده بس اللي حصل ضربها علي كتفها بطرف يده وقال بخجل مصطنع : - ما تكسفينيش بقي يا هند الله ضحكت قائله : - أهم حاجه بس عملت فيها مؤدب ولا عرفتها إنك مجنون ؟ - والله يا بنتي أنا حاولت أعمل مؤدب علي قد ما اقدر بس اللي فيه طبع بقي ، عموما متقلقيش انا هعرفها اني لاسع حبتين او هخليكي تقوليلها ، إحنا أتفقنا ع الصراحه فـ كل حاجه . ثم نظر لها مستنكرا وقال : - وبعدين هو حد لاقي واحد كيوت زيي كده اليومين دول ؟ كادت ان تضحك ولكنها تذكرت شيئا هاما فجأة وقالت : - صحيح إتفقت مع باباها إنك هتبلغه برأيك إمتي ؟ ضرب رأسه بشده وهو يقول بدهشه : - أوبــــس ، تصدقي نسيت ! ---------------------------------------------------------------------------------
__________________
|
#39
|
||||
|
||||
الحلقه الثانية والعشرون :
عادت سلمي إلي غرفتها وهي في غاية السعاده ، فكلمات إسلام جعلتها تشعر وكأنه الشخص الذي تبحث عنه طيلة حياتها ، يفكر مثلها وأهدافه وصفاته قريبه منها وأيضا بدأ إلتزامه في نفس الفترة التي بدأت فيها هي ، كانت تشعر وكأنها تجلس أمام نفسها وليس امام شخص آخر ، كل هذا جعلها تشعر بالراحه المبدئية تجاهه ، قطعتها ولاء من تفكيرها عندما دخلت عليها قائله بمرح : - هاه عملتي إيه يا عروثه إرتمت سلمي علي الكرسي المجاور لها وقالت بسعاده : - عملت كل خيــر نظرت لها بلهفه وقالت : - هاه يعني وافقتي ولا لأ رفعت حاجبها قائله بتعجب : - أوافق علي إيه يا بنتي ؟ هو أنا لحقت ؟!! مش لما أصلي إستخاره الأول وافكر وكده جلست بجوارها قائله بهمس : - طيب هتبلغيهم برأيك إمتي ؟ إنتبهت سلمي فجأة وقالت : - تصدقي بابا مقالش حاجه عن الموضوع ده ، ولا إسلام كمان ! أطلقت ضحكات متواصله وهي تقول : - الواد إتلبخ يا عيني ، يلا ما علينا ، المهم يعني هتعرفوا رأي بعض إزاي ؟ أجابة سلمي بإبتسامتها المعتاده : - أولا متقوليش واد علشان كده عيب ، ثانيا عادي أكيد هند هتتصل بيا في أي وقت وتقولي رأيه وبعدها بقي أنا أقول رأيي ضحكت ولاء بمرح وقالت : - عيب ؟!! وماله ثم إلتفت لها بإنتباه وقالت : - طيب قوليلي حسيتي إنك عجبتيه يعني ؟ تلقاه يا عيني إتصدم لما شافك وكأنك لسه صاحيه من النوم كده زفرت سلمي بضيق وقالت : - ولاء إحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده ؟ وقولتلك ساعتها رأيي وهفضل متمسكه بيه ، وبرضو مش هحط نقطه ميك اب واحده علي وشي وهطلع بطبيعتي جــــدا ، لو عجبه كده تمام معجبهوش يبقي خلاص ده نصيب ، أكيد يعني مش هفرح لما أكب وشي في جردل ميك اب والولد يا عيني يعجبه الشكل وبعد الجواز يشوفني علي الطبيعه ويتصدم !! انا بحب شكلي كده وواثقه في نفسي الحمد لله ، واللي مكتوبلي هيتجوزني علي شكلي ده ومن غير ما أضطر إني أخدعه او اظهر بشكل غير شكلي ، وساعتها يا ستي لما نتجوز هيبقي يشوف شكلي بالميك اب براحته . تنهدت ولاء بملل وقالت : - ماشي يا ستي براحتك ، بس ده الطبيعي يعني !! أومأت برأسها نفيا وقالت : - الطبيعي فعلا إنك تكوني علي طبيعتك تماما ، علشان لما يتجوز يشوف الأحلي مش الأوحش ، فهماني ؟ وبعدين أبسط حقوقه يعني إنه يبقي عارف شكلك الحقيقي ، صح ولا إيه ؟ - ماشي _____________________ وفي اليوم التالي : ظل إسلام يدور في غرفته في حيرة ، فهو لم يستطع التحدث مع سلمي إلا قليلا ولم يعرف عنها سوي القليل ، ذهب لغرفة والدته وطرق الباب بخفه قائلا : - ماما إنتي صاحيه ؟ نهضت من فراشها بتثاقل وقامت بفتح الباب وقالت بحنان : - أيوه صاحية تعالي دخل الغرفه وجلس بجوارها وقال بجديه : - ماما هو إحنا ينفع نروح لسلمي تاني ؟ علشان إمبارح ملحقتش أتكلم معايا كتير يعني ولسه معرفش حاجه عنها برضو . إبتسمت قائله بحنان : - يعني إنت لسه مش عارف تحدد إذا كنت موافق ولا رافض يعني ؟ تنهد قائلا بسعاده : - هو انا غالبا يعني موافق ، بس برضو حابب أعرف عنها أكتر وكده ، ينفع نروح مره كمان ولا خلاص كده ولازم أقول رأيي ؟ ربتت علي كتفه قائله بإبتسامه : - اه ينفع عادي ، خلي اختك تكلمها وتشوف رأيها إيه في الموضوع ده ، بس خد بالك خليها تجس نبضها الاول وتشوف مايله للقبول ولا للرفض ، علشان لو هي رفضت هيكون شكلك وحش لو عرفت إنك عاوز تروح تشوفها تاني .. نهض من مكانه وهو يقول بحماس : - متقلقيش يا كبيره ، هروح بقي أشوف البت هند وقبل إن يغادر الغرفه وجد هند بإنتظاره وهي تقول بمرح : - تم سماع كل شئ بنجاح ، والآن سوف يصل هذا الكلام إلي الأخت سلمي ويقال لها إنك موافق وبتستعبط نيهاهاهاهاهاها أمسكها من شعراتها وهو يرفع حاجبه قائلا بمرح : - إبقي إعمليها كده وانا هوريكي ، فاكرة الجثه اللي كانت هتكون تحت الشباك هاه ؟ أفلتت شعرها من يده وإبتلعت ريقها قائله بخوف مصطنع : - تمام يا فندم جاري الإتصال حالا عادت لغرفتها وإسلام خلفها وأمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بسلمي قائله : - السلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أخيـــرا بطلتي ألــو دي - بطلت ياختي بطلت ، المهم عاوزه أعرف رأيك في الموضوع نظرت سلمي للمرآه وهي متعجبه وقالت : - رأيي في إيه يا بنتي هو انا لحقت ؟ ده انا كمان لسه مصليتش إستخاره والله نظرت هند لإسلام بسعاده وهي تقول بصوت مرتفع : - إيــــه ؟ بتقولي موافقه ، يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك إنتابتها حاله من الذهول وقالت بصراخ : - موافقه إيه يا هند إنتي بتستعبطي ؟ ثم نظرت للجانب الآخر وقالت بتساؤل : - وكمان بتعلي صورتك كده ليه ؟ اوعي يكون في حد جنبك يا هند ! غمزت هند لإسلام وهي تقول ببراءة : - لأ مفيش حد جنبي ده إسلام بس زفرت سلمي بضيق وقالت بصوت هامس : - هنــــــد إنتي بتهرجي ؟!! في حد يعمل كده ؟!! إتفضلي صلحي اللي عملتيه ده بقي علشان خليتي شكلي وحش حرام عليكي أطلقت هند ضحكات عاليه وقالت : - يا ستي مش بهرج ولا حاجه ثم نظرت لإسلام وقالت : - ما قالتش إنها موافقه ياعم ، انا اللي بستعبط ثم عادت لسلمي مرة آخري وهي تقول : - المهم كنا عاوزين نيجي مره كمان ينفع ولا إيه ؟ تنهدت بحيره وقالت : - مش عارفه ، قولوا لبابا وشوفوا رأيه إيه ؟ قالت بسرعه هائله : - قشـطه ، يعني موافقه إننا نيجي تاني ، ماشي هقول لإسلام يكلم باباكي ، يلا سلام وأغلقت الهاتف بسرعه . نظر لها إسلام بتعجب وقال : - ليه اللفه دي كلها ؟ ما كنتي قولتي اللي إحنا عاوزينه وخلاص !! صوبت نظرها تجاهه وهي تقول بجديه : - كان لازم أجننها شويه علشان أحس من طريقة كلامها إذا كانت موافقه ولا لأ ، ولما حسيت انها ممكن تكون موافقه قولتلها إننا جايين وقفلت بسرعه علشان متتحرجش . ثم نظرت له بثقه وقالت : - في حاجات كده يا إسلام لازم تستخدم فيها ذكائك ، ومن الذكاء إنك تستعبط في بعض المواقف علشان متحرجش اللي قدامك وبرضو توصل للي إنت عاوزه . نظر لها إسلام بفخر وقال بمرح : - تصدقي إنتي برنصه نظرت له بتعالي وقالت : - عارفه عارفه _____________________ إتصل إسلام بوالد سلمي وطلب منه الحضور لعمل رؤية شرعيه ثانيه قبل إخبارهم بقراره ، وافق الاب علي ذلك وتم تحديد الميعاد في الإسبوع القادم ، كانت سلمي أيضا سعيده بهذا القرار ، فهي لم تعرف شيئا عن إسلام سوي انه تحول من شخص غير ملتزم إلي شخص أكثر جديه وإلتزاما ليس إلا ، لا تعرف شيئا يذكر عن حياته ولا عمله ولا قراراته ولا مسئولياته ولا أراءه في بعض الأمور ولا أي شئ آخر سوي ما قاله هو وما قالته هند عنه . مر الإسبوع ببطء شديد ولكنه إنتهي أخيرا وجاء يوم المقابله ، عاد إسلام من صلاة العصر وما إن دخل المنزل حتي سمع رنين هاتفه المحمول ، أجاب فإذا به فاروق فقال مبتسما : - يا رااااجل إنت لسه فاكرني ؟!! أخص عليك بتصل بيك طول الإسبوع وإنت مش بترد عليا ! ضحك قليلا وقال علي الفور : - انا تحت البيت أسرع إسلام الخطي نحو الشرفه وأطل منها فلم يري شيئا فقال متعجبا : - إنت فين ؟ قال فاروق مازحا : - يا عم إنزل بس وهتشوفني هبط درجات السلم علي عجل ووقف أمام الباب فلم يري شيئا ، ولكن سرعان ما ظهر فاروق أمامه قائلا بمرح : - تـاتـاتـاتـــــــاه ، إيه رأيك بقي في المفاجئه دي ؟ شكلي كيوت صح ؟ عاد إسلام للخلف وهو ينظر له في ذهول ثم قال مداعبا إياه : - عملتها برضو يا مجنون ، يعني مش طولت دقنك بس ، لا كمان جلبيه بيضا وحركات أطلق فاروق ضحكات عاليه متواصله وقال : - طولت دقني !! إسمها أعفيت لحيتي يا عم الحاج ، هفضل أعلم فيك لحد إمتي بس ؟!! جذبه إسلام من لحيته وقال بمرح : - والله حلوه ، أهو الواحد يلاقي حاجه يشدك منها برضو ثم أخذ يلعب في شعره ليستفزه وقال : - والشعر الحلو ده بقي مش هيتغطي ولا إيه ؟ لأ ومسرح وحاطط كريم وحركات ، مش لايق علي فكرة أبعد يده بخفه ورفع حاجبه قائلا بإبتسامه : - لأ حلو كده وعاجبني ، عقبالك بقي يا أخ أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا عدة مرات وهو يقول برفض : - لا يابني بعيده اووي وصعبه كمان ، خليني ماشي واحده واحده كده تنهد فاروق بسعاده وقال : - بس عارف ؟ بقيت مرتاح اووووي دلوقتي لما أعفيتها وحسيت كده إني مسئول وقدوه وبحاول دايما أكون مثال للملتزم اللي بجد من الداخل والخارج ، كمان والله اللحيه هي اللي بتربيك مش إنت اللي بتربيها ، لإنك لو فكرت تعمل أي حاجه حرام بتلاقي نفسك تلقائي بتقول أنا ملتحي ما ينفعش أعمل كذا ، فبتساعدك بقي علي إنك تكون أفضل . كمان بصراحه لما قريت حديث الرسول صلي الله عليه وسلم : " قصوا الشوارب وأعفوا اللحى ، خالفوا المشركين" رواه البخاري ومسلم وان جمهور العلماء إتفقوا علي وجوب إعفاء اللحيه وحرمة حلقها ومفيش بس غير المذهب المعتمد عند الشافعيه اللي بيقول بكراهية حلقها لا حرمتها . بصراحه انا قلقت وقولت أتقي الشبهات بقي وكمان ربنا سبحانه وتعالي لما قال في القرآن : " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " قلت لأ يا واد يا فاروق إنت مش هينفع تستني أكتر من كده ، قومت بقي يا سيدي أخدت قراري إني أعفي لحيتي إبتغاء مرضاة الله وإتباع سنه النبي عليه الصلاة والسلام وكمان الحمد لله عمو والد نهي شجعني وهي كمان ، وأديني بقيت ملتحي أهو وهي كمان لبست النقاب من يومين ، هيييح بقي الحمد لله ع الراحه اللي انا فيها دلوقتي . نظر له إسلام بتعجب وقال : - هي كمان لبست النقاب ؟ أجابه مبتسما : - اه الحمد لله ، رغم إني مش هينفع أشوفها تاني بس برضو انا مبسوط من القرار ده ، وبإذن الله نحاول نظبط الإتفاقات بتاع الجواز علطول ونقرب كتب الكتاب شويه بقي رفع حاجبه قائلا بحزن : - مش هينفع تشوفها كمان ؟! ليه ؟ تنهد بأريحيه وقال : - بص يا سيدي " الخطوبه ماهي إلا وعد بالزواج " يعني انا بالنسبه لها راجل غريب والحكم اللي هيمشي علي أي راجل غريب لازم يمشي عليا انا كمان ، الفرق بس إنه يجوز ليا أروح عندهم واتكلم معاها علشان نقرب أفكارنا ونتفق علي حياتنا وكده ، لكن طبعا يكون الكلام ده بدون خلوه وفي وجود محرم يعني . والله أعلم طبعا نظر له بحزن وقال : - الواحد حاسس إنه مش عارف أي حاجه في الدين والله ، وخصوصا بقي اني تقريبا كده والله أعلم داخل علي خطوبه ولازم أقرأ في الضوابط بتاع الخطوبه وكده قفز فاروق من مكانه في سعاده وقال : - خطـــوبه ؟!! إمتي ده وحصل إزاي ؟ نظر له بتعالي وقال : - ماهو يا استاذ لو كنت بترد علي التليفون كنت عرفت إني اتقدمت للبنت اللي قولتلك عليها دي وروحتلها مره وبإذن الله النهارده رايح تاني ربنا ييسر بقي ، إدعيلي يا شيخنا ربت علي كتفه بحنان وقال : - ربنا يتمم لكم علي خيـــر يا إسلام لو فيكم الخير لبعض ، وبعدين ياعم منا كنت عاوز أعملهالك مفاجئه ثم نظر له ضاحكا وقال : - مش كفايه ياخويا إني مستحملتش أستني لحد ما اللحيه تطول ع الآخر وجيت أقولك علطول أهو إبتسم قائلا بمرح : - ماشي يا عم كتر خيرك أمسكه من يده وقال بإبتسامته المعتاده : - هروح انا بقي يا عريس علشان تلحق تحضر نفسك ، ربنا يوفقك ويتمملك علي خيــر - ماشي يا فاروق ، يلا السلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته __________________________ وبعد صلاة المغرب أعد إسلام نفسه لزيارة سلمي للمره الثانيه ، إرتدي أفضل مالديه هو ووالدته وذهب إليها ، دخل منزلها وجلس مع والدها قليلا ثم خرجت هي بخمارها وحيائها المعتاد . جلست أمامه وبدأ حديثه معها قائلا : - انا قولت بقي أجي مره كمان علشان ملحقناش نتكلم المره اللي فاتت يعني إبتسمت بخجل وقالت : - اها نظر لها بجديه وقال : إحنا إتفقنا إننا هنتكلم بكل صراحه صح ؟ وبناء عليه فأنا أحب أعرف عن شخصيتك أكتر ، يعني إيه الحاجات اللي بتضايقك ؟ إيه اللي ممكن تستحمليه ؟ طباعك وإيجابياتك وسلبياتك وكده يعني ، وطبعا ده بس علشان أفهمك أكتر وأعرف هل ممكن يكون في توافق في تفكيرنا وشخصياتنا ولا لأ ثم تنحنح قائلا بحرج : - معلش انا صريح شويه ، بس بصراحه بشوف إن الحاجات دي مهمه جــدا ، لأن ممكن اتنين يكونوا ملتزمين جــدا وكويسين بس شخصياتهم غير بعض وميعرفوش يتفاهموا ويحصل بينهم مشاكل كتير بسبب الموضوع ده ثم إبتسم قائلا : - يلا معاكي المايك نظرت للارض بخجل وقالت : - مبدأيا كده انا متفائله جــدا وقويه إلي حد ما ، يعني مش عندي حاجه إسمها مستحيل وبحاول دايما أدوس علي نفسي علشان أعمل الصح ، مش بيهمني حد طالما انا بعمل اللي يرضي ربنا ، كتير اووي بتناقش وبختلف مع الناس بس دايما الحمد لله محافظة علي هدوئي ومش بتخانق مع حد لو الحوار إشتد او كده ، وده طبعا مش حاجه من عندي ولكنه فضل من عند ربنا إن طبيعتي مش بعرف اتخانق أصلا , ده طبعا ميمنعش إني ممكن أنفجر كده كام مره بس في الغالب يعني هاديه . في حاجه مهمه بقي في شخصيتي لازم زوجي المستقبلي يبقي فاهمها لأنها هيتوقف عليها حياتنا كلها أصلا ، انا مش عارفه هي حاجه حلوه ولا وحشه بس برضو لازم أقولها لانها مهمه جدا بالنسبالي . وهي إني من النوع اللي مش بيعرف يتخانق اوي لكن بيشيل جواه ، يعني دايما لما حد يتكلم عليا وحش او يظلمني او يطلعني غلطانه في حاجه او كده بحاول مره واتنين وتلاته وعشره إني أوضح وجهة نظري ، لو لقيت إستجابه يبقي تمام ، ولو لقيت الإسلوب برضو فضل حاد فأنا مش بعرف أتكلم وبنسحب في هدوء . طيب انا بقول الكلام ده ليه دلوقتي ؟ لأن الموضوع ده لو حصل من زوجي المستقبلي تبقي مصيبه ، لان غالبا المشكله دي بتتكرر في كل البيوت وبصراحه انا مش هسمح إن يحصل كده في بيتي علشان كده كان لازم اعمل زووم عليها . ثم قالت مفسره : - يعني تلاقي الاتنين مختلفين في نقطه معينه وبيتخانقوا جامد وكل واحد بيحاول يطلع نفسه هو اللي صح ولما ميلاقوش حل كل واحد فيهم يشيل جواه من التاني ومع الوقت بيبدأوا يبعدوا عن بعض ومهما يحاولوا يرجعوا زي الاول مش بيقدروا . معلش لو إتكلمت كتير في الموضوع ده ، بس من كتر المشاكل اللي الواحد بيسمع عنها وبيقرأها كان لازم أوضح النقطه دي جـــدا ، ومش عارفه بقي ده وقتها أصلا ولا لا . نظر لها بتفهم وقال : - لأ طبعا إنتي عندك حق والنقطه دي مهمه جــدا ولازم الواحد يكون واخد باله منها ، يعني انا مبسوط إنك قولتيلي أصلا . ثم نظر لها بجديه وقال : - بالنسبالي بقي فأنا مجنون شويتين تلاته خمسه كده ، يعني حد علطول بيتنطط ومش بيقعد في مكان أبدا ، وده طبعا مع الناس اللي أعرفهم لكن في الشغل وكده ببقي جد وعلي اد الهزار الخفيف مع زمايلي الرجاله وخلاص لان سعات بيكون معانا ستات وطبعا مش هينفع أتكلم معاهم ونضحك والحاجات دي ! في حاجه بقي وحشه في شخصيتي وهي إني سعات بتعصب شوية ، وساعتها مش بكون طايق حد يناقشني في حاجه ولا يكلمني أصلا ، لكن لما بهدأ برجع تاني أتناقش وأعتذر وكده . وعارف إن دي مش من صفات الملتزم وعلشان كده بحاول الفترة دي أقلل الموضوع ده بل إني بحاول أقضي عليه تماما أصلا علشان أكون مثال كويس للشاب الملتزم وبإذن الله أنا متأكد إن ربنا هيقدرني ويقويني وأتغلب علي النقطه دي . نظرت له بحزن وقالت بصوت خفيض : - ولما بتتعصب بقي ممكن تضرب حد او تشتم او كده ؟! وقبل أن يجيب قالت بسرعه : - إحنا إتفقنا ان ربنا شايفنا ومش هنقول غير الحق هاه أجابها علي الفور : - لأ طبعا مش للدرجادي ، انا أخري خالص صوتي يعلي شويه وبعدين أنزل علي مفــيش ، بس والله دايما بتناقش وبحب أتفاهم في كل حاجه ومدخلش في نقاشات حاده أصلا ، يعني في العادي انا بهزر وبضحك وكده وممكن تسألي هند بنفسك ، لكن بس حبيت أوضح لك النقطه دي علشان مكونش بضحك عليكي وأبين إني كويس علطول . قالت بضيق : - بس وقت العصبيه ده ممكن الإنسان يقول كلام جارح ويفضل محفور جوا الطرف التاني العمر كله أومأ برأسه نفيا وقال : - ولا بعرف أقول كلام جارح كمان ، أنا أخري خالص أقعد ازعق شويه لما اتضايق وخلاص ثم نظر لها بجديه وقال : - وانا زي ما قولتلك انا الأيام دي بشتغل علي نفسي في الموضوع ده وبإذن الله مش هستريح إلا لما ينتهي خالص ، أوعدك اني هحاول أقلله جدا في الفترة الجايه ثم نظر لها بثقه وقال : - وإسلام لما بيوعد مش بيخلف وعده أبــــــــدا أجابت مبتسمه : - تمام ثم سألته قائله : - شايف إنك ممكن تعرفي تربي أولاد ؟ يعني هتكون قدوة صالحه لأولادك ؟ تنهد بحيره وقال : - اللي شايفه إني لازم أكون قدوه ولازم أكون بعرف أربي كويس ، يعني حاليا لسه مبقيتش كده لكن شغال علي نفسي الفترة دي وبحاول أعرف عن ديني أكتر وأواظب علي فروضي وعلي بعض السنن علشان ولادي يبقوا شايفينني قدامهم مثال للأب اللي بجد ، وطبعا هيقلدوني في كل حاجه فلازم أكون جاهز للمرحله دي . وخصوصا لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " رواة البخاري فالموضوع مش فيه مجال للتفكير ، يأما أبقي أب بجد وأد المسئولية يأما بلاش من الجواز خالص ، لأني هتحاسب علي ولادي والموضوع مش سهل . بس كده نظرت له سلمي بإعجاب وقالت : - صح كده ، يأما نبقي أد المسئوليه يأما بلاش هم أن يسألها هو الآخر ولكنه سمع آذان العشاء مره آخري فقال : - العشاء بقي ، هروح أصلي وقبل أن يغادر نظر لها وقال بمرح : - بس المرادي راجع تاني علشان نكمل ، يلا السلام عليكم ----------------------------------------------------------------------- رأيكم في الحلقه يهمني طبعـــا ، وكمان المقابله اللي حصلت بين سلمي وإسلام شايفيها ماشيه صح ولا المفروض تمشي بشكل تاني ؟
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أحمد, الحلال, سلمى, إسلام, هند |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|