|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
||||
|
||||
ما شاء الله ..... دمتى متألقة تواجدا وثقافة .... بالتوفيق ان شاء الله
__________________
أستغفرك ربى حتى ترضى ....... حتى تغفر حتى تطيب لنا الحياة |
#17
|
|||
|
|||
حي على الصلاة
حين دقت زكاة المال باب أختي تستأذن في الخروج عطّلها ابنها الصغير و بعد المواصلات. نتفق أن نؤدي المهمة سوياً في اليوم التالي. توقظني شمس ترتفع من الشرق واضحة جلية ، تاهت مني صلاة الفجر حاضرة في خضم النوم. عوالم لا تـُعد تحجب عني أسرارها إذ تضيع مني صلاة الفجر حاضرة . يعاندني الفلاح مطولاً أما دفع الزكاة فبيني و بينه حجاب كثيف. و لأن الليل و النهار خلفة لمن أراد ان يذكر أو أراد شكوراً فإن الخالق إذ أذن بصلاة الفجر حاضرة في اليوم التالي ، آلت الزكاة لليسر على يدي بإذن الله. |
#18
|
|||
|
|||
التبرع بالدم
دق هاتفي الجوال بعد لحظة من إتمامي وتر العشاء . على الطرف الآخر : مسؤولة التبرع بالدم في مؤسسة خيرية تطوعت بها: تخبرني أن أباً يبحث عن متبرع من فصيلة أو السالبة لابنه الوليد ، صمتت برهة أفكر ، أعطتني رقم جوّال الأب ثم أغلقت الخط على عجل . تلك فصيلتي ، يعيي البعض إيجاد متبرع بالدم من هذه الفصيلة لأمر عاجل . اتصلت بالرجل أستطلع الأمر فأنا لا أعرفه و كلنا نتعامل مع المؤسسة بلا معرفة سابقة . _ الوليد مصاب بالصفراء و يحتاج الدم عاجلاً و لا يوجد في بنك الدم في المستشفى الخاص دم يشتريه (يقلقني أن يباع الدم و يشترى لكن الأصل التطوع تائه ) . _ سأحضر للمستشفى في صباح اليوم التالي للتبرع للوليد بإذن المولى . التبرع بالدم كان يشغل بالي قبل تلك المكالمة. أدعو مالك الملك أن ييسره ، فأنا أقيم حاليًا في القاهرة الجديدة بعيدًا عن المواصلات . يشق علي الطريق، يبدو كالسفر . يملأني الهم و يرافق البكاء صفحة وجهي . لا أدري ما الذي انتابني ، أ مسني من المتصل شيء أم هي نفسي المتقلبة التي لا تثبت على حال؟ و ما حكمي فيم لا أملك ؟ يراودني حلم السيطرة على جموحها ثم يبتعد فلا ألمح طيفه. مشاعري كدقات قلبي ملك من خلق فسوى ، إرادتي سراب يتراءى لكنني أعرف كذبه . و قد أفنيت عمراً أمد البصر و أطقطق السمع كي أفهم و أدرك و أصون المصالح فلم أجن ِ سوى ضياع وقت جم فيما لا يُدرك . لماذا تنفر النفس من شيء و تميل لآخر تراه خير لها ؟ حساب المصلحة الظاهرة لا يحسم الإجابة. ألا من سهم واضح الدلالة منير فلا أضل ؟! يا الله ، يا مالك الملك ، يا ذا الجلال و الإكرام ، ارحم ضعف قوتنا و قلة حيلتنا . يا كريم لا تقطعنا . يا سميع يا بصير، أرن ِ العقل و الحكمة و البصيرة في هذا الأمر وغيره مما يعجزني ولا يعجزك . يا قادر هب لي من قدرتك و ابسط علي من بركات اسمائك الحسنى فيكون لي علم و حكمة و بصيرة. ... صليت ركعتين و لم أطل و ختمتها : ممن تحبك بقدر ما تقدر بانتظار ردك . التوقيع دموعي ، لا يتركني لنفسي إذ يراها . يهرول الصباح ، إلى المستشفى إذاً . _ لا انتظري . _ لا أرغب في التلكؤ. _ اصبري قليلاً . رنين الهاتف ، أجل هذا رقم الأب الملهوف . _ لا عليك ، لا تأتي . قرر الطبيب أن يجري تحليلاً للدم ، يرى الوليد في تحسن و يظنه لن يحتاج لنقل الدم أصلاً. سأتصل إن احتجت للدم . له الفضل و المنة . ليست أول مرة ندعوه فيفرج البلاء بلا سبب . إرادتي يسخر منها الضعف. لكن يومي صار اليسر بناؤه و البركة نور فعله . ما كان عالقاً في أمسي ، انفعل ليداي و طاوعني . أتوقع الأسوأ فيفاجئني الخير على جناح السرعة فيملأني الرضا انشراحاً. سبحان رب العزة ملأ البر و ملأ البحر و ملأ ما شاء من شيء بعد |
#19
|
|||
|
|||
حادثة
أتيقظ و قد لاح الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ، يملأني الاِنزعاج و أفشل في إزاحته بعيداً . ماذا دهاني ؟ صلاة الفجر حاضرة تناءت عن متناول نفسي لأشهر . أقضي الصلاة فلا يفارقني الهم . أطالع السماء ترتدي حلة رمادية اليوم ، أتراها تمطر ؟ يحملني الطريق إلى المدرسة بينما زخات المطر تغسل السماء و الشجر و الإسفلت عن الطريق! أدخل المدرسة بخطوات متعجلة فقد تأخرت على الإمضاء ، تتتهاوى حقيبتي على الأرض . في حجرة المدرسات أشغل الحاسب فيعمل فأحمد الله على سلامته بينما تطالعني شاشة المحمول المكسورة، تتجاهل مفاتيحه لمسات أصابعي ، يبدو تالفًا. في البيت أناوله لأخي - ذاك الذي حضر في إجازة من عمله بالخارج - يفحصه ثم يخبرني أن عمره انتهى. جهاز قضى معي خمسة أعوام فأكثر لم يخذل حاجتي و لم يشغلني بعطل أو مشكلة . يصيبني الاِنزعاج ، فالإسبوع الذي سبق تلك الحادثة راودتني النفس أن أستبدله بشيء أحدث و أقيم ، تعاودني الفكرة كلما اشترت زميلة واحداً و أخذت تستعرضه أمام الجميع في فخر و مباهاة . لكنني أحب صحبة أشيائي الأليفة ، وحده التلف يبيح الفرقة . وفـّر علي عناء مشاوير عديدة ، قضاها عني . ساعدني في شراء جهاز الغسيل الكلوي حتى وصل مبتغاه ، رفع عن بشر كثيرين هم لا يطاق . فضل الله يؤتيه من يشاء . يقول أخي بتصميم : في المساء نذهب إلى السوق لشراء غيره . لا لم أنوِ شراء واحد حالياً ، كنت سأنتظر بضعة (أيام - أشهر - أعوام ....) فقط لاغير. في سوق ضخم على الطراز الأمريكي ، يبهرني المكان و البضاعة ، يا له من مستوى ذلك الذي يصله العربي حين تحل العقلية الغربية في ضيافته ! تنوع يعقـِد عقلي عن التفكير ، ينتقي أخي واحداً مشابهاً لما يملكه ، هاتف حديث، يتصل بالنت و به كاميرا و إمكانات عديدة . يدفع ثمنه و يصر أنه هدية منه . ثم يحسم البائع ثلث الثمن . صار لدي جوال جديد ! في البيت ، أضع البطاقة و البطارية في أحشائه و أتركه يشحن قوته بالكهرباء ثم أتركه و شأنه و أقوم لشأني أصلي مطولاً ، يغيب عني الوقت حتى تنبهني الساعة أنها تجاوزت الواحدة صباحاً . أضبط منبه الجوال الجديد لصلاة الفجر يوقظني صوت المنبه اللحوح ، لا لم يتوانَ عن إيقاظي بعد ذلك ، تمتلىء شرايين يومي بالعافية إذ تصيبني بركة الرحمن بنور في صلاة الفجر. لله الفضل و المنة . طبعاً كسابقه مغلق معظم الوقت ، لأجل الصلاة . ************ |
#20
|
|||
|
|||
قصة.ط. قرب الأبد
ظهري يدمر عمري ، يقترح الألم زيارة طبيب عظام . أنوي أخذ الأمر بجدية بعد الفراغ من صلاة المغرب.. حقاً لا أدري كيف يختفي الوجع في حنايا الصلاة ، أؤجل زيارة الطبيب لوقت آخر. لكن الوجع يتجدد كل حين؟! ... لذلك تتجدد الصلاة. |
#21
|
|||
|
|||
داهمني النوم قبيل صلاة الظهر فاستولي على حصة كبيرة من وعيي. قطع العمل الذي بين يدي و سول لي أخذ إذن من عملي و التنازل عن كامل وعيي للنوم.
يوقظني خاطر في نفسي يوحي أن (الصلاة خير من النوم) ... أصلي عدة سنن . تطرد الصلاة النوم حتى حين. قضيت مهام اليوم في يوم عمل طويل بفضل الله. ********************* |
#22
|
|||
|
|||
عندما أريد أن أرى بساطة الحياة في ثوب بلاغي أنيق فإني أدخل إلى هنا
بورك المداد أ/ المفكرة |
#23
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
أشكر لك جميل الرد |
#24
|
|||
|
|||
في حجرة الحاسب أطلب من مدرس الحاسب الآلي أن يترك لي عدة حواسب تعمل مع وصلة لشبكة المعلومات. يؤدي المهمة على عجل فقد قطعت طريقه إلى عمل في موضع مغاير . يسرع الوقت تجاه آذان الظهر . آذان لا يسمع في هذه البقعة المنقطعة من الصحراء .
أسأله و هو منصرف : هل أذن المؤذن لصلاة الظهر ؟ _ يؤذن لها بعد عدة دقائق . تصيبني إجابته بتوتر ، الساعة الثانية عشر تملأ وقتي شغلا حتى العصر، ينحر البشر وقتي على أعتاب إراداتهم . لو أفلتت مني الصلاة في تلك الدقائق التي تسبق الثانية عشر فلن ألحقها بيسر . يحدثني قلبي أنهم أذنوا لها . يتعارك ذلك مع ما لقنوه عقلي أن الرجال أكثر دقة بالنسبة للأرقام و الحساب. يا الله تقودني الخطى تجاه المصلى بلا وعي مني و تضعني هناك : صلي . أجد به مدرسة ما بيننا لا يعدو ضباب معرفة يمتد ثوان و ينقشع على عجل . أسألها هل أذّن الظهر ؟ _ أجل ، الساعة الآن الحادية عشر و خمسون دقيقة. أتحرى وقته تماماً كي لا يضيع مني في زحمة الإشراف على الطلاب. _ نصليها في جماعة سويًا؟ _ أجل ، لنصلِ سنته أولاً . أذكر ربي في الصلاة حتى ترتوي النفس . يسأل عقلي : لماذا أخطأ ذو العقل الألمع و أصابت اِمرأة حظها مطولاً انتقاص عقلها ؟ _ حرصها على الصلاة رفعها ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم . |
#25
|
|||
|
|||
لبيك اللهم لبيك
يحل بي ضيفاً ثقيلاً فيسلبني إرادة الحركة . يمتص طاقتي فتخمد حيوية الجسد. تتيقظ الروح فتحلق بالأرجاء تستطلع الحياة . أتأمل ما لدي فلا قوة لاكتساب جديد. أهم بالتخلص من كيس به بقايا أقمشة في ركن بخزانتي فيلومني الحنين لوقت كانت يداي تشكل الخيوط و الأقمشة هدية جمال و مودة لمن أعرف . يطل في نفسي حدس يقول لها وقتها فأطاوع ما لا يسكن حتى ينفذ أمره. تتحمس زميلاتي للمشاركة في سوق خيري يقام قريباً. لو لي بعض الحيوية لأتيت بأحسن مما يفعلن . أيمكنني المشاركة؟ أيأذن الكريم بذلك..و بما أشارك يا ترى؟ استخرج كيسي و اقلبه حتى اهتدي كيف أمزج الألوان و الخيوط فتتحول البقايا إلى حقائب صغيرة و كبيرة و محافظ مبهجة قدمتها في المعرض الخيري فلاقت الاستحسان و بيعت كلها و عاد السوق بأربعة عشر ألف جنيه. قسّم بين مؤسسة خيرية إسلامية في فلسطين و بناء مستشفى خيري للأطفال في مصر. لا لزوم لهذا القديم على حاله ، فقط إذ يجدده عقلي ويداي فيذهب هدية لمن أحب . ***** اتصلت بي غالية تذكرني بمحفظة صنعتها لها منذ سنين . _ أجل أذكرها حقيبة صغيرة تفننت في اتقانها فجاءت كجمال من تملكتها . _ فإنني اعتمرت فأخذتها معي ، وضعت بها أشيائي حين كنت أصلي في الحرم ، حفاظاً على المال من السرقة في الزحام. (تلك الخيوط التي هممت بالتخلص منها) اعتمرت! لشد ما تمنيت زيارة بيت الله الحرام فحال بيننا ما لا أقدر على دفعه . سد أتمنى زواله عما قريب. ***** |
#26
|
|||
|
|||
تداركوا الهموم بالصدقات
حكومة يراها عقيمة ، أعطته تموين الأرز بثمن بخس ، ما لا يتوافر للكثير من البشر ، لكنه حقه عند مؤسسة لا ترى أو تسمع .
و لأن الرقيب لا ينام و لأن السوس لا يفرق بين أرز التموين و غيره فقد غزا شكارات أرز التموين تلك . و لأن جهداً بشرياً امتد لأيام من الغسيل و التنقية و التجفيف في الشمس لم يطرد السوس من موطنه الجديد، فقد أعطاه لمحتاج و لأن الصدقة تجر أختها ، علقت نفسه في مصيدة الصدقة. تتكرر الصدقة بأرز التموين شهرياً. حالياً تلم الصدقة الفرقاء. |
#27
|
|||
|
|||
الزمن : نهار 29رمضان من العام الماضي :
يدق هاتفي بينما أنا نائمة ، أجيبه ذات وعي . يصلني صوت إحدى مدرسات طاقمي تعلمني أنها تغيب عن عملها اليوم لظروف عائلية ، و أن لديها الحصة الأولى في الصف الأول الإعدادي . _ لا عليك ، أين توقفت في المنهج . _ أبدأ اليوم درس التغير الكيميائي . _ أعتذر بشدة ، لكن حقاً الأمر طاريء . _ لا تشغلي بالك بأمر العمل ، أراك على خير بعد الإجازة . أقوم مسرعة ، فالطابور على وشك أن يبدأ و هو لن يتأخر قبل أن تلحق به الحصة الأولى . كنت أنوي المزيد من النوم ، حقاً جسدي تبخر في حنايا رمضان . لا بأس . هي لا تتغيب عن العمل ، أثق في حكمها . أسد مكانها فأشرح الدروس في فصولها و أصحح الكراسات و الكتب و أعيدها للطالبات . تمر بنا موظفة الاِستقبال فتتمنى للجميع عيداً سعيداً فغداً إجازة سواء انتهى رمضان بثلاثين يوم أو أعقب اليوم التاسع و العشرين عيداً . ثم تهمس في أذني ، تخبرني أن أحد المدرسات تعرضت لحادث سيارة شديدة تسبب في كسر عظامها و احتياجها لعملية جراحية مكلفة . _ ترى من تلك ؟ _ لا أرغب في إحراجها بكشف اسمها . هل بالإمكان أن تساعديها و أن تنشري الخبر في القسم ؟ لا أعرف باقي المدرسات بالتحديد . سيكون للجنيه أثر وجداني . أقطع ما بيدي وأخبر سكرتيرة القسم بما هو مطلوب ، تحضر ورقة فارغة و تشكلها على هيئة ظرف ثم تخبر كل واجدة منهن بما حدث و ترجوهن إضافة أي مبلغ للظرف. ينتهي اليوم مع اكتظاظ الظرف . تشكو زميلة أن لديها إشراف على الطالبات أثناء الفسحة ، تعقبه حصتان , تعرض السكرتيرة أن تحل محل الزميلة المثقلة في إشراف الفسحة فتنزل الدور الأرضي الذي به الملعب ثم تسلم الظرف لموظفة الإستقبال . يطول الجدل زمناً ، ترفض المدرسة أن تثقل أحداً بأعبائها بينما تلح السكرتيرة فهي على وشك إنهاء الملزمة . أفصل الخلاف : دعيها تحل محلك فدورها في إشراف الغد قد محته الإجازة . ينتهي اليوم و الكل يتمنى لبعض أبهج الأعياد . بالفعل كان عيداً منيراً ككل أعياد القاهرة المجيدة . ******************** |
#28
|
|||
|
|||
انذار
حي على الصلاة ، تصل عقلي دعوة المؤذن لصلاة العصر و أنا أصب الماء المغلي في كوب الشاي. أعقد النية أن أشربه بينما أطالع نهاية المسلسل الأجنبي ، يوشك أن ينتهي بأن نعرف كيف استنبط المحقق من القاتل ثم أقوم لصلاة العصر. يتطاير الماء المغلي من الغلاية و يحط على ثيابي ، من فضل الله يبرد الماء قبل أن يصيبني! أترك ما بيداي و أتجه للمصلى ، يمر ببالي أن أغير ثيابي المبتلة ، - لا ، قال حي على الصلاة ، أي جزء من ذلك لم تفهمي؟ ******* |
#29
|
|||
|
|||
كتبت الكلمات السابقة تذكرة لمن تنسيه أعباء الحياة التزود بماء الصلاة الذي جعل الله منه كل شيء حي.
ينادي فجر اليوم للصلاة فيجيبه الجسد على ثقل ، أصلي و أنام مجدداً أما نداء العمل ، لا لن أجيبه ، لا أبالي . فقط ذاك الذي يذكرني بما هو مهم ، ابني أختي ، علي إيصالهما للمدرسة و إحضارهما منها. أسرع إلى المطبخ ، فأخفق اللبن و العسل انتظاراً لطرقاتهما على بابي ، ألقي عليهما سؤالاً عابراً بينما يشربان اللبن : هل صليتما الفجر؟ انتظر أن تهمل إجابتاهما السؤال ، أو أن يؤلف الكذب لحن نشاز لا يسيغه عقلي. لكن اليوم مختلف ، لقي سؤالي محط احترامهما و قاما فصليا. ********************** الظهر إذ أذن ، وجدني أتساءل لماذا لا يقطع البشر هموم الدنيا بالصلاة ؟ كيف اختفت في ****يب الدنيا فجثم الهم على الصدور إلا قليلاً ممن رحم ربي؟ في المصلى ، تنتظم المدرسات لصلاة الجماعة فانضم إليهن و أكمل الفرض بالسنن تسكن النفس قليلًا. أنظر لساعتي ، حان وقت فسحة الصلاة الذي تنتظم فيه الطالبات لصلاة الظهر جماعة. أصعد للدور الثالث ، حيث جو اللعب يثير الفوضى ، ما اعتادته الفتيات ، لا ينتظمن في الصف و لا يطعن مدرسة القرآن ، أما ختم الصلاة فيحل التنطيط و الحديث المتسارع محله ثم الخلاف على دخول الفصول لاِستكمال الدراسة. يضيع الخشوع حق الصلاة ، يخفت ذكر الله . اليوم ناولتني العزيمة يداً نظمت بها صلاة الفتيات على خير حال . ثم أكملن التسبيح و الحمد و التكبير في خشوع. انتهى الذكر و السكينة في الأنحاء . أبتسم لهن واحدة تلو أخرى : تقبل الله ، و أناولهن قطع الحلوى ، تأخذ أجرأهن كيس الحلوى و تقتسمه مع زميلاتها و هن يسرعن للفصول. أناول مدرسة القرآن قطعة حلوى و ابتسم لها ، أرطب جوا يختنق بالزحام و الضيق و الزهق قرب نهاية اليوم الدراسي. في حجرة المدرسات أزيح الشعث و أعزم عقدة المقرأة فنقرأ عدة صفحات من سورة البقرة. تُـنسي الكراسات مدرسة صلاة الظهر فيذكرها القرآن ، تؤديها قبيل الاِنصراف تجاه العصر. أداوي بالقرآن زحام يعرقل خطوات البشر حين العودة للبيوت. ********* |
#30
|
|||
|
|||
حين تتشرب الملامح معالم الزمن
أتمت ليان أربع سنوات أهلتها لدخول حضانة المدرسة. تتحدث مع جدتها (أمي) و تنصت للحديث حفيدة أمي ذات الأشهر الستة فيروز. تقول الجدة : أنا و أنت يا ليان كنا مثل فيروز أطفالًا صغارًا ثم كبرنا و أنا صرت عجوزًا و كذلك يتغير الجميع حين يكبرون. ليان: أنا أود أن أكبر فأصير مثل يوسف (أخيها ذو الاثني عشر ربيعًا) لكنني لا أريد أن أكون عجوزًا مثلك في يوم من الأيام. تذكر كلماتها عقلي برعب شبابي أن أكبر فأصير عجوزًا . بعد الأربعين لم يعد لعدد السنين معنى ، أحسب العمر بالإنجازات التي تمر عبره. اليوم شرفت جبهتي بالسجود لخالقي في سنن متعددة انتشلت بها بعض ساعات من أشلاء عمري الذي حطمته أشغال اليوم المتضاربة. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|