اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 26-12-2009, 05:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وحول قناة سبيستون Space Toon التي انتشرت انتشارا واسعا في فترة وجيزة ، فإنها جذبت الطفل العربي وقيدته صامتا أما شاشة التلفاز لكنها لا تمتلك منهجا لتعليم الأطفال على أساس إسلامي فشعار القناة واسمها أول مكامن الغزو في إبعاد الطفل عن لغته العربية وجذبه إلى الإنجليزية , كما أنها تتلقف أولا بأول المنتج الغربي من أفلام الكرتون والتمثيليات وغير ذلك من الشخصيات الوثنية والخيالية ، ولا يخفى ما يحمله ذلك من بذور مدمرة لثقافة الطفل ، فكلها تستهدف تخريب المؤسسة التربوية , إذ ليست لهذه المواد علاقة بقيمنا وتقاليدنا وعاداتنا وبهذه الطريقة يظل الغرب يفترسنا ويهيمن علينا بصورة كاملة .
ولعل هذه الفترة العمرية المبكرة لهذه القناة تجعلها تصحح مسارها فربما وجد المسئولون عنها مشكلة في عملية الإمداد بالبرامج الشيقة التي تنبع من صميم الإنتاج الإسلامي ، ولذا لن نتحدث عن القناة على اعتبار أنها أنهترسالتها وغرست ما يجب أن يغرس في الطفل ، إذ لا تزال هذه القناة في مرحلة البدايات وبحاجة إلى الكثير من العناية والتوجيه ([1]) .
وما يقال في قناة سبيستون يقال أيضا في قناة TEENZ التابعة لشبكة ART إلا أنها أقرب إلى بعض نواحي التوعية الإسلامية من السابقة .
ثانيا : الفضائيات الرياضية .
القنوات الرياضية هي القنوات التي خصصت بثها طوال اليوم والليلة لمتابعة المباريات الرياضية للرجال والنساء ، ككرة القدم والسلة واليد ومسابقات السيارات والدراجات والمصارعة الحرة للثيران من بني الإنسان والحيوان ، وقد أصبحت هذه الفضائيات منفذا للغزو الفكري المسلط على المجتمع الإسلامي بأسره ([2]) ، هذا فضلا عن البرامج الرياضية في الفضائيات المختلطة والانحلالية سواء كانت محلية أو دولية ، فهي تستحوذ على أكبر عدد من ساعات البث ، وليت شعري لو كان هذا الجهد الفارغ الأجوف الضائع في تلك الفضائيات قد سخر بقدراته الجبارة لتعريف الشباب بدينهم وكيفية العبودية لربهم وكيف يحافظون على أنفسهم وأوطانهم وليكون مثلهم الأعلى أهل العلم والتقوى ، أكان هذا حال أمة محمد بن عبد الله S ؟
إن الرياضة التي غزتنا من خلال هذه القنوات انتشرت بصورة أخرجتها عن أهدافها النبيلة ومجالاتها المحددة ، بحيث أصبحت تتخذ وسيلة لأغراض أخرى يهلكون من خلالها وقت الشباب في كلام أجوف وأهداف خاوية ، فتتعطل بذلك القوة الفاعلة وتوجهاتها في بناء المجتمع الإسلامي ، لقد وقعت هذه الفضائيات فريسة يتسلط عليها غزو الأعداء من خلال تقليد سلوكياتهم والسير خلفهم شبرا بشبر وذراعا بذراع .
لقد أصبحت الرياضة وخصوصا كرة القدم طاغوتا من طواغيت العصر انفقت من أجله الملايين وتغيرت من أجله المفاهيم وأخضع لها كيان المشاهدين ، قدموا مشاهدتها على أداء الصلاة في أوقاتها واستحلوا كشف الفتيات عن عوراتها طالما أنها تسابق في الدورات الأولمبية وتسعى للمدليات الذهبية ، فسوف ترفع علم بلادها في محافل الرزيلة الدولية ، لم يعد حرجا أن تكون مهنة المسلم محترفا لعيبا طالما أنه يباع في الأندية هدافا كسيبا ، ولا مانع أن تؤسس قنوات فضائية للأندية الرياضية قبل أن يفكر أحد في تأسيس قناة إسلامية تدعو إلى عبادة الواحد الأحد .
لقد استوعب هذه القنوات وقت أغلب المسلمين ووظائفهم ، فهذا معلق مفوه رياضي ، وآخر محرر رياضي صحفي ، وثالث مذيع رياضي فضائي ، ورابع دكتوراه في التحليل الكروي ، والمستهدفون جالسون يحصرون البول في مثانتهم ، لأنه ربما يأتي هدف المباراة في لحظة قضاء حاجتهم ، وهذا دكانه مغلق استعدادا للمباراة ، وآخر يجمع الصلاة على الصلاة ، وثالث يتنبأ للفضائيات بنتيجة المباراة .
وإذا كان الأصل في الأشياء الإباحة ، بل لا يبعد أن تكون من المستحبات إذا مارسها المسلم ليقوِّى بها بدنه ، ويتخذها وسيلة لتكسبه النشاط والقوة ، إلا أن الرياضة اليوم وعلى ما هي عليه من الاشتمال على المنكرات القبيحة ، والتأدية إلى مفاسد عظيمة من كسر لحاجز الولاء والبراء وتكثير لسواد الأعداء وركون إلى الدنيا والخلود إليها ، بل ما اهتم الأعداء بهذه المنافسات الرياضية ووضعوا لها الميزانيات الخيالية وصرفوا فيها الأوقات والجهود وتكبدوا من أجلها الخسائر والأضرار إلا لأنها تخدِّر الأمة الإسلامية وتصرفها عن الجهاد والدعوة في سبيل الله .
لقد انحرفت الرياضة في هذا العصر من كونها وسيلة صحية تربوية إلى مجموعة من المخالفات الشرعية والصور الجاهلية وإلى لون من ألوان المسخ الفكري والانحراف الخلقي الذي يسعى الأعداد لتحقيقه في الأمة الإسلامية تمهيدا للقضاء عليها وجعلها أسيرة خاضعة ، وهذه أبرز معالم الغزو الفكري الذي يتسلل من الفضائيات الرياضية ([3]) :

(1)http://www.spacetoon.com/soonfla.htm

(1)من أمثلة الفضائيات الرياضية : قناة أبي ظبي الرياضية ، الفضائية السعودية الرياضية ، وقناة الجزيرة الرياضية ، وقناة دبي الرياضية ، وقناة النيل للرياضة ، وقناة MUTV ، وقناة ART Sports ، قناة شوتايم سبورتس ، وإكستريم سبورتس ، ويورو سبوت نيوز ، وقناة أوربت الرياضية ، وغير ذلك من القنوات المفتوحة والمشفرة .

(1)اقتبسنا هذه الوجوه بتصرف من : www.alminbar.net/malafilmy .


  #17  
قديم 26-12-2009, 05:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

- حب الكافر ومودته وتعظيمه وتبجيله في قلب المسلم ، فمن من أخطر مفاسد هذه الفضائيات الرياضية كسر الحاجز الديني بين المسلمين والكفار ، الحاجز المعياري لقضية الولاء والبراء والذي هو أوثق عرى الإيمان ، فترمى هذه الفضائيات في سياستها الكروية إلى أن لا يبقى في قلوب المسلمين بغض للكفار كما أمر الله تعالى ، ولا كراهية لهم لأجل ما هم عليه من محاربة الحق وأهله بشتى الطرق والوسائل ، فيجرى على لسان المسلم مدح هذا اللاعب المشرك والثناء عليه ، وأن ينظر إليه نظر التعظيم والإعجاب ، فيحمل صورته على صدره وفى سيارته ويعلقها في بيته ويغضب لأجله ، ويسعى جاهدا في الوصول إليه لمصافحته وأخذ قميصه أو توقيعه ، وكثيرا ما يبلغ الأمر إلى أن يُحمَلَ هذا الكافر بالله من لاعب أو مدرب أو مسئول على أكتاف المسلمين .
2- إشغال المسلمين عن قضايا أمتهم وإبعادهم عن التفكير في الاستعداد لأعدائهم ، فقد استطاع أعداء الإسلام أن يغرقوا المسلمين في مثل هذه الألعاب والألاعيب وأن ينسوهم قضايا الأمة الكبرى ومهمتها العظمى في تبليغ هذا الدين ، وأن يميتوا فيهم الحس الإسلامي ، فتجد كثيرا من المتابعين لهذه الفضائيات لا يكترث ولا يأبه بما يحدث لإخوانه المسلمين المستضعفين في شتى بقاع العالم من تشريد وتقتيل و***** وتنكيل ، وانتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات ، بل شغلهم الشاغل تقصى أخبار الكأس والدوري وتتبع نتائج المباريات والشغف بمعرفة وضعية اللاعبين المادية والاجتماعية والشخصية إلى غير ذلك من المهازل الفكرية والثقافية ، وما أجمل ما قاله الشاعر واصفا حال كرة القدم :
أمضى الجسور إلى العلا بزماننا كرة القدم
تحتل صدر حياتنا وحديثها في كل فم
وهى الطريق لمن يريد خميلة فوق القمم
أرأيت أشهرَ عندنا من لاعبي كرة القدم
أهم أشدُّ توهجاً أم نار برقٍ في علم؟!
لهم الجباية والعطاء بلا حدود والكرم
لهم المزايا والهبات وما تجود به الهمم كرة القدم
الناس تسهر عندها مبهورة حتى الصباح
وإذا دعا داعي الجهاد وقال حي على الفلاح
غطَّ الجميع بنومهم فوزُ الفريق هو الفلاح
فوز الفريق هو السبيل إلى الحضارة والصلاح كرة القدم
صارت أجلَّ أمورنا وحياتَنا هذا الزمن
ما عاد يشغلنا سواها في الخفاء وفى العلن
واللاعب المقدام تصنع رجله مجدَ الوطن
عجباً لآلاف الشباب وإنهم أهل الشيم
صرفوا إلى الكرة الحقيرة فاستبيح لهم غنم
دخل العدو بلادهم وضجيجها زرع الصمم
أيسجل التاريخ أنا أمة مستهترة؟!
شهدت سقوط بلادها وعيونها فوق الكرة كرة القدم ([1]) .
3- صرف همم المسلمين عن الاشتغال بمقاصد الشرع ومعالي الأمور التي تنفعهم في الدنيا والآخرة ، فهذه البرامج الرياضية التي تبثها تلك القنوات الفضائية هي في الحقيقة معول هدم في بناء الأمة الإسلامية استخدمها أعداء الإسلام وشجعوا الشباب عليها للقضاء على الهمم وإماتتها وتحقيرهافينفوسالمسلمين ومما يؤكد ذلكما جاء في البروتوكول الثالث عشر من برتوكولات حكماء صهيون وهذا نصه : " ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدرى ما وراءها وما أمامها ولا ما يراد بها ، فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج والمسليات والألعاب الفكاهة وضروب أشكال الرياضة واللهو ... ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية ورياضية " ([2]) .

(1)قصيدة للدكتور وليد قصَّاب نشرها في مجلة التوحيد ، السنة السادسة والعشرون العدد الحادى عشر ، ذو القعدة ، سنة 1418هـ ، ص64 .

(1)بروتوكولات حكماء صهيون (1/258) ترجمة عجاج نويض .



  #18  
قديم 26-12-2009, 05:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

- تمييع المصطلحات وانعكاس المعايير والثواب الإسلامية ، فإن من أخطر أسلحة أعداء الإسلام وأشدها فتكها والذي تتبناه الفضائيات الرياضية تغيير الأسماء وتزييف الحقائق ، فيسمون الحق بالأسماء الشنيعة الوضيعة المنفِّرة ، ويسمون الباطل بالأسماء الجميلة الحسنة المرغوبة ، فهم يسمون اللاعب الذي كرس حياته للعب واللهو وفساد الغاية والفعل يسمونه بطلا ونجما وصانعَ تاريخ ومحققَ أمجاد ، ويسمون غلبةَ أحد المتنافسين نصرا ونجاحا وفوزا وفلاحا ، وما كانت العرب تقول قبل الإسلام ولا بعده إلا : سابقه فسبقه وصارعه فغلبه ، ونحو ذلك دون ألفاظ النصر والنجاح والفوز والفلاح ، ويسمون المشجعين المتفرجين المضيعين لأوقاتهم أنصارا وليت شعري أين هم من الأنصار .
5- الصدُّ عن ذكر الله والواجبات الشرعية ، فكثير من المتابعين لهذه الفضائيات الرياضية لا يؤدون الصلاة في وقتها أو مع الجماعة في المسجد وهذا أمر معروف عند عامة الناس وخاصتهم ، فكم من أناس ممن يتابعون المباريات يسهرون إلى النصف الأخير من الليل ليشاهدوها ثم تفوتهم صلاة الفجر ، وكم منهم من يتخلف عن الجماعة بسبب الجلوس أمام الشاشات ، بل منهم من لا يحضر الجمعة لأجل ذلك ، أضف إلى ذلك ما يقع من كثير من الغارقين في أوحال هذه المنافسات من تضييع لحقوق الوالدين والأولاد والأرحام بحيث يقدمها على مصالحهم وحقوقهم .
6- استعباد النفس والسيطرة على المشاعر ، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن كرة القدم وغيرها تؤثر على نفسية اللاعب والمتفرج على حد سواء ، ولا أدل على ذلك مما يعرض لبعض المتفرجين من أزمات قلبية تؤدى للوفاة غالب بسبب تتبع المبارة بنفس منقبضة وأعصاب متوترة وعضلات متشنجة ، وهذه الصور تعكس ارتداد ونكوص الرياضة عن دورها الصحيح في تهذيب الروح وبناء الجسم إلى سلاح قاتل يفتك بالأنفس والأرواح ، وما أقبح موت من يموت في الملعب أو على مدرجات الملاعب أو يموت في سبيل فريق كرة وما أسوأ مبعثه ، فإن المرء يبعث على ما مات عليه ([1]) .
7- إفساد العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية ، فإن هوس هذه البرامج التي تبث في الفضائيات الرياضية قد اقتحم بيوتا كثيرة ودخلها من غير استئذان ، وبعث فيها الإفساد وزرع الشقاق والخلاف ، فكم من طلاق وقع كان سببه هذه المباريات ، تجد الزوج يتعصب لفريق معين فإذا انهزم فريقه صبَّ جام غضبه على زوجته وربما ضربها من فرط الغضب ، وكم حصل بين الإخوة من مشاجرات ومضاربات بسبب اختلافهم في الفريق الذي يشجعون ، وهذا ما يطمع إليه أعداء الدين لكي يتصدع كيان الأسرة المسلمة ، وتحل بالأمة النقمة ([2]) .
8- إثارة الكراهية والبغضاء والعداوة والشحناء فالمعلقون الرياضيون يزعمون أن المنافسات الرياضية وسيلة حضارية لتمتين العلاقات وتعميق مشاعر التآلف والاندماج وإقامة جسور التواصل والتعايش ، ولكن الواقع يشهد بأنها ما كانت إلا مِسعر حرب ووقود فتن وفتيلاً لإشعال نيران العداوة والبغضاء ، سواء بين اللاعبين أو بين مشجعي الفرق المتنافسة ([3]) .
9- تبذير الأموال وامتصاص الدخل القومي للبلاد حيث تُصرف الأموال الطائلة في نفقات تجهيز الملاعب ، ودعم النوادي وتأمين تكاليف إقامة المباريات ، وإصلاح الأضرار المادية التي تلحق المرافق العمومية وتجهيزات الدولة من جراء تعبير الجماهير عن سخطها وعدم ارتياحها لأداء فريقهم ، أضف إلى ذلك ما تتطلبه مواجهة الجماهير من تجهيزات أمنية تشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة ، ومن المؤسف حقا أن تتصدر بعض الدول العربية قائمة الدول التي ترصد لهذه الرياضة قدرا مهما من ميزانيتها،بل تنفق في هذا المجال ما لا تنفقه في مجال الدين والعلم، وأدهى من هذا كلِّه وأمرّ أن يُستضاف لاعبٌ واحد بمبالغ خيالية ليشارك في مباراة واحدة كما حصل للاعب المشهور مثَلِ السوء ، وقد فاق كرمُ إحدى دول شمال إفريقيا العربية حدودَ العقل والواقع تجاه مدرب فريقها الوطني الذي يتقاضى شهريا ما قيمته 25 مليون ، أي ما يعادل الراتب الشهري لخمسين أستاذا بالتعليم العالي .
10- ومن أبرز أثارها على شباب الأمة كونها مجالا خصبا للميسر والقمار ، فهذه المنافسات تتيح مجالا واسعا لمسابقات التخمين والقمار التي جاء الشرع بتحريمها كالتي يشرف عليها الفيفا ، والتي تقوم بمراهنات أسبوعية لنتائج المباريات لمعظم المدن الأوربية ، ويحصل مثل ذلك حتى في بعض الدول العربية تحت اسم لوتو ، وتذهب إيرادات هذا الميسر الضخمة لصالح القائمين على هذا القمار .

(1)جريدة الأخبار ، بتاريخ 12 مايو 1973م .

(2)الشرباصى : أحمد ، حينما ننحرف بالرياضة ، مجلة الوعى الإسلامي، العدد 106 بتاريخ 24 أكتوبر 1973م .

(1)عزوز شخمان : حادث شيفيلد الكروى ، جريدة الإصلاح المغربية ، السنة الثالثة العدد 41 ، بتاريخ الجمعة 6 شوال 1408هـ ، الموافق 12 مايو 1989م .




  #19  
قديم 26-12-2009, 05:01 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الفصل الخامس
الشبكات التلفزيونية المشفرة
*************************************
تعتبر الشبكات التلفزيونية المشفرة في تعاملها مع أهواء المشاهدين بحر بلا شطئان ، وكأس إدمان لكل ظمآن ، متاهة عميقة ، وهوة سحيقة ، لا مجال للخروج منها إلا بالغرق في هذا الطوفان ، فهم أعدوا لكل مشترك ما يحقق رغبته ويشبع شهوته ، فيها كل لون من الألوان ، إن أردت أخبارا تأتيك من كل مكان فها هي القنوات الإخبارية ، وإن أردت الفسوق العصيان ، فها هي القنوات الانحلالية فيها ما تريده من مشاهد *****ة ، وها هي قنوات الرقص والخلاعة والأغاني الغربية والعربية ، وها هي قنوات الأزياء والعروض ال*****ة العالمية ، وإن أردت أن تضيع الأوقات في متابعة الألعاب الرياضة فها هي القنوات الرياضية تنقل كل المباريات العالمية ، ولا تنسوا اصطحاب أطفالكم في القنوات الكرتونية وبناتكم في قنوات المسلسلات الهزلية والأفلام العربية والعالمية ، التي تقدم الجريمة بكل أشكالها التقليدية والعصرية ، بلا قيود أو حذف للمشاهد الغرامية ، وإن أردت جرعة إيمانية تحدث التوازن للذات الإنسانية فها هي قناة اقرأ الإسلامية والبرامج التثقيفية .
انتشرت الفضائيات المشفرة على هذا النحو وبصورة مفزعة ، فالطبقة التي تتعامل مع هذه الشبكات هم أصحاب الذوات ، وهي طبقة تتسم بالدخل العالي وتوفر الإمكانيات ، وغالبا ما تستهدف هذه الشبكات مثل هذه الفئات ، فالحصول على وحدة فك الشفرة الرقمية مع الإبرة وصحن الاستقبال بالإضافة إلى بطاقة الاشتراك التي وفرها وكيل الأجهزة والمعدات اللازمة ليس في إمكانيات جمهور العوام .
ولذلك فإن من يقع في مصيدة هذه الشبكات يتعرض لأسلة الغزو الفكري الأنكى تأثيرا والأوسع دمارا ولا يبقى من الفريسة سوى لحم على عظم ، ولو نظرت لمواقع هذه الشبكات الفضائية المشفرة على الإنترنت لاكتفيت من القصيدة بعنوانها حيث تشمئز نفس المسلم عند رؤية قنوات إعلانها ، فهذه قنوات أوربت العربية تشتمل على جيوش جرارة من قنوات الغزو بدءا بالأولى والثانية ثم مصفوفة متراصة في قنوات المسلسلات والأفلام والرياضة والأطفال والأخبار وغير ذلك مما يصعب حصره ووصفه ([1]) .
ثم تأتيك شبكة قطر QCV وهى المؤسسة العامة القطرية للاتصالات السلكية واللاسلكية التي أدخلت خدمة الكيبل التلفزيوني اللاسلكي وتسمح للمشتركين بطلب الاشتراك في قنوات فضائية عديدة ، محلية وإقليمية ، خليجية وعربية ، أمريكية وأوروبية وآسيوية وغيرها ، فهي بوابة مفتوحة على ما عند الغربيين والشرقيين من دعاة جهنم ومن أراد عبودية الهوى وشيطان الغرب ([2]) ، وتجد أيضا شبكة شوتايم التي تأتيكبخمسة وعشرين قناة معظمهم من أفضل القنوات الانحلالية العالمية ([3]) ، ومما يغزو المسلمين في العالم العربي وينخر أبدانهم ويقطع أوصالهم شبكة راديو وتلفزيون العرب ART التي تقول عن نفسها : ( الشبكة تمتلك واحدا من أكبر مراكز الإرسال التليفزيوني والإذاعي في العالم ، والذي تم تأسيسه في أفيزانو بإيطاليا ) ([4]) ، إيطاليا بلد الفاتيكان .
وقد قدر لي أن كنت ضيفا عدة مرات على قناة أوربت الثانية التي يزعمون أنها أسرت قلوب المشاهدين في المنطقة في البرنامج الشهير على الهواء حيث كان محور الحديث عن الأسماء الحسنى وقضية الابتلاء وكان معي في اللقاء أخوان كريمان ، ونحن بالطبع مشايخ ليس لنا سابق عهد في التعرف على القناة أو أهدافها أو ما يتخلل حديثنا من فواصل إعلانية منضبطة أو انحلالية رآها المشاهدون في مثل هذه اللقاءات ، غير أن المحاور يقطع الحديث فترة للإعلان ثم يعاوده ، وكان الغريب في الأمر أن المحاور جاهل بمفردات الحوار الذي شاركنا فيه معد البرنامج قبل اللقاء ، بل كان يترك قواعد الحوار المعد سلفا ، ويسأل أسئلة تدل على عدم العلم بالمفردات الأولية البسيطة للثقافة الإسلامية ، حتى بدا أمرنا للمشاهدين أنهم أقحمونا كمشايخ متخصصين في العقيدة ، ليوحوا للناس أن الشبكة يحاضر فيها أساتذة في الجامعات دون اعتراض ، فأصبحنا كطعم صياد ينصب شباكه عند الاصطياد وأسأل الله العفو والمغفرة .
طبعا لا يخفى على المشاهدين من عامة المسلمين وخاصتهم إدراك حقيقة الغزو التي تبثه هذه الشبكات وتروج فيه لعصيان لله ، حتى لو فتحت فيها قناة إسلامية في خضم ذلك كقناة إقرأ في شبكة ART ، فإن ذلك لا ينطلي على عامة المشاهدين ، وقد أعجبني وأنا أبحث على الإنترنت عن رأي المشاهدين في قناة إقرأ ما وجدته في أحدى ساحات الحوار حيث مدح أحدهم القناة ممن لا يعرف حقيقة الشبكة ولا توجهاتها فقال : " قناة اقرأ قناة تهتم بالمستجداتالإسلامية على وجه الخصوص ولغة الحوار فيها هادفة وموزونة وليست مثل القنواتالأخرى صاحبة الصراخ والضجيج " ، فرد عليه آخر بقوله : " أحب أن أضيف إلى معلوماتك أن القناة التي ذكرت ما هي إلا أضحوكة على أهل الخير والاستقامة وهى منباب كما يقال : دس السم في العسل وإلا كيف يمكن لمن يحب إشاعة الفاحشة بين أفرادالمجتمع أن ينشئ قناة إسلامية ؟ يعنى بمعنى أوضح لا بأس أنيبث فيلم غرامي يدعو إلى الفاحشة في الصباح في قناة ART وفى المساء يبث برنامجعن تحريم الزنا في قناة اقرأ لكننا صحيح نعيش في عصر المتناقضات ، ثملا تنسى يا أخي أن هذه القناة قد تكون مبررا لأصحاب الأهواء والبسطاء لإدخال جهاز الدش الذي دمر الأسر والمجتمعات ، وحتى لا أكون مبالغا اسأل أهل الاختصاص من الشئونالاجتماعية وغيرها ، ولتعلم أننا نحن المسلمون دائما نبدأ من حيث بدأ الآخرون ولا نبدأمن حيث انتهوا ، فهذه بعض الدول الأوربية بدأت الآن تشعر بخطر القنوات الفضائيةوتحاول الرقابة والحد من المسلسلات الإجرامية والأفلام الهابطة وذلك لما ارتفعتعندهم معدلات الجرائم وال****** " وعقب ثالث ممن يتابعون الحوار فقال : " لا فض فوك فهذا من اللذين يسعون في الأرضفسادا " ([5]) .

(1)http://www.orbit.net/Channels .

(2)http://www.qcv.com/arabic/static/index.htm .

(3)http://www.showtimearabia.com .

(4)http://www.art-tv.net/arabic/ramadan/artAflam.asp .

(1)http://www.alsaha.com/sahat/Forum1/HTML/005052.html .
  #20  
قديم 26-12-2009, 05:01 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

·فتن كقطع الليل المظلم :
قال رَسُولَ اللَّهِ S: ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَ، وْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ) ([1]) ، وقال Sفي فتنة العامة والدهماء : ( ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ ، لا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ : انْقَضَتْ تَمَادَتْ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لا إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ ) ([2]) .
لقد أصبح المسلمون في زمان تتجاذبه الأهواء وتتلاطم فيهأمواج الفتن والإغواء ، فغزو أرضى آخر فضائي يشنه علينا مختلف الأعداء يركزون سهامهم على أهدافمنتقاة ، ونماذج مدروسة ، وبنية الأمة القوية وهم شبابنا الذين يمثلون قلعة حصينة ودرعا منيعا للإسلام على مر التاريخ إذا هم صلحواواستقاموا ، ومن ثم كانوا هم الهدف الأسمى والغنيمة العظمى التي يسعى لكسبها أعداءُ الله الحاقدين ، فيحيكون الدسائس لهم وينصبون الفخاخ في طرقهم، منها الخفي ومنها الواضح المرئي حتى يخرجوهم من حصنهم المنيع ومنهجهم الإسلامي البديع إلى قاذورات الأديان المحرفة و*****تها المضللة ([3])لتصبح أمتنا خائرة القوى ويصبح شبابها ما بين مدمن للمخدرات ومشغول في اتباع الملذات والشهوات ، وما بين صريع لأمراض جنسيةقاتلة ، وما بين مدخن قد أتلفت رئتيه وقلبه تلك السجائر المسمومة ، فخارت قواهم عن مواجهة الأعداء ([4]).
فالأعداء خططوا ونفذوا وشنوا حربا خفية منذ أعوام عديدة وآماد بعيدة ، فأرسلوا إليهم الآن القنوات الفضائية التي تهافت عليها كثير من شباب المسلمين تهافت الفراش على النار، فأضحت الفضائيات في عصرنا عدوا قاتلا لا بالجيش الجرار ولكنبسيئ الأقوال والأفعال فت*** العفة والحياء والمروءة بل وتنشئ المودة والمحبة بين المسلمين والكفار ، فكثير من شبابنا اليوم تجده قد تعلق بممثل كافر أوممثلة ، أو مغنية فاجرة كافرة فيواليهم ويحبهم حتى إنك تسمع أصوات أغنياتهم وعلو قرع طبولهم في سيارته بلاحياء ، فصار البيت كله متعلق بهذه الفضائيات وما يعرض فيها معرضا عن نصيحة الناصحين ، لأن القلوب افتتنت وأشربت بهذا العفن الساقطمن بالوعات الغرب المنتنة فأصبح هو المتحكم ، ولا تتعجب إن رأيت طفلا وطفلة في خامس عمرهما يتعانقان ويقبلان بعضهم بعضا ، أو رأيت هذا الصغير البريء يرقص كالمرأة الطروب والغانية اللعوب ([5]).
وهل اكتفى الأعداء بذلك ؟ لا بل أرسلوا وما زالوا يرسلون إلينا سموما عديدة ، فجعلوا ديار الإسلام هدفا وسوقا لتجارة المخدرات فتناولها من لا يعقل من الشباب ، فأدمن عليهاوربما باع عرضه من أجل جرعة ، وربما سرق وضحى بأمه أو أخته ، ولا غرابة لمثل هذا أنيقدم زوجته أو ابنته لمروج مخدرات يفعل بها ما يشاء ليعطيه جرعة من هذا المخدر المسموم ، وبعد أن تكون نتيجة غزو الأعداء هكذا ، كيف نقوى على مواجهتهم أو إيقاف احتلالهم للعراق وما سيأتي على القائمة ، فالقوة منهكة ، والبنية مهدمة ، والقلوب مأسورة بحب الشهوات ، ولذلك تجد العرب المسلمين صامتين في سكون نائمين بلا عيون .
لقد كان الشباب في صدر الإسلام يطلبون الشهادة في سبيل الله ، بل كان أحدهم يبكى بكاء شديدا لأنه منع من قتال العدو ومواجهته مواجهة الأبطال وجها لوجه بالسيف والرمح والنبال ، فكانت قلوبهم تمتلئ غلا وحنقا على المشركين ، وشوقا إلى نيل الشهادة والفوز بجنات النعيم ، وليس كما يفعلون الآن عند الفوز بالدوري حيث يقوم الشبان برفعهم على أعناقهم وحملهم الدوران بهم .
وشبابنا المسلم إلا منرحم الله ينقاد لتلك القطعان التي شبهها الله عز وجل بالأنعام ، بل إنه فضل الأنعام عليهم لجهلهم بغايتهم فقال : } وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {[الأعراف:179] ، وذلك لأن الأنعام تهتدي لراعيها وتنقاد لمالكها ومن يقوم بعلفها وتتعهدها ، وتعرف من يحسن إليها ممن يسئ إليها ، وهؤلاء لا ينقادون إلى ربهم ولا يعرفون إحسان خالقهم ، ولا يطلبون منه ثوابا ، ولا يخافونه من عقاب ، ومع ذلك ترى كثيرا من المسلمين يمجد أفكارهم ويمتدح انحلالهم ويعلق صورهم على جدرانغرفته أو في سيارته ، وأعظم من ذلك كله من يعلق تلك الصور على صدره دون خوف منالله أو حياء من الناس ، وبالمقابل ترى بعضهم يستحى من إرخاء لحيته أو يعبث فيها على ما حدده له لوطية الغرب وشواذهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .

(1)مسلم في الإيمان برقم (118) من حديث أبي هريرة t .

(2)أبو داود في الفتن والملاحم (4242) ، وصححه الألبانى في صحيح الجامع (4194) .

(1)http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm .

(2)السابق بتصرف .

(1)http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm.
  #21  
قديم 26-12-2009, 05:01 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

إن الإسلام يأمرنا بالخير ومكارم الأخلاق والقرآن يدعونا إلى الاعتصام بحبل الله وينهانا عن الافتراق ، ويحذرنا عاقبة الركون إلى الأعداء ويدعونا لأكمل الأخلاق ، فهل من متمسك بهذا الدين ومحافظ على هذا التراث ؟ إن الشباب كانوا في صدر الإسلام لا هم لهم إلا طاعة الرحمن وليس لهم هدف إلا دخولالجنان ، حيث الحياة الخالدة والعيش الهنيء ، فكانوا يجتمعون على كتاب الله عز وجلحفظا وعلما وتطبيقاوعملا ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ tقَالَ :
(كَانَ شَبَابٌ مِنَالأَنْصَارِ سَبْعِينَ رَجُلا يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ ، كَانُوايَكُونُونَ في الْمَسْجِدِ ، فَإذا أَمْسَوُا انْتَحَوْا نَاحِيَةً مِن الْمَدِينَةِ ، فَيَتَدَارَسُونَ وَيُصَلُّونَ ، يَحْسِبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ في الْمَسْجِدِ ، وَيَحْسِبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ في أَهْلِيهِمْ ، حتى إذا كَانُوا في وَجْهِ الصُّبْحِ اسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ وَاحْتَطَبُوا مِن الْحَطَبِ ، فَجَاءُوا بِهِ فَأَسْنَدُوهُ إِلَى حُجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ S فَبَعَثَهُمُ النَّبِي S جَمِيعًا ، فَأُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، فَدَعَا النَّبِي S عَلَى قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا في صَلاةِ الْغَدَاة ) ([1]) .
فانظروا إلى أولئك الشباب كيف كانوا يقضون أوقاتهم بين المدارسة والمراجعة ثم يختمون ذلك بعمل عظيم ألا وهو جلب الحطب والماءلمن كان له الفضل بعد الله على الأمة أجمع وهو سيد المرسلين S ، فكيف يكون حالهم هل يشعرون بالملل أو السآمة ؟ كان الشباب يغزون مع رسول الله S حيث الموت والرحيل عن الدنيا ، ولم يبالوالأنهم عرفوا أن ما عند الله خير وأبقى ، بل كان أحدهم إذا *** يصرخ بأعلى صوتهوقال : ( اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ) ([2]) ، فتدوي هذه الكلمة في أذن الكافر ويظل يتساءل بم فاز وهو المقتول ، فيجد الجواب بعد حين أنه فاز بالجنة وما لا عين رأت ولا أذن سمعتولا خطر على قلب بشر فيشرح الله صدره للإسلام فيسلم ، فكانت حياتهم جهادا ودعوةحتى الرمق الأخير ، بل كانوا رضوان الله عليهم يستمتعون بفعل الطاعات ويتلذذونبها ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو tقَالَ : ( جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُكُلَّهُ في لَيْلَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ S : إني أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَأَنْ تَمَلَّ فَاقْرَأْهُ في شَهْرٍ ، فَقُلْتُ : دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي ، قَالَ : فَاقْرَأْهُ في عَشْرَةٍ قُلْتُ:دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي،قَال: فَاقْرَأْهُ في سَبْعٍ ، قُلْتُ : دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي ، فَأَبَى ) ([3]) .
فانظروا إلى العهد السابق والشباب الصادق ، الذي صدق مع نفسه وربّه وقان مع شباب العصر قال تعالى : } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئا ً{[مريم:59/60] .

(1)أحمد في المسند برقم (13050) ، وانظر مشكاة المصابيح (1289) .

(1)البخارى في كتاب الجهاد والسير برقم (2801) .

(2)حديث صحيح رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة برقم (1346) .

  #22  
قديم 26-12-2009, 05:02 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الخاتمة
مشروع الفضائيات الإسلامية
*************************************
كان طبيعيا لقنوات تكرس لمثل هذه البرامج ألا تعير اهتماما للبرامج الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى الفضيلة والقيم الإسلامية ، فمن العجب أن أغلب الفضائيات ما زالت تتعامل مع الإسلام كشعار ديني للتبرك به عند افتتاح البرامج حيث تقدم عدة دقائق تلاوة من القرآن الكريم وكذلك عند الختام مرورا بنقل شعائر صلاة الجمعة والأعياد والإشارة إلى مواعيد الأذان ، فضلا عن تقديم الأحاديث الدينية في دقيقتين قبيل نشرات الأخبار كما هو معروف وفق الأساليب اليومية النمطية القديمة ذات الأسلوب التلقيني الخطابي الجامد ، الأسلوب الخال من إثارة كوامن المعرفة وتلقيها والتشويق بوسائل الجذب المشروع ، بالرغم من أن روح العصر تفرض علينا الابتكار والجدية والإبداع وإيجاد وسائل تشويق تجذب الأطفال والشباب ومن ثم الانطلاق نحو فضائيات أرحب وأوسع لإيصال صورة الإسلام الحقيقية إلى الآخرين ([1]) .
ومن هنا توجبت الدعوة إلى إنشاء فضائيات إسلامية ، وأصبح الأمر ملحا منذ أن ظهرت الأقمار الصناعية الرقمية واستخدمت في مجالات البث التليفزيوني ، وخصوصا بعدما تعرضت المنطقة العربية الإسلامية للعديد من القنوات الفضائية الغربية التي حملت أفكارا وثقافات تختلف عن ثقافتنا وقيمنا ، فهذه القنوات تهدد هوية الثقافية العربية والإسلامية ومن هنا شعرت بعض المؤسسات بالمسئولية وأسهمت في إنشاء العديد من القنوات الفضائية التي يغلب عليها النمط الإسلامي،وكان أحد الأهداف التي تسعى إليها هذه القنوات تحسين صورة العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والرد على افتراءاتهم ([2]) .
إن حاجتنا لفضائية إسلامية حاجة ماسة ، فلو سخرت قناة كاملة لبيان التوحيد وما ينقضه من أنواع الشرك وإرشاد الناس إلى صحيح السنة وتحذيرهم من الخرافة والبدعة ورفع راية الفضيلة وكشف عور الرذيلة لعلت رسالة الدعوة التي بعثت بها خير أمة أخرجت للناس .
إن الطموحات الإعلامية تكمن في إطلاق أقمار صناعية إسلامية كما أطلقنا قمرا صناعيا عربيا وآخرين مصريين ، لأن هذا القمر يهدف إلى الدفاع عن الثوابت الإسلامية ، كما أن الغاية من هذه المنظومة أيضا هي الوصول إلى الجمهور الأجنبي بلغاتهم ، والتوجه صوب دول الأمريكتين وأوروبا ، ولذا فإننا نطالب الملوك والأمراء وحكام المسلمين وأصحاب المليارات التي أصابها العفن من كثرة ركودها في البنوك الغربية ، والتي تستخدم في مخططات غزونا فكريا وعسكريا أن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله عز وجل .
نريد أقمارا صناعية إسلامية بهدف الوصول إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم لزيادة معارفهم بأحكام دينهم وعقيدتهم وتعريفهم برسالة الإسلام ، فنسبة كبيرة جدا منهم لديهم أمية دينية وأمية تعليمية خاصة في الدول العربية ، كما أن هذا يفيد بشكل فعال الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية ، لأن هذه الدول تشتاق إلى معرفة الدين الإسلامي الصحيح وتعلم اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، وفهم تعاليم الدين الإسلامي ، ومن ثم تتشارك الجهود في تحقيق الغاية والهدف من حياة المسلمين في كل مكان .
ما المانع أن يكون للجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي قنوات فضائية عامة ومتخصصة تنقل محاضراتها نقلا حيا بلا زخرفة ولا تكلف وتعطي عاملا للقدوة من خلال العلماء وأساتذة الجامعات بدلا من الكم الكبير الذي هيمن على الساحة من المنحلين والمنحلات ممن وصفوا بالزور في هذا العصر أنهم أصحاب الفن ، لابد للشباب من إبراز القدوة الحقيقية التي استبدلها الأعداء بقدوة الممثلين والممثلات والراقصات الفاجرات التي ضجت من خلاعتهم مئات الفضائيات التي تتبناه أكثر الحكومات على نفقة البلاد وقوت العباد .
كما أنه أصبح من الضروري الآن تعديل أو تغيير الصورة الطافية على الساحة الأجنبية للإسلام والدول الإسلامية ، وهذا يستلزم التوجه إليهم بلغتهم ، وهو ما بدأت فيه بعض الدول العربية والإسلامية ونشير إلى أهمية إنشاء قناة باللغة العبرية واللغات الأجنبية ، للوصول للرأي العام النصراني واليهودي ودعوتهم إلى الإسلام والرد على شبهاتهم وبيان الحجة عليهم والمعذرة إلى ربهم ولعلهم يهتدون .
مشروع القناة الهادفة هام جدا ويجب أن تبذل له الكثير من الجهود والطاقات ، ويجب أن ترصد له موازنات ضخمة حتى يستطيع المنافسة في خضم هذه القنوات الفضائية ، ولذلك لابد أن تكون البداية قوية حتى تعطي مصداقية وقبولا منذ البدء وليس بعد حين ، فمن الأسس التي يجب أن تقوم عليها تلك القنوات الإسلامية أن تعتمد الشمولية فيما تقدمه فهي تقدم المادة التربوية والثقافية والدينية فضلا عن المواد الترفيهية ضمن الضوابط الإسلامية ، ويجب أن تكون القناة عامة لكل أفراد المجتمع الطفل له نصيب ، والمرأة كذلك ، فضلا عن الرجل وشريحة الشباب بجنسيه حتى تكون القنوات بديلا معقولا عن الغثاء النازل من الفضاء .
أما لغة الخطاب فتكون بسيطة وعامة وتستهدف المشاهد العادي بالجملة ، ولا بأس من وجود مواد قليلة للمثقفين والنخب الاجتماعية ويمكن لها أن تنافس وبقوة في ظل الزخم الفضائي الهابط والممل ، فالناس أصابها الضجر من القنوات الأخرى التي لا تحترم عقل المشاهد ولا ذوقه ولا تعبأ بخلفيته الدينية وقيمه الاجتماعية ، ولا نشك في أنها بإذن الله سوف تنجح ، ليس بالضرورة ماديا لكن من المؤكد إسلاميا وأدبيا فالناس يتلمسون مثل هذا المشروع وينتظرونه .
وليس من مهمة القنوات الإسلامية جمع الناس حول قضايا معينة بل يكفي أنها تؤدي دورا توعويا في قضايا الأمة الكلية ، أما واقعها الحالي فهي تساهم في دعم قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية الصراع اليهودي في فلسطين وسائر المضطهدين من المسلمين .
فالقناة الإسلامية الهادفة ليست قاصرة على البرامج الدينية بكافة وسائلها ولكنها أوسع من ذلك ، فهي تقدم مواد دينية ومواد تعليمية عامة ، ومواد ترفيهية لأفراد الأسرة ، لكن كل ذلك داخل الإطار الإسلامي ، بمعنى آخر أنها تقدم كل شيء بشرط ألا يخالف أصول الدين وضوابطه المحددة والمتفق عليها ([3]) .
إن النجاح والفشل بيد الله، لكن الأخذ بالأسباب في إمداد هذه القنوات بجيل من الإعلاميين الإسلاميين أصحاب القدرة على المحاورة وفهم الإسلام بصورته الصحيحة يعد أمرا ضروريا على رأس أسباب النجاح ، وإني لأعجب من وجود ألاف المتفوقين النابغين في الدراسات الإسلامية في مختلف الكليات والذين لا يجدون وظيفة في قوائم التعيينات كيف لا يصرفون أنفسهمإلىمثلهذه الغاياتوهم لديهم من الإمكانيات ما يجاوز بمراحل المتأهلين في كليات الإعلام وغيرها ، الذين نبتوا على التربية العلمانية الانحلالية ، إن جيلا واحدا أو جيلين من النابغين في الدراسات الإسلامية وكليات الدعوة وأصول الدين والكليات الشرعية يكفي لإمداد القنوات الفضائية الإسلامية عقودا قادمة ، وذلك إذا اكتسوا بحسن النية والإخلاص لله تعالى وبذلوا الأسباب الصحيحة وتوكلوا على ربهم ([4]) .
وربما يقول البعض : كيف المخرج وما البديل حاليا خاصة وأن متابعة ما يعرض عبر الشاشات بات أمرا لصيقا بالحياة اليومية لجميع الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وثقافاتهم ؟
لا شك أن معالجة مثل هذا الأمر ليست سهلة أو ميسورة ، فلو أن الشخص قام بضبط الأمور في بيتهفلن يسلم من آثار الخلطة بمن له بهم صلة من جيرة أو رحم أو غير ذلك ، لكن جلب أجهزة القنوات الفضائية المختلفة وشراءها وإحضارها للمسكن دون تحفظ أو قيود خطأ فادح لما يترتب عليه من الأضرار الحاضرة والمستقبلية ، ولذا أفتى أهل العلم بتحريم اقتناء تلك الأجهزة في الوقت الحالي طالما أن فيها من الشر المؤكد ما لا يقوى المسلم على دفعه ، ولعل البدائل الثقافية والترفيهية عبر برامج الكمبيوتر النافعة والمفيدة تكون بديلا يملأ فراغ الشباب بما ينفعهم ويوسع مداركهم من غير إضرار بهم ، وتلك البرامج تتناسب مع جميع أفراد الأسرة ذكورا وإناثا صغارا وكبارا .
إننا إن لم نحافظ على أولادنا وبناتنا في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة فسنقع في مستنقع لا مخرج منه إلا بمشيئة الله ، ولنا في حال الغرب الذين أطلقوا لأنفسهم العنان فركبوا كل ما اشتهته أنفسهم من الشهوات المحرمة أعظم عبرة ، فإن ذلك لم يزدهم إلا حسرة وضيقا ونكدا ، فكثر اكتآبهم وتتابعت أزماتهم وزادت نسب الانتحار بينهم ، ألم تر إلى الشباب منهم كيف يبدوا الذكر لوطيا يفاخر بشذوذه ولوطيته ، والأنثى تكون مثار السخرية لو ظلت على بكوريتها قبل الزواج ، حياة بهيمية لا يحكمها منهج رباني ولا ضابط أخلاقي غير اللذة البهيمية والأرصدة المالية فمن من الموحدين يرغب في هذه الحياة ؟!

(1)http://www.alshaqaeq.com/d1.htm ، حوار أجرته مجلة الشقائق بعنوان : أين الفاتح المنتظر لفضائية هادفة ؟ بتصرف .

(1)مثال ذلك قناة اقرأ ، وقناة الشارقة ، ومنظومة فضائيات المجد العربية والإنجليزية ومشروع قناة مكة وطيبة ، وغير ذلك من القنوات التي تبث باللغات الأخرى على الأقمار الأوربية والأمريكية والكندية .

(1)الأحمد : الدكتور مالك الطريق إلى فضائية هادفة ، انظر بتصرف :

(1)السابق بتصرف .
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:48 AM.