قصيدة بلا وجهة والمعنى في بطن الشاعر

[أحمـدنجـم]

قصيدة .. بلا وجهة .. والمعنى في بطن الشاعر


أصعبُ ما يكتبُ شاعرْ


قصيدتُهُ الأولى


يحبو بينَ الكلماتْ


يتعثرْ


بين اللامِ الشمسيةْ


بين الجودةِ والعفويةْ


يتعثرْ


فكتابةُ بيتٍ في تلكِ الأولى


يشبهُ ذاك الجبلَ الأحدبْ


يصعدُ يخشى أن يهوِى


يأملُ بعدَ بلوغِ القمةِ


أن يلثُمَ كوكبْ


يتقربْ


لذاك الوحيِّ الشعريْ


بكلِّ قرابينِ الأخيُلَةِ المنظومةْ


بكلِّ تجاربِهِ .. اللوحاتِ اللفظيةْ


باتت مرسومةْ


يتقربْ


يكتبُ بيتاً من شطرينْ


أو من شطرٍ واحدْ


يبكي الأطلالَ وينعي


ذاكَ الساجدْ


عن غَزَّةَ يكتبُ عَنْ عَزَّةْ


عن تلك العِزَّةِ يكتبْ


يتقربْ


يتهربُ من سوطِ الجلادْ


بتلك التوريةِ (الجبنْ)


من يسألْ


يخبرْهُ ..لم أقصدْ خوفاً


بل أقصدْ جبناً يؤكلْ


يستخدمُ تشبيهاً ضمنيّ


لوصفِ البيتِ العربيّ


حتى يرضيَ كلَّ الأحزابْ


يخشى غضبَ تنابلةِ السلطانْ


يخشى ثورةَ شعبٍ هانْ


نتعجبْ؟


لا عجبَ .. فتلكَ قصيدتُهُ الأولى


ليس الإنصافَ بأنْ يسجنَ من أولِ وهلةْ


أن يُتَّهَمَ بتوزيعِ المنشوراتْ


بِتَسْيِيسِ الكلماتْ


بتقليبِ الرأيِّ العامِ وقلبِ نظامِ الأبياتْ


قد تحملُ أخرى وجهةَ نظرِهْ


قد تخلو من تمييعِ اللفظِ وتعميمِ الأحكامْ


قد تصفو من إغراقِ الكلمةِ في بحرِ عروضْ


قد تنأى عن أغلفةِ الأوهامْ


في تلك الأيامْ


مطموسْ الوجهةِ يربحْ


كهفُ المعنى بطنُ الشاعرْ


ماذا لو ماتَ الشاعر؟


من يُفْصِحْ؟


من يكبحُ هذا الطوفانْ ؟


هل من سدٍ عالٍ يفلحْ؟


لو مات الشاعرْ


بعد قصيدتِهِ الأولى


.....


من يُفْصِحْ؟


مَنْ يُفْصِحْ؟